موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رواية عفيفة ولكن الزمن

        عفيفة ولكن الزمن

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        راهبة جميه وعفيفه رجعت بلدها في باتانجاس. في طريقها، قابلت رايفر، شاب غني أنقذها من حرامي. رايفر أعجب بيها وقرر يوصلها لحد أرض أبوها، وكمان ساعدها في الزراعة. الرواية بتحكي عن مشاعرهم اللي بدأت تظهر، وإزاي أديل حست بتناقض كبير بين حياتها كراهبة وقلبها اللي بدأ ينبض بالحب.

        أديل

        اهبة جميله ومحترمه، بتحب الطبيعة والزراعة، وبترجع بلدها في باتانجاس. بتلاقي نفسها في موقف صعب لما بتقابل رايفر، وبتبدأ تحس بمشاعر جديدة بتتناقض مع حياتها الروحية.

        رايفر

        شاب وسيم وغني، جاي من أمريكا. بيظهر قدام أديل بالصدفة وبينقذها من السرقة. بيعجب بيها من أول نظرة، وبيكون عنده إصرار يتقرب منها رغم إنها راهبة، وبيعبر عن مشاعره ليها بصراحة.
        تم نسخ الرابط
        رواية عفيفة ولكن الزمن

        اديل
        
        كنت بتفرج على السما، جمالها بجد ميتوصفش والسحب لونها أزرق. فيه عصافير كتير طايرة في السما وحرين وهما بيطيروا. يا رب ماحدش يحبسهم لو فيه حد مسكهم. الجو جميل النهاردة ومفيش عواصف أو رياح شديدة جاية. الفلبين اتعرضت لكوارث صعبة السنة دي، حصل زلزال قوته 7.8 درجة في مينداناو. الزلزال ماحصلش مرة واحدة بس، لكن اتكرر كذا مرة في مينداناو خصوصاً في دافاو.
        صعبانين عليا السكان عشان بيوتهم وحاجاتهم اللي تعبوا فيها اتهدمت. الكارثة اللي بعدها كانت تلات عواصف شديدة عملت فيضانات وانهيارات أرضية في باجيو والمناطق اللي جنبها في شمال لوزون. لو فكرنا فيها، الجو بقى مخيف الأيام دي عشان فيه جرايم كتير بتحصل في أماكن مختلفة في البلد خصوصاً في مانيلا.
        نفسي أزور أهلي في البلد عشان بقالنا أربع شهور ما اتقابلناش ولا شوفنا بعض. وحشتني أمي جداً وخصوصاً طبخها، أكلة اسمها "بيناكبيت" بالجمبري وسمك بلطي مقلي اللي بيتاكل مع خل حامض.
        أنا جعانة فجأة. بطني بتصوصو.
        "يا أخت أديل، بدور عليكي من بدري، كويس إنك هنا في الجنينة. واو، شجرة البابايا بتاعتك كبرت شوية" أختي أميليا كانت مبهورة بشجرة البابايا بتاعتي. عينيها وسعت وهي بتبص على الزرع بتاعي.
        "أنا حطيتلها سماد يا أخت أميليا عشان كده كبرت بسرعة وماتاكلهاش الدود وهي لسه صغيرة" قلت.
        "فعلاً بتاخدي بالك منها كويس يا أختي، قلتيلي إنك هتاخدي إجازة وتروحي البلد، هتمشي إمتى بقى يا أخت أديل؟" سألتني.
        "أنا جهزت شنطتي خلاص وممكن أمشي بعد شوية، غالباً هروح بالأتوبيس يا أختي" قلت.
        "خدي بالك من نفسك وإنتي راجعة يا أخت أديل" نصحتني إني أكون حريصة.
        ابتسمتلها.
        "طبعاً هاخد بالي من نفسي وإنا راجعة" قلت.
        "هستناكي لما ترجعي" هي واحدة من أقرب صحابي في الكنيسة. حضنتني جامد.
        "متشكرة جداً يا أخت أميليا" قلت.
        جهزت الحاجات اللي هاخدها معايا وأنا راجعة البلد. محطة الأتوبيس كانت بعيدة شوية فركبت "تريكل" عشان أوصل لمحطة الأتوبيس اللي بيودّي على باتانجاس.
        حد مسك إيدي أول ما نزلت من التريكل.
        "يا آنسة، إياكي تفكري تصرخي عشان مش هتردد إني أغرز السكينة دي في بطنك! هاتي فلوسك وموبايلك حالاً" قالي بلهجة آمرة ووشه كان يخوف.
        بلعت ريقي وجسمي كان بيرتعش من الرعب والخوف عشان كان ماسك سكينة وممكن يكون مش بيهزر ويغرزها فيا. من كتر خوفي، اديته اللي هو عايزه على طول عشان مايأذينيش.
        يا رب ساعدني لو سمحت. يا رب الشخص ده مايأذنيش.
        "إيه ده! يالهوي، ده عيل قذر" سمعت صوت راجل عالي ورايا. جري بسرعة ورا الحرامي عشان يرجع شنطتي. كان راجل طويل وشكله غني هو اللي جري ورا الراجل الوحش ده.
        شفت بعيني إزاي كان بيضربه بالبوكسات في وشه وركله بقوة في بطنه. عينيها وسعت وأنا ببص عليهم هما الاتنين. الحرامي ماقدرش يدافع عن نفسه قدام الراجل اللي جري وراه. الراجل ضربه بالبوكس في وشه فوقع على الأرض وخد شنطتي من إيده.
        
                    "يا قذر، بتسرق راهبة بريئة ماعرفتش تدافع عن نفسها، روح الكنيسة يمكن قرونك دي تقل شوية يا حيوان!" فكه اتقرص. "هاخدك بالشبشب" قال.
        "صوابعي اتخربشت بسبب وشك المقرف ده" قال.
        شفت رجليه بتقرب من المكان اللي أنا واقفة فيه. كان ماسك شنطتي وكان شاطر جداً في الخناق والبوكسات مع الحرامي ده.
        بص في وشي أول ما قرب من المكان اللي أنا واقفة فيه.
        "أهلاً" قال وهو بيحك في راسه. "آه يا أختي، دي شنطتك، كويس إني أخدت بالي بسرعة إن الراجل ده بيسرقك، على فكرة أنا هعرفك بنفسي، أنا رايفر سيباستيان" مسح إيده ومدها قدامي.
        بصيت على إيده وهي ممدودة قدامي.
        "أختك أديل دومينجو، اتشرفت بمعرفتك يا رايفر" قلت وسلمت عليه.
        هو كان طويل شوية فكنت باصة لفوق عشان أشوفه.
        "الحرامي ده آذاكي يا أختي؟ فيه حاجة ناقصة من حاجتك؟ شوفي كده" سألني وده بسطني. فتحت شنطتي وبصيت على الحاجة اللي فيها وشفت إن كل حاجة كاملة.
        
        
        
        
        
        أنا كويسة وشكراً ليك، حاجتي كلها كاملة. الفلوس والموبايل مهمين ليا عشان أنا راجعة البلد النهاردة" قلتله.
        "آه يا أختي، ممكن أطلب رقم تليفونك لو مافيش مانع؟" قال.
        "ممكن طبعاً" قلت. اديته رقم تليفوني وهو باين عليه شخص طيب عشان أنقذني من الحرامي.
        "بلدك فين يا أخت أديل؟" سأل.
        "في باتانجاس، ليه بتسأل يا رايفر؟" سألته.
        بص على الحاجات اللي أنا شايلاها عشان راجعة البلد.
        "ده قريبة، أنا افتكرتها بعيدة، لو مافيش مانع أوصلك لحد البيت، ماتقلقيش أنا فاضي خالص، عشان ممكن يحصلك حاجة تاني" قال.
        بوقي اتفتح من كلامه.
        "لا لا يا رايفر، أنا كويسة بجد، هركب الأتوبيس وأروح" رفضت عرضه.
        "يا أختي إنتي شايلة حاجات كتير، هتشيلها إزاي، ده كله هييجي في العربية، ماتقلقيش أنا كاثوليكي زيكم وقريب من القسس والراهبات، خليني أوصلك يا أختي" قال. هو كان فعلاً عايز يوصلني لحد بيتنا في باتانجاس.
        "عيب عليك، يمكن تكون مشغول، يمكن عندك حاجات عايز تعملها يا رايفر؟" قلت.
        "مافيش حاجة عايز أعملها النهاردة يا أختي وأنا موافق أوصلك عشان تبقي بأمان" قال.
        "بصراحة إنت رغاى، ماشي خلاص" وافقت على طلبه واتفاجئت إنه حضني جامد.
        "أيوة أخيراً وافقتي إني أوصلك يا أختي، استني هروح أجيب عربيتي" قال.
        كان مكسوف منه أوي عشان هو عرض إنه يوصلني لحد باتانجاس.
        ساعدني أحط شنطي في الكنبة اللي ورا وركبت عربيته الغالية.
        العربية اتحركت ومشيت من المكان اللي اتقابلنا فيه أول مرة.
        "يا أختي أنا أعرف مكان حلو في تاجايتاي، يمكن تحبي تتفسحي معايا" قال.
        "لا لا مش عايزة، أنا ماليش في الفسح" قلت.
        "يا أختي ينفع أنا معاكي، أنا هتصرف في الأكل وكل حاجة" قال.
        "يا رايفر، إحنا لسه متعرفين على بعض، إيه كل الطيب ده؟ ليه بتعمل كده؟" سألته.
        بص عليا.
        "قلبي ارتاحلك يا أختي" قال. كنا في نص الطريق لباتانجاس.
        "كده يعني" قلت.
        "يا أختي، اربطي حزام الأمان عشان عربيتي بتعيط" قال.
        "هاه، أنا آسفة، نسيت أربط حزام الأمان عشان كده عربيتك عاملة صوت" قلتله.
        أنا مابعرفش أربط حزام الأمان فعربيته وقفت على جنب الطريق وهو اللي ربطهولي. وشه كان قريب جداً من وشي. ده بيخليني مكسوفة.
        عيني ثبتت على وشه. وشه كان بيرفكت، و فكه مظبوط، ومناخيره واقفة وشفافه كانت حمرا، ووشه ناعم أوي وريحته كانت حلوة.
        "يا أختي بالراحة وإنتي بتبصي عليا عشان مابصاتك دي هتسيحني" اتفاجئت من كلامه فبصيت بعيد.
        بلعت ريقي.
        أخيراً خلص من حزام الأمان ومشي من قدامي.
        يا كسوفك يا أديل، هو شافك وإنتي بتبصي على وشه. يا رب سامحني لو كنت ببص عليه لكن مكنش فيه أي شهوة. أنا مابحبش أعمل معصية عشان أنا راهبة.
        
        رايفر
        وصلت أختي أديل لحد بيتها وعرفت عنوانها بالظبط. بعتلها طلب صداقة على فيسبوك ووافقت عليه على طول.
        هقعد في فندق لحد ما أكون هنا في باتانجاس. معرفش إيه اللي جيه في دماغي وخلاني أوصل البنت دي لحد باتانجاس. بصراحة هي لطيفة ووشها جميل أوي. يالله! فجأة عضوي الذكري انتصب.
        يالله!
        موبايلي رن فجاوبت على طول. ده مارك اللي بيتصل فجاوبت.
        "يا رايفر، إحنا مستنينك في البار من بدري، ليه مجتش؟" يا إلهي، صوته كان عالي أوي. اللعنة، ودانى هتنفجر من صوته.
        "مش هقدر أجي عشان أنا في باتانجاس دلوقتي" قلت.
        "أنت قذر يا رايفر إيه اللي بتعمله في باتانجاس وليه إنت هناك؟ ما تقوليش إنك هناك عشان تصاحب بنات؟"
        "مش عارف، بصراحة مابقيتش عايز أصاحب بنات يا صاحبي" قلت وهو ضحك في التليفون.
        "صاحبي، ده إنت بجد؟ قولي الحقيقة يا صاحبي إيه اللي بتعمله في باتانجاس من غير سبب عشان أنا عارفك كويس؟" قال.
        "هقولك لما أرجع مانيلا" قلت ببرود.
        زمان كنت بحب أتكلم مع أصحابي لكن دلوقتي مابقاش ليا نفس. قفلت المكالمة على طول. نفسي أتصل بأختي أديل بس أكيد هي نايمة دلوقتي.
        بصيت في السقف!
        
        
        
        
        
        
        أنا عمري ما كنت كده مع أي بنت عرفتها، بس هي خلت عقلي وروحي يتلخبطوا.
        بقيت متردد أكلمها ولا لأ. فضلت ماسك التليفون.
        بس خلاص، مش هكلمها دلوقتي، ممكن تكون بتستريح عشان تعبت من السفر.
        فتحت الفيسبوك وقعدت أتفرج على صفحتها. الأخت دي جميلة أوي بجد، ضحكتها تخليك تقع في حبها.
        عملت رياكت على بوستاتها وقلب على حالتها اليومية بتاعة النهارده.
        أنا شكلي معجب بيكي يا أختي أديل...
        إيه اللي بيحصلي ده! فجأة صدعت.
        نفخت هوا بقوة.
        
        
        
        
        أديل
        الجو حلو النهاردة وعايزة أزرع خضار في أرض بابا. أنا متعودة أصحي الصبح قبل ما الشمس تطلع. من كل الشغل اللي بعمله، أكتر حاجة بحبها هي الزراعة.
        رتبت السرير قبل ما أخرج من الأوضة.
        "صباح الخير يا بنتي، الفطار جاهز، عشان تاكلي" قالت أمي وهي بترص الأطباق على السفرة.
        "صباح الخير يا أمي، شكله أكلك ده يفتح النفس" قلت.
        "طبعاً عشان بنتي الطيبة والجميلة اللي جاية من مانيلا وصلت، مش قلتيلي إنك اتسرقتي إمبارح في مانيلا؟ مين الراجل اللي ساعدك ده يا أديل؟" أمي سألتني بفضول.
        عضيت على شفايفي.
        "رايفر سيباستيان يا أمي، هو من مانيلا، إنتي عارفة يا أمي هو اللي عرض يوصلني لحد هنا في باتانجاس، هو طيب أوي" قلت.
        "كويس إن لسه فيه ناس طيبة في الدنيا يا بنتي، ونصيحتي ليكي دايماً خدي بالك من نفسك وإنتي في مانيلا عشان إحنا مانعرفش إيه اللي ممكن يحصل دلوقتي، الدنيا بقت خطيرة وناس كتير بقت وحشة ومابتخافش من ربنا" قالت.
        "عندك حق يا أمي عشان كده أنا باخد بالي من نفسي دلوقتي" قلتلها.
        قعدت قدام السفرة. أكلت وشبعت من الرز المقلي والسمك المملح اللي أمي عملته للفطار.
        خدت الفأس والمسمار عشان هبتدي أزرع في الأرض النهاردة.
        كنت مستنية "تريكل" عشان يوديني الأرض عشان شايلة حاجات. عربية وقفت قدامي ونزلت الزجاج الغامق بتاعها.
        "صباح الخير يا أختي" اتفاجئت إن رايفر هو اللي سلم عليا. نزل من عربيته.
        "صباح الخير يا رايفر، أنا افتكرتك رجعت مانيلا؟ بتعمل إيه هنا؟" سألته.
        "بصراحة يا أختي أنا لسه ما رجعتش مانيلا عشان هاخد إجازة هنا في باتانجاس، هنا فيه شواطئ كتير ممكن الواحد يروحها" قال. "إيه اللي ماسكاه ده يا أختي؟" جبينه كرمش وهو بيبص عليا.
        "أنا هزرع في أرض بابا" جاوبت.
        "بجد هتزرعي؟ تعالي معايا، أنا فاضي دلوقتي وهوديكي أرض باباكي" قال.
        "أنا مش هعطلك يا رايفر، يمكن تكون بتعمل حاجة تانية، أنا كويسة وهستني تريكل يوديني الأرض. فيه عربيات بتعدي هنا" قلت.
        خد الفأس والمسمار من إيدي من غير ما يتكلم. فتح العربية وحط الفأس والمسمار جواها. يالهوي على كسوفي.
        "تعالي معايا يا أختي" قال. ماكانش فيه حاجة أعملها غير إني أروح معاه. العربية اتحركت ودلوقتي إحنا في طريقنا للطريق السريع.
        "شكراً يا رايفر، أنت بتتعب نفسك عشان توصلني لأرض بابا" قلتله وأنا مكسوفة.
        "ولا يهمك، إنتي عارفة من أول ما عرفتك وأنا مرتاحلك أوي" قال بجدية وبصلي فخدي احمر. الكلام ده ليه معنى.
        "شكراً يا رايفر" قلت.
        "فين أرض باباكي عشان ما أتوهش. بس لو أتوه معاكي مش مشكلة" قال بيهزر.
        "ده كان هزار يا رايفر؟" سألته.
        "إيه ده؟" جبينه كرمش.
        "ولا حاجة، إمشي على طول بعربيتك وبعدين في الملف اللي على اليمين وده الطريق لأرض بابا" قلتله.
        
                    "يا أختي إنتي شاطرة أوي عشان بتحبي الزراعة، على فكرة الزراعة دي حاجة حلوة أوي لما جسمك يتعود عليها" قال.
        "بـ بحب أزرع خضار أوي يا رايفر" قلت.
        "كويس أوي" عربيته لفت يمين وإحنا قربنا من أرض بابا.
        عربيته وقفت قدام كوخ. كان بيبص حواليه. نزل بسرعة من عربيته وفتحلي الباب.
        مسك إيدي وأنا نازلة من العربية. الراجل ده جنتلمان أوي وطيب كمان.
        "شكراً جزيلاً تاني يا رايفر" قلت.
        "على الرحب والسعة يا ملكة جمال" غمضلي عينيه. هو كلامه ساعات بيكون فيه حتة خفة دم فبضحك. ممكن أتعود إني دايماً أكون معاه.
        "دي أرض بابا يا أختي أديل، واو جميلة جداً وفيها حقول رز هنا" كان مبهور باللي شافه.
        "أيوة دي أرض بابا يا رايفر" قلت.
        "بجد! وفيه نهر هنا" خد شنطي من العربية.
        دخلت الكوخ وكان نضيف ومرتب.
        
        
        
        
        
        
        
        "عندك كوخ هنا يا أخت أديل. طول عمري أول مرة أزور مكان زي ده عشان أنا اتربيت في أمريكا وبعد كده رحنا مانيلا." قال.
        "بجد يا رايفر أول مرة تزور مكان زي ده، مكان منعزل ومفيهوش غير حقول رز وشجر موز وشجر تاني." قلت.
        هز راسه.
        "آه يا أختي، هتزرعي الأرض إنتي؟ لا ده مش لايق عليكي بجمالك ده! ماتقلقيش أنا اللي هزرعها. حتى لو مش متعود على الزراعة، هجرب عشانك. ممكن تتتعبي ومش لايق على البنات يزرعوا الأرض. اتفرجي عليا" ضحكت فجأة على كلامه.
        هو فعلاً هيعمل اللي قاله وهيزرع الأرض. أنا ماطلبتش منه بس هو اللي عرض.
        خد المسمار والفأس وبدأ يزرع الأرض. مش قادرة أتخيل إن الراجل اللي ساعدني لما اتسرقت واقف قدامي وبيزرع الأرض. عضلاته قوية وجسمه رشيق.
        "آه الجو حر أوي النهاردة" اتفاجئت إنه فجأة قلع التيشيرت قدامي، شفت...
        بسرعة لفيته ظهري عشان جسمه العريان كان قدامي.
        إيه ده! أنا مش متعودة على وجود راجل ومقلع التيشيرت كمان.
        اتلخبطت ومشيت بعيد عنه. رجعت الكوخ عشان أطبخ الغدا وأعمل رز. الكوخ ده نضيف عشان أختي أرلين هي اللي بتنضفه وبتراقب نظافته. الأحسن إني أنضف الفرن وأحط فيه فحم قبل ما أولعه، الفحم ولع بسرعة. خدت حلة عشان أطبخ الرز. ساعات كنت ببص بسرعة على رايفر وهو بيزرع الأرض. أهلي ميعرفوش إني معايا راجل هنا في الأرض.
        كنت ببص على رايفر بسرعة. هو وسيم أوي وأي بنت هتعجب بيه. إيه اللي بيدور في دماغي ده.
        أحسنلي أطبخ.
        "يا أختي عندك مياه ساقعة؟"
        "ابن الحصان أنت!" اتخضيت عشان هو فجأة ظهر ورايا.
        "آه في الكولمان، فيه مياه ساقعة هناك" شورتله على مكان الكولمان. فجأة أنا عطشت.
        "يا أختي إنتي ليه متلخبطة كده؟ فيه مشكلة؟" سأل.
        لفيت وشي بعيد عنه عشان هو مقلع التيشيرت وجسمه مليان عرق وتراب.
        "ليه مش بتبصيلي مباشرة؟ فيه مشكلة يا أخت أديل؟" سأل.
        "أنا بس مش متعودة على وجود راجل ومقلع التيشيرت كمان" قلت.
        سمعته بيضحك بصوت واطي. إظبطي نفسك يا أديل، باين أوي إني مكسوفة منه.
        "اشرب عشان أكيد عطشان يا رايفر وأنا هحط الرز على النار" قلت.
        "ماشي" قال.
        هطبخ خضار مشكل وهقلي سمك بلطي. قطعت الخضار قبل ما أقطع التوم والبصل.
        "يا أختي أنا خلصت زراعة الأرض يمكن أساعدك في المطبخ" قال.
        "آه يوجع" فجأة صباعي اتعور بالسكينة.
        هو اتلخبط فجأة وقرب مني.
        "يا أختي إيه اللي حصلك؟" فجأة ظهر قدامي. "صباعك متعور" قال.
        مسك إيدي وشدني عند الحوض عشان يغسل الجرح اللي في صباعي.
        فتح الحنفية وحط صباعي تحت المياه الجارية.
        "يا أخت أديل، أنا عارف إني وسيم عشان كده ماتتلخبطيش لما تشوفيني عشان مش هتعرفي تركزي. بصي على اللي بتعمليه وخدي بالك من نفسك" قال.
        "إنت بتهزر كتير أوي" قلت.
        "إيه رأيك لو قلتلك إني معجب بيكي، هتصدقيني ولا هتفتكريني بهزر" وقفت فجأة عند كلامه.
        ماقدرتش أجاوب على سؤاله بسرعة.
        "آه حرقني" اتألمت.
        "طبيعي يحرقك يا أختي عشان ده جرح، الدم وقف" قال.
        "شكراً على اهتمامك يا رايفر، أنا هروح أطبخ" قلت.
        "أنا معجب بيكي يا أخت أديل" قال بجدية قدامي.
        "رايفر لو سمحت وسعلي عشان عايزة أعدي" قلتله.
        "أنا صادق في اللي قلتهولك أنا معجب بيكي يا أخت أديل" قال.
        "شكراً ليك، شكراً إنك معجب بيا" مسك إيدي.
        سندني على الحيطة ووشه كان قريب جداً من وشي.
        "بصيلي يا بيبي، ممكن أبوسك" قال. عيني وسعت لما فجأة باسني في شفايفي.
        تقريباً ماقدرتش أتحرك كويس لما هو سيطر على بوقي. دي أول بوسة ليا.
        مفيش أي راجل تاني باسني غيره. هو ضغط على شفايفي أكتر ومش عايز يوقف بوس.
        غمضت عيني وأنا بدوق شفايف رايفر الحلوة. أنا شكلي حبيت اللي بيحصل ده.
        يا رب سامحني.
         
        

        المحرَّم والمقدس - رواية مسيحية

        المحرَّم والمقدس

        2025,

        دينية

        مجانا

        مراهقة ضاعت بعد موت أمها، وبدأت تسلك طرق غلط وتتعاطى. أبوها ديفيد بيحاول ينقذها وبيوديها مصحة، بس المشكلة أعمق. بيستشير صديقه كريستوفر اللي بيقترح يساعدها عن طريق الكنيسة ومجموعة بنته آفا. آفا بتترفض الفكرة في الأول بسبب تنمر هاربر عليها زمان، بس أبوها بيجبرها توافق. هاربر كمان بتضطر توافق تحت تهديد أبوها، وبتحاول تضايق آفا في أول لقاء بينهم في مجموعة الكنيسة. آفا بترد عليها بقوة وبتهددها تفضح مشاركتها في الكنيسة، وده بيخلي هاربر تتراجع. ديفيد بيتصل بكريستوفر وبيطمنه إن هاربر عجبتها المجموعة، عشان عارف نوايا بنته الخبيثة وعايز يحمي آفا من كدبها.

        هاربر

        بتواجه مشاكل كتير بعد وفاة أمها. كانت بتتعاطى وبتتحدى القواعد، وبتتصرف بعنف. عنيدة جداً ومش بتحب السيطرة.

        ديفيد

        أبو هاربر، بيحس بالعجز قدام مشاكل بنته. حزين على مراته اللي ماتت، وبيحاول بكل الطرق إنه يساعد هاربر ترجع للطريق الصح. أب مهتم بس بيعرف نوايا بنته.

        آفا

        بنت محترمة بتساعد في الكنيسة. اتعرضت للتنمر من هاربر زمان، لكنها قوية وبتعرف تدافع عن نفسها لما تضطر. عندها مبادئ بس بتعاني من سيطرة أبوها.
        تم نسخ الرابط
        المحرَّم والمقدس - رواية مسيحية

        أزيكوا دي قصه كتبتها في خمس ايام بس فيها مراهقه ومواقف نفسيه ومحتاجه تفكير 
        متأكده انها هتعجبكم
        ---
        
        
        هاربر ما كانتش طول عمرها حكيمة وناضجة.
        البنت دي اللي عنيها خضرا وجميلة كانت بتمر بأوقات صعبة أوي.
        على سن 18 سنة، كانت بتحب تتحدى كل القواعد. أصحابها ساعتها؟ كانت محاطة بناس تأثيرهم مش كويس.
        أبوها، ديفيد، حس إنه عاجز خالص وهو بيتفرج على بنته الصغيرة وهي بتضيع في اللخبطة دي كلها.
        
        شوف يا سيدي، هاربر بدأت تتصرف كده بعد ما أمها ماتت من السرطان بدري أوي. كان عندها 15 سنة بس، وكانت زي ما تكون فقدت سندها. كانت علاقة الأم وبنتها خاصة واتدمرت بقسوة. من غير أمها اللي ترشدها، البنت الصغيرة كانت بتطوف في حزنها، مش عارفة تتصرف إزاي.
        
        ديفيد كان في نفس المركب، غرقان في الحزن بعد ما فقد مراته. أول سنة من غيرها، كان عامل زي الزومبي، يا دوب بيلاحظ العالم حواليه، فما بالك بمشاكل هاربر اللي كانت بتزيد. رادار أبوه، اللي كان دايماً شغال صح، اتعطل خالص بسبب وجعه هو، وتصرفات هاربر الجنونية زادت سوء.
        
        لكن بعدين، حاجة في المدرسة صحته من اللي هو فيه. غضب هاربر كان خارج عن السيطرة، وعامل مشاكل كتير. لما ديفيد عرف، الموضوع نزل عليه زي الصاعقة. ما كانش مجرد غضب. كانت بتتعاطى مخدرات كمان. الصدمة دي خلته يفوق ويدرك إن ده وقت إنه يتحرك، ويتواصل مع بنته تاني، ويساعدها تلاقي طريقها.
        
        بس زي ما ممكن تتخيل، الكلام أسهل من الفعل دايماً.
        
        هو وداها مصحة عشان يحاول يحرر جسمها من الإدمان ده، لكن المشكلة ما كانتش جسدية بس، كانت أعمق بكتير، كانت الهاوية اللي مالية قلبها بعد موت أعز إنسان ليها.
        
        كان آخر يوم في الصيف، لما دخل الكنيسة اللي كان صديق طفولته كريستوفر واحد من روادها.
        
        "مش عارف أعمل إيه، حاسس إني بضيعها، بنتي الحلوة. أنا يائس أوي،" والدموع بتجري على وشه وهما واقفين في الهدوء بعد القداس.
        
        "ما تفقدش الأمل يا صاحبي. الشيطان بيحاول ياخد بنتك، بس عارف مالهوش قوة فين؟" عينيه الزرقا الباردة بصت في عين صاحبه، مستني رد.
        
        "في الكنيسة؟" سأل بتردد خفيف في صوته.
        
        "بالظبط!" كريستوفر صاح، "عارف، بنتي الغالية آفا بتساعد في الكنيسة تقريباً كل وقتها الفاضي من الدراسة؟"
        
        "أيوة، هي ملاك بجد. يا ريت هاربر بتاعتي تلاقي طريق زي ده." تنهد. المشكلة إن ديفيد ما كانش مؤمن قوي، بس في اللحظة دي، كان مستعد يعمل أي حاجة عشان يساعد بنته.
        
        "أنا مبسوط إنك قولت كده وإنك فاهم أهمية إيماننا." الرجل الصالح لف دراعه حوالين كتف صاحبه، "كمسيحي حقيقي، والأهم من كده، كصاحبك بجد، ما اقدرش أسيبك تواجه ده لوحدك،" قالها، وابتسامة مطمئنة انتشرت على وشه. ديفيد بص لصاحبه بأمل. "أنا عارف إيه اللي المفروض نعمله،" أضافها، وابتسامة خبيثة اترسمت على وشه، كانت مقدمة لخطة شكلها نابعة من اقتناع عميق. "اسمع يا ديفيد، أنا شفت أرواح تايهة كتير لاقت طريقها تاني في حضن الكنيسة. الموضوع مش مجرد إيمان، ده عن مجتمع، ودعم، وإنك تلاقي هدف."
        
        ديفيد هز راسه، وبذور الأمل بدأت تنبت بحذر. "بس إزاي نخلي هاربر تشارك؟ هي بعيدة أوي عن كل ده."
        
        "هنا يجي دور آفا بنتي. هي بتعرف تتعامل مع الناس، عندها موهبة حقيقية في إنها تجيبهم جوه. إيه رأيك لو نقدم هاربر لمجموعة الشباب؟ بيعملوا أنشطة كتير، مش بس اجتماعات صلاة. شغل مجتمعي، موسيقى، فن - سمي اللي تسميه. ممكن تكون دايرة جديدة ليها، بداية جديدة."
        
        "هي كانت بتحب الرسم أوي. هي وأمها دايماً كانوا بيرسموا سوا،" عيني ديفيد لمعت لأول مرة من شهور. "تفتكر آفا هتعمل كده؟ عشانا؟"
        
        "آفا هتكون مبسوطة أوي إنها تساعد. قلبها كبير، زي أبوها بالظبط،" كريستوفر قال بضحكة فخر. "هنبداً بالراحة، من غير أي ضغط على هاربر. مجرد دعوة ودية إنها تخرج مع ناس في سنها."
        
        الفكرة كانت زي طوق النجاة، فرصة عشان يسحب هاربر من حافة الهاوية. ديفيد حس إن هم كبير اتشال من على كتافه وهما خارجين من الكنيسة.
        
        بعد ما رجع البيت، كريستوفر كان عنده رغبة قوية جداً إنه يحكي لبنته عن الكلام اللي دار بينه وبين صاحبه. فتح باب أوضتها ببطء، "آفا، أنا."
        
        الباب اتفتح ببطء، وكشف عن البنت اللي كانت محاطة بالكتب. "يا بابا،" رحبت بيه.
        
        هو قعد على طرف سريرها. "محتاج أتكلم معاكي عن بنت، هي بنت صاحبي القديم ديفيد، ما كناش على تواصل بقالنا فترة، بس دلوقتي هو محتاج مساعدتنا بجد. بنته اسمها هاربر تومسون، أعتقد إن ليكوا حصص مشتركة سوا،" بدأ كلامه، وتغيرت ملامح آفا، عينيها الزرقا الباردة، زي عيني باباها بالظبط، كشرت.
        
        "هاربر؟ مالها؟" سألت، وصوتها مليان حذر.
        
        كريستوفر تجاهل رد فعل بنته وكمل، "هي في ورطة يا آفا. ورطة كبيرة. وأنا أعتقد إنك ممكن تكوني اللي تساعديها تطلع منها."
        
        ضحكة آفا كانت قصيرة ومريرة. "أساعد هاربر؟" سألت مش مصدقة. "هي ما بتتصرفش كأنها محتاجة مساعدة حد. الناس اللي حواليها هما اللي محتاجين مساعدة... من عنفها،" قالتها وهي مش مصدقة، وهزت راسها. "يا بابا، هي وأصحابها خلوا حياتي في المدرسة كابوس."
        
        كريستوفر اتفاجئ بالحقايق الجديدة دي، بس ده ما كانش هيوقفه عن خطته الأولية. "طيب يا بنتي،" وجه كلامه ليها بنبرة متعالية. "يبقى دي فرصتك عشان تثبتي إنك مسيحية صالحة، بما إننا بنتكلم عن مساعدة حد محتاج." خلص كلامه وهو بيبصلها من فوق لتحت.
        
        
        
        
        
        
        آفا ما كانتش مصدقة اللي بيحصل معاها، وهي بتسأل بصوت ضعيف، "المفروض أساعد اللي بتتنمر عليا؟" وهي عارفة كويس إن رأيها ملوش مكان لما أبوها ياخد قرار.
        
        كريستوفر، زي ما كان متوقع، فضل ثابت على موقفه. بنبرة حازمة، قال، "بالظبط كده اللي هتعمليه. وريها الرحمة، سامحيها، وارجعيها للطريق الصح." قام من على السرير، ومشي ناحية الباب، وبعدين لف وبصلها في عينيها، وضاف، "ده مش طلب. هتساعدي هاربر، سواء عايزة أو مش عايزة."
        
        في اللحظة دي عرفت إن النقاش مش خيار. كل اللي تقدر تعمله إنها تقبل الأمر الواقع. "حاضر يا بابا،" ردت عليه بطاعة.
        
        "هعمل كده، عشان ماليش خيار. بس مش لازم أصدق إنه هينفع، ومش لازم أحب ده،" قالت لنفسها.
        
        في نفس الوقت، على الناحية التانية من الشارع، كان حوار تاني بين أب وبنته بيدور.
        
        ديفيد قرب من هاربر، اللي كانت قاعدة على الكنبة وماسكة موبايلها. "هاربر، محتاجين نتكلم في حاجة،" قال بنبرة حازمة.
        
        هاربر رفعت راسها، وعينيها ضاقت. "إيه تاني دلوقتي؟"
        
        "قابلت صاحب قديم ليا، وكان عنده اقتراح ليكي،" بدأ، وصوته دلوقتي فيه تردد. بنته اتضايقت من كلامه بس فضلت ساكتة. "حاجة ممكن تساعدك توجهي طاقتك وممكن كمان تساعد في تحسين درجاتك. ليها علاقة بالكنيسة،" كمل، وعزيمته بتضعف مع كل كلمة.
        
        "كنيسة؟" كررت، وهي بتكشر كأنها لسه عضت على لمونة حامضة أوي. "أكيد بتهزر."
        
        "صاحبي اقترح إنك تبدأي تساعدي مع مجموعة بنته آفا،" كمل، وهو مستمر رغم تعليقاتها.
        
        "آفا؟! بتاعت المدرسة؟!" هاربر سخرت، وصوتها مليان احتقار. "الوش دي بتاعت الكنيسة؟ مستحيل. هتضيع سمعتي لو اتشافت معايا، خصوصاً هناك."
        
        صبر ديفيد كان بيخلص. "سمعتك مش همي دلوقتي. المهم إنك ترجعي للمسار الصح، وده هيساعد."
        
        هاربر قامت، وغضبها ولع. "مش هبقى بنت كنيسة مؤدبة. انسى الموضوع."
        
        ديفيد خد نفس عميق، وبيجهز نفسه للإنذار الأخير. "اسمعي يا هاربر. يا إما تبدأي تساعدي آفا في الكنيسة، يا إما هتكوني محبوسة في البيت لحد آخر السنة الدراسية. لا فلوس، لا عربية، ولا صحابك دول اللي تأثيرهم وحش،" هددها، وخطف الموبايل من إيديها. "ولا ده تاني."
        
        وش هاربر احمر من الغضب. "ما تقدرش تعمل كده فيا!"
        
        "أقدر، وهعمل،" ديفيد قال بحزم. "ده اختيارك يا هاربر. اختاري الصح."
        
        بنته جريت على أوضتها، وقفلت الباب بصوت عالي، بالرغم من إنها بعد ساعتين لما أدركت خطورة الوضع، رجعت. بنبرة مريرة، تمتمت، "خلاص. هعملها. بس ده ما يغيرش حاجة. مش فجأة هبقى زيها."
        
        ديفيد هز راسه، عارف إن دي مجرد البداية. "هنشوف."
        
        "هتخلص زيي غالبًا، وصاحبك هيلعنك،" قالت وهي بتضحك بخفة، وبتفكر بالفعل في اللي هتعمله لما تتاح لها الفرصة مع آفا.
        
        "آه يا هاربر، مش شايفة إني ملعون بالفعل؟" رد بمرارة.
        
        للحظة، عينيها الخضرا لانت وهي بتبص لأبوها، لكن اللامبالاة رجعت بسرعة، وهي بتمتم، "أي حاجة."
        
        البنتين، كل واحدة في معركتها المنفصلة، واجهوا ليلة بلا نوم.
        
        هاربر كانت مفرودة على سريرها وعينيها متثبتة في السقف. حست بمرارة وتوتر، وخايفة أوي من فكرة إنها مفيش قدامها خيار غير إنها تنفذ فكرة أبوها المجنونة. حتى مجرد التفكير في إنها تضايق آفا الكريهة ما كانش بيريحها. الخوف إن حد من المدرسة يكتشف ويخليها أضحوكة كان بيرعبها. جسمها اتشد زي الحيوان اللي محشور في زاوية، بيستعد للي ممكن يجي بعد كده. أفكار تقيلة كانت بتلف في دماغها: "مجموعة كنيسة، بجد؟ ليه لازم يكون بالتحكم ده؟ كأن مفيش كفاية على راسي! ليه بيكرهني أوي لدرجة إنه عايز يدمر حياتي؟ ليه دايماً أنا؟!"
        
        في نفس الوقت، آفا كانت رايحة جاية في أوضتها بتعيد أحداث اليوم. ثقل أمر أبوها حسّته غير عادل ومُخنق. كانت محتارة بين تعاليم الرحمة اللي اتربت عليها وبين الذكريات اللاذعة والمؤلمة لقسوة هاربر وصحابها. فكرة إنها تمد إيد المساعدة لهاربر كانت زي إنك تمشي بإرادتك في عاصفة، عارفة كويس احتمالية الأذى. توقعات أبوها كانت زي السلاسل، بتربطها بمسار عمل قلبها كان بيعترض عليه. مع مرور الليل، أفكارها زادت سوء، خليط من الغضب والتوتر: "إزاي أسامحها بعد كل اللي عملته؟ ودلوقتي لازم أساعدها؟ عارفة إني المفروض أكون البنت المسيحية الكويسة، بس ده كتير أوي. ده مش عدل. ليه لازم أكون أنا الأكبر؟ بابا عنده حق في حاجة واحدة. هاربر تايهة. بس ليه لازم أكون أنا اللي ألاقيها؟ كأن بيتعاقب على غلطاتها. ممكن أحاول أتكلم معاها. أحط كام قاعدة أساسية. بس إيه لو ضحكت في وشي؟ إيه اللي هيحصل ساعتها؟ أنا كده اتحكم عليا بالهلاك. ليه دايماً أنا؟"
        
        في اليوم اللي بعده، ممرات المدرسة كانت مليانة بالزحمة الصباحية لما هاربر لمحت آفا. مدفوعة بالغضب، راحت ناحيتها ودفعت كتفها زقتها على الحيطة. "يبقى دي كانت خطتك؟ تخلي أبوكي يكلم أبويا عشان تسحبيني على كنيستك وتلعبي دور القديسة؟" اتهمتها، وصوتها كان زي الفحيح الحاد. "فاكرة ده هيخليكي مشهورة، إنك تجبريني أخرج معاكي؟"
        
        آفا، اللي عادةً هادية، وصلت لنقطة الانهيار. "أنتي مغرورة أوي يا هاربر،" بصقت بغضبها المتفجر. "فاكرة بجد إن العالم كله بيلف حواليكي، مش كده؟" سألت بابتسامة حامضة. "أفضل أغسل حمامات المدرسة بفرشة سنان ولا إني أقضي ثانية واحدة معاكي!" البنت اللي عينيها زرقا قالتها بسخرية. "فكرة مجموعة الكنيسة دي؟ دي آخر حاجة أنا عايزاها. مجرد التفكير في التعامل معاكي بره المدرسة بيجنني. لو كان الأمر بإيدي، كنت أنهي المهزلة دي دلوقتي. للأسف، ماليش خيار، بس لو كنت مكانك، كنت هتستقلي النهاردة ونوفر على نفسنا المشاكل."
        
        هاربر اتفاجئت، وحدة كلام آفا قطعت غضبها. فتحت بقها عشان تجادل بس ملقيتش كلام. مسكتها حالة صمت مفاجئة، لفت على كعبها ومشت.
        
        خناقتهم الحادة دي محلّتش أي حاجة، بس خلت الأمر واضح زي الشمس إنهم ما يطقوش بعض. وهما ماشيين كل واحدة في طريقها، التوتر فضل موجود، مع اعتراف صامت إن الشغل سوا هيكون تحدي حقيقي.
        
        
        
        
        
        
        
        هاربر:
        كنت واقفة بره الكنيسة، المبنى القديم الضخم بيرمي ضل طويل عليا. يا لهوي على الرمزية. إيدي كانت على مقبض الباب الخشبي التقيل، وفكرة إني هقضي العصر كله مع مجموعة الكنيسة خلت بطني توجعني.
        
        بصيت ورايا، وفكرت إني أمشي، بس صورة وش أبويا الصارم ظهرت في دماغي. عرفت إن ماليش خيار حقيقي. خدت نفس عميق اللي ما عملش أي حاجة عشان يهدي أعصابي، ومديت إيدي لمقبض الباب وزقيته، ودخلت جوه.
        
        "درس النهاردة مش مجرد رسم. هو رحلة عبر التاريخ واللاهوت، بنتعلم عن القديسين والأحداث اللي متصورة، والرمزية ورا الألوان والإيماءات المستخدمة. ده مكان هادي للتأمل، فيه فعل الرسم بيتحول لصلاة وتفكير،" آفا كانت بتشرح معنى نشاط النهاردة لمجموعة الكنيسة وأنا دخلت بشكل مزعج، متأخرة نص ساعة كاملة.
        
        صوت الباب وهو بيزيق بصوت عالي، وقولتي المستهترة، "أنا متأخرة، بس مش آسفة،" كان علامة وصولي. بصيت في الأوضة، لاحظت الوشوش المركزة لزمايلي، كل واحد منهم غرقان في شغله. من غير ما أستنى رد، رميت نفسي على آخر كرسي فاضي.
        
        آفا بصتلي بصة مش راضية. "حاولي تلحقي اللي فاتك من غير ما تزعجي حد، لو سمحتي،" قالت، وصوتها مليان غضب.
        
        دي مين عشان تكلمني كده؟
        
        لفيت عيني وخدت فرشاة، بس بدل ما أرسم، بدأت أخبطها على جنب الترابيزة، مستمتعة إزاي كل خبطة جديدة كانت بتخلي وشها متضايق أكتر.
        
        "ممكن ما تعمليش كده؟" آفا فحيحت، وهي جاية ناحيتي.
        
        "إيه؟ أنا بس بحسس عليها،" رديت، وصوتي مليان براءة مزيفة.
        
        الدرس كمل، وأنا فضلت ألاقي طرق جديدة عشان أتسلى بيها، عن طريق إني أجننها أكتر. كنت محتاجة أضايقها لدرجة إنها تجري على أبوها، وتترجاه إنه يخليها تطردني من المجموعة.
        
        فلما عدت من جنب كرسيي، مسكت إيدها.
        
        "عايزة إيه؟" سألت بنبرة وقحة جداً.
        
        "عندي سؤال،" قولت، وأنا بتمثل الجدية.
        
        "إيه السؤال؟" قالت، وهي بتحاول تسحب إيدها من ماسكتي، بس أنا ما كنتش هسمح بده يحصل.
        
        بدل كده، سحبتها أقرب ليا وهمست في ودنها، "أنتي متوترة أوي يا آفي. عايزاني أساعدك تسترخي؟" بعدت عشان أشوف رد فعلها وما اتخيبتش.
        
        كان فيه غضب في عينيها لما في الآخر سحبت إيدها ومشيت بعصبية.
        
        أتمنى ده ينفع، بس كنت محتاجة ألاقي طريقة عشان أثبت نجاحي بجد.
        
        حاولت تتجنبني بقية الدرس، بس لما خلص، بدأت تتمشى في الممرات، بتشوف كل واحد. ما كنتش قادرة أستنى لحد ما توصل لمكاني عشان أوريها تحفتي الفنية.
        
        قربت من حامل الرسم بتاعي وهي بتاخد نفس عميق، بتجهز نفسها. من شكل وشها، عرفت إن اللي شافته على قماشتي خلا دمها يغلي. الرسمة كانت لست عريانة رسمتها من آفا، مستخدمة خيالي للأجزاء من جسمها اللي ما كنتش أقدر أشوفها. رسمت شعرها الأشقر، عينيها الزرقا الباردة المميزة، وملامح وشها المتطابقة. بس ما كانش مجرد العري اللي ولّع غضبها. كانت تفصيلة أحلى في الرسمة — الست كانت مصورة وإيدها بين رجليها وعلى وشها تعبير ما بيسبش أي شك في إيه بالظبط كانت بتعمله.
        
        "إيه ده؟" آفا صرخت بغضب.
        
        "دي صورتك، طبعاً. مش عاجباكي؟" ابتسمت بخبث.
        
        "ده اللي كنتي بتعمليه؟" آفا سألت، صوتها مزيج من عدم التصديق والغضب. "كل اللي هنا بيحاولوا يتعلموا ويحترموا التقاليد، وأنتي... أنتي بتهزري؟"
        
        ضحكت. "خفيها شوية يا آفا-بو. أنا بس بديكي تعليمات عن اللي المفروض تعمليه عشان تسترخي بدل ما تكوني نكدية طول الوقت. عشان واضح إن مفيش حد تاني هيساعدك في ده."
        
        إيد آفا اتلكمت. "أنتي مستحيلة! أنتي ما بتفكريش غير في نفسك. أنتي... أنتي مقرفة!" خدت خطوة أقرب، صوتها كان واطي بس حاد. "عارفة إيه يا هاربر؟ يا ريتك ما كنتيش جيتي. وجودك هنا مش مرحب بيه زي 'فنك' المزعوم."
        
        أنا بس هزيت كتفي وقمت بابتسامة شريرة. "قولتلك — متوترة أوي." ومع كده، طلعت بره، تاركة ورايا صمت ذهول وأوضة مليانة ناس بيتساءلوا إيه اللي حصل بالظبط.
        
        آفا:
        خلال العشاء، أبويا سأل بحماس إزاي كانت أول حصة مع هاربر. "هي مهتمة باللي بيحصل؟" سأل بحماس. طبعاً، مشاعري كانت آخر حاجة في دماغه، زي العادة.
        
        "ما اعتقدش إنها مهتمة بأي حاجة من دي،" قولت بلا تعبير، وأنا باكل بطاطسي المهروسة ببطء.
        
        "يبقى لازم تحاولي أكتر،" قال بحزم، وفي عيلتنا كان ممنوع إني أتجاهل نبرته دي. بصيتله فوراً، وهو بصلي، نظراته حادة من تحت حواجبه المكشرة.
        
        "حاضر يا بابا،" أطعت. "هحاول أكتر."
        
        "وكمان، نص ساعة وقت الموبايل في البيت ملغية. اديهولي،" أمر، وهو بيمد إيده عشان ياخد جهازي.
        
        سلمتله الحاجة اللي طلبها، وحسيت بغصة في حلقي. بس على مدار السنين، بقيت شاطرة أوي في إني أبلعها قبل ما أي دموع تنزل.
        
        بس لما كنت في السرير، في الآخر سمحت لمشاعري تاخد مجراها وعيطت في المخدة.
        
        
        
        
        
        
        
        
        دخلت المدرسة وإحساس بالخوف جوايا. فكرة إني أواجه هاربر كانت بتثير جوايا مشاعر سلبية قوية كان صعب أسيطر عليها.
        
        وأنا بلف الكورنر، شفت مجموعة من الطلاب متجمعين، ضحكهم عالي ومخيف. هاربر كانت وسطهم، راسها راجعة لورا وبتضحك بخبث. عنيهم اتركزت عليا، وضحكهم زاد. واحد من الولاد شاور عليا، وفرحتهم زادت. قلبي غرق. عرفت من غير شك إن هاربر نشرت قصة حصة الرسم، وغالباً ضافت عليها لمستها القاسية.
        
        الولد اللي شاور عليا ساب المجموعة وقرب مني. "إزيك يا آفا،" قال بسخرية، ووقع الكتب من إيدي. "سمعت إنك بقيتي 'تحفة فنية' بجد." كلماته الساخرة كانت زي الخناجر، كل واحدة منهم هدفها إهانتي.
        
        بس أنا فضلت واقفة مكاني، ملامح وشي ما اتغيرتش. جوايا، كنت دوامة من المشاعر، بس فضلت متمسكة بترنيمة صامتة: "أنا بس لازم أكمل لحد آخر السنة الدراسية. بعد كده، هكون حرة من المتخلفين دول، ومفيش تعليقات هاربر المقرفة تاني، ومفيش سيطرة أبويا الزايدة." فضلت أكررها في دماغي، وده ساعدني.
        
        بهدوء فاجئني أنا نفسي، لميت كل كتبي ومشيت وسط الزحمة، عيني الزرقا الباردة قابلت عيون هاربر الخضرا. حتى هي بدت متلخبطة شوية لما عينينا اتقابلت. كملت مشي، هدوئي درعي، وصمتي سلاحي، وأنا بعدي وسط السخرية من غير أي ضعف في عزيمتي.
        
        وأنا ببعد عن الضحكات الساخرة، دماغي كانت مليانة أفكار ومشاعر. "كملي مشي بس،" قولت لنفسي. "هما ما يستاهلوش وقتك. أنتي أحسن من كده." مع كل خطوة، كنت بكرر تأكيداتي الصامتة، قائمة من الثقة بالنفس عشان أغرق الضوضاء. "أنتي قوية. أنتي فوق سخافتهم. دي مجرد لحظة،" كملت. "هتعدي. هما ما بيحددوش مين أنتي. كلامهم فاضي، ملوش معنى." مع كل كلمة ساخرة كانت بتوصل لوداني، كنت ببني جدران حوالين قلبي. "بس لحد آخر السنة الدراسية،" فكرت نفسي. كنت مصممة إني ما أديهمش فرصة يشوفوني بنهار، ولا دلوقتي، ولا أبداً.
        
        خلال فترة الغداء، قررت إني الأفضل إني أتجنب الكافيتريا، لأني كنت عايزة أتجنب أي مواجهة تانية مع هاربر وشلتها. فوقفت قدام حوض الحمام، ببص على صورتي في المراية. وشي كان شكله وحش أوي بالنسبة لي — بشرة شاحبة، عيني تعبانة وحمرا من ليلة بكا. كان واضح ليه مفيش حد بيحبني. كنت مسكينة. أستاهل كده.
        
        دوامة أفكاري اللي بتنتقد نفسي اتقطعت فجأة لما مجموعة بنات اقتحمت الحمام. وطبعاً، كانت هي، ومعاها صاحباتها چينا و آشلي.
        
        في الوقت اللي الاتنين التانيين دخلوا حمامات التواليت، أنا جريت ناحية الباب، بس هاربر وقفتني في نص الطريق، سدت طريقي.
        
        "ماشية بدري كده؟" سألت بنبرة سخرية.
        
        "لو سمحتي، سيبيني أمشي،" قولت بصوت ثابت، مصممة إني ما أوريهاش إن عندها أدنى فرصة إنها تتفوق عليا.
        
        هزت راسها بالرفض، قربت أكتر، وهمست في ودني، "عايزة أتأكد إني رسمت كل جزء في جسمك صح."
        
        فضلت ثابتة، وبصيت في عينيها وتكلمت بصوت واطي عشان هي بس تسمعني، "أنتي عايزاني أنا و چينا و آشلي نناقش مشاركتك في مجموعة الكنيسة بتاعتي؟" سألت بمتعة استهزائية. "أنا موافقة جداً. يلا نقولهم قد إيه الموضوع رائع. يمكن هما كمان عايزين ينضموا." سخرت، وأنا بتابع رد فعلها عن قرب. عينيها الخضرا اتسعت شوية، لمحة من التردد عدت على وشها. "أنا متأكدة إنك حكيتيلهم عن الرسمة بس، من غير ما تذكري إنك بقيتي عضو في مجموعة الكنيسة، زيي بالظبط،" كملت، وصوتي فيه نبرة انتصار. تعبير وشها أكد إني صح.
        
        في اللحظة دي، صوت سيفون الحمام رن، وصاحباتها طلعوا من الحمامات واحدة ورا التانية. وش هاربر ظهر عليه الذعر لحظياً وهي بتبصلهم.
        
        "شوفوا مين هنا،" چينا قالت بنبرة مرحة شريرة، وصوتها مليان سخرية وهي بتبص عليا.
        
        لكن، تجاهلتها، واتجهت ناحية الباب، قلبي كان بيدق بس مظهري كان هادي.
        
        "هاربر، امسكيها،" آشلي أمرت.
        
        هاربر اترددت، نظراتها بتتنقل بيني وبين صاحباتها. في الآخر، بعدت خطوة، وفتحتلي طريق ضيق عشان أهرب. "سيبوها تمشي! أنا ضيعت وقت كتير عليها النهاردة. هي ما تستاهلش!" لوحت بإيدها، وهي بتحاول تحافظ على مظهرها القوي وأنا بخرج من الباب.
        
        وأنا ماشية بسرعة في الممر، ما قدرتش أمسك نفسي من الابتسامة. ده كان انتصاري. وقفت لنفسي، وهي ما قدرتش تعمل أي حاجة.
        
        لما الدروس خلصت، رحت ناحية الباركينج، وماشية ناحية عربيتي زي أي يوم تاني. كل ما أقرب، طلعت شهقة غضب، "بتهزري؟" لما شفت شكل مألوف بلبس جاكت جلد أسود ساند على عربيتي.
        
        "كنت مستنياكي،" هاربر أعلنت بصوتها الأجش المزعج.
        
        "عايزة إيه تاني دلوقتي؟" سألت بغضب، وأنا بضم دراعاتي على صدري في حركة دفاعية.
        
        ضحكت بخبث، من غير ما تتأثر خالص. "فاكرة إنك ممكن تبتزيني؟" قالتها، وهي بتفاجئني.
        
        "مش هبتزك ولا هيكون ليا أي علاقة بيكي خالص!" صرخت، مش مصدقة وقاحتها.
        
        فجأة، مسكتني من الياقة وزقتني على عربيتي. مش هكدب، كنت خايفة أوي في اللحظة دي. نوبات غضبها المشهورة كانت معروفة، وعرفت إنها قادرة تعمل أي حاجة في اللحظة دي.
         
         
         
         
         
         
         
         
        
        "اسمعي يا وش الكنيسة!" فحيحت، وشها كان على بعد سنتيمترات من وشي. "فاكرة إنك ذكية أوي، بتحاولي تقلبي أصحابي عليا. بس أنتي ما تعرفيش أنتي بتتعاملي مع مين."
        
        حاولت أحافظ على صوتي ثابت. "أنا مش بحاول أقلب حد عليكي. أنا بس عايزة أكون لوحدي."
        
        عينيها ضاقت، وللحظة، فكرت إنها ممكن تضربني بجد. بس بعدين سابت إيدي، وزقتني لورا على العربية. "اعتبري ده تحذير،" بصقت. "لو حد عرف إني بروح لمجموعتك اللي ما تسواش، أنتي خلاص خلصتي."
        
        ومع كده، لفت ومشيت، سايباني متوترة. وأنا ببصلها وهي بتمشي، خدت نفس عميق، بحاول أهدي دقات قلبي اللي بتجري. عرفت إن دي مش النهاية، بس عرفت كمان إني ما اقدرش أسيبها تخوفني.
        
        طلعت عربيتي، إيدي كانت بترتعش وأنا ماسكة عجلة القيادة. "بس عدي بقية السنة،" فكرت نفسي. "بعدين هتكوني حرة."
        
        الفكرة دي، إني هقدر أسيب المدرسة دي وعيلتي قريب، كانت هي الحاجة الوحيدة اللي بتخليني أكمل. كل مرة كنت بفكر إن الأمور مش ممكن تسوء أكتر من كده، الحياة كان ليها طريقة غريبة تثبتلي إني غلط، بس أنا دايماً كنت بواجه كل تحدي براسي مرفوعة. وهاربر؟ هي مش هتكون اللي تكسرني. هي اللي ما تعرفش هي بتتعامل مع مين — أنا أقوى بكتير مما تتخيل.
        
        
        
        هاربر:
        كنت غاضبة جداً إن وش الكنيسة ده عنده الجرأة يتكلم معايا بالطريقة دي. تحديها غير المتوقع خلاني أفقد توازني. ليه بتجرؤ تبص في عيني بجرأة كده؟ هي عارفة إن ليها سلطة عليا دلوقتي. بس أنا ما اقدرش أسمح بده يحصل. آفا ممكن تكون حققت انتصار لحظي، بس أنا كنت مصممة إني أطلع على القمة. كنت محتاجة أطلع بحاجة أحطها في مكانها، عشان تندم إنها فكرت تتعدى حدودها معايا.
        
        في المساء، على العشاء، بابا سألني عن انطباعاتي عن أول درس في مجموعة الكنيسة. امبارح كان متأخر في الشغل ورجع لما كنت نايمة، فما كانش عندنا فرصة نتكلم.
        
        بس دلوقتي، واحنا بنتكلم، جتلي فكرة إني أعمل حاجة مضحكة بجد.
        
        "المجموعة كويسة والدرس كان ممتع. أنا بجد اندمجت فيه،" كدبت بوقاحة.
        
        "أنا مبسوط إني أسمع كده،" قال بنبرة مش مصدقة شوية.
        
        "بس عارف يا بابا،" بدأت، وأنا بحاول أكتم ابتسامة خبيثة. "آفا مش زي ما قولتلي خالص. هي وقحة معايا وحتى انتقدت رسمتي."
        
        "بجد؟" سأل باستغراب، وهو مكشر.
        
        "بجد! هي ما بتحبنيش. قالتلي صراحةً إن الأفضل إني ما أكونش هنا." كملت قصتي، والجزء ده ما كانش كدب خالص.
        
        "إيه اللي رسمتيه؟" سأل، وده جنني من الغضب.
        
        "إيه الفرق إيه اللي رسمته؟! أنا عملت اللي عليا وزيادة." صرخت باستياء.
        
        "أنتي صح، أنا آسف،" بصلي بذنب. "أنا متأكد إن شغلك كان رائع."
        
        "كان كذلك،" أكدت، واديتله أحسن نظرة قطة حزينة عندي. "ممكن تكلم أبوها؟ تقوله إزاي هي عاملتني وحش." عرفت إن ده هيضايقها.
        
        "لو فاكرة إن ده ضروري، يبقى أكيد، هتصل بيه النهاردة،" قال بابتسامة مطمئنة. هزيت راسي بالموافقة.
        
        
        _________
        
        
        بعد العشاء، ديفيد قعد في كرسيه وطلب كريستوفر، زي ما بنته طلبت. بص على صورة لهاربر وهي عندها ست سنين وهز راسه، فاكر تصرفاتها.
        
        "إزيك يا كريس،" سلم لما صاحبه القديم رد. "إزيك عامل إيه؟"
        
        "أهلاً يا ديفيد! كل حاجة كويسة." رد كريستوفر، وصوته كان بيشجع على الكلام. "إزاي هاربر؟ قالت حاجة عن أول اجتماع للمجموعة؟"
        
        ديفيد خد نفس عميق. "أيوة، هاربر ذكرتها، وحبيت أشاركك حاجة."
        
        صاحبه اهتم. "أكيد، اتفضل."
        
        "طيب، أنا بس كنت عايز أقول إن هاربر استمتعت بالاجتماع وهي بجد متحمسة للاجتماع الجاي. شكل آفا بتعمل شغل كويس هناك، زي ما قولت بالظبط،" اعترف.
        
        كريستوفر ضحك بارتياح. "مبسوط إني أسمع كده. عارف إني دايماً صح."
        
        "طبعاً يا كريس. خلي بالك من نفسك،" ديفيد قال وهما بيقفلوا المكالمة.
        
        ديفيد زفر، عارف إنه عمل الصح. لأنه كان يعرف بنته كويس بما فيه الكفاية عشان يميز نواياها الخبيثة.
        
        وفي نفس الوقت، كان يعرف طبيعة صاحبه القديم أفضل بكتير مما تعرفها هاربر. فهم قد إيه ممكن يكون اتهام كاذب زي ده مؤذي لآفا.
        ---
        --- يتبع يا قمرات ---
        
        

        رواية صليب مدنس - قسيس يقع في الخطيئة

        صليب مدنس

        2025, مينا مسعود

        رواية فلسفية

        مجانا

        قسيس اسمه أمياس فيتيلو، بيعترف بخطيئته الكبيرة مع كاتبة جديدة اسمها لانا ألور. هو استخدم سلطته ككاهن عشان يوقعها في حبه، و بقا مهووس بيها و بيستمتع بإيذائها جسدياً. الغريب إنها كمان بتحب ده و بتستمتع بالألم، و ده بيخليه يدمن عليها أكتر. شخصيته معقدة ومظلمة. بيعترف إنه كسر وعوده الدينية وارتكب خطيئة كبيرة مع لانا. هو مهووس بيها وبيستمتع بإيذائها جسديًا

        أمياس

        قسيس كسر وعوده الدينية وارتكب خطيئة كبيرة مع لانا. هو مهووس بيها وبيستمتع بإيذائها جسديًا، وده بيورّي قد إيه هو متناقض بين منصبه الديني ورغباته المظلمة.

        لانا

        كاتبة أمريكية شابة، انتقلت لإيطاليا عشان تعيش حلمها. لانا بتبان لطيفة وبتستمتع بالحاجات البسيطة زي قراءة الكتب. لكن شخصيتها فيها جانب غامض، لأنها بتستمتع بالألم وبتوصف نفسها إنها "مدمنة ألم"، وده بيخلي علاقتها بأمياس أعقد بكتير.
        تم نسخ الرابط
        رواية  صليب مدنس

        على ركبي قدام تمثال المسيح المقدس، و أنا لابس هدوم الكاهن و الصليب حوالين رقبتي، موطي راسي و بعترف بخطيتي.
        
        "سامحني يا أبونا، أنا خطيت. أنا كسرت عهودي، أنا دنست المكان المقدس ده..." بتردد و إيدي بتترعش و أنا ماسك سبحة الوردية. "أنا..." ببلع ريقي بصعوبة.
        
        "أنا نمت مع ست يا أبونا. أخدت بكارتها و الصليب حوالين رقبتي."
        
        بقبض على السبحة أكتر، صوابعي ابيضت.
        
        بكمل بصوت واطي و متوتر "ما كانتش أي ست يا أبونا. دي لانا ألور. الكاتبة اللي نقلت الحي الأسبوع اللي فات. أنا... أنا بقيت مهووس بيها." بسكت، نفسي بيبقى قليل.
        
        "استغليت منصبي ككاهن عشان أتحكم فيها، عشان أخليها بتاعتي. أنا أذيتها يا أبونا. و استمتعت بإيذائها. أصوات وجعها، متعتها... ملت الكنيسة دي."
        
        صوتي بيتحول لوشوشة و أنا بعترف بأغمق أجزاء هوسي.
        
        "ربطتها في أوضة الاعتراف يا أبونا. ضربتها على مؤخرتها، سيبت علامات على جلدها المثالي. خليتها تمص... هدومي الكهنوتية." بسكت، وشي بيتغير من الخجل و الإثارة.
        
        "و الأسوأ يا أبونا... إني عايز أعمل كده تاني. عايز أربطها، عايز أسمعها تتوسل للرحمة، للمزيد."
        
        "عايز أعلم على جسمها عشان الكل يعرف إن راجل لمسها." بكمل اعترافي المظلم.
        
        "عايز أخليها تقول لي 'أبونا' و أنا جواها. عايز أخليها تعيط، عايز أخليها تصرخ. و الأسوأ، إنها بتحب كده."
        
        "هي مدمنة ألم يا أبونا." بوشوش، صوتي فيه نوع من التبجيل. "بتحب لما أضربها، لما أشد شعرها، لما أقولها 'بنت وسخة'. بتوصل لذروتها بقوة لما بأذيها."
        
        "و ربنا يسامحني، أنا بحب أخليها توصل لذروتها. بحلم بطرق جديدة عشان أأذيها، عشان أخليها تصرخ. زي إني أربطها بالكراسي، أفتح رجليها..." بلسان على شفايفي لا إرادياً. "أو إني أستخدم المية المقدسة عشان أخليها رطبة."
        
        "بقيت مدمن على وجعها يا أبونا. الطريقة اللي بتأن بيها لما بقرص حلماتها، الطريقة اللي بتقوس بيها ضهرها لما بضربها على مؤخرتها... و دموعها. ربنا يسامحني، بس دموعها أجمل حاجة شفتها في حياتي." بمرر صباعي على شفتي اللي تحت، فاكر طعم دموعها مخلوطة بالمني.
        
        "بخطئ كل ما أفكر فيها." بسكت، بتنفس بصعوبة.
        
        "و أنا بفكر فيها طول الوقت."
        
        باخد نفس عميق.
        
        "أنا أمياس فيتيلو و ده اعترافي ككاهن أخطأ."
        ______
        
        
        
        الفصل الأول
        
         لانا 
        
        "شكراً يا جماعة على مساعدتكم" بقول و أنا بألوح بإيدي للرجالة اللطيفة اللي ساعدوني أنقل حاجتي لشقتي الجديدة. مش مصدقة إني أخيراً نقلت لبلد أحلامي.
        
        ببدأ أفضّي كتبي و أرصها في الرفوف. ككاتبة، أنا بحب القراية و كتابة كتبي الخاصة. أنا ممتنة لنفسي و أنا عندي ستاشر سنة لما حبيت الكتب و قررت أكتب قصصي الخاصة، اللي دلوقتي خلّتني و أنا عندي اتنين و عشرين سنة أعيش حياة أحلامي.
        
        ببدأ أفضّي بقية الحاجات و أرصها في أماكنها. أخيراً بعد خمس ساعات، خلصت فض و تزيين أوضتي. من كتر التعب، بطلب أكل جاهز و بقعد على كنبتي في هدوء. بطلع اللاب توب بتاعي و ببدأ أشتغل على روايتي الجديدة.
        
        بعد نص ساعة، الأكل بيوصل و بنقض عليه زي واحدة ميتة من الجوع و بقع على الكنبة و بنام.
        
        الصبح بدري
        
        "صباح الخير يا إيطاليا!!" بصرخ بسعادة و أنا بفرد دراعاتي. مش من عادتي أكون سعيدة و عندي طاقة كده الصبح، بس بما إني في بلد جديد، ده استثناء. باخد شاور بسرعة و ببدأ أجهز لليوم. شفت كنيسة في الحي فقررت أزورها النهارده.
        
        بلبس فستاني الميدي اللبني الفاتح اللي بحمالات رفيعة و بلبس فوقيه كارديجان أبيض. بربط شعري البني الطويل كحكة واطية و بلبس كعبي الأبيض. بعمل مكياج خفيف و بلبس حلق الفراشة البسيط و السلسلة.
        
        باخد موبايلي و شنطتي بسرعة و بطلع برا. بقفل الباب و بلف ناحية المنظر الجميل اللي قدامي. مع نسيم الخريف المنعش اللي بيحرك الشجر، الحي بيتحول للوحة مرسومة بألوان البرتقالي و الأحمر و الدهبي.
        
        "بونجورنو سينورا" شاب طويل شعره أشقر بيسلم عليا بابتسامة.
        
        بابتسم له "بونجورنو سينوري" برد التحية. لازم أشكر صاحبتي المقربة ميا إنها علمتني كام كلمة أساسية بالإيطالي.
        
        "سيي نُوفو نيل كوارتييري؟" بيسألني و بضحك بتوتر و أنا بحاول أفهم هو قال إيه.
        
        بيشوفني بتلخبط فبيضحك هو كمان "سألت لو حضرتك جديدة في الحي" بيترجم لي.
        
        بضحك بهدوء لما بفهم إني اتكشفت.
        
        "أيوه، أنا لسه نقلت امبارح." برد بابتسامة.
        
        "أنا ليام ريتشي" بيقدم نفسه و بيمد إيده.
        
        بصافحه و أنا بقدم نفسي "أنا لانا ألور."
        
        "أمريكية؟" بيسأل و بهز راسي بالإيجاب.
        
        قبل ما يتكلم أكتر، تليفونه بيرن و بيبدأ يتكلم إيطالي. أنا واقفة مش عارفة أعمل إيه. يا خسارة، ليه لازم أقابله هو بالذات. مش قصدي إهانة بس أنا بجد فاشلة في الاختلاط بالناس.
        
        بيخلص المكالمة و بيلف لي بابتسامة اعتذار. "شكله لازم أقول باي دلوقتي. كان لطيف إني قابلتك يا لانا، أتمنى نتقابل تاني."
        
        "طبعاً" بقول بأدب. أخيراً بيلف و بيمشي.
        
        باخد نفس طويل و ببدأ أروح ناحية الكنيسة. لما بوصل الكنيسة، بتطلع مني شهقة. الكنيسة كانت غير أي حاجة شفتها قبل كده... كانت فريدة في كل حاجة.
        
        الكنيسة كانت عاملة زي ما تكون طالعة من فيلم قوطي. شامخة فوق معمار المدينة المحيط بيها، الكنيسة باينة كإنها قلعة مظلمة من العصور الوسطى. أبراجها المدببة بتوصل للسما، في حين دعاماتها الطائرة بتمتد زي أذرع هيكل عظمي.
        
        الأبواب الخشبية الضخمة، اللي منحوت عليها تفاصيل مشاهد من الكتاب المقدس، بتتفتح بصوت عالي عشان تكشف عن جو داخلي غرقان في شبه الظلمة. شبابيك ضيقة من الزجاج الملون بتلقي ضوء ملون على أرضيات حجرية باردة، بتصور مشاهد استشهاد و قديسين. دكك خشبية تقيلة مبطنة الممر الرئيسي، بتوصل العين للمذبح، حيث صليب ضخم بيرمي بظله.
        
        بدخل جوه و عيني بتتسع بانبهار. جوه الكنيسة الكئيبة، الهوا تقيل بريحة البخور و شمع العسل. الأقواس المدببة و القناطر المضلعة في السقف بتمتد لفوق جداً، و بتختفي تقريباً في الضلمة.
        
        أعمدة حجرية ضخمة بتسند وزن المبنى الشاهق، و وشوشها الغامضة بتبص لتحت زي حراس صامتين. على طول الحيطان، صفوف من وشوش حجرية منحوتة، معروفة باسم التماثيل القبيحة، بتبص من أماكنها العالية، كإنها بتحرس أسرار الكنيسة.
        
        واقف قدام تمثال المسيح كاهن. جسمه طويل، و جبته السودا متناغمة مع الظلال اللي بترميها الشموع المتراقصة. شعر أسود ناعم بيطل من تحت ياقته الكهنوتية، متسرح كويس و لكن فيه لمسة بسيطة من الفوضى، كإنه اتلخبط من رياح تفكير مش مرئية.
        
        كتافه العريضة بتعلى و بتنزل ببطء مع أنفاس محسوبة، بتوحي بتركيز عميق أو صلاة. جو من الغموض بيطلع من الشكل الهادي، الصامت، بيلمح لأعباء غير منطوقة أو أسرار سماوية بتقع على وشه اللي مش باين.
        
        ببص حواليا بلاقي الكنيسة فاضية. الوجود الوحيد في الكنيسة هو الكاهن الغامض ده و أنا. بكل شجاعتي، بتقدم خطوة و بتكلم "الكنيسة دي جميلة أوي."
        
        لما بيلف راسه شوية، بلمح جزء من وشه الجانبي – فك قوي، عظام خد عالية، شعر غامق و الأكتر إثارة للانتباه، عينين فضية خارقة كإنها بتحمل أسرار الكون.
        
        لو كان الوسامة الشيطانية دي شخص، كان هيبقى هو.
        
        لبسه ده درس في البساطة الصارمة و الأناقة الهادية. جبته السودا متفصلة على مقاس جسمه الطويل و الرياضي، القماش ناعم و مفهوش عيوب، نازل على طول لحد جزمته السودا اللامعة. الياقة بيضا ناصعة، بارزة بحدة ضد قماش جبته الغامق.
        
        صليب فضة بسيط متعلق بسلسلة رفيعة حوالين رقبته، مستقر كويس على القماش الأبيض. أكمامه طويلة و مستقيمة، و مفيش عليها أي زينة غير زرار كم فضي صغير على كل إيد.
        
        العينين الفضية السماوية دي بتقابل عيني الخضرا، ثابتة و مش مقروءة، كإنها بتحمل أسرار الكون أو يمكن، حاجة شخصية أكتر.
        
        فجأة أدركت إني كنت بحدق فيه. احمرار بيزحف على وشي و بدعي ربنا إنه مياخدش باله.
        
        "أنا لانا. لانا ألور." بقدم نفسي عشان أكسر الصمت المحرج ده بما إنه مرضش على كلامي اللي فات. بفترض إني قلت حاجة ملهاش رد مناسب.
        
        بيتدبس فيا للحظة قبل ما يلف ناحيتي بالكامل. بيمشي ناحيتي برشاقة تبدو خارقة للطبيعة تقريباً، كل خطوة واثقة بتقربه مني. قماش جبته السودا المتجمع بيتحرك بهدوء مع حركاته، كإنه بيتحرك بفعل نسيم غير مرئي. عينيه الفضية بتفضل متثبتة على عيني، لمعانها الجليدي كإنه بيزيد و هو بيقرب.
        
        وشه الوسيم مبيبانش عليه أي مشاعر، مجرد جو من الغموض المتأمل. لما بيقرب أكتر، بشم ريحة بخور و حاجة رجولية بشكل مميز، يمكن برفانه أو مجرد وجوده.
        
        "أنا الأب أمياس، كاهن كنيسة أدوراتوري دي ديو." بيقول، صوته رخيم و ناعم زي المخمل و فيه لكنة إيطالية واضحة. كل كلمة بتخرج من لسانه زي الصلاة، لحنية و لكن موزونة. بيميل راسه شوية، شعره الغامق بيعكس ضوء الشمع.
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء