موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      أميرة الصين السرية - روايه مافيا

      أميرة الصين السرية

      2025, شذى حماد

      أكشن

      مجانا

      مارينيت، أميرة الصين السرية، اللي تتأخر على مدرستها وتتفاجئ هي وصديقها وحارسها الشخصي نينو بخبر سفر صفهم كله للصين حتى يحضرون تتويجها. بسبب هذا السفر المفاجئ، مارينيت ونينو يخافون على أصدقائهم لأن حياتها بخطر وناس هواي يريدون يقتلوها. ولهذا السبب، يقررون يدربون أصدقائهم على الدفاع عن النفس، وتبدي الأحداث تتصاعد بمواجهة نينو ومارينيت بالحديقة، واللي تكشف قدراتهم القتالية الخارقة أمام زملائهم المصدومين.

      مارينيت

      بنية عادية بمظهرها الخارجي بس بالحقيقة هي أميرة الصين السرية. عندها قدرات قتالية عالية ومتدربة عليها، ودا تشيل هم وحمل حماية أصدقائها بسبب الخطر اللي يحيط بيها. هي شخصية قوية، ذكية، وعندها حس فكاهة، بس بنفس الوقت قلقة على سلامة اللي تحبهم.

      نينو

      صديق مارينيت المقرب من الطفولة وحارسها الشخصي. هو متدرب على القتال مثل مارينيت، ويهتم كلش بيها وبسلامتها. عنده شخصية جريئة ومتهورة أحيانًا، ودائمًا يكون ويا مارينيت بكل المواقف الصعبة. العلاقة بيناتهم مبنية على الثقة الكبيرة والتفاهم العميق.

      أدرين

      زميل مارينيت بالصف، واللي مارينيت معجبة بي. هو شخصية مشهورة ومحبوبة، ويبين عليه القلق على مارينيت ونينو من يشوفهم يتصرفون بغرابة. هو القط الأسود (بشكل سري)، وهذا ينطي لمحة عن قدراته القتالية اللي ما يعرف بيها أغلب الناس.

      سابين وتوم

      يبين عليهم إنهم يعرفون حقيقة مارينيت كأميرة، وقرارهم بدعوة صف مارينيت لتتويجها هو اللي سبب كل هذه الفوضى، وهذا يدل على إنهم يا إما متفهمين للوضع أو قليلين التفكير بتبعات قراراتهم..
      تم نسخ الرابط
      أميرة الصين السرية

      مارينيت
      
      آخخخ، تأخرت!! تأخرت تأخرت تأخرت!!!
      
      "ماري راح تتأخرين!!" حذّرت تيكي.
      
      "آخ!! أدري أدري."
      
      وأخيرًا كملت و نزلت ركض عالدرج، جنت مستعدة أطلع من الباب بس وكفوني.
      
      "أووه، حبيبتي لازم نكولج شي قبل لا ترحين." كالت سابين.
      
      "ماكو وقت!! تأخرت!!" صرخت و ركضت برا الباب.
      
      ركضت بالشارع وصعدت درجات المدرسة مالتي. صعدت بعد أكثر درجات و طبيت للصف مالتي.
      
      "آني هنا!!" صرخت و آني ألهث والكل باوعلي، ما متفاجئين.
      
      "مرة ثانية مارينيت؟" كالت المس بي و هي تبتسم ابتسامة تعرف شكو.
      
      "آسفة." ابتسمت و مشيت لميزي و آني أعبر أحلى إنسان بالدنيا... أدرين أغريست.
      
      "صدك تحجين؟" سألتني صديقتي المقربة، آليا.
      
      ابتسمت ابتسامة عريضة و مشاغبة و درت وجهي عالسبورة.
      
      "زين الكل، عندي إعلان!! مدرستنا فازت بجائزة "أحسن مدرسة"!!" كالت المس بي.
      
      الكل، و آني وياهم، صفقوا وهتفوا.
      
      "انتظروا انتظروا، بعد ما كملت." بدت وهي تسكت، "بما إنو فزنا، باجر عدنا سفرة صفية لـ..."
      
      الكل تقدم ليگدام.
      
      "الصين حتى نحضر تتويج الأميرة!!" صرخت بفرح.
      
      ياااي! راح نكدر... و-و-و-انتظر و-شنو؟ اوه لا. لا لا لا.
      
      كعدت بمكاني جامدة، ما تحركت ولا عضلة بينما الكل يهتف ويصيح. جانوا كلش فرحانين بس آني جنت مرعوبة؛ بس ما جنت الوحيدة... نينو دار وجهه ببطء، جامد مثلي، و ضلينا نباوع واحد على اللاخ. اثنيناتنا جانت تعابير وجوهنا فارغة بس آني جنت أدري هو هم جان خايف.
      
      "هلو ماري، زينة انتي؟" سألت آليا بس آني بقيت جامدة و أباوع على نينو.
      
      "ولك انت زين؟" سأل أدرين نينو بس هو بقى جامد وعيونه علي.
      
      "هلوووو!؟!" صرخت آليا و هي تلوّح بإيدها بينا حتى نكدر نكسر نظراتنا... بس ما صار شي. وهسه، عيون الكل علينا و آليا و أدرين جانت عيونهم بيها قلق، يباوعون علينا ذهاباً و إياباً.
      
      "مارينيت؟ نينو؟ انتوا زينيين؟" سألت المس بي.
      
      آني و نينو أخيرًا درنا وجوهنا عن بعض ببطء. الكل جان بعده يباوع علينا بقلق، يتأملون إنو راح نكول شي بس ما كُلنا. بنفس الوقت، آني و نينو طببنا راسنا عالميز، و أخذنا نئن و خليناهم هناك؛ الكل شهق من المفاجأة.
      
      "أحنا زينيين." كال نينو بصوت ناصي.
      
      "امممم زين؟" كالت المس بي بس جانت كأنما سؤال و كملت الدرس.
      
      هذا ما ديصير.
      
      صار وقت الغدا و آني و نينو بعدنا مصدومين.
      
      هسه خليني أشرح... آني أميرة الصين و نينو صديق طفولتي، وهسه هو الحارس الشخصي مالي. كبرنا طول حياتنا و أحنا نعرف إنو من يصير تتويجي كملكة، راح يكونون الضيوف من الطبقة الراقية من العوائل الصينية. من كالت المس بي راح نروح، هالشي طبعاً صدمنه اثنيناتنا. ما جان عدنا أي فكرة إنو هالشي راح يصير و هسه أحنا اثنيناتنا خايفين لأن ما نعرف شنو غير رأيهم و هسه الكل راح يكون بخطر. شوفوا، كل الناس اللي تكدر تجي لتتويجي متدربين على القتال لأن اكو ناس هناك يريدون يقتلوني و أي شخص قريب مني، صديق أو ضيف... وهذا السبب اللي يخلي نينو الحارس الشخصي مالي.
      
      ماكو أحد بمدرستنا يعرف يقاتل غيري آني و نينو و شوية أدرين. ليش أدرين؟ لأن هو أحسن لاعب سيافة؟ لا... آني أدري هو القط الأسود و نينو هم يدري. القناع مالته ولا مرة خداعنا. آني و نينو متدربين نكون كلش ملاحظين و نميز الناس اللي يلبسون أقنعة و هذا اللي سويناه. فمن داكول هالشي، أي، نينو يدري آني الدعسوقة هم.
      
      "زين شبيكم انتوا الاثنين؟" كالت آليا و هي تكعد يمي. أدرين جان كدامي، و نينو كدام آليا.
      
      "ماكو شي يدعو للقلق." جذبت و نينو باوعلي بنظرة غاضبة بالسر.
      
      "متأكدة؟" سأل أدرين.
      
      "أي." ابتسمت و آني أطمنه بس آني أكدر أقرأ الناس كلش زين و عرفت هو ما صدكني.
      
      الكل عاف الموضوع و آليا بدت تحجي عن المدونة مالتها عن الدعسوقة...
      
      
      
      
      
      أدرين
      أني هسة كلش دايخ. مارينيت ونينو ديضمون شي علينا وميريدون يكلولنا. كلش قلقان على ماري لأنو نينو جان مبين عليه خايف عليها. هل أميرتي بخطر؟! لا!! متصير هيج. ماكو أي سبب لهالشي. إذا هي بخطر، لازم ما أخسرها... أبد. أحتاجها.
      
      "يا عاشق، راح تعترف بحبك لأبو كصايب زرك؟" سأل بلاك.
      
      "شنو؟ لا. هي مجرد صديقة."
      
      "مجرد صديقة؟ مجرد صديقة؟! ولك، أني وياك ندري إنو أنت تحبها." كال بلاك وهو يباوع عليّ.
      
      "أني ما أحب مارينيت بلاك." كلت واني أتنهد.
      
      "بطل تجذب على روحك." كال بلاك وطار على الجبن مالته.
      
      هو صح، أنت تحب ماري... هواية. بس أني هم أحب الدعسوقة... اوه منو دا أضحك عليه؟ هي مستحيل تحبني بس قطعة من كلبي راح تبقى إلها دائمًا. أتمنى لو مارينيت والدعسوقة نفس الشخص بس بحظي، أدري هالشي ما راح يصير.
      
      ما أكدر أنتظر حتى أروح للصين باجر، وهذا يذكرني، لازم أبدأ ألم جنطتي لشهرين.
      
       مارينيت
      فتحت باب المخبز بقوة ودخلت بعصبية، ونينو يمشي وراي. عمتي سابين وعمي توم شافونا وابتسموا.
      
      "أهلاً حبيبتي- اوه ونينو أنت هم هنا!! شلونك؟" سألت سابين بلطف.
      
      "زين." جاوب نينو.
      
      "تريدون تفسرون ليش صفي انصقل حتى يجي لحفلة تتويجي آني؟!؟" صرخت بالصيني لأن جان اكو زبائن.
      
      اثنيناتهم تنهدوا وجابونا ليورا...
      
      "هم صقلوا صفج لأنهم كلهم أصدقاءج وأهلج حسبوا إنه راح يكون حلو يجون ويجربون مرة بالعمر -"
      
      "هل حتى فكرتوا إنهم ممكن ينقتلون؟!؟" صرخت، وقطعت كلام عمتي.
      
      تجمدت بمكانها...
      
      "صدك تحجون؟" كلت بجدية، وبديت أعصب.
      
      "زين -"
      
      "لا 'زين'، بما إنكم متكدرون تفكرون زين، راح تتصلون بأهلي وتخلون عمي يين يعلمنا دروس دفاع عن النفس." كلت بصرامة واني خياشيمي منفخة ويدي مشدودة. درت ظهري وطلعت من المخبز.
      
      وصلت أني ونينو للحديقة وكنت أعرف إنه يدري شراح نسوي.
      
      نتقاتل.
      
      ما اهتمينا أبد لأن جنا نحتاج نتدرب، وفوقها إذا أي أحد من صفنا شافنا فما راح يفرق لأن راح يسوون أسوأ من اللي راح نسويه... وشكرًا لله ما اهتمينا لأن كنا على وشك نحصل على شوية رفقة...
      
      أني ونينو وجهنا بعضنا ودخلنا بوضعيات قتال بعد ما حيينا بعض بالانحناء. نينو هو الشخص الوحيد، بنية أو ولد، المسموحله يضربني فعلاً بالقتال. بالنسبة لواحد متفرج، راح يبين الموضوع غريب كلش من يشوف ثنين فجأة يبدون يتقاتلون من العدم.
      
      نينو وجه الضربة الأولى وخليني أكلكم، الضربات مالته سريعة بشكل مو طبيعي.
      
      أني ونينو نتوافق بالقتال. نعرف نقاط ضعف بعض حتى نكدر نقويها. أحنا مثل عقل واحد من نتقاتل بس أني عندي الضربة الأقوى بينما هو عنده الضربة الأسرع. مرات هالشي يخوف البقية لأن دخلنا واحد اللاخ للمستشفى أكثر من مرة وجنا كلش خايفين نتقاتل مرة ثانية بس هسه كأنه نريد ندخل للمستشفى، كأنه اللي يروح للمستشفى أول، يخسر.
      
      لحسن الحظ، انحنيت وهو فاتته الضربة بينما آني رجعت على إيديّ ولويت جسمي حتى أقدر أحط رجلي ورا رجليه وأوكعه. من وكع، كلبت روحي ليورا ووكفت بوضعية قتال.
      
      "ولك حجينا بهذا الموضوع، بطل تكون طفل صغير وتخليني أطيحك هيج!!" صرخت عليه، وأتمنى أخليه يعصب. شأكول بعد، آني مقاتلة شرسة وإحنا نسب واحد اللاخ حتى نكدر نسيطر على عصبيتنا إذا انلزمنا.
      
      نهض بسرعة واندفع باتجاهي. وجه لكمة لي بس صدّيتها. لزم معصمي ورمني عليه ووكعت على رجلي، ولويت إيدي حتى صار معصمه بإيدي. سحبته ليورا وكفزت، وضربت صدره برجلي وكلبت روحي ليورا، وعفت معصمه حتى يوگع. من نزلت، رفعت راسي وواجهت قبضة بوجهي بس لأن نينو ضربني هواية، راسي ما تحرك هواية بالعكس، بالكاد تأذيت.
      
      بحلول الوقت اللي سحب إيده بيه، شفت بعيونه إنه عرف شنو اللي جاي وما جان زين أبد. لزمت معصميه اثنينهم وسحبته ليورا، ضربته بركبتي ببطنه كلش قوي وخليته يتأوه ورفعت وجهه، وضربته مرتين. لزمت جسمه وبعدين رميته عليه، وخليته يوكع بصوت قوي. نينو نهض بسرعة وكنت أدري إنه لفتنا انتباه شوية ناس بس هاي القاعدة رقم 1: لتخلي الجمهور الجديد يشتتك.
      
      هو رفسني بس صدّيت الرفسة ورميت رجله ليجوا. رفسني مرة ثانية وصدّيتها واني أتحرك ليورا شوية.
      
      "يلا خايف أنت؟ جبان لدرجة متكدر تضربني لأن راح تتأذى؟" نينو استهزأ، عرفت شيسوي. أني أبد ما أطيق من الناس ميصدكون إنو البنية، خاصة الأميرة، تكدر تتقاتل وتوجه لكمة.
      
      زأرت واندفعت عليه وضربته ضربة قوية بكتفه وقفزت حتى أسوي رفسة دائرية بس هو لزم رجلي ورمني عبر الحديقة. دحرجت على الأرض وقفزت، سمعت جم صرخة بس تجاهلتها. مثل ما توقعت، نينو جان كبالي مباشرة، موجه لكمة لوجهي بس انحنيت ليورا، وتفاديتها. الصرخات صارت أعلى بس بعدني تجاهلتها. سويت شقلبتين ليورا من نينو حاول يسوي رفسة دائرية عليّ. اثنيناتنا صرنا بوضعية قتال ومستعدين للهجوم بس مكدرنا لأن اثنيناتنا انلزمنا وبالانعكاس، كلبت الشخص عليّ. سمعت أنين وباوعت ليجوا...
      
      "اوووبس، آسفة كيم." كلت وأني أضحك، أي راح يحتاجون هالتدريب مال قتال.
      
      باوعت حولي وشفت صفي كله يباوع عليّ وعلى نينو مصدومين، وخصوصًا عليّ لأن كلبت واحد من أقوى طلاب المدرسة عليّ.
      
      "شنو. هذا. الجحيم!؟!" صرخت آليا علينا.
      
      نينو، اللي أدرين جان لازمه، باوعلي وسوا روحه يبوسني بإيماءة رأس خفيفة وغمز. الكل باوع عليه وبعدين باوع عليّ. نينو عيونه كبرت لأن شاف الابتسامة على وجهي وبده يضطرب، فسويت وياه أسوأ شي ممكن.
      
      ركضت.
      
      
      
      
      
      
      أدرين
      الكل من المدرسة راح يتجمعون سوية وبعدين يرحون للحديقة. كلنا التقينا وبدينا نمشي للحديقة.
      
      "اووه شباب" كالت أليكس.
      
      كلنا وكفنا وباوعنالها.
      
      "يا إلهي، شوفوا" كالت بعيون مفتوحة على وسعها.
      
      الكل شهقوا من المنظر. بتليفونها، جان اكو بث مباشر لثنين يتقاتلون بالحديقة بس مو أي أحد... جانوا ماري ونينو.
      
      "راح أقتله" كالت آليا بعصبية.
      
      كلنا ركضنا باتجاه الحديقة واللي شفناه جان مرعب وبدينا نصيح حتى يوكفون. شفنا ماري تنرمي بالحديقة من قبل نينو. راح أقتله على اللي سواه بأميرتي. بس اللي صدمنه إنها تدحرجت على الأرض ووكفت كأنما ما صار شي بس بعدين نينو صار كبالها بسرعة. هو وجه لكمة لماري وهي بطريقة ما انحنت ليورا وتفادتها وبعدين سوت شقلبتين ليورا. قبل لا يتهجمون واحد على اللاخ إحنا كنا واصلين يمهم. آني لزمت نينو وكيم لزم ماري، زين لحد ما سمعنا صوت طخ.
      
      "اووبس، آسفة كيم" كالت ماري وهي تضحك.
      
      كلنا باوعنا على ماري مصدومين. هي توها كلبت كيم عليها!! شلون؟
      
      "شنو. هذا. الجحيم!؟!" صرخت آليا.
      
      ما أدري شنو سوى بس الكل جان يباوع على نينو وبعدين شي خلاه يضطرب بس آني بعدني لازمته. باوعت ليورا وماري ما جانت موجودة. شنو هذا الجحيم؟
      
      "وين-؟ زين لعد... ممكن تكولنا شصار؟" كالت آليا لنّينو وآني عفته.
      
      "ليش هيج أذيتها ولك؟!" صرخت كيم.
      
      "أي هذا مو صحيح تضرب بنية، وخاصة مارينيت!!" صرخت أليكس.
      
      كلنا بدينا نصيح على نينو على اللي سواه بس...
      
      "انتظروا!!!" صرخت أليكس، "هو راح" كالت بدهشة.
      
      كلنا باوعنا حوالينا مثل الأغبياء. وين راح؟
      
      "شلون ضيعناه؟! جان كبالنا مباشرة!!" صرخت جوليكا وتجاهلنا حقيقة إنها جانت تصرخ لأول مرة بحياتها.
      
      كلنا تنهدنا وقررنا نسألهم باجر...
      
        مارينيت
      ركضت للمخبز وأني أضحك بينما الكل يباوعلي بدهشة ورعب... اوه صح.
      
      "ماري!! شصار بـ - انتظري دقيقة، صدك تحجين ماري" كالت سابين بـ 'جدية' واني بس ابتسمت وركضت لغرفتي.
      
      من وصلت لغرفتي دخلت للحمام بعد ما انطيت لتيكي الصادمة والمذهولة كوكيز.
      
      "يا إلهي" كلت وأني أباوع على صورتي بالمرآة، "أني مو بهالسوء اللي توقعته."
      
      غسلت الدم من وجهي ونظفت الجروح مالتي. جان عندي جرح بحاجبي، وشفتي متفطرة، وخد متكدم شوية. لصقت حاجبي سوا بشريط لاصق أبيض رفيع وهذا هو.
      
      طلعت من حمامي وبدلت ملابسي لبيجاما واني أشرح لتيكي اللي صار. بعد ما بدلت وصلتني رسالة من نينو.
      
      نينو: يا يا... آني فرحان إنو أصدقائنا ضلوا يسألوني أسئلة وإلا جان لازم أشرح إشارة إصبع الوسطى
      
      تبًا لك نينو!! ما جان المفروض تنهزم منهم!!
       
      

      أرض مصر المدفونة

      أرض مصر المدفونة

      2025, أحمد هشام

      مغامرات تاريخية

      مجانا

      في عمق صحراء مصر، هنتر برايس وزوجته تيانا، عالمان آثار شغوفان، بيكتشفوا أسرار قديمة ليها علاقة بمدينة شامبالا الغامضة والأهرامات المصرية. بعد فترة حب سريعة، بيوصلوا لموقع حفر مهم في الصحراء المصرية. هناك، بيبدأوا عملية حفر خطيرة باستخدام آلة ضخمة، على أمل إنهم يلاقوا اكتشاف تاريخي يثبت نظرياتهم. لكن بدل ما يلاقوا اللي بيتوقعوه، بيواجهوا مفاجأة غير متوقعة تماماً بتغير كل حاجة.

      هنتر برايس

      عالم آثار شاب، يؤمن بأن ملوك شامبالا هم من بنوا أهرامات مصر. يسعى جاهدًا لإثبات نظرياته ويقوده شغفه الكبير نحو الاكتشافات التاريخية. طاقته وحماسه يدفعانه نحو الشهرة، حتى خارج الأوساط الأكاديمية.

      تيانا

      زوجة هنتر وزميلته في العمل، وهي عالمة كيمياء ومهندسة عبقرية حاصلة على درجة الدكتوراه. تتميز بدقتها وحرصها الشديد على التفاصيل، وتُعتبر العقل المدبر وراء الكثير من العمليات الفنية والتقنية في البعثة. دائمًا ما تُسعى للتحقق والتأكد من كل شيء قبل البدء في أي عمل

      هونجو

      قائد فريق العمل الميداني في موقع الحفر. رجل قوي وحازم، يتحدث السواحلية ويعمل بجد مع طاقمه المصري والتنزاني. يثق به هنتر وتيانا لقيادة عمليات الحفر بفضل خبرته وقدرته على إدارة الفريق.
      تم نسخ الرابط
      أرض مصر المدفونة

      هنتر برايس كان بيعتقد إن ملوك شامبالا هما اللي بنوا أهرامات مصر. الشغف ده، عشان يربط بين المدينة المخفية في جبال الهيمالايا والآثار المصرية القديمة، هو اللي كان بيغذي عمله.
      
      صورته المبتسمة ظهرت على غلاف مجلة "أركيولوجي توداي" (الآثار اليوم) تلات مرات في آخر سنتين. ومجلة "كارنت" (الحالية) عملت معاه حوارات كتير قبل ما تختار جعفر آدم عبد القادر "مبتكر العام 2025". عبد القادر ده كان له دور كبير في توحيد الدول العربية تحت راية "الاتحاد العربي" اللي لسه متشكل جديد، واللي كان راية شعبوية وثورية وديمقراطية.
      
      علماء الآثار في كل حتة في العالم كانوا بيغلوا من الحسد مع زيادة شهرة هنتر، حتى برا الأوساط الأكاديمية. شباب هنتر وطاقته والناس اللي بتدعمه بفلوس كتير، كل ده خلاه مشهور. إنجازات هنتر بقت تتنشر في الإعلام العادي.
      
      بعد ما شغله وصل لطريق مسدود، هنتر قرر يروح بنفسه للمعمل اللي كان بيعمل كل تحاليل الكربون المشع بتاعته. حجز طيارة في آخر لحظة لألمانيا. هنتر قضى الطريق للمعمل وهو بيفكر إزاي يربط بين رسومات وادي السند والبنايات الحجرية الجديدة من آخر حفر. كان يأمل إن تواريخ التحاليل تدعم النظرية اللي كتب عنها في آخر مقال له في "جورنال الآثار العالمي".
      
      واحدة من طالباته القدامى في الدراسات العليا كانت بتبعت له رسايل من غير توقف. كانوا خرجوا مرتين. هنتر كان بيحس إنه في بيته وهو بيشتغل، لكن في أي مكان تاني، خاصة معاها، كان بيحس إنه متلخبط. كان المفروض تبقى عظيمة. ما كانش عنده وقت يفكر في الموضوع ده؛ لازم يركز. هنتر قفل موبايله وهو داخل لموقف العربيات بتاع أكاديمية هايدلبرغ للعلوم.
      
      "ده رائع!" صرخ هنتر بابتسامة واسعة وعينين مبرقة.
      
      الست اللي ورا الميكروسكوب كانت عبقرية. كان عندها كل الإجابات الصح على وابل أسئلة هنتر الغاضبة. كانت بتجاوب على كل سؤال بسرعة وبوضوح. إجاباتها كانت دقيقة وفي الصميم. ما كانتش بتقف أبدًا. كانت بتتوقع أسئلته قبل ما يسألها. وكمان، أدت له تقريبًا نفس التواريخ اللي كان بيتمناها. فرحة هنتر بقت معدية. الست وقفت في نص كلامها وابتسمت.
      
      "تعرف، معظم الناس ما بتجيش هنا بنفسها عشان تاخد نتايجها." قالت وهي بتضحك.
      
      هنتر ضحك بصوت عالي. "أنا مش زي معظم الناس. قولي لي تاني إزاي بتظبطوا الجهاز."
      
      الطلب ده صدم تيانا. معظم الناس ما بتهتمش إزاي جهاز التحليل بيشتغل، هما بس عايزين الإجابة.
      
      "أحب أوريك حاجة." قالت بابتسامة ماكرة.
      
      قادته لجوه، لورا، حيث كانت الرفوف مليانة صناديق عليها أسماء متراصة حوالين آلة كبيرة شكلها معقد. جوه الآلة، هنتر شاف جذع شجرة.
      
      "دي شجرة صنوبر بريستلكون. لما ماتت، كانت من أقدم الكائنات الحية المعروفة في العالم." مرت صوابعها ببطء على الحلقات في نص الجذع.
      
      "صح، بتعد الحلقات عشان تعرف العمر، وبعدين بتقارنه بمعدل تحلل الكربون الثابت. دي كان عمرها قد إيه؟" سأل هنتر. وهو بيسأل، بص على الجذع القديم ومرر صوابعه على الحلقات.
      
      تيانا بصت لهنتر وكأنها بتهمس، "قديمة يا هنتر برايس. قديمة جدًا. أكتر من أربع آلاف سنة."
      
      بينما كانت صوابع هنتر بتتحرك على الحلقات، لمست صوابع تيانا. كان المفروض يسحب إيده، لكنه ما عملش كده. بعد بضع أجزاء من الثانية من تواصل العينين اللي حس إنها ساعات، ميل رأس هنتر لقدام. باسوا بسرعة مرة، وبعدين مرة تانية. وبعدين، كان فيه صمت محرج.
      
      "يلا نتكلم عن الموضوع ده أكتر." قال هنتر.
      
      "أنا أوافق." ردت تيانا.
      
      بعد ست شهور، وبعد قصة حب سريعة، هنتر وتيانا اتجوزوا. في شهر العسل بتاعهم، كانوا بيجدفوا بقارب مليان مؤن ومعدات في مجرى مائي مليان طحالب، في غابة حارة ورطبة.
      
      "ده مثير أوي." قال هنتر.
      
      "أنت بجد بتعرف تكسب قلب البنت." ردت تيانا وهي بتمسح العرق من حواجبها.
      
      دراعها كان بيوجعها من التجديف. ومع ذلك، ما كانتش تقدر تستنى لحد ما توصل للبحيرة المعزولة. كانت بتتوقع تلاقي هناك رواسب مياه عذبة مبهرة هتكون مهمة جدًا لأبحاثها.
      
      "أنتِ مش أي بنت." قال هنتر وهو مبتسم.
      
      "يلا ناخد استراحة." قالت تيانا. "دراعاي بتوجعني."
      
      بعد دقايق من استمتاعهم بأصوات ومشاهد وروائح الغابة الاستوائية، تيانا اتكلمت بحزن، "هنتر، إزاي هنخلي الموضوع ده يمشي؟"
      
      "قصدك إيه؟" رد هو.
      
      "قصدي، أنت دايماً رايح في مكان ما. إحنا دايماً بنعمل حاجات. إزاي هنقدر نحافظ على كل ده متماسك؟"
      
      بعد صمت، رد هنتر، "فين ما أروح، وأي حاجة ألاقيها؛ هفضل أحبك دايماً."
      
      "ده ما جاوبش على سؤالي." فكرت تيانا في نفسها. لكنها حست بدفا، وما قالتش أي حاجة.
      
      مع تقدم حياتهم، هنتر وتيانا بقوا فريق قوي. كانوا بيكملوا جمل بعض لما بيفكروا مع بعض. وبعدين في يوم من الأيام، فضولهم العلمي وداهم لأسرار لا يمكن تخيلها. هيتمنوا إنهم يقدروا يدفنوا الأسرار دي تاني في المقابر المظلمة اللي طلعت منها.
      
      
      
      
      
      
      انكسر ظلام وهدوء الليل المصري، زي ما كان بيحصل كل يوم من سنين طويلة. أول ما ظهرت نقط الضوء البرتقالي والأصفر اللامع على الكثبان الرملية المتعرجة في الصحراء اللي مالهاش نهاية، صحي هنتر برايس.
      
      دلوقتي، عيلة برايس كانوا عايشين في خيمة عسكرية متطورة جداً في موقع الحفر، عشان يكونوا قريبين من الشغل. الخيمة بتاعتهم كان فيها كل وسائل الراحة العصرية التقليدية زي الماية الجارية والكهربا.
      
      هنتر بص على مراته تيانا وهي نايمة كام لحظة قبل ما ينزل من السرير، ولبس بنطلون كاكي يتحول لشورت، ولف قميص قطن أبيض بأزرار على كتافه. اتمايل وخرج في أول وهج لضوء الصبح، وشينودة جاب له قهوة وتوست.
      
      المصريين ما كانش عندهم ألقاب عائلية زي الأمريكان. كانوا بيستخدموا اسم أبوهم كاسم تاني، وساعات اسم جد أبوهم كاسم تالت. الاسم الأخير ده كان بيبقى لقبهم العائلي فعلياً، مع إن عامل المطبخ، شينودة، كان اسمه "شينودة" وبس.
      
      شرب قهوة سودة محمصة بعناية وحرص، وقضم من عيش طازة لسه مخبوز الصبح في مطبخ موقع الحفر، وهو بيفكر إزاي وصلوا للنقطة دي وإيه اللي هيلاقوه تاني يوم، بعد الحفر الكبير.
      
      في صباح يوم الحفر الكبير، هنتر فضل صاحي على الأقل ساعة قبل ما يقرر إنه مش قادر يكتم حماسه أكتر من كده. نط من السرير، وحرفياً رمى الملايات من عليه. الساعة 4:48 صباحاً، صحى مراته تيانا بهدوء لكن بحزم.
      
      "صباح الخير ليكي، ليكي، ليكي،" غنى هنتر بهدوء وبصوت مش حلو.
      
      "أووووف يا هنتر." قالت تيانا بصوت مبحوح.
      
      استمر في هزها والغنى، بس النغمات بقت أقل حيوية وأضعف.
      
      "ماشي، ماشي، أنا صحيت. هي الساعة كام أصلاً؟" تمتمت تيانا.
      
      "4:48، أنا عارف إن المنبه بيرن على خمسة، بس ما قدرتش أستنى، لازم نبدأ. النهاردة ممكن يكون اليوم الكبير." قال هنتر وهو بيشدد على كلمة "الكبير".
      
      بدأت تيانا تتكلم بلطف في الأول، وبعدين بشكل عملي أكتر، "يا حبيبي، ده لطيف أوي، بس أنت عارف إننا لسه بنبدأ النهاردة. إحنا ما نعرفش الصخر ده هيكون قد إيه. ممكن ما يكونش فيه حاجة خالص، مجرد تكونات جيولوجية غريبة أو أساسات قديمة لهرم أو مصطبة ما اتبنتش. على أي حال، الأنفاق اللي تحت كلها انهارت، ولو كانت بتوصل لمكان ما، أشك إننا هنلاقيها في أول يوم استخدام لآلة حفر الأنفاق. وكمان، على فكرة، لسه مش متأخر إننا نعمل تحقيق جيوتقني شامل تاني من الناس اللي نصح بيهم جرابينبوهلر. أنا بس بقول..."
      
      ميل هنتر راسه على الجنب وهو بيقاطعها، "أنا افتكرت إن ما عندناش ميزانية لكل ده. أنت عارفة، إحنا خرجنا عن المألوف هنا بالفعل. أعتقد إننا تجاوزنا موضوع الطبقات والمراحل، على الأقل في الوقت الحالي. الأنفاق اللي استكشفناها، إحنا بالفعل فحصنا كل شبر فيها بدقة شديدة. إحنا عندنا دفعة قوية ماشية هنا مع الاكتشاف وكل حاجة. لازم نستغل الدفعة دي. مين عارف هيفضلوا مخلينا نستعير آلة حفر الأنفاق لحد إمتى. ده غير، إحنا مشينا على مبدأ 'لو في شك، إكسرها' قبل كده، وأنا أقول إن ده نفعنا كويس أوي."
      
      ابتسمت تيانا ونهضت من السرير بغنج وهي بترد، "أيوة، أيوة، أنت عارف إنك بتوعظ اللي متفق معاك. بس لازم يكون فيه حد بيلعب دور محامي الشيطان هنا. لازم، أنت عارف، نراجع نفسنا من وقت للتاني. نخلي الحوار مفتوح. نتأكد إننا ما نسبقش الأحداث."
      
      قربت منه وحطت إيديها حوالين وسطه.
      
      "أنتِ بس فضلي اسألي أسئلتك واعملي اللي بتعمليه. لو كان الأمر بإيدي، الموقع ده كله كان زمانه اتصفى واتغربل لعمق خمسة أميال دلوقتي، والاكتشاف كان زمانه اتدمر أو ضاع في الخلبطة." قال هنتر وهو بيحاوطها بدراعيه وقبلها بخفة على شفايفها وبعدين ببطء حوالين رقبتها.
      
      "أنا بحبك يا حبيبي وأتمنى إننا نلاقي اللي أنت عايزه النهاردة. أنا رايحة آخد دش." قالت تيانا وهي بتفك حضنهم بلطف.
      
      
      
      
      
      
      
      أطلق هونجو أوتشوكا الأوامر على الطاقم. تسابق الرجال لوضع الأدوات في مكانها وإنهاء التجهيزات الأخيرة في النفق، آلة الحفر، والمعدات.
      
      اقترب هنتر وتيانا من هونجو مع انتهاء التجهيزات.
      
      سلم هنتر بتحرج بسيط: "أخبار الصباح يا هونجو، أنت صاحي بدري النهاردة يا سيدي."
      
      رد هونجو بابتسامة ساخرة: "بخير أوي، وأنت إيه أخبارك؟"
      
      "آااه، مش فاهم، مش فاهم، آسف يا هونجو، بس ده أقصى حاجة أقدر أتكلمها باللغة السواحلية للأسف." رد هنتر بكتفيه مرفوعة.
      
      طمأنه هونجو: "مفيش قلق يا سيد برايس. النهاردة مفيش حاجة هتحصل غلط. أنا هتأكد من كده. إحنا جاهزين نحط حلقات الدعم، الآلة اتجربت، اتدربنا كويس، وإحنا أقويا وجاهزين."
      
      "تمام يا هونجو، إحنا عندنا ثقة كبيرة فيك وفي طاقمك. بينما كلكم بتركبوا، أنا عايز أعمل كام فحص سريع على الحفار هنا." قالت تيانا.
      
      كانت هي اللي بتدير كل حاجة تقريباً في المشروع، بغض النظر عن الألقاب الرسمية أو تفويضات المسؤولية المفترضة.
      
      هنتر وهونجو وطاقم العمل المكون من ست أفراد قعدوا متزاحمين في المساحة الضيقة داخل جدران آلة الحفر. الطاقم كان بيتكون من أربع رجال مصريين مجتهدين ساعدوا عائلة برايس في العثور على الاكتشاف، بالإضافة إلى اتنين من الرجال اللي جابهم هونجو معاه من تنزانيا. كانوا بيتكلموا كلام بسيط وهم مستنيين تيانا تخلص قائمة فحص السلامة بتاعتها وتشغل الحفار الكبير. تيانا، اللي معاها دكتوراه في الهندسة الكيميائية من الجامعة الأسترالية الوطنية، تلقت تدريب مكثف من عملاء "جرابينبوهلر" قبل ما يسلفوا الآلة للبعثة. تيانا كانت أستاذة في مجالها. عمرها ما قابلت مشكلة تقنية ما قدرتش تحلها. هونجو انضم ليها في كتير من التدريب، ورغم إن ولا واحد فيهم كان حفر نفق قبل كده، إلا إنهم حسوا إنهم قد المهمة.
      
      "حسناً، أعتقد إننا جاهزين على قد ما هنقدر نكون." قالت تيانا وهي بتتسلق جوه الآلة مع الباقيين.
      
      أمسك هونجو اللاسلكي وطلب من المشغلين يشغلوا المحرك. ارتفع ضجيج يصم الآذان حواليهم مع دندنة محرك الديزل بقوة أربعة آلاف حصان. الصخور اللينة تراجعت ببطء لكن بسهولة تحت قوة هيدروليكية هائلة. هنتر وتيانا شافوا قطع صغيرة من الصخور بتمر جنبهم على سير ناقل لظهر الآلة. هناك، الطاقم الثابت كان بيفرغ الصخور وينقلها خارج نظام النفق تحت الأرض. تيانا كانت بتراقب مجموعة كبيرة من العدادات والمقاييس، وبتعمل تعديلات هنا وهناك عشان تتأكد إن الآلة بتلتزم بمسارها المحدد مسبقاً. طول الوقت، هونجو وطاقمه كانوا بيشتغلوا على وضع حلقات دعم فولاذية في النفق، متأكدين إن الفتحة اللي حفروها حديثاً هتستحمل الحمل الميت وتمنع الانهيار.
      
      هنتر، اللي كان هيتجنن من قلة الشغل المهم اللي يعمله، اتسحب جنب تيانا وصرخ فوق هدير المعدات: "الصخر ضعيف! إحنا بنحقق تقدم كويس! أعتقد إننا هنتجاوز مية قدم النهاردة!"
      
      "أيوة! ممكن!" صرخت تيانا فوق هدير الحفار اللي بيصم الآذان. حست فوراً باحتكاك في حلقها. لو المحادثة استمرت كتير، هتصحى الصبح تلاقي صوتها أجش جداً.
      
      العملية مشيت من غير أي مشاكل طول الصبح. شينودة جاب الغدا من مقر الموقع حوالي الظهر. بطّأوا الشغل بس ما وقفوش. كانوا بيتناوبوا على وضع الدعامات وبيأكلوا وهما شغالين. في وقت متأخر من بعد الظهر، طاقم المطبخ جاب قدر كبير، وصل سخان كهربائي صناعي، وعملوا شاي ساخن للكل. هنتر كافح عشان ما يحرقش شفايفه من السائل الساخن أوي وهو بيحس إن معدته طلعت لقفصه الصدري.
      
      بعد كده، كلهم افتكروا بالظبط إيه اللي كانوا بيعملوه لما الجاذبية اختفت. تيانا كانت بتفحص مقاييس الضغط، وبتتأكد إن الهيدروليكيات لسه شغالة بالكامل. هونجو كان بيراقب حلقة دعم فولاذية بتدخل مكانها، ومستنيها تعدي العلامة اللي هيحتاجوا يبدأوا يوجهوها عندها. شينودة كان بيجيب كوباية شاي ساخن أوي لواحد من رجال هونجو.
      
      اخدوا كل الاحتياطات اللازمة، بس ما حدش كان يعرف إن النفق اللي قضوا اليوم كله في حفره كان على بعد أمتار قليلة بس فوق غرفة هائلة مليانة هوا. الغرفة دي، اللي اتبنت من حوالي ست آلاف سنة، كانت بتجيب الهوا من سطح الأرض وتنزله من خلال الصخور الضعيفة والمسامية لداخل متاهة ضخمة. على عكس الأهرامات المبهرجة، مبدع الغرفة الضخمة دي قفلها وأخفاها بقصد إزالتها من تاريخ البشرية.
      
      أفراد البعثة اتخبطوا بعنف لما فقدوا كل إحساس بالاتجاه. الصخور والأدوات وقطع الآلات هاجمتهم في سقوط حر عنيف. نزلوا في فوضى.
       
      

      رواية باخرتي خليجية

      باخرتي خليجية

      2025, تاليا جوزيف

      مغامرات

      مجانا

      حلم مدهش بياخدني على عالم تاني مليان فخامة. بعد ما بتفيق، بتلاقي حالها على باخرة بقلب البحر، زهقانة من السفر الطويل. بتجرب تتواصل مع رفقاتها بالرغم من الوقت المتأخر، وبتكتشف إنو أخوها بيحب يلقي محاضرات علمية بكل موقف. بتنتهي الرواية بظهور شي غامض ومضيء بالمي، وهالشي بيخلق جو من التوتر والترقب بين رفقاتها.

      جولييت

      بتشخر على التخت وما بتنام أبدًا، وهاد بيدل على إنها ممكن تكون شخصية بتحب السهر أو عندها طاقة عالية.

      أديلين

      بتشاركها الغرفة على الباخرة وهي الشخص الوحيد اللي بتفكر تتواصل معه بالليل، وهاد بيعكس قوة صداقتهن.

      رافائيل

      محب للعلوم" (Sci-Fi). بيميل لإعطاء محاضرات علمية حتى بأوقات غير مناسبة، وهاد بيسبب إزعاج بسيط لأختهن ورفقاته.
      تم نسخ الرابط
      باخرتي خليجية

      وهيك بلّش حلمي.
      
      كنت بغرفة كتير كبيرة. السقف كان فيه نجفات ضخمة. الحيطان كان عليها رسومات معينة. وكان في كراسي كتار حوالين سجادة مزخرفة عليها رسومات حلوة كتير ماشية بنص الصالة. الكراسي كانوا مصطفين بنظام. على طرف السجادة كان في باب كبير ومدهش. كان عليه نقوش بتجنن. وعلى الطرف التاني من السجادة كان في درج صغير – بس تلات أربع درجات. بيوصلوا لكرسي أكبر بعد. هالكرسي أكيد كان محشي إسفنج. كان شكله كتير أنيق وفخم. كانت الغرفة حلوة لدرجة إني كنت عم بتأملها حتى بحلمي. لما وعيت إنه ما في حدا بالغرفة غيري، بلّشت حس بالوحدة. بفرنسا، نحنا الرفقة دايماً سوا، حتى بالأحلام!
      
      لما كنت عم فكّر بمدينتي – باريس، الباب الكبير فتح. دخلوا ميات الأشخاص وصاروا بصف. الرجال كانوا شكلن غير. كانوا أغمق باللون وعندهم لحى سودة. ما قدرت شوف شعرن كله من ورا الطواقي الغريبة والمزخرفة اللي لابسينها. بس شعرن كان أطول. كانوا رجال بس لابسين مجوهرات فخمة – قلايد، خواتم، أساور، وحتى حلق! المجوهرات كانت بتجنن – مليانة أحجار كريمة. كانوا لابسين تياب غريبة – قميص طويل ولامع بكمام كاملة بألوان ونقشات أنيقة، وبناطيل ضيقة. كعوبهم كانوا غير شكل، ألوانها فاتحة، وبأشكال مختلفة من قدام. كل واحد منهم كان حامل علب بأحجام كتيرة. كل شي شفته كان كتير أنيق ومضيء. الناس كانوا عم يحكوا بس ما قدرت اسمع شي، يمكن لإني ما كنت موجودة هناك.
      
      بعد شوي، باب مخفي فتح من ورا الكرسي. كان مخبى لدرجة إني ما قدرت أكتشفه قبل. عيون كل الرجال الموجودين توجهوا نحوه. دخل رجل ومعه تلات نسوان. النسوان كانوا لابسين تياب راقية، أنيقة، وفخمة، وما كانوا أقل من إلهات من السما. كان في غطاء خفيف على روسهن. الرجل وقف قدام الكرسي والنسوان وقفوا قدام الكراسي اللي جنبه. بعدين، كل الرجال حنوا والرجل قعد. كان شكله كبير بالعمر، عنده لحية بيضا وفيها بس كم شعرة سودة. كان لابس عمامة كتير مزخرفة. كان في تجاعيد على وجهه. كان لابس مجوهرات زيادة عن اللزوم. باقي الأشيا كانت متل باقي الناس بس هو كان شكله أغنى وأنيق أكتر، ووجهه كان عم يحكي إنه عنده إصرار كبير، ثابت، وقلبه قاسي. ما كان حلو شوفه. كان عم يحرك إيده فوق لحيته كإنه عم يتأمل حاله. كان كتير طويل وسمين شوي. كان عنده شي كبير مدسوس حد خصره. وكان عنده ابتسامة غريبة على وجهه.
      
      واحد واحد، الناس اللي واقفين بالصف سلموا على الرجل، عطوه العلبة، ومشوا – عم يرجعوا لورا لمسافة قصيرة. هلق أكتر من ألف شخص سلموا على الرجل. بلشت إزهق. ليش كنت عم شوف هالمسرحية كحلم؟ بعد شوي، رجل بالصف لفتلي انتباهي. حسيت بإحساس مختلف بعد ما شفته. كل الرجال التانيين كانوا مبينين مبسوطين أو ممتنين لوجودهم قدام هالرجل، بس هيدا كان عنده تعبير حاد على وجهه. كان مبين إنه مش مهتم باللي عم بيصير. حسيت بإحساس إيجابي بعد ما شفته. لو ما كنت دققت فيه منيح، ما كنت عرفت إنه طريقة لبسه وعمامته كانوا مختلفين. كان معه صبي صغير – عمره شي 8-9 سنين. كان شكله ذكي وماسك إيد أبوه بقوة. الرجل كان عم يحكي مع حدا بطريقة قاسية. فجأة، مسك إيد الصبي بقوة وترك الغرفة. الحراس حاولوا يوقفوه بس ما قدروا.
      
      حسيت كتير حلو بعد هالحادثة و طاخ! دُب!
      
      ----
      
      فقت على صوت دوي ضخم، فتّتلي حلمي. ما عرفت شو كان، وين كنت، ولا مين كانوا هالناس. بس حسيت بشعور غريب، شي ما بقدر حتى أوصفه بالكلمات.
      
      المهم، الساعة تقريبًا 3:05 بعد نص الليل. عم حاول نام بس ما عم بقدر من كتر الحماس إني بمومباي ببيت خالي. جينا من محل كتير حلو – باريس بفرنسا. أنا مع أختي جولييت، وصديقتي الغالية أديلين، وأخوها الشاطر رافائيل. أخيرًا، عنا عطلة كبيرة كتير – 3 شهور. أهلنا سمحولنا نزور خالي اللي عايش بمومباي. كان عنا رحلة على دبي ومن هناك، رح نوصل مومباي بالبحر بعد 6 أيام! بس حاليًا، حاسة حالي بلا أي حماس.
      
      صرلنا على هالباخرة المنعزلة، المعزولة، المهجورة 25 يوم كامل!
      
      يعني 25 ضرب 24 ساعة!
      
      يعني كمان 25 ضرب 24 ضرب 60 دقيقة!
      
      أختي جولييت عم تشخر على التخت الفوقاني بالسرير الطابقين، فوقي بالزبط. ما في أبدًا حدا أتواصل معه.
      
      لا!!! كيف بقدر إنسى أديلين! هيي الشخص الوحيد على هالباخرة اللي رح تكون واعية بهالوقت. خليني شوف إذا موجودة...
      
      بسرعة كتبت كلمة مروري ******** وفتحت الآيفون المستعمل تبعي وبعتلها رسالة:
      
      "مرحباً"
      
      "إلى اللقاء. لازم تكوني نايمة هلأ. البشر لازم يناموا على الأقل 8 ساعات باليوم ليكونوا بصحة منيحة."
      
      "مرحباً! هل أنت صديقي الغالي رافائيل محب العلوم؟"
      
      "تخمين جيد يا عزيزتي! ليلة سعيدة."
      
      "مرحباً! أختك واعية؟"
      
      "هي ما بتنام أبدًا."
      
      "فيك تقولها تجي على سطح الباخرة الساعة 3:15؟"
      
      "رح حاول."
      
      "رجاءً..."
      
      "أديلين مش متصلة هلأ."
      
      "يا عزيزي أليستير، هل جولييت واعية؟"
      
      "لا. هي مش واعية."
      
      بالآخر، سكرت محادثتنا. رفيقي الغالي، رافائيل، دايماً مميز بالنسبة إلي. بس أفكاره العلمية عن أي حدث مبني على العلم، أو أي حدث عشوائي، مزعجة.
      
      طلعت على تلفوني وشفت الوقت. كنت بحاجة إني استعجل. كانت الساعة 3:14 بالفعل!
      
      
      
      
      كنت ناطرة أليستير بلهفة. كالعادة، كان متأخر وخلاني أنطر. في أشيا ما بتتغير أبدًا! شفت خيال عم يتحرك وبعده أليستير عم يركض.
      
      "أنا آسف، تأخرت... بس المذنب هو راف... ضل يحكي معي وهيك تأخرت."
      
      "مرحباً أليستير."، قلت بنبرة هادية كتير.
      
      "مرحباً."، رد التحية.
      
      "ليش ناديتني لهون بهالليل المتأخر؟!" سألت.
      
      "بس لنلقي نظرة على الزهرة..." جاوبني.
      
      طلعت فيه نظرة مذهلة.
      
      "عنجد!؟" حكيت بصدمة.
      
      "إيه... ما حبيتي مفاجأتي؟" سأل، وصار حزين.
      
      "لا... منيح... رائع!" قلت، وعم خبي خيبة أملي. كنت عم شوف قناتي المفضلة على تلفوني وهو ناداني لهون بس لأشوف كوكب بشوفه كل يوم بين النجوم اللي ما إلها عدد... "بتعرف وين الزهرة بين المليون مليار شي عم يلمع...؟" سألت وشفت وجهه المحتار.
      
      "بالواقع... لا. فكرت إني بقدر اكتشفها بس.." كان عم يحاول يخبي إنه ما بيعرف.
      
      "شوف، هيي هنيك." أشرت على الكوكب وكملت، "الزهرة هيي الأسطع بين كل الكواكب. لهيك، غالبًا بتنخلط مع النجوم. هيي الكوكب التالت من الشمس. يومها أطول من سنتها. سطح الزهرة ما بينشاف من ورا الغيوم الكثيفة. هيي نجم الصبح ونجم المساء. بتسمى كوكب الأرض التوأم لإنهن تقريباً نفس الحجم."
      
      "أديلين... إنتِ رائعة! من وين تعلمتي كل هاد؟" سأل.
      
      "أليستير، تعلمناه السنة الماضية بالجغرافيا..."
      
      "آه... بس في شي ناقص. الزهرة هيي آلهة الجمال الإيطالية." ذكر أليستير وضليت ساكتة.
      
      مرق عشر دقايق وكنا ساكتين. كنا بس عم نتطلع على الكوكب. رافائيل إجا. وعيت لهالشي بس أليستير كان بس مشغول بالتحديق. "شو الأخبار؟!" حكى بصوت عالي كتير. جولييت إجت وراه.
      
      "عم تشوفوا هاد؟! صرخت جولييت بدهشة كبيرة.
      
      "شو جولييت؟" حكينا نحنا التلاتة سوا.
      
      "هالشي اللي عم يلمع... بالمي.." حكت جولييت بخوف.
      
      لوينا روسنا بالاتجاه اللي كانت جولييت عم تأشر عليه. قدرنا نشوف شي عم يشع ضو بمية البحر.
      
      كنا بس عم نتطلع عليه وهو عم يقرب ويقرب أكتر...
      
      "يا جماعة! لازم نعمل شي! عم يجي لعنا..." قال أليستير.
      
      "أليستير، نحنا كمان عم نروح نحوه. هاد اسمه النسبية. اكتشفه ألبرت أينشتاين." بلّش أخي الغبي يعطي محاضرات.
      
      "وقف عنك!" صرخت جولييت ووقف.
       
      

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء