عصابة نيويورك.. روايه مافيا

عصابة نيويورك

2025, أدهم محمد

إثارة وتشويق

مجانا

تجد إيفلين دنفر نفسها وسط لعبة خطيرة مع أحد أكثر الرجال نفوذًا في نيويورك، تدرك أن قبول عرض ماكسيم فولودين لم يكن مجرد صفقة عمل. بين الإغراء والخطر، تجد نفسها محاصرة في عالمه الغامض حيث لا تُمنح الفرص، بل تُفرض. فهل ستتمكن من الحفاظ على استقلاليتها.

إيفلين دنفر

مصممة ديكور موهوبة، ذكية وقوية الإرادة، تحاول الهروب من نفوذ رجل خطير لكنها تجد نفسها مجبرة على التعامل معه.

ماكسيم فولودين

رجل أعمال غامض ونافذ، يملك سمعة مشبوهة وعلاقات قوية، يصر على امتلاك كل ما يريده، بما في ذلك اهتمام إيفلين.

أندرو لانير

محامٍ شهير، متورط في عالم النخبة، وكان يعمل مع إيفلين قبل أن يتدخل ماكسيم.
تم نسخ الرابط
عصابة نيويورك

 وقفت ضهري لازق في الحيطة المراية بتاعة الأسانسير، وقلبي وعقلي بيجروا سباق مين ينهار الأول.

إيه اللي جابني هنا؟

المبنى ده - وتحديدًا البنتهاوس اللي الأسانسير بيطلعني له دلوقتي - هو آخر مكان كنت عايزة أدخله في حياتي.

خدت نفس عميق، بحاول أهدي أعصابي المتوترة على الآخر.

من يومين جالي استدعاء، وها أنا هنا، بأجل اجتماع مع قنصلية إسبانيا علشان أرضي مزاج راجل عمري ما قابلته قبل كده. راجل سمعته لوحدها كفاية تخلي البرد يجري في ضهري.

بصيت لشاشة الأسانسير، الأرقام اللي بتتغير بتقوللي إني قرّبت أوصل. لفيت وبصيت لنفسي في المراية الكبيرة، عدّلت التنورة الضيقة البيج اللي كنت لابساها، وبصيت في سناني علشان أتأكد إن مفيش آثار لروجّي الأحمر عليها.

الأسانسير وقف بصوت خفيف، وأنا خدت نفس عميق واستعديت. الأبواب الكبيرة اتفتحت قدامي، وكشفت عن أرضية رخام لونها كريمي، متناسقة مع حيطان غامقة ووحدات إضاءة معدن. خدت خطوة مترددة لجوا، وعيني لفّت في المكان، لقيت سلم حلزوني وممرين كبار في اتجاهين عكس بعض.

الحيطان كانت متغطية بفن مودرن كتير، وسرّحت لحظة بتأمله.

"ميس دينفر."

قفزت مكاني لما سمعت اسمي بيتقال من الناحية الشمال. بصيت بسرعة على مصدر الصوت، لقيت راجل طويل، عريض المنكبين، واقف على بعد كام خطوة.

"أهلاً..." قلتها بصوت متماسك بالعافية، وقلبي بيحاول يهدى من الدق اللي هيكسر صدري.



هز راسه باتجاه الممر اللي جه منه. "من هنا."

كان صوته فيه لكنة خفيفة، وحاولت ما أرتعش وأنا بفكر في مصدرها.

مشيت وراه ناحية المكان اللي توقعت يكون غرفة المعيشة، لأن صوت الكلام كان واضح وجاي من الاتجاه ده. عدّينا على كام باب مقفول، وبعد لحظات كنت واقفة قدام شبابيك من الأرض للسقف، بتطلّ على منظر مبهر للمدينة المضاءة تحتنا.

المدفأة كانت مولعة، مديّة للغرفة الكبيرة إحساس دافئ رغم مساحتها الواسعة.

الكلام وقف فجأة أول ما ظهرت.

على واحد من الكنب الجلد الكبيرة، كان فيه راجل قاعد، طريقة قعدته لوحدها كانت كفاية تقول إنه مليان ثقة في نفسه. دراعاته ممدودة على ضهر الكنبة، ورجله متشابكة فوق التانية.

عينيه الغامقة لمحت عيني، ولثانية، حسيت إني نسيت إزاي أتنفس.

ما كانش عندي أي شك إن ده هو الشخص اللي جيت أقابله.

كان فيه اتنين تانين قاعدين قدامه على الكنبة المقابلة. لمحتهم بسرعة وأنا بحاول أهرب من نظرته اللي بتحللني حرفيًا. واحد كان أصلع وضخم كأنه جدار بشري، والتاني شعره أشقر قصير وعنده عيون زرقة متجمدة. الاتنين كانوا بيبصوا لي بنظرات فضولية، بس فيها جرأة زيادة عن اللزوم.

رجّعت نظري للراجل الأساسي في الغرفة، وحاولت أتكلم بنبرة واثقة. "مساء الخير."

سحب عينه عليّا من فوق لتحت، ومكانش عنده أدنى مشكلة إنه يطوّل وقفته على رجليّ وصدري. طرف بقه ارتفع في ابتسامة مستفزة وواثقة.

"ميس دينفر، شرف كبير إنك خصصتيلي وقتك."

كان صوته فيه نفس اللكنة اللي سمعتها من الراجل اللي ورايا، بس كانت أخف وأقل وضوح.



رسمت له ابتسامة متحفظة، وأنا عارفة إنه بيحاول يستفزني. "طبعًا."

ما كانش في أي داعي أمثّل إني مبسوطة بوجودي هنا، بس واضح إنه مستمتع بعدم ارتياحي، وأنا ما كنتش من النوع اللي بيسيب الناس تأثر عليه بالساهل.



بعد لحظة، وقف من مكانه. كان لابس أسود في أسود - كله ماركات غالية - ولاحظت إنه أطول بكتير مما كنت متخيلة.

"اتفضلي معايا في مكتبي." قالها بنبرة هادية، وعينيه الغامقة بعتت رسالة واضحة للرجالة اللي لسه قاعدين مكانهم.

مشيت وراه من غير ولا كلمة. فتح باب على نفس الممر اللي جيت منه، وأشار لي أدخل. "اتفضلي، اقعدي."

أشار على كنبة صغيرة لونها كحلي، مواجهه لترابيزة قهوة من الزجاج الأسود.

حطيت شنطتي واللاب توب عند رجلي، وقعدت. صوابعي راحت تلقائيًا على الخاتم الدهبي الرفيع اللي بلبسه في صباعي الأوسط، وبدأت ألفه بعصبية بين صوابعي.

هو مشى براحة ناحية بار صغير جنب المكتب، وطلع كباية كريستال.

"تحبي تشربي حاجة؟"

"لأ، شكرًا."

هز راسه وكأنه كان متوقع ردي، وصب لنفسه شوية من سائل شفاف من زجاجة فودكا شكلها غالي. أخد رشفة، وبعدها قرر يقعد جنبي على الكنبة، ولسه الكباية في إيده.

توترت في مكاني، مش متأكدة من القرب اللي بقى بيننا.

بص لي بابتسامة خفيفة، ومد إيده الفاضية ناحيتي.

"ماكسيم فولوديم."

مديت إيدي ببطء، ولمست إيده الدافية. قشعريرة غريبة عدّت في ضهري مع الملامسة.

"Evelyn Denver، بس الكل بيناديني Eve."

رد بصوت هادي، تقريبًا هامس: "إيفلين." ورفع صوابعي على شفايفه. "تشرفنا."


الحركة الفارسة دي فاجأتني، خصوصًا بعد ما كان بيبصلي بجرأة من شوية. بلعت ريقي بصعوبة، وبصيت بعيد وأنا بسحب إيدي وحطيتها في حجري.

"أنا هنا ليه بالظبط؟"

فضل ساكت لحظة، وبعدها قرر يرد: "اشتريت بيت. وعاوزك تشتغلي عليه."

بصيت له بفضول. "الشخص اللي تواصل معايا باسمك قال إنك مهتم بشغلي. إنت شوفت أي حاجة من شغلي قبل كده؟"

"شُفت. العمدة هيكس صاحبي."

قالها وكأنها حاجة عادية جدًا، كأنه ما لمحش إنه صاحب عمدة نيويورك. ولو حتى نص الكلام اللي سمعته عنه صح، فمعرفته بالعمدة معناها حاجة واحدة: الراجل ده ليه نفوذ أكتر مما كنت متخيلة.

"يعني شوفت الفيلا الصيفي اللي في هامبتونز."

"أيوه، شوفتها. وعجبني ذوقك، وعاوزك تشتغلي معايا."

"أنا ممتنة لكلامك، بس حاليًا عندي مشروع تاني ملتزمة بيه، وده اللي كنت عاوزة أناقشه معاك."

ما حبيتش أوضحله إن الراجل اللي بعتوه عشان يتواصل معايا كان بيزن عليا لدرجة إني ما قدرتش أرفض أكتر من كده.

مديت إيدي ناحية شنطتي عشان أطلع موبايلي وأشوف الجدول عندي.

"ممكن أوفق بين المشاريع وأبدأ معاك خلال شهر أو أكتر شوية. ممكن نحدد معاد للاجتماع وقتها؟"

ظهر على وشه لمحة ضيق سريعة. "أنا مابستناش."

سحبت إيدي من شنطتي بهدوء. "مستر فولودين—"

"ماكسيم." قاطعني وهو بيوقف على رجليه، سايب الكوباية بتاعته نصها مليان على مكتبه.


"ماكسيم، أنا آسفة جدًا، بس أنا عندي—"

"لأ، لأ." قاطعني تاني وهو بيشاور عليا بصباعه. "أنا مابستناش. لانير اتبلغ خلاص إنك مش هتقدري تكلمي في المشروع اللي بدأتيه معاه. وكان متفاهم جدًا."

اتسمرت مكاني، مصدومة. هو هدد أندرو لانير؟ واحد من أشهر المحامين في المدينة؟ والأهم، هو عرف منين أنا بشتغل على إيه؟

شعرت بقشعريرة بردت ضهري، وفجأة جسمي اتضخ دم في عروقي بسرعة. إيدي بدأت تعرق، وقلبي دقاته سريعة جدًا.

الراجل ده خطر.

أنا كنت شاكّة في كده من الأول، بس اللحظة دي تحديدًا خلتني أدرك حجم اللي أنا دخلت فيه.

أنا شغلي في ديكور البيوت والمكاتب الحديثة. ولا في أسوأ كوابيسي كنت هتخيل نفسي متورطة مع المافيا الروسية، وبالأخص مع زعيمهم—الراجل اللي قدامي دلوقتي بنتنفس نفس الهوا.

على الأقل ده اللي قالته التقارير القديمة، لو الصحافة اليومين دول لسه بتقول الحقيقة.

أنا حتى عرفت عن ماكسيم فولودين مش بسبب سلسلة الفنادق اللي باسمه، بل بسبب علاقته برجال أعمال روسي تاني اتحبس في قضية غسيل أموال.

ماكسيم اتكى على مكتبه، وعقد دراعاته على صدره العريض.

"قوليلي إيه اللي محتاجاه عشان تشتغلي، وهجيبلك كل حاجة."

"أنا—" بصيت له بذهول، وأفكاري بتتسابق في دماغي. "إحنا حتى ما اتكلمناش عن أجري."




أنا عرفت تسعيرتك، وهضاعفها." قالها بصوت هادي، واضح إنه ارتاح لما حس إني هتعاون. "تعويضًا عن إزعاجك، صح؟"

"مفيش داعي."

"هضاعف تسعيرتك." كررها بنبرة فيها تأكيد واضح إنه مش هيتناقش في الموضوع تاني. "فاضية بكرة بعد الضهر؟"

"آه." قلتها وانا عارفة إن ده مش هيكون له أي تأثير. سواء فاضية أو لأ، هو متوقع إني أفضي نفسي له، وفجأة بقيت عايزة أخلص اللقاء ده بأي طريقة.

"تمام." ظهر على وشه رضا واضح عن استسلامي السريع. "هعدي عليكي في مكتبك الساعة تلاتة. هنروح نشوف البيت وقتها."

هززت راسي وأنا بقوم من مكاني. كنت محتاجة أخرج من وجوده وأفكر شوية.

إيه اللي بعمله؟

أنا جيت هنا عشان أحاول أبعده هو واللي معاه عني شوية، لكن بدل ما أمشي وأنا قافلة الباب ورايا، أنا وعدته إني هشوفه تاني بكرة.

"لازم أمشي." قلتها وأنا بحاول أظهر ثباتي، لكن الحقيقة إن الراجل ده قلقني بأكتر من طريقة.

شديت شنطتي في إيدي واتجهت ناحية الباب.

"هوصلك."

مشيت وهو ورايا، طيفه الكبير محاوطني بطريقة مش مريحة. عند الباب، مد إيده تاني وأخد إيدي، وبحركة سلسة، رفعها لشفايفه للمرة التانية.

"أشوفك بكرة، إيفلين."

تعليقات

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء