رواية صليب مدنس - قسيس يقع في الخطيئة
صليب مدنس
2025, مينا مسعود
رواية فلسفية
مجانا
قسيس اسمه أمياس فيتيلو، بيعترف بخطيئته الكبيرة مع كاتبة جديدة اسمها لانا ألور. هو استخدم سلطته ككاهن عشان يوقعها في حبه، و بقا مهووس بيها و بيستمتع بإيذائها جسدياً. الغريب إنها كمان بتحب ده و بتستمتع بالألم، و ده بيخليه يدمن عليها أكتر. شخصيته معقدة ومظلمة. بيعترف إنه كسر وعوده الدينية وارتكب خطيئة كبيرة مع لانا. هو مهووس بيها وبيستمتع بإيذائها جسديًا
أمياس
قسيس كسر وعوده الدينية وارتكب خطيئة كبيرة مع لانا. هو مهووس بيها وبيستمتع بإيذائها جسديًا، وده بيورّي قد إيه هو متناقض بين منصبه الديني ورغباته المظلمة.لانا
كاتبة أمريكية شابة، انتقلت لإيطاليا عشان تعيش حلمها. لانا بتبان لطيفة وبتستمتع بالحاجات البسيطة زي قراءة الكتب. لكن شخصيتها فيها جانب غامض، لأنها بتستمتع بالألم وبتوصف نفسها إنها "مدمنة ألم"، وده بيخلي علاقتها بأمياس أعقد بكتير.
على ركبي قدام تمثال المسيح المقدس، و أنا لابس هدوم الكاهن و الصليب حوالين رقبتي، موطي راسي و بعترف بخطيتي. "سامحني يا أبونا، أنا خطيت. أنا كسرت عهودي، أنا دنست المكان المقدس ده..." بتردد و إيدي بتترعش و أنا ماسك سبحة الوردية. "أنا..." ببلع ريقي بصعوبة. "أنا نمت مع ست يا أبونا. أخدت بكارتها و الصليب حوالين رقبتي." بقبض على السبحة أكتر، صوابعي ابيضت. بكمل بصوت واطي و متوتر "ما كانتش أي ست يا أبونا. دي لانا ألور. الكاتبة اللي نقلت الحي الأسبوع اللي فات. أنا... أنا بقيت مهووس بيها." بسكت، نفسي بيبقى قليل. "استغليت منصبي ككاهن عشان أتحكم فيها، عشان أخليها بتاعتي. أنا أذيتها يا أبونا. و استمتعت بإيذائها. أصوات وجعها، متعتها... ملت الكنيسة دي." صوتي بيتحول لوشوشة و أنا بعترف بأغمق أجزاء هوسي. "ربطتها في أوضة الاعتراف يا أبونا. ضربتها على مؤخرتها، سيبت علامات على جلدها المثالي. خليتها تمص... هدومي الكهنوتية." بسكت، وشي بيتغير من الخجل و الإثارة. "و الأسوأ يا أبونا... إني عايز أعمل كده تاني. عايز أربطها، عايز أسمعها تتوسل للرحمة، للمزيد." "عايز أعلم على جسمها عشان الكل يعرف إن راجل لمسها." بكمل اعترافي المظلم. "عايز أخليها تقول لي 'أبونا' و أنا جواها. عايز أخليها تعيط، عايز أخليها تصرخ. و الأسوأ، إنها بتحب كده." "هي مدمنة ألم يا أبونا." بوشوش، صوتي فيه نوع من التبجيل. "بتحب لما أضربها، لما أشد شعرها، لما أقولها 'بنت وسخة'. بتوصل لذروتها بقوة لما بأذيها." "و ربنا يسامحني، أنا بحب أخليها توصل لذروتها. بحلم بطرق جديدة عشان أأذيها، عشان أخليها تصرخ. زي إني أربطها بالكراسي، أفتح رجليها..." بلسان على شفايفي لا إرادياً. "أو إني أستخدم المية المقدسة عشان أخليها رطبة." "بقيت مدمن على وجعها يا أبونا. الطريقة اللي بتأن بيها لما بقرص حلماتها، الطريقة اللي بتقوس بيها ضهرها لما بضربها على مؤخرتها... و دموعها. ربنا يسامحني، بس دموعها أجمل حاجة شفتها في حياتي." بمرر صباعي على شفتي اللي تحت، فاكر طعم دموعها مخلوطة بالمني. "بخطئ كل ما أفكر فيها." بسكت، بتنفس بصعوبة. "و أنا بفكر فيها طول الوقت." باخد نفس عميق. "أنا أمياس فيتيلو و ده اعترافي ككاهن أخطأ." ______ الفصل الأول لانا "شكراً يا جماعة على مساعدتكم" بقول و أنا بألوح بإيدي للرجالة اللطيفة اللي ساعدوني أنقل حاجتي لشقتي الجديدة. مش مصدقة إني أخيراً نقلت لبلد أحلامي. ببدأ أفضّي كتبي و أرصها في الرفوف. ككاتبة، أنا بحب القراية و كتابة كتبي الخاصة. أنا ممتنة لنفسي و أنا عندي ستاشر سنة لما حبيت الكتب و قررت أكتب قصصي الخاصة، اللي دلوقتي خلّتني و أنا عندي اتنين و عشرين سنة أعيش حياة أحلامي. ببدأ أفضّي بقية الحاجات و أرصها في أماكنها. أخيراً بعد خمس ساعات، خلصت فض و تزيين أوضتي. من كتر التعب، بطلب أكل جاهز و بقعد على كنبتي في هدوء. بطلع اللاب توب بتاعي و ببدأ أشتغل على روايتي الجديدة. بعد نص ساعة، الأكل بيوصل و بنقض عليه زي واحدة ميتة من الجوع و بقع على الكنبة و بنام. الصبح بدري "صباح الخير يا إيطاليا!!" بصرخ بسعادة و أنا بفرد دراعاتي. مش من عادتي أكون سعيدة و عندي طاقة كده الصبح، بس بما إني في بلد جديد، ده استثناء. باخد شاور بسرعة و ببدأ أجهز لليوم. شفت كنيسة في الحي فقررت أزورها النهارده. بلبس فستاني الميدي اللبني الفاتح اللي بحمالات رفيعة و بلبس فوقيه كارديجان أبيض. بربط شعري البني الطويل كحكة واطية و بلبس كعبي الأبيض. بعمل مكياج خفيف و بلبس حلق الفراشة البسيط و السلسلة. باخد موبايلي و شنطتي بسرعة و بطلع برا. بقفل الباب و بلف ناحية المنظر الجميل اللي قدامي. مع نسيم الخريف المنعش اللي بيحرك الشجر، الحي بيتحول للوحة مرسومة بألوان البرتقالي و الأحمر و الدهبي. "بونجورنو سينورا" شاب طويل شعره أشقر بيسلم عليا بابتسامة. بابتسم له "بونجورنو سينوري" برد التحية. لازم أشكر صاحبتي المقربة ميا إنها علمتني كام كلمة أساسية بالإيطالي. "سيي نُوفو نيل كوارتييري؟" بيسألني و بضحك بتوتر و أنا بحاول أفهم هو قال إيه. بيشوفني بتلخبط فبيضحك هو كمان "سألت لو حضرتك جديدة في الحي" بيترجم لي. بضحك بهدوء لما بفهم إني اتكشفت. "أيوه، أنا لسه نقلت امبارح." برد بابتسامة. "أنا ليام ريتشي" بيقدم نفسه و بيمد إيده. بصافحه و أنا بقدم نفسي "أنا لانا ألور." "أمريكية؟" بيسأل و بهز راسي بالإيجاب. قبل ما يتكلم أكتر، تليفونه بيرن و بيبدأ يتكلم إيطالي. أنا واقفة مش عارفة أعمل إيه. يا خسارة، ليه لازم أقابله هو بالذات. مش قصدي إهانة بس أنا بجد فاشلة في الاختلاط بالناس. بيخلص المكالمة و بيلف لي بابتسامة اعتذار. "شكله لازم أقول باي دلوقتي. كان لطيف إني قابلتك يا لانا، أتمنى نتقابل تاني." "طبعاً" بقول بأدب. أخيراً بيلف و بيمشي. باخد نفس طويل و ببدأ أروح ناحية الكنيسة. لما بوصل الكنيسة، بتطلع مني شهقة. الكنيسة كانت غير أي حاجة شفتها قبل كده... كانت فريدة في كل حاجة. الكنيسة كانت عاملة زي ما تكون طالعة من فيلم قوطي. شامخة فوق معمار المدينة المحيط بيها، الكنيسة باينة كإنها قلعة مظلمة من العصور الوسطى. أبراجها المدببة بتوصل للسما، في حين دعاماتها الطائرة بتمتد زي أذرع هيكل عظمي. الأبواب الخشبية الضخمة، اللي منحوت عليها تفاصيل مشاهد من الكتاب المقدس، بتتفتح بصوت عالي عشان تكشف عن جو داخلي غرقان في شبه الظلمة. شبابيك ضيقة من الزجاج الملون بتلقي ضوء ملون على أرضيات حجرية باردة، بتصور مشاهد استشهاد و قديسين. دكك خشبية تقيلة مبطنة الممر الرئيسي، بتوصل العين للمذبح، حيث صليب ضخم بيرمي بظله. بدخل جوه و عيني بتتسع بانبهار. جوه الكنيسة الكئيبة، الهوا تقيل بريحة البخور و شمع العسل. الأقواس المدببة و القناطر المضلعة في السقف بتمتد لفوق جداً، و بتختفي تقريباً في الضلمة. أعمدة حجرية ضخمة بتسند وزن المبنى الشاهق، و وشوشها الغامضة بتبص لتحت زي حراس صامتين. على طول الحيطان، صفوف من وشوش حجرية منحوتة، معروفة باسم التماثيل القبيحة، بتبص من أماكنها العالية، كإنها بتحرس أسرار الكنيسة. واقف قدام تمثال المسيح كاهن. جسمه طويل، و جبته السودا متناغمة مع الظلال اللي بترميها الشموع المتراقصة. شعر أسود ناعم بيطل من تحت ياقته الكهنوتية، متسرح كويس و لكن فيه لمسة بسيطة من الفوضى، كإنه اتلخبط من رياح تفكير مش مرئية. كتافه العريضة بتعلى و بتنزل ببطء مع أنفاس محسوبة، بتوحي بتركيز عميق أو صلاة. جو من الغموض بيطلع من الشكل الهادي، الصامت، بيلمح لأعباء غير منطوقة أو أسرار سماوية بتقع على وشه اللي مش باين. ببص حواليا بلاقي الكنيسة فاضية. الوجود الوحيد في الكنيسة هو الكاهن الغامض ده و أنا. بكل شجاعتي، بتقدم خطوة و بتكلم "الكنيسة دي جميلة أوي." لما بيلف راسه شوية، بلمح جزء من وشه الجانبي – فك قوي، عظام خد عالية، شعر غامق و الأكتر إثارة للانتباه، عينين فضية خارقة كإنها بتحمل أسرار الكون. لو كان الوسامة الشيطانية دي شخص، كان هيبقى هو. لبسه ده درس في البساطة الصارمة و الأناقة الهادية. جبته السودا متفصلة على مقاس جسمه الطويل و الرياضي، القماش ناعم و مفهوش عيوب، نازل على طول لحد جزمته السودا اللامعة. الياقة بيضا ناصعة، بارزة بحدة ضد قماش جبته الغامق. صليب فضة بسيط متعلق بسلسلة رفيعة حوالين رقبته، مستقر كويس على القماش الأبيض. أكمامه طويلة و مستقيمة، و مفيش عليها أي زينة غير زرار كم فضي صغير على كل إيد. العينين الفضية السماوية دي بتقابل عيني الخضرا، ثابتة و مش مقروءة، كإنها بتحمل أسرار الكون أو يمكن، حاجة شخصية أكتر. فجأة أدركت إني كنت بحدق فيه. احمرار بيزحف على وشي و بدعي ربنا إنه مياخدش باله. "أنا لانا. لانا ألور." بقدم نفسي عشان أكسر الصمت المحرج ده بما إنه مرضش على كلامي اللي فات. بفترض إني قلت حاجة ملهاش رد مناسب. بيتدبس فيا للحظة قبل ما يلف ناحيتي بالكامل. بيمشي ناحيتي برشاقة تبدو خارقة للطبيعة تقريباً، كل خطوة واثقة بتقربه مني. قماش جبته السودا المتجمع بيتحرك بهدوء مع حركاته، كإنه بيتحرك بفعل نسيم غير مرئي. عينيه الفضية بتفضل متثبتة على عيني، لمعانها الجليدي كإنه بيزيد و هو بيقرب. وشه الوسيم مبيبانش عليه أي مشاعر، مجرد جو من الغموض المتأمل. لما بيقرب أكتر، بشم ريحة بخور و حاجة رجولية بشكل مميز، يمكن برفانه أو مجرد وجوده. "أنا الأب أمياس، كاهن كنيسة أدوراتوري دي ديو." بيقول، صوته رخيم و ناعم زي المخمل و فيه لكنة إيطالية واضحة. كل كلمة بتخرج من لسانه زي الصلاة، لحنية و لكن موزونة. بيميل راسه شوية، شعره الغامق بيعكس ضوء الشمع.