موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      أسرار الشرق شين مو - روايه تاريخية

      أسرار الشرق شين مو

      2025, هاني ماري

      فانتازيا

      مجانا

      120 جنبيه

      600 جنبيه

      رجل من القرن الواحد وعشرين بيموت وبيصحى يلاقي نفسه طفل رضيع في آسيا القديمة، محتفظًا بكل ذكرياته. بيستغل ذكاءه وخبراته من حياته السابقة عشان يتعلم فنون القتال، التأمل، والقراءة والكتابة في عالمه الجديد. بيعيش مع عيلة نبيلة غنية، وبيكتشف إن والده شخصية مهمة مرتبطة بالبلاط الإمبراطوري. بتتعمق الرواية في رحلته وهو بيحاول يتأقلم مع حياته الجديدة، وبيخطط لكتابة روايات مستوحاة من عالمه، كل ده وهو بيكتشف أسرار الثقافة اللي حواليه وبيتعامل مع المواقف الطريفة اللي بيتعرض لها كطفل بعقل راشد.

      شين مو

      رجل من القرن الواحد والعشرين اتولد من جديد في آسيا القديمة مع كل ذكرياته. ذكي وموهوب، وبيحاول يتأقلم مع حياته الجديدة كطفل وبيستكشف الثقافة المحيطة بيه، مع رغبة في كتابة القصص.

      شين هي لونج

      جنرال عظيم ووالد شين مو الحالي. شخصية مهمة ومؤثرة في البلاط الإمبراطوري، بيهتم بعيلته وبيحب يتباهى بذكاء ابنه.

      أم شين مو

      بتعامل شين مو بحب وحنان وبتدعمه في كل خطواته. بتفضل يكون ابنها قريب منها ومش رسمي في التعامل.

      الأستاذ فا

      معلم الفنون القتالية اللي بيعلم شين مو الكونغ فو والتأمل. شخص حكيم ومراقب جيد، وبيلاحظ ذكاء شين مو واستعداده للتعلم.
      تم نسخ الرابط
      أسرار الشرق شين مو - روايه تاريخية

      دي حكاية خيالية مستوحاة من قصتين قريتهم. لو عايز تعرف إيه هما، دور على القصص دي:
      
      إعادة إحياء فا وي لان - بقلم هاروي.
      عالم آخر: الكتاب الأول بقلم إم إس بريمير.
      
      مع إني استوحيت شغلي من القصص العظيمة دي، لكن عملي أصلي ما عدا أسماء قليلة ممكن تتعرف عليها لو قريت القصص اللي فاتت.
      
      القصة الكاملة مكتوبة بالفعل، ومتقسمة على 6 أجزاء (في خمس كتب) وأكتر من 351,000 كلمة.
      
      الجزء الأول ده متاح للقراءة لكل الناس وهو مجرد مسودة بسيطة للكتاب الأول.
      
      مع إني راجعت النص ده عشان أتأكد إنه مفيش تناقضات أو ثغرات في الحبكة أو أخطاء إملائية، ممكن أكون فوت حاجة.
      
      ____________
      
      
      الولادة من جديد وتناسخ الأرواح، في الأساس، هما نفس الحاجة، بس فيه فرق جوهري: الاختيار.
      
      في الولادة من جديد، حياة الروح اللي جاية بتتحدد عن طريق الكارما بتاعتها؛ أما في تناسخ الأرواح، الروح ممكن تقرر هتتولد فين ولمين. ده بيحصل عشان كل ما الروح كانت متطورة أكتر، بتحتاج خبرات تعليمية محددة أكتر، فبمعنى ما، كلنا بنتحول من ولادة جديدة لتناسخ أرواح مع الوقت.
      
      بس اللي ساعات بننساه، هو إن الوقت مش خطي بالنسبة للكون.
      
      ده اللي اكتشفته لما فتحت عيني بعد ما قتلتني مرض جديد.
      
      فاكر إحساس زي إني عايم على البحر، كان فيه نور قوي جاي من فوق، بس بطريقة ما كنت عارف إنه مش الشمس. كان دافي، بس مش زيادة عن اللزوم... كان أقرب للراحة.
      
      كنت حاسس بالدفى وحركة الماية تحتي، ومع كده ما قدرتش أفتح عيني، ولا سمعت أي حاجة.
      
      بعدين، فجأة زي ما ظهر، النور الدافي اتحول لضلمة، واللي فاكره بعد كده إني كنت بصرخ من الوجع والمفاجأة.
      
      إيدين قوية غطت ضهري ورجلي قبل ما لفة قماش تتلف حوالين جسمي بالراحة.
      
      "إيه ده؟ أنا فين؟ إيه اللي بيحصل؟"
      
      كنت عايز أفتح عيني بكل يأس عشان ألاقي إجاباتي، بس أول ما حاولت، حاجة لفتت انتباهي: الغنا.
      
      ما فهمتش الكلمات خالص، بس كنت عارف إن اللي بيغني ده كان مبسوط بشكل مش طبيعي.
      
      "آه، الأغنية دي مريحة أوي... صوتها تحفة. يا ترى مين اللي بيغني؟"
      
      كنت غرقان في الصوت الحلو ده لدرجة إني نسيت كل حاجة تانية خالص ونمت.
      
      
      
      مش متأكد كام وقت عدى من وقتها، بس دلوقتي، على الأقل، أنا عارف إيه اللي بيحصل: أنا اتولدت من جديد.
      
      معنديش فكرة إزاي أو ليه ده حصل.
      
      أنا قصدي، في حياتي اللي فاتت كنت قريت عن ده. كان فيه نوع كامل من القصص الخيالية مخصص لناس بتتولد من جديد في ثقافات أو عصور مختلفة، وطبعًا كان فيه كتب "المساعدة الذاتية" دي عن الحيوات السابقة واستمرار الحياة بعد الموت، بس عمري ما اديت الموضوع ده اهتمام بجد.
      
      بس دلوقتي... دلوقتي بجد مش عارف أفكر في إيه.
      
      أنا اتولدت من جديد في الماضي: في مكان ما في آسيا القديمة، بس لسه مش قادر أحدد فين أو إمتى. عمري ما درست اللغة أو التاريخ أو الثقافة بتاعتهم، عشان كده مش متأكد أنا فين بالظبط... مش فارق أوي كده كده، لأني أشك إني ممكن أرجع للمستقبل. أسرع حاجة في العالم ده شكلها الخيل، فمفيش فرصة أحقق سرعة 88 ميل في الساعة المطلوبة، ومفيش عربية دي لوريان كمان.
      
      وأنا بفكر في ده، أنا قاعد في حضن أمي الحالية.
      
      الست دي أكتر من إنها جميلة.
      
      بجد مش عارف إزاي أنا محظوظ كده بوالديني الحاليين: أبويا راجل كبير بابتسامة تكسب أي حد؛ هو في التلاتينات من عمره، وشكله مهم شوية، عشان فيه ناس كتير بتيجي وتروح من مكتبه كل يوم؛ ورغم كل الشغل اللي بيعمله، دايمًا بيبدو عنده وقت يقضيه مع أمي ومعايا.
      
      على عكس أبويا اللي في حياتي اللي فاتت، اللي كان مشغول أوي بيجمع الفلوس لدرجة إنه مكنش بيشوف أولاده.
      
      أمي الحالية، زي ما قلت قبل كده، ست جميلة بشكل مذهل في نص العشرينات من عمرها، صوتها رائع وده جزء بسيط من سحرها. مابتفتكرش إنها تبتسم لما عينيها تقع عليا، ورغم إني لسه مش فاهم كلمة من اللي بيقولوه، أغلب الوقت بحس بالإحساس اللي ورا الكلام، عشان كده أقدر أقول إني فاهم اللي قصدهم عليه إلى حد ما.
      
      شكلي معنديش أخوات تانيين، وده مناسب ليا جدًا لأني مكنتش هعرف أعمل معاهم إيه في حالتي دي، بس شفت وشوش مختلفة كتير عشان أعرف إن فيه ناس كتير عايشين معانا.
      
      المشكلة الوحيدة في إني اتولدت من جديد بالشكل ده، هو إني أكون بعقل راجل عنده 36 سنة جوه جسم طفل رضيع. مهما كنت عايز أعمل أو أقول، الجسم ده ببساطة مش قادر يتحمل، وأنا، في أغلب الأوقات، بقضي حياتي نايم.
      
      استسلمت لتعلم اللي أقدر عليه من الناس اللي حوالي، بينما جسمي بيتعود ببطء على إنه يكون عايش.
      
      
      
      
      
      
      
      عدى وقت أكتر.
      
      أكيد عمري حوالي سنتين دلوقتي.
      
      إحساسي بالوقت متلخبط عشان أيامي بقضيها في اللعب والنوم واكتشاف العالم الغريب اللي أنا فيه ده.
      
      الناس دي مش بتحتفل بأعياد الميلاد زي ما كنت بعمل في حياتي التانية: أيوة، فيه حفلة وأكل وهدايا، بس مفيش تورته ولا شمع، ومع إني بقيت أفهم اللغة أحسن شوية، لسه فيه فجوات كتير في معلوماتي.
      
      على الأقل، خليت أمي تضحك وتبتسم أول مرة قلتلها "ماما"، اللي أعتقد إنها معناها "أم".
      
      بجد مش فارق معايا لو مش كده، طالما خلتها تنور بالابتسامة الغالية دي وهي بتبص عليا.
      
      قضيت وقت أكتر مع أبويا، اللي أعتقد إن اسمه شين هي لونج.
      
      دايماً شكله بيكتب رسايل. أكيد بيكتب مية كل يوم. بعيداً عن كده، خدني من البيت الضخم اللي عايشين فيه عشان نزور البلدان والغابات اللي حوالينا. شكله مسؤول عن مجموعة من الرجالة المسلحين (غالباً جنود، عشان كلهم لابسين نفس اللبس الأسود والدروع) اللي بشوفهم حوالين البيت كل يوم.
      
      ساعات بيجي راجل أصلع لابس أبيض البيت وبيقعد مع أبويا لساعات، قبل ما يمشي في محفة على مين عارف فين.
      
      ناس كتير بتحترمه، بس فيه كمان نظرات شفقة كتير بتتوجه له، لأي سبب كان.
      
      "شين مو يا حبيبي، بتعمل إيه؟"
      
      بقلب وشي عشان أشوف أمي قاعدة على ركبتيها وبتبص عليا وإيدها بتطبطب بالراحة على راسي.
      
      "ماما!" بابتسم وأحضنها وبعدين أشاور على الحاجة اللي على الأرض "اقري".
      
      أمي الغالية بترمش باندهاش وبتبص على اللي أنا بشاور عليه.
      
      صوابعي التخينة بتاعت البيبي صعبة في الاستخدام وعقلي بيتوه أكتر من مرة، بس قدرت إلى حد ما أتعامل مع ده عشان أبدأ أدرب نفسي على تعلم اللغة المكتوبة.
      
      مكنتش كاتب على الفاضي، المرة اللي فاتت. وبجد وحشني كتابة الأشعار والقصص للمدونة بتاعتي.
      
      فأنا هنا، حياة كاملة بعد كده، بحاول أعمل نفس الحاجة بس على ورق.
      
      أمي بتبص على الحروف المرسومة بشكل وحش وبتنور بابتسامة وهي بتبص عليا، مع إني بحس بكمية كبيرة من الدهشة جايالها.
      
      "أنت اللي عملت ده يا حبيبي؟"
      
      أعتقد إن آثار الفحم على إيدي كافية كدليل، بس برضه، بهزلها براسي.
      
      بتحضني "الأم دي متفاجئة بشكل لطيف. ابنها ذكي أوي."
      
      "آه، المجاملة دي هتوديكي في أي مكان."
      
      جلسة التدريب الصغيرة بتاعتي اتقطعت لما أمي لاحظت إيدي ودراعاتي كانت وسخة قد إيه، وبالتالي اتسحبت (وأنا بزعق وبعيط... بس عشان أحافظ على المظاهر) للحمام.
      
      وأخيراً، استسلمت لمصيري.
      
      
      
      
      فصول بتيجي وفصول بتمشي، ودي أسهل طريقة ليا عشان أحسب الوقت. عدى ست شتاوات من ساعة ما اتولدت.
      
      بقالي كتير أوي بتعلم القراية والكتابة، وفوق حصص الأدب بتاعتي، كان لازم أتعلم فنون قتالية وتأمل.
      
      بعد ما جيت هنا بس فهمت قد إيه إحنا مدلعين في المستقبل. الولد ما ينفعش يعيش من غير ما يتعلم فنون قتالية وفن الحرب... في حياتي اللي فاتت، أقرب حاجة عرفتها عن الفنون القتالية كانت أفلام هوليود والأنمي.
      
      هنا، "جسم الإنسان معبد ولازم نشتغل عشان نهتم ونقوي صلتنا بالروحانيات" ده كان أول درس أخدته من معلم الكونغ فو اللي بيجي البيت يعلمني.
      
      لو كنت أنا القديم، شدة التمارين اللي بعملها دلوقتي كانت ممكن تموتني. الجسم ده، مع كده، مرن بشكل مش طبيعي وبحب إحساس الحرية والقوة اللي بيجيلي من كل تمرين بعمله. لو الناس المهووسة بالصالات الرياضية بيجيلهم الإحساس ده من التمارين، مش غريب إنهم يقضوا حياتهم بيرفعوا وينزلوا أوزان.
      
      بس هنا مفيش اشتراكات صالات رياضية. هنا المدرسين بيجولي كل يوم يعلموني كل اللي يقدروا عليه في وقتهم اللي مش محدود أوي.
      
      كنبيل، المجتمع عنده توقعات كتير من شخصي الصغير. المفروض أكمل مسيرة أبويا كخادم للإمبراطور. المفروض أكون عارف كل حاجة، عادل وشريف، وفي نفس الوقت أفضل نفسي.
      
      أنا بحب كتبي، بس مفيش تنوع كتير. أغلب الأدب اللي لقيته عن الحرب، الفنون القتالية، حاجة اسمها "الزراعة" (اللي فوجئت إن ملهاش علاقة بالنباتات)، أو قصص رومانسية للبنات. مفيش حكايات خيالية وطبعاً مفيش خيال علمي.
      
      ممكن أكون بعمل خدمة للعالم بكتابة حاجة مبتكرة.
      
      لحسن الحظ، ممارسة الفنون القتالية والانضباط اللي وراها بيساعد إبداعي، فده مكسب للكل.
      
      مدرسيني مبسوطين بإخلاصي، وأنا مبسوط بتقدمي السريع في المجالين، وأهلي فخورين بشكل مش طبيعي إن ابنهم عبقري.
      
      "سيدي الشاب" سمعت صوت أستاذ الفنون القتالية بينادي عليا وأنا بخلص الحركة اللي اتعلمتها في نفس اليوم. أول ما وقفت، جه ولد أصغر مني وناولني فوطة عشان أنضف العرق من وشي.
      
      ببص للراجل العجوز "عملت إيه يا أستاذ فا؟"
      
      "ممتاز كالعادة يا سيدي الشاب. الأستاذ ده يتشرف بوجود طالب موهوب زي كده." دي حاجة لسه عندي مشاكل معاها. أغلب الناس هنا بيتكلموا بصيغة الغائب لما يشيروا لنفسهم في الكلام الرسمي.
      
      "الشرف ليا، لوجود معلم عنده كل المعرفة دي" بحني راسي بتحية ووشو ليه، وهو بيرجع التحية بانحناءة أوضح.
      
      هو بيبتسم "سيدي الشاب، خصي الإمبراطور هنا، والأستاذ شين بيطلب وجودك في مكتبه."
      
      أنا اتنهدت.
      
      الراجل الأصلع اللي ذكرته قبل كده طلع هو الخصي الملكي، رسول من العيلة الإمبراطورية بيجي ويروح حسب طلباتهم. السنة اللي فاتت دي، أبويا طلب وجودي كل مرة الراجل ده بيظهر في بيتنا. دايماً بحس إني تحت الاختبار كل ما بيجي، عشان أبويا بيحب يتباهى بمدى ذكاء ابنه.
      
      اديت الفوطة للخادم اللي جري للبيت بسرعة عشان يجهز حمامي ولبسي عشان استقبل المقابلة اللي جاية.
      
      قبل ما أخرج من مكان التدريب، بصيت على أستاذي "يا أستاذ، هتعلمني عن الزراعة (تنمية الروح)؟"
      
      الأستاذ فا بيبتسم بلطف بس مش باين عليه الدهشة. شكله كان مستنيني أسأل السؤال ده. "طبعاً يا سيدي الشاب. هجيب الكتب معايا بكرة."
      
      استحميت ولبست بسرعة وروحت لمكتب أبويا، وهناك الخادم أعلن عن وجودي واتسمح لي بالدخول بسرعة.
      
      "مساء الخير يا أستاذ صن، يا أبي." حنيت راسي للاثنين، لسه مش متأكد إزاي المفروض أحيي الرسول، فاديتله انحناءة مهذبة.
      
      الخصي ابتسم للتغيير، وكذلك أبويا.
      
      "الأستاذ شين بيتكلم عنك كويس أوي" قال الخصي، لسه بيبص عليا. ابتسامته كانت مهذبة، بس قدرت أحس بنظرة عدم صدق من عينيه. هيكون كويس ليا إني آخد كلامه بحذر. "حتى في البلاط، مواهبك معروفة".
      
      حتى أنا كنت عارف إن الإجابة بغرور مش فكرة كويسة، "ده كله بفضل تعليم عيلتي وأساتذتي. أبويا راجل عظيم وممكن بس أتمنى إني في يوم من الأيام أكون قوي أو موهوب زي الجنرال شين العظيم."
      
      كلامي خلى أبويا يبتسم أكتر. حط إيده على راسي "الإمبراطورة بعتت خبر مع صن هنا؛ اتعزمنا على القصر عشان عيد ميلاد ابنها التالت."
      
      آه، يبقى هو ده الموضوع. أبويا معروف كويس في البلاط، فمن الطبيعي إننا نكون مدعوين لحفلة. ده أكيد معناه إن الأمير التالت قريب من سني، عشان كده هياخدوني المرة دي.
      
      "ماما عارفة؟" سألت، بستخدم نفس التمثيل البريء اللي نفعني كتير في الحياة دي.
      
      "لسه. خليك ولد شاطر وقول لمامتك وإخواتك."
      
      "حاضر يا أبي." حنيت راسي للاثنين تاني وطلعت من الأوضة.
      
      أول ما طلعت بره مدى السمع، اتنهدت.
      
      شكله التنمية الروحية بتاعتي هتضطر تستنى كام يوم.
      
      رجعت مشيت للبيت، ناوي أدور على أمي، لما "طوربيد" وردي خبط في صدري، ووقفني مكاني.
      
      "جي-جي!"
      
      آه أيوة، إزاي قدرت أنسى مصدر الفوضى الجميل ده؟
      
      أنا أول واحد من تلات أطفال، لحد دلوقتي. دي اسمها شين زي رو، أختي الصغيرة. عندها تلات سنين وجميلة أوي، بس كمان شقية. بجد بخاف على الراجل اللي هيتجوزها في المستقبل.
      
      "مي-مي، ماما فين؟"
      
      زعلت، هي أكيد عايزة تلعب معايا، بس عارفة إننا لو رحنا لماما، هتتخانق عشان بتجري في الممرات
      
      
      
      "جي-جي العب معايا!"
      
      بطبطب على راسها، وبتتسم. "حاضر، بس لازم أتكلم مع ماما الأول."
      
      "تعالى بقى!"
      
      بتمسك إيدي وبتشدني حوالين البيت لحد ما نلاقي ماما، اللي بترضع أصغر فرد في العيلة. شين يين اتولد من كام شهر، وزي ما كنت أنا في سنه، مبيعملش أي حاجة غير إنه ينام وياكل. بس، على عكسي، مبيظهرش أي رغبة في أي حاجة تانية.
      
      وبرضه، كام مرة راجل كبير بيتولد من جديد وذكرياته سليمة؟ أغلب الناس فاكرين إني عبقري، في حين إني، في الحقيقة، نتاج نظامين تعليميين، التعليم اللي بيركز على العلوم في القرن الواحد وعشرين، والتعليم اللي بيركز على الروحانيات في العصر ده. في المعرفة الصرفة للعالم، عندي على الأقل ألفين سنة ميزة، عشان كده أقدر أركز عقلي على تعلم الارتباط بين الروح والجسم اللي الثقافة دي مشهورة بيه، وأكون دايماً متفوق في أغلب الأوقات.
      
      "ماما! جي-جي هنا!" زي بتبتسم، قاعدة جنب أمنا وبتبص بحب للحزمة الصغيرة اللي هي أخوها الجديد.
      
      أمي الجميلة بتبصلي باندهاش. عادةً، كنت لسه بكون بتدرب في الوقت ده. طبعاً، أول ما عينيها بتيجي على الهدوم الفخمة اللي لابسها، بتفهم.
      
      "أمي" ابتسم وأحني راسي ليها "اتعزمنا على عيد ميلاد الأمير التالت."
      
      "يا حبيبي مو، لازم تكون قاسي أوي على مامتك؟" بتوبخني بلطف عشان أنا رسمي معاها.
      
      أكيد لسه متأثر بالهدوم اللي لابسها، عشان نسيت إنها دايمًا كانت بتحبني أكون ألطف معاها.
      
      مقدرتش أمنع نفسي من إني أحمر وشي شوية وأنا بحك مؤخرة راسي. "آسف." بتضحك عليا، بس في الحقيقة أنا بفضل معاكستها الخفيفة. بتساعدني أفتكر إن فيه بيئتين في الحياة دي: العيلة والمجتمع، وكل واحدة ليها قواعد مختلفة.
      
      "جي-جي، ممكن نلعب دلوقتي؟"
      
      بقلب عيني على النبرة المتفائلة لأختي الصغيرة، وده بيخلي ماما تضحك.
      
      "أيوة يا مي-مي، يلا بينا."
      
      "يااااي!"
      
      وهكذا، بتم جرّي عشان أعتني بأختي الصغيرة بينما الخدم بيزعجوا نفسهم عشان يجهزوا كل حاجة لرحلتنا اللي قربت.
      
      اللي معرفتوش هو إن أبويا وأمي وأنا بس اللي هنروح القصر بينما بقية العيلة هتستنى في بيتنا في العاصمة. إخواتي الاثنين صغيرين أوي على تجمعات زي دي، وده قال لي قد إيه الموضوع هيكون ممل. لحسن الحظ، كنت ناوي أستخدم التجمع ده عشان أكتشف أكتر عن مجتمع النبلاء على أمل إني ألاقي حاجة تساعدني في رواياتي المستقبلية.
      
      آه أيوة! كنت بالفعل بخطط لبعض منهم: كنت عايز أكتب قصة إثارة مليانة أكشن للرجالة، وممكن قصة رومانسية ملحمية للبنات. كنت بالفعل عملت الشخصيات الرئيسية، بس كنت محتاج أعرف إيه اللي ينفع وإيه اللي ممكن أتعلق عشانه، قبل ما أنشرهم.
      
      كنت بتمنى إن العيلة المالكة يكون عندها مكتبة أقدر أسرق منها كتب.
      
      السفر من بيتنا للعاصمة خد أكتر من يومين بالحصان، بس بما إن أمي كانت بتسافر في محفة مع إخواتي، بقوا أربع أيام بدل يومين. لحسن الحظ، كان ممكن أختار أركب في المحفة أو حصان مع بابا. وده اللي كنت بعمله يوم بعد يوم، عشان أقدر أستفيد أقصى وقت مع والدي.
      
      كانت ليلة اليوم الرابع لما وصلنا العاصمة أخيرًا. وقتها بس فهمت قد إيه أبويا كان مهم بجد. كان عنده قصر خاص بيه في العاصمة، ورمز اسم عائلتنا محفور بالفضة على الأبواب الرئيسية للقصر! كان فيه خدم كتير مستنييننا على الباب، واتوجهنا بسرعة لأوضنا.
      
      بدل ما استحمى وأنام زي أي حد تاني، قررت أستكشف المكان.
      
      مع إن البيت ده كان أفخم، إلا إنه كان أصغر من مكان إقامتنا الرئيسي. مكنش فيه مكان تدريب، والإسطبلات كانت أصغر. لقيت الحصان اللي شالني لحد هنا واديته جزرة خلاها تختفي من إيدي في لحظة. طبطبت على جنب راسه ومشيت في طريقي، خبطت في حاجة تاني مرة.
      
      "بتعمل إيه هنا؟" صوت حاد طلب. لقيت نفسي مضطر أبص لفوق لبنت، كانت بتبصلي بغضب.
      
      "ببص على الخيل؟" جاوبت من غير ما أتأثر. رفعت حاجب ليا.
      
      "ماتنفعش تبقى هنا! الأسياد والفرّاشين بس اللي يقدروا يلمسوا الخيل!" أكيد كانت واحدة من خدم البيت، وبما إن دي أول مرة أجي هنا، أكيد افتكرت إني أنا كمان خادم. مقدرتش ألومها، بالكمية اللي على هدومي ووشي من التراب.
      
      مسكت ذراعي وحاولت تشدني بالقوة. لسوء حظها، أنا كنت متدرب كويس من أساتذتي وهي انتهى بيها الأمر وهي بتبص على النجوم من الأرض. بصتلي باندهاش، وأنا ببتسملها من فوق.
      
      "كله تمام هناك تحت؟"
      
      نظرتها الحادة زادت مع ابتسامتي. قامت ووقفت وإيديها على وسطها. "استنى بس لما كبار الخدم يعرفوا اللي عملته! أتمنى يجلدوك!" لما شافت إني مش خايف منها، استدعت القوى العليا، بس كل اللي عملته إني رفعت حاجب.
      
      حاولت تمسكني تاني، بس لقيت نفسها على الأرض مرة تانية.
      
      مقدرتش أمنع نفسي من الضحك وهي بتبصلي بنظرات غاضبة من وضعيتها وهي قاعدة على الأرض.
      
      "لو طلبتي بلطف، ممكن أقرر أرافقك عشان تشوفي كبار الخدم."
      
      أعتقد إني كسرتها.
      
      بتبصلي كأن طلع لي رأس تاني.
      
      بقلب وشي وبمشي كام خطوة ناحية البيت الرئيسي قبل ما أبص ورايا "جايّة؟"
      
      بسمعها بتنتفخ وتمشي ورايا. رجليها أطول من رجلي، فده إنجاز، أعتقد.
      
      أول ما وصلنا البيت، نطت على فرصة إنها تنادي رئيسها عشان يعاقبني. مقدرتش أمنع نفسي من الابتسامة على وشها لما رئيس الخدم ظهر وانحنى ليا.
      
      سألت إذا كان حمامي جاهز، اللي رد عليه بالإيجاب. الخادم العجوز التفت ليها وأمرها إنها توصل السيد الشاب لحمامه.
      
      في طريقنا، فضلت بتبعت لي نظرات خجولة ومعتذرة، أكيد كانت فاكرة إني هعاقبها عشان صرخت في وشي. بس الحقيقة، أنا مش شخص حقود، ومن بدري، كنت عارف إنها بتغلط.
      
      مش معنى كده إني مش ممكن أضايقها.
      
      "معرفتش اسمك أبداً" سألتها لما فتحت لي باب الحمام.
      
      وشها اتجهم. "اسم الخادمة دي لينغ، سيدي الشاب."
      
      "تمام يا لينغ. ممكن تروحي." ابتسمت لوشها اللي مش مصدق "ماتقعديش تستنتجي أي حاجة في كل مرة." قفلت الباب ورايا، وسبتها لوحدها في الممر.
      
      

      Pages

      authorX