موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    حبيبي الممنوع | رومانسية

    حبيبي الممنوع

    2025, Jumana

    رواية رومانسية

    مجانا

    سيلينا، بنت بتعيش في عالم مليان ضغوط ومظاهر عشان ترضي أهلها البعاد. حياتها بتتقلب لما بتتباس بوسة جامدة من واحد غريب في تحدي مجنون. بتتصدم لما بتعرف إن الغريب ده هو جيمس، صاحب باباها القريب والأكبر منها بكتير. مع إن العلاقة بينهم ممنوعة بسبب مكانة جيمس وقصة حياته الصعبة، بس هما الاتنين مش قادرين يقاوموا الاشتياق لبعض. الصراع الداخلي ده بيوصل لقمته لما باباها بيسيب سيلينا تعيش مع جيمس في بيته، وهما لوحدهم والوضع بقى صعب ومغري.

    سيلينا

    شابة عايشة في عيلة غنية لكن أهلها مشغولين عنها. بتحاول دايماً تكون مثالية عشان ترضيهم، وبتلاقي الدعم والحب من مربيتها ليلي. عندها تجارب سابقة في علاقات جسدية سطحية، لكن بوسِتها مع جيمس كانت مختلفة وأثرت فيها جداً.

    جيمس

    صاحب بابا سيلينا المقرب، راجل في أواخر التلاتينات وناجح. عنده ماضي صعب خلاه يتجنب الارتباط والعلاقات العاطفية ويكتفي بالجانب الجسدي بس. هو كمان اتأثر جداً بالبوسة مع سيلينا قبل ما يعرف إنها بنت صاحبه، ودلوقتي بيواجه صراع كبير مع رغبته الممنوعة فيها خصوصاً بعد ما بقت هتعيش معاه في بيته.
    تم نسخ الرابط
    حبيبي الممنوع

    سيلينا:
    
    كنت بجهز نفسي للعشا، غرقانة في أفكاري وأنا بحط مكياج، قاعدة قدام مراية كبيرة في أوضة لبسي. الليلة صاحب بابا جاي، وأنا خلاص زهقانة من دلوقتي من كلامهم اللي مبيخلصش عن البيزنس اللي يزهق.
    
    مع إني مش عايزة، بس لازم أحضر العشا ده، عشان مقدرش أقول لبابا لأ—عايزة أسعد أهلي ومخيبش أملهم أبداً. هما دايماً مشغولين في الشغل، ومع إني نفسي في اهتمامهم، بس اتعلمت أكتفي باللحظات الصغيرة اللي بيدوهالي.
    
    "سيلينا، جهزتي؟" صوت ليلي طلعني من أفكاري.
    
    ليلي دي مربيتي من صغري—ست في سن ماما، بس أقرب لقلبي من أي حد تاني. بتديني الحب اللي طول عمري نفسي فيه من أهلي، وبتعاملني كإني بنتها. معرفش كنت هعمل إيه من غيرها.
    
    "ليلي، أنا بجد ماليش نفس أحضر العشا ده خالص،" قلت بصوت حزين.
    
    "هو عشا عادي يا حبيبتي." وهي واقفة ورايا، سرحتلي شعري. "متقلقيش نفسك. أنا هبقى قريبة منك. لو احتاجتي أي حاجة، عرفيني."
    
    كلماتها دي ريحتني شوية. "شكراً يا ليلي إنك دايماً جنبي،" رديت عليها وبصيت لها في المراية. "ويا رب بس العشا ده يخلص بسرعة. عندي جامعة بكرة."
    
    قومت من على الكرسي وبصيت على نفسي في المراية، بظبط خصلات شعري البني اللي متسرح بيرفكت. لازم أكون شكلها مفيش فيه غلطة—دايماً. أهلي مش بيستنوا مني أقل من كده، ومش مستحملة فكرة إني أديهم أي سبب ينتقدوني بيه.
    
    الفستان الأسود الشيك اللي اخترته ماسك على جسمي بالظبط، مش مكشوف أوي، بس شيك كفاية عشان يناسب معاييرهم. المكياج معمول بعناية فائقة، ومفيش فيه غلطة أو أي حاجة مش مظبوطة. الموضوع ده مرهق، الضغط المستمر ده عشان أبقى بيرفكت. بس لو ده بيخليهم مبسوطين، لو ده بيمنعهم يبصوا لي بخيبة أمل، يبقى يستاهل.
    
    نعمت قماشة الفستان على جسمي ولبست الكعب العالي.
    
    بعد ما خدت نفس عميق، نزلت تحت عشان أقعد مع أهلي. هما كانوا قاعدين بالفعل في أوضة المعيشة. ماما كانت بتلعب في التابلت بتاعها، وضوافرها المظبوطة بتنقر على الشاشة، وبابا كان بيتكلم في مكالمة شغل.
    
    "سيلينا، يومك كان عامل إيه؟" ماما سألت من غير ما تبصلي، تركيزها كله على الشاشة المنورة اللي في إيديها.
    
    "كان كويس،" رديت، وبضحك ابتسامة بالعافية. صوتي كان باين عليه مفيش حماس، بس هي ماخدتش بالها—أو مهتمتش تسأل.
    
    بابا حتى مبصليش خالص، كان غرقان في مكالمته. دي صورة عيلتنا—تلات أشخاص قاعدين جنب بعض، بس كأنهم عايشين في كوكب تاني.
    
    قعدت ساكتة على الكنبة اللي قصادهم، وإيدي مطبقة ومحطوطة في حجري بمنتهى النظام، بحاول أكتم إحساس الحزن اللي حاسة بيه من صغري. مهما كان، لازم اشتغل كويس عشان أرضيهم، لأني خايفة لو معملتش كده، الاهتمام القليل اللي باخده منهم يختفي خالص. الفكرة دي بتكسر قلبي.
    
    في اللحظة دي، الباب اتفتح، وصوت خطوات جاية عليا خلاني أركز. دخل الأوضة راجل طويل. بصيت من رجليه لفوق على جسمه العريض، بس لما عيني جت على وشه، اتجمدت مكاني.
    
    يا لهوي! ده هو—صاحب بابا، نفس الراجل اللي بوسته في البار امبارح بالليل، واللي مش قادرة أبطل أفكر فيه.
    
    إيه القرف ده؟
    
    الهوا اتشفط من الأوضة أول ما عينيه جت في عيني. تعبير وشه بان عليه إنه عرفني للحظة، بس بسرعة لم نفسه. مشي لحد بابا، وحضنوا بعض كإنهم أصحاب قدام.
    
    يخرب بيته! شكله حلو أوي ومغري بالفستان الأسود المتفصل ده. ليه لازم يكون صاحب بابا؟
    
    "جيمس! بص على نفسك—بتصغر مع الوقت!" بابا قال وهما بيبعدوا عن بعض.
    
    جيمس. هو ده اسمه؟
    
    بابا زود وهو بيضحك، "محدش هيخمن إنك في أواخر التلاتينات."
    
    أواخر التلاتينات؟ إيه؟ بجد؟ مش مصدقة. سمعت صح؟ شكله صغير أوي.
    
    حتى بعد ما عرفت إنه صاحب بابا، مش قادرة أبطل أفكر في طريقة بوسته ليا كإنه مالك شفايفي. عيني راحت على بقه غصب عني، ومش قادرة أمنع الذكرى إنها تتعاد في دماغي. فجأة حسيت إني سخنت أوي.
    
    "إيه سرك إنك محافظ على لياقتك كده؟" بابا سأله وهو لسه بيضحك.
    
    "بركز في حاجات أكتر من مجرد البيزنس، عكسك خالص،" رد عليه وهو بيهزر. "بلاقي وقت للجم والرياضة. عشان كده شكلك أكبر مني..."
    
    كنت يا دوب سامعة هزارهم، لأني دماغي كانت واقفة عند حركة شفايفه—وإزاي باسني بشغف كده امبارح بالليل.
    
    فلاش باك
    
    امبارح بالليل في النادي، كنت بلعب "صراحة أو تحدي" مع زوي وستيلا، أحسن صاحباتي. في فترة قصيرة، بقوا أكتر من مجرد أصحاب. بقوا زي أخواتي بالظبط.
    
    كنا سكرانين بالفعل، والتحديات كانت بتزيد في الهبل دقيقة ورا دقيقة. لما تحدوني أبوس أول واحد يدخل النادي، وافقت على طول.
    
    موضوع ما كانش كبير بالنسبة لي.
    
    بوست أغراب أكتر بكتير من إني أقعد أحصي عددهم. دي لعبة أنا بقيت معلمة فيها—فلرت، أبوس، وأخلي الموضوع مجرد حاجة جسدية وملهاش معنى. مش بسمح لنفسي أقع في الحب أو حتى أحس بأي حاجة أعمق. حب؟ ده رفاهية مقدرش أتحملها.
    
    بابا خلاص وضح لي إنه متوقع مني أتجوز واحد من اختياره. راجل يناسب مصالح شغله ومكانته الاجتماعية. وهعمل كده. لأني ده اللي طول عمري بعمله—أي حاجة عشان أخليه مبسوط.
    
    فـ، لما الراجل الطويل الوسيم ده دخل النادي امبارح بالليل، أنا يا دوب ضحكت لصاحباتي بلامبالاة وقفت، مستعدة أكمل التحدي.
    
    "اتفرجوا واتعلموا يا بنات،" قلت لهم وأنا بغمز، وبظبط طرف فستاني الأحمر اللي من غير كتف.
    
    وأنا بقرب منه، أكتافه العريضة ووقفته الواثقة لفتت انتباهي. كان أكبر مني، آه، بس فيه حاجة في طريقة مشيته كانت بتشد أوي.
    
    "هاي." ابتسمت له ابتسامة دلع. "إنت سنجل؟"
    
    
    
    
    
    
    أنا دايماً بتأكد إن الشخص اللي ببوسه أو بنام معاه مش متجوز أو في علاقة، لأني ماليش أي اهتمام إني أبقى مع راجل بتاع واحدة تانية.
    
    هو رفع حاجبه، مستغرب من جرأتي، بس بعدين هز راسه بابتسامة جذابة.
    
    "كويس." من غير ما أضيع ثانية، لفيت دراعاتي حوالين رقبته. الأول وقفت على طراطيف صوابعي—لأنه كان طويل أوي—بعدين ضغطت شفايفي على شفايفه. في اللحظة اللي شفايفنا لمست بعض، رعشة كهربا مشيت في جسمي، وراحت على طول بين رجلي. هو بان عليه مستغرب الأول، بس في خلال ثواني، إيده مسكت وسطي، وباسني هو كمان.
    
    مكنش مجرد بيبوسني—كان مالك شفايفي. صوابعه غرست في وسطي، وضوافره بتضغط على جلدي وهو بيبوسني بعنف وشغف. محدش باسني كده قبل كده. كانت بوسة قوية، وحقيقية، وبتنسي الدنيا. عض شفتي اللي تحت، خلاني آخد نفسي بسرعة، وبعدين مسك وشي، وقربني أكتر. البوسة بقت أعمق لما لسانه دخل بوقي.
    
    لما إيده اتحركت على وسطي وعصرته بعنف، طلعت مني آهة. مسكت شعره جامد، وجسمي داب في جسمه، كأننا مخلوقين عشان نكون سوا.
    
    يخرب بيته! أنا عمري ما حسيت كده قبل كده. جسمي كله كان نار وقلبي كان بيدق بجنون. مكنتش مجرد بوسة—كانت إعلان ملكية.
    
    في الآخر بعدنا عن بعض، وإحنا الاتنين بننهج بعد البوسة الجامدة دي. عيني جت في عينيه الرمادي اللي بتخترق. كانت حلوة لدرجة إني تقريباً ضعت فيها.
    
    صوتي بيترعش وأنا بقول، "كانت تحدي."
    
    مستنتش رد فعله. جريت بسرعة على صاحباتي، بضحك بتوتر، بحاول أفض الشعور بتاع شفايفه على شفايفي.
    
    يا رب! دي كانت أحسن بوسة في حياتي. محدش باسني بالطريقة دي المثالية. مقدرتش أمنع نفسي من إني أسأل—لو بوسِته كانت سخنة كده، يبقى إزاي هيكون جامد في السرير؟
    
    نهاية الفلاش باك
    
    حتى دلوقتي، وأنا واقفة هنا في أوضة المعيشة، وببص لجيمس، عارفة إني مبطلتش تفكير في البوسة دي. حاسة إني سخنة أوي دلوقتي. فعشان كده بسرعة استأذنت للحظة وجريت على الحمام بتاع الضيوف.
    
    بعد ما دخلت جوه، قفلت الباب، وقلبي بيدق زي امبارح بالليل.
    
    قرف! إزاي هعرف أتصرف طبيعي حواليه؟
    
    هو بيتصرف كإن مفيش حاجة حصلت بينا. ليه يتصرف غريب قدام بابا أصلاً؟ لو عمل كده، بابا هيعرف إن صاحبه باس بنته. يا ساتر، كل حاجة متلخبطة خالص.
    
    لسه مش مصدقة إني بوست صاحب بابا. مش بس كده، ده أنا كمان كنت بتخيله طول امبارح بالليل، بتخيل إحساس إيديه وشفايفه على جسمي وإزاي هيخليني أصرخ قد إيه لما...
    
    ببص على شفايفي في المراية وبلمسهم. لسه حاسة بلمسته الخشنة على شفايفي. هو بيجنني.
    
    يا رب! لازم أبطل أتخيل صاحب بابا—ده أكبر مني بكتير أوي. أنا في أوائل العشرينات وهو في أواخر التلاتينات.
    
    لو ماكنش صاحب بابا، كنت أكيد هنفذ رغباتي. بس دلوقتي، مفيش أي فرصة، ومش عايزة أخيب أمل بابا.
    
    "سيلينا، اتصرفي طبيعي وخلاص. الموضوع سهل أهو." خدت نفس عميق عشان أهدي نفسي.
    
    أول ما خرجت من الحمام، جسمي خبط في حاجة ناشفة—ومكنتش حيطة. كان هو. الشخص الوحيد اللي بيجنني.
    
    قرف! مش تاني.
    
    خليكي واثقة من نفسك وهادية يا سيلينا. تقدري تعمليها.
    
    "بص، دي كانت مجرد تحدي، ولا أي حاجة تانية،" قلت بصوت ثابت، متجاهلة إزاي قربه بيخلي نفسي تقيل.
    
    "آه، مجرد بوسة." صوته العميق، الأجش، بيبعت رعشات في جسمي.
    
    قرف! لما نظراته القوية نزلت على شفايفي، حسيت بموجة حر مشيت في جسمي. مجرد بصه منه كفاية تخليني ضعيفة ومش قادرة أقف.
    
    عينيه مثبتة على شفايفي، وشايفة ده فيهم—الرغبة الجامدة—هو عايز يلزقني في الحيطة ويبوسني تاني. ويا رب ساعدني، أنا كمان عايزة ده.
    
    بس مقدرش أخلي ده يحصل.
    
    بعدت نفسي عنه بالعافية، متجاهلة الأفكار المجنونة اللي بتتسابق في دماغي، ومشيت بسرعة قبل ما أفقد السيطرة خالص.
    
    اللي حصل امبارح بالليل، عمري ما هسمح إنه يحصل تاني أبداً.
    
    
    
    
    
    جيمس:
    
    لما سيلينا بتبعد عني، بقفل عينيا، بحاول أسيطر على نفسي، بس ريحتها لسه موجودة. من إمبارح بالليل، مش قادر أشيلها من دماغي. شفايفها، لمستها—يخرب بيتها، هي بتعمل فيا حاجة، نوع من السحر اللي خلاني مشدود ليها تماماً.
    
    لما دخلت القصر ده بدري وشفتها قاعدة على الكنبة—البنت اللي بوستها في البار—كنت مصدوم. دي سيلينا، بنت صاحبي دنفر.
    
    قرف! أنا بوست بنت دنفر.
    
    بس إزاي كنت هعرف؟ لما بوستها، مكنتش عندي أي فكرة هي مين لأني عمري ما قابلتها قبل كده. أنا جيت نيويورك من كام يوم عشان مشروع شغل. حياتي كلها في تكساس.
    
    إمبارح بالليل، طلبت من مساعدي يدورلي على معلومات عن البنت اللي بوستها، وكنت فاكر إني هعرف أوصلها. قبل ما حتى أخد تفاصيلها، الحقيقة ضربتني زي القنبلة.
    
    أنا قررت إني عمري ما هخلي دنفر يعرف إيه اللي حصل. مقدرش أخلي أي حاجة تبوظ صداقتنا. دنفر كان دايماً جنبي من ساعة ما فقدت عيلتي في حادثة العربية. هو ساعدني ألملم نفسي تاني.
    
    مقدرش أخذله أبداً، مهما كنت عايزها.
    
    وسيلينا قالت صح—هي مجرد بوسة. لازم أسيب الموضوع على كده. أنسى كل حاجة.
    
    العشا كابوس. أنا قاعد قصادها، بحاول أركز في كلام دنفر عن البيزنس، بس دماغي في حتة تانية. سيلينا شكلها يجنن الليلة، لابسة فستان أسود ماسك على جسمها بالظبط. حاسس... جوا بنطلوني. قرف! عايز أطبقها على ترابيزة السفرة دي وأعمل معاها... جامد أوي.
    
    الفتحة اللي في فستانها مبينة فخدها الأبيض الناعم، والمنظر ده بيجنني.
    
    يا رب، ساعدني.
    
    صوابعي بتأكلني من الرغبة إني ألمسها، إني أمسك فخادها، إني أقربها مني.
    
    قبضت إيدي تحت الترابيزة، بحاول أسيطر على إحباطي. لأول مرة في حياتي، حاسس إني عاجز—مش قادر آخد اللي عايزه. وأنا عايزها. كل خلية في جسمي بتوجعني عشانها، ومش قادر أبطل أتخيلها.
    
    بحاول أفضل متماسك، بس عيني بتفضل ترجع تبص عليها. كذا مرة لقطتها بتبصلي، خدودها بتحمر شوية لما بتاخد بالها إني ببصلها. مغرية أوي. كل حاجة فيها بتجنني.
    
    دنفر مش واخد باله من أي حاجة. هو غرقان في حكاياته وبيضحك وهو بيحكي عن آخر صفقة عملها. سيلينا ساكتة، ومركزة في طبقها، مع إني متأكد إنها مشتتة زيي بالظبط.
    
    بحاول أتجاهلها، بس ده مستحيل. دماغي بتفضل تعيد شريط إمبارح بالليل—إحساس شفايفها على شفايفي، وإزاي جسمها داب فيا. كان المفروض مكنش أسيبها تبوسني، بس يا لهوي، دي كانت أحسن بوسة في حياتي.
    
    رجعت قصري، وإنا مفروس أوي لأني لسه مش قادر أشيل سيلينا من دماغي.
    
    لما دخلت أوضتي، شفت شغالة بتروق. سلمت عليا بأدب قبل ما تكمل شغلها. قعدت على الكرسي الملكي بتاعي، ولعت سيجارة، وطلعت بوق دخان. ده معملش حاجة عشان يهديني. إحباطي بس بيزيد بسبب ذكريات سيلينا. هي مغرية أوي. يا ريت كانت في سريري دلوقتي.
    
    بطل يا جيمس. هي صغيرة أوي وبنت صاحبك. هي فاكهة ممنوعة.
    
    بس مهما أحاول أقنع نفسي، ده ملوش لازمة. وشها، شفايفها، وأنينها لما بوستها. قرف! مفيش أي حاجة فيها عايزة تطلع من دماغي.
    
    محتاج حاجة تلهيني. مقدرش أخلي سيلينا تأثر عليا كده.
    
    من غير تفكير كتير، أمرت الشغالة. "تعالي هنا. انزلي على ركبتك وريحيني."
    
    الشغالة طاعت من غير سؤال، ونزلت على ركبتها قدامي. فكت زراير بنطلوني وبدأت تعمللي... زي ما أمرتها. قفلت عينيا، بحاول أغرق نفسي في المتعة، بس مفيش فايدة.
    
    واحدة معينة بعينيها الزرقاء ظهرت في دماغي.
    
    قرف.
    
    ليه مش قادر أشيلها من دماغي؟ حتى بعد ما عرفت إنها بنت صاحبي، مش قادر أبطل أفكر فيها. إيه القرف اللي فيا ده؟
    
    زقيت الشغالة بعيد فجأة. "اطلعي بره."
    
    أنا متنرفز أوي دلوقتي.
    
    
    
    
    
    
    هي قامت بسرعة بتظبط هدومها قبل ما تطلع بسرعة من الأوضة. مشيت إيدي في شعري وطلعت تنهيدة فيها إحباط.
    
    بقالها سنين محدش أثر فيا كده. أنا دايماً كنت مسيطر على نفسي، عمري ما سمحت لنفسي أتعلق أو أتشتت. العلاقات دي حاجة متلخبطة وخطيرة.
    
    اتعلمت ده لما خسرت عيلتي، ولحد دلوقتي فاكر اليوم ده كويس أوي. كان عندي عشرين سنة، صغير ومليان أحلام، لما حادثة عربية خدت مني كل حاجة في لحظة. أهلي، وأختي—راحوا في لحظة. بعد كده، حلفت عمري ما أعتمد على حد تاني أبداً. الحب والارتباط مبيجيبوش غير وجع.
    
    عشان كده، أنا بعمل... من غير مشاعر بس عشان ألبي احتياجاتي. فكرة إني يبقى عندي عيلة وأخسرها تانية حاجة متتستحملش—مقدرش أستحمل الوجع ده تاني.
    
    تليفوني بيهتز على الترابيزة، طلعني من أفكاري. دي رسالة من روبن، مساعدي، فيها المعلومات اللي طلبتها عن سيلينا إمبارح بالليل.
    
    فتحت الإيميل وشفت صورتها. هي لابسة فستان أحمر، بتضحك ببهجة للكاميرا. جمالها يسحر، حتى في صورة بسيطة. صباعي راح لوحده عشان أكبر الصورة على شفايفها.
    
    الشفايف دي... لسه حاسسها على شفايفي. ناعمة زي ورق الورد وطعمها زي الفراولة.
    
    قرف.
    
    رميت التليفون على الترابيزة قبل ما أمشي إيدي في شعري بإحباط.
    
    إيه القرف اللي فيا ده؟ بتصرف زي طالب جامعة مراهق واقع في الحب. ده مش أنا. أنا مبشتغلش دماغي على الستات. باخد اللي عايزه، ولما بخلص، بسيبهم وأمشي. ده اللي دايماً بيحصل.
    
    وأنا بتمدد عشان أنام، ذكريات الليلة شغالة كإنها فيديو بيتعاد في دماغي.
    
    نظراتها.
    احمرار خدودها.
    شكل فخادها كان عامل إزاي تحت الفستان ده.
    
    طلعت صوت بوجع، وغطيت وشي بدراعي. "بطل يا جيمس. دي خط أحمر. مقدرش تكون بتاعتك."
    
    بس فكرة إني أبعد عنها حاسة إنها مستحيلة.
    
    أنا عارف حاجة واحدة متأكد منها. دي هتبقى معركة مش متأكد إني هقدر أكسبها.
    
    بعد أسبوع
    
    أنا قاعد في مكتبي، بحاول أشتغل، بس الست المعينة دي بعينيها الزرقا مش عايزة تطلع من دماغي. بقى أسبوع، وهي لسه مأثرة فيا كده. كل ما أقفل عيني، بشوفها. كل ما أتنفس، أحلف إني شامم ريحتها. ده جنان.
    
    عايز ألمس كل حتة في جسمها. بتخيل إزاي هتتوجع لما أدوق حلاوتها، وإزاي جسمها هيترعش تحت لمستي، وإزاي هتبقى ضيقة لما أغرق جواها.
    
    قرف! في حياتي كلها، عمري ما اشتقت لواحدة بالطريقة اللي اشتقت بيها ليها من ساعة ما دوقت شفايفها. معرفش القرف اللي بتعمله فيا ده إيه، بس ده بيجنني.
    
    يمكن عشان هي ممنوعة—فاكهة محدش يقدر يلمسها—والحاجات الممنوعة دايماً بتبقى أكتر إغراء. كل ما يقولولك متنفعش تاخد حاجة، كل ما تشتاق لها أكتر بجنون. وسيلينا... هي الحاجة الوحيدة اللي مقدرش أبطل أشتهيها، مهما كان ده غلط.
    
    يا رب! ليه لازم تكون بنت صاحبي؟
    
    وأنا بحاول أركز في الشغل، وأبعد رغبتي في سيلينا عن دماغي، بيجيلي تليفون من دنفر.
    
    بيقولي إن سيلينا هتقعد في قصري أكتر من شهر عشان هو ومراته مسافرين بره المدينة عشان شغل. من كام شهر فاتوا، حد هجم على سيلينا، عشان كده هو مش هيقدر يسيبها لوحدها في البيت.
    
    هو واثق فيا إني أحمي بنته من أي خطر، بس هو ميعرفش إيه الحاجات القذرة اللي بتخيل إني أعملها معاها. لو كان يعرف، عمره ما كان كلمني عشان أحميها.
    
    ودلوقتي، إزاي المفروض أحميها من نفسي؟ أكيد ربنا بيختبر صبري.
    
    يخرب بيتي! لأول مرة، بحاول أسيطر على رغباتي، وده بيخليني مفروس. الإحساس الممنوع ده، حقيقة إنها مش بتاعتي، ده بيجنني. بس رغم كده، هي بقت بتاعتي—من ساعة ما عيني وقعت عليها أول مرة، وخصوصاً بعد ما ادعيت ملكية شفايفها وعرفت طعمها عامل إزاي.
     
    

    حياتي سايكو

    حياتي سايكو

    2025, Jumana

    اجتماعيه نفسيه

    مجانا

    فتاة تتعرض للتنمر المستمر من قبل هايز في المدرسة، مما يسبب لها ألماً نفسيًا وجسديًا. تحاول إيڤ التأقلم مع حياتها المضطربة في المنزل بعد زواج والدتها من رجل آخر، وابتعاد والدها عنها. تجد الدعم من صديقاتها المقربات، لكنها تشعر بالعجز أمام قوة هايز. تتمنى إيڤ انتهاء هذه الفترة الصعبة من حياتها وتنتظر التخرج. تتخلل الأحداث محاولات إيڤ لتجاهل هايز والتأقلم مع التغيرات في حياتها، مع إشارات إلى مشاعر معقدة تجاه أصدقائها وعائلتها.

    إيڤ

    بطلة الرواية، فتاة تتعرض للتنمر من هايز في المدرسة. حساسة وتحاول التأقلم مع التغيرات الصعبة في حياتها العائلية.

    هايز دي لوكا:

    المتنمر الرئيسي في المدرسه طالب ثري ومشهور يستقوي على الضعفاء، وخاصة إيڤ.

    توم

    زوج والدة إيڤ الجديد، علاقته بإيڤ متوترة وتشعر بالضيق من وجوده في حياتها.
    تم نسخ الرابط
    حياتي سايكو

    - الكتاب ده مابيدعمش أو بيجمّل التنمر بأي شكل من الأشكال.
     
    رواية "سرها" قصة تانية خالص، لو عايزين قصة أحداثها بتمشي بالبطيء، اقروا دي.
    محدش يسيب أي تعليقات سخيفة، وإلا هبلغ عنها.
    
    زي ما متعودين، لو عندكم أي أسئلة أو تعليقات أو اقتراحات للكاتبة، تقدروا تسيبوا رسالتكم في قسم التعليقات
    وبس كده، قراءة ممتعة!
    ________________________
    
    
    _______ إيڤ: "كل ده هيخلص قريب،" كررتها لنفسي للمرة العاشرة وأنا متكتفة على اللوكر بتاعي بين دراعين بلطجيته الاتنين، چيسون ومارك. عيونه السودا الباردة بصت في عيني وهو واقف قدامي وحاطط إيده في جيوب بنطلونه. زحمة كبيرة اتلمت ورانا بسرعة، والكل كان مستني يعرف هيعمل فيا إيه تاني. على جنب الزحمة، واقفين أعز تلاتة صحابي، آرون وبيلي وتشيس، وعينيهم مقفولة. مش قادرة ألومهم؛ كانوا عارفين إنهم عاجزين زيي بالظبط. چيسون بص ناحيته، "هتعمل فيها إيه المرة دي؟" نظرة الملل اللي كانت على وشه اتقلبت بسرعة لنظرة شيطانية. معدتي اتقلبت في ساعتها. كنت مرعوبة لإني مكنتش قادرة أتوقع هيعمل إيه تاني. حسب القاموس، كلمة 'haze' معناها حالة من التشويش الذهني، بس في رأيي، هايز دي لوكا هو اللي بيسبب التشويش الذهني ده. بكرهه بكل عظمة في جسمي. من أولى ثانوي، وهو عاملها مهمته الشخصية يعذبني كل يوم. التعذيب ده بيتراوح بين إهانة بسيطة لحد المدرسة كلها تشوفني وأنا بلم بقايا المشروع اللي قضيت أسابيع بشتغل عليه بعجز. مش عارفة ليه بيعمل كده. بحاول أتجنبه بكل الطرق، بس دايماً بيلاقيني وبيعمل اللي هو عايزه فيا. طبعاً، أنا مش الوحيدة اللي بيضايقها. هو بيحب يستقوى على الضعفاء أو اللي مشهورين أوي في المدرسة. لو بصيت عليه بس بصة مش عاجباه، فيه احتمال كبير إنك هتحتاج تروح للناظرة في طريقك للحصة اللي بعدها. هو ده اللي هو عليه، بلطجي. بدأت أتلوى عشان أفلت من إيدين الوادين الضخمين دول، بس قبضتهم زادت بس. "أرجوك،" بدأت أتوسل وهو خطى خطوة لقدام، بس طبعاً مسمعش ولا اهتم أصلاً. لما بقى أخيراً قدامي، الاتنين اللي معاه سابوني واختفوا في الزحمة اللي كانت دلوقتي بقت الضعف. كل الناس دي ومحدش تجرأ يساعدني. مسك شنطتي اللي كنت ماسكاها جامد أوي قبل ما يفضي كل اللي فيها على الأرض قدام الكل. لحسن حظي، مكنش فيها غير كام كتاب وقلم. ده شكله ضايقه عشان وشه اتعصب. بعدين مسكني من شعري، وشد جذوره في العملية، "أعمل فيكي إيه بجد؟" فضلت ساكتة لأني كنت عارفة إن ده سؤال مش محتاج إجابة. شد شعري جامد أكتر قبل ما يشدني لقدام وبعدين يخبطني في اللوكر بتاعي. وجع جامد حسيت بيه في ضهري على طول. حركت إيدي عشان أدلكه بس هو مسكها بسرعة. "يلا يا إيڤ، فكري! أعمل فيكي إيه؟" سأل تاني كأنها لعبة بالنسبة له. "أرجوك!" اتوسلت. تعبيرات وشه فضلت متنرفزة. "لأ، إجابة غلط،" قال وهو بيرميني على الأرض والزحمة الكبيرة دي هتفت. اتأوهت وأنا بحاول أقوم. جسمي كان بيرتعش وكنت متلخبطة ومش عارفة أقف كويس. "إيه اللي بيحصل هنا!؟" زعقت الآنسة ڤينسنت، ناظرة المدرسة بتاعتنا، من بعيد. مشيت بسرعة لقدام الزحمة اللي كنا أنا وهايز في النص. "يا آنسة باركر، كل حاجة تمام؟" لفيت وشي شوية عشان أشوف هايز وهو بيبص عليا من غير ما يبين أي تعبير. حاجة واحدة كنت متأكدة منها، وهي إني لو قلت أي حاجة مش هتعجبه، يبقى نهايتي قربت. ابتسمت بتكلف وهزيت راسي. "أيوة يا أبله، شنطتي وقعت وهايز كان بس بيساعدني ألمها." ابتسمت هي. "يا سيد دي لوكا، أنا مبسوطة أوي إني شايفة إنك مبقتش تعمل مشاكل. اتفضلوا بقى." هايز رفع حاجبه، "نعم؟ أتفضل بإيه؟" "بلم كتبها طبعاً،" قالت قبل ما تبص للزحمة. "يلا يا جماعة، كل واحد على فصله، حالا!" الزحمة اختفت في ثواني لأنهم كانوا عارفين إنهم هيتعاقبوا لو فضلوا واقفين أكتر من كده. بصيت على هايز والنظرة اللي ادّاهالي دي خلت رعشة تسري في جسمي. كنت عارفة إني بوظت الدنيا. مفيش أي طريقة هايز هيسكت على كده. "يا هايز، مستني إيه؟" سألت الآنسة ڤينسنت، مستعجلة إننا نروح الفصل. اتنهد قبل ما يوطي ويرجع كل الحاجات اللي كانت في شنطتي. وقف وزق الشنطة جامد في بطني، "كله تمام." "شكراً،" تمتمت وأنا باصة في حتة تانية. ابتسمت الآنسة ڤينسنت، "أنا مبسوطة أوي إني شايفة إنكم بقيتوا أصحاب دلوقتي. عارفة إن بدايتكم مع بعض كانت صعبة شوية بس أنا فرحانة إنكم كبرتوا." هايز ابتسم لها بس أنا مقدرتش أجبر نفسي أبتسم ابتسامة كدابة. كان بلطجي قاسي ومش بيحترم حد وبكرهه وهفضل أكرهه طول عمري. سقفت بإيديها، "يلا يا جماعة، كل واحد على فصله!" هايز مخدش وقت عشان يمشي من هنا. لفيت ضهري وبدأت أمشي في الاتجاه التاني، مع إن فصلي كان في الناحية التانية. أول ما لفيت الزاوية، لقيت آرون وبيلي وتشيس واقفين. تشيس بسرعة ناولني إزازة مية فيها تلج. "لضهرك." ابتسمت بتكلف، "شكراً." "إحنا آسفين أوي إننا مقدرناش نعمل حاجة،" بيلي اعتذرت وعينيها فيها دموع. كلهم كانوا باين عليهم الذنب بس مكنش فيه أي حاجة يقدروا يعملوها غير إنهم يتأذوا زيي بالظبط. آرون هز راسه وهو مكشر. "ده مش صح. الواد الأهبل ده مش لازم يفضل يكسب طول الوقت. لازم يتعاقب!" "سمعت إن الآنسة ڤينسنت ادّته فرصة أخيرة قبل ما تطرده،" تشيس زود. "عشان كده مبقاش يعمل خناقات كتير الفترة اللي فاتت،" آرون رد وهو بيبدأ يمشي. مسكت إزازة المية الساقعة على ضهري بس ده مكنش بيعمل مفعول. هايز بيعمل حاجات ومش فارق معاه خالص لو أفعاله ليها عواقب. "مش مهم يا جماعة. مش هنقدر نعمل حاجة. كل اللي نقدر نعمله إننا نستنى لحد ما نتخرج كمان كام شهر." "ولو اتخانقت معاه؟" آرون سأل. بيلي وتشيس وأنا ضحكنا. آرون مكنش نص حجم هايز. مكنش هيقدر عليه. "إيه؟" "يا آرون، مينفعش تتخانق مع هايز؛ هينتهي بيك المطاف في أوضة الممرضة،" وضحت. هز كتفه، "بتديني حلويات ببلاش. كده كده مكسب ليا." لفيت عيني بملل، عارفة إنه هيلعب لعبة خطر. "متعملش كده يا آرون، الواد ده مجنون،" تشيس أمر. آرون رفع عينيه، "خلاص خلاص، مش هعمل." "أنتِ متأكدة إنك كويسة؟" تشيس همس في ودني. كان ليه مكانة خاصة في قلبي. ابتسمت وهزيت راسي. عارفة إنه مصدقنيش بس سكت. "ده فصلك يا إيڤ،" بيلي قالت وإحنا واقفين قدام باب فصلي. اتنهدت، "شكراً إنكم وصلتوني لحد الفصل يا جماعة." كلهم بصوا لي نظرة فيها شفقة. كلنا كنا بنتعرض للتنمر بس للأسف أنا كنت باخد النصيب الأكبر. لوحت لهم تاني قبل ما أدخل الجحيم. "نورتي يا إيفلين،" قالت الآنسة ويبستر. وشاورت على كرسي فاضي جنب هايز، "اقعدي هنا." قلبي دق بسرعة. ده هيكون يوم طويل أوي. ___________ رجع مكانه وبدأ يحل مسائل الرياضة فعلاً. كان مغطي ريحة الحشيش ببخاخ فانيليا. الجرس رن والكل جريوا من الفصل عشان يروحوا البيت. لميت حاجتي ومشيت لحد مدخل المدرسة، وهناك الباقيين كانوا مستنيني. ساعات بركب معاهم لما مببقاش عايزة أسوق أو لما بابا بيكون في البلد. آرون كان واقف باصص في موبايله، وبيلي وتشيس كانوا ماسكين إيدين بعض وبيتباسوا. استنيت كام ثانية قبل ما أعمل صوت عشان ألفت نظرهم. بعدوا عن بعض ونزلوا إيديهم بسرعة كأنهم عملوا جريمة كبيرة. "إيڤ،" تشيس بدأ كلامه بس سكت. "مفيش مشكلة، مش لازم تبقوا ماشيين على قشر بيض وأنتوا معايا." بيلي ابتسمت قبل ما تحضني، "عشان كده بحبك." حضنتها أنا كمان. "وأنا كمان بحبك." تشيس كان بيتفرج بصمت وهو متضايق. أيوة، كان فيه حاجة بيني وبين تشيس بس هو كان معجب ببيلي أكتر شوية. هما أعز أصحابي؛ هكون مبسوطة عشانهم. مين عارف، يمكن أنا وتشيس كنا هننتهي نهاية مش كويسة، وكنت هخسر أحسن صاحب. بيلي بعدت وحنا الأربعة اتجهنا لعربية تشيس. وإحنا طالعين من الجراج، شفت هايز وآشلي، أكتر بنت مشهورة في المدرسة، بيتخانقوا جنب عربيته. عمري ما فهمت ليه هما مع بعض. يعني هما الاتنين بلطجية ومشهورين بس غير كده، الموضوع باين إنه غصب. بيتصوروا صور كتير مع بعض بس عمرهم ما بيبانوا مبسوطين. "إيڤ!" بيلي زعقت عشان تطلعني من أفكاري. "سمعتي اللي قلته؟" "همم؟" اتنهدت، "طبعاً مسمعتيش. قلت عايزكي مديرة حملتي الانتخابية. محتاجة دستتين من المنشورات." انتخابات رئيس مجلس الطلاب كانت قربت، وبيلي كانت عايزة تترشح. كانت عايزة ده من أيام الإعدادي. "أي حاجة عشانك يا حبيبتي،" قلت ببساطة. "أنتِ بتعملي كل ده ليه أصلاً؟ كده كده هتكسبي،" تشيس قال وهو بيلف بالعربية. ده صحيح، هي هتفوز لأن مفيش حد مهتم كفاية عشان يترشح. هي الوحيدة. والسبب الوحيد إن فيه انتخابات هو بس عشان الشكل. "عارفة بس عايزة الناس تعرف إني مهتمة بالمنصب ده،" بيلي قالت. آرون ضحك، "يا بيلي، مجرد ترشحك ده بيبين إنك مهتمة." الناس في المدرسة دي كانوا مهتمين بالفرق الرياضية أكتر من انتخابات رئيس مجلس الطلاب. "وصلنا يا إيڤ،" تشيس قال والعربية بتهدي بالراحة. بص ورايا. "متنسيش تحطي تلج على ضهرك، تمام؟" هزيت راسي بصمت وطلعت من العربية. "أشوفكم بكرة." كلهم لوحوا قبل ما العربية تجري بسرعة. اتنهدت قبل ما أحط سماعاتي من غير ما أنوي أشغل أي أغنية. فتحت الباب وريحة الكوكيز الطازجة خبطت في وشي على طول. جريت بسرعة على السلم بس هو كان سمعني خلاص. "إيڤ، أنتِ جيتي. عملت كوكيز!" توم قال. فضلت أجري على السلم كأني مسمعتش حاجة. متفهموش غلط، أنا مش قليلة الذوق بس مش قادرة أعمل غير كده. توم ده جوز أمي التاني. أمي خانت بابا معاه من سنة واتجوزوا بعد ست شهور بس. تخيل إنك عايش في بيت سعيد مع أمك وأبوك وفجأة تلاقي أبوك مرمي بره البيت ومتجاب مكانه حد جديد كأنه مكنش يعني لها أي حاجة. بابا دلوقتي عايش في ولاية تانية خالص بعيدة عننا وبالعافية بيعرف يكلمني دلوقتي. كل مرتب بياخده، بيبعتلي نصه. بيحاول يزورني كل فترة بس تكاليف السفر لهنا غالية أوي. أنا بحب بابا ومفيش حد أبداً هيعرف ياخد مكانه. في الأول، مكنتش متضايقة من توم. كان بيروح الشغل بدري ويرجع متأخر فمكنتش بشوفه كتير، بس الشهر اللي فات، فكر إنها فكرة عبقرية إنه يشتغل من البيت. ومن ساعتها وهو مجنني. بروح المكتبة ساعات عشان أخد بريك بس اتقفلت الأسبوع اللي فات عشان بيجددوها. اتمددت بالراحة على ضهري اللي بيوجعني وسبت الوجع يعمل اللي هو عايزه. عيني اتملت دموع. ليه هايز اختارني أنا بالذات من بين كل الناس؟ ليه مكنتش بنت تانية؟ أو محدش خالص؟ اتمددت ناحية الكومودينو اللي جنب السرير اللي كان بابا سابهولي. ادّاهولي في الليلة اللي مشي فيها وقالي أكتب كل الأسئلة اللي عندي ليه عشان منساش حاجة. قعدت وسندت ضهري على الحيطة البيضا اللي سريري كان لازق فيها. فتحت على آخر صفحة كنت فيها وبدأت أكتب.

    أنا ناقصة - رواية عن الثقه بالنفس

    أنا ناقصة

    2025, Jumana

    رومانسية

    مجانا

    فتاة تعاني من عدم الثقة في مظهرها الخارجي بسبب تجارب سابقة ونظرة المجتمع. تتمنى أليكسا الحب وتكوين علاقة، لكنها تشعر بالإحباط بسبب تأخر هذه الأمنية. تتقاطع حياتها مع جارها الجديد الوسيم والمصور نيت، الذي يبدو أنه مهتم بها، مما يثير لديها مشاعر متضاربة بين الإعجاب والريبة. تتناول الرواية رحلة أليكسا نحو تقبل الذات وإمكانية العثور على الحب غير المتوقع.

    أليكسا

    بطلة الرواية، فتاة حساسة وغير واثقة في مظهرها، تعمل في متجر لفساتين الزفاف وتحلم بالحب.

    ميا

    صديقة أليكسا المقربة وزميلتها في السكن والعمل، شخصية مرحة وداعمة.

    نيت

    جار أليكسا الجديد، مصور وسيم يبدو مهتمًا بأليكسا، لكن تصرفاته الأولية تثير شكوكها.
    تم نسخ الرابط
    أنا ناقصة - رواية عن الثقه بالنفس

    الحكاية دي لكل واحد وقف قدام المراية في يوم من الأيام وانهار وعيط.
    الحكاية دي لكل واحد اتمنى يغير حاجة في شكله أو في نفسه.
    الحكاية دي لكل واحد حس في يوم من الأيام إنه مش كويس كفاية.
    الحكاية دي لكل واحد اتعرض للتنمر.
    الحكاية دي لكل اللي حاسين إنهم بعيد أوي عن الكمال.
    اعرف بس إنك مش لوحدك.
     
     ______________________
     
     
     أنا بعيدة أوي عن الكمال.
    
    لما ببص في المراية، ده اللي بيتفكرني. بشوف كل عيب فيا. ومش سهل إني ما أشوفش كده، طول عمري الناس بتشاورلي عليهم. دلوقتي بقيت بشوف اللي الناس كلها شايفاه، البنت التخينة.
    
    بكره أبص في المراية عشان بتفكرني باللي مش عايزة أشوفه. بتعكس اللي بقالي سنين بحاول أخبيه تحت الهدوم الواسعة. مهما حاولت ما أكرهش شكلي، مش قادرة. المجتمع علمني أكره نفسي.
    
    فيه أيام بنهار قدام المراية عشان مش طايقة أبص لجسمي اللي مليان منحنيات في الأماكن الغلط. لما بشوف علامات التمدد اللي مغرقة بطني، والسيلوليت اللي مغطي رجلي من ورا، والغمازات اللي مالية مؤخرتي المدورة، بحس قلبي بيتكسر نصين.
    
    مفيش يوم بيعدي من غير ما أتمنى جسمي يكون مختلف خالص، بس مهما اتمنيت، مفيش حاجة بتتغير. لسه البنت التخينة زي ما أنا، كل يوم.
    
    اللي الناس مش فاهمينه إني ممكن أجوع نفسي وبرضه هفضل تخينة. عرفت إزاي؟ لأني جربت أكل أقل من أي حد المفروض ياكل. لما بتكون يائس وعايز تخس عشان يبقى عندك جسم "طبيعي"، بتكون مستعد تجرب أي حاجة وأي طريقة.
    
    جربت تقريبًا كل حاجة عشان أخس، من تجويع نفسي، لأدوية، لأنظمة دايت موضة، وكل دايت يخطر على بالك. جربت كل ده. بس مفيش حاجة نفعت. وبرضه الناس عندها قلب تحكم عليا وعلى أي حد بيمر بده وهما حتى مش عارفين إحنا بنمر بإيه.
    
    كلنا عندنا صراعات وحروب داخلية، وأنا تعبت.
    
    تعبت من محاولة أغير اللي أنا عليه.
    
    أنا بس عايزة أتعلم أتقبل نفسي زي ما أنا، بس صعب لما طول عمري بكره الست اللي بشوفها في المراية.
    
    بكره رجليها التخينة وفخادها الأكبر من المتوسط، اللي ناس كتير تجرأت وسمتها فخاد رعدية. دراعاتها مش مختلفة. كبيرة زي بقية جسمها.
    
    بكرهها أوي لأني هي.
    
    بكره شكلي، بس عارفة إني مش لوحدي في ده. عارفة إن فيه ناس كتير أوي بتحارب الحرب الداخلية دي مع ثقتها بنفسها كل يوم في حياتها. وده اللي بيخليني أكمل، إني عارفة إني مش لوحدي في الصراع ده.
    
    لو فيه حاجة واحدة اتعلمتها، فهي إنك تتعلم تحب نفسك زي ما أنت ممكن يكون أصعب حاجة ممكن تعملها في حياتك. معظم الناس، إن لم يكن كلهم، مش مبسوطين بجسمهم. فيه بنات عايزة تبقى أرفع، وناس تانية عايزة تبقى عندها منحنيات أكتر. وبعدين فيه اللي عايزة صدر أكبر، ومؤخرة مشدودة، وشعر أحسن، والبعض التاني عايز فراغات بين الفخاد. للأسف، أنا مذنبة إني عايزة حاجات كتير من دي، لأني مش مبسوطة باللي عندي.
    
    عندي عدم ثقة بالنفس مالوش آخر وبتمنى كل يوم إني أكون أرفع وأحلى، وده مش مفاجئ أوي في أيامنا دي. المفاجئ هو إنك تلاقي حد يقدر يحبك زي ما أنت، بعيوبك كمان.
    
    يبدو مستحيل، صح؟ ده اللي فكرت فيه لحد ما قابلته.
    
    
    
    
    
    
    المنبه بيرن بس أنا رافضة أتحرك. ببقى نايمة في السرير وباصة على النجوم اللي بتنور في الضلمة اللي على السقف، وبفكر لو فضلت نايمة كده كتير، المنبه هيسكت ومسؤولياتي هتختفي معاه.
    
    بقفل عيني وبحس إني بدأت أنام لما بسمع خبط جامد على الباب.
    
    "يا أليكسا، قومي يا كسولة من السرير! لازم تجهزي عشان الشغل،" بسمع صوت صاحبتي المقربة وشريكتي في الشقة بتزعق من ورا باب أوضتي، وبتبوظلي اللي كنت فيه. بتأوه بتذمر.
    
    "روحي بعيد،" بزعق وأنا لسه نايمة وبكسل أرمي مخدة على الباب. بقلب على بطني وبسمع صوت الباب بيتفتح، وقبل ما أستوعب، البطانية بتاعتي بتتسحب مني. "بجد يا ميا؟" بتذمر وعيني لسه مقفولة.
    
    "بجد،" بترد بضحكة وبتخبطني بالمخدة اللي رميتها على الباب على راسي. "يلا بقى قومي واجهزي. آخر حاجة عايزينها إننا نتأخر على الشغل."
    
    "خلاص. هبدأ أجهز. بس اديني خمس دقايق كمان."
    
    "لأ يا أليكسا! قومي يا كسولة من السرير،" بتأمر وبتبدأ تشدني من رجلي لحد ما حرفيًا بتعلق في السرير عشان ما أقعش.
    
    "خلاص، استسلمت. استسلمت. هبدأ أجهز دلوقتي،" بقول بنفخة وبحس إنها سابت رجلي. "دلوقتي روحي بعيد، عشان أعرف أجهز."
    
    "تمام، بس تكوني جاهزة في نص ساعة."
    
    "حاضر يا ماما،" بقول وأنا بلف عيني وبقوم من السرير، وبفقد أي أمل كان عندي إني أنام دقيقة كمان.
    
    "متعمليش كده،" ميا بتقول بدلع وبتحط إيديها على وسطها، بس عارفة إنها بتهزر.
    
    "خلاص بقى. لازم أجهز دلوقتي بعد ما قمت،" بقول بأقصى طاقة عندي.
    
    "الحمد لله،" ميا بتقول وبترفع إيديها لفوق براحة. "هسيبك دلوقتي. بس دلوقتي عندك خمسة وعشرين دقيقة بس عشان أخدتي وقت طويل أوي."
    
    "تمام. يلا امشي بقى،" بقولها وبزقها بالراحة برا أوضتي قبل ما أقفل الباب وراها، ومبسوطة إنها أخيرًا مش واقفة على دماغي حتى لو ده لوقت قليل. متفهمونيش غلط. بحب ميا موت. بس مبحبش لما حد بيقف بيني وبين نومي، بس في الحالة دي، مفيش حل تاني. إحنا الاتنين لازم نروح الشغل.
    
    بسرعة بعمل روتيني الصباحي المعتاد وباخد شاور سريع قبل ما ألبس. ببص على لبسي نظرة سريعة وبتقبل حقيقة إني مش هبقى أحسن من إمبارح ولا اللي قبله وبطنش المراية خالص وبمشي جنب مكياجي اللي على ترابيزة الحمام وبمسك فرشة شعري.
    
    في الأيام الكويسة، كنت على الأقل بحط شوية ماسكارا ويمكن لون بسيط على شفايفي، بس النهاردة مش حاسة بكده. آخر حاجة عايزة أعملها إني أبص في المراية، فبطنش الجزء ده خالص وبسرح شعري الكيرلي.
    
    الناس كتير بتعجب بشعري الأسود الطويل اللي نازل مموج على كتفي وورا ضهري، بس حتى شعري مش كفاية يديني الثقة اللي محتاجاها عشان أحس إني كويسة، بس فيه أيام نادرة كده بحب فيها اللي بشوفه في المراية. قليلة أوي، بس لما بتيجي الأيام دي، بتمسك فيها كأنها حبل النجاة بتاعي، لأن الأيام دي هي اللي بتساعدني أكمل.
    
    بطلع من الحمام ومش عايزة أبص على نفسي في المراية وبمشي ناحية المطبخ وشنطتي في إيدي.
    
    "شكلك حلو أوي،" ميا بتعلق زي ما بتعمل كل يوم تقريبًا، بس بحس إن كلامها مش مختلف عن كلام أمي لما بتقولي إني جميلة، وهي في الحقيقة مبتقولش كده غير لأني بنتها. ده تقريبًا واجب كل أب وأم، وبحس إن ميا حاسة بنفس الإحساس ده عشان أنا صاحبتها المقربة وشريكتها في الشقة، بس بشكرها برضه. عمري ما باخد كلامها على محمل الجد، لأني بصعوبة بصدقها مهما قالتلي إني حلوة وجميلة كام مرة.
    
    "شكرًا يا ميا،" برد. حتى مبحاولش أقلل من نفسي لأني عارفة إنها هتزعقلي. بخلي أفكاري السلبية لنفسي وبس بصب لنفسي كوباية قهوة طازجة.
    "عملتلك بيض وبسطرمة وبطاطس محمرة زي ما بتحبي،" بتقولي وهي بتناولني طبق مليان أكل ريحته تجنن.
    "أنتي الأفضل،" برد بامتنان وباخد طبقي على ترابيزة السفرة الصغيرة بتاعتنا.
    "على الرحب والسعة. يلا بسرعة كلي. مش عايزين نتأخر على الشغل."
    "حاضر يا فندم،" برد بتحية عسكرية وببدأ أكل فطاري، ومستمتعة بكل لقمة طعمها يجنن. "شكرًا على الفطار التحفة ده،" بقولها وأنا بخلص آخر لقمة وباخد طبقي على الحوض عشان أغسله، بس هي بتسبقني.
    "على الرحب والسعة. يلا روحي سخني العربية وأنا هخلص غسيل الأطباق."
    "حاضر. شكرًا تاني." باخد شنطتي وبطلع من باب شقتنا الصغيرة اللي فيها أوضتين نوم.
    شقتنا مش كبيرة أوي، بس بحبها لأنها دافية وفيها كل اللي محتاجينه. أوضة معيشة صغيرة، ومطبخ، وأوضتين نوم وحمامين. أنا عندي حمام خاص في أوضتي وميا عندها الأوضة الأكبر، بس هي فضلت كده على إنها يكون عندها حمام في الأوضة، فبتاخد حمام الضيوف لوحدها.
    كمان مفيش جيران مزعجين فوقينا لأن شقتنا دور واحد بس، وده ميزة. عندنا جيران، بس كلهم كويسين أوي وعمرهم ما عملولنا أي مشاكل. عندنا كام جار على يميننا وفيه فناء على شمالنا. وعلى الناحية التانية من الفناء فيه شقق دور واحد تانية. وفي آخر الفناء من ورا فيه شقق أكتر.
    تصميم غريب شوية بس عندنا فناء كبير فيه عشب بين المستطيلين الكبار اللي متكونين من شقق دور واحد. الفناء مش حاجة مميزة أوي بس هي المساحة الخارجية المتاحة لينا لو حبينا نعمل حفلة في أي وقت. عمرنا ما عملنا، بس كتير من جيراننا بيعملوا حفلات هنا وهناك.
    
    
    
    فيه كام شقة ليها جنينة ورا. إحنا مكناش حاسين إننا محتاجين جنينة عشان معندناش حيوانات أليفة، فخدنا الشقة الأكبر بدلًا منها. مش كبيرة أوي بس أكيد أكبر من اللي ليها جناين ورا.
    
    اتحالفنا وجبنا الشقة اللي على الزاوية جنب الفناء بالظبط. شقتنا كمان بتبص على منطقة عشب صغيرة عاملة زي الجنينة. فيها ترابيزات وكراسي شمسية وشوايات عشان السكان يعرفوا يطبخوا وياكلوا برا. ورا المنطقة العشبية فيه الباركينج الكبير اللي بنركن فيه كلنا عربياتنا. المجمع بتاعنا مش حاجة مميزة أوي بس هو بيتنا وإحنا بنحبه هنا.
    
    بطلع برا شقتنا وبمشي كام خطوة لما بسمع صوت تكة الكاميرا. ببص بسرعة على يميني وبشوف راجل ماسك كاميرا في إيده. كاميرا كانت متوجهة ناحيتي بالظبط.
    
    "ممكن أساعدك؟" بسأله والراجل بيتجرأ وياخد صور أكتر وأنا واقفة مستنية رد. "ممكن أساعدك؟" بكررها بضيق وأخيرًا بينزل الكاميرا من على وشه، وبيظهرلي عينين زرق فاتحة وابتسامة مستفزة نفسي أضربها على وشه اللي شكله حلو بشكل سخيف.
    
    "أنتي فعلًا ساعدتيني،" بيرد أخيرًا بصوت جهوري عميق وده آخر حاجة كنت متوقعاها تطلع منه.
    
    "نعم؟" برد وأنا متفاجئة ومش عارفة أقوله إيه.
    
    بيضحك ببساطة، وبيطنش كلامي خالص وبيمشي ناحيتي لحد ما بيبقى فيه حوالي متر بيننا. ببص لفوق عليه، وأنا قصدي ببص لفوق حرفيًا لأنه أطول مني بكتير. معنديش فكرة طوله قد إيه، بس بما إني طولي حوالي 170 سم، بتوقع إنه أكتر من 180 سم. مش فارق معايا يعني. في الآخر، دايماً حلو الواحد يبص على راجل طويل.
    
    "أنا نيت، جارك الجديد،" بيقولي وبيمد إيده ناحيتي. برفع حاجبي، ومش مصدقة ولا كلمة طالعة من بقه وببصله بس، ورافضة أسلم عليه.
    
    "وأنا بريتني سبيرز،" برد بسخرية.
    
    "بصي، ده بجد. أنا ساكن حوالين الزاوية ناحية آخر المجمع،" بيقولي وهو بيهز كتفه وبيرفع إيده اللي كان مدّها عشان يحك رقبته من ورا في نفس اللحظة اللي ميا بتطلع من شقتنا.
    
    "أنا عارفة الشقة اللي بتتكلم عنها. دي اللي بقالها شهور فاضية وبتبص على الناحية اللي ورا من الفناء."
    
    "أيوة، هي دي. أنا ساكن فيها دلوقتي،" بيصر بس أنا مش مصدقاه ولا لحظة.
    
    "إيه ده! ليه مسخنتيش العربية يا أليكسا؟" ميا بتشتكي وهي بتقاطع كلامنا. بتمشي ناحيتي بس مش بتاخد بالها من الدخيل. بشاورلها بعيني ناحية الراجل الجديد، وأخيرًا بتستوعب إننا مش لوحدنا.
    
    "مسخنتش عربيتي عشان الظاهر عندنا جار جديد،" بقولها.
    
    ميا بتبص لفوق عليه وحرفيًا لازم ترجع رقبتها لورا عشان هي أقصر مني بكام سنتي، بس هي متصالحة مع شكلها الصغير.
    
    "يعني دلوقتي مصدقاني؟" جارنا الجديد المفترض بيسأل وبيهز كتفي.
    
    "مش أوي،" بقول بصراحة. "بس ده مش اللي فارق معايا. ليه كنت بتاخدلي صور زي المتخلفين بالظبط؟ أنت حتى متعرفنيش."
    
    "أنا مصور."
    
    "وده يديك الحق تاخد صور لناس غرباء عشوائيين؟"
    
    "مش قادر أمسك نفسي. التصوير ده شغفي."
    
    "وده إيه علاقته بيا؟"
    
    "شفتك وعرفت إني لازم ألتقط جمالك."
    
    "يا سلام،" برد بضحكة باردة وبلف عيني، ومش مصدقة الكلام الفارغ اللي طالع من بقه.
    
    "أنا كنت قاصد اللي قلته،" بيقول بجدية لدرجة إني قربت أصدقه، بس مش قادرة. مش لما عارفة من جوايا إني مش جميلة.
    
    "سمعت كفاية،" برد بغضب، وبتفت لميا. "يلا بينا. مش عايزين نتأخر،" بقولها وبزق جارنا الجديد المفترض وأنا ماشية.
    
    مش لازم أبص ورا عشان أعرف إنه بيبص عليا وأنا ماشية بعيد عنه. "يا ميا، فوقي بقى،" بتمتم بغضب وأنا ماشية. أول ما شافته سكتت ومش فاهمة ليه. أيوة، الواد شكله حلو بس المظاهر مش كل حاجة.
    
    "معلش. هو بس... شكله يجنن،" بتوشوش آخر كلمة وهي بتطلع تركب جنب السواق في عربيتي.
    
    "أنا مش موافقة،" بكذب وأنا بركب كرسي السواق، وبقفل باب عربيتي. بحط المفتاح في الكونتاكت وبدور العربية. وأنا العربية بتسخن، بحط حزام الأمان وبشوف من طرف عيني إنه لسه واقف في نفس المكان، وباصص ناحيتنا. بتفت ناحيته وبشوف الكاميرا متوجهة ناحيتي تاني، فبرفعله صباعي الأوسط، وبطلع بالعربية بسرعة من الباركينج، ومش عايزة أشوف وشه اللي شكله حلو بشكل مقزز تاني.
    
    بتنهد، وكارهة إني حتى فكرت إنه شكله حلو في الأول وبشغل أول محطة راديو بلاقيها، ومحتاجة موسيقى تغطي على أفكاري عنه.
    
    بوصل مكان شغلنا بعد ربع ساعة والحمد لله بوصل في الوقت بالظبط قبل ما الشيفت بتاعنا يبدأ.
    
    ميا بتسبقني لجوا محل فساتين الأفراح اللي بنشتغل فيه وبتروح على طول ناحية ورا المكان اللي فيه اللوكرز الصغيرة بتاعتنا. بسرعة بنحط حاجتنا وبناخد بطاقات الاسم بتاعتنا قبل ما نرجع تاني على الصالة اللي فيها زباين بيتفرجوا على فساتين فرح بالفعل. بحط بطاقة اسمي زي ما بعمل كل يوم وبثبت ابتسامة على وشي قبل ما أروح ناحية أقرب عروسة مستقبلية، اللي شكلها مبسوطة على الآخر.
    
    
    
    
    على طول سألتها عن فرحها، وعريسها، وإيه اللي في بالها لفستانها. وقبل ما أستوعب، كنت بساعدها تدور على فستان أحلامها، وده اللي بعمله كل يوم شغل مع عشرات العرايس المستقبليات وبحب أعمله.
    
    مش قادرة أستنى اليوم اللي هكون أنا واحدة منهم. عايزة أحس بالإحساس المميز اللي بتحسه العرايس المستقبليات وهما بيقيسوا فستان أحلامهم، بس الأول لازم ألاقي فارس أحلامي، وده اللي بيثبت إنه شبه مستحيل، فمبقتش حتى بتعب نفسي وأتمنى. بقيت بس بساعد ستات تانيين يحققوا أحلام جوازهم في حين إن حلمي أنا بينطفي بالبطيء زي شمعة بتخلص.
    
    بعد ما ساعدت العروسة المستقبلية تقيس أكتر من تلاتين فستان لقينا الفستان. حرفيًا خلاها هي وأمها يعيطوا. دايماً بتبقى لحظة حلوة الواحد يشوفها، بس مبقتش أحس بالفرحة اللي كنت بحسها أول ما اشتغلت هنا. مش معنى كده إني مش فرحانة للعرايس، أنا فرحانة. بس عندي فراغ كبير في حياتي وكل ما الوقت بيعدي من غير ما أعيش الحب بنفسي، الفراغ ده بيكبر أكتر وأكتر. بس لما بيجي الكلام عن الحب، مفيش حاجة اسمها استعجال.
    
    الحب هيجيلي لما ييجي وقته، بس بياخد وقته أوي وده بدأ يضايقني بجد. خصوصًا إني لسه مخطبتش ولا اتبست قبل كده. كل الناس بتقولي لازم أكون صبورة وأستنى لأن وقتي هيجي. بس مش عارفة إمتى. دايماً بتمنى يكون قريب، بس لسه مظهرش، وده بدأ يحبطني لأني مش بصغر هنا.
    
    "يا أليكسا، ممكن تيجي تساعديني مع الزبونة بتاعتي؟" بسمع صوت ميا بتقول بخوف وبفوق من شرودي، وبستوعب إني كنت سرحانة بفكر في حياتي العاطفية اللي مش موجودة.
    
    "أيوة، أكيد،" برد والزبونة بتاعتي بتحاسب على فستانها عند الكاشير. بوّدلّها بإيدي وبمشي ناحية ميا والعروسة المستقبلية بتاعتها. أول ما بوصل عندهم بعرف إن الأمور مش ماشية كويس.
    
    الزبونة بتاعتها بتعيط حرفيًا، وميا عمرها ما كانت كويسة في التعامل مع ده، فغالباً أنا اللي بتولى الموضوع لما بيحصل كده لأني أحسن في التعامل مع العرايس اللي بتعيط. على طول بمشي ناحية البنت اللي بتعيط، واللي أكيد مش أكبر من أربعة وعشرين سنة، وببتسم لها قبل ما أبدأ أتكلم معاها عن اللي عايزاه زي ما بعمل مع كل زبونة. أول ما بيكون عندي فكرة كويسة عن اللي عايزاه، بروح أجيب شوية فساتين عشان تقيسها وبتبدو أكتر من مستعدة تجربهم كلهم. لحسن حظي، الموضوع موصلش لكده لأنها على طول بتحب الفستان التاني اللي بتقيسه وبتقول إنه هو الفستان، فبصدق كلامها وبسيبها في إيد ميا وأنا بروح أساعد عروسة مستقبلية تانية.
    
    وقبل ما أستوعب، الشيفت بتاعي بيخلص وأخيرًا ببقى حرة أروح البيت، وده اللي ميا وأنا مرتاحين عشانه، لأننا شفنا زباين بتعيط أكتر من اللازم طول الشيفت اللي استمر تمن ساعات ومكنش سهل إننا نسعدهم بس بمعجزة ما نجحنا ولقينا فستان الفرح المثالي لكل واحدة فيهم.
    
    بس كنا محظوظين لأن الزباين مش دايماً بيمشوا وهما لاقيين فستان أحلامهم ولما ده بيحصل، بيكون محبط بجد لأن كل عروسة مستقبلية بتيجي وهي حاطة في دماغها إنها هتلاقي الفستان في أول ميعاد بس ده نادراً ما بيحصل. إحنا بس كنا محظوظين النهارده.
    
    لما بنطلع من محل فساتين الأفراح بنتنهد براحة وبنمشي ناحية عربيتي، وعارفين إننا قربنا أكتر من الوصول للبيت. برمي لميا مفاتيح عربيتي وهي بتاخد الدريكسيون بفرحة وأنا بركب جنبها، ومستعدة أكتر من أي وقت إني أروح البيت عشان أقدر أسترخي أخيرًا وأنسى كل حاجة عن الأفراح والزباين اللي بتعيط.
    
    بسند راسي على شباك العربية اللي جنب الراكب وبقفل عيني، ومحتاجة غفوة صغيرة عشان تصبرني لحد الليل لما أخيرًا أنام نومة كويسة.
    
    "وصلنا،" بسمع صوت ميا بتوشوش وبتأوه بتذمر، وكارهة إني لازم أصحى من غفوتي القصيرة.
    
    "خدي عربيتي لفة حوالين البلوك، عشان أنام شوية كمان،" بتمتم بنعاس، وده بيخليها تضحك.
    
    "مفيش الكلام ده. عندنا ضيوف."
    "مين؟" بسأل وأنا نص نايمة.
    "جارنا الجديد الوسيم."
    "يا لهوي على المصيبة،" بتمتم بيني وبين نفسي، وبفتح عيني بالبطيء عشان أشوف إن ميا مش بتهزر. "إيه اللي بيعمله هنا ده؟" بسأل بصوت عالي من غير ما أقصد.
    "مفيش غير طريقة واحدة نعرف بيها،" ميا بترد بابتسامة وبتنط بسرعة من العربية، ومش بتسيبلي أي اختيار غير إني أتبعها. بتنهد، وحاسة بالضيق من مجرد وجوده، وبنزل من العربية، ومصممة إني أعمل حاجة واحدة وبس.
    بلحق ميا أول ما بتقرب من "جارنا الجديد"، بس بدل ما أفضل جنبها بتجه ناحية باب بيتنا على طول، ومصممة إني أدخل الشقة. للأسف، خطتي بتفشل لما بيقف قدام بابنا، وبيسد المدخل الوحيد لمكاننا.
    "بجد؟" برد بغضب، ومش مصدقة إنه بيمنعني أدخل بيتي.
    "كنت بس عايز أتكلم. حاسس إننا بدأنا غلط شوية النهاردة، وعايز أصلح ده."
    "متتعبش نفسك،" برد بنفخة.
    "بصي، أنا آسف بجد إني صورتك من غير ما أستأذن. أوعدك إن ده مش هيحصل تاني،" بيقولي وعارفة إنه صادق. بس مش عايزة أسمع ده. مش دلوقتي.
    "تمام. مسامحاك. ممكن بقى أدخل شقتي؟" بتوسل، وده سخرية شوية لأني تقريبًا بتوسل عشان أدخل بيتي.
    "أيوة، بس مش قبل ما أقول آخر حاجة."
    "تمام. قول اللي عندك بسرعة،" برد بقلة صبر، وبشوف ابتسامة بتظهر على شفايفه، وده بيضايقني أكتر لسبب غبي.
    "عامل حفلة بمناسبة البيت الجديد عندي يوم الجمعة ده، وكنت بتمنى تيجوا أنتم الاتنين،" بيقول وهو بيبص عليا أنا وميا.
    "أنا-" ببدا أتكلم بس ميا بتقاطعني قبل ما أخلص حتى.
    
    
    
    
    
    
    "إحنا هنكون هناك،" بترد بابتسامة مغرية نفسي أمسحها من على شفايفها دي حالا. الظاهر كل حاجة مضايقاني النهاردة، ميا كمان.
    
    "عظيم،" بيرد بابتسامة عريضة كأن ميا لسه قايلاله أحسن خبر في حياته. "الحفلة هتبدأ الساعة تمانية بس أنتم الاتنين مرحب بيكوا تيجوا بدري لو حابين تقعدوا شوية."
    
    "هناخد ده في الاعتبار،" ميا بترد بدلع، وده بيخليني عايزة أرجع.
    
    "أوكيه، أنا كده خلصت هنا،" برد بعد ما سمعت كفاية منهم هما الاتنين.
    
    "أظن هشوفكوا قريب،" جارنا الجديد الرسمي بيقول، وده اللي بكره أعترف بيه، بس هو واضح إنه مكنش بيكذب. هو فعلًا جارنا الجديد. يا بختي. "وأنا آسف بجد إننا بدأنا غلط،" بيعتذر ويبص في عيني مباشرة.
    
    "تمام،" برد بابتسامة نص نص وهو بيبعد عن بابنا. بدور في شنطتي وبلاقي مفتاح شقتي، ومبسوطة إني أخيراً هعرف أسترخي مرة واحدة وللأبد، وبفتح باب الشقة. "تصبح على خير يا نيت،" بقوله وأنا بدخل شقتي، بس برفض أبص في عينه. مش قادرة أبص في عينه، بعد كل اللي قلتهوله.
    
    زي العادة، حطيت لساني في بوقي، ومحرجة لأني لسه ناقل جديد في المجمع وأنا من أول يوم اديته على دماغه. هو اللي بدأ بصراحة لما صورني من غير إذني. كان المفروض يبقى عارف كده، بس اللي مضايقني أكتر إنه دلوقتي عنده صوري والأمر الأسوأ إني حتى مش حاطة مكياج فيهم. أراهن إنهم كلهم طلعوا وحشين وبتمنى يعمل فينا معروف ويمسحهم كلهم. ميرضوش يشوفوا النور.
    
    كمان بتمنى ميكونش جار مزعج لأني لحد دلوقتي كل جيراننا كانوا كويسين أوي، بس مش متأكدة أوي إيه رأيي فيه. لو طلع مزعج، هتعلّم أكره الراجل ده، حتى لو كان شكله حلو. محدش بيحب الجار المزعج.
    
    بطرد أي فكرة عنه وبمشي ناحية أوضتي النوم اللي سريري الحلو المريح مستنيني فيها. ببتسم للمنظر الجميل اللي عامله سريري وبقلع هدومي بسرعة قبل ما أنزلق في تي شيرت كبير ومريح أوي ومثالي للنوم.
    
    بسمع خطوات ميا بتقرب وبجري بسرعة على حمامي. مش عايزة أتكلم معاها. عارفة إننا لو اتكلمنا، هتفتح موضوع نيت، وأنا مش عايزة أتكلم عنه ولا ذرة.
    
    بقفل على نفسي باب الحمام وبشغل الدش وأنا بقضي حاجتي، وعارفة إن ميا هتسيب أوضتي لو فاكرة إني بستحمى. بستنى كام دقيقة بعد ما بخلص، وبطفي الدش قبل ما أرجع أوضتي تاني. مفيش أي أثر لميا، وده معناه إن الجو آمن.
    
    بقفل باب أوضتي وبنط على سريري، وبنزل في نص سريري الكبير، اللي بينادي عليا من الصبح لما سيبته. "يا سلام على العيشة،" بتمتم وأنا بسترجع أحداث النهاردة في دماغي، بما في ذلك اللحظة اللي قابلت فيها نيت وكل اللي حصل بعدها.
    
    بتنهد، وكارهة إننا بدأنا غلط، بس على الأقل اعتذر، وده اللي معظم الرجالة عمرهم ما هيجرؤوا يعملوه لأن كبريائهم أهم بكتير. بس الظاهر ده مش فارق مع نيت، وده اللي بحترمه فيه. اعترف بغلطه. دلوقتي بس لازم ألاقي في نفسي إني أكون ألطف معاه، لأني مكنتش جارة لطيفة، وبصراحة، ده أقل حاجة ممكن أعملها. خصوصًا إني هشوفه كتير أوي من النهارده ورايح.
    
    بقلب على ضهري وببص على السقف، وبحاول أفكر في أي حاجة غير نيت، وبدأت أعد النجوم اللي بتنور اللي مغطية السقف كله، وده مش أنا اللي عاملاه بس السكان اللي كانوا هنا قبلنا.
    
    مدير الشقق عرض يشيلهم لما نقلنا في الأول، بس قولتله يسيبهم لأني حسيت إنهم مدين للأوضة شكل حلو، ولأول مرة كانوا مفيدين بجد لأن عدهم كان بينيمني.
    
    بحس جفوني بتنزل بالبطيء وبستسلم لتعبي، ومتمنية إن بكرة يكون يوم أحسن من النهارده.
    
    
    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX