رواية رائحة القدر
رائحة القدر
2025, سهى كريم
فنتازيا حضرية
مجانا
أميليا، خريجة الكيمياء الطموحة، وداميان كروفتس، الألفا الشاب والقوي. بحث أميليا عن وظيفة أحلامها يقودها مباشرة إلى عرين قطيعه، حيث رائحتها الفريدة تشعل ناراً بدائية في قلب داميان. تتصاعد الأحداث بين مقابلة عمل مصيرية وشعور غامض بالانجذاب، لتعلن عن بداية قصة حب غير تقليدية بين عالمة بشرية وزعيم مستذئبين، وسط أسرار وقوى خارقة للطبيعة
أميليا
خريجة كيمياء طموحة تبحث عن وظيفة أحلامها. تبدو طيبة ولديها إصرار، لكنها تشعر بالتوتر بسهولة. تنتمي في الأصل إلى قطيع صغير لكنها تعيش في منطقة نفوذ قطيع آخر. تتميز برائحة فريدة من الياسمين والفانيليا.داميان
الألفا الشاب لقطيع الليل، يوصف بأنه الأصغر والأكثر شراسة. ناجح في مجال الأعمال ووسيم. تنجذب إليه أميليا بشكل غريزي بمجرد أن يشم رائحتها، مدركاً أنها نصيبه.روب سوندرز
البيتا والنائب التنفيذي لشركة كروفتس المحدودة. هو من قام بمقابلة أميليا وتوظيفها. مرتبط بشيلي.
:أميليا النهارده، بعد شهرين بالظبط من ما اتخرجت من كلية الكيمياء، هقدم على شغلانة الأحلام في مركز أبحاث "كروفتس المحدودة". صحيت وأنا مدروخة شوية بس متحمسة جداً، نطيت على الدش عشان أفوق. كنت عايزة أعمل انطباع كويس، فدعكت جسمي بغسول بريحة الياسمين وغسلت شعري البني بالشامبو اللي ريحته فانيليا. بعدين لفيت فوطة حوالين نفسي واستخدمت السيشوار والمكواة. لبسي كان رسمي: جيبة قلم سودة، وبلوزة حمرا، وجاكت بدلة أسود. كملت اللوك بمكياج خفيف وكعب عالي لونه نود. مسكت شنطتي وقفلت باب شقتي، وصرخت بسرعة "مع السلامة" لزميلتي مادي اللي أشك إنها صاحية أصلاً. قررت أمشي لحد مبنى الشركة عشان الجو كان حلو، وبيتي أصلاً مش بعيد، يا دوب تلت ساعة مشي. بدأت أتوتر وحسيت إن حاجة كبيرة هتحصل، بس لما قربت من المبنى شميت ريحة مستذئبين جوا، وده ريح بطني شوية. أنا أصلاً من قطيع صغير بتاع أهلي في كورنوال، بس من ساعة ما نقلت لندن ما انضمتش لقطيع تاني، وبدل كده طلبت إذن من قطيع الليل إني أعيش في منطقتهم. بس عمري ما قابلت الألفا، اللي المفروض إنه أصغر وأشرس ألفا في العالم وعنده واحد من أقوى القطعان، وكمان معروف بجماله وشغله الناجح... اللي أنا ماشية ناحيته دلوقتي. مش مصدقة... فكرت وأنا بدخل البرج اللي بيطلع هوا ساقع على وشي. ده بجد بيحصل. فاضل لي مقابلة واحدة عشان آخد شغل هنا. شغلانة هتديني فلوس كفاية عشان ما أقلقش من ديوني، وكمان شغلانة هتبسطني. بعد ما دخلت الصالة الكبيرة، مشيت لحد مكتب الاستقبال وقدمت نفسي للبنت الشقرا اللي قاعدة برسمية ورا مكتب رخامي. "أهلاً، أنا اسمي أميليا جرينج و-" بدأت أتكلم بس قاطعوني. "أهلاً يا آنسة جرينج، كنا منتظرين حضرتك. اتفضلي استريحي هنا لحد ما أبلغ الأستاذ سوندرز بوصولك." رجعت تكتب على الكمبيوتر قبل ما أقدر أتمتم بـ "شكراً" وأنا بتحرك ناحية الكراسي الفاضية. سرحت في أفكاري، عمالة أفكر في اللي هيقابلني، البيتا والنائب التنفيذي لشركة "كروفتس المحدودة"، لما نادت عليا موظفة الاستقبال. "الأستاذ سوندرز هيستقبل حضرتك دلوقتي. اتفضلي بالأسانسير للدور التالت واقعدي برا أوضة رقم 34. بالتوفيق." ابتسمت لي ابتسامة تخطف الأنفاس، وأنا رديت عليها بابتسامة قلقة مني. مش قادرة أبطل توتر، بس اللي بفكر فيه دلوقتي هو يا ترى كل اللي بيشتغلوا هنا موديلز شقر؟! دخلت الأسانسير وضغطت على زرار الدور التالت قبل ما أبص على صورتي في واحدة من الأربع حيطان اللي فيها مرايات. شكلي كويس أعتقد... باستثناء إني مش رفيعة بس مش هينفع أقلق من الموضوع ده دلوقتي. سمعت صوت "بينج" والصوت اللي فوق دماغي قال "الدور الثاني". استنيت الأبواب تتفتح واللي هيدخل يدخل عشان نكمل رحلتنا. أول ما الأبواب اتفتحت، غمرتني ريحة تجنن وبصيت حواليا بسرعة و"سكارليت"، ذئبتي، عوت. دخل راجل في الخمسينات وضغط على زرار الدور الـ 12، بس عرفت على طول إنه مش نصيبي التاني. بدل كده، وأنا ببص من الأبواب اللي بتقفل، شفت حد ماشي من بعيد عنده ضهر يجنن وبدلة حسيت فجأة إني عايزة أقطعها. كنت عايزة أطلع أجري وراه بس هزيت راسي وركزت على المقابلة اللي في الدور اللي فوق. لما الأسانسير عمل صوت "بينج" والصوت اللي فوق قال "الدور التالت"، بطني اتقلبت وأخدت نفس عميق. ابتسمت للراجل اللي في الأسانسير وطلعت على أوضة مدورة فيها مكتب وكنب في النص وعشر بيبان وكل باب قدامه كرسي على الطرف. دورت على أوضة رقم 34 وقعدت على الكرسي المريح اللي براها، وضامة إيدي في حضني. لما سمعت باب بيتفتح على شمالي، بصيت بسرعة وشفت راجل طويل وعريض لابس بدلة كحلي وبيبتسم لي. قمت بسرعة ومديت إيدي الصغيرة اللي كانت بتترعش شوية للراجل وقدمت نفسي: "أهلاً، أنا أميليا جرينج، سعيدة بمقابلتك." الراجل، اللي أكيد هو الأستاذ روب سوندرز، مسك إيدي وهزها ورد: "السعادة كلها لي يا آنسة جرينج." وشاور لي أدخل. "اتفضلي، بعد ما قريت السيرة الذاتية بتاعتك كنت متحمس جداً إني أقابلك." وشي احمر غصب عني من كلامه وتمتمت بسرعة "شكراً" وبعدين قعدت قصاده. "طيب يا آنسة جرينج، عايز أسألك إيه اللي ممكن تضيفيه لشركة كروفتس المحدودة؟" سألني بوش ما فيهوش أي تعبير، وده خلاني أتوتر أكتر. نضفت زوري ورديت بصوت واثق: "يا فندم، هقدر أجيب معايا شغفي. أنا بحب كل حاجة ليها علاقة بالعلم ومتحمسة جداً لفكرة إني أشتغل وأطور تكنولوجيا جديدة تغير حياة الناس. لو أخدت الشغل ده، هشتغل بجد جداً عشان أعمل اللي عليا وأضمن النجاح المالي والعالمي لشركة كروفتس المحدودة." حسيت بالرضا عن إجابتي، وشفت الأستاذ سوندرز بيبتسم. "أنا سعيد جداً إني أبلغك إنك اتقبلتي في الوظيفة. كنا بنعمل مقابلات للشغل ده بقالنا سنين زي ما يكون، والأستاذ كروفتس كان... صعب جداً في اختياره. أول ما شاف السيرة الذاتية بتاعتك طلب مني إني أعمل معاكي مقابلة ولو حسيت إنك المناسبة لازم أوظفك فوراً! أهلاً بيكي!" ما قدرتش أبطل ابتسام. أكيد كنت باينة زي العبيطة اللي فرحانة بس ده بالظبط اللي كنت عليه. أنا أخدت الشغلانة يا جدعان!!! "شكراً، شكراً جزيلاً!" لو ما كانش فيه حد معايا دلوقتي كنت هعمل رقصة الفرحة الصغيرة بتاعتي. "تقدري تبدئي شغل فوراً؟" سألني الأستاذ سوندرز. "أكيد، أنا مستنية أبدأ." رديت وهو ابتسم لي ابتسامة من القلب قبل ما يطلب مني أروح معاه برا. وداني تاني للأوضة المدورة الكبيرة وبعدين رجعنا للأسانسير. "زي ما حضرتك عارفة أكيد، الدور الأول ده بتاع الاستقبال والترحيب، وكمان فيه الكافيه بتاعنا وغرف الانتظار. الدور التاني فيه مكتب الأستاذ كروفتس والأرشيف بتاعه. الدور التالت فيه مكاتب فردية، معظمها مخصصة للشؤون المالية والإدارية والتوظيف. حضرتك هتكوني موجودة أساساً في الدور الرابع. ده اللي بتسجلي فيه دخول وخروج، وهيكون عندك مكتب خاص بيكي. الدور الخامس فيه كافيتريا وغرفة البريد. وبعدين الأدوار من السادس لحد الحادي عشر دي مخصصة للأبحاث. وأخيراً الدور الـ 12 ده مكان ترفيهي مفتوح ممكن يتأجر للحفلات بس الناس بتستخدمه أساساً في وقت استراحة الغداء." يا خبر أبيض! معلومات كتير أوي، بس أول ما دخلنا الأسانسير والأستاذ سوندرز ضغط على زرار الدور الرابع حسيت إني في بيتي. لما وصلنا الدور الرابع، الأستاذ سوندرز راح ناحية مكتب قاعدة عليه ست شعرها أحمر وفيها نمش. كانت تجنن، وعرفت من طريقة بصها للأستاذ سوندرز إنهم نصيب بعض. باس خدها وبعدين عرفني عليها. "أهلاً بيكي يا أميليا، أنا اسمي شيلي، يا ريت تقوليلي شيلي، أنا حاسة إننا هنكون أصحاب أوي!" ابتسمت لها، حسيت إنها عندها حق، مش بس هي من النوع اللي مبسوط طول الوقت، دي كمان باينة طيبة بجد. "أهلاً بيكي يا شيلي، وأنا كمان حاسة كده." الأستاذ سوندرز كح وكشر لنا. "أظن إني هسيبكم أنتم الاتنين مع بعض. كلموني لو احتجتوا أي حاجة." ولوح لنا بإيده وهو بيرجع للأسانسير. "يلا، هوريكي مكتبك، تعالي ورايا." مشيت وراها وأحنا ماشيين في ممر طويل عرفت إن شيلي ما بتبطلش كلام. لونها المفضل هو البينك، وعندها قطتين، وحامل في الشهر التاني، وكنت صح، هي مرات بيتا قطيع الليل، روب سوندرز. "وصلنا، هسيبك تستقري. لو شغلتِ الكمبيوتر بتاعك (أبل ماك، بجد دول أكيد أغنيا أوي) الإيميل بتاعك متسجل أصلاً. أشوفك على الغداء بعد ساعة؟" "أكيد، يا ريت." ابتسمت لها. وشها نور، "تمام، أنا هاجي آخدك." وبابتسامة أخيرة ولوحت لي ومشيت، وسابتني أتعود على مكتبي الجديد. كان متزين حلو بألوان كريمي وخشب فاتح وشبابيك كبيرة وشوية زرع في قصاري. رحت ناحية المكتب وفتحت الكمبيوتر. على طول عمل صوت "بينج" وشفت 30 إيميل وصلوا... يا لهوي، ده بسرعة أوي! داميان كروفتس: بعد ما خلصت اجتماع مع أبويا بخصوص شغل القطيع، رجعت مكتبي وأبويا دخل الأسانسير. والأبواب بتقفل شميت ريحة ياسمين وفانيليا... أحلى توليفة في الدنيا! لفيت بسرعة عشان أحاول أشوف مصدر الريحة الجامدة دي، بس لقيت أبواب الأسانسير اتقفلت والسهم اللي بينور طالع لفوق. هزيت راسي ودخلت مكتبي، ورجعت لأوراقي. في نص الشغل، البيتا بتاعي روب اقتحم الأوضة. بس أول حاجة لاحظتها الريحة الحلوة اللي طالعة من إيده. ذئبي شاف الدنيا حمرا، وقبل ما أستوعب لقيت نفسي لازق روب في الحيطة وبزأر في وشه. "فينها؟!" زمجرت، بالعافية متحكم في جسمي. "اهدى،" روب طلع صوت بالعافية، "أنا وظفتها. هي مع شيلي في الدور الرابع دلوقتي." سيبته وطلعت من مكتبي زي المجنون ورايح على الأسانسير على طول. في الأسانسير ما بطلتش رايح جاي، ولما فتح في الدور التالت زمجرت والأبواب اتقفلت قبل ما اللي واقف يستنى يركب. لما وصلت الدور الرابع أخيراً، لقيت مكتب شيلي فاضي، ولما مشيت ورا ريحة الياسمين والفانيليا لحد مكتب، لقيته هو كمان فاضي. بس افتكرت إن شيلي بتروح تتغدى كل يوم الساعة 12:30 عشان تتفادى الزحمة بتاعة الساعة 1. عرفت كده جريت تاني على الأسانسير وضغطت على زرار الدور الخامس. بدأت أفقد أعصابي ولو حد وقف في طريقي أقسم بالله هيتمنى إنه ما اتولدش. وصلت الدور الخامس وزعقت عشان أوصل للكافيتريا، اللي ما كانتش زحمة أوي، ويا لهول المفاجأة لقيت شيلي قاعدة مع واحدة تانية كانت مدية لي ضهرها. كان واضح أوي إن الريحة طالعة منها، ولما لفت عشان تشوف إيه الصوت ده، عينيا جت في عينيها الزرقا الحلوة وعرفت إنها نصيبي التاني.