موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    رواية رائحة القدر

    رائحة القدر

    2025, سهى كريم

    فنتازيا حضرية

    مجانا

    أميليا، خريجة الكيمياء الطموحة، وداميان كروفتس، الألفا الشاب والقوي. بحث أميليا عن وظيفة أحلامها يقودها مباشرة إلى عرين قطيعه، حيث رائحتها الفريدة تشعل ناراً بدائية في قلب داميان. تتصاعد الأحداث بين مقابلة عمل مصيرية وشعور غامض بالانجذاب، لتعلن عن بداية قصة حب غير تقليدية بين عالمة بشرية وزعيم مستذئبين، وسط أسرار وقوى خارقة للطبيعة

    أميليا

    خريجة كيمياء طموحة تبحث عن وظيفة أحلامها. تبدو طيبة ولديها إصرار، لكنها تشعر بالتوتر بسهولة. تنتمي في الأصل إلى قطيع صغير لكنها تعيش في منطقة نفوذ قطيع آخر. تتميز برائحة فريدة من الياسمين والفانيليا.

    داميان

    الألفا الشاب لقطيع الليل، يوصف بأنه الأصغر والأكثر شراسة. ناجح في مجال الأعمال ووسيم. تنجذب إليه أميليا بشكل غريزي بمجرد أن يشم رائحتها، مدركاً أنها نصيبه.

    روب سوندرز

    البيتا والنائب التنفيذي لشركة كروفتس المحدودة. هو من قام بمقابلة أميليا وتوظيفها. مرتبط بشيلي.
    تم نسخ الرابط
    رواية رائحة القدر

    :أميليا
    
    النهارده، بعد شهرين بالظبط من ما اتخرجت من كلية الكيمياء، هقدم على شغلانة الأحلام في مركز أبحاث "كروفتس المحدودة". صحيت وأنا مدروخة شوية بس متحمسة جداً، نطيت على الدش عشان أفوق. كنت عايزة أعمل انطباع كويس، فدعكت جسمي بغسول بريحة الياسمين وغسلت شعري البني بالشامبو اللي ريحته فانيليا. بعدين لفيت فوطة حوالين نفسي واستخدمت السيشوار والمكواة. لبسي كان رسمي: جيبة قلم سودة، وبلوزة حمرا، وجاكت بدلة أسود. كملت اللوك بمكياج خفيف وكعب عالي لونه نود. مسكت شنطتي وقفلت باب شقتي، وصرخت بسرعة "مع السلامة" لزميلتي مادي اللي أشك إنها صاحية أصلاً.
    
    قررت أمشي لحد مبنى الشركة عشان الجو كان حلو، وبيتي أصلاً مش بعيد، يا دوب تلت ساعة مشي. بدأت أتوتر وحسيت إن حاجة كبيرة هتحصل، بس لما قربت من المبنى شميت ريحة مستذئبين جوا، وده ريح بطني شوية. أنا أصلاً من قطيع صغير بتاع أهلي في كورنوال، بس من ساعة ما نقلت لندن ما انضمتش لقطيع تاني، وبدل كده طلبت إذن من قطيع الليل إني أعيش في منطقتهم. بس عمري ما قابلت الألفا، اللي المفروض إنه أصغر وأشرس ألفا في العالم وعنده واحد من أقوى القطعان، وكمان معروف بجماله وشغله الناجح... اللي أنا ماشية ناحيته دلوقتي.
    
    مش مصدقة... فكرت وأنا بدخل البرج اللي بيطلع هوا ساقع على وشي. ده بجد بيحصل. فاضل لي مقابلة واحدة عشان آخد شغل هنا. شغلانة هتديني فلوس كفاية عشان ما أقلقش من ديوني، وكمان شغلانة هتبسطني. بعد ما دخلت الصالة الكبيرة، مشيت لحد مكتب الاستقبال وقدمت نفسي للبنت الشقرا اللي قاعدة برسمية ورا مكتب رخامي.
    
    "أهلاً، أنا اسمي أميليا جرينج و-" بدأت أتكلم بس قاطعوني.
    
    "أهلاً يا آنسة جرينج، كنا منتظرين حضرتك. اتفضلي استريحي هنا لحد ما أبلغ الأستاذ سوندرز بوصولك." رجعت تكتب على الكمبيوتر قبل ما أقدر أتمتم بـ "شكراً" وأنا بتحرك ناحية الكراسي الفاضية.
    
    سرحت في أفكاري، عمالة أفكر في اللي هيقابلني، البيتا والنائب التنفيذي لشركة "كروفتس المحدودة"، لما نادت عليا موظفة الاستقبال. "الأستاذ سوندرز هيستقبل حضرتك دلوقتي. اتفضلي بالأسانسير للدور التالت واقعدي برا أوضة رقم 34. بالتوفيق." ابتسمت لي ابتسامة تخطف الأنفاس، وأنا رديت عليها بابتسامة قلقة مني. مش قادرة أبطل توتر، بس اللي بفكر فيه دلوقتي هو يا ترى كل اللي بيشتغلوا هنا موديلز شقر؟!
    
    دخلت الأسانسير وضغطت على زرار الدور التالت قبل ما أبص على صورتي في واحدة من الأربع حيطان اللي فيها مرايات. شكلي كويس أعتقد... باستثناء إني مش رفيعة بس مش هينفع أقلق من الموضوع ده دلوقتي. سمعت صوت "بينج" والصوت اللي فوق دماغي قال "الدور الثاني". استنيت الأبواب تتفتح واللي هيدخل يدخل عشان نكمل رحلتنا. أول ما الأبواب اتفتحت، غمرتني ريحة تجنن وبصيت حواليا بسرعة و"سكارليت"، ذئبتي، عوت. دخل راجل في الخمسينات وضغط على زرار الدور الـ 12، بس عرفت على طول إنه مش نصيبي التاني. بدل كده، وأنا ببص من الأبواب اللي بتقفل، شفت حد ماشي من بعيد عنده ضهر يجنن وبدلة حسيت فجأة إني عايزة أقطعها. كنت عايزة أطلع أجري وراه بس هزيت راسي وركزت على المقابلة اللي في الدور اللي فوق.
    
    
    
    
    لما الأسانسير عمل صوت "بينج" والصوت اللي فوق قال "الدور التالت"، بطني اتقلبت وأخدت نفس عميق. ابتسمت للراجل اللي في الأسانسير وطلعت على أوضة مدورة فيها مكتب وكنب في النص وعشر بيبان وكل باب قدامه كرسي على الطرف. دورت على أوضة رقم 34 وقعدت على الكرسي المريح اللي براها، وضامة إيدي في حضني. لما سمعت باب بيتفتح على شمالي، بصيت بسرعة وشفت راجل طويل وعريض لابس بدلة كحلي وبيبتسم لي. قمت بسرعة ومديت إيدي الصغيرة اللي كانت بتترعش شوية للراجل وقدمت نفسي: "أهلاً، أنا أميليا جرينج، سعيدة بمقابلتك."
    
    الراجل، اللي أكيد هو الأستاذ روب سوندرز، مسك إيدي وهزها ورد: "السعادة كلها لي يا آنسة جرينج." وشاور لي أدخل. "اتفضلي، بعد ما قريت السيرة الذاتية بتاعتك كنت متحمس جداً إني أقابلك." وشي احمر غصب عني من كلامه وتمتمت بسرعة "شكراً" وبعدين قعدت قصاده.
    
    "طيب يا آنسة جرينج، عايز أسألك إيه اللي ممكن تضيفيه لشركة كروفتس المحدودة؟" سألني بوش ما فيهوش أي تعبير، وده خلاني أتوتر أكتر. نضفت زوري ورديت بصوت واثق:
    
    "يا فندم، هقدر أجيب معايا شغفي. أنا بحب كل حاجة ليها علاقة بالعلم ومتحمسة جداً لفكرة إني أشتغل وأطور تكنولوجيا جديدة تغير حياة الناس. لو أخدت الشغل ده، هشتغل بجد جداً عشان أعمل اللي عليا وأضمن النجاح المالي والعالمي لشركة كروفتس المحدودة." حسيت بالرضا عن إجابتي، وشفت الأستاذ سوندرز بيبتسم.
    
    "أنا سعيد جداً إني أبلغك إنك اتقبلتي في الوظيفة. كنا بنعمل مقابلات للشغل ده بقالنا سنين زي ما يكون، والأستاذ كروفتس كان... صعب جداً في اختياره. أول ما شاف السيرة الذاتية بتاعتك طلب مني إني أعمل معاكي مقابلة ولو حسيت إنك المناسبة لازم أوظفك فوراً! أهلاً بيكي!" ما قدرتش أبطل ابتسام. أكيد كنت باينة زي العبيطة اللي فرحانة بس ده بالظبط اللي كنت عليه. أنا أخدت الشغلانة يا جدعان!!!
    
    "شكراً، شكراً جزيلاً!" لو ما كانش فيه حد معايا دلوقتي كنت هعمل رقصة الفرحة الصغيرة بتاعتي.
    
    "تقدري تبدئي شغل فوراً؟" سألني الأستاذ سوندرز.
    
    "أكيد، أنا مستنية أبدأ." رديت وهو ابتسم لي ابتسامة من القلب قبل ما يطلب مني أروح معاه برا. وداني تاني للأوضة المدورة الكبيرة وبعدين رجعنا للأسانسير.
    
    "زي ما حضرتك عارفة أكيد، الدور الأول ده بتاع الاستقبال والترحيب، وكمان فيه الكافيه بتاعنا وغرف الانتظار. الدور التاني فيه مكتب الأستاذ كروفتس والأرشيف بتاعه. الدور التالت فيه مكاتب فردية، معظمها مخصصة للشؤون المالية والإدارية والتوظيف. حضرتك هتكوني موجودة أساساً في الدور الرابع. ده اللي بتسجلي فيه دخول وخروج، وهيكون عندك مكتب خاص بيكي. الدور الخامس فيه كافيتريا وغرفة البريد. وبعدين الأدوار من السادس لحد الحادي عشر دي مخصصة للأبحاث. وأخيراً الدور الـ 12 ده مكان ترفيهي مفتوح ممكن يتأجر للحفلات بس الناس بتستخدمه أساساً في وقت استراحة الغداء."
    
    يا خبر أبيض! معلومات كتير أوي، بس أول ما دخلنا الأسانسير والأستاذ سوندرز ضغط على زرار الدور الرابع حسيت إني في بيتي. لما وصلنا الدور الرابع، الأستاذ سوندرز راح ناحية مكتب قاعدة عليه ست شعرها أحمر وفيها نمش. كانت تجنن، وعرفت من طريقة بصها للأستاذ سوندرز إنهم نصيب بعض. باس خدها وبعدين عرفني عليها.
    
    "أهلاً بيكي يا أميليا، أنا اسمي شيلي، يا ريت تقوليلي شيلي، أنا حاسة إننا هنكون أصحاب أوي!" ابتسمت لها، حسيت إنها عندها حق، مش بس هي من النوع اللي مبسوط طول الوقت، دي كمان باينة طيبة بجد.
    
    "أهلاً بيكي يا شيلي، وأنا كمان حاسة كده."
    
    الأستاذ سوندرز كح وكشر لنا. "أظن إني هسيبكم أنتم الاتنين مع بعض. كلموني لو احتجتوا أي حاجة." ولوح لنا بإيده وهو بيرجع للأسانسير.
    
    "يلا، هوريكي مكتبك، تعالي ورايا." مشيت وراها وأحنا ماشيين في ممر طويل عرفت إن شيلي ما بتبطلش كلام. لونها المفضل هو البينك، وعندها قطتين، وحامل في الشهر التاني، وكنت صح، هي مرات بيتا قطيع الليل، روب سوندرز. "وصلنا، هسيبك تستقري. لو شغلتِ الكمبيوتر بتاعك (أبل ماك، بجد دول أكيد أغنيا أوي) الإيميل بتاعك متسجل أصلاً. أشوفك على الغداء بعد ساعة؟"
    
    "أكيد، يا ريت." ابتسمت لها.
    
    وشها نور، "تمام، أنا هاجي آخدك." وبابتسامة أخيرة ولوحت لي ومشيت، وسابتني أتعود على مكتبي الجديد. كان متزين حلو بألوان كريمي وخشب فاتح وشبابيك كبيرة وشوية زرع في قصاري. رحت ناحية المكتب وفتحت 
    
    الكمبيوتر. على طول عمل صوت "بينج" وشفت 30 إيميل وصلوا... يا لهوي، ده بسرعة أوي!
    
    
    
    
    
    داميان كروفتس:
    
    
    بعد ما خلصت اجتماع مع أبويا بخصوص شغل القطيع، رجعت مكتبي وأبويا دخل الأسانسير. والأبواب بتقفل شميت ريحة ياسمين وفانيليا... أحلى توليفة في الدنيا! لفيت بسرعة عشان أحاول أشوف مصدر الريحة الجامدة دي، بس لقيت أبواب الأسانسير اتقفلت والسهم اللي بينور طالع لفوق. هزيت راسي ودخلت مكتبي، ورجعت لأوراقي.
    
    في نص الشغل، البيتا بتاعي روب اقتحم الأوضة. بس أول حاجة لاحظتها الريحة الحلوة اللي طالعة من إيده. ذئبي شاف الدنيا حمرا، وقبل ما أستوعب لقيت نفسي لازق روب في الحيطة وبزأر في وشه. "فينها؟!" زمجرت، بالعافية متحكم في جسمي.
    
    "اهدى،" روب طلع صوت بالعافية، "أنا وظفتها. هي مع شيلي في الدور الرابع دلوقتي." سيبته وطلعت من مكتبي زي المجنون ورايح على الأسانسير على طول. في الأسانسير ما بطلتش رايح جاي، ولما فتح في الدور التالت زمجرت والأبواب اتقفلت قبل ما اللي واقف يستنى يركب.
    
    لما وصلت الدور الرابع أخيراً، لقيت مكتب شيلي فاضي، ولما مشيت ورا ريحة الياسمين والفانيليا لحد مكتب، لقيته هو كمان فاضي. بس افتكرت إن شيلي بتروح تتغدى كل يوم الساعة 12:30 عشان تتفادى الزحمة بتاعة الساعة 1. عرفت كده جريت تاني على الأسانسير وضغطت على زرار الدور الخامس. بدأت أفقد أعصابي ولو حد وقف في طريقي أقسم بالله هيتمنى إنه ما اتولدش.
    
    وصلت الدور الخامس وزعقت عشان أوصل للكافيتريا، اللي ما كانتش زحمة أوي، ويا لهول المفاجأة لقيت شيلي قاعدة مع واحدة تانية كانت مدية لي ضهرها. كان واضح أوي إن الريحة طالعة منها، ولما لفت عشان تشوف إيه الصوت ده، عينيا جت في عينيها الزرقا الحلوة وعرفت إنها نصيبي التاني.
    
    

    لقاء من غير صدفة - الفصل الثاني (دماء العشق)

    لقاء من غير صدفة

    2025, رؤى سمير

    رومانسية

    مجانا

    "زهراء تكتشف أن الغريب الذي أربكها بالأمس أصبح دكتورها الجديد، بتتفاجئ إن الرعب دخل المدرج معاها على هيئة الدكتور رعد. نظراته، اسمه، وحتى ابتسامته، كل حاجة بتأكد لها إنه مش شخص عادي. ومع أول مواجهة بينهم، بيأكد لها إن اللي حصل مجرد بداية. في الخلفية، بيظهر مالك، صديقه المصاص، وبيتكشف جزء من خطة أكبر… هدفها زهراء.

    زهراء

    ارتبكت حين قابلت الغريب لأول مرة، ولم تكن تعلم أن تلك اللحظة ستغيّر مجرى حياتها.

    رعد الهلالي

    يعمل كدكتور جامعي جديد. خلف نظراته الهادئة، يختبئ ماضٍ يبحث عن إغلاقه من خلال لقاء لم يكن في الحسبان. وحين رأى زهراء، أيقن أنها "هي" — الفتاة التي ظل يبحث عنها لسنوات.
    تم نسخ الرابط
    روايه دماء العشق - أول لقاء بدون نبض

    الساعة 8 صباحًا، المدرج الكبير مليان، بس زهراء مش موجودة.
    
    
    هي في الحمام، بتقف قدام المراية، بتطبطب على وشها بمنديل وهي بتكلم نفسها:
    ـ "أنا عاقلة. اللي شفته امبارح أكيد حلم. واللي اتكلم معايا واختفى… يمكن كان ممرض سريع الجري!"
    تنفّست وقالت:
    ـ "هدخل المحاضرة عادي. ومافيش رعد. ولو فيه… مش هو."
    
    
    دخلت المدرج، متأخرة كعادتها، وسرحت وهي بتدور على مكان فاضي.
    سلمى ندهت عليها:
    ـ "زوزو! هنااا!"
    قعدت جنبها بسرعة، وطلعت النوتة، وقالت لها بصوت واطي:
    ـ "فيه أخبار؟"
    سلمى بصتلها بنظرة مجنونة وقالت:
    ـ "الدكتور الجديد… دخـل! واسمه غريب!"
    ـ "يعني إيه غريب؟"
    ـ "غريب يعني… اسمه رعد."
    
    
    زهراء جمدت.
    ـ "إيه؟! اسمه إيه؟!"
    ـ "رعد. الهلالي. وعامل فيها موديل إعلان عطور، مش دكتور."
    
    
    في اللحظة دي، وقف هو قدام السبورة.
    نفس العين، نفس الملامح، نفس الغموض.
    بس المرة دي لابس بالطو أبيض وابتسامته ناعمة كأنها بتقول: "أنا فاكر كل حاجة".
    
    
    ـ "صباح الخير، أنا الدكتور رعد الهلالي، هكون مسؤول عن تدريبكم العملي. وأتمنى أطلع بيكم من هنا… مش على الطوارئ."
    الطلبة ضحكوا، بس زهراء قالت بصوت واطي:
    ـ "هو ده بيهزر؟ ده إمبارح كان طالعلي من فيلم رعب، والنهاردة بيقشر لنا نكات!"
    
    
    رعد بص ناحيتها، وبطريقة شبه متعمّدة قال:
    ـ "وفيه وجوه شايفها… مألوفة."
    سلمى همست:
    ـ "شايفك إنتي يا زهراء! انتي قابلتيه؟!"
    ـ "قابلته؟ ده كان ميت قدامي وصحي من غير ما أطلب له قهوة!"
    
    
    بعد المحاضرة، وهي خارجة بسرعة، لقت رعد واقف عند الباب، مسنود على الحيطة:
    ـ "زهراء، دقيقة واحدة بس."
    ـ "لو الموضوع عن اللي حصل امبارح، أنا officially مش فاضية للرعب!"
    ـ "بالعكس… الموضوع كله لسه هيبدأ."
    
    
    ـ "طب حلو… طالما كده، إديني عنوان واتساب المصاصين اللي معاك، وخليني أعمل جروب."
    ضحك وقال:
    ـ "هتبقي أنتي المشرفة؟"
    ـ "لو هنضحك على بعض، يبقى نضحك بزيادة."
    
    
    سابتُه ومشيت بسرعة، بس جواها حاجة بتتقل… كأنها سابت وراها سؤال كبير، وهو لسه واقف هناك، مبتسم، وبيقول بعينيه:
    "أنا لسه هنا… ومش رايح في حتة."
    بعد ما خلّص المحاضرة، وطلّع آخر طالب من المدرج، رعد خرج بهدوء وهو بيفك زرار البالطو الأبيض، مشي في الممر وهو حاسس إن فيه خطوات مهمة بدأت، وإن اللعبة فعلاً بدأت تتحرك.
    
    
    عند الباب الخارجي للكلية، كان مالك مستنّيه.
    واقف بكارزما عالية، لابس كاجوال بس شكله ما ينفعش يتخبّى وسط الناس، عيونه لونها رمادي غريب، وابتسامته فيها نغزة شقاوة.
    
    
    قال وهو بيشاور له:
    ـ "هااا؟ حصلت البنت اللي ناوي تتجوزها؟ ولا لسه بتدوّر في الفريزر؟"
    
    
    رعد ضحك بهدوء وقال:
    ـ "أيوه… لقيتها."
    مالك قرّب منه وقال:
    ـ "هي فين؟"
    ـ "قاعدة في المدرج، وعاملة نفسها ما تعرفنيش، مع إنها الوحيدة اللي شافتني وأنا… ما كنتش المفروض أبان."
    ـ "يعني عينها مفتوحة… بس لسه مخها مش مصدق؟"
    
    
    رعد سكت شوية، وبص بعيد… وبدأت لمعة فلاش باك تشتغل في عقله:
    
    
    
    
    ---
    
    
    قبل ٣ شهور – في شركة الهلالي القابضة، مكتب رعد
    
    
    رعد كان واقف قدام الشباك، ماسك فنجان قهوة ما شربش منه، وبيقول لمالك:
    ـ "أنا زهقت. عايش مئات السنين وسطنا… بس ولا يوم جرّبت أعيش زيهم."
    مالك قال:
    ـ "يعني تحب تفطر فول وتلبس ترينينغ وتشتكي من الزحمة؟"
    ـ "أنا جاد. عايز أعرف إزاي بيحبوا، بيتوجعوا، بيختاروا، بيغلطوا…
    وعايز واحدة… بشرية. واحدة تكون بتتخانق مع أمها على الشاي، مش بتشرب دم بني آدم."
    ـ "يعني عايز وحدة قلبها يدقّ… مش واحد بيصدره هدوء التابوت!"
    ـ "عايز زوجة… بس مش من عالمنا."
    
    
    مالك سكت شوية، وبعدين قال وهو بيضحك:
    ـ "إنت ناوي تتزوّج بنيّة؟ الله يكون في عونك يا رعد…
    بس يا سيدي، لما تلاقيها، خذها بسرعة قبل ما تتجوز واحد من البشر اللي بيصيفوا في أكتوبر ويدّعوا الرجولة."
    
    
    
    
    ---
    
    
    رجع رعد للواقع، وابتسم من غير ما يوضح، وقال لمالك:
    ـ "أنا قررت… وزهراء هي المرشحة.
    الموضوع ابتدى… والمفاجآت جاية."
    
    
    مالك حط إيده في جيبه وقال:
    ـ "بس أوعى تنسى… البشر بيتغيروا أسرع من مزاج مصاص دماء صايم."
    ـ "وأنا مش ناوي أجرّبها بس… أنا ناوي أحميها من العالم اللي ورا ضهرها."
    ـ "يلا بينا… قبل ما تتأخر على تمرين التحكم في الغريزة."
    ـ "النهاردة؟"
    ـ "أيوه، ما إحنا مصاصين دماء مش نجوم سينما رومانسية!"
    
    

    رواية دماء العشق - أول لقاء بدون نبض

    دماء العشق

    2025, رؤى سمير

    رومانسية

    مجانا

    في عالم لا يرى حقيقته إلا القليل، تقع زهراء، طالبة الطب، في طريق رجل غامض يدعى رعد… لا ينبض قلبه، لكن حضوره يشعل كل شيء حوله. بين أسرار لا تُقال، ونظرات لا تُنسى، تبدأ رحلة خطيرة حيث لا تفرق بين العشق… والخطر. بطلتها زهراء، طالبة طب لسانها طويل وخيالها أوسع من المشرط. بتبدأ القصة لما يدخل حياتها راجل غامض بدون نبض

    زهراء

    طالبة في كلية الطب – قسم الجراحة تتميز بخفة ظلها ولسانها السليط، لكنها تملك قلبًا طيبًا. تحب القصص الغريبة وأفلام الرعب، إلا أنها تميل إلى السخرية حينما تتعرض لمواقف مخيفة. تحاول دائمًا إظهار القوة، لكنها تتوتر عندما تُوضع تحت الضغط.

    رعد الهلالي

    مصاص دماء، نشأ بين بني جنسه، لكنه قرر تركهم والعيش بين البشر بحثًا عن حياة ذات معنى… وربما عن الحب.
    تم نسخ الرابط
    روايه دماء العشق - أول لقاء بدون نبض

    الشخصيات الرئيسية
    
    زهراء عبد الحميد
    
    العمر: 20 سنة
    
    الدراسة: طالبة في كلية طب – قسم جراحة
    
    الشخصية: جدعة، دمها خفيف، لسانها طويل بس قلبها أبيض. بتحاول تبان قوية بس بتتلبك لما تتحط تحت ضغط. عندها حب غريب للقصص الغريبة وأفلام الرعب، بس لما تحصل لها حاجة مرعبة فعلاً، أول رد فعل ليها هو... السخرية!
    
    شكلها: عيون واسعة فضولية، شعرها بني داكن غالبًا مربوط كعكة عشوائية، نظارة طبية بتلبسها وقت التركيز.
    
    
    رعد الهلالي
    
    العمر: 28 سنة
    
    الوظيفة: رجل أعمال معروف، مالك لشركة ضخمة استثمارية
    
    الحقيقة: مصاص دماء، بس مش شرير. اتربى وسط مصاصين دماء، لكن قرر يعيش بين البشر عشان يلاقي معنى مختلف لحياته، ويمكن... حب.
    
    الشخصية: هادئ، غامض، كلامه قليل، بس ردوده لما تتقال بتقلب الموازين. ذكي وبارد الأعصاب، بس جواه صراع دائم بين طبيعته الوحشية ورغبته في الإنسانية.
    
    شكلُه: وسيم بطريقة مخيفة؛ عيون سودا سحرية، ملامحه منحوتة، دايمًا لابس كلاسيك ستايل، وغالبًا في البدلة السودا اللي مش بيغيرها.
    
    الساعة 2:05 بعد منتصف الليل. المستشفى ساكنة لدرجة إن صوت المروحة اللي بتزن فوق دماغ زهراء بقى شبه سيمفونية أعصاب.
    
    زهراء، طالبة طب، قاعدة في أوضة الأطباء، لابسة بالطو واسع كأنه لابسها، مش العكس. شعرها متكتل فوق دماغها بكحكة غير قانونية، ونضارتها نازلة على طرف مناخيرها، بتذاكر وهي بتاكل لبان كأنها بتحاول تطرد الملل بطق طق.
    
    ـ "أنا داخل طب عشان أعالج الناس، مش عشان أقعد لوحدي وأشرب شاي سخن من سنه ١٩٤٥."
    تمتمت لنفسها وهي بتبص لكوباية الشاي اللي لونها بقى أغمق من مستقبلها.
    
    وفجأة الباب اتفتح بدفعة أفلام أكشن، دخلوا ممرضين بيجرّوا نقالة، وعليها راجل طويل، عريض، وشه أبيض كأنه عاش سنين في تلاجة فريزر.
    
    زهراء قامت بسرعة وقالت:
    ـ "إيه ده؟ ده بني آدم ولا تمثال شمع؟"
    الممرض قال:
    ـ "لقيناه مرمي قدام المستشفى، مفيش لا أوراق ولا بطاقة. بس شكله غني… البدلة بتاعته ريحتها عطر أغلى من مرتبي."
    
    زهراء قربت منه، بتحاول تشوف النبض، مدت إيدها…
    ـ "هو دافي… بس مفيش نبض؟! إزاي ده؟"
    قالت بدهشة وهي تبص له، وفجأة...
    
    الراجل فتح عينه.
    
    زهراء نطّت حرفيًا، وقالت بصوت عالي:
    ـ "بسم الله الرحمن الرحيم! يا عم إنت نايم ولا بتستعبط؟!"
    الراجل بص لها بنظرة ثابتة وقال بهدوء غريب:
    ـ "أنا رعد… ومش بستعبط، أنا بس كنت محتاج دقيقة أستوعب المكان."
    
    زهراء بصت له لحظة وسكتت، بعدين قالت:
    ـ "طب كنت صحّيت بلطافة، مش قلبت قلبي… عادي يعني، احنا في طوارئ مش مهرجان رعب."
    
    رعد ضحك، أول مرة، بصوت واطي بس فيه ثقة:
    ـ "واضح إنك مش زي باقي البشر."
    ـ "آه، لأن الباقي لما يشوف حد صاحي من غير نبض بيحضنه؟ ولا لأنك بتتكلم كأنك جاي من مسلسل تركي؟"
    
    رعد قام من النقالة بكل برود، عيونه سودة ومركزة عليها كأنه بيقرأ عقلها.
    زهراء رجعت خطوة وقالت له:
    ـ "بص يا أستاذ رعد… لو إنت داخل مستشفى تمثل علينا فيلم، فاعرف إن دي مش قاعة مسرح، وأنا مش البطلة، أنا زهقت خلاص."
    رد وهو بيبتسم:
    ـ "وإن قلتي لك… إنك فعلاً البطلة؟"
    
    وفي لحظة... اختفى.
    
    زهراء اتجمدت، لفّت حواليها بسرعة، وقالت بصوت عالي:
    ـ "أنا بقالي ٣ ساعات نايمة وأنا صاحْية؟ ولا ده خيال علمي وأنا ضحية كاميرا خفية؟!"
    
    دخل الدكتور المناوب وقال:
    ـ "زهراء، فين المريض اللي جبتوه؟"
    قالت:
    ـ "اتحل. فص ملح وداب. ولبس بدلته ومشي قبل ما نعرف اسمه بالكامل."
    الدكتور بص لها بريبة:
    ـ "انتي شربتي حاجة؟"
    ـ "لا، بس شكلي لازم أبدأ!"
    
    خرجت من الطوارئ وهي بتكلم نفسها:
    ـ "يا بنتي دي أول مناوبة… ولو كده من أولها، يبقى في الآخر هتلاقي نفسك بتتجوزي شبح، وبتعملي تحاليل دم لنفسك كل يوم!"
     
    

    حب في الجامعة | رواية رومانسية

    حب في الجامعة

    2025, كاترينا يوسف

    رومانسية

    مجانا

    طالبة جامعية تواجه قلقاً وعلاقة معقدة بوالدها المنفصل عن والدتها منذ طفولتها. تزداد حياتها تشويقاً بظهور "كيران" الغامض الذي يبدي اهتماماً متضارباً بها، مما يثير فضولها ويخلق توتراً جذاباً. تتخلل الأحداث جلسات علاج نفسي تساعد "جيمي" على فهم مشاعرها وعلاقاتها. وبين لقاءات مشحونة مع "كيران" وزيارات شهرية لوالدها، تسعى "جيمي" لفهم نفسها وعلاقاتها المعقدة. تتضمن الرواية صداقة قوية مع "أليس" التي تشاركها تفاصيل حياتها العاطفية.

    جيمي

    طالبة جامعية تعاني من قلق وعلاقة معقدة بوالدها بعد رحيل والدتها في طفولتها. تبحث عن فهم الذات وتنجذب لشخصية "كيران" الغامضة.

    كيران

    شاب غامض يظهر اهتماماً متضارباً بـ "جيمي"، مما يثير فضولها ويخلق توتراً في علاقتهما.

    أليس

    صديقة "جيمي" المقربة والداعمة، تشاركها تفاصيل حياتها
    تم نسخ الرابط
    حب في الجامعة

    من كام يوم بس حصلت خناقة في النادي، بس لسه بفكر في كيران ونظرته ليا في الطرقة دي. كمان مش قادرة أبطل تفكير في اللي حصل بعد البوسة اللي بيني وبين الواد بتاع النادي ده، تايلور ولا اسمه إيه. كنت سكرانة ومش مركزة خالص مع واحد تاني، يعني مش فاكرة كل حاجة مية المية في الليلة دي. بس فاكرة كويس اللي حصل بعد ما خلصت رقص وروحت الحمام تاني. بمشي للطرقة اللي فيها الحمامات، وبعمل اللي بعمله. وأنا ببص في المراية بعد كده، لاحظت إن المكياج بتاعي اتمسح شوية حوالين شفايفي. ظبطته تاني وطلعت من الحمام. قبل ما أفهم إيه اللي بيحصل، لقيت نفسي متزقة على الحيطة، وإيدي مرفوعة فوق راسي. كنت هصرخ لولا إني شفت عينين كيران الزرقا قدامي. بيبصلي في صمت، وبينحني شوية عشان يبقى في مستواي، وعينيه بتلف على وشي كله وأنا بتلوى تحته. حسيت بحرارة بين رجليا وكيران بيلحس شفايفه بالبطيء. فخادي كانوا بيتمنوا حاجة، بس مش عارفة بالظبط بيتمنوا إيه وإحنا في مكان عام زي ده. نظراته الجامدة بقت هادية لما أنا اتنهدت بيأس. إني أكون متكتفة على الحيطة مش مشكلة خالص. بالعكس، ده بيعجبني. اللي خلاني أعمل الصوت ده هو إني عايزة ألمسه وهو يلمسني، أكتر بكتير من اللي كان بيعمله. فجأة كيران ساب إيدي وخطى لورا، وتمتم بـ "آسف" قبل ما يمشي بسرعة ويبعد عني ويختفي في وسط الناس اللي بترقص. "جيمي؟" أنتوني بينده عليا من مكتبنا، "خلصتي النسخ دي ولا لسه؟" اتنفست بصوت واضح وبصيت على البرينتر اللي قدامي، وادركت إن النسخ اتطبعت خلاص بس أنا كنت سرحانة وباصة على الحيطة. "آه اه، جاية." السخرية في الكلام ده مش غايبة عني. طلعت على المكتب وحطيت النسخ قدام أنتوني. "شكراً. زهقت إني لازم أعلق دول في كل حتة، وخصوصاً لما بعملها لوحدي. محتاج راحة،" بيتذمر. "أنا عايز أقعد هنا وأرد على التليفونات بس." لف بكرسيه وبصلي، وعامل عينين كلب صغير بكل قوته. "لأ، لأ. مش أنا، لا يا باشا. مش عايزة ألف الحرم الجامعي وأعلق دول لوحدي أنا كمان." هزيت راسي وربعت إيدي، وقعدت قصاد أنتوني على مكتبي أنا. "خلاص، خدي كيران معاكي،" أنتوني عمل حل وسط لما كيران دخل من أوضة التكنولوجيا على منطقة المكاتب. "رايح فين؟" كيران سأل وهو باصص لأنتوني بس مش عايز يبص ناحيتي. "مع جيمي عشان يعلقوا البوسترات دي. معرض التكنولوجيا الغبي ده هيجنني. أرجوك. هبقى مدين لك بواحدة. أو مش هطردك وخلاص." أنتوني ضحك على نكتته البايخة وكيران باصص على الأرض. "ممكن متجيش تاني بعد ما تخلصوا، الدنيا هادية دلوقتي." أنتوني عارف إن فيه حاجة غريبة بتحصل بيني وبين كيران، فعارفة إنه عمل كده قاصد. سألني عن الموضوع ده إمبارح، بس مرضيتش أقول أي حاجة. بس سألني لو "معجبة" بكيران ووشي احمر، فتهيألي هو كده عرف الإجابة. بدأت ألم البوسترات وأجيب حاجات تانية عشان أعلقها بيها، زي الدباسات والشريط اللاصق. معنديش طاقة أتخانق مع أنتوني دلوقتي، فوافقت على طلبه. وقفت وعدلت الفستان الصيفي بتاعي شوية لتحت، بحاول أظبط نفسي عشان أبقى شكلي كويس. ده آخر أسبوع ولا حاجة في الجو الدافي، فلازم أستغل الفرصة دي على قد ما أقدر. لبس البناطيل طول الوقت أسوأ حاجة. وكمان، بصة كيران ليا في الفستان كانت تستاهل. شلت شنطتي وبصيت لقيت كيران واقف قدامي، جاهز عشان نمشي. عينيه ثبتت عليا للحظة قبل ما يهز راسه، وكأنه فاق من حاجة. أكيد كان جري عشان يجيب حاجته وأنا كنت بلم حاجتي. كح شوية، بيحاول يعمل نفسه عادي بعد اللي حصل ده. "تمام. نروح فين الأول يا جيم؟" وقفت مكاني ورفعت حاجبي. جيم؟ إيه الخرا ده؟

    "آه. ممكن نلف المبنى ده ونحط بوستر على كل لوحة، وبعدين نروح الساحة." كيران حس بإحراجي واعتذر عن الاسم الدلع. "آسف، تخيلت إني مفروض ما أناديكييش بحاجة غير اسمك الكامل. خصوصاً إنك عارفة، أنا أصلاً معرفكيش كويس." ضحكت بتوتر، "امم، لا عادي. محدش ناداني 'جيم' قبل كده، وده غريب شوية، بس بصراحة استغربت أكتر لما جت منك أنت. ممكن تناديني كده لو عايز." يا لهوي، أنا فعلاً ضحكت كده؟ يا كسوفي. كيران تمتم بـ "تمام" وإحنا واقفين عند أول لوحة برا المكتب عشان نعلق بوستر. "عايزين نقسم نفسنا ونخلص بسرعة؟ ولا نفضل مع بعض؟" سألته، بحاول أضيع التوتر اللي حوالينا. لفيت ودوست البوستر بالدباسة على اللوحة. لخبطة المشاعر اللي منه دي محيراني، لإني كل اللي بفكر فيه دلوقتي هو لما زقني على الحيطة. "نفضل مع بعض،" كيران قال بسرعة. لفيت ناحيته تاني، وعيني جت في عينه. اتدارك نفسه وبص على الأرض تاني، وسرح شعره على جنب. "مش عايز ألف الحرم الجامعي لوحدي بصراحة." مترددة، مديت إيدي ولمست دراعه. "تمام، مفيش مشكلة. يلا بينا." سيبت دراعه، مش عارفة إيه اللي خلاني أعمل كده أصلاً، وشلت شنطتي ومشيت للحتة اللي بعدها. مسمعتش صوت خطوات جنبيه، فبصيت ورايا عشان أشوف صاحبي. لقيته باصص على دراعه، الحتة اللي لمستها. اتنفست بصوت واضح عشان أشوف ده هيطلعه من حالة التجمد اللي هو فيها ولا لأ. نفعت، لإنه بص عليا، وعينيه بترمش بسرعة كأنه بيحارب دموعه. يا ترى كان بيفكر في إيه دلوقتي؟ باقي الوقت اللي قضيناه بنلف الحرم الجامعي كان عادي، أو عادي على قد ما يكون عادي بالنسبة لينا. كيران قال كام نكتة، وحسيت إن ده طبعه العادي. هو فعلاً دمه خفيف بس اللي مش فاهماه هو ليه مش بيظهر ده كتير. شكله بيكون هادي أغلب الوقت، مش كأنه خجول، بس هو مش عايز يشارك أي حاجة مع أي حد. بس قال لي إنه بيروح الجامعة دي من أول سنة في الكلية. هو في تالتة زيي فمستغربة إني مشفتهوش قبل كده. "كيران، شكراً إنك ساعدتني. مكنتش عايزة أعمل ده لوحدي بجد. مش عارفة أنتوني بيعملها إزاي." "أيوة، مفيش مشكلة. هو بني آدم كويس، حتى لو هددني بالطرد." كيران ضحك وسرح شعره بإيده، وبص على الأرض تاني ومش باصص في عيني. التيشيرت التكنولوجي الأخضر بتاعه اترفعت شوية وهو بيعمل كده، ولمحت بطنه المشدودة.

    ضحكت معاه وإحنا ماشيين راجعين مكتب التكنولوجيا عشان نسيب الحاجات اللي م استخدمناهاش. "عايز نقف نشرب قهوة بسرعة؟" سألته وإحنا داخلين على الكافيه اللي في المبنى بتاعنا. "آه، أكيد. على حسابي." "لأ، مش لازم تعمل كده،" اعترضت. "أنت اللي ساعدتني النهارده." "أيوة، عارف. بس حسيت إني مدين لك بواحدة لإني كنت غريب معاكي أوي. وعشان موضوع النادي." كيران مبصش عليا وهو بيهمس آخر جزء من كلامه. كيران طلب موكا كراميل مثلجة وشاورلي أطلب أنا من الباريستا. طلبت اللاتيه الكراميل الدايت بتاعي وبعدين هو دفع. مش عارفة أقول إيه رد على كلامه. بعد كام لحظة وإحنا مستنيين المشروبات بتاعتنا، قولت بهدوء، "عشان تبقى عارف، أنا مكنتش زعلانة أوي على الموضوع اللي بتتكلم عنه ده..." بصيت على كيران من طرف عيني، بستنى أشوف رد فعله. هو كان باصص لقدام، بس شفت رعشة بسيطة في شفايفه. نزل عينيه على الأرض وتمتم، "أيوة، تخيل أنا كمان مش زعلان أوي."

    بعد كام يوم، وأنا سايقة راجعة البيت عشان أشوف بابا، أليس بتتصل. وصلت تليفوني بالبلوتوث ورديت. "يا بت! كنتي فين؟" صرخت أول ما المكالمة اتوصلت. "آسفة يا جيم. كنت مشغولة أوي مع المحاضرات. وكمان... ممكن يكون قابلت حد،" أليس ضحكت بصوت خفيف. أليس مبتضحكش كده أبداً. إيه اللي خلانا احنا الاتنين نضحك فجأة؟ "امم، فين؟ ليه لسه بسمع عن الموضوع ده دلوقتي؟" "مكنتش عايزة أبوظ الدنيا. أنت عارفة حظي عامل إزاي! قابلته في النادي الليلة التانية دي وأنتِ كل شوية رايحة الحمام. رقص معايا شوية وبعدين اداني رقمه في آخر الليل. خرجنا كام مرة نشرب قهوة ونذاكر الأيام اللي فاتت دي. دمه خفيف أوي وكمان شكله حلو." أليس طايرة من الفرح وأنا فرحانة عشانها. هي عادةً مبتبقاش معجبة بحد كده، يبقى الشخص ده عمل فيها شغل جامد. "أنا مبسوطة لك أوي. مش لازم تقوليلي تفاصيل كتير دلوقتي يا ست المتفائلة، بس مستنية التفاصيل في وقت ما!" "وعد. طيب، فيه أي جديد من ناحيتك أنتِ؟" اتكلمت مع أليس عن يوم شغلي مع كيران من كام يوم. شرحت لها إزاي هو مضحك بس إزاي بيقلب الموضوع بسرعة. حتى حكيت لها عن تعليقه عن النادي. "استني استني. ارجعي ورا. إيه اللي حصل في النادي ده؟!" أليس صرخت. يا لهوي. اتضايقت شوية، لما افتكرت إني محكتلهاش عن الموضوع ده. مش عارفة ليه بس كنت عايزة أخليه سر لنفسي شوية.

    "زقني على الحيطة برا الحمام، بعد ما كنت برقص مع الواد التاني. فضل باصص على وشي كام لحظة وهو ماسك إيدي فوق راسي. كان الموضوع... مثير شوية،" ضحكت، ومكسوفة شوية. "ده شكله كان سخن. يا لهوي. بس مش كان بيبوس واحدة تانية قبل كده؟" "متفكرنيش. مش فاهمة إيه اللي بيحصل معاه. كل اللي أعرفه إني محتاجة أتكلم عن الموضوع ده في العلاج ومحتاجة أبعد عن الموقف ده شوية. فيه توتر كتير أوي لما بكون حواليه ومحتاجة طريقة أكسر بيها التوتر ده." "طيب، أنا عارفة إزاي ممكن تطلعي شوية من التوتر ده..." "متكونيش منحرفة يا أليس." ابتسمت على تعليقها وقولتلها إني قربت أوصل بلدي وهبعتلها رسالة بعد معاد دكتور العلاج بتاعي. قفلت المكالمة وسقت كام دقيقة كمان لحد ما ركنت عند مكتب الدكتور بتاعي. نزلت من عربيتي الجيب البنفسجي المستعملة اللي بتشرب بنزين كتير ودخلت المكتب، ولاحظت إنهم أكيد عملوا شوية تغييرات في الديكور مؤخراً. "أهلاً يا سو. فيه دهان جديد على الحيطان؟" سألت موظفة الاستقبال. "أيوة يا حبيبتي. شكراً إنك لاحظتي. فكرنا نغير الجو شوية." رفعت حواجبي ليها كإني بسألها إزاي اللون البيج ده يعتبر "تغيير جو". "مش عارفة يا جيم. مش عارفة." ضحكت على رد فعلي وخلصت إجراءات دخولي، وقالتلي إن ستاسي هتكون متاحة قريب. جلساتي الشهرية مساء الجمعة بتكون أحسن حاجة لإني عادةً بكون آخر واحدة في المكتب، وبعرف الموظفين أكتر من المرضى التانيين. كمان بقالي سنين بشوف ستاسي، فعارفة الموظفين بتوعها كويس. ستاسي عندها عيادتها الخاصة ومعاها دكتورة علاج نفسي تانية، وهما بيشتغلوا مع بعض بقالهم كتير. المكتب الصغير ده كان دايماً مكان آمن ليا أجي فيه بمشاعري لما مكنتش مرتاحة أشاركها في أي مكان تاني. "جيمي؟" وقفت ومشيت ناحية مكتب ستاسي وهي فاتحة لي الباب. "أهلاً يا جيمي، عاملة إيه؟" ستاسي ابتسمت لي وسرحت شعرها الأشقر على كتفها وقفلت الباب وراها. "آه، زي العادة يعني." دي بتكون تحيتي المعتادة لستاسي في بداية كل جلسة من جلساتنا. بقت طقس من كتر ما حياتي كانت أي حاجة غير "عادية".

    في جلستي مع ستاسي، اتكلمنا عن قلقي وهوسي الخفيف في أول الأسبوع بنظافة الشقة. شرحت لها إن أليس لسه بتساعدني في الموضوع ده، وده ناجح لحد دلوقتي. اتكلمت معاها كمان عن توتري وأنا رايحة البيت أشوف بابا بعد جلستنا، وده موضوع بيتكرر كتير في كلامنا. وفي الآخر، موضوع كيران والمشاعر اللي حسيتها ناحيته طلع على السطح. "شكله كده عامل زي السخن والبارد. تفتكري ليه كده؟" ستاسي سألت بفضول بعد ما شرحت لها موقفي الحالي مع "السيد الغامض"، زي ما أليس بتسميه. "مش متأكدة بصراحة. كأنه بيبصلي، بيبصلي بجد، وده بيأثّر فيه بطريقة ما. مش عارفة لو بفكرّه بحد وده بيخليه أقل انفتاحاً ولا بيخليه أكتر انفتاحاً. ممكن الاتنين؟ شكله بيكون واثق من نفسه أوي ساعات وساعات تانية بيكون قافل على نفسه." "إيه إحساسك تجاه تصرفاته دي؟" "متلخبطة، أعتقد. بصراحة هو واخد عقلي. مش فاكرة إن ده بيأثّر عليا بالسلب في ثقتي بنفسي أو قيمتي دلوقتي. أعتقد الموضوع كله إني بفكر كتير في اللي هو بيفكر فيه وإيه اللي ممكن أكون عملته عشان يبصلي بالطريقة دي. أنا كمان منجذبة له جداً فأكيد ده جزء من الموضوع." ضحكت على اعترافي وستاسي ابتسمت لي. أنا مبسوطة إني بقدر أكون صريحة معاها كده. "أنا مبسوطة إنه مش بيأثر عليكي على قد ما أنتِ شايفة، بس شكله كده أنتِ شايفة نفسك أقل شوية. تصرفاته دي ملهاش علاقة بيكي. أنتِ عملتي معاه 'شغل العلاج النفسي' خلاص لما حاولتي تحللي إيه المشكلة، زي مثلاً لما قلتي إنك ممكن تكوني بتفكريه بحد. ده كويس. بس متفكريش فيها على إنها 'إيه اللي ممكن أكون عملته' عشان يخليه يعمل كذا وكذا وكذا. أنتِ معملتيش حاجة. الكلام ده منطقي؟" هزيت راسي لستاسي، فاهمة قصدها. معنديش أي فكرة ليه تصرفاته مضايقاني أوي كده، بس بجد عايزة أعرف عنه أكتر. "ده كل الوقت اللي عندنا يا جيمي. أشوفك الشهر الجاي؟" ستاسي وقفت بالراحة وادتني نظرتها المعتادة اللي فيها تعاطف، عارفة إني لازم أروح أشوف بابا دلوقتي. هي عارفة قد إيه أنا بكره الموضوع ده. "أنتِ عارفة رقمي لو حصل أي حاجة." "شكراً يا ستاسي."

    سقت العشر دقايق لحد بيت بابا، عارفة إني مش مستعدة أشوفه دلوقتي بالظبط. بابا هو عيلتي الوحيدة وبحبه أوي، بس لو قولت إن عندي "عقدة أب" يبقى ده كلام خفيف. بابا كان دايماً بيحب فكرة إنه يكون عنده طفل، بس عارفة إنه كان عايز ولد. بصراحة، أعتقد إنه كان عايز فريق كورة كامل من الأولاد. أنا عمري ما كنت رياضية، بس حاولت أقضي وقت معاه وأنا صغيرة عن طريق إني أتفرج على أفلام خيال علمي وألعب ألعاب فيديو. كان بيعاملني كإني النسخة الصغيرة منه، وأعتقد إني فعلًا كده في حاجات كتير. ومع فكرة إنه شايفني نسخة مصغرة منه، كان كمان عنده نفس التوقعات مني. كان عايزني أجيب شهادة في تكنولوجيا المعلومات وأشتغل معاه في الشركة اللي بيديرها. ده مكنش بيهمني وأنا صغيرة ولسه مش بيهمني دلوقتي. هو بيكره إني اخترت طريق العلاج النفسي لإنه حتى لو العلاج النفسي أثبت إنه أحسن حاجة حصلت لي في حياتي، هو مش مؤمن بيه. ركنت عربيتي في الجراج وأخدت نفس عميق قبل ما أنزل وأجيب شنطة الليلة الواحدة من الكنبة اللي ورا. دخلت من الباب الأمامي بعد ما خبطت مرة واحدة، عارفة إنه هيكون مفتوح عشاني. "يا بابا، أنا وصلت." سمعت صوت خطوات نازلة من السلم اللي على يميني. "أهلاً يا حبيبتي. كويس إني شفتك. كان عامل إيه معادك؟" على الأقل لسه بيسأل عن مواعيدي، دي حاجة كويسة. "كان كويس. ستاسي بتسلم عليك." "تمام أوي. أنا معملتش عشا. كنت بفكر نطلب أكل من برا ونتفرج على فيلم؟ إيه رأيك؟" "هايل،" اتضايقت جوايا. ده نفس الروتين اللي بنعمله من ساعة ما روحت الجامعة. باجي البيت مرة في الشهر عشان مواعيدي وأزوره، بناكل من برا ونقضي وقت نتفرج على فيلم أو نلعب ألعاب فيديو. مفيش حاجات تانية كتير في علاقتنا دلوقتي وده بيأثر عليا أكتر ما كنت عايزة. من ساعة ما قررت إني مش همشي في طريق تكنولوجيا المعلومات، مبقتش باخد اهتمام كتير وده شيء اتعودت أتقبله. "يلا نجيب أكل من المكان الجديد اللي في آخر الشارع. عندهم فراخ سمسم تحفة." "تمام، كويس. ممكن تطلب لي اللي عادةً بطلبه من أي مكان تاني؟ أنا هطلع أوضتي بسرعة وبعدين هنزل." "أكيد." طلعت السلم لأوضتي اللي قضيت فيها طفولتي، وقفت في الطرقة أبص على صوري اللي مالية الحيطان. البيت ده شكله عامل زي متحف حياتي، فدايماً بحس فيه برهبة. اترعشت شوية وأنا بفتح باب أوضتي. حطيت شنطتي على السرير، وقعدت وأخدت الصورة اللي على الكومودينو اللي جنب سريري. حضنت البرواز على صدري، متضايقة من نفسي إني لسه محتفظة بصورة ماما دي جنب سريري طول الوقت ده.

    في الصورة، ماما شعرها أحمر طويل. حاضناني في حضنها وهي قاعدة على زحليقة في جنينة، وابتسامة كبيرة على وشوشنا. ماما مشيت لما كان عندي تلات سنين، فمش فاكرة حاجات كتير عنها. الصورة دي هي اللي ببص عليها لما بحاول أتخيل ذكريات أنا اللي مألفاها في دماغي. بابا دايماً بيأكد لي إن مشيها مكنش له علاقة بيا، بس إزاي ميكونش له علاقة؟ برافو لستاسي إنها بتساعدني في العقدة دي في العلاج. رجعت البرواز مكانه، وطلعت تليفوني من جيبي وبعتت رسالة سريعة لأليس. أنا: وصلت. صيني النهاردة، يا مفاجأة. أليس: كويس إنك وصلتي بالسلامة. على الأقل أكل ببلاش! استغلي الفرصة. عاملة إيه مع ستاسي؟ أنا: عندك حق. #طالبة_جامعية_مفلسة كانت كويسة مع ستاسي. مش قادرة أستنى لما أرجع بكرة. بحبك! أليس: وأنا كمان بحبك. استحملي! "يا جيمي، هتنزل؟ كنتي عايزة تتفرجي على فيلم إيه؟" بابا زعق من تحت. اتنهدت بضيق. هو يوم واحد بس في الشهر، فمفروض ميكونش عندي صعوبة كبيرة إني أكون هنا. الموضوع صعب لما بحس إني مش متقبولة في عيلتي. مش بس بابا مبقاش بيظهر كتير، لكن كمان مفيش حد من عيلته موجود في حياتي. هو مبيردش سيرة أجدادي، بس عارفة إنه معندوش إخوات. دايماً كنت بستغرب إيه اللي حصل اللي خلانا غربا عن كل الناس دي. مش غريبة إني احتاجت علاج نفسي كتير أوي كده.

    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX