موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      أرض مصر المدفونة

      أرض مصر المدفونة

      2025, أحمد هشام

      مغامرات تاريخية

      مجانا

      في عمق صحراء مصر، هنتر برايس وزوجته تيانا، عالمان آثار شغوفان، بيكتشفوا أسرار قديمة ليها علاقة بمدينة شامبالا الغامضة والأهرامات المصرية. بعد فترة حب سريعة، بيوصلوا لموقع حفر مهم في الصحراء المصرية. هناك، بيبدأوا عملية حفر خطيرة باستخدام آلة ضخمة، على أمل إنهم يلاقوا اكتشاف تاريخي يثبت نظرياتهم. لكن بدل ما يلاقوا اللي بيتوقعوه، بيواجهوا مفاجأة غير متوقعة تماماً بتغير كل حاجة.

      هنتر برايس

      عالم آثار شاب، يؤمن بأن ملوك شامبالا هم من بنوا أهرامات مصر. يسعى جاهدًا لإثبات نظرياته ويقوده شغفه الكبير نحو الاكتشافات التاريخية. طاقته وحماسه يدفعانه نحو الشهرة، حتى خارج الأوساط الأكاديمية.

      تيانا

      زوجة هنتر وزميلته في العمل، وهي عالمة كيمياء ومهندسة عبقرية حاصلة على درجة الدكتوراه. تتميز بدقتها وحرصها الشديد على التفاصيل، وتُعتبر العقل المدبر وراء الكثير من العمليات الفنية والتقنية في البعثة. دائمًا ما تُسعى للتحقق والتأكد من كل شيء قبل البدء في أي عمل

      هونجو

      قائد فريق العمل الميداني في موقع الحفر. رجل قوي وحازم، يتحدث السواحلية ويعمل بجد مع طاقمه المصري والتنزاني. يثق به هنتر وتيانا لقيادة عمليات الحفر بفضل خبرته وقدرته على إدارة الفريق.
      تم نسخ الرابط
      أرض مصر المدفونة

      هنتر برايس كان بيعتقد إن ملوك شامبالا هما اللي بنوا أهرامات مصر. الشغف ده، عشان يربط بين المدينة المخفية في جبال الهيمالايا والآثار المصرية القديمة، هو اللي كان بيغذي عمله.
      
      صورته المبتسمة ظهرت على غلاف مجلة "أركيولوجي توداي" (الآثار اليوم) تلات مرات في آخر سنتين. ومجلة "كارنت" (الحالية) عملت معاه حوارات كتير قبل ما تختار جعفر آدم عبد القادر "مبتكر العام 2025". عبد القادر ده كان له دور كبير في توحيد الدول العربية تحت راية "الاتحاد العربي" اللي لسه متشكل جديد، واللي كان راية شعبوية وثورية وديمقراطية.
      
      علماء الآثار في كل حتة في العالم كانوا بيغلوا من الحسد مع زيادة شهرة هنتر، حتى برا الأوساط الأكاديمية. شباب هنتر وطاقته والناس اللي بتدعمه بفلوس كتير، كل ده خلاه مشهور. إنجازات هنتر بقت تتنشر في الإعلام العادي.
      
      بعد ما شغله وصل لطريق مسدود، هنتر قرر يروح بنفسه للمعمل اللي كان بيعمل كل تحاليل الكربون المشع بتاعته. حجز طيارة في آخر لحظة لألمانيا. هنتر قضى الطريق للمعمل وهو بيفكر إزاي يربط بين رسومات وادي السند والبنايات الحجرية الجديدة من آخر حفر. كان يأمل إن تواريخ التحاليل تدعم النظرية اللي كتب عنها في آخر مقال له في "جورنال الآثار العالمي".
      
      واحدة من طالباته القدامى في الدراسات العليا كانت بتبعت له رسايل من غير توقف. كانوا خرجوا مرتين. هنتر كان بيحس إنه في بيته وهو بيشتغل، لكن في أي مكان تاني، خاصة معاها، كان بيحس إنه متلخبط. كان المفروض تبقى عظيمة. ما كانش عنده وقت يفكر في الموضوع ده؛ لازم يركز. هنتر قفل موبايله وهو داخل لموقف العربيات بتاع أكاديمية هايدلبرغ للعلوم.
      
      "ده رائع!" صرخ هنتر بابتسامة واسعة وعينين مبرقة.
      
      الست اللي ورا الميكروسكوب كانت عبقرية. كان عندها كل الإجابات الصح على وابل أسئلة هنتر الغاضبة. كانت بتجاوب على كل سؤال بسرعة وبوضوح. إجاباتها كانت دقيقة وفي الصميم. ما كانتش بتقف أبدًا. كانت بتتوقع أسئلته قبل ما يسألها. وكمان، أدت له تقريبًا نفس التواريخ اللي كان بيتمناها. فرحة هنتر بقت معدية. الست وقفت في نص كلامها وابتسمت.
      
      "تعرف، معظم الناس ما بتجيش هنا بنفسها عشان تاخد نتايجها." قالت وهي بتضحك.
      
      هنتر ضحك بصوت عالي. "أنا مش زي معظم الناس. قولي لي تاني إزاي بتظبطوا الجهاز."
      
      الطلب ده صدم تيانا. معظم الناس ما بتهتمش إزاي جهاز التحليل بيشتغل، هما بس عايزين الإجابة.
      
      "أحب أوريك حاجة." قالت بابتسامة ماكرة.
      
      قادته لجوه، لورا، حيث كانت الرفوف مليانة صناديق عليها أسماء متراصة حوالين آلة كبيرة شكلها معقد. جوه الآلة، هنتر شاف جذع شجرة.
      
      "دي شجرة صنوبر بريستلكون. لما ماتت، كانت من أقدم الكائنات الحية المعروفة في العالم." مرت صوابعها ببطء على الحلقات في نص الجذع.
      
      "صح، بتعد الحلقات عشان تعرف العمر، وبعدين بتقارنه بمعدل تحلل الكربون الثابت. دي كان عمرها قد إيه؟" سأل هنتر. وهو بيسأل، بص على الجذع القديم ومرر صوابعه على الحلقات.
      
      تيانا بصت لهنتر وكأنها بتهمس، "قديمة يا هنتر برايس. قديمة جدًا. أكتر من أربع آلاف سنة."
      
      بينما كانت صوابع هنتر بتتحرك على الحلقات، لمست صوابع تيانا. كان المفروض يسحب إيده، لكنه ما عملش كده. بعد بضع أجزاء من الثانية من تواصل العينين اللي حس إنها ساعات، ميل رأس هنتر لقدام. باسوا بسرعة مرة، وبعدين مرة تانية. وبعدين، كان فيه صمت محرج.
      
      "يلا نتكلم عن الموضوع ده أكتر." قال هنتر.
      
      "أنا أوافق." ردت تيانا.
      
      بعد ست شهور، وبعد قصة حب سريعة، هنتر وتيانا اتجوزوا. في شهر العسل بتاعهم، كانوا بيجدفوا بقارب مليان مؤن ومعدات في مجرى مائي مليان طحالب، في غابة حارة ورطبة.
      
      "ده مثير أوي." قال هنتر.
      
      "أنت بجد بتعرف تكسب قلب البنت." ردت تيانا وهي بتمسح العرق من حواجبها.
      
      دراعها كان بيوجعها من التجديف. ومع ذلك، ما كانتش تقدر تستنى لحد ما توصل للبحيرة المعزولة. كانت بتتوقع تلاقي هناك رواسب مياه عذبة مبهرة هتكون مهمة جدًا لأبحاثها.
      
      "أنتِ مش أي بنت." قال هنتر وهو مبتسم.
      
      "يلا ناخد استراحة." قالت تيانا. "دراعاي بتوجعني."
      
      بعد دقايق من استمتاعهم بأصوات ومشاهد وروائح الغابة الاستوائية، تيانا اتكلمت بحزن، "هنتر، إزاي هنخلي الموضوع ده يمشي؟"
      
      "قصدك إيه؟" رد هو.
      
      "قصدي، أنت دايماً رايح في مكان ما. إحنا دايماً بنعمل حاجات. إزاي هنقدر نحافظ على كل ده متماسك؟"
      
      بعد صمت، رد هنتر، "فين ما أروح، وأي حاجة ألاقيها؛ هفضل أحبك دايماً."
      
      "ده ما جاوبش على سؤالي." فكرت تيانا في نفسها. لكنها حست بدفا، وما قالتش أي حاجة.
      
      مع تقدم حياتهم، هنتر وتيانا بقوا فريق قوي. كانوا بيكملوا جمل بعض لما بيفكروا مع بعض. وبعدين في يوم من الأيام، فضولهم العلمي وداهم لأسرار لا يمكن تخيلها. هيتمنوا إنهم يقدروا يدفنوا الأسرار دي تاني في المقابر المظلمة اللي طلعت منها.
      
      
      
      
      
      
      انكسر ظلام وهدوء الليل المصري، زي ما كان بيحصل كل يوم من سنين طويلة. أول ما ظهرت نقط الضوء البرتقالي والأصفر اللامع على الكثبان الرملية المتعرجة في الصحراء اللي مالهاش نهاية، صحي هنتر برايس.
      
      دلوقتي، عيلة برايس كانوا عايشين في خيمة عسكرية متطورة جداً في موقع الحفر، عشان يكونوا قريبين من الشغل. الخيمة بتاعتهم كان فيها كل وسائل الراحة العصرية التقليدية زي الماية الجارية والكهربا.
      
      هنتر بص على مراته تيانا وهي نايمة كام لحظة قبل ما ينزل من السرير، ولبس بنطلون كاكي يتحول لشورت، ولف قميص قطن أبيض بأزرار على كتافه. اتمايل وخرج في أول وهج لضوء الصبح، وشينودة جاب له قهوة وتوست.
      
      المصريين ما كانش عندهم ألقاب عائلية زي الأمريكان. كانوا بيستخدموا اسم أبوهم كاسم تاني، وساعات اسم جد أبوهم كاسم تالت. الاسم الأخير ده كان بيبقى لقبهم العائلي فعلياً، مع إن عامل المطبخ، شينودة، كان اسمه "شينودة" وبس.
      
      شرب قهوة سودة محمصة بعناية وحرص، وقضم من عيش طازة لسه مخبوز الصبح في مطبخ موقع الحفر، وهو بيفكر إزاي وصلوا للنقطة دي وإيه اللي هيلاقوه تاني يوم، بعد الحفر الكبير.
      
      في صباح يوم الحفر الكبير، هنتر فضل صاحي على الأقل ساعة قبل ما يقرر إنه مش قادر يكتم حماسه أكتر من كده. نط من السرير، وحرفياً رمى الملايات من عليه. الساعة 4:48 صباحاً، صحى مراته تيانا بهدوء لكن بحزم.
      
      "صباح الخير ليكي، ليكي، ليكي،" غنى هنتر بهدوء وبصوت مش حلو.
      
      "أووووف يا هنتر." قالت تيانا بصوت مبحوح.
      
      استمر في هزها والغنى، بس النغمات بقت أقل حيوية وأضعف.
      
      "ماشي، ماشي، أنا صحيت. هي الساعة كام أصلاً؟" تمتمت تيانا.
      
      "4:48، أنا عارف إن المنبه بيرن على خمسة، بس ما قدرتش أستنى، لازم نبدأ. النهاردة ممكن يكون اليوم الكبير." قال هنتر وهو بيشدد على كلمة "الكبير".
      
      بدأت تيانا تتكلم بلطف في الأول، وبعدين بشكل عملي أكتر، "يا حبيبي، ده لطيف أوي، بس أنت عارف إننا لسه بنبدأ النهاردة. إحنا ما نعرفش الصخر ده هيكون قد إيه. ممكن ما يكونش فيه حاجة خالص، مجرد تكونات جيولوجية غريبة أو أساسات قديمة لهرم أو مصطبة ما اتبنتش. على أي حال، الأنفاق اللي تحت كلها انهارت، ولو كانت بتوصل لمكان ما، أشك إننا هنلاقيها في أول يوم استخدام لآلة حفر الأنفاق. وكمان، على فكرة، لسه مش متأخر إننا نعمل تحقيق جيوتقني شامل تاني من الناس اللي نصح بيهم جرابينبوهلر. أنا بس بقول..."
      
      ميل هنتر راسه على الجنب وهو بيقاطعها، "أنا افتكرت إن ما عندناش ميزانية لكل ده. أنت عارفة، إحنا خرجنا عن المألوف هنا بالفعل. أعتقد إننا تجاوزنا موضوع الطبقات والمراحل، على الأقل في الوقت الحالي. الأنفاق اللي استكشفناها، إحنا بالفعل فحصنا كل شبر فيها بدقة شديدة. إحنا عندنا دفعة قوية ماشية هنا مع الاكتشاف وكل حاجة. لازم نستغل الدفعة دي. مين عارف هيفضلوا مخلينا نستعير آلة حفر الأنفاق لحد إمتى. ده غير، إحنا مشينا على مبدأ 'لو في شك، إكسرها' قبل كده، وأنا أقول إن ده نفعنا كويس أوي."
      
      ابتسمت تيانا ونهضت من السرير بغنج وهي بترد، "أيوة، أيوة، أنت عارف إنك بتوعظ اللي متفق معاك. بس لازم يكون فيه حد بيلعب دور محامي الشيطان هنا. لازم، أنت عارف، نراجع نفسنا من وقت للتاني. نخلي الحوار مفتوح. نتأكد إننا ما نسبقش الأحداث."
      
      قربت منه وحطت إيديها حوالين وسطه.
      
      "أنتِ بس فضلي اسألي أسئلتك واعملي اللي بتعمليه. لو كان الأمر بإيدي، الموقع ده كله كان زمانه اتصفى واتغربل لعمق خمسة أميال دلوقتي، والاكتشاف كان زمانه اتدمر أو ضاع في الخلبطة." قال هنتر وهو بيحاوطها بدراعيه وقبلها بخفة على شفايفها وبعدين ببطء حوالين رقبتها.
      
      "أنا بحبك يا حبيبي وأتمنى إننا نلاقي اللي أنت عايزه النهاردة. أنا رايحة آخد دش." قالت تيانا وهي بتفك حضنهم بلطف.
      
      
      
      
      
      
      
      أطلق هونجو أوتشوكا الأوامر على الطاقم. تسابق الرجال لوضع الأدوات في مكانها وإنهاء التجهيزات الأخيرة في النفق، آلة الحفر، والمعدات.
      
      اقترب هنتر وتيانا من هونجو مع انتهاء التجهيزات.
      
      سلم هنتر بتحرج بسيط: "أخبار الصباح يا هونجو، أنت صاحي بدري النهاردة يا سيدي."
      
      رد هونجو بابتسامة ساخرة: "بخير أوي، وأنت إيه أخبارك؟"
      
      "آااه، مش فاهم، مش فاهم، آسف يا هونجو، بس ده أقصى حاجة أقدر أتكلمها باللغة السواحلية للأسف." رد هنتر بكتفيه مرفوعة.
      
      طمأنه هونجو: "مفيش قلق يا سيد برايس. النهاردة مفيش حاجة هتحصل غلط. أنا هتأكد من كده. إحنا جاهزين نحط حلقات الدعم، الآلة اتجربت، اتدربنا كويس، وإحنا أقويا وجاهزين."
      
      "تمام يا هونجو، إحنا عندنا ثقة كبيرة فيك وفي طاقمك. بينما كلكم بتركبوا، أنا عايز أعمل كام فحص سريع على الحفار هنا." قالت تيانا.
      
      كانت هي اللي بتدير كل حاجة تقريباً في المشروع، بغض النظر عن الألقاب الرسمية أو تفويضات المسؤولية المفترضة.
      
      هنتر وهونجو وطاقم العمل المكون من ست أفراد قعدوا متزاحمين في المساحة الضيقة داخل جدران آلة الحفر. الطاقم كان بيتكون من أربع رجال مصريين مجتهدين ساعدوا عائلة برايس في العثور على الاكتشاف، بالإضافة إلى اتنين من الرجال اللي جابهم هونجو معاه من تنزانيا. كانوا بيتكلموا كلام بسيط وهم مستنيين تيانا تخلص قائمة فحص السلامة بتاعتها وتشغل الحفار الكبير. تيانا، اللي معاها دكتوراه في الهندسة الكيميائية من الجامعة الأسترالية الوطنية، تلقت تدريب مكثف من عملاء "جرابينبوهلر" قبل ما يسلفوا الآلة للبعثة. تيانا كانت أستاذة في مجالها. عمرها ما قابلت مشكلة تقنية ما قدرتش تحلها. هونجو انضم ليها في كتير من التدريب، ورغم إن ولا واحد فيهم كان حفر نفق قبل كده، إلا إنهم حسوا إنهم قد المهمة.
      
      "حسناً، أعتقد إننا جاهزين على قد ما هنقدر نكون." قالت تيانا وهي بتتسلق جوه الآلة مع الباقيين.
      
      أمسك هونجو اللاسلكي وطلب من المشغلين يشغلوا المحرك. ارتفع ضجيج يصم الآذان حواليهم مع دندنة محرك الديزل بقوة أربعة آلاف حصان. الصخور اللينة تراجعت ببطء لكن بسهولة تحت قوة هيدروليكية هائلة. هنتر وتيانا شافوا قطع صغيرة من الصخور بتمر جنبهم على سير ناقل لظهر الآلة. هناك، الطاقم الثابت كان بيفرغ الصخور وينقلها خارج نظام النفق تحت الأرض. تيانا كانت بتراقب مجموعة كبيرة من العدادات والمقاييس، وبتعمل تعديلات هنا وهناك عشان تتأكد إن الآلة بتلتزم بمسارها المحدد مسبقاً. طول الوقت، هونجو وطاقمه كانوا بيشتغلوا على وضع حلقات دعم فولاذية في النفق، متأكدين إن الفتحة اللي حفروها حديثاً هتستحمل الحمل الميت وتمنع الانهيار.
      
      هنتر، اللي كان هيتجنن من قلة الشغل المهم اللي يعمله، اتسحب جنب تيانا وصرخ فوق هدير المعدات: "الصخر ضعيف! إحنا بنحقق تقدم كويس! أعتقد إننا هنتجاوز مية قدم النهاردة!"
      
      "أيوة! ممكن!" صرخت تيانا فوق هدير الحفار اللي بيصم الآذان. حست فوراً باحتكاك في حلقها. لو المحادثة استمرت كتير، هتصحى الصبح تلاقي صوتها أجش جداً.
      
      العملية مشيت من غير أي مشاكل طول الصبح. شينودة جاب الغدا من مقر الموقع حوالي الظهر. بطّأوا الشغل بس ما وقفوش. كانوا بيتناوبوا على وضع الدعامات وبيأكلوا وهما شغالين. في وقت متأخر من بعد الظهر، طاقم المطبخ جاب قدر كبير، وصل سخان كهربائي صناعي، وعملوا شاي ساخن للكل. هنتر كافح عشان ما يحرقش شفايفه من السائل الساخن أوي وهو بيحس إن معدته طلعت لقفصه الصدري.
      
      بعد كده، كلهم افتكروا بالظبط إيه اللي كانوا بيعملوه لما الجاذبية اختفت. تيانا كانت بتفحص مقاييس الضغط، وبتتأكد إن الهيدروليكيات لسه شغالة بالكامل. هونجو كان بيراقب حلقة دعم فولاذية بتدخل مكانها، ومستنيها تعدي العلامة اللي هيحتاجوا يبدأوا يوجهوها عندها. شينودة كان بيجيب كوباية شاي ساخن أوي لواحد من رجال هونجو.
      
      اخدوا كل الاحتياطات اللازمة، بس ما حدش كان يعرف إن النفق اللي قضوا اليوم كله في حفره كان على بعد أمتار قليلة بس فوق غرفة هائلة مليانة هوا. الغرفة دي، اللي اتبنت من حوالي ست آلاف سنة، كانت بتجيب الهوا من سطح الأرض وتنزله من خلال الصخور الضعيفة والمسامية لداخل متاهة ضخمة. على عكس الأهرامات المبهرجة، مبدع الغرفة الضخمة دي قفلها وأخفاها بقصد إزالتها من تاريخ البشرية.
      
      أفراد البعثة اتخبطوا بعنف لما فقدوا كل إحساس بالاتجاه. الصخور والأدوات وقطع الآلات هاجمتهم في سقوط حر عنيف. نزلوا في فوضى.
       
      

      صراع الإمبراطوريات - رواية خيال علمي

      صراع الإمبراطوريات

      2025, Adham

      خيال علمي

      مجانا

      أميرال إمبراطوري يواجه تحديات بعد سقوط نجم الموت، بينما تسعى الإمبراطورية لإيجاد مصدر وقود جديد، مادة "النيوترينوس" الغامضة. في مكان آخر، يجتمع ممثلو ثلاث أمم قوية لمناقشة اكتشاف جديد يفتح عصرًا كونيًا، ويأملون في التعاون رغم التوترات. تتصاعد الأحداث عندما ينطلق أسطول تارين نحو جاكو، ليكتشفوا أنهم قفزوا عبر بوابة غريبة إلى بعد آخر، تاركين مصيرهم ومصير المجرة في المجهول.

      معش

      أدميرال إمبراطوري ذو خبرة كبيرة، كان يخدم تحت قيادة اللورد فيدر وشارك في معركة إندور ونجا منها. يتميز ببراعته في القيادة العسكرية، لكنه يواجه الآن تحديات جديدة ومصيرًا مجهولًا بعد قفزة أسطوله إلى بعد آخر. يبدو عليه القلق والخوف رغم واجهته المحايدة.

      جاليوس

      شخصية ذات سلطة عليا في الإمبراطورية، يصدر الأوامر لمعش تارين. يبدو غامضًا وقويًا، ويفتقر إلى القدرة على توفير سفن الإمداد، مما يشير إلى نقص في الموارد أو استراتيجية معينة.

      نائب الأدميرال

      ضابط في البحرية الإمبراطورية، يبدو هادئًا ومنطقيًا. يشرف على "مشروع جلدابي" ويثق في قدرة الكومودور أنيسا.

      كابتن سفينة التمرد

      امرأة مخلصة لقضية التمرد. قامت بالتضحية بنفسها وطاقمها لمنع الإمبراطورية من اكتشاف موقع قاعدة المتمردين السرية.
      تم نسخ الرابط
      صراغ الإمبراطوريات

      في أقصى حافة توهج الكون، كانت لحظة مخيفة. تريليونات من السنين الضوئية، وتريليونات الأميال، وهياكل ضخمة متراصة قد صُنعت! مدينتهم تمتد أبعد بكثير من الكون المرئي! أكثر تعقيدًا، كل جزيء فيها لا يوصف.
      
      فوق أي فهم، حيث تحدى كل واحد منهم الخالق، معتقدين أنه لن يكون أكثر من مجرد شكلية. تبين أن هذا كان خطأهم.
      
      "أين النهر الذي صنعته؟ أين شجرة الكون التي صنعتها؟! أين بحر الكون الذي صنعوه؟ أين قصرك المجيد؟! أين ممالكك؟ أين ملوكك وأبناؤهم؟
      
      أين الحكومة المجيدة التي تمجدونها جميعًا؟ أين يعيشون بقوتي - ببريقي؟ لكنهم يرفضون عبادتي؟!! من هو حاكم الممالك الآن؟! من هو حاكم الممالك اليوم؟!"
      
      هذا اليوم، هو النهاية... بالنسبة لهم. "وفعلها" توهج الكون حدث مرة أخرى -- حيث أضاء دمار كل الكون المتعدد الطبقات اللانهائي وكأن شيئًا لم يحدث من قبل.
      
      معش تارين:
      
      تعرفني جيدًا، وتعرفني كأميرال في الأسطول العظيم. هل تعلم أنني قمت بحملات، من بين أمور أخرى، لتعدين الكويكبات ومكافحة التهريب عليها؟ إنها وظيفة بسيطة بالنسبة لي. تم تعييني أميرالًا في السنة صفر بعد معركة يافين، ونتيجة لذلك تم نقلي إلى سرب الموت.
      
      في الحقيقة، في الماضي... حاولت أن أدخلك البحرية الإمبراطورية لمثل هذه الأمور؟ لقد مللتك بخطابي بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟ لننتقل إلى الموضوع الرئيسي.
      
      المجرة بأكملها لم تعد كافية، حتى الكون بأكمله... نعم! الكون بأسره! هل تريدني أن أخبرك كيف؟ لنفترض أننا انطلقنا إلى حافة الكون. قد نستخدم تكنولوجيا راكاتان أو سيث، حتى واحد بالمائة من اندماج الكايبر-2 من كوكب يحتضر في الحافة الخارجية يكفي لتزويد المحطة المدارية بأكملها بالوقود!
      
      بلورة الكايبر تتحول إلى تريليونات من حبيبات الرمل من الوقود، وتحول جسمًا صلبًا ثقيلًا من الكوكب إلى رمل من الوقود. إنه تغيير ضخم للإمبراطورية بأكملها.
      
      إذا لم تسقط الإمبراطورية قريبًا، يمكننا صنع سفينة عملاقة أكبر من نجم الموت، وهيكل أكثر تعقيدًا ويحتوي ليس فقط على مليون، بل مليارات! لكن هذا لا يهم، فنحن نواجه تحديًا أكبر الآن.
      
      تم اكتشاف عينة واحدة من مادة مجهولة، نسميها "النيوترينوس"، مؤخرًا بواسطة مسبار آلي في المنطقة المجهولة، في الواقع، إنها نفس الطاقة التي شغلت الشيء الذي بدأ الكون... كيف يمكننا معرفة ما إذا كانت هي السبب؟ هذا لأن المادة لها اتصال قوي بما يسميه الجيداي والسيث "القوة".
      
      ومع ذلك، فإن تقنيتنا المتبقية ليست كافية لتحقيق ذلك. ومع ذلك، فإنها تأتي من المستقبل. مادة هشة جدًا لتصمد في هذا الوقت، تنحني في الواقع بينما تغرق في مكتب الباحث. في توهج البداية البديلة. يجب أن ينتشر خلفاؤنا أو من تبقى في موجات عبر الكون.
      
      كان هناك نوع من الخلود، استمرارية لهويتهم. كان هناك عصر حرب، حرب إبادة على مدى تريليونات السنين، سبتيليون، حتى أن الزمن لم يستطع وصفها، رد فعل عكسي للهوية البشرية.
      
      من المستحيل فهم ذلك لأنه نتيجة انتصار الإمبراطورية المجرية في واقع آخر أو بديل -- يمكن القول بأمان مع التفاصيل المتبقية. لكن الجسم قذفنا إلى بعد آخر، بعد الحادث الذي اعترض فضاءنا الفائق في غضون ثوانٍ.
      
      ومع ذلك، يمكننا تحديد شيء واحد -- مجرتنا... ليست مجرة، مجرة مبكرة أو نقية مصنوعة من جسيم. بل هي نتيجة لكمة لا يمكن تصورها من كيان، يقدر حجمه بأكبر من المجرة بأكملها. إنهم هم، حرب لا يمكننا نحن البشر فهمها، لكن بالنسبة لهم... إنها حرب.
      
      لكمة قوية جدًا، كسرت نسيج الفضاء وثنت الزمن. سليل لنا من واقع آخر. حرب زمنية، حرب مجرات، حرب كونية، حتى... حرب أكوان متعددة تسببوا فيها.
      
      بالنسبة لهم، كنا أكثر بقليل من الفئران - ثعابين تلعب. نقاتل حربًا بين النجوم بأسناننا وأظافرنا فقط. لكنهم ما أصبحنا عليه في المستقبل: بشر متقدمون مدعومون من الله والقوة. الأشياء التي كان اللورد فيدر سيتجنبها، الأشياء التي ستكون عدوًا استثنائيًا بالنسبة لثراون.
      
      بالنسبة لي... الحرب مجد وخوف. أولئك الذين يعتقدون أن الحرب جحيم مخطئون - لأنه لا توجد طريقة لهم لتخيل مدى رعب الجحيم. أولئك الذين لديهم أخلاق - ضعفاء في هذه المجرة، العنف... يجب أن يُتخذ.
      
      ومع ذلك، هذه قصتي.
      
      الحافة الخارجية، 5 بعد معركة يافين.
      
      بعد تدمير ثاني أكبر محطة قتالية مدارية، والمعروفة باسم نجم الموت الثاني، تخلى العديد من الإمبراطوريين عن واجباتهم. أدى موت الإمبراطور إلى فراغ كبير في سلطة الإمبراطورية المجرية.
      
      بعيدًا في الحافة الخارجية، خرجت سفينة حربية صغيرة من الفضاء الفائق، دروعها متضررة واثنان من مدافعها الليزرية معطلة. كانت ترسل موجة من الطاقة، مع أجهزة استشعار السفينة في حالة تأهب قصوى لأي تهديدات قد تلاحقهم.
      
      فجأة، هز انفجار السفينة عندما لامس محركها أشعة النجم. "اعكس محركاتنا! لا يمكننا أن ندع الإمبراطورية تلحق بنا!" رن صوت عاجل من جسر القيادة، الكابتن في حالة ذعر بعد الهجوم الأخير.
      
      بدت سفينتهم الحربية كقطعة صغيرة من الحطام تطفو في مدار الشمس، هيكلها الفولاذي يعكس ضوء النجوم، بصيص أمل للطاقم. "المحركات العكسية معطلة! نحاول استعادة الطاقة للمفاعل!" صرخ ضابط الجسر على عجل.
      
      جعل هذا الرد الكابتن تضرب المكتب بقوة. "هاه! لقد انتهينا!" صرخت بإحباط. "نحن محاصرون بالتشويش!" أبلغ الآخرون بنبرة خائفة، كادوا يبكون.
      
      فجأة، اندلع وميض مبهر جدًا من الفضاء، أغرق السفينة بضوء حارق أضاء اللون البرتقالي والأصفر الزاهي، شعار التمرد يضيء على هيكلها.
      
      خرجت السفينة الحربية الإمبراطورية، شبحًا مهددًا ضد المجرة، من الفضاء الفائق بضوء صاخب، متعمدة الاصطدام بسفينتهم بقوة. تعطلت المحركات وتوقفت، مما أغرق التمرد في صمت فوضوي.
      
      كانت سفينة حربية من فئة رايدر، شكلها القوي يشبه شكلهم، لكنها كانت محطمة وعلامات المعارك تعكس سطحها بينما كانت تروع الطاقم.
      
      "نتعرض لإطلاق نار من مدافعهم الليزرية!" صرخ ضابط متمرد، صوته متقطعًا بينما كان يكافح لاستعادة السيطرة على الوضع الفوضوي. لكن في أعماقهم، كانوا يعلمون جميعًا أنها معركة خاسرة.
      
      
      
      
      "آه! اهجروا السفينة!" رن صوت الكابتن، لكنه تداعى، وعقلها يدور بإدراك حاسم. "لا! لا يمكننا أن ندع الإمبراطورية تقبض علينا! لا..." ترددت، وأنفاسها انحبست في حلقها وهي تستدير لتواجه طاقمها، عيونهم واسعة من الخوف وعدم اليقين.
      
      عم الذعر والخوف بين طاقمها، تعابيرهم مزيج من الخوف والتصميم، فهم مرعوبون. حللت الكابتن قلقهم وخوفهم في عزمها، وترددت شكوكها الخاصة.
      
      "م-من أجل ألديران!" تلعثمت، وصوتها يرتفع باقتناع جديد. "لا يمكننا السماح للإمبراطورية باكتشاف بقية التمرد في هذا القطاع!" خرجت تنهيدة ثقيلة من الطاقم، فهم مشترك للخوف المعلق في الجو.
      
      كانت تعلم جيدًا أن هناك منشأة متمردة مخبأة، تضم أكثر من ألف متمرد وأسطول صغير تابع لها، وتعتمد على سفينتها للتواصل. إذا ألقت الإمبراطورية القبض عليهم، فسيكشفون عن موقع القاعدة، وهي ضربة كارثية لقضيتهم.
      
      فكرة تعذيب طاقمها، وتسرب الأسرار تحت الطاولة، كانت تطاردها. ذكريات وقتها كملازمة في الأكاديمية اجتاحتها، كل واحدة تذكيرًا بالفظائع التي تنتظر من يقع في عقاب الإمبراطورية.
      
      "حمّلوا المحركات فوق طاقتها!" أمرت، وصوتها ثابت رغم الاضطراب داخل عقلها. "أرجوكم... لا تهربوا! إذا فعلتم، سيقبضون عليكم! تضحيتنا ستذهب سدى! لا تخافوا الموت!" سقطت على ركبتيها، بينما تحطم الطاقم من حولها.
      
      بقلب مثقل، استدارت نحو عضوة شابة من الطاقم، والدموع تنهمر على خديها وهي تشد على أصابعها. "أغلقوا كبسولات النجاة! أعلم أنهم سيحاولون الفرار..." ارتجف صوت الكابتن، وعيناها تلمعان بدموع لم تُذرف بعد.
      
      "ن-نعم، سيدتي!" أجابت المرأة، وصوتها مختنق بالعواطف. شاهد طاقم السفينة برعب بينما كانت السفينة الحربية تلوح في الأفق أقرب، تستعد بالفعل لحفلة الصعود. شددت الكابتن من عزمها، وعقلها يدور. "ت-تم قفل غرفة كبسولات النجاة بنجاح! سيدتي!" لهثت الضابطة الشابة، وكلماتها بالكاد تخرج من شفتيها بينما أطلقت الكابتن تنهيدة ثقيلة.
      
      ثم، دون سابق إنذار، اهتز عنيف للغاية عبر السفينة حيث تعطل درع سفينتهم أو فشل، مما جعلهم ضعفاء للغاية. كان الصمت المشؤوم الذي أعقب ذلك خانقًا، لم يقطعه سوى صوت الأحذية الثقيلة وهي تتردد على طول هيكل السفينة -- جنود العاصفة يحاولون الصعود.
      
      "إ-إنهم قادمون! جنود العاصفة!" تسارع قلب الكابتن، والذعر مرسوم على وجهها. "الآن! حمّلوا مفاعل السفينة فوق طاقته!" صرخت، والضرورة تتخلل صوتها. "الآن! يجب أن نفعلها!" اختنقت.
      
      بدفعة أخيرة ويائسة من الطاقم، انفجرت السفينة في انفجار كارثي، آخذة جنود العاصفة معها في لهيب من النار والإشعاع الكوني. لم يبق جسد، لم يبق شيء بعد الانفجار. تحولت السفينة الآن إلى رماد.
      
      المشهد المفاجئ ترك السفينة الحربية كالحمقاء في الفضاء الخارجي -- حيث وجهت السفينة مقدمتها مباشرة نحو موقع أسطولهم، وكأن الأمر قد انتهى بالفعل.
      
      . . .
      
      في ضوء ظلام الفضاء -- أسطول صغير يختبئ داخل جسيم مشع من سحابة ماجلان الصغرى الخضراء. كان حلقة السديم تذكيرًا لما كانت عليه الإمبراطورية المجيدة في المجرة.
      
      في النجم المحتضر، الكبير كأنه يريد الانفجار في أي وقت، أسطول من المدمرات النجمية وسفينة حربية نجمية مختبئة. بين حطام الزملاء الإمبراطوريين، كانت عدة طرادات صغيرة تقوم بالدورية بأمر.
      
      "محاولة فاشلة أخرى، مجرد القبض على سفينة متمردة أدى إلى فجوة في معلوماتنا الاستخباراتية. أود إعادة النظر في خياراتنا. ما هو التقدم في سفينة الأبحاث الإمبراطورية على مشروع جلدابي؟ توقعت أن المواد الغريبة ستغير إمداداتنا من الوقود... أيها الكابتن."
      
      تتبع الكلمات من شفاه رجل متوسط العمر يرتدي زي البحرية الإمبراطورية الداكن، وجوده داخل الأسطول لا شك فيه. كل كلمة كانت محسوبة بعناية، ومن فهم التسلسل القيادي عرف أن كل ما نطق به كان أمرًا مطلقًا.
      
      إنه الأدميرال معش تارين، عضو سابق في سرب الموت، سرب الصياد، الذي خدم مباشرة تحت قيادة اللورد فيدر. شارك بنشاط كمراقب في معركة إندور -- ونجا.
      
      "نعم، أيها الأدميرال..." أجابت امرأة، صوتها يرتجف قليلًا، ربما كانت في أوائل الثلاثينات من عمرها. "نائب الأدميرال دنراك هوكس قرر زيادة التمويل لمشروع جلدابي. المستقبل أمامنا، مع الوقت فقط مشكلتنا الوحيدة، أيها الأدميرال..."
      
      مشروع جلدابي هو الأمل الأخير لإعادة تزويد الأسطول بأكمله بالوقود، بدلًا من إعادة بناء سفينة الإمداد من فئة ألتور للأسطول القطاعي الصغير. "عمل جيد... أنيسا." ثم حول تارين نظره إلى المرأة، عيناه البنيتان تخترقانها. "أعجب بولائك والنار في قلبك... كومودور، ستكون المدمرة النجمية سفينتك الثانية."
      
      "و-وأتوقع أن يكون سربك النخبوي جيدًا كما توقعت. لجيون منتصف الليل. هل يمكنك فعل ذلك؟ كومودور أنيسا؟"
      
      بينما غادر، وقفت أنيسا متجمدة، قلبها يتسارع بمزيج من الرغبة، فقد تمت ترقيتها للتو إلى كومودور. "ن-نعم... أيها الأدميرال!" صرخت، ويدها اليمنى مرفوعة في تحية بينما تشاهد الرجل يغادر.
      
      لكن صدى خطواته تلاشى في صمت مقلق، تاركًا إياها تتساءل عن أي مصير مظلم ينتظرهم جميعًا تحت التهديد الجديد للتمرد؟ إنها تلك الكابتن من فئة رايدر الأولى.
      
      في مكان ما.
      
      عدة أشخاص ملأوا قاعة كبرى، أصواتهم تهمهم بالكراهية والنميمة. كانوا يرتدون ملابس رسمية بدلًا من الملابس الفاخرة أو الباهظة، وبينهم شخصية مزينة بقرن، إشارة واضحة على ملامحهم غير البشرية.
      
      مئات السفن من أنواع مختلفة من كل أمة كانت مرئية من الخارج - كانوا في ميناء. سفينة عائمة، سفينة على شكل سيف، وغيرها الكثير. أبراج بها مئات العيارات من الأسلحة، مرآة حقيقية لأولئك الذين يسمون أنفسهم الأقوى.
      
      ثلاثة أعلام سقطت من سقف الغرفة، كل منها يمثل هوية الأمة العظيمة ويعكس قوتها. "يا له من مشهد مهيب!" فكر الدبلوماسي الأقل رتبة، الذي لم يصدق عينيه، حلم حياته بأن يشهد حضور أمم التنين الثلاثة لمؤتمر معًا.
      
      فجأة، انفتح الباب المزخرف للقاعة، ودخل جميع سفراء أمم التنين الثلاثة -- مما جعل أولئك الذين لم يروهم من قبل يحبسون أنفاسهم من الرهبة.
      
      "ي-يتيشك... هكذا يبدون إذًا؟" همس دبلوماسي قزم. "الآخر يبدو كجن، لكن بأجنحة... أجنحة بنفسجية متوهجة..." أجاب الآخر. "سمعت أن أمتهم على وشك الحرب..."
      
      الأولى كانت إمبراطورية اليتيشك، أمة من المينوتورات البشرية. تلتها الإمبراطورية التنينية المحايدة، موطن البشر التنين الذين يرتدون ملابس أنيقة. وأخيرًا، جمهورية فيلوريا، التي يعارض ممثلوها الوصف السهل للكائن.
      
      "أنا لست هنا مع هؤلاء الكائنات الدنيا!" تمتمت إحدى السفيرات، وصوتها يرتفع بلا خجل. "تش! حلفاء؟ بالكاد! مينوتور عاهرة مثلك هي انعكاس للأحياء الفقيرة التي ينحدرون منها!" رد السفير من الإمبراطورية التنينية.
      
      "أ-أتجرؤ--"
      
      
      
      
      "نحن هنا لمعالجة مشكلة واحدة، أبقوهم بعيدًا عن الموضوع حتى نكون جميعًا مستعدين للتحدث عنها!" قاطعت امرأة من جمهورية فيلوريا، عدم تصديقها واضح من تبادل الأحاديث غير الاحترافي.
      
      "ع-عذرًا سيدتي؟! بصفتي مينوتور أنثى مخلصة، أطالب بالحق في التعبير عن استيائي من خلال النقاش مع هذا السفير المزعج!" رد سفير اليتيشك بغضب.
      
      ترك التلاسن الحاد بين سفراء اليتيشك والتنين وفلوريا ممثلي الحضارات الأقل ينحنون خوفًا. ملابسهم أو ثيابهم بالكاد لاحظها الحاضرون، لكن ثقل وجودهم كان من الصعب تصوره بشكل لا لبس فيه.
      
      مع بدء المؤتمر، أُغلقت ستائر النوافذ. بدأت ممثلة الإمبراطورية التنينية، كلا جناحيها يخفقان بقوة وملابسها الدبلوماسية السوداء تكملها نظارات، المؤتمر.
      
      حبست أنفاسها عميقًا، ملامحها البشرية لا تزال واضحة، عيناها حمراوان، وجناحاها كالإعصار، أنفاسها كانت نارية ذات مرة. تغير جو الغرفة، ابتسامتها النابضة بالحياة أذهلت الجمهور بأكمله.
      
      "هذا المؤتمر، الذي يعقد مرة كل قرن، يجمع أولئك الذين لم يروني من قبل وأولئك الذين عاشوا طويلًا بما يكفي ليروني مرة أخرى. مرحبًا بالجميع في هذا التجمع!"
      
      تحدثت بثقة، وأجنحتها تخفق مع تصفيق الجماهير. "كانت دراكونيا ذات يوم أمة مثلكم، لكننا ازدهرنا من خلال التقدم التكنولوجي والتجارة... وهذا يقودنا إلى هذه... النقطة." أنهت خطابها برشاقة.
      
      فجأة، ملأت الهمهمات الغرفة بينما انخرط جميع الممثلين في مناقشات حول الموضوع. تساءلوا ما الذي دفع إلى هذا المؤتمر. كان من غير المعتاد أن تجتمع الأمم الثلاث ما لم يكن هناك شيء مهم على المحك.
      
      "اليوم، اجتمعنا هنا ونعلم أنه لا توجد فرصة واحدة - بل طريق إلى ملايين البوابات تنتظركم. ولكن أولًا--"
      
      سطع الضوء عليها، ملقيًا بظلال مخيفة، وكشف تعبيرها عن كل شيء. بعد قرون، ما زالت تحتفظ بابتسامتها. "إمبراطورية اليتيشك ترغب في التحدث! نريد أن نعلن عن سبب ذلك! نحن!" قاطعت سفيرة المينوتور.
      
      أدارت رأسها، والغضب يتأجج في عينيها بينما ساد الصمت الجمهور. "من أجل السلام، لا تستفزوا هذا..." حذرت، موجهة نظرة غاضبة إلى امرأة المينوتور. بثقة، صفعت يدها على المكتب، ابتسامة متعجرفة على وجهها بينما جسدها الطويل يعلوهم جميعًا.
      
      "الوضع الحالي يفوق توقعاتنا! النبوءة القديمة، التي حُرست لمئات السنين، قد تحققت. يجب أن أخبركم أن الضباب المحيط بعالمنا قد انقشع فجأة." ظل الجمهور صامتًا.
      
      كانوا ينتظرون السبب وراء تورط الدول الثلاث. سطع وميض في الغرفة بينما التقط صحفي هذه اللحظة التاريخية. في الخارج، تردد صوت بوق إحدى السفن الحربية الضخمة -- ربما من إحدى أمم التنين.
      
      كان هناك شيء واحد واضح، وهو أن الضباب الكثيف المظلم الذي كان يلف عالمهم قد اختفى، مما فتح فرصًا جديدة للتجارة بين الدول. ومع ذلك، كانوا جميعًا تابعين، ملزمين باتباع القواعد.
      
      "لكن هذه ليست المشكلة الرئيسية! مؤخرًا!" أخذت نفسًا عميقًا، محافظًة على أناقتها. "لقد اكتشف عالم من جمهورية فيلوريا اكتشافًا في غلافنا الجوي!" انفجر الجمهور بالهتافات، على الرغم من أن الارتباك ما زال يسيطر.
      
      شعرت بالحرج، فتجعد حاجبها. "بالتأكيد، لا أحد منكم يفهم ما قلته للتو! أنتم جميعًا مجرد متوحشين لتفهموا ذلك!" صرخت بإحباط بينما سفير التنين الآخر يستند على مقعده المريح.
      
      بنظرة تهديدية وابتسامة ماكرة، أعلنت: "الآن نبدأ سباق العصر الكوني بين الأمم الثلاث! ومن المتوقع أن تساعد جميع الدول التابعة في الاستعدادات!" بدأ الفهم يسيطر على الحشد عندما أدركوا معناها.
      
      "ارفعوا أيديكم في الهواء!" صرخ الفيلوريون بينما صرخوا جميعًا بصوت واحد، بينما تم التوقيع على المعاهدة في ذلك اليوم. أقيمت المسيرة في ذلك اليوم، لتصل ألاثيا إلى حقبة أخرى من ثقافتها التكنولوجية.
      
      . . .
      
      المدمرة النجمية الإمبراطورية الثانية، أساطير.
      
      "أ-أتريد مني أن أوجه أسطولي الإمبراطوري إلى جاكو؟" سأل تارين، عيناه تتنقلان إلى صورة مجسمة لرجل يرتدي زي أمير حرب، نظرته حادة بقوة. "بالتأكيد يا تارين." أجاب الرجل، صورته تومض قبل أن تتلاشى، تاركًا تارين مع العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها.
      
      كان الرجل معروفًا باسم جاليوس راكس، شخصية ذات سلطة تفوق تارين، ولا يوجد أحد أدنى منه في أسطوله الخاص. اشتعلت عينا تارين بترقب بينما نبض النجوم يضيء أسطوله. "في الوقت المثالي تمامًا، هوكس." قال بينما دخل رجل في منتصف الثلاثينات من عمره سطح القيادة.
      
      "مشروع جلدابي جاهز بالفعل. لقد حولت جميع السفن في أسطولنا وقودها إلى نيوترينوس. ارتفاع درجة الحرارة محتمل لأن المفاعلات ليست متوافقة جدًا. الكابتن أنيسا مستعدة بسربها الخاص." أبلغ هوكس بهدوء، يزن كل كلمة بعناية.
      
      "كومودور..."
      
      "كومودور؟ إنجاز كبير من امرأة متهورة كهذه..." لاحظ هوكس، لمحة من الفخر في صوته لولائها وإنجازاتها. "جهّز أسطولنا، لقد تلقينا أوامر من جاليوس راكس..." أمر تارين فجأة، جو متوتر يخيم على الغرفة.
      
      "ج-جاكو؟" سأل هوكس، طالبًا التأكيد، لكن صمت تارين تجاهل مخاوفه. "لدينا أربع عشرة سفينة من فئة فيكتوري الأولى، وست سفن فيناتور إمبراطورية، وست عشرة مدمرة نجمية إمبراطورية، بالإضافة إلى سفينة حربية نجمية واحدة..." قال تارين، يبحث عن الكلمات المناسبة.
      
      "والباقي طرادات خفيفة صغيرة، لكن لا توجد سفينة إمداد واحدة. حتى جاليوس راكس يفتقر إلى تلك القدرة التشغيلية..." اختتم بتنهيدة، تاركًا هوكس غارقًا في التفكير. ثم ألقى نظرة على شاشته، وكانت حالة الأسطول جاهزة.
      
      "يجب أن نعدل إحدى السفن في أسطولنا لتطابق قدرات فئة ألتور. ومع ذلك، فإن الحجم يفوق قدراتنا الحالية، نحتاج إلى حوض جاف لبناء واحدة..." اختتم تارين، عيناه تتجهان إلى النجوم المحتضرة.
      
      وبهذا، وجه تارين نظره نحو النجم من بعيد - دليل على قلقه وخوفه واضح من وجهه المحايد. "أمروا جميع السفن في أسطولنا بالقفز إلى جاكو." قال بينما أومأ هوكس بالتأكيد.
      
      أضاء محرك السفينة فجأة، المفاعلات سخنت بشكل زائد من الجزيء الجديد من أي نيوترينوس المحروق والمستهلك. المدمرة النجمية الكبيرة تعاني من نفس حرارة المفاعل أيضًا. "اتبعوا السماء حتى تصلوا إلى مجرة أخرى..." قال تحت أنفاسه، أنفاس من الترقب.
      
      "آه؟"
      
      فجأة، غمرت المدمرات النجمية ببوابة صفراء مجوفة ساطعة بدلًا من ذلك؟ "ماذا يحدث الآن؟!" اتسعت عينا تارين بالارتباك -- وكذلك طاقم الجسر. "لدينا عطل في المفاعلات! الأسطول يعاني من نفس الحالة!" صرخ ضابط، جالبًا أخبارًا.
      
      الأسطول بأكمله؟ قال. بينما قفزوا إلى بوابة جديدة، ليس فضاء فائق كانوا يتوقعونه من قبل. فجأة، شعر الطاقم بأكمله بشعور قصير بالدوار. باستثناء تارين، لم يستطع إلا الانتظار لحدوث شيء ما، لم يكن خيارًا رائعًا ولكنه ما كان يملكه. "ماذا حدث بالفعل..." قال، مغطيًا كلتا عينيه بيده.
      
      سقط الطاقم على الجسر على الأرض، فقدوا وعيهم. شعر بتغير مفاجئ في الجاذبية -- هل يدخلون بعدًا آخر؟ "ت-تارين..." عبر صوت أنثوي ذهنه فجأة، بينما استسلم عقله، وفقد وعيه.
      
      انجرف الأسطول بأكمله إلى بعد جديد، وبالنسبة لتارين، شعر وكأن شخصًا ما يحتضنه باحتضان محب. كان الأمر كالأرواح، لكنه لم يستطع التعرف عليها. ابتسامتها دافئة كالنجوم، تحتضن تارين بيدها المحبة وابتسامتها.
      
      -- نهاية الجزء الأول
      
      النيوترينوس هي مادة شبيهة بالآلهة، اكتشفت في المنطقة المجهولة بواسطة مسبار آلي. كانت مادة كونية -- جزيء مركب من كل شيء. يمكن استخدامها لأي شيء، حتى كطاقة أو وقود للسفن. ادمجها مع بلورة الكايبر التي تحولت بالفعل إلى رمال، إنها مثل موردها الأخير...
      
      مشروع جلدابي.
      
      

      فقدان في غابة - الفصل الأول

      فقدان في غابة

      2025, شذى حماد

      خيال علمي

      مجانا

      شاب يخلق بوابة لعالم ثاني بعد ما لگى معلومات سرية. يروح هو وأصدقائه لهذا العالم المليان كائنات حيوانية، و تنقلب رحلتهم لمغامرة خطرة من ينلزم واحد منهم. يحاولون يرجعونه بكل شجاعة رغم كل الصعاب اللي تواجههم، ويواجهون عالم غريب ممكن يكون بيه سحر ومخاطر هواي. روايه خيال علمي

      ماث

      هو أول من يدخل البوابة للعالم الثاني وينلزم من قبل الكائنات الحيوانية، مما يدفع أصدقاءه لرحلة إنقاذه.

      بات

      ينضم للمجموعة في النهاية للمساعدة في إنقاذ ماث. هو شخصية تمثل الجانب الحذر بالمجموعة.

      آيزاك

      صياد خبير وواقعي. يمتلك معرفة جيدة بالأسلحة والتخييم، وهو عملي ومسؤول في التخطيط لعملية الإنقاذ وتوفير المستلزمات.
      تم نسخ الرابط
      فقدان في غابة

      "بس كولّي شنو السالفة،" هيچ حچه ماث وهو يتنهد ع التليفون.
      "لا، لازم تشوف بنفسك،" رديت عليه.
      ما چنت أريد أكشف اللي سويته بالتليفون، ردت أصدقائي يشوفوه گدام عينهم.
      "زين، راح ألمّ الكل ونجي لبيتك قريبا،" كال ماث بنبرة شوي متضايقة.
      "تمام، أشوفك،" رديت بفرحة.
      "أشوفك."
      سد الخط، فبقى بس أنتظر هو والبقية. وأنا أنتظر، رجعت للكراج وين چانت الجهاز اللي سويته. چان ممكن أخفيه بمكان ثاني، بس بما أنو أهلي راح يبقون بكوخ چم يوم، فما چنت قلق أكون مسترخي شوية بمشروعي.
      لزمت الجهاز من الكاونتر اللي عفته عليه وبديت أفحص شگد باقي بيه طاقة وإذا الأزرار تشتغل لو لا. ما ردت تصير مشكلة من أراويه لأصدقائي. بعد ما تأكدت كلشي يشتغل تمام، حطيت الجهاز بصفحة وگعدت.
      باوعت حوالي بالكراج المكيف وأنا أنتظر أصدقائي. كلشي چان نظيف ومنظم كالعادة، چنت أحاول أحافظ على كلشي بأحسن حالة ممكنة لمن أسوي شغلات ثانية مثل صناعة سكاكين وفؤوس من أي خردة معدنية أگدر أحصل عليها.
      مرت الدقايق لمن سمعت جرس الباب. گمت وطلعت من الكراج حتى أفتح الباب. فتحته وشفت كل أصدقائي الثلاثة ينتظروني.
      "شنو المفاجأة اللي عندك النا؟" سأل صديقي آيزاك.
      "تعالوا شوفوا بنفسكم،" گلت وأنا أگودهم للكراج.
      "أتمنى تكون مخدرات،" گال ماث يمزح.
      دخلنا للكراج ولزمت الجهاز. رفعته لأصدقائي وواحد منهم، بات، تنهد.
      "يا أخي، چنت دا أتفرج مسلسل وتجيبني لهنا على بوم بوكس مكبر؟" كال بخيبة أمل.
      "يا نوع بوم بوكس شفته بيه نتوءات طالعة من الصفاح؟" سألت.
      "ما أدري يا أخي. منين جبته هذا أصلا؟"
      ابتسمت وسألت، "تتذكر شلون ذاك المختبر يم إدمونتون احترگ بسبب واحد من الموظفين؟"
      "أي، الموظف تخبّل وحرگ الدنيا وهذا سبب انفجارات وهالشي،" رد آيزاك.
      "أي، صحيح. المهم، چنت ببيت أبويه قبل ما يبدي الصيف بشوية، وبما أنو بيته قريب من مكان المختبر المحترگ، تسللت بالليل أباوع. لگيت چم شغلة مو كلش متضررة مثل بطل مي، أدوات، قطع، وشغلات ثانية ما لفتت انتباهي هواي. وذاك الوقت لگيت خزنة بالحايط بيها ثقب من الجانب."
      "يا غبي حط هالماكينة بخزنة حايط؟" سأل ماث.
      "هاي ما چانت بالخزنة اللي بالحايط،" وضحت. "الخزنة اللي بالحايط چانت بيها فلوس محروقة وفلوس سليمة، وهاي الفلاشة اللي جبتها للبيت. الفلاشة چانت بيها معلومات عن تجارب، خرائط، وشغلات هواي تتعلق بهذا الجهاز."
      "يعني أنت تعبت وسويته، هسة فهمت؟" سأل بات.
      "أي، استخدمت الأدوات والأجزاء السليمة اللي لگيتها بالمختبر المحترگ حتى أبدي أبني الجهاز. ورا فترة، أخيرا سويت هذا اللي يشتغل مثل ما أريد." وضحت. "من شغلته فعلا-"
      "أي، تمام، كيفك." قاطع بات. "بس راوينا شنو يسوي."
      باوعت عالجهاز وگلت، "تمام، ماشي."
      
      شغلته وكتبت كلمة سر. دست زر التشغيل وحطيته عالگاع. كل الأضواء بدت تضوي و٣ نتوءات بالوسط بدت تفتّر. بعدين الموسيقى بدت تطلع منه بوضوح.
      "أعتقد هو صدگ بوم بوكس،" ماث گال يمزح.
      تنهدت وگلت، "لا، بداية التشغيل مجرد صوت طنين مزعج، فشبكت أغنية 'As I was going to St. Clair' بيه. الكلمات تتزامن ويا الجهاز وهو يشتغل."
      النتوءات بدت تدور أسرع وأسرع ويا ومضات كهربائية صغيرة. أصدقائي رجعوا ليورا بينما أنا بقيت هادئ. شعاع أسود صغير بدأ يتكون فوقه ويكبر. لمن وصلت الأغنية لكلمة 'She said'، الشعاع أخيراً توقف عن النمو وانتهت البوابة أخيراً. كل اللي بقى هو فراغ أسود بحجم باب ويا صورة شفافة لغابة بي.
      "أنا إله، والعباس!" صرخت بفرح.
      "شنو هذا اللعين؟" بات سأل بقلق.
      "هاي بوابة،" جاوبت.
      "شلون تشتغل؟"
      "ما أدري. أنا ما سويت العلم اللي وراها، أنا بس سرقتها من مختبر عشوائي."
      "تتوقع أحد ثاني عنده جهاز خاص بي من المختبر اللي احترگ؟" سأل آيزاك.
      "أشك بهذا بشدة. قضيت وقت طويل أدور أخبار تتعلق بالمختبر، والموظف اللي طلع عن السيطرة حذف كل المعلومات اللي چان حافظها والنار والانفجارات دمرت كلشي ثاني. الفلاشة اللي لگيتها بصعوبة نجت وچانت بخزنة قوية. راح أجاوب على أسئلة أكثر عن هذا الشي بعدين. منو يريد يطب بيها أول شي؟"
      الكل باوعوا على بعض. بعد چم ثانية من الصمت، كال ماث، "يلا، إذا راح أموت، أفضل أموت بهاي البوابة على ما أموت من كبر السن."
      مشى باتجاهها وتوقف لثانية. نكزها بإصبعه وما صار شي غير أنها اختفت داخل الفراغ. أخيراً خطى خطوة خلالها، واختفى داخل الفراغ.
      مرت چم ثانية قبل ما البوابة بدت تنتفخ شوية وماث رجع للعالم الحقيقي.
      "يا ويلي، هذا شي مو معقول ابد." كال بحماس.
      "شلون چان؟" سأل بات.
      "تعالوا شوفوا، شي يجنن،" كال ماث قبل ما يرجع يطب بالبوابة.
      آيزاك لحگ ورا هو وبات. أنا چنت آخر واحد مشيت للبوابة. چنت لازم أجيب الجهاز وياي، ولمن أطفيه، راح يكون عندي بس چم ثانية قبل ما يختفي بالعالم الحقيقي.
      بسرعة طفيته وعلگته على چتفي مثل الجنطة وخطيت خلال البوابة. عيني صارت سودة وجسمي حسيت بيه كلش خفيف ودا أوگع. بعد چم ثانية رجع نظري طبيعي و چنت أدخل غابة حيوية مليانة حياة.
      الأشجار، سواء كانت نفضية أو صنوبرية، چانت تبدو أخضر وأقل خشونة من العالم الحقيقي. معظمها چانت أطول وأعرض من المعتاد. الأرض چانت أنظف هواي لأنو چان اكو أوراق ميتة وأغصان وأشجار ميتة أقل هواي منتشرة عالگاع. الشمس چانت تشرق، ف الضوء چان يمر من بين فروع الأشجار.
      كلشي چان خلاب بشكل مو طبيعي، مثل الصور اللي تشوفها عالإنترنت. ما اهتميت إذا ما چانت هاي أول مرة أشوف هيچ شغلات، چنت بعدني منبهر.
      فاجئني ماث بسؤاله، "ليش أخذت چم دقيقة حتى تمشي خلال البوابة؟"
      "ما چانت چم دقيقة بالنسبة إلي،" جاوبت. "يوم واحد بالعالم الحقيقي يعني أسبوع هنا، ف بقائي بالعالم الحقيقي مثلاً، 10 ثواني إضافية يعني دقيقة أو دقيقتين هنا."
      
      
      
      
      
      "صدك تحچي؟"
      "أعتقد هيچ، ما أعرف الحساب الدقيق لوقت الشغل. تريدون تشوفون قرية مهجورة؟"
      كلهم باوعوا على بعض قبل ما يجاوبون أي، بعدين بديت أقودهم لطريق قريب لگيته. بدأوا ياخذون صور للعالم بعد ما تأكدت منهم أنهم وعدوني ما يراوونها لأحد أبد. هاي الشغلات لازم تبقى خاصة.
      چان شي حلو أكون أنا القائد للمجموعة. عادةً من نطلع أنا وأصدقائي نسوي شي، محد بينا يصير المسؤول. بس هالمرة، أنا المسؤول. وهذا أحسن شي لأنو گضيت الأيام الفاتت أتعلم شلون تشتغل البوابة.
      وإحنا نمشي سأل ماث، "شلون شكل القرية؟"
      "صغيرة ومهجورة. تبين چن مجموعة جنود أو حرامية هاجموها وحرگوا چم بناية بيها،" جاوبت.
      "هي حديثة؟"
      "لا، تبين مزيج بين عصر النهضة وشغلات القرون الوسطى. بس تخيل الشغلات اللي بسكاي ريم ممزوجة بالصور اللي رادونا إياها بالمدرسة عن عصر النهضة."
      "أكو شي ثاني مهم عن هذا العالم؟" سأل.
      "مو كلش. أعتقد الطبيعة تزدهر أكثر مثل ما لاحظت أنت يمكن. بعض الحيوانات البرية مختلفة، بس ما أعرف هواي عن الناس اللي يعيشون هنا. يبينون أطول شوية من الشخص العادي من طريقة تصميم الأبواب."
      كملنا نمشي وأنا أباع على الشغلات. طبيعة أجمل، سما صافية، طرق مسويها يمكن للعربات والخيل، ونوع من الطيور ما شفته قبل. كملت أمشي لمن صدگ استوعبت إنو الطير مختلف.
      توقفت عن المشي وأشرت عليه لأصدقائي. الطير چان گاعد على غصن على يمنا. چان جسمه يشبه الغراب الأزرق، بس لونه چان أسود.
      "آيزاك، أنت صياد، هذا طير طبيعي بعالمنا؟" سألت.
      "لا، أبد مو طبيعي. ما أعتقد اكو غراب أسود. هذا نوع جديد بالكامل."
      "خل نلزمها وناكلها. أكيد طعمها غريب،" ماث يمزح.
      "إياك تأذي هذا الطير، أذية الغربان الزرگ حرام، وأنا متأكد نفس الشي بالنسبة لهذا الغراب الأسود،" حذر آيزاك.
      "تمام، اهدأ،" ماث ضحك.
      طلعت تلفوني وأخذت صورة للطير قبل ما نكمل طريقنا. كملنا نمشي وبات يحچي عن المسلسل اللي چان يشوفه. چان عن اللي صار بعد ما نوع جديد من الناس حاولوا يبيدون الجنس البشري وفشلوا.
      الشغلات چانت تبين نفسها، شغلات بعد بيها آثار حروگ، شغلات مثل العربات والطاولات مقلوبة، وما چان اكو أحد عايش هناك. البنايات چانت مبنية أغلبها من الطابوق، ف يمكن هذا السبب اللي ما خله النار تنتشر لكلشي ثاني.
      دخلنا للقرية الفارغة وماث لزم بطل من الگاع. باوع عليه وشال السدادة مالته قبل ما يشرب رشفة. عيونه انفتحت على وسعها وگال، "هذا خمر."
      "شلون طعمه؟"
      "طعمه زين. مو كلش يختلف عن شغلنا الحديث."
      كمل يشرب وإحنا نتمشى أعمق بالبلدة.
      "آيزاك، أعرف أنت تحب الأسلحة والصيد، فأراهن راح يعجبك هذا،" گلت وأنا أمشي باتجاه هاي العربة المگلوبة. رفعتها وطلعت بندقية قديمة چنت مخفيها.
      "بس لگيت شوية بارود وفتيل يروح ويا طلقة وحدة، بس أنا متأكد راح تحب تجرب تطلق بيها طلقة وحدة،" گلت بفرح وأنا أنطيها إياها.
      
      باوع على البندقية وسكب البارود بداخل الماسورة. حط الطلقة ودفعها بالعصا قبل ما يسحب الزناد ويحط الفتيل بمكانه.
      "هي ماث، حط بطل الخمر بنص الطريق،" آيزاك أمر.
      ماث شرب رشفة ثانية ومشى للمكان وهو يگول، "آه، ليش لا. أنا شربت نصه أصلا."
      الكل وگفوا ورا آيزاك وهو يصوب. بعد چم ثانية طويلة، سحب الزناد، وشغل الفتيل والبارود مما خلى البندقية تطلق. الطلقة ضربت الگاع على بعد چم إنچ يمين البطل، وهذا خلى ماث يضحك.
      "أنا حسبتك گلت أنت تصوب زين،" ماث استهزئ.
      "مو غلطتي إنو هاي الماسورة ملساء. اللي يسوون أسلحة لازم يطورونها بسرعة كافية حتى يسوون الأخاديد شي حقيقي،" آيزاك مزح.
      بعد ما باوع بات سأل، "شنو نكدر نسوي هنا؟"
      "تكدرون تسوون اللي تريدوه، بس لا تروحون بعيد كلش،" جاوبت.
      "أنا راح أروح أدور على طلقات أكثر، تريد تجي بات؟" آيزاك سأل.
      "لا، أنا راح أحاول ألكي چم قطعة ذهب. يمكن أگدر أبيعها بفلوس زينة إذا لگيت كافي،" بات رد وهو يمشي بعيد.
      "ماث، أنت ابقى وياي لأنو شربت نص بطل خمر،" أمرت.
      "شنو، ليش؟"
      "لأنو راح ينتهي بيك الحال سكران وتيهان لو هيچ شي،" حذرت.
      ماث تنهد ولحگني لبيت قريب. ردت أحاول ألكي نوع من الكتب اللي تشرح تاريخ هذا العالم. لگيت چم كتاب بالفعل وهن بالإنجليزي، وهذا شي مفاجئ ومحظوظ بنفس الوقت، بس الكتابة تبين رسمية. مو مثل كتابات شيكسبير، بس مرتبة ويا عامية حديثة.
      وإنا دا أدور ماث گال يمزح، "سويت البوابة حتى تنهزم من العالم الحقيقي؟"
      فكرت لثانية قبل ما أگول، "أي، نوعا ما. لمن لگيت الفلاشة وعرفت شنو بيها، حسبتها فرصة حتى أسوي حياتي شي أكبر، شي مختلف. ويا كل المصايب اللي تصير بحياتي وبالعالم الحقيقي، يمكن بداية شي جديد هنا تكون نعمة من رب العالمين."
      "اووو تعال، الحياة مستحيل تكون لهالدرجة سيئة وياك،" ماث گال حتى يطمئني.
      توقفت عن البحث ورديت، "هي نوعا ما هيچ، عائلتي بحالة حرب أهلية حاليا، على الأقل أعتقد هذا شلون أگدر أوصفها. ويا الطلاق بين أهلي وأختي ما تريد تشوف أبويه بعد، أنا مجرد رسول حظه تعيس بين أبويه وأمي هسة."
      "اللعنة رجال هذا شي مو زين،" ماث گال بهدوء.
      "أي، يمكن أگدر أبدي من جديد هنا. حياتي الحقيقية مو زينة، يمكن بداية جديدة تكون زينة إلي."
      "ما تكدر تكون جدي."
      "إممم، 40/60. عندي هواي شغلات لازم أعوفها وراي، مثلكم أنت وآيزاك وبات. أنتو أقرب شي أگدر أحصل عليه لأخوة زينين، أحسن من أختي اللي هي شيطان."
      "يا صاح، لازم تلقي صديقة حتى تشيل عائلتك من بالك. بس لا تشوفها كأخت مثل ما تشوفني أنا والبقية،" ماث مزح.
      لاحظت إنو رغم المزحة، ماث چان شوية قلق عليه حتى لو الكحول چانت مبينة ماخذه مفعولها بيه. قررت أغير الموضوع وسألته، "شنو خططك لبقية الصيف؟"
      "أنا وعائلتي راح نروح تخييم بجاسبر بعد چم أسبوع. عندنا چم قريب عايشين هناك وراح نزورهم."
      "حلو."
      
      
      
      
      
      بدأ يشرح شي ثاني بس اني شتت انتباهي من سمعت صوت خشخشة فوگ راسنا. باوعت عالسگف و همست، "اششش."
      هو وكف حچي و انتظرنا. بس سكون. دعيت سراً انو چان بخيالي. الثواني الطويلة مرت لمن انسمع صوت خشخشة ثاني من فوگ. أكيد اكو واحد فوگ.
      انا وماث باوعنا على بعض قبل ما نطلع مستعجلين من البناية. من صرنا برة صحت، "يا جماعة! ارجعوا للمكان اللي چنه بي آخر شي، راح نطلع من هنا بسرعة!"
      أنا وماث انتظرنا البقية بنص الشارع الفارغ. حسيت بالخوف. من تكون بمكان چنت تعتقد فارغ، وبالتالي آمن، بس تكتشف إنك مو وحدك، هذا شي يرعب.
      وإحنا ننتظر، لزمت حچاية من الگاع تحسباً لأي شي يصير. ردت أباوع على الطابق الثاني من البناية اللي طلعنا منها و أشوف إذا اكو أحد واگف بأي شباك، بس ما ردت أخاطر أشوف أحد يراقبني أنا وماث. معرفة إنو اكو أحد يراقبك صدگ أسوأ هواي من مجرد تخيل هذا الشي.
      وإحنا ننتظر، اعتقدت سمعت شي يتحرك ورانا، ف درت وجهي، وبالگوة لمحت شي ينزل ورا زاوية حايط. رفعت إيدي وشمرت الحچاية اللي چانت عندي على الحايط. الحچاية ارتدت منه، و سوت صوت طگة شبه عالي.
      بعد ثانية، مجموعة من درزن ناس مسلحين لابسين ملابس غامقة شكلها مثل عصر النهضة طلعوا من ورا الحايط. ما گدرت أتحرك من مكاني من الصدمة. مو بس لأنو چانو اكو ناس مسلحين هنا، چان أغلب شي لأنو چانو ناس حيوانات.
      چانو يبينون ثدييات أمريكا الشمالية مثل الذئاب، ذيابة البراري، ثعالب، دببة، وهالسوالف.
      كلهم چانو مصدومين من باوعوا عليه أنا وماث، وواحد شكله ذيب سأل، "منو أنتو؟"
      ما جاوبت. ما چانو يبينون ودودين، چانو يبينون لابسين ملابس أقرب للمدنيين من الزي العسكري الحقيقي. أي، چان عدهم بنادق قديمة، رماح، وحتى چم درع، بس چانو يبينون أقرب للميليشيا. للي أعرفه، هذول يمكن چانوا الجماعة اللي حركوا هاي القرية.
      قبل ما أي شي ثاني يكدر يصير، ماث دار وجهه و ركض. اني ارتبكت وركضت لأقرب بناية اللي للأسف چانت اللي بيها الشخص الفوگ. دخلت و طبگت الباب بقوة، و لگيت القفل القديم حتى أتأكد ما ينفتح.
      چنت يادوب سريع بما فيه الكفاية لأنو اكو واحد بدأ يرفس الباب. رجعت ليورا خطوة وبوعت حوالي أدور على سلاح. ما لگيت شي والرفس وكف. حسيت إنو اكو شي راح يصير ف صرت أكثر جنون بالبحث حوالي الغرفة اللي چنت بيها.
      بعد چم ثانية، ضوه قوي ضوا برة، بعدين كرة نار انفجرت بالباب، ودمرت المقبض والقفل. درت وجهي وصعدت فوگ قبل ما أحد يگدر يدخل. فتحت باب أول غرفة شفتها وركضت بيها قبل ما أطبگه بقوة. دفعت كبت گدام الباب ورجعت چم خطوة ليورا.
      شنو اللعين هذا؟! هل هم صدگ أطلقوا كرة نار ملعونة على الباب؟! درت وجهي أحاول ألكي طريقة أطلع بيها، بس شفت شخص أنثى على شكل غرير مصوبة بندقية عليه. ما چانت تبين جزء من المجموعة اللي لاحگتني، بدالها، چانت تبين مثل متشردة عايشة بالقرية المهجورة.
      ما گدرت أشرح وضعي لأنو سمعت خطوات ركضت فوگ و اكتشفوا بسرعة أنا بهاي الغرفة. الغرير ركضت عالشباك وفتحته قبل ما تنزل للگاع جوة. لحگتها وبديت أنزل بنفس اللحظة اللي الباب انفتح بقوة ب انفجار نار ثاني.
      من وصلت للگاع باوعت حوالي و استوعبت أنا بزقاق. درت وركضت باتجاه عشوائي لشارع فارغ قبل ما أزحف تحت عربانة مگلوبة حتى أتخبى. كتبت كلمة السر بالجهاز حتى أجهز الجهاز بينما خطوات تركض بالزقاق للشارع اللي چنت أتخبى بي.
      طلقات نار من أجزاء ثانية من هاي القرية خلت الخطوات تتحرك بعيد. البقية لازم لگوا أصدقائي البقية ودا يحاولون يلزگوهم، چنت لازم أوصللهم قبل حتى نطلع من هنا.
      من صار الطريق واضح، طلعت من مكاني اللي متخبي بي وركضت للمكان اللي انا وأصدقائي چنه متجمعين بي آخر مرة. وصلت هناك وصحت الكل يجون هنا حتى نطلع. و أنا أنتظر، تخبيت بزقاق ثاني ورا طاولة تبين چانت تستخدم للذبح.
      چم واحد من ناس الحيوانات طلعوا وبدأوا يباعون حوالي وأنا أحاول أشغل الجهاز. دست زر التشغيل و الأضواء اشتغلت. النتوءات اللي بالوسط بدت تفتّر و الأمل بدأ يبني بيه.
      هذا الأمل تحطم فوراً من بدأت الطبول بداية الأغنية اللي حطيتها هناك تدگ، و بصوت عالي كلش. ناس الحيوانات بالشارع داروا باتجاهي ف گمت وركضت أبعد بالزقاق.
      سمعت صوت طلقة بندقية، الطلقة ضربت الحايط يمي. درت يمين و لزمت حچاية حتى أكسر الشباك الخلفي لبيت. دخلت بسرعة ببطء، و جرحت نفسي بالگزاز و هم ركضوا بالزقاق وراي. دخلت و ركضت باتجاه الباب الأمامي و هم بدأوا يتسلقون من الشباك وراي.
      طلعت بسرعة من الباب الأمامي و لاحظت بات ينتظرني بالشارع. حطيت الجهاز عالگاع و البوابة بدأت تتكون. لاحظت آيزاك يركض بالشارع و ناس الحيوانات يلاحقونه. من وصل آيزاك يمنا، كلنا ركضنا بزقاق عشوائي حتى ندور ونرجع للبوابة من تنفتح.
      لحسن الحظ ناس الحيوانات ما چان عدهم وقت يعيدون تعمير أسلحتهم، ف چنه بس لازم نكون أسرع منهم، و هذا چان كلش سهل ويا كل الشغلات اللي چانو لازم يشيلوها. كل دروعهم و أسلحتهم أثرت كلش على سرعتهم.
      درنا لفتين يسار ورجعنا للبوابة المفتوحة هسة. آيزاك ركض خلالها بينما بات بس قفز وغطس بيها. أنا چنت ورا الكل وبديت أدوس زر الإطفاء و ناس الحيوانات صاروا أقرب. دست زر الإطفاء بسرعة حتى أگدر أجيب الجهاز وياي. أخيراً طفيته و قفزت خلال البوابة بنفس اللحظة اللي واحد من ناس الحيوانات حاول يلزمني.
      رؤيتي صارت سودة لچم ثانية قبل ما أوگع على صدري بگاراجي. تگلبّت وبوعت على البوابة اللي اختفت بعد چم ثانية. بالعالم الثاني، البوابة چانت راح تبقى موجودة حوالي دقيقة، وبما أنو محد لحگنا، أتخيل أنهم چانو حذرين من دخول الفراغ.
      لاحظت هودي آيزاك چان بي دم فسألته، "أنت زين؟"
      "أي،" رد. "بس طعنت واحد منهم بسچينة جيبي. چانت بس طعنة بذراع ف راح يكونون زينين، أنا كلش سعيد لأنو ما قتلت أحد."
      "اللعنة چانت قريبة كلش،" گال بات بين أنفاسه. "أنت زين يا صاحبي؟"
      "أي، بس جرحت رجلي ببعض الگزاز،" رديت.
      ساعدوني و بات سأل، "ليش رجعنا للگراج مو مكان ثاني؟"
      "البوابة دائماً تجيب أي واحد يطب بيها هنا. أعتقد هي تسوي نوع من باب الدخول اللي تتذكره من تطلع من العالم الثاني. باب الخروج يتغير." جاوبت.
      أخذت چم نفس وبوعت حوالي. بات، آيزاك، وأنا رجعنا للگراج، و هذا شي زين. چان اكو واحد بينا مفقود، و هذا چان ماث.
      "اوو اللعنة، وين ماث؟" سألت.
      كلنا باوعنا على بعض بخوف. لزمت الجهاز وبديت أشغله فوراً. أتمنى چم دقيقة بالعالم الحقيقي ما انطت ناس الحيوانات وقت كافي ياخذون ماث ويودونه لمكان ثاني.
      البوابة أخيراً بدت تشتغل ف طبّينا بيها، دخلنا المكان بالغابة اللي بالأصل رويتها لأصدقائي. جبت الجهاز ويانا وإحنا نركض للقرية اللي چنه بيها قبل. ما اهتمينا إذا ناس الحيوانات بعدهم هناك، چنه لازم نرجع ماث بأسرع وقت ممكن.
      لاحظت چم دقيقة إلنا بالعالم الحقيقي خلت الشمس تتحرك شوية هنا، ف منو يعرف شگد مر وقت بالعالم الثاني. من وصلنا للقرية چانت فارغة، ماكو ناس حيوانات ولا حتى نيران مشتعلة من الأبواب اللي انفجرت.
      كلنا نادينا على ماث وتمشينا بالقرية. وإحنا ندور آيزاك لاحظ شي يلمع قريب من حافة القرية. لزمه و چان تلفون ماث اللي لازم وگع من جيبه أثناء صراع. چم قطعة قماش ممزقة بيها دم من هودي ماث چانت قريبة. هذا كل اللي گدرنا نلگيه منه.
      
      
      
      
      
      
      
      حالياً ما نعرف شنسوي. بعد ما لگينا التليفون والقماش المشگگ، ما عرفنا شنو نسوي ف طبّينا بالبوابة ورجعنا للعالم الحقيقي. مو معقولة نكدر ندور ونواجه ناس حيوانات مسلحين بدون أي خطة أو تجهيزات أو أي شي أبداً. بس لازم نسوي شي، ما نكدر نخلي ماث يبقى مأسور ومحبوس بالعالم الثاني.
      
      بالنهاية گلت، "لازم نرجع ماث."
      "ما نكدر نسوي شي حتى نساعده،" بات علّق.
      "لازم نسوي شي، ما نكدر نخليه ينقتل أو ينحبس مدى الحياة بعالم مثل هذا."
      "لعد شنو نكدر نسوي؟" بات سأل. "هذول الأنثروس ماخذين ماث لمكان يعلمه بس الله، يمكن عدهم الله وحده يعلم شنو حتى يدافعون عن نفسهم، وإذا مات أو انلزم أي واحد ثاني راح يلغي كل فكرة رحلة الإنقاذ من الأساس."
      "أعرف، بس اللعنة، أهله راح يتخبلون من يدرون بيه مختفي، أنا راح أحس روحي زفت لأنو بوابتي خلتو يختفي، وأنتو الاثنين راح تحسون بالسوء لأنو ما ردتوا تساعدون،" رديت بيأس.
      "اوه انتظر،" آيزاك رد. "أنا ما گلت ما أريد أساعد، والله، أريد أنقذ ماث. بس بات هو اللي ما يريد يسوي شي."
      "أنا أريد أساعد!" بات صاح. "بس ما أعتقد اكو شي نكدر نسويه صدگ."
      "لعد خل نسوي خطة،" آيزاك اقترح.
      
      كلنا گعدنا ساكتين نفكر. يوم واحد هنا يعني أسبوع هناك، ف نكدر نختلق چذبة حتى نغطي على غيابنا ليوم لو يومين هنا. و هم نحتاج تجهيزات تكفينا چم يوم لأسبوع بالعالم الثاني. أخيراً، لازم نعرف منين نبدي لمن ندور على ماث.
      
      "زين، عندي فكرة،" أعلنت. "لازم نطلع ب چذبة نشرح بيها اختفائنا للأيام الجاية. بعدين نحتاج چم تجهيز وأسلحة. من نكون جاهزين لازم نلگي فد دليل نكدر نتبعه يرجعنا للمكان اللي ممكن يكونون ماخذين ماث إليه."
      "عندي كومة تجهيزات تخييم وبقاء بالبيت،" آيزاك وضح.
      "أكو أي أسلحة؟" سألت.
      "همم، خل أفكر. أنا گلتلك عن قصص الصيد مالتي و عندي صور وأنا لازم غزلان صيادها. أعتقد ممكن يكون اكو سلاح بالبيت،" آيزاك جاوب بسخرية.
      "اوه كافي،" رديت بضيق.
      "آسف،" آيزاك اعتذر.
      "شنو بالنسبة لچذبة التغطية علينا؟" بات سأل.
      "أنا أصلاً لازم أكذب على أهلي چذبة تشرح أخذي لمعدات التخييم. خل نكول راح نروح لغابة حتى نخيم للأيام الجاية. و نكدر نكول هم إنو ماكو إشارة تليفون هناك ف ما لازم يتعبون روحهم يتصلون بينا،" آيزاك اقترح.
      "زين، هسه شنو نسوي بالنسبة للأدلة؟" سألت.
      بات فكر لثانية قبل ما يگول، "أعتقد نكدر نلگي الأثر اللي استخدموه الأنثروس حتى يوصلون للقرية اللي چنه بيها."
      "أنثروس؟" استغربت.
      "أي، هذا اسمهم، على الأقل بالمسلسل اللي چنت أشوفه بي ناس مشابهين للي بهذاك العالم،" هو وضح.
      "أفترض أحسن نسميهم ناس حيوانات،" رديت. "ف ناخذ تجهيزات، ندخل للعالم، نلگي الأثر، بعدين ننقذ ماث. يمكن أسبوع واحد نروح ونرجع. أهلي أصلاً خارج المدينة ف أنتو الاثنين بس لازم تگولون لأهلكم خلال جلب التجهيزات."
      "تمام، خل نسويها،" آيزاك گال قبل ما هو وبات يگومون ويطلعون.
      
      چنت وحدي ف استغليت الوقت حتى أشحن البوابة وأكمل بطاريتها قبل الرحلة. وهم دخلت على تليفون ماث حتى أدز رسالة لأهله لأنو چنت لاحظته يكتب كلمة السر مرة. چانت مجرد كلمة سر مزاحية 6969. سويت روحي ماث وگلت لأهله إنه راح يخيم.
      
      بعد ما خلص كل هذا، گعدت بگاراجي المكيف وانتظرت بقية أصدقائي يرجعون. كل اللي چان لازم نسويه هو نلگي أثر الأنثروس، نتبعه لمخيمهم مال حرامية أو ميليشيا، نتسلل، نلگي ماث، نفتح البوابة حتى نطلع، بعدين نحتفل بأخذ چم شغلة من تيم هورتنز بالمدينة. يبين سهل، بس أعرف راح يكون صعب. أتمنى نكدر نسوي هذا بدون ما أحد ينأذي.
      
      
      
      
      
      من گعدت بالگراج وأنا أباع حوالي، انتبهت على صندوق مالتي محطوط بالزاوية. هذا چان الصندوق اللي أخلي بي الأغراض اللي أسويها بالگراج، ومع إنو ما چان اكو شي مفيد أكدر آخذه، مشيت و فتحته. چانت بي سكاكين مختلفة، سكاكين جزارة، فؤوس صغيرة، رأس فأس ما كملته أبد، و چم سكين سويتهن خصيصاً للرمي.
      چنت أگضي وقت طويل أذبهن بصندوق بمسافات مختلفة. صرت زين كلش بيهن و حتى بديت أصير زين برمي السكاكين الثانية. أعرف إنو سكاكين الرمي مالتي ما راح تفيد أبداً، بس على الأقل أگدر أستخدمهن أتسلى بوقت الفراغ.
      حطيتهن بجيبي الخلفي و باوعت على أغراضي الثانية وأنا أتذكر شغلات صارت وياهن. مرة چنت أستخدم گرايندر حتى أضيّق نصل سكين و الشرار حرك WD40 اللي چان مطشوش يمها.
      مرة ثانية چنت أبري نصل و صار شي خلى النصل يرتد عليه. لمن ضرب إيدي، شگها و چان توجع شوية.
      و اكو مرة ثانية چنت أتدرب على رمي السكاكين و علگت بالسياج چم مرة و سوت چم علامة كبيرة. من أمي عرفت بدت تصيح عليه و حتى هددت ترمي كل الشغلات اللي سويتها برة و حتى أدواتي. شي مو زين، هاي مو المرة الوحيدة اللي صاحت و هددت تخرب أغراضي.
      ردت أبطل أفكر بالماضي بعد هذا الشي، ف سديت الصندوق و رحت لغرفتي حتى أجيب أغراض للرحلة. ما راح تكون اكو حمامات بهذا العالم ف مزيل العرق والعطر شي أكيد لازم أخذهن وياي. لزمت ذني و باوعت حوالي أدور على شغلات ثانية أگدر أجيبها.
      لابتوبي راح يكون بلا فائدة، شاحن تليفوني ما يهم، و ما عندي أي كتب صغيرة تستاهل أجيبها. بس لزمت دستة ورق لعب (شدة) ورجعت للگراج لأنو آيزاك يمكن يكدر يدبر كلشي ثاني.
      مرت ساعة وأنا أنتظر أصدقائي يرجعون. أتمنى من نلگي ماث يكون بخير. بس ما أريده ينعدم أو ينحبس مدى الحياة أو أي شي فظيع ثاني. حتى ممكن يتجرب عليه أو يستجوبونه لأنو يبين إنو الناس الوحيدين بالعالم الثاني هم أنثروس، ناس مثلي أنا وأصدقائي يمكن يكونون شي نادر أو مجهول.
      بس ما أريد ألكيه ميت أو شي أسوأ، هذا راح يكون محطم كلش لأنو أعرفه من يوم ما نقلت لهالمدينة و هذا غلطتي إنو هو انلزم بالأساس. چان لازم أبقى وياه. بدالها، ارتبكت و ركضت لأقرب بيت. إذا فشلنا بلكيه، راح أظل غرقان ببحيرة من الذنب لأني فشلت الكل، و بالأخص هو.
      و أنا أفكر، باوعت على قطعة هودي ماث المشگگة. چانت بيها شوية دم، ف بس أتمنى أي جرح صارله ما يلتهب. أشك إنو المضادات الحيوية موجودة أو حتى مفهومة بهذاك الوقت بالعالم الثاني.
      السحر موجود، على الأقل أنا هيچ أعتقد. چانت اكو كرة النار العملاقة اللي فجرت الباب، ف إذا السحر موجود يمكن عدهم نوع من السحر الشافي. يمكن حتى عدهم جرعات.
      اللعنة، ما أصدگ أنا يائس لهدرجة من الأمل بحيث أطبق منطق ألعاب الفانتاسيا على العالم الثاني. أنا كلش متورط من نبدي رحلتنا صدگ.
      قبل ما أكدر أفكر أكثر بهالشغلات، رن جرس الباب. طلعت من الگراج و دخلت أصدقائي. چان عدهم 3 جنط تخفي، كل وحدة مبينة مليانة أغراض. آيزاك هم چانت وياه بندقية وحدة.
      
      "ليش جبت بندقية وحدة بس؟" سألت.
      "أهلي گالولي بس أگدر أجيب وحدة من البنادق حتى نحمي نفسنا من الدببة أو شغلات ثانية،" آيزاك وضح.
      "اللعنة، أتمنى راح تكون كافية،" رديت.
      "أعتقد راح تكون، أنا چيد التصويب مالتي كلش زين."
      وإحنا نمشي بالبيت باتجاه گراجي، سألت، "شنو جايبين بكل جنطة؟"
      "أكياس طعام مجفف، خيوط، حبل، سكاكين، فأس، ساطور، أكياس نوم، مشمع، گدر، سلك، و كومة شغلات ثانية ممكن تكون مفيدة ب فد وقت،" هو رد.
      "يا ويلي، صدگ نحتاج كل هذا؟"
      "ما أعرف شگد راح نبقى بالعالم الثاني ف ما دا أخذ أي فرصة. إذا راح ندخل، ندخل جاهزين. راح تشكرني بعدين."
      "راح نشوف هذا الشي،" علّقت مزاحاً.
      شغلت البوابة وبدت الموسيقى تشتغل و النتوءات تدور. وأنا دا أشغلها، باوعت حوالي بالگراج للمرة الأخيرة. تكييف، تنظيم، ألفة، و أمان. ما أعتقد راح أستمتع بشي مثل هذا بالعالم الثاني، على الأقل بالمكان اللي راح نروحله على الأغلب.
      البوابة أخيراً اشتغلت ف طبّينا بيها. وصلنا لنفس بقعة الغابة اللي البوابة دائماً تاخذنا إلها. الاختلاف الوحيد هاي المرة هو شلون چان الوقت غروب. ساعة مرت بعالمنا، ف أي شي من چم ساعة ليوم واحد چان مر هنا.
      مشينا بالطريق للقرية. هاي المرة چانت عندنا بندقية و حسيت بالأمان أكثر، بس چنت بعدني حذر لأنو ما أعتقد أي واحد بينا عنده إرادة حتى يطلق النار على أحد.
      من وصلنا للقرية بات سأل، "منين نبدي ندور أول شي؟" فكرت لثانية و قررت إنو أفضل فرصة إلنا هي البيت اللي شفت بي الأنثروس أول مرة. وإحنا دا نتوجه إله، آيزاك وكف يم بيت حتى ياخذ شي من هناك.
      بعد دقيقة طلع وهو لازم البندقية اللي رويتها إياه و هو انطاها لبات وهو يگول، "لگيت شوية ذخيرة إلها قبل ما يطلعون الأنثروس، ف هاي أحسن من لا شي كسلاح."
      "ما أريد أقضي 5 دقايق أعبّيها حتى أطلق طلقة وحدة مو دقيقة،" بات رد.
      "صدگ تريدني أنطي السلاح الوحيد الثاني لواحد ثاني؟" آيزاك سأل.
      بات فكر لثانية قبل ما يلزمها.
      بعد هذا، أخيراً مشينا للبيت اللي شفت بي الأنثروس، و چان مدمّر كلش. الباب ما چان موجود بعد، و چانت الشبابيك مبينة متكسرة من الغضب. رويت أصدقائي الزقاق اللي شفت الأنثروس متخبين وراه و مشينا بي.
      آيزاك جاب وياهم كشافات رأس إلنا وهذا ساعد بإضاءة الزقاق. چانت اكو شغلات مگلوبة، بس ما گدرت أفرق إذا هذا صار من الهجوم اللي صار قبل ما يطلعون الأنثروس، أو من بعد ما الأنثروس لاحگونا.
      توقفت عن المشي لثانية و باوعت فوگ على الشباك اللي قفزت منه. ما گدرت أصدگ الشي اللي عشته بهذا البيت اليوم الصبح. أنثروس، كرات نار سحرية محتملة، و غرير يصوب بندقية عليه.
      "شنو السالفة؟" آيزاك سأل من لاحظ إني دا أباع عالشباك.
      
      
      
      "شفت غريرية چانت جزء من جماعة الأنثروس بهاذا البيت. أتمنى تكون بخير، أنا نوعاً ما خرّبت بيتها الصغير لمن جبت هاي جماعة الحرامية لو الميليشيا هناك." "أنا متأكد راح تكون بخير. من شكل الأوضاع بهاي القرية، هي چانت عايشة وحدها لفترة طويلة. هي على الأغلب قوية بما يكفي تدبر أمورها بنفسها،" آيزاك گال حتى يخليني أحس بذنب أقل.
      مشينا بالزقاق لحد ما وصلنا لأطراف القرية. ما چان اكو غير الغابة المظلمة بعدها. سلطنا أضويتنا حوالينا لحد ما آيزاك لاحظ وصلة قماش بيضة بيها دم يابس. يم الوصلة چان اكو حشيش طويل مطوي على صفحة، مسوي أثر طريق. مشينا باتجاه الوصلة المدمومة و گلت، "هاي أكيد منهم." "صدگ؟" بات سأل بسخرية. تنهدت وسألت، "شنو رأيكم هاي الوشلة چانت تستخدم لشنو؟" "يمكن چانو يستخدموها حتى يضغطون على أي جرح صار لماث،" بات خمن. "لو هو لو الأنثرو اللي طعنته بذراعه،" آيزاك أضاف. "و هم هذا الأثر يبين مستخدم هواي، أعتقد جماعة الأنثروس چانوا يمشون بهالمكان كل فترة." "ليش؟" سألت. "أتمنى أگدر أجاوب على هذا الشي. أنا بس أعتقد هذا الأثر مستخدم هواي حتى يوصلون من نقطة أ لنقطة ب."
      أخذنا چم خطوة بعد بالأثر قبل ما بات يگول، "لگيت بطل." لزمها و رويالنا إياها. چانت كلش صغيرة و ما چانت تاخذ هواي سوائل بداخلها. حتى ما چان بيها أي كتابة أو صور تدل على شنو چانت تستخدم. بات حطها بجيبه و كملنا نمشي. وإحنا نمشي، آيزاك ظل يباع على چتفه. لاحظت وسألت، "أكو شي غلط؟" "ما أدري، بس أحس اكو أحد يراقبنا." "أطلق طلقة تحذيرية،" بات اقترح. "أنا عندي بس 3 علب طلق 7ملم-08، ما راح أضيع طلقة وحدة حتى أخوف بيها قلقي،" آيزاك رد بصرامة.
      بالنهاية وصلنا لنهاية الأثر ف كل اللي گدرنا نسويه هو نمشي باتجاه اللي ممكن يكون الأثر رايحله. قبل ما نكدر نسوي هيچ، گلت، "ما نكدر نرجع بعد هذا."
      "دا تعرض علينا فرصة نطلع؟" بات سأل.
      "أبد لا، أنا بس أريدكم تعرفون ما نكدر نرجع للعالم الحقيقي لأي سبب بعد ما نلتزم بهذا الشي. البوابة راح ترجعني لگراجي، بعدين البوابة الثانية اللي نسويها راح تجيبنا لنفس بقعة الغابة يم القرية. الرجعة راح تعيد رحلتنا من البداية."
      "لعد خل نكدر ما ننصاب إصابات خطيرة حتى ما نحتاج نروح للمستشفى،" آيزاك اقترح.
      باوعت على الغابة المظلمة و فحصت بوصلة آيزاك حضّرها إلي حتى أتأكد إنو راح نتوجه بالاتجاه الصحيح. بعد هذا باوعت على الفراغ الفارغ للغابة اللي راح نتوجه إلها.
      راح نكون بخير، هاي راح تكون رحلة قصيرة. محد بينا راح ينأذي، ما راح نحتاج نرجع للعالم الحقيقي لحد ما نلگي ماث، بعدين كلنا راح نكون بخير.
      بعد ما گلت هذا الشي لنفسي، أخذت أول خطوة للمجهول، و بدينا رحلتنا.
       
      

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء