موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      إن إلى ربك الرجعى - رواية توعويه

      إن إلى ربك الرجعى

      2025, سعود بن عبدالعزيز

      تاريخيه

      مجانا

      تتناول قصة نضال المصريين في حرب أكتوبر 1973، مركّزة على البطولات والتضحيات التي قدمها الجيش المصري لاستعادة الأرض وكرامة الأمة. تسلط الضوء على الخداع الاستراتيجي الذي مارسته القيادة المصرية بقيادة الرئيس السادات، بالإضافة إلى الإيمان الراسخ والتفاني في خدمة الوطن. تتبع الرواية تحضيرات وتخطيط القوات المسلحة، وتعرض تفاصيل دقيقة عن أولى ساعات الحرب وأحداثها. تبرز القيم الإسلامية والوطنية في شخصية الجنود والقادة، وتُظهر كيف يمكن للإيمان والعمل الجاد أن يحقق النصر.

      الشيخ أحمد شبيب

      تلا الآية الكريمة في فجر يوم 6 أكتوبر على إذاعة القرآن الكريم، وكان صوته علامة فارقة في نشر الإيمان بين الجنود والمواطنين قبل الحرب. يُصور في الرواية كقائد روحي يلهم الشعب بالثقة بالله.

      أنور السادات

      كان القائد الذي تميز بحنكته السياسية والعسكرية. كان صاحب الرؤية الاستراتيجية التي قادت مصر إلى النصر في حرب أكتوبر 1973. يُصوّر في الرواية على أنه قائد حكيم ذو إيمان عميق بالله، حيث يُظهر قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة في لحظات صعبة.

      الفريق أحمد إسماعيل

      لقائد العسكري الذي كان له دور كبير في التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية، وتصميم خطة الحرب التي أدت إلى العبور الناجح للقوات المصرية عبر قناة السويس. يظهر في الرواية كرمز للتفاني والاحترافية، ويُصور كقائد ذي شخصية قوية وأسلوب قيادة صارم، لكنه في الوقت نفسه إنسان مليء بالحنكة.

      اللواء سعد الدين الشاذلي

      أحد أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث. كان له دور بارز في وضع الخطط العسكرية لحرب أكتوبر. تتناول الرواية شخصيته كـ "عقل الحرب" الذي شارك في تصميم استراتيجيات العبور والهجوم على العدو، مع تسليط الضوء على تفانيه في خدمة بلاده واستعداده لتحقيق النصر بأي ثمن.
      تم نسخ الرابط
      إن إلى ربك الرجعى

      0:00 0:00
      أبدأها بتلاوه للشيخ أحمد شبيب في فجر يوم 6 أكتوبر 1973، حين تلا الآية الكريمة عبر إذاعة القرآن الكريم المصرية: ﴿ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ﴾، وكأنه كان يستشعر النصر الذي سيأتي من عند الله قبل ساعات قليلة من بداية الحرب، لتظل هذه الكلمات خالدة في ذاكرة الجنود والشعب المصري.
      
      تُسلّط هذه الرواية الضوء على الصورة المثالية للشخص المسلم، من حيث أخلاقه وانتمائه وواجبه تجاه وطنه، وتنطلق من بطولات الجيش المصري خلال حرب أكتوبر كنموذج يُحتذى في التضحية والفداء.
      
      __________
      
      
      في أعقاب هزيمة يونيو 1967، كانت القوات المسلحة المصرية تمر بمرحلة إعادة بناء شاملة. فقدت مصر في ستة أيام شبه جزيرة سيناء بالكامل، وواجهت البلاد تحديات اقتصادية ونفسية وعسكرية عميقة. ومع تولّي الرئيس أنور السادات الحكم في أكتوبر 1970 بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، بدأت مرحلة جديدة من التفكير الاستراتيجي.
      
      أدرك السادات منذ اليوم الأول أن استعادة سيناء لن تتم إلا بالقوة، ولكن القوة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تكون مصحوبة بخداع، وتوقيت، ودعم سياسي خارجي.
      
      
      بدأ السادات في تنفيذ خطة خداع استراتيجي واسعة النطاق هدفها تضليل العدو الإسرائيلي، وتحييد القوى الدولية، وخاصة الولايات المتحدة.
      
      تضليل إعلامي:
      تم تسريب معلومات متضاربة عن حالة الجيش المصري، تُشير إلى أنه غير مستعد للحرب، وأن القيادة المصرية لا تفكر في المواجهة حاليًا، بل تُركز على الداخل. حتى الصحف الرسمية شاركت في هذه الخطة بنشر مقالات تدعو للسلام، في الوقت الذي كانت فيه الخطط الحربية تُكتب بدقة شديدة في غرف العمليات.
      
      الاستدعاءات الوهمية:
      أُجريت تدريبات عسكرية متعددة على الجبهة، تم خلالها استدعاء الجنود ثم إعادتهم لوحداتهم أكثر من مرة، حتى اعتاد العدو على هذا النشاط واعتبره أمرًا روتينيًا، وهو ما ساعد على تنفيذ الحشد الحقيقي يوم 6 أكتوبر دون أن يشعر العدو بالخطر.
      
      التمويه الدبلوماسي:
      كثّف السادات من تحركاته السياسية، وتحدّث كثيرًا عن الحلول السلمية، وذهب حتى إلى طرد الخبراء السوفييت في 1972، ما أوحى لإسرائيل بأن مصر تبتعد عن خيار الحرب.
      
      بناء الجبهة الداخلية:
      تم دعم المعنويات في الداخل المصري، واستُخدمت الخطابات الرئاسية لبث الثقة في الجيش والشعب، دون كشف نية الحرب. في ذات الوقت، تم تحسين جاهزية القوات المسلحة من خلال التدريب على أساليب قتالية جديدة، وتطوير أسلحة محلية بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي.
      
      
      لم تكن الحرب مصرية فقط، بل كانت عربية. بدأ السادات اتصالات مكثفة مع القيادة السورية، وخاصة مع الرئيس حافظ الأسد، وتم الاتفاق على تنفيذ هجوم مشترك على الجبهتين المصرية والسورية. وأُطلق على الخطة المشتركة اسم "بدر".
      
      كما تم التواصل مع المملكة العربية السعودية والدول الخليجية للحصول على دعم اقتصادي وسياسي، واستعدادهم لاستخدام سلاح النفط في اللحظة المناسبة، وهو ما تحقق لاحقًا بإعلان الملك فيصل وقف تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل.
      
       
      تم وضع خطة عبور دقيقة لقناة السويس، شملت:
      
      تدمير خط بارليف باستخدام خراطيم المياه الضخمة.
      
      عبور أكثر من 80,000 جندي مصري خلال أول ساعات الهجوم.
      
      استخدام قوارب مطاطية ومعدات جسور لعبور المدرعات لاحقًا.
      
      تدمير مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية على الضفة الشرقية.
      
      قادة العملية كان على رأسهم:
      
      اللواء سعد الدين الشاذلي: رئيس الأركان.
      
      الفريق أحمد إسماعيل: وزير الحربية.
      
      اللواء محمد عبد الغني الجمسي: رئيس هيئة العمليات.
      
      كل ضابط كان يعلم أن لحظة الصفر ستكون فاصلة بين التاريخ والعدم.
      
       في تمام الساعة 2:00 ظهرًا من يوم السبت 6 أكتوبر 1973، بدأت المدفعية المصرية قصفًا مكثفًا على مواقع العدو، تلاه عبور القوات المصرية قناة السويس في أضخم عملية عبور برمائية تمت في العصر الحديث.
      
      تم تدمير خط بارليف في خلال ساعات قليلة، ونجحت قوات المشاة المصرية في السيطرة على مواقع عديدة في عمق سيناء، وسط انهيار مفاجئ في الدفاعات الإسرائيلية.
       
      

      قصه النبي يوسف - قصص الأنبياء

      النبي يوسف

      2025, هاني ماري

      دينية

      مجانا

      تروي هذه الرواية بأسلوب مشوّق وبسيط قصة النبي يوسف عليه السلام، بدايةً من طفولته وحلمه العجيب، مرورًا بخيانة إخوته ورميه في البئر، ثم رحلته في قصر العزيز وسجنه، حتى وصوله إلى حكم مصر ولمّ شمله بأهله

      يوسف

      عليه السلام نبي من أنبياء الله، وذُكر في القرآن الكريم بسورة كاملة تحمل اسمه: سورة يوسف

      يعقوب بن إسحاق

      نبي الله، وهو الأب الحنون الذي يحب يوسف أكثر من باقي أبنائه، لكنه كان يعلم أن ليوسف شأنًا عظيمًا

      إخوة يوسف

      كانوا ١٠ إخوة أكبر من يوسف، بالإضافة إلى أخيه الشقيق بنيامين. كانوا يشعرون بالغيرة من حب أبيهم الزائد ليوسف
      تم نسخ الرابط
      قصه النبي يوسف - قصص الأنبياء

      في قديم الزمان، في أرض كنعان، كان فيه راجل طيب وكبير في العمر اسمه يعقوب بن إسحاق، وهو كان نبي من أنبياء الله. كان عنده ولاد كتير، بس كان فيه ولد واحد مميز عنده جدًا، وهو يوسف. يوسف ماكانش مجرد ولد عادي، ده كان جميل فوق الوصف، ملامحه كانت هادية ورايقة، وعينيه واسعة فيها براءة الأطفال، لكن في نفس الوقت كان فيه في نظرته حاجة مختلفة، حاجة بتقول إنه مش طفل زي أي طفل.
      
      يوسف كان دايمًا قريب من أبوه، يسمع كلامه، ويسأله في كل حاجة. وكان أبوه بيحبه حب فوق الوصف، وده خلى إخواته يحسوا بالغيرة منه. كان عنده أخ شقيق اسمه بنيامين، وكانوا الاتنين قريبين من بعض جدًا، لأن أمهم كانت متوفية، وكانوا بيلاقوا الأمان في حضن بعض.
      
      حلم غيّر كل شيء
      
      في يوم من الأيام، يوسف صحي من النوم وعينيه كانت مليانة فرحة وحيرة في نفس الوقت. جري بسرعة على أبوه وقال له بصوت متحمس:
      
      "يا أبي، أنا حلمت حلم غريب أوي! شُفت إني واقف في مكان كبير، وكان فيه حداشر كوكب، والشمس والقمر كلهم ساجدين ليّ!"
      
      يعقوب بص لابنه يوسف بحنان، لكنه في نفس الوقت كان قلقان، لأنه عارف إن الحلم ده مش مجرد حلم، ده كان رسالة من عند ربنا، وكان معناه كبير جدًا. قعد يفكر لحظة، وبعدها بص لابنه وقال له بصوت هادي، لكن فيه تحذير:
      
      "يا يوسف، متحكيش الحلم ده لإخواتك، لحسن يكيدوا لك كيد كبير."
      
      يوسف كان طفل بريء، مش فاهم ليه أبوه بيقوله كده، بس كان متأكد إن أبوه عارف أكتر منه، فهز رأسه وقرر يسكت عن الحلم. لكنه ماكانش يعرف إن الغيرة اللي جوا إخواته كانت بتزيد يوم عن يوم، وإنهم كانوا بيحقدوا عليه لإن أبوهم كان دايمًا مهتم بيه أكتر منهم.
      
      
      
      
      الوقت عدى، وإخوات يوسف فضلوا شايفين إن أبوهم بيحب يوسف أكتر منهم، وكانوا كل ما يشوفوه معاه بيحسوا بالحقد جوه قلوبهم بيزيد أكتر. وفضلوا يفكروا في حل يخلي أبوهم ينسى يوسف، علشان يبقى ليهم لوحدهم.
      
      في يوم، وهم قاعدين مع بعض بعيد عن أبوهم، بدأوا يتكلموا عن يوسف، وواحد منهم قال بغضب:
      
      "إحنا مش هنرتاح غير لما يوسف يختفي! طول ما هو موجود، أبونا مش شايف حد غيره!"
      
      واحد تاني رد عليه:
      
      "طب نعمل إيه؟ نقتله؟"
      
      لكن واحد من الإخوة كان أقل قسوة شوية، فقال:
      
      "لأ، لأ.. نرميه في بير بعيد! حد غريب يلاقيه وياخده، وأحسن من إننا نقتله بإيدينا!"
      
      وبعد تفكير، استقروا على إنهم ينفذوا خطتهم، لكنهم كانوا محتاجين حجة علشان يخلوا أبوهم يسمح لهم ياخدوا يوسف معاهم.
      
      
      
      رجعوا البيت، وقعدوا يتكلموا مع أبوهم بكل مكر وقالوا له:
      
      "يا أبانا، ما تخليش يوسف دايمًا قاعد جنبك! سيبه يخرج معانا، يلعب شوية في الصحراء، يجري، يستمتع! إحنا هنحافظ عليه، ومش هنسيبه لحظة!"
      
      يعقوب كان قلبه حاسس بحاجة مش مريحة، وكان قلقان على يوسف جدًا، فقال لهم:
      
      "أنا خايف تسيبوه وتيجي ذئب ياكله، وانتو مش واخدين بالكم!"
      
      ضحكوا بسخرية، وقالوا:
      
      "ذئب إيه بس يا أبانا؟! إحنا رجالة، مش هنسيب يوسف لحظة!"
      
      بعد إلحاح شديد، وافق يعقوب على مضض، لكنه كان حاسس إن قلبه مقبوض، وكأنه حاسس إن يوسف مش هيرجع.
      
      
      
      أخدوا يوسف معاهم، وكان فرحان إنه أخيرًا هيخرج معاهم يلعب، لكنه ماكانش يعرف إنهم مخبيين ليه أسوأ مصير. فضلوا ماشيين لحد ما وصلوا عند بير مهجور، وهناك بصوا لبعض، وأحدهم مسك يوسف بقوة، وقال له:
      
      "ودلوقتي يا يوسف، خلينا نشوف إزاي أبوك هيحبك وأنت مش موجود!"
      
      يوسف اتخض، وحاول يقاوم، لكنه كان صغير وضعيف قدامهم. واحد منهم مسكه من إيده، والتاني من رجله، وفجأة، رموه جوه البير!
      
      وقع يوسف جوه، وقلبه كان بيدق بسرعة، وهو مش فاهم إزاي إخواته ممكن يعملوا فيه كده! فضل يبص لفوق، لكنهم ماكانوش حتى باصين له، كانوا واقفين بيتكلموا عن الخطة اللي جاية.
      
      واحد منهم قال:
      
      "لازم نروح لأبونا ونقوله إن الذئب أكله!"
      
      رد عليه التاني:
      
      "صح! تعالوا نحط شوية دم على قميصه، ونقول إننا كنا مشغولين وماقدرناش نحميه!"
      
      وفعلًا، دبحوا شاه، وغمسوا قميص يوسف في دمه، وبعدها رجعوا البيت يبكوا قدام أبوهم، وقالوا له بصوت كله تمثيل:
      
      "يا أبانا، كنا بنجري ورا بعض، وسبنا يوسف لحظة، وفجأة جه الذئب وأكله! ملحقناش ننقذه!"
      
      يعقوب بص للقميص اللي مافهوش أي تمزق، ودموعه نزلت لوحدها، وحس إن ولاده بيكدبوا عليه، لكنه مكنش قادر يعمل حاجة غير إنه يبكي بحزن شديد، ويقول:
      
      "بل سولت لكم أنفسكم أمرًا، فصبر جميل!"
      
      ----- يتبع (رمضان كريم) -----
      
      

      رواية جعلتني فصيحًا - جنى عماد

      جعلتني فصيحًا

      2025, چنى عماد

      رومانسية

      مجانا

      براء، شاب يعمل في شركة خاصة، يحمل قلبه مشاعر خفية نحو زميلته هاجر، الفتاة المتحفظة التي تسعى للابتعاد عن الأنظار. رغم حرصها، يجد براء نفسه يراقبها بصمت، ويتسلل الفضول إلى قلبه عندما يكتشف دفترها المليء بالأمنيات. مع مرور الأيام، يزداد يقينه بأنه يريد أن يكون جزءًا من حياتها، ليقرر أخيرًا مصارحتها بعرض زواج صادق

      براء

      شاب يعمل في شركة خاصة، يحمل مشاعر خفية تجاه زميلته هاجر، يسعى للوصول إليها بطريقة تحفظ كرامتها وتتماشى مع مبادئه.

      هاجر

      فتاة متحفظة وملتزمة، تعمل في نفس الشركة، تحاول الابتعاد عن الاختلاط، لكنها تلفت انتباه براء دون أن تقصد، وتحمل في داخلها أحلامًا رومانسية بريئة.

      أمنية

      زميلة هاجر في العمل، تمتلك طبعًا مشاكسًا وفضوليًا، تراقب تصرفات براء وتلمح لمعرفة مشاعره تجاه هاجر.
      تم نسخ الرابط
      رواية جعلتني فصيحًا

       في أحد الشركات الخاصة، وبالأخص داخل تلك الغرفة التي تحتوي على أكثر من مكتب، كل مكتب يحمل فردًا يعمل في تلك الشركة، كان بها مجموعة من الأشخاص المختلطين، شبابًا ونساءً، كان يجلس ذلك الشاب المُدعى براء، ينقر بأصابعه على مكتبه بتوتر، باله مأهول بالأفكار، يريد أن يسأل.. عليها!، وعلى غيابها!!
      هو فقط يريد أن يطمئن عليها، لكن كيف؟ كيف وهي إن علمت ستترك عملها حتمًا؟!! خوفًا من أن تكن هي السبب في نظر رجل إليها -من وجهةِ نظرِها- وحملها لذنبِ.
      
      _هو في ناس مجاتش ولا ايه يا شباب؟؟
      
      قطع سيل أفكاره صوت رجولي، كان زميلًا لهم بالعمل يسأل، وهذا حقًا ما أنقذه، ردت عليه فتاة من الحاضرين تقول:
      
      _لأ دي هاجر بس اللي مش موجودة.
      
      _ليه هو في حاجة؟؟!!
      
      هذا ما قاله مسرعًا بلهفة، الغبي كشف نفسه أمام مجموعة فتيات يظنون دائمًا السيء!! عكس هاچر بكل تأكيد.
      
      نظرت له نفس الفتاة والتي تُدعى أمنية بنظرات لا تنم عن خير، بل تنم عن كل الخبث في عينيها بابتسامتها، واضعة يدها أسفل ذقنها:
      
      _لأ، هتيجي.. مـتـقـلـقـش.
      
      "لا تقلق"!!
      أقالت "لا تقلق"؟!!
      هي حتمًا كشفت أمره تلك الخبيثة، نظر في أوراق الحسابات التي أمامه مسرعًا متصنعًا الإنشغال وعدم اهتمامه بالأمر، كما لو أن الأمر لا يعنيه، لكن بالطبع أنتم تعلمون قلق فؤاده الآن دون أي داعٍ بكل تأكيد!!
      
      دقائق قصيرة وجاءت هاچر، جاءت تلك الفتاة البريئة عن أفعال الفتيات في تلك الأيام، بخمارها الزيتي وملابسها الفضفاضة، جاءت من أسرت قلب رجل مسكين يدعى براء، دون أي مجهود، بل كل محاولاتها كانت تكمن في التخفي عن الأنظار، وكم كانت تخشى نزولها للعمل خشيةً من الإختلاط بالشباب، جلست على مكتبها، بجانبها اليمين أمنية، وجهة اليسار الحائط، اختارت آخر مكتب متواجد بالغرفة، بعيدًا عن كل زملاء العمل الذين ليسوا من جنسها.
      
      _أنتِ اتأخرتِ ليه يا هاجر، كل ده يا بنتي؟؟!!
      
      هذا ما قالته أمنية موجهة حديثها إلى من أتيت للتو، تلك الهاچر، فردت عليها الأخرى بنبرة محذرة متكئة على حروف كلماتها:
      
      _هـاچـر! اسـمـي هـاچـر!! ومش كل شوية هفضل اقول.
      
      عقبت أمنية على حديثها ساخرة مقلدة نبرتها في الحديث بمشاكسة:
      
      _ماشي يا.. هــاچــر!!
      
      رفعت هاچر حاجبها بابتسامة متعجبة، وردت على سؤال صديقتها السابق:
      
      _على العموم يعني، أنا كنت استأذنت من امبارح إني ممكن اتأخر شوية؛ كنت بجيب شوية حاجات كده قبل ما آجي وروّحتها الأول فكنت عارفة إني هتأخر، فعلشان كده استأذنت.
      
      أومأت أمنية بتفهم وهي ترجع بنظرها إلى عملها، قائلة لها هي الأخرى:
      
      _طب الحقي بقى خلصي شغلك علشان لو عرفتِ تروحي بدري؛ علشان باباكِ.
      
      أومأت هاچر وهي تمسك الأوراق تساويهم أمامها، لتبدأ في العمل بإخلاصٍ كهواية مفضلةٍ لها، والمسكينة لا تدري أن هناك من يراقبها من بعيد، وعندما كانت على وشك العلم حين رفعت رأسها بغتة إيان ما كان يتابعها بنظره، أخفض هو رأسه سريعًا ولم تلاحظ.
      
      مر وقتٌ ليس بطويلٍ أو بقصير، والآن.. من المفترض أن يشرح لها زميل ما عن ما يجب فعله، لكن كيف سيذهب لتلك الـ «معقدة» كما تُلقب بالنسبة للكثيرين!!
      
      حسم أمره واستقام واقفًا ذاهبًا إليها ببعض الأوراق، اقترب من المكتب لكن بينهما مسافة كافية وقال مناديًا يلفت انتباهها:
      
      _أستاذة هاجر.
      
      حسنًا، هي الوحيدة الذي يقول لها "أستاذة"؛ احترامًا لها، لكن.. لمَ تلك النظرة الحادة بالله؟؟!!
      
      هذا ما كان يفكر به تلقائيًا، امتدت يده بالأوراق دون أن يتزحزح، بل هي من تزحزت مسافة أخرى مبتعدة قليلًا!!
      
      بدأ يشرح ما يجب أن تفعله هي الآن بعده، لكن.. كان هناك نفس المراقب لها، يشتعل صدره بغيرة يحاول كبتها، لكن.. ليس له أي شأن أن يتكلم، لكن يقسم أنه سيكون له شأنًا عما قريب، ويسعى بقصارى جهده لذلك، حتى أنه منذ فترة بدأ يأخذ ساعات عمل إضافية بعدهم، بعدما يرحل الكثير؛ وذلك ليجمع أكبر قدر من المال ليستطع.. ليستطع أن يكن له شأن بها!
      
      مر الوقت، بل الكثير من الوقت، وذهب كل من بالمكتب حوله، لكنه ظل جالسًا يعمل، رغمًا عن ألم رأسه الذي سيفتك جمجمته، لكن.. هاچر تستحق، وبكل تأكيد.
      

      نظر إلى مكتبها المقابل له، رأي دفترًا ساكنًا على سطح المكتب، يراه دائمًا معها وتضعه في درجٍ بمكتبها، ربما نسته اليوم. كان فضوله كالشمعة تشتعل، وللحق، فضوله هو من قاده، والنتيجة هو جلوسه على كرسي مكتبها يمسك الدفتر بين راحتيه، فتح أول صفحة ووجد بخط مزخرف عريض في منتصف الصفحة «ربــمــا تــتــحــقــق»، قاده فضوله أكثر، ففر على صفحة أخرى: _ربـمـا تـتـحـقـق! ربما، ربما سأجد لي ملاذًا، متجسدًا على هيئة شخص، ربما سأجد أمانًا، يحاوطني ويحتضن قلبي. ربما، يأتي الشخص الصالح، الذي يصلحني ويصلح علاقتي بالله، ويرمم جروح قلبي بكلماتٍ فصيحة حنونة، يحتضن آلامي ويخفيها. أتمنى.. فقط أتمنى، أن يكون حنونًا، صالحًا، غير مستهزئًا بي، وبكلماتِي التي أكتبها. أريده إن قلت له جزء من شعرٍ أو خاطرة، يكمله هو لي بشغف مبتدئ يتعلم السير مثلًا!! أحلامها بسيطة.. مثلها! يتمنى في أقل وقتٍ ممكن، أن يُكتب في هذا الدفتر "قد تحقق" بدلًا من "ربما". كاد أن يكمل باقي الصفحات، لكن داهمه الصداع من جديد، لن يستطع الإكمال أكثر من ذلك حقًا، فتخلى عن فرصة زيادة الأجر للساعات الإضافية اليوم، واستأذن من رب عمله ورحل. مر الليل وقمره، واسدلت ستائر ضوء الشمس، أتت هاچر مبكرًا في ذلك اليوم عندما تذكرت أنها لم تخبئ دفترها، وربما وقع في يد أحد! لم يأتِ براء ولم تلاحظ هي، هي حتى لا تعلم كم رجل يكون بالغرفة!! مر يوم آخر وأتى براء، وبعد مدة العمل الرسمية ذهب الجميع، وانتظر هو ساعات إضافية لعله يأخذ أجر أكبر، تسحب وذهب لمكتبها، علم مكان الدرج الخاص بدفترها وفتحه، وقرأ صفحات أخرى من الدفتر. وهكذا مرت الكثير من الأيام: يأتي الجميع، يذهبون بعد مدة العمل الرسمية، يظل هو يعمل وقبل أن يرحل يقرأ بعض الصفحات. في يومٍ ما بعد مدة ربما طويلة نوعًا ما، كان يقف أمام بوابة شركتهم الصغيرة بالخارج، ينتظر مجيء شخص ما، وكلنا نعلم من المقصود بالشخص!! أتى الشخص المنتظر فنادى هو سريعًا وهو يراها تسرع خطواتها: _هـاچـر!! وقفت بغتة ونظرت مكان المنادي، لفت نظرها النداء وخاصةً أن لا أحد يقول اسمها كما تحب أن يقال، لكنه قاله! حسنًا نظرت، لكن نظرها حادة كالصقر، رافضة أي تعامل أو حديثٍ يُدار بينهما أو بين أي شاب، توتر المسكين وتلجلج، ضاعت كل التجارب الذي أدّاها الأمس بغرفته، نظر لها ولأول مرة ينظر لها وهي تعلم، كادت أن تذهب وتتركه، وربما تحرجه، لكنه قال سريعًا: _أتقبلين أن أكون ملاذًا لكِ؟، أتقبلين أن أكون أمانًا يحاوطكِ ويحاوط قلبك؟، أتقبلين أن أرمم جروح قلبك وآلامه؟، أتقبلين أن أكون سكنًا تسكني إليه؟، وأن تكوني سكنًا أسكن إليه؟، أتقبلين أن نصنع مودة ورحمة بيننا؟؟ استعاد أنفاسه التي هربت منه، لكنه أكمل بتوتر أكبر: _أتقبلين أن تكوني زوجتي يا.. يا هــاچــر؟! نفس الأمنيات؟؟ نفس الأمنيات التي سألتها من الله يقدمها هو لها؟؟!! رقت نظراتها، ارتسمت ابتسامة بسيطة جدًا على ثغرها، حاولت اخفائها لكنها ظهرت وأعلنت تمردها، أخرجت ورقة وقلم من حقيقة كتفها وكتبت شيء دون أن تتكلم، مدت يدها بالورقة وأمسكها هو بتعجب، قرأ ما به فوجده رقم هاتف، أكتبت رقم هاتفها؟!! نظر لأسفل الرقم فوجد جملة"رقم والدي"، ارتسمت ابتسامة بلهاء على وجهه، وهو ينظر لها بفرحة غامرة قائلًا ببلاهة: _بجد؟!!! أعلنت ابتسامتها العصيان وظهرت، فأومأت هاچر بخفة ودخلت الشركة، رحلت وتركته قبل أن تظهر ابتسامتها الواسعة التي تحاول كبتها، وهكذا.. تمت أول خطوة بالنسبة له، دون أي تجاوز أو محرمات، علاقة بدايتها كانت مرضاة لله، دون أي حديث يدور بينهما، دون أي كلمات حب وغرام متبادلة، دون قلوبٍ تُرسل أو مكالماتٍ تحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، علاقة كانت بدايتها خطبة، وآخرها زواج بإذن ربه. #اسكريبت_چينيا
      رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء