موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        المحرَّم والمقدس - رواية مسيحية

        المحرَّم والمقدس

        2025,

        دينية

        مجانا

        مراهقة ضاعت بعد موت أمها، وبدأت تسلك طرق غلط وتتعاطى. أبوها ديفيد بيحاول ينقذها وبيوديها مصحة، بس المشكلة أعمق. بيستشير صديقه كريستوفر اللي بيقترح يساعدها عن طريق الكنيسة ومجموعة بنته آفا. آفا بتترفض الفكرة في الأول بسبب تنمر هاربر عليها زمان، بس أبوها بيجبرها توافق. هاربر كمان بتضطر توافق تحت تهديد أبوها، وبتحاول تضايق آفا في أول لقاء بينهم في مجموعة الكنيسة. آفا بترد عليها بقوة وبتهددها تفضح مشاركتها في الكنيسة، وده بيخلي هاربر تتراجع. ديفيد بيتصل بكريستوفر وبيطمنه إن هاربر عجبتها المجموعة، عشان عارف نوايا بنته الخبيثة وعايز يحمي آفا من كدبها.

        هاربر

        بتواجه مشاكل كتير بعد وفاة أمها. كانت بتتعاطى وبتتحدى القواعد، وبتتصرف بعنف. عنيدة جداً ومش بتحب السيطرة.

        ديفيد

        أبو هاربر، بيحس بالعجز قدام مشاكل بنته. حزين على مراته اللي ماتت، وبيحاول بكل الطرق إنه يساعد هاربر ترجع للطريق الصح. أب مهتم بس بيعرف نوايا بنته.

        آفا

        بنت محترمة بتساعد في الكنيسة. اتعرضت للتنمر من هاربر زمان، لكنها قوية وبتعرف تدافع عن نفسها لما تضطر. عندها مبادئ بس بتعاني من سيطرة أبوها.
        تم نسخ الرابط
        المحرَّم والمقدس - رواية مسيحية

        أزيكوا دي قصه كتبتها في خمس ايام بس فيها مراهقه ومواقف نفسيه ومحتاجه تفكير 
        متأكده انها هتعجبكم
        ---
        
        
        هاربر ما كانتش طول عمرها حكيمة وناضجة.
        البنت دي اللي عنيها خضرا وجميلة كانت بتمر بأوقات صعبة أوي.
        على سن 18 سنة، كانت بتحب تتحدى كل القواعد. أصحابها ساعتها؟ كانت محاطة بناس تأثيرهم مش كويس.
        أبوها، ديفيد، حس إنه عاجز خالص وهو بيتفرج على بنته الصغيرة وهي بتضيع في اللخبطة دي كلها.
        
        شوف يا سيدي، هاربر بدأت تتصرف كده بعد ما أمها ماتت من السرطان بدري أوي. كان عندها 15 سنة بس، وكانت زي ما تكون فقدت سندها. كانت علاقة الأم وبنتها خاصة واتدمرت بقسوة. من غير أمها اللي ترشدها، البنت الصغيرة كانت بتطوف في حزنها، مش عارفة تتصرف إزاي.
        
        ديفيد كان في نفس المركب، غرقان في الحزن بعد ما فقد مراته. أول سنة من غيرها، كان عامل زي الزومبي، يا دوب بيلاحظ العالم حواليه، فما بالك بمشاكل هاربر اللي كانت بتزيد. رادار أبوه، اللي كان دايماً شغال صح، اتعطل خالص بسبب وجعه هو، وتصرفات هاربر الجنونية زادت سوء.
        
        لكن بعدين، حاجة في المدرسة صحته من اللي هو فيه. غضب هاربر كان خارج عن السيطرة، وعامل مشاكل كتير. لما ديفيد عرف، الموضوع نزل عليه زي الصاعقة. ما كانش مجرد غضب. كانت بتتعاطى مخدرات كمان. الصدمة دي خلته يفوق ويدرك إن ده وقت إنه يتحرك، ويتواصل مع بنته تاني، ويساعدها تلاقي طريقها.
        
        بس زي ما ممكن تتخيل، الكلام أسهل من الفعل دايماً.
        
        هو وداها مصحة عشان يحاول يحرر جسمها من الإدمان ده، لكن المشكلة ما كانتش جسدية بس، كانت أعمق بكتير، كانت الهاوية اللي مالية قلبها بعد موت أعز إنسان ليها.
        
        كان آخر يوم في الصيف، لما دخل الكنيسة اللي كان صديق طفولته كريستوفر واحد من روادها.
        
        "مش عارف أعمل إيه، حاسس إني بضيعها، بنتي الحلوة. أنا يائس أوي،" والدموع بتجري على وشه وهما واقفين في الهدوء بعد القداس.
        
        "ما تفقدش الأمل يا صاحبي. الشيطان بيحاول ياخد بنتك، بس عارف مالهوش قوة فين؟" عينيه الزرقا الباردة بصت في عين صاحبه، مستني رد.
        
        "في الكنيسة؟" سأل بتردد خفيف في صوته.
        
        "بالظبط!" كريستوفر صاح، "عارف، بنتي الغالية آفا بتساعد في الكنيسة تقريباً كل وقتها الفاضي من الدراسة؟"
        
        "أيوة، هي ملاك بجد. يا ريت هاربر بتاعتي تلاقي طريق زي ده." تنهد. المشكلة إن ديفيد ما كانش مؤمن قوي، بس في اللحظة دي، كان مستعد يعمل أي حاجة عشان يساعد بنته.
        
        "أنا مبسوط إنك قولت كده وإنك فاهم أهمية إيماننا." الرجل الصالح لف دراعه حوالين كتف صاحبه، "كمسيحي حقيقي، والأهم من كده، كصاحبك بجد، ما اقدرش أسيبك تواجه ده لوحدك،" قالها، وابتسامة مطمئنة انتشرت على وشه. ديفيد بص لصاحبه بأمل. "أنا عارف إيه اللي المفروض نعمله،" أضافها، وابتسامة خبيثة اترسمت على وشه، كانت مقدمة لخطة شكلها نابعة من اقتناع عميق. "اسمع يا ديفيد، أنا شفت أرواح تايهة كتير لاقت طريقها تاني في حضن الكنيسة. الموضوع مش مجرد إيمان، ده عن مجتمع، ودعم، وإنك تلاقي هدف."
        
        ديفيد هز راسه، وبذور الأمل بدأت تنبت بحذر. "بس إزاي نخلي هاربر تشارك؟ هي بعيدة أوي عن كل ده."
        
        "هنا يجي دور آفا بنتي. هي بتعرف تتعامل مع الناس، عندها موهبة حقيقية في إنها تجيبهم جوه. إيه رأيك لو نقدم هاربر لمجموعة الشباب؟ بيعملوا أنشطة كتير، مش بس اجتماعات صلاة. شغل مجتمعي، موسيقى، فن - سمي اللي تسميه. ممكن تكون دايرة جديدة ليها، بداية جديدة."
        
        "هي كانت بتحب الرسم أوي. هي وأمها دايماً كانوا بيرسموا سوا،" عيني ديفيد لمعت لأول مرة من شهور. "تفتكر آفا هتعمل كده؟ عشانا؟"
        
        "آفا هتكون مبسوطة أوي إنها تساعد. قلبها كبير، زي أبوها بالظبط،" كريستوفر قال بضحكة فخر. "هنبداً بالراحة، من غير أي ضغط على هاربر. مجرد دعوة ودية إنها تخرج مع ناس في سنها."
        
        الفكرة كانت زي طوق النجاة، فرصة عشان يسحب هاربر من حافة الهاوية. ديفيد حس إن هم كبير اتشال من على كتافه وهما خارجين من الكنيسة.
        
        بعد ما رجع البيت، كريستوفر كان عنده رغبة قوية جداً إنه يحكي لبنته عن الكلام اللي دار بينه وبين صاحبه. فتح باب أوضتها ببطء، "آفا، أنا."
        
        الباب اتفتح ببطء، وكشف عن البنت اللي كانت محاطة بالكتب. "يا بابا،" رحبت بيه.
        
        هو قعد على طرف سريرها. "محتاج أتكلم معاكي عن بنت، هي بنت صاحبي القديم ديفيد، ما كناش على تواصل بقالنا فترة، بس دلوقتي هو محتاج مساعدتنا بجد. بنته اسمها هاربر تومسون، أعتقد إن ليكوا حصص مشتركة سوا،" بدأ كلامه، وتغيرت ملامح آفا، عينيها الزرقا الباردة، زي عيني باباها بالظبط، كشرت.
        
        "هاربر؟ مالها؟" سألت، وصوتها مليان حذر.
        
        كريستوفر تجاهل رد فعل بنته وكمل، "هي في ورطة يا آفا. ورطة كبيرة. وأنا أعتقد إنك ممكن تكوني اللي تساعديها تطلع منها."
        
        ضحكة آفا كانت قصيرة ومريرة. "أساعد هاربر؟" سألت مش مصدقة. "هي ما بتتصرفش كأنها محتاجة مساعدة حد. الناس اللي حواليها هما اللي محتاجين مساعدة... من عنفها،" قالتها وهي مش مصدقة، وهزت راسها. "يا بابا، هي وأصحابها خلوا حياتي في المدرسة كابوس."
        
        كريستوفر اتفاجئ بالحقايق الجديدة دي، بس ده ما كانش هيوقفه عن خطته الأولية. "طيب يا بنتي،" وجه كلامه ليها بنبرة متعالية. "يبقى دي فرصتك عشان تثبتي إنك مسيحية صالحة، بما إننا بنتكلم عن مساعدة حد محتاج." خلص كلامه وهو بيبصلها من فوق لتحت.
        
        
        
        
        
        
        آفا ما كانتش مصدقة اللي بيحصل معاها، وهي بتسأل بصوت ضعيف، "المفروض أساعد اللي بتتنمر عليا؟" وهي عارفة كويس إن رأيها ملوش مكان لما أبوها ياخد قرار.
        
        كريستوفر، زي ما كان متوقع، فضل ثابت على موقفه. بنبرة حازمة، قال، "بالظبط كده اللي هتعمليه. وريها الرحمة، سامحيها، وارجعيها للطريق الصح." قام من على السرير، ومشي ناحية الباب، وبعدين لف وبصلها في عينيها، وضاف، "ده مش طلب. هتساعدي هاربر، سواء عايزة أو مش عايزة."
        
        في اللحظة دي عرفت إن النقاش مش خيار. كل اللي تقدر تعمله إنها تقبل الأمر الواقع. "حاضر يا بابا،" ردت عليه بطاعة.
        
        "هعمل كده، عشان ماليش خيار. بس مش لازم أصدق إنه هينفع، ومش لازم أحب ده،" قالت لنفسها.
        
        في نفس الوقت، على الناحية التانية من الشارع، كان حوار تاني بين أب وبنته بيدور.
        
        ديفيد قرب من هاربر، اللي كانت قاعدة على الكنبة وماسكة موبايلها. "هاربر، محتاجين نتكلم في حاجة،" قال بنبرة حازمة.
        
        هاربر رفعت راسها، وعينيها ضاقت. "إيه تاني دلوقتي؟"
        
        "قابلت صاحب قديم ليا، وكان عنده اقتراح ليكي،" بدأ، وصوته دلوقتي فيه تردد. بنته اتضايقت من كلامه بس فضلت ساكتة. "حاجة ممكن تساعدك توجهي طاقتك وممكن كمان تساعد في تحسين درجاتك. ليها علاقة بالكنيسة،" كمل، وعزيمته بتضعف مع كل كلمة.
        
        "كنيسة؟" كررت، وهي بتكشر كأنها لسه عضت على لمونة حامضة أوي. "أكيد بتهزر."
        
        "صاحبي اقترح إنك تبدأي تساعدي مع مجموعة بنته آفا،" كمل، وهو مستمر رغم تعليقاتها.
        
        "آفا؟! بتاعت المدرسة؟!" هاربر سخرت، وصوتها مليان احتقار. "الوش دي بتاعت الكنيسة؟ مستحيل. هتضيع سمعتي لو اتشافت معايا، خصوصاً هناك."
        
        صبر ديفيد كان بيخلص. "سمعتك مش همي دلوقتي. المهم إنك ترجعي للمسار الصح، وده هيساعد."
        
        هاربر قامت، وغضبها ولع. "مش هبقى بنت كنيسة مؤدبة. انسى الموضوع."
        
        ديفيد خد نفس عميق، وبيجهز نفسه للإنذار الأخير. "اسمعي يا هاربر. يا إما تبدأي تساعدي آفا في الكنيسة، يا إما هتكوني محبوسة في البيت لحد آخر السنة الدراسية. لا فلوس، لا عربية، ولا صحابك دول اللي تأثيرهم وحش،" هددها، وخطف الموبايل من إيديها. "ولا ده تاني."
        
        وش هاربر احمر من الغضب. "ما تقدرش تعمل كده فيا!"
        
        "أقدر، وهعمل،" ديفيد قال بحزم. "ده اختيارك يا هاربر. اختاري الصح."
        
        بنته جريت على أوضتها، وقفلت الباب بصوت عالي، بالرغم من إنها بعد ساعتين لما أدركت خطورة الوضع، رجعت. بنبرة مريرة، تمتمت، "خلاص. هعملها. بس ده ما يغيرش حاجة. مش فجأة هبقى زيها."
        
        ديفيد هز راسه، عارف إن دي مجرد البداية. "هنشوف."
        
        "هتخلص زيي غالبًا، وصاحبك هيلعنك،" قالت وهي بتضحك بخفة، وبتفكر بالفعل في اللي هتعمله لما تتاح لها الفرصة مع آفا.
        
        "آه يا هاربر، مش شايفة إني ملعون بالفعل؟" رد بمرارة.
        
        للحظة، عينيها الخضرا لانت وهي بتبص لأبوها، لكن اللامبالاة رجعت بسرعة، وهي بتمتم، "أي حاجة."
        
        البنتين، كل واحدة في معركتها المنفصلة، واجهوا ليلة بلا نوم.
        
        هاربر كانت مفرودة على سريرها وعينيها متثبتة في السقف. حست بمرارة وتوتر، وخايفة أوي من فكرة إنها مفيش قدامها خيار غير إنها تنفذ فكرة أبوها المجنونة. حتى مجرد التفكير في إنها تضايق آفا الكريهة ما كانش بيريحها. الخوف إن حد من المدرسة يكتشف ويخليها أضحوكة كان بيرعبها. جسمها اتشد زي الحيوان اللي محشور في زاوية، بيستعد للي ممكن يجي بعد كده. أفكار تقيلة كانت بتلف في دماغها: "مجموعة كنيسة، بجد؟ ليه لازم يكون بالتحكم ده؟ كأن مفيش كفاية على راسي! ليه بيكرهني أوي لدرجة إنه عايز يدمر حياتي؟ ليه دايماً أنا؟!"
        
        في نفس الوقت، آفا كانت رايحة جاية في أوضتها بتعيد أحداث اليوم. ثقل أمر أبوها حسّته غير عادل ومُخنق. كانت محتارة بين تعاليم الرحمة اللي اتربت عليها وبين الذكريات اللاذعة والمؤلمة لقسوة هاربر وصحابها. فكرة إنها تمد إيد المساعدة لهاربر كانت زي إنك تمشي بإرادتك في عاصفة، عارفة كويس احتمالية الأذى. توقعات أبوها كانت زي السلاسل، بتربطها بمسار عمل قلبها كان بيعترض عليه. مع مرور الليل، أفكارها زادت سوء، خليط من الغضب والتوتر: "إزاي أسامحها بعد كل اللي عملته؟ ودلوقتي لازم أساعدها؟ عارفة إني المفروض أكون البنت المسيحية الكويسة، بس ده كتير أوي. ده مش عدل. ليه لازم أكون أنا الأكبر؟ بابا عنده حق في حاجة واحدة. هاربر تايهة. بس ليه لازم أكون أنا اللي ألاقيها؟ كأن بيتعاقب على غلطاتها. ممكن أحاول أتكلم معاها. أحط كام قاعدة أساسية. بس إيه لو ضحكت في وشي؟ إيه اللي هيحصل ساعتها؟ أنا كده اتحكم عليا بالهلاك. ليه دايماً أنا؟"
        
        في اليوم اللي بعده، ممرات المدرسة كانت مليانة بالزحمة الصباحية لما هاربر لمحت آفا. مدفوعة بالغضب، راحت ناحيتها ودفعت كتفها زقتها على الحيطة. "يبقى دي كانت خطتك؟ تخلي أبوكي يكلم أبويا عشان تسحبيني على كنيستك وتلعبي دور القديسة؟" اتهمتها، وصوتها كان زي الفحيح الحاد. "فاكرة ده هيخليكي مشهورة، إنك تجبريني أخرج معاكي؟"
        
        آفا، اللي عادةً هادية، وصلت لنقطة الانهيار. "أنتي مغرورة أوي يا هاربر،" بصقت بغضبها المتفجر. "فاكرة بجد إن العالم كله بيلف حواليكي، مش كده؟" سألت بابتسامة حامضة. "أفضل أغسل حمامات المدرسة بفرشة سنان ولا إني أقضي ثانية واحدة معاكي!" البنت اللي عينيها زرقا قالتها بسخرية. "فكرة مجموعة الكنيسة دي؟ دي آخر حاجة أنا عايزاها. مجرد التفكير في التعامل معاكي بره المدرسة بيجنني. لو كان الأمر بإيدي، كنت أنهي المهزلة دي دلوقتي. للأسف، ماليش خيار، بس لو كنت مكانك، كنت هتستقلي النهاردة ونوفر على نفسنا المشاكل."
        
        هاربر اتفاجئت، وحدة كلام آفا قطعت غضبها. فتحت بقها عشان تجادل بس ملقيتش كلام. مسكتها حالة صمت مفاجئة، لفت على كعبها ومشت.
        
        خناقتهم الحادة دي محلّتش أي حاجة، بس خلت الأمر واضح زي الشمس إنهم ما يطقوش بعض. وهما ماشيين كل واحدة في طريقها، التوتر فضل موجود، مع اعتراف صامت إن الشغل سوا هيكون تحدي حقيقي.
        
        
        
        
        
        
        
        هاربر:
        كنت واقفة بره الكنيسة، المبنى القديم الضخم بيرمي ضل طويل عليا. يا لهوي على الرمزية. إيدي كانت على مقبض الباب الخشبي التقيل، وفكرة إني هقضي العصر كله مع مجموعة الكنيسة خلت بطني توجعني.
        
        بصيت ورايا، وفكرت إني أمشي، بس صورة وش أبويا الصارم ظهرت في دماغي. عرفت إن ماليش خيار حقيقي. خدت نفس عميق اللي ما عملش أي حاجة عشان يهدي أعصابي، ومديت إيدي لمقبض الباب وزقيته، ودخلت جوه.
        
        "درس النهاردة مش مجرد رسم. هو رحلة عبر التاريخ واللاهوت، بنتعلم عن القديسين والأحداث اللي متصورة، والرمزية ورا الألوان والإيماءات المستخدمة. ده مكان هادي للتأمل، فيه فعل الرسم بيتحول لصلاة وتفكير،" آفا كانت بتشرح معنى نشاط النهاردة لمجموعة الكنيسة وأنا دخلت بشكل مزعج، متأخرة نص ساعة كاملة.
        
        صوت الباب وهو بيزيق بصوت عالي، وقولتي المستهترة، "أنا متأخرة، بس مش آسفة،" كان علامة وصولي. بصيت في الأوضة، لاحظت الوشوش المركزة لزمايلي، كل واحد منهم غرقان في شغله. من غير ما أستنى رد، رميت نفسي على آخر كرسي فاضي.
        
        آفا بصتلي بصة مش راضية. "حاولي تلحقي اللي فاتك من غير ما تزعجي حد، لو سمحتي،" قالت، وصوتها مليان غضب.
        
        دي مين عشان تكلمني كده؟
        
        لفيت عيني وخدت فرشاة، بس بدل ما أرسم، بدأت أخبطها على جنب الترابيزة، مستمتعة إزاي كل خبطة جديدة كانت بتخلي وشها متضايق أكتر.
        
        "ممكن ما تعمليش كده؟" آفا فحيحت، وهي جاية ناحيتي.
        
        "إيه؟ أنا بس بحسس عليها،" رديت، وصوتي مليان براءة مزيفة.
        
        الدرس كمل، وأنا فضلت ألاقي طرق جديدة عشان أتسلى بيها، عن طريق إني أجننها أكتر. كنت محتاجة أضايقها لدرجة إنها تجري على أبوها، وتترجاه إنه يخليها تطردني من المجموعة.
        
        فلما عدت من جنب كرسيي، مسكت إيدها.
        
        "عايزة إيه؟" سألت بنبرة وقحة جداً.
        
        "عندي سؤال،" قولت، وأنا بتمثل الجدية.
        
        "إيه السؤال؟" قالت، وهي بتحاول تسحب إيدها من ماسكتي، بس أنا ما كنتش هسمح بده يحصل.
        
        بدل كده، سحبتها أقرب ليا وهمست في ودنها، "أنتي متوترة أوي يا آفي. عايزاني أساعدك تسترخي؟" بعدت عشان أشوف رد فعلها وما اتخيبتش.
        
        كان فيه غضب في عينيها لما في الآخر سحبت إيدها ومشيت بعصبية.
        
        أتمنى ده ينفع، بس كنت محتاجة ألاقي طريقة عشان أثبت نجاحي بجد.
        
        حاولت تتجنبني بقية الدرس، بس لما خلص، بدأت تتمشى في الممرات، بتشوف كل واحد. ما كنتش قادرة أستنى لحد ما توصل لمكاني عشان أوريها تحفتي الفنية.
        
        قربت من حامل الرسم بتاعي وهي بتاخد نفس عميق، بتجهز نفسها. من شكل وشها، عرفت إن اللي شافته على قماشتي خلا دمها يغلي. الرسمة كانت لست عريانة رسمتها من آفا، مستخدمة خيالي للأجزاء من جسمها اللي ما كنتش أقدر أشوفها. رسمت شعرها الأشقر، عينيها الزرقا الباردة المميزة، وملامح وشها المتطابقة. بس ما كانش مجرد العري اللي ولّع غضبها. كانت تفصيلة أحلى في الرسمة — الست كانت مصورة وإيدها بين رجليها وعلى وشها تعبير ما بيسبش أي شك في إيه بالظبط كانت بتعمله.
        
        "إيه ده؟" آفا صرخت بغضب.
        
        "دي صورتك، طبعاً. مش عاجباكي؟" ابتسمت بخبث.
        
        "ده اللي كنتي بتعمليه؟" آفا سألت، صوتها مزيج من عدم التصديق والغضب. "كل اللي هنا بيحاولوا يتعلموا ويحترموا التقاليد، وأنتي... أنتي بتهزري؟"
        
        ضحكت. "خفيها شوية يا آفا-بو. أنا بس بديكي تعليمات عن اللي المفروض تعمليه عشان تسترخي بدل ما تكوني نكدية طول الوقت. عشان واضح إن مفيش حد تاني هيساعدك في ده."
        
        إيد آفا اتلكمت. "أنتي مستحيلة! أنتي ما بتفكريش غير في نفسك. أنتي... أنتي مقرفة!" خدت خطوة أقرب، صوتها كان واطي بس حاد. "عارفة إيه يا هاربر؟ يا ريتك ما كنتيش جيتي. وجودك هنا مش مرحب بيه زي 'فنك' المزعوم."
        
        أنا بس هزيت كتفي وقمت بابتسامة شريرة. "قولتلك — متوترة أوي." ومع كده، طلعت بره، تاركة ورايا صمت ذهول وأوضة مليانة ناس بيتساءلوا إيه اللي حصل بالظبط.
        
        آفا:
        خلال العشاء، أبويا سأل بحماس إزاي كانت أول حصة مع هاربر. "هي مهتمة باللي بيحصل؟" سأل بحماس. طبعاً، مشاعري كانت آخر حاجة في دماغه، زي العادة.
        
        "ما اعتقدش إنها مهتمة بأي حاجة من دي،" قولت بلا تعبير، وأنا باكل بطاطسي المهروسة ببطء.
        
        "يبقى لازم تحاولي أكتر،" قال بحزم، وفي عيلتنا كان ممنوع إني أتجاهل نبرته دي. بصيتله فوراً، وهو بصلي، نظراته حادة من تحت حواجبه المكشرة.
        
        "حاضر يا بابا،" أطعت. "هحاول أكتر."
        
        "وكمان، نص ساعة وقت الموبايل في البيت ملغية. اديهولي،" أمر، وهو بيمد إيده عشان ياخد جهازي.
        
        سلمتله الحاجة اللي طلبها، وحسيت بغصة في حلقي. بس على مدار السنين، بقيت شاطرة أوي في إني أبلعها قبل ما أي دموع تنزل.
        
        بس لما كنت في السرير، في الآخر سمحت لمشاعري تاخد مجراها وعيطت في المخدة.
        
        
        
        
        
        
        
        
        دخلت المدرسة وإحساس بالخوف جوايا. فكرة إني أواجه هاربر كانت بتثير جوايا مشاعر سلبية قوية كان صعب أسيطر عليها.
        
        وأنا بلف الكورنر، شفت مجموعة من الطلاب متجمعين، ضحكهم عالي ومخيف. هاربر كانت وسطهم، راسها راجعة لورا وبتضحك بخبث. عنيهم اتركزت عليا، وضحكهم زاد. واحد من الولاد شاور عليا، وفرحتهم زادت. قلبي غرق. عرفت من غير شك إن هاربر نشرت قصة حصة الرسم، وغالباً ضافت عليها لمستها القاسية.
        
        الولد اللي شاور عليا ساب المجموعة وقرب مني. "إزيك يا آفا،" قال بسخرية، ووقع الكتب من إيدي. "سمعت إنك بقيتي 'تحفة فنية' بجد." كلماته الساخرة كانت زي الخناجر، كل واحدة منهم هدفها إهانتي.
        
        بس أنا فضلت واقفة مكاني، ملامح وشي ما اتغيرتش. جوايا، كنت دوامة من المشاعر، بس فضلت متمسكة بترنيمة صامتة: "أنا بس لازم أكمل لحد آخر السنة الدراسية. بعد كده، هكون حرة من المتخلفين دول، ومفيش تعليقات هاربر المقرفة تاني، ومفيش سيطرة أبويا الزايدة." فضلت أكررها في دماغي، وده ساعدني.
        
        بهدوء فاجئني أنا نفسي، لميت كل كتبي ومشيت وسط الزحمة، عيني الزرقا الباردة قابلت عيون هاربر الخضرا. حتى هي بدت متلخبطة شوية لما عينينا اتقابلت. كملت مشي، هدوئي درعي، وصمتي سلاحي، وأنا بعدي وسط السخرية من غير أي ضعف في عزيمتي.
        
        وأنا ببعد عن الضحكات الساخرة، دماغي كانت مليانة أفكار ومشاعر. "كملي مشي بس،" قولت لنفسي. "هما ما يستاهلوش وقتك. أنتي أحسن من كده." مع كل خطوة، كنت بكرر تأكيداتي الصامتة، قائمة من الثقة بالنفس عشان أغرق الضوضاء. "أنتي قوية. أنتي فوق سخافتهم. دي مجرد لحظة،" كملت. "هتعدي. هما ما بيحددوش مين أنتي. كلامهم فاضي، ملوش معنى." مع كل كلمة ساخرة كانت بتوصل لوداني، كنت ببني جدران حوالين قلبي. "بس لحد آخر السنة الدراسية،" فكرت نفسي. كنت مصممة إني ما أديهمش فرصة يشوفوني بنهار، ولا دلوقتي، ولا أبداً.
        
        خلال فترة الغداء، قررت إني الأفضل إني أتجنب الكافيتريا، لأني كنت عايزة أتجنب أي مواجهة تانية مع هاربر وشلتها. فوقفت قدام حوض الحمام، ببص على صورتي في المراية. وشي كان شكله وحش أوي بالنسبة لي — بشرة شاحبة، عيني تعبانة وحمرا من ليلة بكا. كان واضح ليه مفيش حد بيحبني. كنت مسكينة. أستاهل كده.
        
        دوامة أفكاري اللي بتنتقد نفسي اتقطعت فجأة لما مجموعة بنات اقتحمت الحمام. وطبعاً، كانت هي، ومعاها صاحباتها چينا و آشلي.
        
        في الوقت اللي الاتنين التانيين دخلوا حمامات التواليت، أنا جريت ناحية الباب، بس هاربر وقفتني في نص الطريق، سدت طريقي.
        
        "ماشية بدري كده؟" سألت بنبرة سخرية.
        
        "لو سمحتي، سيبيني أمشي،" قولت بصوت ثابت، مصممة إني ما أوريهاش إن عندها أدنى فرصة إنها تتفوق عليا.
        
        هزت راسها بالرفض، قربت أكتر، وهمست في ودني، "عايزة أتأكد إني رسمت كل جزء في جسمك صح."
        
        فضلت ثابتة، وبصيت في عينيها وتكلمت بصوت واطي عشان هي بس تسمعني، "أنتي عايزاني أنا و چينا و آشلي نناقش مشاركتك في مجموعة الكنيسة بتاعتي؟" سألت بمتعة استهزائية. "أنا موافقة جداً. يلا نقولهم قد إيه الموضوع رائع. يمكن هما كمان عايزين ينضموا." سخرت، وأنا بتابع رد فعلها عن قرب. عينيها الخضرا اتسعت شوية، لمحة من التردد عدت على وشها. "أنا متأكدة إنك حكيتيلهم عن الرسمة بس، من غير ما تذكري إنك بقيتي عضو في مجموعة الكنيسة، زيي بالظبط،" كملت، وصوتي فيه نبرة انتصار. تعبير وشها أكد إني صح.
        
        في اللحظة دي، صوت سيفون الحمام رن، وصاحباتها طلعوا من الحمامات واحدة ورا التانية. وش هاربر ظهر عليه الذعر لحظياً وهي بتبصلهم.
        
        "شوفوا مين هنا،" چينا قالت بنبرة مرحة شريرة، وصوتها مليان سخرية وهي بتبص عليا.
        
        لكن، تجاهلتها، واتجهت ناحية الباب، قلبي كان بيدق بس مظهري كان هادي.
        
        "هاربر، امسكيها،" آشلي أمرت.
        
        هاربر اترددت، نظراتها بتتنقل بيني وبين صاحباتها. في الآخر، بعدت خطوة، وفتحتلي طريق ضيق عشان أهرب. "سيبوها تمشي! أنا ضيعت وقت كتير عليها النهاردة. هي ما تستاهلش!" لوحت بإيدها، وهي بتحاول تحافظ على مظهرها القوي وأنا بخرج من الباب.
        
        وأنا ماشية بسرعة في الممر، ما قدرتش أمسك نفسي من الابتسامة. ده كان انتصاري. وقفت لنفسي، وهي ما قدرتش تعمل أي حاجة.
        
        لما الدروس خلصت، رحت ناحية الباركينج، وماشية ناحية عربيتي زي أي يوم تاني. كل ما أقرب، طلعت شهقة غضب، "بتهزري؟" لما شفت شكل مألوف بلبس جاكت جلد أسود ساند على عربيتي.
        
        "كنت مستنياكي،" هاربر أعلنت بصوتها الأجش المزعج.
        
        "عايزة إيه تاني دلوقتي؟" سألت بغضب، وأنا بضم دراعاتي على صدري في حركة دفاعية.
        
        ضحكت بخبث، من غير ما تتأثر خالص. "فاكرة إنك ممكن تبتزيني؟" قالتها، وهي بتفاجئني.
        
        "مش هبتزك ولا هيكون ليا أي علاقة بيكي خالص!" صرخت، مش مصدقة وقاحتها.
        
        فجأة، مسكتني من الياقة وزقتني على عربيتي. مش هكدب، كنت خايفة أوي في اللحظة دي. نوبات غضبها المشهورة كانت معروفة، وعرفت إنها قادرة تعمل أي حاجة في اللحظة دي.
         
         
         
         
         
         
         
         
        
        "اسمعي يا وش الكنيسة!" فحيحت، وشها كان على بعد سنتيمترات من وشي. "فاكرة إنك ذكية أوي، بتحاولي تقلبي أصحابي عليا. بس أنتي ما تعرفيش أنتي بتتعاملي مع مين."
        
        حاولت أحافظ على صوتي ثابت. "أنا مش بحاول أقلب حد عليكي. أنا بس عايزة أكون لوحدي."
        
        عينيها ضاقت، وللحظة، فكرت إنها ممكن تضربني بجد. بس بعدين سابت إيدي، وزقتني لورا على العربية. "اعتبري ده تحذير،" بصقت. "لو حد عرف إني بروح لمجموعتك اللي ما تسواش، أنتي خلاص خلصتي."
        
        ومع كده، لفت ومشيت، سايباني متوترة. وأنا ببصلها وهي بتمشي، خدت نفس عميق، بحاول أهدي دقات قلبي اللي بتجري. عرفت إن دي مش النهاية، بس عرفت كمان إني ما اقدرش أسيبها تخوفني.
        
        طلعت عربيتي، إيدي كانت بترتعش وأنا ماسكة عجلة القيادة. "بس عدي بقية السنة،" فكرت نفسي. "بعدين هتكوني حرة."
        
        الفكرة دي، إني هقدر أسيب المدرسة دي وعيلتي قريب، كانت هي الحاجة الوحيدة اللي بتخليني أكمل. كل مرة كنت بفكر إن الأمور مش ممكن تسوء أكتر من كده، الحياة كان ليها طريقة غريبة تثبتلي إني غلط، بس أنا دايماً كنت بواجه كل تحدي براسي مرفوعة. وهاربر؟ هي مش هتكون اللي تكسرني. هي اللي ما تعرفش هي بتتعامل مع مين — أنا أقوى بكتير مما تتخيل.
        
        
        
        هاربر:
        كنت غاضبة جداً إن وش الكنيسة ده عنده الجرأة يتكلم معايا بالطريقة دي. تحديها غير المتوقع خلاني أفقد توازني. ليه بتجرؤ تبص في عيني بجرأة كده؟ هي عارفة إن ليها سلطة عليا دلوقتي. بس أنا ما اقدرش أسمح بده يحصل. آفا ممكن تكون حققت انتصار لحظي، بس أنا كنت مصممة إني أطلع على القمة. كنت محتاجة أطلع بحاجة أحطها في مكانها، عشان تندم إنها فكرت تتعدى حدودها معايا.
        
        في المساء، على العشاء، بابا سألني عن انطباعاتي عن أول درس في مجموعة الكنيسة. امبارح كان متأخر في الشغل ورجع لما كنت نايمة، فما كانش عندنا فرصة نتكلم.
        
        بس دلوقتي، واحنا بنتكلم، جتلي فكرة إني أعمل حاجة مضحكة بجد.
        
        "المجموعة كويسة والدرس كان ممتع. أنا بجد اندمجت فيه،" كدبت بوقاحة.
        
        "أنا مبسوط إني أسمع كده،" قال بنبرة مش مصدقة شوية.
        
        "بس عارف يا بابا،" بدأت، وأنا بحاول أكتم ابتسامة خبيثة. "آفا مش زي ما قولتلي خالص. هي وقحة معايا وحتى انتقدت رسمتي."
        
        "بجد؟" سأل باستغراب، وهو مكشر.
        
        "بجد! هي ما بتحبنيش. قالتلي صراحةً إن الأفضل إني ما أكونش هنا." كملت قصتي، والجزء ده ما كانش كدب خالص.
        
        "إيه اللي رسمتيه؟" سأل، وده جنني من الغضب.
        
        "إيه الفرق إيه اللي رسمته؟! أنا عملت اللي عليا وزيادة." صرخت باستياء.
        
        "أنتي صح، أنا آسف،" بصلي بذنب. "أنا متأكد إن شغلك كان رائع."
        
        "كان كذلك،" أكدت، واديتله أحسن نظرة قطة حزينة عندي. "ممكن تكلم أبوها؟ تقوله إزاي هي عاملتني وحش." عرفت إن ده هيضايقها.
        
        "لو فاكرة إن ده ضروري، يبقى أكيد، هتصل بيه النهاردة،" قال بابتسامة مطمئنة. هزيت راسي بالموافقة.
        
        
        _________
        
        
        بعد العشاء، ديفيد قعد في كرسيه وطلب كريستوفر، زي ما بنته طلبت. بص على صورة لهاربر وهي عندها ست سنين وهز راسه، فاكر تصرفاتها.
        
        "إزيك يا كريس،" سلم لما صاحبه القديم رد. "إزيك عامل إيه؟"
        
        "أهلاً يا ديفيد! كل حاجة كويسة." رد كريستوفر، وصوته كان بيشجع على الكلام. "إزاي هاربر؟ قالت حاجة عن أول اجتماع للمجموعة؟"
        
        ديفيد خد نفس عميق. "أيوة، هاربر ذكرتها، وحبيت أشاركك حاجة."
        
        صاحبه اهتم. "أكيد، اتفضل."
        
        "طيب، أنا بس كنت عايز أقول إن هاربر استمتعت بالاجتماع وهي بجد متحمسة للاجتماع الجاي. شكل آفا بتعمل شغل كويس هناك، زي ما قولت بالظبط،" اعترف.
        
        كريستوفر ضحك بارتياح. "مبسوط إني أسمع كده. عارف إني دايماً صح."
        
        "طبعاً يا كريس. خلي بالك من نفسك،" ديفيد قال وهما بيقفلوا المكالمة.
        
        ديفيد زفر، عارف إنه عمل الصح. لأنه كان يعرف بنته كويس بما فيه الكفاية عشان يميز نواياها الخبيثة.
        
        وفي نفس الوقت، كان يعرف طبيعة صاحبه القديم أفضل بكتير مما تعرفها هاربر. فهم قد إيه ممكن يكون اتهام كاذب زي ده مؤذي لآفا.
        ---
        --- يتبع يا قمرات ---
        
        

        قداس العشق - روايه رحب

        قداس العشق

        2025, كاترينا يوسف

        للمراهقين

        مجانا

        قسيسه ملتزمة، صحيت على زعيق أبوها عشان متتأخرش على الكنيسة. هناك بتقابل بنت بتعزف درامز بتشدها أوي، وبتتكلم معاها رغم إن صاحبتها بتحذرها منها عشان سمعتها مش كويسة. بيونسي بتحاول تنكر أي إعجاب بيها خوفًا من فكرة "الخطية"، بس في الآخر بتديها رقمها على أساس إنها صداقة، مع إن الواضح إن فيه حاجة أكتر من كده بتحصل.

        بيونسي

        قسيسه ملتزمة وبتصحى كل يوم على صوت أبوها اللي بيزعق عشان تروح الكنيسة. صوتها جميل وبتغني في الكورال، وواضح إن ليها كاريزما وبتلفت الانتباه

        كيلي

        جريئة ومبتخافش تتكلم بصراحة. بتحاول تحذر بيونسي من البنت اللي بتعزف درامز وبتقولها إن ليها سمعة مش كويسة، لكنها في نفس الوقت بتعرض إنها توصلها بيها لو بيونسي عايزة تتعرف عليها.

        نيكي

        بتجذب انتباه بيونسي. بتغازل بيونسي بشكل مباشر. عندها موهبة واضحة في العزف على الدرامز وشغفها بالموسيقى واضح جداً في أدائها. كيلي بتذكر إن ليها سمعة مش كويسة وبتسبب مشاكل كتير مع أختها.
        تم نسخ الرابط
        قداس العشق - روايه رحب

        "قومي يا بيونسي!" أبويا زعق وهو داخل أوضتي. اتأففت وسحبت الغطا على راسي وأنا بحاول أكتم صوته العالي عشان آخد آخر لحظات سلام.
        
        "يلا يا بنتي ما ينفعش نتأخر، فيه كنيستين ضيوف جايين النهاردة!" قال وهو بيشد الغطا.
        
        "قومي قبل ما أوريكي!" زعق وهو طالع.
        
        اتنهدت جامد وقمت، مع إن ده كان آخر حاجة عايزة أعملها، بكره صحيان النوم. قعدت في السرير أبص على الحيطة بوش مكشر وأنا بحاول أقنع نفسي أقوم بس كنت عايزة أرجع تحت البطانية الدافية دي.
        
        دعكت عيني عشان تتظبط أكتر وبعدين رمشت كام مرة كمان وقمت أبص حوالين أوضتي اللي مش واضحة.
        
        "بابا قالك أحسنلك تقومي يا أختي!" سولو قالت وهي معدية.
        
        "اخرسي!" زعقت فيها وأنا متضايقة أصلاً.
        
        رحت آخد دوايا اليومي ودخلت حمام أوضتي وشغلت الدش السخن. وفي الوقت اللي الحمام بقى مليان بخار، دعكت عيني بتعب وبعدين قلت دعاء الصبح.
        
        لما خلصت، دخلت الدش وفضلت واقفة وعيني مقفولة والمية السخنة نازلة على جسمي. جسمي كله استرخى وحسيت إني بنام تاني بالراحة.
        
        سمعت خبط قاطع كل ده واتأففت "يلا يا بيونسي!"
        
        مسكت الفوطة والصابون وغسلت جسمي كويس وغسلت شعري. بعد ما خلصت خالص، طلعت ولفيت الفوطة حوالين نفسي ودخلت أوضتي نشفت نفسي وبعدين مسكت نضارتي ولبستها. بدأت أحط لوشن ومزيل عرق وأنا بدندن الأغنية اللي هغنيها النهاردة في القداس.
        
        لما خلصت ده، غسلت سناني ولبست هدومي قبل ما أعمل شعري كيرلي خفيف.
        
        "يا سمايلي يلا!" أخويا الكبير جاي قال وهو بيخبط على الباب وينادي عليا بلقبي. استعجلت ولبست كعب رجلي ومسكت شنطتي وموبايلي ورشيت برفان وأنا طالعة.
        
        نزلت تحت طلعت للعربية وركبت ورا جنب أختي.
        
        "يا سمايلي إيه اللي قعدك كل ده؟!" أبويا زعق فيا وهو بيطلع بسرعة من الممر.
        
        "كنت بعمل شعري." قلت بتمتمة وأنا بلمسه.
        
        هز راسه ليَّ "شاغلة بالك بشعرك واحنا قربنا نتأخر على الكنيسة. أنا مستنيكي." قال وهو بيخليني أتنهد.
        
        "بتطلعي نفس؟!" راسه رجعت لورا بسرعة.
        
        "لأ يا بابا." قلت بتمتمة وأنا باصة من الشباك.
        
        بقية المشوار بالعربية كان هادي لحد ما وصلنا الكنيسة، نزلت من العربية واتسلم لي أخويا الصغير "لبسيه الجزمة. بسرعة."
        
        "ماشي." قلت وأنا ببعد عن أبويا وهو مشي. الكل مشي وأنا بلبس أخويا الصغير إرميا الجزمة.
        
        لما خلصت، لفيت بسرعة وخبطت في بنتين، واحدة شكلها رجولي أكتر من التانية.
        
        القصيرة كانت بتبصلي أوي والتانية كانت باصة بوش مكشر "مش شايفة رايحة فين؟" سألتني بصوت عالي.
        
        "أنا آسفة." اتكلمت بصوت واطي بلهجتي الجنوبية العميقة قبل ما أسرع وأدخل أبواب الكنيسة.
        
        كنت لسه هدخل الأبواب الرئيسية بس حد مسكني.
        
        "أنا آسفة على أختي، هي بس وقحة." البنت القصيرة اللي شفتها قالت وهي باصة بأسف.
        
        بصيت على وشها كله وأنا باكتشف إنها جذابة جداً.. جداً جذابة.
        
        "مفيش مشكلة." اتكلمت بصوت واطي شوية.
        
        "عجباني اللهجة دي." لحست شفايفها. احمر وشي وبصيت لتحت، مش بيجيلي إشادات كتير على لهجتي.
        
        "اسمك إيه؟" سألتني بصوت ناعم.
        
        "بي-" "بيونسي! بتعملي إيه؟!" أبويا جه من الأبواب وهو بيوشوش ويصرخ.
        
        "أحسنلك تروحي على المذبح وبسرعة." جز على سنانه بغلظة.
        
        "بس انت قولتلي-" "مش مهم! روحي!" زقني بره ناحية الناس اللي كانوا بيتكلموا في الكنيسة.
        
        حطيت أخويا عند نانا قبل ما أروح مكاني.
        
        "ابتدوا الأغنية." أبويا قال وهو بيبصلي بغضب.
        
        "ابتسمي." أمي همستلي بوش آسف.
        
        اتنهدت وهزيت ضيقتي وأنا عارفة إني لو هعمل ده لربنا لازم أعمله صح.
        
        "آه آسف يا قسيس بس انت اللي مش بتقول ابتدوا الأغنية، أنا اللي بقول." كات مدير الكورال قال وهو بيبص ناحيته وبعدين بص لينا.
        
        "دلوقتي ابتدوا الأغنية."
        
        الموسيقى بدأت بسرعة وابتسمت. "بصوا لبعض وقولولهم، يسوع جاب النور!" قلت بفرح.
        
        "يسوع جاب النور!" الكورال قال.
        
        "يسوع جاب النور!" قلت وهما كرروا ورايا تاني.
        
        فضلنا نقول كده لحد ما الأغنية بدأت تخلي الجمهور يغني معانا. مدير الكورال أشار لينا عشان نبدأ وهو بيحرك إيده فوق وتحت مع الإيقاع وأنا خبطت على المايك بالإيقاع زي ما بعمل عادة عشان أثبته.
        
        "انتَ عملتلي يومييي... انتَ جيت
        طريقيييي......
        سمعتني كل مرة أصلييي!"
        "انتَ اديتني سلام... انتَ اديتني
        نعمة.....
        حطيت ابتسامة على وشيييي!"
        مدير الكورال شاور عليا وهو بيهز راسه.
        "انتَ جبت النوووررر" غنيت بقوة ومش بغني مع الكورال تاني.
        "انتَ جبت النور"
        "في حيااااتي"
        "انتَ طوق النجاة"
        "انتَ طوق النجاااة"
        
        "انتَ جبت النور"
        "حياااتي" غنيت وأنا ببص على أبويا وهو بيبرقلي.
        ممكن أبصله.
        "من ساعة ما لقيت المسيح
        كان فيه تغيير كبيير في-
        "حيااتي" الكورال غنى الجزء ده لوحده بينما المدير رفع إيده مشيراً للارتفاع
        "حيااااة!" دخلت بعدهم.
        "يسوع هو الحل"
        "أوه يسوع هو الحل!"
        "بيكسر كل قيد"
        "..بيكسر كل قيد!" غنيت وأنا لمحت البنت دي اللي شفتها بدري بتطبل براسها وبتبصلي وأنا بغني.
        "مش مهم خالص!"
        "...مفيش مستحيل، مفيش حاجة غلط، مفيش حاجة صعبببة على إلهي إنه يقلق عليها."
        "مهما كانت مشكلتك!"
        "مهما كانت مشكلتك"
        "ربنا يقدر يحلهالك دايماً!"
        "ربنا يقدر يحلهالك دايماً"
        "سلم حمولك عليه"
        "جربه النهاردة وهو هينور يومك!" غنيت وبعدين بدأت أقول أي كلام عشان مش عارفة هي قالت إيه بالظبط هناك ونهيت بـ "أنا عارفة، أنا عارفة، أنا عارفة إنه هيعمل كده!"
        المدير اداني علامة إبهام لفوق وده خلى ابتسامتي تكبر والناس تهتف لينا واحنا بنغني.
        
        
        ...........
        
        
        
        
        "انتَ جبت النور!"
        "في حيااااتي!"
        "انتَ طوق النجاة"
        "انتَ طوق النجاااة"
        "انتَ جبت النووورررر"
        "حياااتي"
        "انتَ طوق النجاة"
        "من ساعة ما لقيت المسيح
        كان فيه تغيير كبيير في-
        "حيااتي"
        "حيااااة!" غنيت وأنا المدير بيشاور في الهوا وبيتنطط لما وصلت للنغمة. هو دايماً بيعمل أكتر من اللازم.
        "أنا شاهد!"
        "ممكن ألاقي شاهد؟!" غنيت وبدأت أتفاعل مع الجمهور شوية.
        "ده يسوع!"
        "حد يعرف يسوع؟!.. مش هو هيفتحلك طريق؟"
        "هيغير حياتك!..."
        "أنا شاهد!"
        
        "ممكن ألاقي شاهد؟!"
        "ده يسوع!"
        "حد يعرف يسوع؟!.. مش هو هيفتحلك أبواب؟" غنيت وأنا بشاور على الناس.
        "هيغير حياتك!"
        "أنا شاهد!"
        "ممكن ألاقي شاهد؟!" غنيت.
        "ده يسوع!"
        "حد يعرف يسوع؟!.. مش هو هيفتحلك طريق؟"
        "هيغير حياتك!..."
        المدير شاور عليا عشان الجزء اللي بعده فبدأته.
        
        "نعمة مدهشة! يا حلاوة الصوت- اللي أنقذني أناااا..." الكورال انضم ليَّ وأنا بغني من كل قلبي وبفتح دراعاتي وبشاور على نفسي.
        "أوووووه...." غنيت وبعدين بدأت أهز شوية وأسقف بينما مدير الكورال عمل قفزات صغيرة حوالينا وهو بيسقف وده خلاني عايزة أفرط من الضحك.
        "...انتَ عملت، انتَ عملتلي يووومي." غنينا.
        "أوه أوه أوه أوه أوه"
        "انتَ جيت، انتَ جيت طريقييي"
        "أوه أوه أوه أوه أوه"
        المدير وقف قدامنا وهو بينطط وبيعرض رقصاته الصغيرة بينما احنا بنغني زي ما بيعمل دايماً.
        غنينا لحد ما الأغنية خلصت ونزلت المايك وأنا ببص لأبويا بغضب.
        الكنيسة كلها سقفة وهتافات عالية وإحنا رحنا قعدنا عشان الكنيسة اللي بعدها تطلع وتغني.
        بصيت على البنتين وهما طالعين ورفعت حاجب. هما بيغنوا؟
        كنت غلطانة. البنت القصيرة قعدت على الدرامز والتانية على الكيبورد وده صدمني جداً. ما كانتش باينة من النوع اللي بيعزف كيبورد.
        البنتين اتكلموا كلام قصير جداً وبعدين نفس البنت بصت ناحيتي وهي بتغمزلي وابتسمت وبصيت لتحت.
        فجأة الموسيقى بدأت بالدرامز والكيبورد وهما داخلين. بسرعة الكل بدأ يسقف مع الأغنية وراجل بدأ يغني.
        "مش هتفرق... إيه اللي بتمر بيه، انتَ هتوصل. ربنا هيعديك. ارفع راسك، حط ابتسامة على وشك! ده اختبار تاني، مش هيفضل على طول!"
        الأغنية كانت شغالة ولقيت نفسي ببص على البنت اللي بتعزف درامز طول الوقت. كنت بسقف مع الكل بس هي كانت واخدة كل انتباهي.
        كانت شاطرة جداً في الدرامز وكنت شايفة إن عندها شغف بيها من طريقة ابتسامتها وهي بتعزف. هي والبنت اللي جنبها كانوا بيعملوا وشوش لبعض وقبل ما يزودوا الصوت ويخلوا الأغنية أحلى بكتير.
        ابتسمت من غير قصد وأنا بتفرج عليها بتبتسم. عندها ابتسامة جميلة جداً.
        "أوووه" سمعت في ودني وبصيت وأنا ببرق لسولو وهي بتضحك. بصيتلها بقرف ورجعت أبص على البنت الجميلة اللي على الدرامز.
        
        "ربنا عنده بركة" شفتها بتغني مع الكورال وهي مبتسمة بابتسامة سخيفة على وشها.
        الإيقاع نزل مرة تانية وهي هزت راسها وهي بتعزف. شفت دراعاتها بتتحرك بسرعة وجسمها بينط وهي بتعزف والابتسامة ما فارقتش وشها.
        لما الأغنية خلصت، عزفت شوية زيادة مع البنت قبل ما تنزل وكان وقت الكورال اللي بعده.
        غمزتلي وهي ماشية من جنبي وانكمشت في مكاني وبصيت لتحت بابتسامة كبيرة.
        يا رب.. ده مش صح.
        الثلاثة قساوسة وعظوا وده خلى القداس طويل أوي بس في الآخر قدموا لنا أكل وكنت مبسوطة بكده.
        "عملتي شغل حلو يا حبيبتي" أمي قالتلي وهي بتبوس خدي وهي ماشية.
        "شكراً يا ماما" قلت بصوت ناعم بابتسامة وبوست خدها أنا كمان قبل ما أروح للمكان اللي بيقدموا فيه الأكل.
        "أهي سمايلي بتاعتنا" واحدة من أمهات الكنيسة ابتسمت وهي بتجيلي.
        "أهلاً يا أم بيلي" ابتسمت وأنا بحضنها. "كنتي كويسة أوي النهاردة يا حبيبتي، أنا بحب أسمع صوتك."
        "شكراً يا أمي، ده بيخليني أحس بإحساس حلو أوي بنفسي." قلت وهي باست خدي وأنا بعدت.
        مشيت وأنا بيجيلي كذا "أهلاً" من ناس في الكنيسة ورديت "أهلاً" بابتسامتي اللي عندي كل يوم.
        وده تلميح ليه أنا خدت اللقب ده.
        "بيونسي تعالي هنا" سمعت وبصيت لقيت صاحبتي كيلي بتشاورلي عشان أجي.
        "نعم؟" سألت.
        بصتلي وهي بتغمز "بلا لعب دور البريئة ده، أنا شفتك."
        ضحكت ضحكة خفيفة "أنا عملت إيه؟"
        "كنتي بتعملي حركات إعجاب لنيكي." قالت وهي بتبصلي بتمعن. بصيتلها لثواني وبعدين ضحكت.
        "أنا أصلاً معرفش مين نيكي دي."
        "أوه، ما تعرفيش؟" رفعت حاجبها. "لأ معرفش."
        
        
        
        
        .............
        
        
        
        "دي عازفة الدرامز في كنيستنا." قالتها. فضلت ساكتة وبصيتلها وبعدين حولت عيني.
        "آه هاا." بصتلي نظرة عارفة، وأنا طلعت صوت ضيق.
        "ما كنتش بعمل حركات إعجاب، كنت بتفرج عليها وهي بتعزف درامز." قلت.
        "مممم." هزت راسها وكأنها مش مصدقاني.
        "بتتصرفي كأنني معجبة بيها أو حاجة." قلت وأنا مكشرة وشي شوية ناحيتها.
        "ممكن تكوني." تمتمت، وده خلاني أبص عليها بسرعة.
        "ده خطية إن الواحد يكون مثلي، حاجة مقرفة." قلت.
        "عارفة، إحنا الاتنين بنات قساوسة." قالت وأنا هزيت راسي وبصيت لتحت تاني.
        "بس كنتي بتبصي بجد أوي.."
        
        لفيت عليها وأنا ببصلها بغضب "بصي أنا مش بقول إنك معجبة بيها-" "اششش!" سكتتها بعنف. ما ينفعش تقول كلام زي ده بصوت عالي.
        "آسفة." ضحكت وهي بتقرب.
        "لو انتي معجبة بيها لازم تكوني حذرة، هي وأختها بيعملوا مشاكل كتير." قالتلي بصوت واطي. "ولها سمعة، مش كويسة كمان. بس دي صاحبتي فممكن أظبطك لو عايزة."
        "لو دي صاحبتك ليه بتقولي عليها؟" سألت وأنا حاطة إيدي على وسطي.
        "علشان انتي صاحبتي من يوم ما اتولدنا." قالت بابتسامة وأنا ابتسمت كمان.
        "بصي، مش لازم تقلقي إني أكون معجبة بأي واحدة، دلوقتي أنا رايحة آكل أنا جعانة." قلت قبل ما أمشي.
        شفت أخويا الصغير واقف في الطابور لوحده وكشرت وشي "إرميا، فين بابا؟"
        هز كتفه "أنا جعان."
        "إحنا على وشك ناخد أكل يا مجنون." قلت وأنا بشاور على الأكل اللي بيتقدم.
        حد جه من ورايا وطبطب عليا خلاني أبص ورايا. شفت البنت اللي شفتها بدري وبدأت فجأة أحس بالتوتر.
        "أهلاً يا حلوة." لحست شفايفها.
        "أهلاً." قلت بصوت واطي وبدأت أشد ودني.
        "بتتكلمي دايماً بصوت واطي كده؟" سألتني. هزيت راسي "مش دايماً، أنا بس صوتي واطي. اتعلمتها من خالتي." قلتلها.
        "صوتك واطي؟.. عجبني ده، صوتك حلو وانتي بتتكلمي." قالت وما قدرتش أمسك الابتسامة اللي كانت على وشي.
        "شكراً." قلت وأنا بلف تاني.
        "استمتعت بغناكي. كان نفسي أسمع أكتر بصراحة." سمعتها بتقول وبصيت ورايا.
        "شكراً، ده لطف منك." قلت وأنا لسه ببتسم.
        "ليه بتتكلمي بالطريقة دي؟" سألت وده خلى وشي يكشر. "زي إيه؟"
        "بتتكلمي كأنك... مش عارفة، كأنك مش من هنا بس لهجتك بتقولي إنك من هنا." قالت وده خلاني أضحك.
        "قلتلك، خالتي علمتني الطريقة الصحيحة للكلام. لو عايزة كلام ريفي أو بلدي لازم تتكلمي مع بابا."
        "فهمت." قالت وأنا لفيت تاني وبدأت أساعد أخويا وهو بيجهز طبقه.
        "ده ابنك؟" سمعت وراسي رجعت بسرعة.
        "لأ! أنا أصغر من إني يبقى عندي عيال، ده أخويا." قلت وأنا ببصلها نظرة غريبة وأنا بمسك أطباقنا إحنا الاتنين.
        "ماشي آسفة. ده غلط مني إني افترضت." قالت وهي رافعة إيديها.
        "آه ده غلطك." قلت وأنا رايحة أقعد.
        بعد دقيقة جات قعدت معانا. "إيه اللي انتي عايزاه؟" سألتها.
        "عايزة رقمك."
        "رقمي؟" رفعت حواجبي بصدمة.
        "ودلوقتي عايزاه ليه؟" ملت راسي. "عايزة أتعرف عليكي." قالت ببساطة وهي بتبتسم.
        "ما أعتقدش إن فيه داعي لكده." هزيت راسي. "ليه لأ؟" كشرت.
        "ليه عايزة تتعرفي عليا؟ ها؟ إحنا لسه متقابلين." قلت وهي ضحكت.
        "عشان كده بحاول أتعرف عليكي."
        سكتت لثواني "ده مش صح... بنتين مع بعض." قلتلها وأنا عارفة أصلاً إيه اللي في دماغها.
        بصتلي وسكتت لثانية "أنا بس عايزة أتعرف عليكي." همست.
        بصيت لتحت وهزيت راسي وطلعت موبايلي.
        مفيش ضرر في إني يكون عندي صاحبة.
         
        

        قصه النبي يوسف - قصص الأنبياء

        النبي يوسف

        2025, هاني ماري

        دينية

        مجانا

        تروي هذه الرواية بأسلوب مشوّق وبسيط قصة النبي يوسف عليه السلام، بدايةً من طفولته وحلمه العجيب، مرورًا بخيانة إخوته ورميه في البئر، ثم رحلته في قصر العزيز وسجنه، حتى وصوله إلى حكم مصر ولمّ شمله بأهله

        يوسف

        عليه السلام نبي من أنبياء الله، وذُكر في القرآن الكريم بسورة كاملة تحمل اسمه: سورة يوسف

        يعقوب بن إسحاق

        نبي الله، وهو الأب الحنون الذي يحب يوسف أكثر من باقي أبنائه، لكنه كان يعلم أن ليوسف شأنًا عظيمًا

        إخوة يوسف

        كانوا ١٠ إخوة أكبر من يوسف، بالإضافة إلى أخيه الشقيق بنيامين. كانوا يشعرون بالغيرة من حب أبيهم الزائد ليوسف
        تم نسخ الرابط
        قصه النبي يوسف - قصص الأنبياء

        في قديم الزمان، في أرض كنعان، كان فيه راجل طيب وكبير في العمر اسمه يعقوب بن إسحاق، وهو كان نبي من أنبياء الله. كان عنده ولاد كتير، بس كان فيه ولد واحد مميز عنده جدًا، وهو يوسف. يوسف ماكانش مجرد ولد عادي، ده كان جميل فوق الوصف، ملامحه كانت هادية ورايقة، وعينيه واسعة فيها براءة الأطفال، لكن في نفس الوقت كان فيه في نظرته حاجة مختلفة، حاجة بتقول إنه مش طفل زي أي طفل.
        
        يوسف كان دايمًا قريب من أبوه، يسمع كلامه، ويسأله في كل حاجة. وكان أبوه بيحبه حب فوق الوصف، وده خلى إخواته يحسوا بالغيرة منه. كان عنده أخ شقيق اسمه بنيامين، وكانوا الاتنين قريبين من بعض جدًا، لأن أمهم كانت متوفية، وكانوا بيلاقوا الأمان في حضن بعض.
        
        حلم غيّر كل شيء
        
        في يوم من الأيام، يوسف صحي من النوم وعينيه كانت مليانة فرحة وحيرة في نفس الوقت. جري بسرعة على أبوه وقال له بصوت متحمس:
        
        "يا أبي، أنا حلمت حلم غريب أوي! شُفت إني واقف في مكان كبير، وكان فيه حداشر كوكب، والشمس والقمر كلهم ساجدين ليّ!"
        
        يعقوب بص لابنه يوسف بحنان، لكنه في نفس الوقت كان قلقان، لأنه عارف إن الحلم ده مش مجرد حلم، ده كان رسالة من عند ربنا، وكان معناه كبير جدًا. قعد يفكر لحظة، وبعدها بص لابنه وقال له بصوت هادي، لكن فيه تحذير:
        
        "يا يوسف، متحكيش الحلم ده لإخواتك، لحسن يكيدوا لك كيد كبير."
        
        يوسف كان طفل بريء، مش فاهم ليه أبوه بيقوله كده، بس كان متأكد إن أبوه عارف أكتر منه، فهز رأسه وقرر يسكت عن الحلم. لكنه ماكانش يعرف إن الغيرة اللي جوا إخواته كانت بتزيد يوم عن يوم، وإنهم كانوا بيحقدوا عليه لإن أبوهم كان دايمًا مهتم بيه أكتر منهم.
        
        
        
        
        الوقت عدى، وإخوات يوسف فضلوا شايفين إن أبوهم بيحب يوسف أكتر منهم، وكانوا كل ما يشوفوه معاه بيحسوا بالحقد جوه قلوبهم بيزيد أكتر. وفضلوا يفكروا في حل يخلي أبوهم ينسى يوسف، علشان يبقى ليهم لوحدهم.
        
        في يوم، وهم قاعدين مع بعض بعيد عن أبوهم، بدأوا يتكلموا عن يوسف، وواحد منهم قال بغضب:
        
        "إحنا مش هنرتاح غير لما يوسف يختفي! طول ما هو موجود، أبونا مش شايف حد غيره!"
        
        واحد تاني رد عليه:
        
        "طب نعمل إيه؟ نقتله؟"
        
        لكن واحد من الإخوة كان أقل قسوة شوية، فقال:
        
        "لأ، لأ.. نرميه في بير بعيد! حد غريب يلاقيه وياخده، وأحسن من إننا نقتله بإيدينا!"
        
        وبعد تفكير، استقروا على إنهم ينفذوا خطتهم، لكنهم كانوا محتاجين حجة علشان يخلوا أبوهم يسمح لهم ياخدوا يوسف معاهم.
        
        
        
        رجعوا البيت، وقعدوا يتكلموا مع أبوهم بكل مكر وقالوا له:
        
        "يا أبانا، ما تخليش يوسف دايمًا قاعد جنبك! سيبه يخرج معانا، يلعب شوية في الصحراء، يجري، يستمتع! إحنا هنحافظ عليه، ومش هنسيبه لحظة!"
        
        يعقوب كان قلبه حاسس بحاجة مش مريحة، وكان قلقان على يوسف جدًا، فقال لهم:
        
        "أنا خايف تسيبوه وتيجي ذئب ياكله، وانتو مش واخدين بالكم!"
        
        ضحكوا بسخرية، وقالوا:
        
        "ذئب إيه بس يا أبانا؟! إحنا رجالة، مش هنسيب يوسف لحظة!"
        
        بعد إلحاح شديد، وافق يعقوب على مضض، لكنه كان حاسس إن قلبه مقبوض، وكأنه حاسس إن يوسف مش هيرجع.
        
        
        
        أخدوا يوسف معاهم، وكان فرحان إنه أخيرًا هيخرج معاهم يلعب، لكنه ماكانش يعرف إنهم مخبيين ليه أسوأ مصير. فضلوا ماشيين لحد ما وصلوا عند بير مهجور، وهناك بصوا لبعض، وأحدهم مسك يوسف بقوة، وقال له:
        
        "ودلوقتي يا يوسف، خلينا نشوف إزاي أبوك هيحبك وأنت مش موجود!"
        
        يوسف اتخض، وحاول يقاوم، لكنه كان صغير وضعيف قدامهم. واحد منهم مسكه من إيده، والتاني من رجله، وفجأة، رموه جوه البير!
        
        وقع يوسف جوه، وقلبه كان بيدق بسرعة، وهو مش فاهم إزاي إخواته ممكن يعملوا فيه كده! فضل يبص لفوق، لكنهم ماكانوش حتى باصين له، كانوا واقفين بيتكلموا عن الخطة اللي جاية.
        
        واحد منهم قال:
        
        "لازم نروح لأبونا ونقوله إن الذئب أكله!"
        
        رد عليه التاني:
        
        "صح! تعالوا نحط شوية دم على قميصه، ونقول إننا كنا مشغولين وماقدرناش نحميه!"
        
        وفعلًا، دبحوا شاه، وغمسوا قميص يوسف في دمه، وبعدها رجعوا البيت يبكوا قدام أبوهم، وقالوا له بصوت كله تمثيل:
        
        "يا أبانا، كنا بنجري ورا بعض، وسبنا يوسف لحظة، وفجأة جه الذئب وأكله! ملحقناش ننقذه!"
        
        يعقوب بص للقميص اللي مافهوش أي تمزق، ودموعه نزلت لوحدها، وحس إن ولاده بيكدبوا عليه، لكنه مكنش قادر يعمل حاجة غير إنه يبكي بحزن شديد، ويقول:
        
        "بل سولت لكم أنفسكم أمرًا، فصبر جميل!"
        
        ----- يتبع (رمضان كريم) -----
        
        
        رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء