موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    رواية أستاذي العفيف

    أستاذي العفيف

    2025, تاليا جوزيف

    رومانسية

    مجانا

    طالبة جامعية اسمها فيكي معجبة بأستاذها الشاب جاستن، اللي كان عنده ماضي صعب. بتبلش الأحداث بحلم جنسي لفيكي عن أستاذها، وبتتطور العلاقة بينهم بمواقف بسيطة متل لقائهم بمنطقة التدخين. الرواية بتستكشف مشاعر الإعجاب والجاذبية بين الطالبة والأستاذ، والصراع الداخلي اللي بيواجهوه بسبب هالشي. بالرغم من بدايتها اللي ممكن تكون جريئة، الرواية بتبدو إنها رح تتعمق بمشاعر الشخصيات وتطور علاقتهم. الكاتبة بتعترف ببداية القصة المتواضعة وبتوعد بتحسن الأحداث والكتابة لقدام.

    جاستن

    أستاذ جامعي شاب. من اللي شفناه، شكله جذاب وعنده كاريزما. مبين إنه كان عنده ماضي صعب بسبب إشارته لشربه بعد قصة حب فاشلة. بيبدو إنه مهتم بفيكي بطريقة أو بأخرى من خلال كلامه وتصرفاته معها.

    فيكي

    طالبة جامعية بالسنة التالتة هندسة مدنية. معجبة بأستاذها جاستن، وبتمر بتخيلات وأحلام عنه. بتبين شخصيتها خجولة ومنعزلة شوي، بس بنفس الوقت عندها مشاعر قوية.

    إيما

    صديقة فيكي المقربة. شخصية اجتماعية ومرحة، وبتحاول تشجع فيكي تطلع وتنبسط.
    تم نسخ الرابط
    رواية أستاذي العفيف

    ♡︎ قبل سنتين ♡︎
    جاستن
    
    الوجع براسي صار أقوى كل ما طلعت من البيت. الشمس كانت عم تعذب عيوني. تأوهت من الوجع، وعم بلعن حالي بقلبي لأني شربت كتير ليلة أول يوم بالجامعة. عم كذب على حالي، صارلي تلات شهور عم بشرب كل يوم. عم بغرق همومي كل يوم من وقت ما شفتهم سوا.
    
    زحطت بسيارتي - اللي كانت بالنسبة إلي أكتر من مجرد سيارة، كانت متل بنتي. شغلت الموتور ومشيت عالجامعة. هالتصرف كان ممكن يكون مقبول (بالنسبة إلي) قبل سنين لما كنت طالب بالجامعة - بس هلأ أنا أستاذ، وشكلي متل الزومبي بأول يوم مش كتير مثالي. بس طز.
    
    صفيت بالباركينغ المحجوز وتأكدت إن ياقة قميصي نازلة وكرافاتي مستقيمة. (وهيي كانت هيك). مرقت إيدي بشعري عم حاول رتبه قد ما فيني. (اللي ما كان كتير) هيدا الشي اللي بصير لما بيكون شعرك كيرلي وما بينضب متل شعري، دايماً بيكون منكوش شو ما عملت.
    
    الكل صار يتلفت عليي لما نزلت ومشيت لصفّي، والشنطة بإيدي. من نظرات الغزل اللي كنت عم شوفها من البنات عرفت إنهن مش عم يطلعوا عليي لأني زومبي ماشي. ما كانوا بيعرفوا إني أستاذ - أو حتى لو كانوا بيعرفوا، ما خبوا إنهن عم ياكلوني بعيونهن كأني لعبة جنسية متنقلة. الإهتمام كان حلو، بس مش معقول أصير بعلاقة مع طالبة. هيدا الشي مخالف لقوانين الجامعة وغلط حتى فكر بهيك شي عن طالبة.
    
    تعمدت إني ما روح على التجمع العادي اللي بيكون بأول يوم ليرحبوا بالطلاب وهيك شي. أنا أصلاً ما بروح عليهن أبداً. كان ممل ومضيعة للوقت باعتبار إنه الطلاب أصلاً ما كانوا ينتبهوا. وأكيد ما كنت رح روح عليه اليوم بالذات و أنا معي هالسكّرة القوية. بدال هيك عملت فنجان قهوة بمطبخي الصغير السري بالغرفة الصغيرة الموصولة بصفّي. بعد ما شربت هالشي السخن، تقريباً رجعت طبيعي وكنت جاهز قد ما ممكن أكون لأول درس إلي.
    
    وكأنهن كانوا ناطرين الإشارة، الطلاب بلشوا يفوتوا عالصف. كنت مخصص للسنة الأولى كأول درس، وكنت محضر حالي بقلبي إنهن رح يطلعوا عليي بغرابة لأني كتير صغير. أصغر من إني كون أستاذ أصلاً. كانت هيي سنتي التانية كأستاذ، وكأنه حتى ما بتنحسب باعتبار إني كنت متل مشروع السنة الماضية. كنت يا دوب مخلص شهادة الهندسة السنة الماضية لما عرض عليي المدير وظيفة أستاذ. شفتها فرصة منيحة لهيك قبلت فيها، وهيدا الشي خلاني أستاذ كتير كتير صغير.
    
    استنيت بصبر ليبلشوا الطلاب يفوتوا. وهونيك أول مرة شفتها. الشمس ضربت على بشرتها وخليتها تضوي حواليها كأنها ملاك. شعرها بني غامق كان نازل على كتافها. عيونها بنيين حلوين، متل خليط بين الويسكي والشوكولا. فستانها الأزرق كان لازق على جسمها متل القفاز. كانت قصيرة بس عندها منحنيات بسيطة بمحلاتها المضبوطة. ابتسمتلي ابتسامة صغيرة قبل ما تفوت أكتر عالصف لتلاقي مقعد. تقريباً كنت ناسي كيف بتنفس.
    
    شو عم فكر أنا؟ مرقت إيدي بشعري، شوي معصب. مش لازم فكر هيك عن طلابي. هزيت راسي لأبعد هالأفكار اللي ما بدي ياها، عم حاول أتجاهل حقيقة إني يمكن شفت لمحة من ملاك. كأني شفت ضو بعد هالقد فترة طويلة. ضو يعني أمل إني ما رح ضل دايماً بهالبؤس اللي أنا فيه هلأ.
    
    بس الطلعة عليها - كانت غلط. وهالنظرة الوحدة لازم تكون كافية. أنا أستاذ. هيي طالبة عندي. خلصت القصة.
    
    ولاّ ما خلصت؟
    
    
    
    
    
    ♡︎ حاليا ♡︎
    أصابعه انزلقت بقلب شهوتي الرطبة، عم توسعني بطريقة لذيذة. نزل شفايفه على شفايفي وهو عم يحرك أصابعه التنين جواتي. تأوهت بشفايفه وهو عم يسرع. نشوتي عم تبني مع كل دفعة من أصابعه. بعدت شفايفه عن شفايفي وقبض على حلمتي بين سنانه وعضّني، وهالشي وصلني للقمة.
    "إي حبيبتي، تعي كلها على أصابعي،" همس وهو عم يشجعني، كلماته الوسخة زادت على اللذة اللي كان عم يعطيني ياها. وركيّي تحركوا على إيده وأنا عم بعيش نشوتي. "ما خلصت منك،" همس، وقبل ما أقدر أفهم شو قصده، حسيت فيه تحرك بين فخادي. شال أصابعه وحسيت بنفَسه السخن عم يلاطف منطقتي الحساسة. طلعت فيه بعيون نص مسكرة - كان شكله كتير حلو وراسه بين فخادي. عيونه الخضر تلاقت بعيوني قبل ما ينزل.
    راسي رجع لورا ووركيّي تقوّسوا باتجاه تمه. مرر لسانه من منطقتي الحساسة لتحت لفوق على بزري. رعشت من اللذة قبل ما يسحب بزري بتمه. تأوه على جنسي وبعت اهتزازات بكل جسمي. إيدي راحت على راسه، أصابعي تشابكت بشعره المجعد وسحبته لعندي أكتر وهو عم يلوّن ويدفع لسانه.
    "يا زبّال يا جاستن! إي!" تأوهت وهو عم ياكلني. جاب إبهامه على بزري وفركه - وقبل ما أعرف شو صار، وصلت للنشوة على لسانه.
    "آه يا جاستن،" تأوهت. أخدت مني ثواني قبل ما أرجع لوعيي. فتحت عيوني... وكل شي اختفى. طلعت حوالين غرفتي الفاضية. حسيت وجهي سخن وبعدين فجأة صار كل شي بارد. كان مجرد حلم.
    حلم سخن ووسخ عن أستاذي السكسي جاستن مونرو.
    يا إلهي! هلأ حلمت حلم جنسي عن أستاذي! ما كنت مصدقة. شو ما كان هيدا الشي، حسيت فيه كتير واقعي. والأهم، حسيت فيه كتير صح. دايماً كنت شوف السيد مونرو جذاب، الكل كان يشوفه هيك، بس ما فكرت إني ممكن فكر فيه بهالطريقة الوسخة. غطيت وجهي بإيدي وتأوهت من الإحراج. كيف سمحت لحالي فكر فيه هيك؟ كان كتير حلو بس لأ. لازم أنسى وأتصرف كأني ما هلأ حلمت أسخن حلم عنه هو بالذات. يعني كنت بعرف إنه ما رح يصير شي بيني وبينه... مع إني واضح إني كنت بدي يصير.
    مع إني إذا بدي فكر فيها، ما بعرف إذا كان بعده رح يدرّس بجامعتي ولا لأ. كان في حكي إنه وصله عرض شغل برا البلد. تنهدت بخيبة أمل. حسيت بزعل كتير كبير إنه في احتمال كبير إني ما عاد شوفه أبداً.
    هو وتمه السكسي هيداك.
    كبّيت هالفكرة وطلعت على ساعتي. كانت الساعة خمسة الصبح وقلت لحالي أحسنلي جهز حالي للجامعة. سحبت حالي من التخت ورحت عالحمام. طلعت بحالي بالمراية وأنا عم آخد فرشتي. خدودي كانوا حمر، مورّدين من هالحلم. هزيت كتفي وما حكيت شي وخلصت تفريش أسناني وأخدت دوش سخن بعدين.
    
    وقفت قدام المراية الطويلة بغرفتي وأنا عم فكر شو بدي ألبس. شعري بني غامق كان كتير منكوش وشكلي كأني ما نمت من أسبوع. هزيت راسي وأخدت فستاني الأزرق الصيفي المفضل من الخزانة. هيدا كان بالنسبة إلي أكتر من مجرد فستان مفضل، كان متل تميمتي اللي بتجيبلي الحظ.
    ليش كنت بدي ألبسه اليوم؟ اليوم كان أول يوم رجعة من العطلة. أول يوم بسنتي التالتة بهندسة مدنية. كنت بدي بلش بداية منيحة. هيدي لازم تكون سنتي. إذا مشي كل شي منيح، ممكن بلش تدريبي العملي السنة الجاية. لازم يمشي كل شي منيح.
    "فيكي! جهزتي؟" صرخت رفيقتي المقربة، إيما، من غرفتها.
    "إي هلأ طالعة!" صرخت وأنا عم أخلص بسرعة تجعيد شعري. مرقت أصابعي بشعري وعطيته لمسة مموجة. بسرعة حطيت كتبي بشنطتي، مسكت موبايلي وسماعاتي، وطلعت من غرفتي بسرعة. كيف صارت الساعة تمانية؟ فكرت لحالي بضيق.
    "أخيراً. يلا بينا!"
    إيما كانت قاعدة عالكنباية عم تربط رباط جزمتها. كانت لابسة جينزها الأزرق الفاتح المقطع مع بلوزة كت وردية. شعرها بني فاتح الحلو كان نازل حلو على كتفها. إيما ستيرلينغ كانت أحلى بنت بالعالم ومش عم قول هيك لأنها رفيقتي المقربة.
    أنا وياها رفقات من صف التامن تقريباً. سبع سنين صداقة بتجنن. كانت حرفياً دايماً موجودة عشاني. أنا وياها دخلنا نفس الجامعة، هيي درست إدارة أعمال وأنا درست هندسة. إي صح كنا كتير مختلفين بس ما كنت بدي شارك شقة مع حدا تاني غيرها. زائد إنه هيدا بيثبت إنه الأضداد بيتجاذبوا. أو لازم قول سلبيين بيعملوا إيجابي؟ شو ما كان، كنت كتير بحبها وبحب وجودها المزعج حدي.
    "إي يلا فينا نروح. بالعادة أنا اللي بنطرك. شو مخبّية؟" ضيّقت عيوني عليها بطريقة مازحة.
    "مش عدل إنك بتعرفيني منيح. عندي موعد فطور مع أدريان شي الساعة عشرة،" اعترفت أخيراً.
    "روحي يا بنت! صار لازم!" نطيت بفرح.
    أدريان كان من أقرب رفقاتي. كمان كان بيدرس هندسة مدنية معي. التنين كانوا معجبين ببعض كتير بس كانوا خجلانين يعملوا أي شي تجاه هالشي. لحد هلأ يعني.
    "إي إي. بتعرفي إني أنا اللي اضطريت أعمل الخطوة الأولى."
    "منيح على الأقل حدا عملها،" ضحكت.
    "أنا كتير مبسوطة إلكن التنين يا إلهي!" كملت بسرعة وأخدتها بالضّم.
    "روقي، هيدا مجرد فطور،" ضحكت وبعدين طلعت لبعيد وراسها لتحت.
    "هيدا موعد،" قلت وأنا عم أشير للشي الواضح.
    "يعني هيك بظن،" قالت بخجل وضحكت بتوتر. "كتير معجبة فيه."
    أدريان كان من هالنوع من الشباب اللي بتحبهم فوراً بس تتعرف عليهم. بشخصيته وشكله كان دايماً بيوقع بنات كتير فيه. كان كتير حلو مع عظام خدوده الحادة وشعره الأشقر الوسخ. يا خسارة ما كان كتير نوعي. كان متل نصي التاني بالشخصية. كان أروع صديق بالعالم. أقسم إنه كان متل نسخة تانية مني، وهيك ليش كنت بحب وجوده حدي.
    "آه كلنا منعرف يا إم،" ضحكت.
    "يلا بينا هلأ فينا؟ ما بدي خلي أدريان ينطر،" قلت وأنا عم أتجه للباب.
    
    إيما مسكت مفاتيحها وطلعنا من الشقة. الجامعة كانت آخر الشارع من وين كنا ساكنين. حرفياً أخدنا خمس دقايق بالسيارة لنوصل.
    لما وصلنا، المكان كان بلش يزدحم. بظن بس بأول يوم منشوف هالقد طلاب، لأنه تقريباً خمسين بالمية من الناس نادراً ما بيحضروا أي محاضرة. نزلت من السيارة. الحر ضربني متل شاحنة. ما كنت منتبهة إنه هالقد شوب بسبب المكيف بالسيارة. بس كان حلو نوعاً ما. كل شي حسيت فيه كتير حيوي، وحتى منعش. الورد الحلو وأصوات العصافير المغردة الحلوة.
    "فيكي، خدي المفاتيح،" قالت إيما وهي عم ترميلي المفاتيح. "أنا رح روح مع أدريان، فيكي تخليها معك إذا احتجتي تطلعي من الجامعة اليوم. واللي لازم تعمليه. مش عم تخلصي بكير اليوم؟"
    "إي إي عندي بس محاضرة وحدة اليوم. بس بشك إني رح روح على أي مكان. رح خليهم معي إذا هيك مصرة."
    "عنجد يا فيكتوريا. لازم تطلعي أكتر،" وبختني.
    درت عيوني وما حكيت ولا كلمة لأني كنت بعرف إنه ما فيني أربح مع إيما. حرفياً المجادلة معها متل الحكي مع حيط. إلا إنه هالـ حيط بيرد.
    وإحنا ماشيين عالقاعة، وين رح يصير تجمع ليرحبوا فينا، مرقنا بأدريان اللي كان مع إيميلي. إيميلي كانت كمان من رفقاتنا. إيما ما كانت كتير تحبها. بظن كانت بس عم تغار لأنه أدريان كان قريب منها كمان.
    سلمنا على بعض ورحنا قعدنا لنحضر التجمع. إيما وأدريان قعدوا سوا وتركوني حد إيميلي.
    "إيميلي... بتعرفي إذا السيد مونرو بعده بسانت جورجيا؟" همست.
    "آه مش متأكدة،" هزت كتفها.
    "شكله رح نضطر ننطر ونشوف،" تنهدت.
    "يا إلهي! رح يكون كتير سيء إذا مشي. مين رح نتفرج عليه بالبناء هلأ؟ خرا. ممكن يجيبولنا شب عجوز كمحاضر هلأ. منيح رح نضطر نثار من التجاعيد والجلد المترهل،" ضحكت وعوجت وشها باشمئزاز.
    قبل ما أقدر قول شي، رئيس المدرسة السيد جيفرسون بلش يحكي. عم يرحب فينا وعم يحكي عن بعض الإعلانات. وراه كان واقف كل المحاضرين. جاستن عمره ما كان بيجي لهدول، بس البنت بتقدر تتأمل إنه يجي. مع إني كنت بعرف إنه غالباً بيكون متمدد بغرفته هلأ، قلبي وقع لما عرفت إنه مش موجود.
    "إيميلي. مش موجود."
    "منيح راح الحلو اللي كنت عم شوفه."
     
     
     هزيت راسي بخيبة أمل. سمعت نص قلبي لباقي حكي السيد جيفرسون. بعد ما صرفنا، إيما وأدريان راحوا على موعد فطورهم وأنا وإيميلي رحنا على صف الرياضيات.
    صف الرياضيات ما كان فيه هالقد ناس متل ما كان بالسنة الأولى بالجامعة. هيدا لأنه كتير ناس سحبوا المادة أو ما نجحوا بالفصل. كان أحسن شوي هلأ لأنه ما كان هالقد مزحوم متل السنة الماضية.
    الرياضيات ما كانت كتير شي أنا شاطرة فيه. بس يعني في حدا شاطر فيه؟ إي في بس بتعرفوا شو قصدي. الدرس كان ممل، خاصة مع الأستاذ العجوز غراهام اللي كان يحكي كأنه نص ميت. أوكي هو شي سبعين سنة يعني ما فيني أحقد عليه على هالشي.
    
    مرقت ساعة كاملة أخيراً. أنا وإيميلي افترقنا لما لاقت شلتها من البنات. أنا أصلاً ما بحبهم لهيك مستحيل كنت رح انضم إليهم. منيح، أنا ما بحب كتير ناس. بظن هيدا ليش أنا هلأ كتير لحالي.
    مشيت لآخر الجامعة لأعمل أسوأ عادة عندي. أدخن. صارلي بدخن من وقت ما كان عمري خمسطعش سنة. إي بعرف إنها أسوأ عادة بالعالم بس فات الأوان لأرجع لورا هلأ.
    هيدا اللي بحب سمّيه "قسمي". دايماً كان منعزل، ما حدا كان يجي لهون. أنا كتير ممنونة لهالشي بصراحة. دايماً كنت حب كون لحالي بالصمت. بس ما كان هيدا السبب الوحيد اللي خلاني حب أجي لهون. المنظر كان أروع شي بالعالم.
    كنت تقدر تشوف الأفق الحلو للمدينة المزدحمة. دايماً حلو الواحد يطلع لهون، كأنه كل الزحمة بتوقف للحظة. كان في أشجار حلوة تحت التلة وكل ما بعدت، بتبلش المدينة. كان خسارة إنه هالمكان بيكون أحلى بالليل بس أنا مستحيل أقدر شوفه لأنه الحرم الجامعي بيكون مسكر.
    طلعت سيجارة من علبتي وولعتها وأنا عم بسمع شوية ماريا كاري على موبايلي. غمضت عيوني عم بستمتع بالهوا على وجهي وأغنية "وي بيلونغ توغيذر" عم تنعزف بسماعاتي. استنشقت الهوا النظيف، عم بستمتع بالهدوء - وفجأة حسيت حدا عم يطبطب على كتفي. كل جسمي انتفض من الخوف. بسرعة درت وجهي وشلت سماعاتي.
    وهو واقف. جاستن مونرو.
    شكله أحلى من أي مرة شفته فيها. عيونه الخضر الزيتونيين كانوا بارزين أكتر بسبب الشمس. شعره أسود كيرلي حلو ومنكوش وسكسي بجنن. كان عنده أحلى ابتسامة على شفايفه الوردية الممتلئة.
    "آسف ما قصدي خوّفك،" قال وحط إيده على كتفي العاري. صوته كان أعمق وأسخن من آخر مرة سمعته فيها. لمسته عملتلي قشعريرة بس ريحتني بنفس الوقت. كنت بدي إيديه بكل مكان لهيك شوي انزعجت لما سحب إيده.
    "مش مشكلة أستاذ مونرو. إحم، بدك شي؟"
    "إي بصراحة كنت بدي استعير الولاعة تبعك. شكلي نسيت تبعي بصفّي."
    "إي أكيد،" طلعتها من شنطتي ومديتها إياه. إيده لمست إيدي وهو عم ياخدها مني. طلع بعيوني مباشرة وعملولي مليون فراشة ببطني.
    قرّب الولاعة على سيجارته وولعها فوراً. يا إلهي ما بعرف ليش بس دايماً في شي بهالشي لما رجال يدخن. كان سخن، بس أقسم لما هو عملها، كانت أسخن بكتير.
    "شكراً كتير إير..."
    "فيكي،" كملت.
    "آه بعرف فيكتوريا،" قال وهو عم يرجعلي الولاعة. اسمي على شفايفه كان متل موسيقى لوداني. انصدمت إنه بيعرف اسمي. هيدي أول مرة بحكي معه غير لما جاوبت على سؤال بالصف.
    "آسفة أستاذ مونرو فكرت-"
    "بليز ناديني جاستن،" قال وهو عم يقاطعني. لحس شفايفه. وأنا. متت.
    "جاستن،" كررت وابتسمت بأدب. متأكدة إني كنت عم بحمر هلأ.
    كان بدو يقول شي لما رن موبايله. وقفت هون عم خلص سيجارتي وعم أتطلع عليه من راسه لرجله وهو عم يحكي بالتلفون. كان لابس قميص رسمي طالع من بنطلونه الجينز. أكمامه كانوا مرفوعين لكوعه وعروقه كانوا كتير واضحين. كرافاتته زرقا غامقة كانت مرتخية وأول زر بقميصه الأبيض كان مفتوح. كنت بقدر شوف صدره. كان شوي مش مرتب بس يا إلهي كان سكسي.
    بعد ما خلص مكالمته، توقعت إنه يروح على صفه بس هو التفت لعندي.
    "شو عندك صفوف اليوم؟" سأل وهو عم يبتسم بأدب.
    "آه كان عندي بس واحد اليوم. رياضيات."
    "شو عم تعملي هون لكن؟ مش مفروض تكوني طالعة عم تعيشي حياتك؟"
    "هيدا كل اللي متوقع من طلاب الجامعة؟" ضحكت بخفة.
    "يعني هيدا اللي لازم تعملوه. بس تبلشوا شغل، صدقيني ما بتحصلوا على هالقد حرية. هلأ ما عندكن أي ارتباطات وبتقدري تستمتعي بالحياة ولو شوي صغير. يلا يا فيكتوريا. عم تعملي كتير منيح بالجامعة. عيشي شوي،" قال وهو مليان قلق ومبالغة.
    يمكن كان معه حق. بس أنا ما كنت من هالنوع من الناس.
    "بصراحة ما بحب 'استمتع بالحياة'. يعني ليش ضيّعها؟"
    "مش تضييع إذا عم تعملوا ذكريات."
    "يمكن هيك. بس ما بحب أطلع كتير. الأشياء الجديدة شوي بتخوفني،" عضيت شفتي وأنا عم اعترف.
    "منيح، الأشياء الجديدة ممكن تكون ممتعة ومثيرة،" رفع حاجبه.
    شكلك ممتع ومثير! صرخ عقلي الباطن.
    "مع الرفقة المناسبة طبعاً،" قال ولحس شفايفه.
    وجهي صار سخن. كنت عم بحمر كتير لدرجة إني حسيت فيها. خرا. كان عم يغازل؟
    أقسم إنه عم يصير نقطة ضعفي.
    "يا خرا نسيت لازم روح على الصف هلأ،" قال وهو عم يطلع على ساعته. "بشوفك بعدين يا فيكتوريا،" قال وهو عم يدور ليمشي.
    "إي بشوفك بعدين،" قلت بحزن لدرجة بتمنى ما يكون لاحظ.
    وقف فجأة ورجع لعندي. قرّب مني لدرجة شميت عطره اللي بجنن.
    "بالمناسبة يا فيكتوريا. طالعة بتجنني بهالفستان،" ابتسم بخبث وهمس بصوت عالي كفاية لأسمعه.
    "إحم شكراً،" قلت بتوتر.
    مد إيده وحط خصلة شعر نازلة ورا ودني وهمس، "تنفسي يا فيكتوريا، تنفسي."
    حاولت، عنجد حاولت، بس الطريقة اللي قال فيها اسمي. بخليها تبين كتير مغرية. فتح تمه ليقول شي تاني لما رن موبايله.
    "يا خرا،" سب وهو عم يحط إيده بشعره الكيرلي الأسود.
    بعدني واقفة جامدة وعيونه مثبتة عليي وهو عم يحكي بالتلفون. أنهى المكالمة وهو عم يقول رح كون عندك هلأ. قدرت شوف إنه حاول ما يبين منزعج بس أكيد كان.
    "آسف لازم الحق،" غمزني بعينه وراح.
    أخيراً بلشت أتنفس صح. شو. هالـ. خرا. اللي. صار. هلأ. صرخ عقلي الباطن. قشعريرتي انتشرت وأنا عم فكر بكل شي صار هلأ.
    شفايفه.
    عيونه.
    الطريقة اللي همسلي فيها.
    الطريقة اللي لحس فيها شفته.
    لأ. لأ. أنا بس عم فكر كتير بالأشياء. غمضت عيوني عم حاول أبعد كل الأفكار عنه بس ما زبط.
    ريحته. يوه بس كل شي فيه. كيف ممكن يكون هالقد كامل؟
    شفايفه الممتلئة. يا إلهي. كنت بدي بوسه كتير.
    _
    يا هلا 🤗
    إي بعرف إنه أول كم فصل من كتابي حرفياً بيخجلوا.😅 تذكروا إنه هيدا أول كتاب إلي لهيك بليز كونوا هادئين معي. بوعدكم الكتابة بتصير أحسن لهيك بليز أعطوا فرصة عادلة لـ "الأستاذ السكسي".
    هالكتاب مش مدقق ١٠٠٪ لهيك رح تلاقوا كم غلط هون وهون😭 آسفة سلفاً، رح عدل بس أنشر كل الفصول😭 (عم خطط أعيد كتابة الكتاب كله قريباً)
    
    

    أكتر من مجرد رفيق بيّي - تاليا جوزيف

    أكتر من مجرد رفيق بيّي

    2025, تاليا جوزيف

    رومانسية

    مجانا

    القصة عن باريس، بنت مراهقة بتحب لوتشيانو، رفيق بيّها اللي أكبر منها بكتير. مشاعرها بلّشت تكبر مع السنين بعد موت أمها، وصارت مهووسة فيه سراً. رغم إنها بتعرف إنو هالشي غلط وممنوع لإنو رفيق بيّها وعمري، ما قدرت تسيطر على مشاعرها القوية. لما بيّها سافر وتركها لحالها معه لخمس شهور، قررت تستغل هالفرصة. وهلّق باريس مصممة تعمل المستحيل لتغوي لوتشيانو وتخليه يوقع بحبها ويصير إلها، مهما كانت المخاطر.

    باريس

    بتعاني من مشاعر قوية ومربكة تجاهه، وبتتمنى يكون إلها لحالها. شخصيتها بتبين عاطفية، متوترة لما تشوفه، وبالآخر بتصير مصممة تغويه لتحصل عليه.

    لوتشيانو

    هو رفيق بيّ باريس المقرّب من سنين، ودوره كوصي/حامي إلها بعد وفاة أمها. أكبر منها بكتير، وبيبيّن جذاب بس بنفس الوقت حنون ومهتم فيها بطريقته (متل ما كانت تشوفه من قبل). تصرفاته الأخيرة بتبين شوي أبعد، بس وجوده بيعمل تأثير كبير عليها.

    بيّ باريس

    هو كل دنيتها وسندها بعد أمها. شخصية محبّة وحامية لبنته، ورفيق وفي للوتشيانو. بيسافر سفرة شغل طويلة بتخلي باريس لحالها بالبيت مع لوتشيانو، وهو اللي بيكشف لباريس عن جوانب من ماضي لوتشيانو وعلاقتهن.
    تم نسخ الرابط
    أكتر من مجرد رفيق بيّي

    باريس
    
    دايماً كنت اكره الأوقات اللي بيضطر فيها بيّي يسافر للشغل. من لما أمي توفت وأنا صغيرة، هو كان كل دنيتي - بيّي، قدوتي، صديقي المفضّل، وسري اللي بآمنه عليه. ما فيني اتحمّل اقضي أيام بلا ما شوفه أو احكيه. حرفياً ما فيني عيش بلا.
    
    لهيك، كل مرة كان يعلن عن سفرة شغل، كنت ازعل وانقهر. فكرة إننا نكون بعاد عن بعض كانت بتخوّف وبتوتر بنفس الوقت. بس هالمرة، الوضع مختلف. رغم إني رح اشتقله كتير، بس كمان في شي منيح بالموضوع، متل كأنه نعمة متخفية. رح اقدر اقضي خمس شهور كاملة لحالي مع لوتشيانو، اعز رفيق لبيّي وحبي السري - أو بالأحرى، هوسي.
    
    حسب ما بيّي بيخبر، هو ولوتشيانو تعرفوا بالجامعة. سيارة بيّي عطلت لما كان طالع مع رفقاته، ولوتشيانو كان عم يمرق بالسيارة. رغم إنو بيّي كان بسنة تالتة ولوتشيانو بسنة أولى، اتفقوا دغري كتير منيح. بيّي كان عم يواعد أمي بهداك الوقت وعرفها على لوتشيانو. انسجموا كلهم كتير منيح وقضوا وقت كتير سوا. بعد سنة، بيّي وأمي جابوني.
    
    كان شي غير متوقع ومفاجئ. هو قال إني كنت هبة من ربنا ما كانوا بيعرفوا إنهم بحاجتها. بتذكر كل القصص المضحكة اللي كان يخبرني ياها قبل ما نام. متل المرة اللي لوتشيانو كان رح يوقعني بالمستشفى لما أمي طلبت منه يكون عرّابي.
    
    بيّي قال إنو ما عمره شاف لوتشيانو متأثر لهالدرجة من قبل، بس بهداك اليوم، بكي من كل قلبه وحملني كأني اثمن شي بالدنيا، وتعهد يحميني ويحبني من كل قلبه.
    
    هي وحدة من القصص المفضلة اللي كان بيّي يخبرني ياها، وكنت اطلب منه يعيدلي ياها كل ليلة. كنت قريبة من لوتشيانو من أنا وصغيرة، بس موت أمي قرّبنا من بعض أكتر. كنت بس خمس سنين لما توفت، ولوتشيانو عمل كل اللي بيقدر عليه ليحميني من الأثر العاطفي. رغم إني كنت صغيرة، بتذكر كل لحظة قضيناها سوا وكل الأماكن اللي رحناها.
    
    بتذكر كيف كان دايماً يلعب دور فارس ومريضي باللعب اللي كنا نلعبها، أو يكون ضيفي بحفلات الشاي مع ألعابي. لوتشيانو كان دايماً موجود، وحنون كتير بحياتي، عم يملا الفراغ اللي تركته أمي لما راحت.
    
    لسنين، كنت فكّر فيه كأب تاني... لحد ما صار هداك اليوم الصيفي اللي ما بنساه. طلعنا نتنقل بالبسكليتات سوا، ووقعت عن بسكليتي، طلعت بنتيجة جرح بركبتي والتوى كاحلي.
    
    ما قدرت امشي أو تنقل بالبسكليت، فحملني على ظهره (ركّبني على ظهره). شقفنا المطر ونحنا وراجعين عالبيت، ووقفنا بمحطة بنزين قريبة لنضل ناشفين. كنت بردانة كتير، فقلع الهودي تبعه وحطه عليّ ليخليني دفيانة. الهودي اللي كان كتير كبير بلعني كلها، بس كان دافي وريحته متله تماماً.
    
    اشترلنا اكل وخلاني ناسية توتري من الرعد والبرق بأنو شغّل اغانينا المفضلة وغنينا سوا بضحكة غبية. حتى بلّش يلعب معي لعبة يخليني اخمّن شغلات موجودة بالمحطة، يخترعلي قصص مضحكة عنهم تخليني اضحك ومبسوطة رغم الطقس واجري اللي كانت مجروحة. كنت متعودة إنه يهتم فيني، بس هداك اليوم، حسيت الموضوع مختلف - كأنه عم يعطيني قطعة من قلبه مع الدفا تبعه. يمكن كان شي طبيعي بالنسبة لإله، بس كان بيعنّي كل شي بالنسبة إلي.
    
    بعد هداك اليوم، بلّشت حس بتوتر وحماس كل ما كان موجود. لاحظت اشيا صغيرة متل ريحته، طريقة حركته، وصوت صوته. لقيت حالي عم اخجل عدد لا يحصى من المرات وحسيت بفراشات ببطني كل ما كان قريب.
    
    حتى بلّشت اهتم بمظهري أكتر وجرّب مكياج بس لالفِت نظره. ما فهمت ليش عم حس هيك بالبداية، وبصراحة، ما كنت بدي اعرف السبب. بس كنت بدي احس بهالمشاعر بلا ما فكّر فيها كتير.
    
    بيوم من الأيام، لما لوتشيانو اجا عالبيت مع مرة قدّمها على إنها حبيبته، حسيت كتير بعدم ارتياح وقلق. حسيت إني منسيّة ومغدورة، وما حبيت قديش كان مهتم فيها. فكرت إنها ما بتستاهل، وكرهت شوف قديش كان حنون معها. بلّشت حس بعدم أمان، وأتساءل شو عندها ما عندي ياها اللي لفتت نظره. ما عرفت كيف اتعامل مع هالمشاعر القوية، فانتهى بيّي الأمر إني بعدت عنه.
    
    لوتشيانو انتبه فوراً تقريباً وسألني ليش عم بتجنبه وبطلت احكيه، بس أنا كذبت بس لأخبي مشاعري. بالآخر، كل هالغيرة المكبوتة وصلت لحد الانفجار، وبكيت، زعلانة إنه اختارها عليي. ما عرفت كيف اتصرف - كنت بس مراهقة، عم اتعامل مع مشاعر ملخبطة وأول خيبة أمل حقيقية بحياتي. بيّي لاحظ التغيير اللي صار فيني كمان وقلق. حتى فكر إني عم اتعرض للتنمّر بالمدرسة وكان جاهز يتعارَك. بس أنا ما قدرت فسر شو كنت حسّ. كل شي كان ملخبط، وما عرفت كيف احكي عنه.
    
    لما قررت أخيراً افتح قلبي لبيّي عن مشاعري، عاملة حالي عم احكي عن شب بصفّي، هو عرف الحقيقة دغري وما كان مبسوط. ما حب إنو في شب لفت نظري، بس كان داعم ومتفهّم. قلي إنو غيرتي معناها عندي مشاعر قوية لهالـ "شب". فسرلي إنو هالحساس بهالطريقة وإنتي عم تكبري شي طبيعي، واقتَرح عليّ جرّب افهم مشاعري ويمكن احكي مع هالشب.
    
    إدراك إني بحب لوتشيانو كان متل كف حامي على وشي. كان مزعج ومربك لأنه رفيق بيّي المقرب وأكبر مني بكتير. جرّبت واعد شباب بعمري لأنسى، بس ولا واحد منهم كان بيشبه لوتشيانو. الشباب بمدرستي كانوا غبيين، شهوانيين وسطحيين. كانوا يفتقروا لنضجه، طيبته، شكله، وتفهمه. حسيت بهالشي أكتر لما كنت انخيب املي فيهم أو اتضايق منهم.
    
    بعدين، بيوم من الأيام، سمعت من بيّي إنو لوتشيانو ترك حبيبته. ما بعتقد إني حسيت بهالسعادة والراحة قبل هيك. بلّشت ابتسم أكتر وحس حالي متل ما كنت قبل، فرحانة ومفعمة بالحيوية من جديد. لوتشيانو وأنا بلّشنا نحكي ونقضي وقت سوا من جديد، ورغم إننا ما كنا بالقرابة اللي كنت بدي ياها، بس كنت طايرة من الفرحة. مع مرور الوقت، مشاعري إله بس زادت عمقاً. كل ما جرّبت حاربهم، كل ما زادوا قوة.
    
    وصلت لمرحلة ما بقى اقدر شيله من راسي. كنت اشتاق لإهتمامه بشكل هوسي، بطلت طلع مع رفقاتي ووقفت واعد شباب بعمري. قضيت ساعات وانا مهووسة بصوره وعم راقب حساباته على السوشال ميديا. حتى كان عندي البوم كامل لصور إله، مصورين بكاميرا أمي. كل دنيتي كانت بتلف حواليه، وكنت معتمدة عليه عاطفياً. مهما كان الموضوع غير صحي، ما قدرت امسك حالي. مشاعري كانت كتير قوية وما كنت بدي احاربهم.
    
    لما صار عمري 17، لوتشيانو بلّش يبعد عني. صرنا نحكي ونقضي وقت سوا اقل، وصار يجي على بيتنا اقل. هالتغيير المفاجئ بتصرفه وترني، وخلاني قلقانة انو يمكن عم يشوف حدا تاني، بس لحسن الحظ، هيدا ما كان السبب. جرّبت اعرف اكتر من بيّي بلا ما شككه، وقلي إنو الشغل بس هو اللي مخلّي لوتشيانو مشغول. كنت شاكة بس ما ضغطت بالموضوع. هلق، مرق سنة تقريباً من آخر مرة كنا متواصلين فيها، وغيابه خلاني حس بمزاج سيء ومنقهرة طول السنة.
    
    
    
    
    
    فكرت كتير إني خبر لوتشيانو شو بحس، بس كنت خايفة كتير. خفت اخسره، يمكن يرفضني، أو إني ما رح اقدر تخطّى إذا صار هيك. هلق، فكرة إني رح اقضي خمس شهور لحالي معه بتحسسني كأنها حلم وبتوتر بنفس الوقت، بس أنا ممتنة كتير لهالفرصة اللي بيّي عم يعطيني ياها عن غير قصد بسفرته الشغل. اشتقلت لوتشيانو كتير وما فيني انطر لأقضي وقت معه.
    
    واقفة حد الباب تبع غرفة بيّي، عم شوفه وهو عم يحاول يحشي قمصانه وكرافاتاته بالشنطة. هو دايماً سيء بترتيب الشناتي. بابتسامة صغيرة، بقرب اكتر وبلّش صفط القمصان اللي كبّهن كيف ما كان.
    
    "متأكد جبت كل شي، بيّي؟" بسأل، عم طلع عالشنطة اللي مسكرها نص سكرة. "دايماً بتنسى شي."
    
    بيضحك، وتجاعيد حوالين عيونه بتبين.
    
    "مشان هيك عندي ياكي - أحسن مساعدة صغيرة عندي،" بيقول، بيوطى ليبوس راسي من الميل، وأنا ببتسم. "ما بصدق إنو هاللوتشيانو ما كلّف خاطره يودّعني. دايماً مشغول زيادة عن اللزوم لرفيقه القديم. شو سئيل كتير." بيتمتم بيّي، وهو عم يدقق بتلفونه وعم يقلّب فيه بسرعة.
    
    وشي بيحمر لما بسمع اسم لوتشيانو، وبوطّي راسي بسرعة لأخبي خجلي.
    
    "بيّي، انتبه على كلامك،" بقول بهدوء، عم صفط آخر قميص. "وأنا متأكدة إنه كان بده، بس، بتعرف، شغل."
    
    "ايه ايه. شغل. متلي يعني، على ما اعتقد." بيجاوب، بيحط تلفونه بجيبته.
    
    "ايمتى رح يرجع لوتشيانو عالبيت؟" بسأل، عم حاول ما بيّن كتير متحمسة.
    
    "يمكن آخر الليل اليوم، حبيبتي. عنده كتير شغلات هلأ."
    
    بهز براسي، عم حاول خلي وشي عادي، بس من جوا، قلبي عم يدق بسرعة. لوتشيانو رح يرجع الليلة.
    
    "تأكد ما تنسى شاحنك هالمرة." بذكّره.
    
    "لك اخخ. معكي حق." بيتمتم، عم يفتش بالدرج ليلاقيه.
    
    "انتبه على كلامك، بيّي." بمزح، وعم ابتسم.
    
    "آسف، يا بنتي. بالي مشغول كتير." بيقول بابتسامة خجولة، وأنا بس بهز براسي.
    
    بعطيه القمصان والبنطلونات اللي صفطن مظبوط، وبيحطّن بالشنطة بحذر زيادة. بعد ما سكرها السحاب، بيّي بيتجه للباب الأمامي، وأنا بلحقه. بنحمّل شناتيه بصندوق السيارة سوا، ولما بيسكرها، بيلف عليّ بوش جدي.
    
    "تذكري قوانين البيت لما كون غايب،" بيقول، بنبرة جدية. "ما في حفلات صاخبة، ما في سهر برة كتير، ما في تتسلّلي لبرا، وبالأكيد ما في شباب بالبيت. جدي بهالشي، باريس كولينز. ما في شباب!"
    
    بكتم ضحكة، وبعمل له تحية عسكرية.
    
    "وصل يا كابتن. ما في شباب. بوعدك."
    
    "لوتشيانو رح يكون موجود ليساعدك، وهو بيعرف القوانين كمان. فإذا بتحتاجي شي، فيكي تعتمدي عليه،" بيضيف وأنا بهز براسي. "رح اشتقلك، يا جيلي بين. رح تكوني منيحة وأنا غايب، صح؟"
    
    "أكيد، بيّي،" بقول، عم حاول ابتسم ابتسامة فرحة. "رح كون منيحة تماماً."
    
    بيتأمل بوشي لحظة، بعدين بيهز براسه.
    
    "منيح. بتعرفي فيكي تتصلي فيني أي وقت، بالليل أو بالنهار،" بيقول، وأنا بهز براسي مرة تانية. "تمام، حبيبتي، بتعرفي شو لازم نعمل."
    
    ببتسم وبقدّم لقدام. منعمل حركة الإيدين متل ما الشباب بيعملوا - هي فكرته للترابط. بعدين، متل العادة، منتعانق عناق سريع بس له معنى. هي عادتنا الصغيرة من سنين. طريقتنا لنقول وداعاً.
    
    "انتبهي على حالك وإنا غايب،" بيقول بيّي، بيرجع لورا بس ليدّوش شعري. "وإذا لوتشيانو عم يدايقك - بس اتصلي فيني. برجع بكسّر راسه."
    
    بيغمزلي وبضحك، وبز راسه.
    
    "ولكرمال الله، ما في شباب غريبين يتسلّلوا عالبيت. وإلا بقسم، برجع فوراً، بخوّف كتير هالشباب الصغار وبعاقبك طول عمرك. فهمتي؟" بيضيف وأنا بضحك مرة تانية.
    
    "فهمت، بيّي. ما في شباب، ما في مشاكل. مش ضروري تفوت بحالة البيّي الحامي الكاملة معي." بعمل حركة البوز، وبيبتسم بخبث وهو عم يطلع بالسيارة.
    
    "أنا دايماً بحالة البيّي الحامي، يا بنتي. هيدا شغلي. اوعى تنسي هالشي،" بيقول، وأنا بقلّب عيوني بمزح. "بتصل فيكي بس اوصل، تمام؟"
    
    "أكيد،" بجاوب. "سفرة موفقة، وجرّب ما تشتقلي كتير!"
    
    بيبتسم وبيعملي بايده وهو عم يسوق السيارة ليبعد. باخد نفس عميق، عم حاول هدّي دقات قلبي السريعة. هيدا هو. خمس شهور مع لوتشيانو. خمس شهور عم جرّب خبي مشاعري. بتمنى بس اقدر اتحمل هالشي.
    
    
    
    
    
    معجزة إني بعدني واقفة على اجريّي، لاني متوترة لدرجة ممكن يغمى عليّ. كنت كتلة أعصاب طول النهار، وقلبي عم يدق بسرعة من الحماس والقلق بس فكّر إني رح شوف لوتشيانو من جديد. ما فيني بطل فكّر فيه مهما عملت.
    
    صار بعد نص الليل، وأنا عم روح واجي بغرفة القعدة من ساعة، كل شوي طلع بالساعة وطل من الشباك، عم انطره. تحمّمت بس ما قدرت اكل لاني معدتي كتير مقلوبة. لازم كون بالتخت بكرا عندي مدرسة، بس اعصابي عم تخليني صاحية غصب عني.
    
    صوت موتور خفيف خلاني حس قلبي رح يطّلع من تمّي. هيدا هو. بسرعة بسْرع عالشباك وبشوف سيارة دفع رباعي (SUV) سودا فخمة وحديثة، شباكها ملوّن، وقفت قدام البيت. لما الباب بيفتح، هيدا هو، لابس بنطلون اسود وقميص ابيض مرتب بيبيّن عضلاته. شكله واثق وحلو متل العادة.
    
    بعض على شفتي وبمسك البرداية قوية وأنا بتتبع كل حركة إله. قلبي عم يدق بصوت عالي كتير بداني، خايفة ممكن صير طرشة. بتطلع فيه بتركيز وهو عم ياخد شناتيه من صندوق السيارة ويسكر سيارته. لما بيتجه نحو الباب الأمامي، بسْرع عاليه وبشوف حالي بالمراية اللي حد المدخل.
    
    لما بسمعه عم يفتح الباب، باخد نفس عميق لاهدّي دقات قلبي السريعة قبل ما افتحه. ريحة عطر لوتشيانو اللي بعرفها بتغمر حواسي فوراً، وكنت رح يغمى عليّ تقريباً. وقف هناك، مجمد للحظة، وأنا بتطلع فيه لفوق، عم انتبه قديش اتغير من آخر مرة شفنا بعض.
    
    لوتشيانو شكله احلى وجذاب أكتر مما بتذكر. شعره الأسود مسرّح بشكل مثالي، بيبرز ملامحه القوية. تيابه لازقة على جسمه المعضّل بالطرق الصح كلها، عم بيبيّن اجوره وإيديه القوية.
    
    بعدين بشوف إنه حلق دقنه، وبحس إني انغدرت شوي. حبيت قديش كان شكله خشن قبل. بلا الدقن، خط فكّه أحلى، وشكله أصغر بس أجمل وأكثر لفتاً للنظر.
    
    ريحته القوية ووجوده المسيطر كتير طاغيين، لدرجة حسيت جسمي عم يثار. الليلة لابسة وحدة من تيابه القديمة من سنين، واللي بعدها ريحتها متله. هي كبيرة عليّ كتير، وشورتي صغير وكتير ضيق، ومبيّن كتير من جسمي. كنت بتمنى الفت نظره، ومن طريقة عيونه العسليّة كيف بيغمق لونها لما بيطلع فيني، بعرف إني نجحت. نظره بينزل على اجوريّي المبيّنين، وبشوف فكّه كيف بيشتد. في شي بعيونه - يمكن رغبة أو بس تفاجؤ. مهما كان، هيدا بيبعت قشعريرة حلوة جوا، وبيخليني احس بشعور قوي كتير.
    
    "باريس." بيحكي لوتشيانو أخيراً، صوته واطي ومبحوح.
    
    الطريقة اللي اسمي بيطلع فيها من لسانه بتخلي قلبي يدق أسرع، وركبي ترخّ. بمسك الباب أقوى، عم حاول ضل واقفة.
    
    "ليش بعدك فايقة؟ صار بعد نص الليل." بيكمل، عيونه اللي متل عيون الصيّاد ما عم تترك عيوني وأنا ببلع ريقي بصعوبة، وعم عض على شفتي.
    
    كنت ناطرتك.
    
    "آه، امم، كنت عم خلّص شوية واجبات بيت. ما انتبهت قديش صار الوقت متأخر." بكذب.
    
    ضل ساكت، بس ترك عيونه تجول عليّ بتركيز لدرجة حسيت كأنه عم يلمسني. بطلع لتحت على جراباتي، عم حاول خبي وشي اللي صار احمر، وببعد على جنب لأخليه يفوت. لوتشيانو بيدخل لجوا، إيده بتلمس إيدي بس هيك شوي لتخلّي الفراشات ببطني تطير.
    
    بسرعة بسكر الباب بالمفتاح وبلحقه لجوا. عم حاول سيطر على اعصابي، بس كوني قريبة منه هالقد بعد كل هالمدة عم يخلي قلبي يدق بسرعة كتير ما بقدر سيطر عليها. التأثير اللي بيعمله فيني طاغي زيادة عن اللزوم وما بقدر اتحمله.
    
    "في غرفة نوم فاضية تحت. وواحدة فوق. أي وحدة بدك؟" بسأل، وبيطلع فيني، بعدين بيهز بكتفه.
    
    "باخد اللي تحت."
    
    بحس بشوية خيبة أمل لإنها بعيدة عن غرفتي، بس بخبي مشاعري وب هز براسي.
    
    "اكيد، بيمشي الحال."
    
    ولما لوتشيانو بياخد شناتيه وبيتجه نحو الغرفة، بسْرع لساعده.
    
    "خليني اساعدك بهالشي." بقول بس بيهز براسه بالنفي.
    
    "أنا بتحمله، باريس. ما تقلقي."
    
    بس إيدي وصلت لتمسك وحدة من المسكات، إيدينا لمست بعض بالصدفة. صعقة كهربا ودفى بتطلع بإيدي، وبتنهّد بصوت واطي. لوتشيانو بيسحب إيده بسرعة كأنه انحرق.
    
    عيونه بتلتقي بعيوني، وللحظة، ولا واحد منا بيحكي. الجو بيحسسني إنه مختلف، مليان بشي ما بقدر فسرّه. قلبي عم يدق بسرعة كتير، أنا متأكدة إنه هو كمان سامعه. قبل ما لوتشيانو يقدر يقول شي، بسرعة بمسك وحدة من شناتيه.
    
    "بس الحقني." بقول بصوت واطي، وانا متجهة بالفعل نحو الغرفة.
    
    البيت كتير كبير، لهيك بياخد وقت لنوصل لهونيك. ونحنا وماشيين بالممر، لوتشيانو بضل ساكت. بقدر حس بنظره المركّز عليّ، كأنه عم يحرق جلد وشي. خدودي بتحمرّ، وبحس برطوبة عم تتجمّع بين اجوريّي، عم تخليني واعية أكتر كيف عم اتفاعل مع وجوده. بسرق نظرة سريعة عليه، بس لما عيونا بتلتقي، بقشعر وبسرعة بطلع بغير مطرح.
    
    "طيب، امم، كيف كان الشغل؟ بيّي كان كتير معصّب لإنك ما ودّعته." بقول بتوتر، عم حاول اكسر الصمت.
    
    "الشغل كان كتير مضغوط. انشغلت بشغلات ونسيت الوقت." بيجاوب، صوته هادي بس نوعاً ما بعيد.
    
    الصمت بيرجع مرة تانية، وبحس بشوية احباط. كأنه في حاجز عاطفي بيناتنا، وعم يخلّي كل شي يحسسني بإحراج أكتر مما توقعت.
    
    "شكراً لإنك جبتي هالموضوع." بيشكرني لوتشيانو بس نوصل عالغرفة وأنا بس ببتسم.
    
    ولما بيقعد عالفرشة وبيبلّش يفك أزرار قميصه، بشوف لمحة عن صدره وسنسال فضة فيه قلادة معلّقة تحته بشوي. المنظر بيعمل شعور قوي جوا، وبضطر شد على فخادي كتير لأسيطر على الشعور اللي عم ينبض. لما لوتشيانو بيلقطني عم اتطلع فيه وعم شد على فخادي، عيونه بتحمى. بيطلع بوشي ووشي بيحمر بسرعة كتير.
    
    "ا-امم، أكلت شي؟" بسأل، صوتي كان عالي، وبيهز براسه بالنفي، وهو عم يتمطى شوي.
    
    
    
    
    
    
    
    "أنا أكلت. إنتي أكلتي؟"
    
    عم جرّب ابتسم ابتسامة ضعيفة وب هز براسي، رغم إنو هيدا مش صحيح. الغرفة بيسكت فيها صمت محرج.
    
    "لازم تنامي شوي. عندك مدرسة بكرا." بيقول لوتشيانو بالآخر وبحس بالحزن، بتمنى لو بقدر ضل معه وقت أطول شوي.
    
    "تصبح على خير، لوتشيانو." بقول بصوت واطي بابتسامة حزينة.
    
    "وانتي من اهله." بيجاوب وبرجع على غرفتي.
    
    ❀❀❀
    
    ما قدرت نام لاني ضليت عم فكّر بلوتشيانو. لهيك، آخر شي رحت على بابه. وانا واقفة هناك، حسيت حالي سخيفة ومثيرة للشفقة كتير. بس كنت رح امشي، بسمع لوتشيانو عم يضحك بصوت واطي. بوقف وبلزّق داني عالباب. بيسمع كأنه عم يحكي تلفون، بس ما قدرت اسمع كل شي عم يقوله.
    
    "بعدك فايق/فايقة ها؟ انت/إنتِ بومة ليل. والله، دايماً بتكون/بتكوني فايق/فايقة لما بتصل." بيقول، والابتسامة واضحة بصوته. "عملت/عملتِ أي مشاكل اليوم؟"
    
    بيوقف ليستمع، وبقدر اسمع صوت خفيف إنه عم يتحرك، يمكن قعد على الفرشة. مين عم يحكي بهالوقت؟
    
    "كنت عارف. ما بتقدر/بتقدري تمسك/تمسكي حالك، مو هيك؟" بيضحك بصوت واطي، وهالصوت عم يخلي صدري يضيق. "بعرف، نهار طويل. نهاري كمان كان جنون. أنا مبهدل."
    
    صوته كتير ناعم وحنون لدرجة بتوجّعلي قلبي. بعض على شفتي، والغيرة عم تتسلّل لجوا، وانا عم اتخيله عم يبتسم وهو عم يحكي مع هالشخص. ما ممكن يكون مجرد رفيق/رفيقة، صح؟ مو بهالوقت.
    
    "أنت/إنتِ مستحيل/ة،" بيمزح لوتشيانو، صوته بيصير أحلى بطريقة بتخلّي معدتي تلفّ. "تمام، تمام. ارتاح/ارتاحي شوي. بنتواصل أكتر بكرا."
    
    لما قال وداعاً، سمعته عم يضحك بصوت واطي، وحسيت كأنها طعنة بقلبي. بعرف إنها سخافة إني اكون غايرة، بس ما بقدر امسك حالي. ما كان صوته رومانسي بس كمان ما كان صوته رفيقي. بقّبض ايدي قوية، عم حارب الدموع اللي عم تتجمّع بعيوني.
    
    بدي كتير اكون أنا اللي عم خليه يبتسم هيك واسمع صوته الدافي والقريب بس لإلي. برجع لورا عن الباب وبروح على غرفتي، حاسة بالوجع والسخافة.
    
    الصبح، بقعد على طاولة المطبخ، حبوب الفطور تبعي عم تبرد وانا عم حرّكها بلا ما انتبه. رغم إني يا دوب اكلت مبارح، مالي جوعانة. حديث لوتشيانو تبع آخر الليل عم ينعاد براسي، عم يخليني قلقانة إني ممكن اخسره إذا ما تحركت.
    
    "صباح الخير، باريس." صوت لوتشيانو العميق بيفاجئني وبطلع فيه، نفسي بيوقف على قديش شكله حلو كتير ومرتّب ببدلته المفصّلة عليه. كل جزء منه بيبيّن مثالي. هو مثالي.
    
    "صباح الخير." بتمتم، صوتي حزين. لوتشيانو بينتبه على مزاجي بس ما بيضغط.
    
    "بدك وصلة عالمدرسة؟" بيسأل، وهو عم يصب قهوة لإله، وبتردد.
    
    آخر شي بهز براسي، وبعدني مركزة على حبوب الفطور، عم حاول خبي قديش بدي اكون قريبة منه رغم الاحباط من مبارح.
    
    "عندك شي خطط بعد الشغل؟" بسأل قبل ما انتبه على حالي.
    
    لوتشيانو، بنص شربته للقهوة، بيرفع حاجبه وهو متكي براحة على طاولة المطبخ.
    
    "ايه، رح التقي بحدا بعدين. بدك شي؟"
    
    ايه. انت.
    
    "بس كنت فضولية." بتمتم، وانا منقهرة.
    
    بلا تفكير، بزيح طبقي فجأة، وبكّب شوية فتافيت. نظرة لوتشيانو المركّزة بتتتبعني عن قرب وانا عم اقوم وآخد شنطتي.
    
    "ما خلصتي فطورك." بيلاحظ، صوته العميق والناعم بيخليني اقشعر.
    
    "ما بقى جوعانة،" بتمتم، عم حاول تجاهل طريقة عيونه كيف بتخلي جلدي يحس بإحساس غريب. "بنطرك بالسيارة."
    
    لما بوصل عالسيارة، الأضواء بتضوّي، وبخجل، بنتبه إنو لوتشيانو فتحلي ياها. بفوت لجوا بسرعة، وفوراً ريحة عطره بتغمرني - مزيج من شي غامق ومسكّر بيخلّي راسي يدوخ بدوخة حلوة. بغمّض عيوني، تاركة ريحته تملّي كل جزء مني. هي كتير قوية تقريباً، بس أنا مشتهيتها. بدي اغرق فيها. صوت باب السيارة وهو عم يفتح بيخليني افتح عيوني، وبشوف لوتشيانو عم يطلع حدي. وجوده بيملّي المكان، ولازم ذكّر حالي اتنفّس. بيطلع فيني بنظرة طويلة، عم يقيم/يحلّل.
    
    "حزام الأمان."
    
    مش تذكير - هو أمر، وأنا بحب هالشي. وشي بيحمر وإيديّي بتلخبط بحزام الأمان وانا عم استعجل لأطيع.
    
    "شو العنوان؟" بيسأل، وهو عم يشغّل الموتور.
    
    بعطيه التفاصيل، وهو بيكتبن بتلفونه. بعض على شفتي، وانا مسحورة بطريقة جبينه كيف بيتكشّح وهو عم يركّز. شي سخيف، قديش عنده قوة عليّ، كيف كل شي صغير بيعمله بيجنني. لما بيخلص، ما بقى بحاجة حتى يتطلع عالطريق، بس بيبلّش يسوق، بسيطرته الكاملة. كل مرة بيغيّر فيها الفيتاس، بشوف العضلات بإيديه كيف بتشد من تحت بدلته، وبتاخد كل قوتي إني ما لمسه وما حس قديش هو قوي.
    
    بحاول ما ضل اتطلع فيه كتير، بس هالشي مستحيل. اجوره ممدودة براحة، وإيديه ماسكين المقود، عروقه بارزة. بتخايل هالـإيدين القادرة والقوية عليّ، وهي عم تتعامل مع جسمي بنفس الشدة، نفس السيطرة. الفكرة بتخليني فوراً احس بشعور قوي، وبتحرك بكرسيّي بلا راحة، وبعض على لساني لأضل ساكتة.
    
    أنا مهووسة - بشكل غير صحي، وكامل. بعرف إنه ممنوع عليّ. بعرف إنه غلط، بس ما بقدر وقف. ما بدي وقف. رحت بعيد كتير. لوتشيانو هو كل شي بدي ياه بس ما بقدر احصل عليه. كل ما كون قريبة منه، كأني عم اغرق فيه، وما بدي حتى طلع لآخد نفس. أنا بحاجته - اهتمامه، موافقته، لمسته - أكتر من أي شي تاني. وأنا مرعوبة من شو ممكن اعمل إذا ما قدرت احصل عليه.
    
    فكرة إنه يكون مع حدا تاني بتخليني حس حالي مريضة من الغيرة. هو إيلي. أنا كنت هون كل هالوقت، وما رح خلّي حدا ياخده مني. بس أنا خايفة خبره شو بحس. شو بصير إذا ما كان بيحس بنفس الشي؟ بعدين بتيجي ببالي فكرة: رح اغويه. رح خليه يوقع بحبي متل ما أنا وقعت فيه بالشدة والعمق نفسه. ورح ورجيه إني مش مجرد بنت رفيق بيّي أو بنت صغيرة بعد - أنا مرة بتعرف شو بدها، وأنا بدي ياه. رح أتأكد إنه بيشوفني، بيشوفني عن جد، وما رح وقف لحد ما يصير إيلي، تماماً وللأبد.
    
    "وصلنا لهون." بيقول لوتشيانو، بيفاجئني وبيطلعني من أفكاري.
    
    "شكراً." بجاوب، وأنا عم سكر حزام الأمان وآخد شنطتي.
    
    "كلي أكتر بفرصة الغدا،" بيأمر لوتشيانو، وبيطلع فيني بنظرة واضحة. "يا دوب لمستي فطورك."
    
    اهتمامه بيخلّي قلبي يرفرف. بلا تفكير، بحط إيدي فوق إيده، حاسة بصعقة كهربا حلوة بس لمست إيده.
    
    "رح أتأكد من هالشي." ببتسم، وانا عم استمتع باللمسة.
    
    إيد لوتشيانو بتشدّ تحت إيدي، ونظره بيغمق، فكّه مشدود. بشدّ على إيده شوي زيادة، عم مرّر اصبعي على خطوط أصابعه ببطء - وكأني عم امتلكه تقريباً.
    
    "نهار حلو." بتمتم، وانا مو حابة اترك إيده.
    
    بشيل إيدي ببطء، بحس بفراغ موجع مطرح ما كانت لمسته. بطلع من السيارة وبتجه للصف.
     
    

    روايه لقاء بالمطار - خليجية

    لقاء بالمطار

    2025, تاليا جوزيف

    رومانسية

    مجانا

    القصة عن بنت اسمها صوفيا تركت بلدها مصر لشغل مهم. ودّعت أهلها وهيي كتير زعلانة وحسّاسة. خلال سفرها، صار في توقّف مفاجئ بالمطار. وهونيك، خبطت بشب وانقذها بس نسيت تشكرو. بالصدفة، قعدت حدّو بنفس الطيارة وبلّشت القصة الغريبة بيناتن. الروايه مصريه خليجيه راح تعجبكم

    صوفيا

    تركت بلدها مصر لشغل بالإمارات. حسّاسة كتير، زعلانة تتركت عيلتها بس مجبورة. كانت مسؤولة وتهتم بإخواتها من وهيي صغيرة. حسّاسة، بتلاحظ كتير، وبتتأثر بسهولة.

    إم صوفيا

    مبينة عليها التعب والقلق بس بتدعم بنتها. زعلانة على فراقها بس بتعرف إنو الشغل مهم إلهن. هيّي عم تهتم بالعيلة كرمالن من بعد وفاة جوزها.

    سارة

    أخت صوفيا الصغيرة، عمرها 13 سنة. مبينة عليها آثار النوم وشعرها منكوش بس بتحب أختها كتير وعندها علاقة قوية فيها.
    تم نسخ الرابط
    روايه لقاء بالمطار

    يا سارق قلبي، ❤️❤️❤️ رجّعلي قلبي، رجّعو...
    --------
    
    صوفيا
    
    آخر شي لقيت شغل بعد ما تخرّجت، بس ما كان ببلدي. كان صعب كتير عليّ إترك أهلي، بس كنت بحاجة لهالشغل. أنا أساساً كنت بعيدة عنن 4 سنين عم ادرس برا البلد، ورغم إني كنت شوفن كل فترة والتانية، بس ما كان بكفّي. حسّيت بدفا الإم اللي ناقصني والوحدة اللي دايماً كانت تغمرني، وهلّق كل هاد بدو يرجع.
    
    "صوفيا... يا بنتي وينك؟ ضَبّيتي شنطتك؟ بدك تفلي، طيارتك قريباً وبتعرفي زحمة السير بمصر، مو هيك؟"
    
    إمي الحلوة كانت عم تصيّح، صوتها كان مبحّوح لدرجة عرفت إنها مش منيحة. كنت شوفها قلقانة وحواجبها معقودة كل ما تطلع فيي. كانت زعلانة إني رح ارجع فلّ، بس كانت بدها تكون مصدر إلهام إلي وكانت بتعرف قديه نحن بحاجة لهاد.
    
    كنت صرت جاهزة كلّي لما شفت أختي الصغيرة إجت لعندي. عيونها كان مليانة نوم وخدودها منفخين. ومتل العادة، عم تتثاوب متل شي ست مش متحضرة ومع شعر منكوش ومش ممشّط. طلّعت فيي شوي بتمعّن وبعدين قالت: "رح اشتقلك، باي."
    
    جاوبتها وأنا عم إنزل لأبوس جبينها: "أنا كمان رح اشتقلك يا قلبي." سارة كان عمرها 13 سنة، أصغر مني بـ 10 سنين. أنا أساساً كنت اهتم بإخواتي، حسّيت حالي كبيرة ومسؤولة من عمر صغير. نحن عنجد كنّا نحب بعض كتير وعندنا رابط ما بينكسر.
    
    لما رجعت هيي عالفرشة، أجى أخي اللي "أكسل واحد بالكسلانين" ليودّعني. مع إنه هوّي أصغر واحد (6 سنين)، بس كان بحب يمثّل إنه هوّي أعقل واحد. دايماً كان بيفرحني كل ما أغطس بأفكار عميقة وموجعة. إجى لعندي كمان عم يتثاوب وعم يفرك عيونه.
    
    حَضَنتو حَضنة قوية، قوية لدرجة سمعتو عم يقول: "أنا مش بندورة، بطّلي تعصريني يا صوف." وتركته بهاللحظة وأنا عم اضحك. برم طلع فيي وشفت دموعه قريب رح تطلع. زايد كان كتير حسّاس وأنا ما كنت قضّيت وقت كتير معو. طمنتو وقلتلو "معلش، رح ارجع قريباً". إبتسم وحَضَنّي مرة تانية - وحذّرني إني ما أعصرو.
    
    إمي كانت عم تطلع فينا وشفت إبتسامتها، إبتسامة حقيقية دعيت لربنا تضلّ على وجها طول العمر. كانت تحبنا كتير ونحن كمان كنّا نحبها كلنا. هي كانت اللي عم تهتمّ فينا من وقت ما توفى بيّي.
    
    كنت عم آخد وقتي وقالت: "يلّا يلّا"، عم تأشّرلي إني فلّ هلّق. بست جبينها وفلّيت لأبلّش رحلتي اللي ناطرتني بالإمارات. وأنا وعم فلّ، سمعتها عم تقول: "رحلة آمنة إن شاء الله."
    
    أشعة الشمس وهي طالعة، ضربت على نظاراتي وأنا قاعدة بكرسي السيارة حدّ الشباك، عم اتطلع لبرا وعم إحتضن كل تفصيل ببلدي. الشجر اللي واقفين صفّ على كل طريق كانو حلوين، والشوارع كان شكلها بيعلّق بالراس، وهوا مصر كان شي تاني. وصلنا على المطار والشوفير فلّ. كنت وصلت بالوقت المناسب لأسلّم شنطتي.
    
    أخدت البوردينغ باس تبعي وقعدت ناطرة لوقت البوردينغ وأنا عم إشرب قهوة مطار بشعة. نادوا علينا والطيارة كانت حلوة عم تستعرض علم الإمارات تبعها. دعيت ربي وطلعت عالطيارة.
    
    نمّت شي ساعة ونص لما سمعت إنه بسبب شي مشكلة بالطقس، رح نوقّف بالرياض بالسعودية وبعدين نركب طيارة تانية بحد أقصى 4 ساعات. عنجد تضايقت. أربع ساعات قعدة بلا طعمة بمطار الرياض. ما كان بدي روح إتوه بالمدينة وأكتشفها وبعدين تروح عليّي طيارتي، مع إني كنت بحب كتير أعمل هيك.
    
    وصلنا على الرياض وبلّشت أمشي وأنا مبينة متضايقة، عم إتنهّد كل الوقت لحد ما خبطت بشي شب...
     
     
     
     
    شو غلطتي؟ ❤️❤️❤️ هوي النصيب اللي جمعنا...
    
    خبطت بهالشب وكنت قريب رح اوقع وأنزل على أرضي. غمّضت عيوني لأعمل حالي مرتبكة وما وقعت. إمسكوني. إي إمسكوني. خلّصني نفس الشب اللي مش كتير منتبه. طلّعت فيه من زاوية "الحمد لله إنك كنت هون" وتركني بس وقفت منيح. إنتبهت إنو تلفوني وقع وبسرعة رحت لقطفو. عن جد نسيت إني قلّو شكراً.
    
    لقطتو، وبهاللحظة بالزبط، نادوا على طيارة الكونيكشن. ما في 4 ساعات. يا سلام. فلّيت بسرعة لأطلع.
    
    الطيارة كانت أكبر من الأولانية لإنه كان فيها مسافرين أكتر، كان شكلها مليان ومحشية، مع إنو الكراسي اللي ورا كانت فاضية شوي. ما كان فارق معي طالما رح أوصل على دبي. إي ما كان فارق معي، بس ما كان بدي كرسي بالآخر.
    
    عمار
    
    البنت ما عندها زوق. ما عرفت حتى تقدّر إني خلّصتها، بس فهمت إنو في ناس هيك. تجاهلت.
    
    وجها كان لسا قدامي. كان مضحك كيف غمّضت عيونها. بس ما كان فارق معي. لقطت جزداني اللي وقع ورحت لإسأل عن رحلتي.
    
    "ما بدي أي سبب. ما بدي إسمع شي. ما فيكن تقلولي ما في طيارة لبكرا. عندي عملية مهمة، لازم روح. لازم أوصل على دبي هلّق."
    
    جزّيت على سناني وأنا عم قول الجملة الأخيرة للمدير. كيف بحجز أونلاين وبيطلع ما في كراسي بعد ما دفعت؟ ما بحب عدم الترتيب. المدير حكى: "ما في غير رحلة وحدة موجودة رح تقلع بعد 10 دقايق، بس يا سيّدي ما في كراسي بزنس كلاس. كلن مليانين لإنه رحلة كونيكشن. بس كراسي إيكونومي كلاس موجودين. بعتذر." حكى المدير وما كان عندي خيار. كنت بحاجة أوصل على دبي قريباً لعملية طارئة.
    
    ...
    
    دوّرت على كرسيني اللي متل ما توقّعت كان بالآخر وكنت قاعد حدّ شي ست. إحذروا مين، كانت نفس البنت اللي ما عندها زوق. لمحتها وما حكيت ولا كلمة. كان في صمت بينا.
    
    صوفيا
    
    برمت على يميني لقيت نفس الشب اللي خلّصني. كان قاعد حدّي بلبسه الأبيض والغترة تبعو مرتبة مع عقالها. وما ننسى، على وجو نظرة جدية ومغرورة كتير. ما قدرت ضلّ صافنة. بس بلمحة شفت عيونه العسلية اللي بتاخد العقل. وإنبهرت، بس كان الوضع محرج، فقوّمت قعدتي وحسّيت إني مرتاحة وأنا عم أجبر راسي يتطلع لقدام.
    
    حسّيت بالذنب إني ما شكرته. بس برود وجو خلّى قلبي ينقبض وخلّى صوتي يروح. كل ما أبرم لقولها، ما قدرت. بعدين قررت إني أعملها خلص.
    
    قلت: "السلام عليكم، شكراً كتير إنك مسكتني." وسكتّ، والأدرينالين عم يمشي بعروقي. كانت لحظة محرجة. طلع فيي وبعدين هزّ راسو. برمت وجهي وما اهتميت بتصرفو.
    
    رجعت نمّت، عم حسّ الهوا البارد تبع المكيف عم يفوت ب جسمي. بعد شي فترة، فجأة فيقيت لأعرف إنو صرنا بدبي. كنت شوف نخلة جميرا، حلوة متل العادة والأبنية العالية بدبي. كل شي كان مبين روعة ~ منظر مليان مغامرة.
    
    لما الطيارة كانت عم تنزل، وديني بلّشوا يوجعوني، كانوا حسّاسين وبسبب فرق الإرتفاع، كانوا عم يوجعوني كتير لدرجة كانوا عم يطقطقوا. ما قدرت إتحمّل الوجع، الدموع نزلوا على خدودي وأنا عم حسّ نظرتو عليّي. أكتر، كانت نظرة قوية!!
    
    

    Pages

    authorX