موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      لا اطيق الاختلاط اهوى الوحده استمتع بقراءة خواطر- ثريدات

      جلست حبيس لا اطيق الاختلاط اهوى الوحده اجدد افكاري استمتع بقراءة خواطر واتصفح المواقع انظر من النافذة والسماء تتلبد بالغيوم واسمع صوت مسجل الموسيقى يصدح من غرفة أخي وبعدها اخذت حاسوبي وفتحته وظغطت عدة ازرار وبدأت ابحث في جوجل واتصفح المواقع وسمعت صوت الأذان ينبعث من مكبرات الصوت فاطفأت الحاسوب وتركته وذهبت وتوضأت وناديت شقيقي ليذهب معي للصلاة فلم اسمع رده ففتحت الباب فوجدته بلا حراك قد فارق الحياة فنزلت دموعي وانا اقول ماذا لو بقيت طوال الوقت حبيس لغرفتي وحاسوبي واخذني الموت فجأة فهذه إشارة من الله لي ان لا اتمادى وان أقبل على الله وانسى أني كنت حبيس غرفتي

      عرض المزيد

      عصابة نيويورك.. روايه مافيا

      عصابة نيويورك

      2025, أدهم محمد

      إثارة وتشويق

      مجانا

      تجد إيفلين دنفر نفسها وسط لعبة خطيرة مع أحد أكثر الرجال نفوذًا في نيويورك، تدرك أن قبول عرض ماكسيم فولودين لم يكن مجرد صفقة عمل. بين الإغراء والخطر، تجد نفسها محاصرة في عالمه الغامض حيث لا تُمنح الفرص، بل تُفرض. فهل ستتمكن من الحفاظ على استقلاليتها.

      إيفلين دنفر

      مصممة ديكور موهوبة، ذكية وقوية الإرادة، تحاول الهروب من نفوذ رجل خطير لكنها تجد نفسها مجبرة على التعامل معه.

      ماكسيم فولودين

      رجل أعمال غامض ونافذ، يملك سمعة مشبوهة وعلاقات قوية، يصر على امتلاك كل ما يريده، بما في ذلك اهتمام إيفلين.

      أندرو لانير

      محامٍ شهير، متورط في عالم النخبة، وكان يعمل مع إيفلين قبل أن يتدخل ماكسيم.
      تم نسخ الرابط
      عصابة نيويورك

       وقفت ضهري لازق في الحيطة المراية بتاعة الأسانسير، وقلبي وعقلي بيجروا سباق مين ينهار الأول.
      
      إيه اللي جابني هنا؟
      
      المبنى ده - وتحديدًا البنتهاوس اللي الأسانسير بيطلعني له دلوقتي - هو آخر مكان كنت عايزة أدخله في حياتي.
      
      خدت نفس عميق، بحاول أهدي أعصابي المتوترة على الآخر.
      
      من يومين جالي استدعاء، وها أنا هنا، بأجل اجتماع مع قنصلية إسبانيا علشان أرضي مزاج راجل عمري ما قابلته قبل كده. راجل سمعته لوحدها كفاية تخلي البرد يجري في ضهري.
      
      بصيت لشاشة الأسانسير، الأرقام اللي بتتغير بتقوللي إني قرّبت أوصل. لفيت وبصيت لنفسي في المراية الكبيرة، عدّلت التنورة الضيقة البيج اللي كنت لابساها، وبصيت في سناني علشان أتأكد إن مفيش آثار لروجّي الأحمر عليها.
      
      الأسانسير وقف بصوت خفيف، وأنا خدت نفس عميق واستعديت. الأبواب الكبيرة اتفتحت قدامي، وكشفت عن أرضية رخام لونها كريمي، متناسقة مع حيطان غامقة ووحدات إضاءة معدن. خدت خطوة مترددة لجوا، وعيني لفّت في المكان، لقيت سلم حلزوني وممرين كبار في اتجاهين عكس بعض.
      
      الحيطان كانت متغطية بفن مودرن كتير، وسرّحت لحظة بتأمله.
      
      "ميس دينفر."
      
      قفزت مكاني لما سمعت اسمي بيتقال من الناحية الشمال. بصيت بسرعة على مصدر الصوت، لقيت راجل طويل، عريض المنكبين، واقف على بعد كام خطوة.
      
      "أهلاً..." قلتها بصوت متماسك بالعافية، وقلبي بيحاول يهدى من الدق اللي هيكسر صدري.
      
      
      
      هز راسه باتجاه الممر اللي جه منه. "من هنا."
      
      كان صوته فيه لكنة خفيفة، وحاولت ما أرتعش وأنا بفكر في مصدرها.
      
      مشيت وراه ناحية المكان اللي توقعت يكون غرفة المعيشة، لأن صوت الكلام كان واضح وجاي من الاتجاه ده. عدّينا على كام باب مقفول، وبعد لحظات كنت واقفة قدام شبابيك من الأرض للسقف، بتطلّ على منظر مبهر للمدينة المضاءة تحتنا.
      
      المدفأة كانت مولعة، مديّة للغرفة الكبيرة إحساس دافئ رغم مساحتها الواسعة.
      
      الكلام وقف فجأة أول ما ظهرت.
      
      على واحد من الكنب الجلد الكبيرة، كان فيه راجل قاعد، طريقة قعدته لوحدها كانت كفاية تقول إنه مليان ثقة في نفسه. دراعاته ممدودة على ضهر الكنبة، ورجله متشابكة فوق التانية.
      
      عينيه الغامقة لمحت عيني، ولثانية، حسيت إني نسيت إزاي أتنفس.
      
      ما كانش عندي أي شك إن ده هو الشخص اللي جيت أقابله.
      
      كان فيه اتنين تانين قاعدين قدامه على الكنبة المقابلة. لمحتهم بسرعة وأنا بحاول أهرب من نظرته اللي بتحللني حرفيًا. واحد كان أصلع وضخم كأنه جدار بشري، والتاني شعره أشقر قصير وعنده عيون زرقة متجمدة. الاتنين كانوا بيبصوا لي بنظرات فضولية، بس فيها جرأة زيادة عن اللزوم.
      
      رجّعت نظري للراجل الأساسي في الغرفة، وحاولت أتكلم بنبرة واثقة. "مساء الخير."
      
      سحب عينه عليّا من فوق لتحت، ومكانش عنده أدنى مشكلة إنه يطوّل وقفته على رجليّ وصدري. طرف بقه ارتفع في ابتسامة مستفزة وواثقة.
      
      "ميس دينفر، شرف كبير إنك خصصتيلي وقتك."
      
      كان صوته فيه نفس اللكنة اللي سمعتها من الراجل اللي ورايا، بس كانت أخف وأقل وضوح.
      
      
      
      رسمت له ابتسامة متحفظة، وأنا عارفة إنه بيحاول يستفزني. "طبعًا."
      
      ما كانش في أي داعي أمثّل إني مبسوطة بوجودي هنا، بس واضح إنه مستمتع بعدم ارتياحي، وأنا ما كنتش من النوع اللي بيسيب الناس تأثر عليه بالساهل.
      
      
      
      بعد لحظة، وقف من مكانه. كان لابس أسود في أسود - كله ماركات غالية - ولاحظت إنه أطول بكتير مما كنت متخيلة.
      
      "اتفضلي معايا في مكتبي." قالها بنبرة هادية، وعينيه الغامقة بعتت رسالة واضحة للرجالة اللي لسه قاعدين مكانهم.
      
      مشيت وراه من غير ولا كلمة. فتح باب على نفس الممر اللي جيت منه، وأشار لي أدخل. "اتفضلي، اقعدي."
      
      أشار على كنبة صغيرة لونها كحلي، مواجهه لترابيزة قهوة من الزجاج الأسود.
      
      حطيت شنطتي واللاب توب عند رجلي، وقعدت. صوابعي راحت تلقائيًا على الخاتم الدهبي الرفيع اللي بلبسه في صباعي الأوسط، وبدأت ألفه بعصبية بين صوابعي.
      
      هو مشى براحة ناحية بار صغير جنب المكتب، وطلع كباية كريستال.
      
      "تحبي تشربي حاجة؟"
      
      "لأ، شكرًا."
      
      هز راسه وكأنه كان متوقع ردي، وصب لنفسه شوية من سائل شفاف من زجاجة فودكا شكلها غالي. أخد رشفة، وبعدها قرر يقعد جنبي على الكنبة، ولسه الكباية في إيده.
      
      توترت في مكاني، مش متأكدة من القرب اللي بقى بيننا.
      
      بص لي بابتسامة خفيفة، ومد إيده الفاضية ناحيتي.
      
      "ماكسيم فولوديم."
      
      مديت إيدي ببطء، ولمست إيده الدافية. قشعريرة غريبة عدّت في ضهري مع الملامسة.
      
      "Evelyn Denver، بس الكل بيناديني Eve."
      
      رد بصوت هادي، تقريبًا هامس: "إيفلين." ورفع صوابعي على شفايفه. "تشرفنا."
      
      
      الحركة الفارسة دي فاجأتني، خصوصًا بعد ما كان بيبصلي بجرأة من شوية. بلعت ريقي بصعوبة، وبصيت بعيد وأنا بسحب إيدي وحطيتها في حجري.
      
      "أنا هنا ليه بالظبط؟"
      
      فضل ساكت لحظة، وبعدها قرر يرد: "اشتريت بيت. وعاوزك تشتغلي عليه."
      
      بصيت له بفضول. "الشخص اللي تواصل معايا باسمك قال إنك مهتم بشغلي. إنت شوفت أي حاجة من شغلي قبل كده؟"
      
      "شُفت. العمدة هيكس صاحبي."
      
      قالها وكأنها حاجة عادية جدًا، كأنه ما لمحش إنه صاحب عمدة نيويورك. ولو حتى نص الكلام اللي سمعته عنه صح، فمعرفته بالعمدة معناها حاجة واحدة: الراجل ده ليه نفوذ أكتر مما كنت متخيلة.
      
      "يعني شوفت الفيلا الصيفي اللي في هامبتونز."
      
      "أيوه، شوفتها. وعجبني ذوقك، وعاوزك تشتغلي معايا."
      
      "أنا ممتنة لكلامك، بس حاليًا عندي مشروع تاني ملتزمة بيه، وده اللي كنت عاوزة أناقشه معاك."
      
      ما حبيتش أوضحله إن الراجل اللي بعتوه عشان يتواصل معايا كان بيزن عليا لدرجة إني ما قدرتش أرفض أكتر من كده.
      
      مديت إيدي ناحية شنطتي عشان أطلع موبايلي وأشوف الجدول عندي.
      
      "ممكن أوفق بين المشاريع وأبدأ معاك خلال شهر أو أكتر شوية. ممكن نحدد معاد للاجتماع وقتها؟"
      
      ظهر على وشه لمحة ضيق سريعة. "أنا مابستناش."
      
      سحبت إيدي من شنطتي بهدوء. "مستر فولودين—"
      
      "ماكسيم." قاطعني وهو بيوقف على رجليه، سايب الكوباية بتاعته نصها مليان على مكتبه.
      
      
      "ماكسيم، أنا آسفة جدًا، بس أنا عندي—"
      
      "لأ، لأ." قاطعني تاني وهو بيشاور عليا بصباعه. "أنا مابستناش. لانير اتبلغ خلاص إنك مش هتقدري تكلمي في المشروع اللي بدأتيه معاه. وكان متفاهم جدًا."
      
      اتسمرت مكاني، مصدومة. هو هدد أندرو لانير؟ واحد من أشهر المحامين في المدينة؟ والأهم، هو عرف منين أنا بشتغل على إيه؟
      
      شعرت بقشعريرة بردت ضهري، وفجأة جسمي اتضخ دم في عروقي بسرعة. إيدي بدأت تعرق، وقلبي دقاته سريعة جدًا.
      
      الراجل ده خطر.
      
      أنا كنت شاكّة في كده من الأول، بس اللحظة دي تحديدًا خلتني أدرك حجم اللي أنا دخلت فيه.
      
      أنا شغلي في ديكور البيوت والمكاتب الحديثة. ولا في أسوأ كوابيسي كنت هتخيل نفسي متورطة مع المافيا الروسية، وبالأخص مع زعيمهم—الراجل اللي قدامي دلوقتي بنتنفس نفس الهوا.
      
      على الأقل ده اللي قالته التقارير القديمة، لو الصحافة اليومين دول لسه بتقول الحقيقة.
      
      أنا حتى عرفت عن ماكسيم فولودين مش بسبب سلسلة الفنادق اللي باسمه، بل بسبب علاقته برجال أعمال روسي تاني اتحبس في قضية غسيل أموال.
      
      ماكسيم اتكى على مكتبه، وعقد دراعاته على صدره العريض.
      
      "قوليلي إيه اللي محتاجاه عشان تشتغلي، وهجيبلك كل حاجة."
      
      "أنا—" بصيت له بذهول، وأفكاري بتتسابق في دماغي. "إحنا حتى ما اتكلمناش عن أجري."
      
      
      
      
      أنا عرفت تسعيرتك، وهضاعفها." قالها بصوت هادي، واضح إنه ارتاح لما حس إني هتعاون. "تعويضًا عن إزعاجك، صح؟"
      
      "مفيش داعي."
      
      "هضاعف تسعيرتك." كررها بنبرة فيها تأكيد واضح إنه مش هيتناقش في الموضوع تاني. "فاضية بكرة بعد الضهر؟"
      
      "آه." قلتها وانا عارفة إن ده مش هيكون له أي تأثير. سواء فاضية أو لأ، هو متوقع إني أفضي نفسي له، وفجأة بقيت عايزة أخلص اللقاء ده بأي طريقة.
      
      "تمام." ظهر على وشه رضا واضح عن استسلامي السريع. "هعدي عليكي في مكتبك الساعة تلاتة. هنروح نشوف البيت وقتها."
      
      هززت راسي وأنا بقوم من مكاني. كنت محتاجة أخرج من وجوده وأفكر شوية.
      
      إيه اللي بعمله؟
      
      أنا جيت هنا عشان أحاول أبعده هو واللي معاه عني شوية، لكن بدل ما أمشي وأنا قافلة الباب ورايا، أنا وعدته إني هشوفه تاني بكرة.
      
      "لازم أمشي." قلتها وأنا بحاول أظهر ثباتي، لكن الحقيقة إن الراجل ده قلقني بأكتر من طريقة.
      
      شديت شنطتي في إيدي واتجهت ناحية الباب.
      
      "هوصلك."
      
      مشيت وهو ورايا، طيفه الكبير محاوطني بطريقة مش مريحة. عند الباب، مد إيده تاني وأخد إيدي، وبحركة سلسة، رفعها لشفايفه للمرة التانية.
      
      "أشوفك بكرة، إيفلين."
      
      

      أذكار السجود

            📌أذكار السجود: 
      1:"🌸سبحان ربي الأعلى🌸" ثلاث مرات أو أكثر
       (صحيح النسائي 1132)✅
      2: "🌸سبحان ربي الأعلى وبحمده🌸" ثلاث مرات 
      (صحيح الجامع 4734)✅
      3: "🌸سبوح قدوس رب الملائكة والروح🌸"
       (صحيح مسلم 487)✅
      4: "🌸سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي 🌸"
      كان يكثر منه  (البخاري 794 مسلم 484)✅
      5: "🌸اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين🌸"
      (صحيح مسلم 771)✅
      6: "🌸اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجِلَّه وأوله وآخره وعلانيته وسِرَّه🌸"
      (صحيح مسلم483)✅
      ⛔️🌸نسأل الله تكن صدقة جارية لأمي وأبي يا أرحم الراحمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلِهِ وصحبه أجمعين🌸⛔️
        
      عرض المزيد

      رمضان كريم 2025

            رمضان كريم 2025♥️🌜
      - اللهم أهل علينا شهر رمضان بالأمن والأمان -
      رمضان كريم 
      "ربي ادخل علينا شهر رمضان ❤️🌙
      وانت راض عنا واجعله شهرآ تتبدل فيه ذنوبنا الي
      حسنات وهمومنا الي افراح واحلامنا الي واقع 
      يارب ❤️🤲"
      " اللهم بلغنَا رمضِان ونحنُ في أحسُن حالَ ، ونحنُ مجَبروين الخواطَر .💛🌙
      رمضاَن كريِم ⁦❤️⁩
      - كل عام وانتم و الاسره الكريمه و جميع الاهل و الاحباب بخير و سعاده و ستر وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ♥️
      رمضان كريم 🌙🌙🌙♥️♥️♥️ 🌙🌙🌙♥️♥️♥️
        
      عرض المزيد

      سايلوس بوابة الاعماق (الفصل الثاني)

      سايلوس بوابة الاعماق 2

      2025, سما أحمد

      دراما رومانسية

      مجانا

      في عالم يمزج بين الأسطورة والغموض، تتشابك مصائر شخصيات غير بشرية تمتلك قوى خارقة، يجمعها البحر في مهمة غامضة تتعلق برسالة تأخرت عن موعدها. في موازاة ذلك، تتصاعد توترات أخرى بين أماليا وكايل، حيث تتحول أمسية رومانسية على متن سفينة إلى تجربة تحمل أسرارًا خفية ومصيرًا غير متوقع.

      زيفار

      مخلوق أسطوري على هيئة ذئب عملاق، يتخذ هيئة بشرية، بارد الطباع، متحكم في الرياح والسرعة الخارقة.

      فليريون

      عنقاء نارية في شكل بشري، نارية الطباع، مشاكسة وذكية، تتحكم في النار وتمتلك قدرة التجدد.

      سايلوس

      كائن غامض من عالم آخر، يتمتع بهيبة وقوة لا يمكن تجاهلهما، يخفي أسرارًا عن سبب وجوده في عالم البشر.
      تم نسخ الرابط
      سايلوس بوابة الاعماق

       
      
      وسط البحر – 9:00 مساءً
      
      كانت السماء ملبدة بالغيوم، والبحر يمتد بلا نهاية، يتلاطم بأمواجه تحت ضوء القمر الخافت. الرياح الباردة تهبّ بعنف، تحمل معها رذاذ الماء المالح، لكن رغم ذلك، ظلت السفينة ثابتة، تتمايل برفق فوق السطح الأسود المتحرك.
      
      عند حافتها، وقف شخصان، أحدهما يتكئ بملل على السور الخشبي، بينما الآخر يعقد ذراعيه بانزعاج واضح.
      
      قال الأول بصوت بارد، خالٍ من أي انفعال، بينما نظر إلى البحر وكأنه لا يعنيه:
      "أشعر بالبرد… لماذا نحن هنا؟ وأيضًا… بدأت أشعر بالملل."
      
      ( زيفار: مخلوق أسطوري على هيئة ذئب عملاق مغطى بطاقة متوهجة، لكن في هذا العالم، يظهر بهيئة بشرية؛ شاب طويل القامة، ذو شعر فضي يميل للأبيض، وعينين فيروزيتين تبثان برودة مخيفة. طبيعته هادئة، باردة، وحسابية، نادرًا ما يُظهر مشاعره، وكأنه منحوت من الجليد. قدراته تتمحور حول الرياح والسرعة الخارقة، ويتحكم في طاقة لا يمكن التنبؤ بها، لكنها تحت سيطرته الكاملة.)
      
      تأففت الفتاة بجانبه، ضربته بمرفقها دون أن تنظر إليه، ثم قالت بسخرية واضحة:
      "أيها الأحمق! ألستَ كلب الطاقة؟ كيف تشعر بأي شيء أصلًا؟"
      
      ( فليريون: عنقاء نارية أسطورية، لكنها تتخذ هيئة بشرية؛ شابة ذات شعر أحمر مشتعل يبدو كأن له حياته الخاصة، وعينين ذهبيتين متوهجتين تعكسان طبيعتها النارية. مشاكسة، حادة الطباع، مليئة بالحياة والطاقة، لكن وراء تهورها ذكاء ناري لا يقل قوة عن لهيبها. تمتلك القدرة على التحكم في النار والتجدد من رمادها، لكن رغم ذلك، تفضل التباهي بقوتها أكثر من استخدامها.)
      
      أمالت فليريون رأسها نحوه، نظرت إليه بنصف ابتسامة مستفزة، ثم أضافت:
      "وأيضًا، نحن هنا لنستلم الرسالة. حاول ألّا تتجمد قبل ذلك، حسنًا؟"
      
      عاد الصمت بينهما، بينما استمر البحر في هيجانه تحت قدميهما.
      
      زفر زيفار بضيق قبل أن يردّ بحدة، دون أن ينظر إليها:
      "أولًا، لستُ كلبًا، أيتها المزعجة."
      
      ثم التفت إليها قليلاً، متجاهلًا نظرتها المتسلية، ليضيف بجدية:
      "ثانيًا، لماذا علينا استلام الرسالة بأنفسنا؟ هل فيها شيء مهم؟ ولماذا تأخرت هكذا؟"
      
      عاد الصمت بينهما للحظة، لكنه لم يكن هادئًا... بل كان أشبه بصمت يسبق العاصفة.
      
      قبل أن تتمكن فليريون من الرد عليه، انفتح باب المقطورة بقوة، ليكشف عن شخص دخل بخطوات ثابتة، هادئة، لكنها تحمل ثقلًا لا يمكن تجاهله. ساد الصمت للحظة، وكأن الهواء نفسه توقف احترامًا لوجوده.
      
      وقف أمامهما، طويل القامة، بهيبة لا تحتاج إلى تفسير. عيناه الحادة مسلطة عليهما، باردة، غير مقروءة، كأنها تحكم عليهما دون أن يتكلم.
      
      ( سايلوس: ليس بشريًا، بل كائن من عالم آخر، جاء إلى عالم البشر لأسباب لا يعلمها إلا هو. في هذه الهيئة، يبدو كرجل وسيم، ذو ملامح دقيقة ووجه بلا عيوب، لكنها خالية من المشاعر تمامًا، وكأنها منحوتة من حجر. عيناه في عالم البشر بلون رمادي قاتم، لا تعكس أي ضوء، مما يزيد من غموضه، لكن في عالمه الحقيقي تتحول إلى زرقاء سماوية متوهجة ببؤبؤ أصفر لامع، وهي العلامة الفارقة لقوته الحقيقية. جسده في شكله الحقيقي ليس مجرد جسد بشري، بل يتخلله وهج طاقة يصعب تفسيره، وكأنه جزء من شيء أعظم من مجرد كائن حي.)
      
      بصوت هادئ، لكنه يحمل في طياته نغمة لا تحتمل الجدل، قال:
      "لقد تأخرت الرسالة أكثر من اللازم. يبدو أن هناك مشكلة."
      
      نظر إليه زيفار بلا تعبير، بينما اكتفت فليريون بإطلاق صفير خافت، وكأنها كانت تتوقع هذا تمامًا.
      
      داخل المطعم – طاولة بالقرب من النافذة
      
      كانت أضواء المطعم خافتة، تعكس أجواءً دافئة تناقض البرودة في قلبها. جلست أماليا مقابلة لكايل، تداعب أصابعها حافة الكوب أمامها، بينما كان هو ينظر إليها بابتسامة خفيفة، لكنها لم تصل لعينيه.
      
      قال بصوت ناعم، بنبرة تحمل دفئًا مصطنعًا:
      "حبيبتي، هل أنهيتِ طعامك؟"
      
      رفعت نظرها إليه، وأجابت باقتضاب:
      "أجل، أنهيته."
      
      وضع الملعقة جانبًا، ثم مال قليلاً للأمام، ناظرًا إليها بعينين تحملان شيئًا لم تستطع تفسيره تمامًا. ابتسامته اتسعت قليلاً قبل أن يقول:
      "جيد، هيا بنا… سأخذكِ إلى مكان مميز."
      
      حدقت به لوهلة، مترددة، لكنها هزّت رأسها في النهاية، متجاهلة الشعور الخافت الذي بدأ يتسلل إلى أعماقها… ذلك الشعور الذي يخبرها بأن هناك شيئًا خاطئًا.
      
      الميناء – 10:15 مساءً
      
      ركبت أماليا السيارة بجوار كايل، الذي كان يقود بصمت، وجهه مسترخٍ لكنه يحمل ظلالًا خفية من الترقب. كانت الأضواء في الشوارع تتلاشى شيئًا فشيئًا كلما اقتربوا من الميناء، حيث ساد الظلام والصمت، ولم يكن يُسمع سوى صوت الأمواج وهي تتكسر على الأرصفة الحجرية.
      
      توقفت السيارة أخيرًا بالقرب من رصيف بحري مهجور، نزلت أماليا أولًا، تلتفت حولها باستغراب، ثم استدار كايل ليخرج من السيارة ويلحق بها.
      
      نظرت إليه بعينين متردّدتين، قبل أن تسأله بصوت خافت:
      "حبيبي... لماذا نحن هنا؟"
      
      أدار وجهه نحوها، ابتسم بثقة وهو يقول:
      "حبيبتي، إنها مفاجأة."
      
      ثم صفق بيديه مرتين، وفجأة، اشتعلت الأضواء على سطح سفينة ضخمة كانت راسية على بعد أمتار قليلة. الأضواء انعكست على سطح الماء، تلمع كأنها نجوم غارقة في البحر.
      
      اتسعت عينا أماليا باندهاش، لكنها لم تجد فرصة للحديث، إذ أمسك كايل بيدها بقوة وسحبها خلفه نحو السفينة.
      
      "هيا، لا تخافي، ستكون ليلة لا تُنسى."
      
      قالها بصوت دافئ، لكن قبضته على يدها كانت أقوى مما ينبغي، وكأنها قيد لا يمكنها الإفلات منه.
      
      خطت أماليا إلى داخل السفينة بخطوات مترددة، وعيناها تتجولان في المكان المزين بطريقة حالمة. كانت الأضواء الناعمة تتراقص على سطح السفينة، بينما تمايلت البالونات الحمراء على شكل قلوب بفعل نسمات البحر الخفيفة. تناثرت الورود الحمراء في كل زاوية، مغطية الطاولات والسياج المعدني للسفينة، حتى بدا المشهد وكأنه مُعد بعناية لسهرة رومانسية لا تُنسى.
      
      وقفت أماليا في منتصف سطح السفينة، تدير عينيها ببطء، محاولة استيعاب المفاجأة. التفتت إلى كايل، الذي كان يراقبها بابتسامة منتشية، وكأنه يتلذذ بردة فعلها.
      
      "كايل… هذا جميل… لكن…"
      
      قبل أن تكمل، اهتزت السفينة قليلًا، وشعرت بحركتها تتغير. التفتت سريعًا نحو البحر، لترى أن المحرك قد بدأ بالعمل، وأن السفينة بدأت بالتحرك مبتعدة عن الميناء.
      
      شعرت بغصة غريبة في حلقها، فأعادت نظرها إلى كايل، الذي كان لا يزال مبتسمًا.
      
      نظرت أماليا إلى الديكور الرومانسي حولها، والدهشة لا تزال مرتسمة على وجهها. البالونات الحمراء تتمايل برقة، والأضواء تنعكس على سطح البحر كنجوم متراقصة. استدارت نحو كايل بابتسامة صغيرة، عيناها تحملان مزيجًا من المفاجأة والارتباك.
      
      قالت بصوت ناعم وهي تنظر إليه:
      "عزيزي… ما كل هذا الجمال؟ ولكن… لمَ كل هذا؟"
      
      اقترب منها كايل، أخذ يدها برفق، ثم همس بابتسامة ساحرة:
      "إنه عيد ميلادكِ، عزيزتي… كل عام وأنتِ معي."
      
      اتسعت عيناها قليلًا، قبل أن تضع يدها على فمها بدهشة:
      "حقًا؟ لقد نسيت تمامًا يوم مولدي!"
      
      ضحك كايل بصوت هادئ، ثم مرر أصابعه بين خصلات شعرها بلطف، بينما همس:
      "كيف يمكنني أن أنسى يوم ميلاد أغلى شخص في حياتي؟"
      
      ابتسمت له، عيناها تلتمعان بالمشاعر الصادقة، ثم قالت بحماس:
      "أنتَ حقًا أفضل حبيب… أنا حقًا أحبك!"
      
      أحاط خصرها بذراعيه، بينما همس لها بالقرب من أذنها:
      "وأنا أيضًا… أحبكِ أكثر مما تتخيلين."
      
      أماليا، التي كانت غارقة في أجواء المفاجأة الجميلة، نظرت إلى كايل بعيون متلألئة بالسعادة. لم تتوقع منه كل هذا التخطيط، وكل هذا الجمال الذي أحاط بها، فأمسكت بيده برقة، ثم سألته بابتسامة مشرقة:
      
      "ولكن… أين نحن متجهون؟"
      
      ضحك كايل بخفة، وضغط على يدها بلطف ليطمئنها قبل أن يقول:
      "إلى منتصف البحر… هناك مفاجأة بانتظارك، وأعدك أنكِ ستعشقينها."
      
      اتسعت ابتسامتها، وامتلأ قلبها بالدفء والثقة. منذ أن التقت بكايل، كان دائمًا يخطط لمفاجآت مميزة تجعلها تشعر بأنها الأهم في حياته، واليوم لم يكن مختلفًا.
      
      أمسكت بذراعه بحماس، وقالت وهي تضحك:
      "أنتَ مذهل، لا أصدق أنكَ فكرت بكل هذا من أجلي!"
      
      مرر يده بين خصلات شعرها بحب، ثم همس لها:
      "أنتِ تستحقين أكثر من هذا بكثير، حبيبتي."
      
      نظرت إليه بامتنان، ثم استدارت نحو البحر، مستمتعة بنسيمه العليل وهو يلامس وجهها، بينما كانت السفينة تواصل رحلتها نحو منتصف المحيط… حيث تنتظرها المفاجأة.
      
      منتصف البحر – 11:00 مساءً
      
      وصلت السفينة أخيرًا إلى منتصف البحر، حيث لم يكن هناك سوى المياه المتلألئة تحت ضوء القمر والنجوم التي بدت وكأنها تراقبهم من الأعلى. كان الجو هادئًا، لا يُسمع سوى صوت الأمواج الرقيقة وهي تتلاطم برفق مع السفينة.
      
      أمسك كايل يد أماليا بلطف، وضغط عليها برقة ليجذب انتباهها. ثم، بابتسامة دافئة، أشار إلى السماء قائلاً:
      "انظري إلى الأعلى، حبيبتي."
      
      رفعت أماليا عينيها بفضول، وما رأته جعل أنفاسها تتوقف لوهلة. كانت السماء قد تزينت بعرض من الأضواء الساطعة، وكأن النجوم نفسها بدأت ترقص من أجلها. ألوان زاهية تملأ السماء في مشهد ساحر، وكأنها دخلت إلى حلم جميل لا ترغب في الاستيقاظ منه.
      
      تألقت عيناها بسعادة خالصة، ثم استدارت إلى كايل وقالت باندهاش:
      "هذا… هذا مذهل! كيف فعلتَ ذلك؟"
      
      ضحك كايل وهو لا يزال ممسكًا بيدها، ثم قال بصوت هادئ مليء بالحنان:
      "لأجلكِ، أماليا… أردتُ أن يكون هذا اليوم لا يُنسى."
      
      كانت هذه لحظة مثالية.
      
      بينما كانت سفينة كايل وأماليا تبحر في هدوء وسط البحر، كانت سفينة أخرى على مقربةٍ منها، غير مرئية لمن عليها، لكنها تراقب كل شيء بصمت.
      
      وقف سايلوس على سطح السفينة، يحدّق بعينيه الباردتين نحو السفينة الأخرى، حيث كانت أماليا تضحك بسعادة مع كايل، غير مدركة أن هناك من يراقبها عن كثب.
      
      قالت فليريون وهي تراقب المشهد بملل:
      "ماذا يفعلون؟"
      
      أجاب زيفار ببرود، عاقدًا ذراعيه أمام صدره:
      "إنه الحب… أو شيءٌ مقرف يشبهه."
      
      ثم التفت نحو سيده، وأضاف سريعًا بصوت أكثر جدية:
      "صحيح، سيدي؟"
      
      لكن حينما وقعت عيناه على سايلوس، ارتجف للحظة… كانت نظراته أشبه بعاصفة قادمة، مزيجًا من الغضب، والغيرة، والتهديد الصامت.
      
      صوت سايلوس اخترق الصمت، منخفضًا لكنه مشحون بالهيمنة:
      "لماذا لم تصل الرسالة بعد؟"
      
      شعر زيفار بتوترٍ مفاجئ، فاعتدل في وقفته وأجاب فورًا:
      "سيدي، نحن في إيطاليا، والبوابة في الفيردلين… أي أن المسافة طويلة جدًا حتى تصل إلى هنا."
      
      ظل سايلوس صامتًا للحظات، ثم أعاد نظره إلى السفينة الأخرى، حيث كانت أماليا تنظر بحب إلى كايل… مشهد جعل الغضب يتصاعد داخله أكثر فأكثر.
      
      قالت فليريون بسرعة، وهي تعقد ذراعيها وتنظر إلى زيفار بتهكم، بينما تعدّل على كلامه:
      "أيها الغبي! اسمها الفلبين وليست الفيردلين، والبوابة في مكان اسمه خندق ماريانا، هل نسيت كل شيء فجأة؟!"
      
      زيفار، الذي كان مستندًا على سور السفينة، أدار عينيه بضجر وردّ ببرود:
      "أوه، عذرًا، آنسة الموسوعة الجغرافية، لم أكن أعلم أنني في امتحان معلومات عامة."
      
      فليريون شبكت يديها أمام صدرها وحدّقت به بحدة، نيران التحدي تشتعل في عينيها:
      "لو كنت تهتم بغير النوم والتذمر، لما أخطأت بهذه السخافة!"
      
      زيفار رفع حاجبه قليلًا ثم مال نحوها بابتسامة جانبية مستفزة:
      "وأنتِ، لو كنتِ تهتمين بشيء آخر غير الجدال معي، ربما كنتِ ستوفرين على نفسك هذا الصداع!"
      
      قبل أن تشتعل مشاجرة أخرى بينهما، جاء صوت سايلوس العميق والحاد ليقطع الجدال كالسيف:
      "كفى."
      
      في لحظة واحدة، ساد الصمت المكان. حتى الأمواج بدت وكأنها تراجعت رهبة من نبرته.
      
      وقف سايلوس بجانب حافة السفينة، معطفه الطويل يتمايل مع الرياح، وشعره الأسود يتطاير بخفة. عينيه، اللتين كانتا بلون الرمادى، لكنه لم يكن بحاجة إلى وهجها الغريب ليبث الرهبة في نفوس من حوله.
      
      التفت إليهما ببطء، نظراته كانت كالجليد، وقال بصوت هادئ لكنه محمّل بالتهديد الخفي:
      "لا يهمني ما اسم المكان، ولا يهمني مدى بُعده… ما يهمني هو لماذا لم تصل الرسالة حتى الآن."
      
      لم يجرؤ أحد على الرد للحظات. ثم تحدث زيفار أخيرًا، بصوت أقل حدة من ذي قبل:
      "سيدي… المسافة طويلة، والرسالة لم تكن جاهزة للإرسال حتى وقت قريب، ولكنها في الطريق بالفعل."
      
      ظل سايلوس يحدّق في الأفق، عيناه تعكسان أمواجًا من الأفكار التي لم يشارك بها أحدًا. وأخيرًا، قال بصوت بارد، وكأن الكلمات كانت تُقال أكثر لنفسه من لغيره:
      "يجب أن تصل… قبل فوات الأوان."
      
      بينما كانت السفينتان تتحركان جنبًا إلى جنب وسط الأمواج، ظهرت شرارة زرقاء خافتة في الهواء بينهما، وكأنها تمزق نسيج الواقع نفسه. ازداد التوهج شيئًا فشيئًا حتى تشكّلت فجوة صغيرة تلتف حولها طاقة غريبة.
      
      "أخيرًا!" قالت فليريون بحماس، وهي تراقب الفتحة تتسع ببطء، قبل أن تنطلق منها لفافة سوداء مختومة بختم ذهبي، تدور في الهواء للحظات، ثم تسقط في يدها مباشرة.
      
      "أوه! لقد وصلت الرسالة!" هتفت بسعادة وهي تقلبها بين يديها.
      
      لكن قبل أن تتمكن من فتحها، يد قوية خاطفة انتزعتها منها في اللحظة الأخيرة.
      
      "هيي! أعدها لي، أيها الذئب المتعجرف!" صاحت بغضب وهي تحاول الإمساك بها مرة أخرى.
      
      زيفار، الذي رفعها عاليًا بعيدًا عن متناولها، ردّ ببرود مستفز:
      "يجب أن تُسلَّم إلى سايلوس أولًا، وليست لمزعجة نارية مثلك!"
      
      "أنا مساعدته أيضًا!" قالت فليريون وهي تحاول القفز للوصول إلى الرسالة، لكن زيفار كان أطول منها، مما زاد من حنقها.
      
      ظل الاثنان يتشاجران، يتبادلان النظرات الغاضبة والدفع الخفيف، وكأنهما طفلان يتصارعان على لعبة.
      
      لكن فجأة…
      
      صوت ارتطام قوي بالماء جعل الاثنين يتوقفان في الحال، يلتفتان بسرعة نحو المكان الذي سقط فيه شيء… أو شخص.
      
      نظرا إلى سايلوس… لكنه لم يكن هناك.
      
      بينما كانت السفينة تتهادى برفق فوق سطح الماء، والنجوم تتلألأ في السماء، نظرت ليا إلى كايل بابتسامة دافئة، وعينيها تتوهجان بالسعادة.
      
      "حبيبي، دعنا نتزوج."
      
      كايل، الذي بدا وكأنه لم يصدق ما سمعه للحظة، ابتسم برقة وهو يضع يده على يدها:
      "أنا موافق، ولكن... أنتِ تعلمين أنني ما زلت في بداية طريقي، وليس لدي المال الكافي لشراء خاتم أو لتحمل نفقات الزفاف."
      
      ليا شدّت على يده بلطف، وكأنها تريد أن تطمئنه:
      "لا تقلق، عزيزي. لدي المال، وأنت وأنا سنصبح شخصًا واحدًا، سنبني كل شيء معًا."
      
      نظر إليها كايل للحظات، ثم تنهد بابتسامة هادئة قبل أن يهمس:
      "حقًا؟ لكن..."
      
      "لا يوجد لكن، أنا وأنت واحد، يا حبيبي." قاطعته بحزم، وعينيها تملؤهما العاطفة.
      
      كايل شعر بانجذاب لا إرادي نحوها، فاقترب منها أكثر وهمس بصوت عميق:
      "حبيبتي، أنا حقًا أحبك كثيرًا..."
      
      ثم، وكأنه يريد أن يخلّد هذه اللحظة، ابتسم فجأة وقال بحماس:
      "ما رأيك أن ألتقط لكِ صورة تذكارية؟"
      
      ليا ضحكت بخفة وهزّت رأسها:
      "حسنًا، لمَ لا؟"
      
      "هيا إذن، اصعدي إلى مقدمة السفينة، سألتقط لكِ صورة جميلة هناك!" قال كايل وهو يشير إلى مقدمة السفينة المزيّنة بالأضواء.
      
      دون أي شك، تحركت ليا بسعادة نحو مقدمة السفينة، غير مدركة لما كان يدور في عقل كايل...
      
      بينما كانت ليا تتقدم نحو مقدمة السفينة، تتأمل الأضواء المنعكسة على سطح البحر، كان كايل يقف خلفها، يخفي ابتسامة خبيثة.
      
      كان قد خطط لكل شيء بعناية، ووضع طبقة خفيفة من الزيت على سطح السفينة، بحيث تفقد توازنها وتنزلق بسهولة.
      
      خطواتها كانت واثقة، لم تكن تشعر بأي خطر، بل كانت سعيدة بالمفاجأة التي أعدها لها كايل... أو هكذا اعتقدت.
      
      ولكن فجأة—
      
      انزلقت قدمها بشدة!
      
      شعرت بجسدها يتهاوى إلى الخلف، وذراعيها تتأرجحان في الهواء بحثًا عن شيء تتشبث به، ولكن بلا جدوى.
      
      لحظة صادمة، صرخة قصيرة قطعت سكون الليل، ثم...
      
      "بووووم!"
      
      سقطت ليا في الماء، وغاص جسدها سريعًا في ظلام البحر البارد.
      
      كايل، الذي كان يراقب المشهد، لم يحاول حتى إنقاذها. بل وقف هناك، ينظر إلى المياه ببرود، وعيناه تلمعان بانتصار شرير.
      
      ابتسم بسخرية وهمس لنفسه:
      "وداعًا، ليا..."
      
      بينما كانت الأمواج تتلاطم برفق حول السفينة، وقف كايل للحظة، ينظر إلى النقطة التي سقطت فيها ليا. لم يظهر على وجهه أي قلق أو ندم، فقط نظرة باردة بلا مشاعر.
      
      رغم أنه لم يعرفها سوى منذ عام واحد، إلا أن ذلك كان كافيًا ليجعلها تثق به تمامًا. لم تكن تدرك أن كل كلمة حب قالها، وكل وعد قطعه، كان مجرد تمثيل متقن. والآن، بعد أن حقق هدفه، لم يعد بحاجة إليها.
      
      استدار بهدوء، وسار نحو مقدمة السفينة، خطواته ثابتة وكأن شيئًا لم يحدث. لم يحاول حتى التأكد مما إذا كانت تحاول السباحة أو النجاة، لم يلتفت وراءه. بالنسبة له، انتهى الأمر.
      
      أمسك بمقود السفينة، وأدارها بعيدًا عن المكان، مُسرعًا بها نحو اليابسة. المحرك هدر بصوت عالٍ، والمياه تباعدت خلفه، بينما كانت ليا تُغرق في أعماق البحر، وحدها، بلا أمل.
      
      لم يكن هناك شهود على هذه الخيانة، سوى القمر المنعكس على سطح الماء... وعيونٍ كانت تراقب من بعيد.
      
      وسط ظلام البحر وبرودة الليل، كانت هناك فتاة تغرق. نظراتها مليئة بالخوف والخذلان. لم تحاول المقاومة، كأنها استسلمت للمصير. كانت تشعر بجسدها يهبط للأسفل ببطء، المياه تحيط بها من كل جانب، عيناها نصف مغلقتين، لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير.
      
      "هل هذه نهايتي؟ هل ينتهي كل شيء هنا؟ هل سأموت هكذا، بلا معنى، بلا فرصة للنجاة؟"
      
      حاولت رفع يدها، لكن جسدها كان ثقيلاً. أنفاسها بدأت تنقطع، والمياه تغزو رئتيها. في تلك اللحظة، لم يكن الخوف مما سيحدث بعدها، بل كان من الألم، من الظلم، من كل ما عاشته حتى هذه اللحظة.
      
      "لماذا؟ لماذا فعلتم بي هذا؟ لماذا كل هذا الألم؟"
      
      قبل أن تفقد وعيها تمامًا، رأت ظلًا يقترب من سطح المياه، كان سريعًا، كأنه يخترق البحر للوصول إليها. هل هو حقيقي؟ أم أنها تتخيل؟ لم تستطع التفكير أكثر، لأن الظلام ابتلعها تمامًا.
      على سطح البحر، كانت الأمواج مضطربة، كأنها تستجيب لغضبٍ خفي. وفي لحظة، اخترق سايلوس الماء، جسده يشق البحر كأنه وُلد منه. عيناه تحولت إلى اللون الرمادي المميت، لا تعكس إلا الغضب، إلا العاصفة التي تشتعل داخله. لم يكن إنقاذها مجرد فعل، بل كان أمرًا محسومًا، كُتب في أعماق كيانه منذ زمنٍ بعيد.
      
      تحرك بسرعة برق، لا شيء أوقفه، لا ضغط الماء ولا ظلمته. مدّ ذراعيه، ولفها بحذر بينهما، يسحبها إلى صدره، يحميها بجسده من برودة البحر القاتلة. للحظة، شعر بضعف أنفاسها، بشحوبها بين يديه، فزادت قبضته عليها، كأنه يتحدى الموت نفسه ليأخذها منه.
      
      ثم، وكأن البحر نفسه يخشاه، اندفع بهما نحو السطح بقوة هائلة، يخرجان من الماء كطيفٍ غاضب، جناحا قوته الخفية تنشر هالة من الطاقة حوله. لم يتوقف، لم ينظر للخلف، فقط حلق في الهواء بسرعة خاطفة، عائداً بها إلى سفينته الخاصة، حيث كان زيفار وفليريون يراقبان المشهد بدهشةٍ وصمت.
      
      هبط على سطح السفينة، قطرات الماء تتطاير من حوله، جسده يقطر غضبًا وقوة، بينما في حضنه كانت ليا، بين الحياة والموت.
      
      في تلك اللحظة، لم يكن في عيني سايلوس سوى وعدٍ واحد...
      "كايل، لقد حكمت على نفسك بالموت."
      
      

      الحياة شـروق وغروب، لا تدع اليأس يستولي عليك، انظر إلى حيث تشرق الشمس كل فجر جديد لتتعلم الدرس الذي أراد الله للناس أن يتعلموه، إنّ الغروب لا يَحُول دون شروق مرة أخرى في كل صبح جد إلى حيث تشرق الشمس كل فجر 👍

      عرض المزيد

      قصه النبي يوسف - قصص الأنبياء

      النبي يوسف

      2025, هاني ماري

      دينية

      مجانا

      تروي هذه الرواية بأسلوب مشوّق وبسيط قصة النبي يوسف عليه السلام، بدايةً من طفولته وحلمه العجيب، مرورًا بخيانة إخوته ورميه في البئر، ثم رحلته في قصر العزيز وسجنه، حتى وصوله إلى حكم مصر ولمّ شمله بأهله

      يوسف

      عليه السلام نبي من أنبياء الله، وذُكر في القرآن الكريم بسورة كاملة تحمل اسمه: سورة يوسف

      يعقوب بن إسحاق

      نبي الله، وهو الأب الحنون الذي يحب يوسف أكثر من باقي أبنائه، لكنه كان يعلم أن ليوسف شأنًا عظيمًا

      إخوة يوسف

      كانوا ١٠ إخوة أكبر من يوسف، بالإضافة إلى أخيه الشقيق بنيامين. كانوا يشعرون بالغيرة من حب أبيهم الزائد ليوسف
      تم نسخ الرابط
      قصه النبي يوسف - قصص الأنبياء

      في قديم الزمان، في أرض كنعان، كان فيه راجل طيب وكبير في العمر اسمه يعقوب بن إسحاق، وهو كان نبي من أنبياء الله. كان عنده ولاد كتير، بس كان فيه ولد واحد مميز عنده جدًا، وهو يوسف. يوسف ماكانش مجرد ولد عادي، ده كان جميل فوق الوصف، ملامحه كانت هادية ورايقة، وعينيه واسعة فيها براءة الأطفال، لكن في نفس الوقت كان فيه في نظرته حاجة مختلفة، حاجة بتقول إنه مش طفل زي أي طفل.
      
      يوسف كان دايمًا قريب من أبوه، يسمع كلامه، ويسأله في كل حاجة. وكان أبوه بيحبه حب فوق الوصف، وده خلى إخواته يحسوا بالغيرة منه. كان عنده أخ شقيق اسمه بنيامين، وكانوا الاتنين قريبين من بعض جدًا، لأن أمهم كانت متوفية، وكانوا بيلاقوا الأمان في حضن بعض.
      
      حلم غيّر كل شيء
      
      في يوم من الأيام، يوسف صحي من النوم وعينيه كانت مليانة فرحة وحيرة في نفس الوقت. جري بسرعة على أبوه وقال له بصوت متحمس:
      
      "يا أبي، أنا حلمت حلم غريب أوي! شُفت إني واقف في مكان كبير، وكان فيه حداشر كوكب، والشمس والقمر كلهم ساجدين ليّ!"
      
      يعقوب بص لابنه يوسف بحنان، لكنه في نفس الوقت كان قلقان، لأنه عارف إن الحلم ده مش مجرد حلم، ده كان رسالة من عند ربنا، وكان معناه كبير جدًا. قعد يفكر لحظة، وبعدها بص لابنه وقال له بصوت هادي، لكن فيه تحذير:
      
      "يا يوسف، متحكيش الحلم ده لإخواتك، لحسن يكيدوا لك كيد كبير."
      
      يوسف كان طفل بريء، مش فاهم ليه أبوه بيقوله كده، بس كان متأكد إن أبوه عارف أكتر منه، فهز رأسه وقرر يسكت عن الحلم. لكنه ماكانش يعرف إن الغيرة اللي جوا إخواته كانت بتزيد يوم عن يوم، وإنهم كانوا بيحقدوا عليه لإن أبوهم كان دايمًا مهتم بيه أكتر منهم.
      
      
      
      
      الوقت عدى، وإخوات يوسف فضلوا شايفين إن أبوهم بيحب يوسف أكتر منهم، وكانوا كل ما يشوفوه معاه بيحسوا بالحقد جوه قلوبهم بيزيد أكتر. وفضلوا يفكروا في حل يخلي أبوهم ينسى يوسف، علشان يبقى ليهم لوحدهم.
      
      في يوم، وهم قاعدين مع بعض بعيد عن أبوهم، بدأوا يتكلموا عن يوسف، وواحد منهم قال بغضب:
      
      "إحنا مش هنرتاح غير لما يوسف يختفي! طول ما هو موجود، أبونا مش شايف حد غيره!"
      
      واحد تاني رد عليه:
      
      "طب نعمل إيه؟ نقتله؟"
      
      لكن واحد من الإخوة كان أقل قسوة شوية، فقال:
      
      "لأ، لأ.. نرميه في بير بعيد! حد غريب يلاقيه وياخده، وأحسن من إننا نقتله بإيدينا!"
      
      وبعد تفكير، استقروا على إنهم ينفذوا خطتهم، لكنهم كانوا محتاجين حجة علشان يخلوا أبوهم يسمح لهم ياخدوا يوسف معاهم.
      
      
      
      رجعوا البيت، وقعدوا يتكلموا مع أبوهم بكل مكر وقالوا له:
      
      "يا أبانا، ما تخليش يوسف دايمًا قاعد جنبك! سيبه يخرج معانا، يلعب شوية في الصحراء، يجري، يستمتع! إحنا هنحافظ عليه، ومش هنسيبه لحظة!"
      
      يعقوب كان قلبه حاسس بحاجة مش مريحة، وكان قلقان على يوسف جدًا، فقال لهم:
      
      "أنا خايف تسيبوه وتيجي ذئب ياكله، وانتو مش واخدين بالكم!"
      
      ضحكوا بسخرية، وقالوا:
      
      "ذئب إيه بس يا أبانا؟! إحنا رجالة، مش هنسيب يوسف لحظة!"
      
      بعد إلحاح شديد، وافق يعقوب على مضض، لكنه كان حاسس إن قلبه مقبوض، وكأنه حاسس إن يوسف مش هيرجع.
      
      
      
      أخدوا يوسف معاهم، وكان فرحان إنه أخيرًا هيخرج معاهم يلعب، لكنه ماكانش يعرف إنهم مخبيين ليه أسوأ مصير. فضلوا ماشيين لحد ما وصلوا عند بير مهجور، وهناك بصوا لبعض، وأحدهم مسك يوسف بقوة، وقال له:
      
      "ودلوقتي يا يوسف، خلينا نشوف إزاي أبوك هيحبك وأنت مش موجود!"
      
      يوسف اتخض، وحاول يقاوم، لكنه كان صغير وضعيف قدامهم. واحد منهم مسكه من إيده، والتاني من رجله، وفجأة، رموه جوه البير!
      
      وقع يوسف جوه، وقلبه كان بيدق بسرعة، وهو مش فاهم إزاي إخواته ممكن يعملوا فيه كده! فضل يبص لفوق، لكنهم ماكانوش حتى باصين له، كانوا واقفين بيتكلموا عن الخطة اللي جاية.
      
      واحد منهم قال:
      
      "لازم نروح لأبونا ونقوله إن الذئب أكله!"
      
      رد عليه التاني:
      
      "صح! تعالوا نحط شوية دم على قميصه، ونقول إننا كنا مشغولين وماقدرناش نحميه!"
      
      وفعلًا، دبحوا شاه، وغمسوا قميص يوسف في دمه، وبعدها رجعوا البيت يبكوا قدام أبوهم، وقالوا له بصوت كله تمثيل:
      
      "يا أبانا، كنا بنجري ورا بعض، وسبنا يوسف لحظة، وفجأة جه الذئب وأكله! ملحقناش ننقذه!"
      
      يعقوب بص للقميص اللي مافهوش أي تمزق، ودموعه نزلت لوحدها، وحس إن ولاده بيكدبوا عليه، لكنه مكنش قادر يعمل حاجة غير إنه يبكي بحزن شديد، ويقول:
      
      "بل سولت لكم أنفسكم أمرًا، فصبر جميل!"
      
      ----- يتبع (رمضان كريم) -----
      
      
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء