موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        بحر عيونه - مراهقه ثانويه

        بحر عيونه

        2025,

        روايات مراهقين

        مجانا

        بنت تعاني من حيرة تجاه زميلها بيرسي، الذي عاد إلى المدرسة بعد غياب غامض دام لعدة أشهر. تلاحظ فيريس التغييرات الكبيرة في شخصيته، من كونه طالباً مرحاً إلى رجل محطم يحمل أسراراً ثقيلة. تتساءل هي وأصدقاؤها عن سر غيابه وما حدث له، بينما يسعى طالب آخر يدعى بيرس لمضايقته، ليكتشف أن بيرسي الجديد ليس ضعيفاً كما كان.

        فيريس غايفر

        تفضل العزلة، إلا أن عودة بيرسي أثارت فضولها وشعورها بالضياع الذي شعرت به في غيابه.

        بيرسي

        عاد إلى المدرسة بعد غياب طويل كشخص مختلف تماماً. كان في الماضي مرحاً وساحراً، أما الآن فهو رجل مكتئب، حذر، ويحمل على كتفيه هموم الدنيا. يبدو وكأنه خاض تجربة قاسية غيرت شخصيته تماماً.

        آية

        ابنة لاجئ من السعودية. تبدو أكثر هدوءاً وحساسية من أليس، وتميل إلى البحث عن السلام وتجنب الدخول في الخلافات.
        تم نسخ الرابط
        رواية بحر عيونه - حب

        فيريس غايفر
        
        
        أنا عارف إن الكلام ده ممكن يبدو وحش أوي، بس أنا كنت على أمل إنه ما يرجعش. كان فيه حاجة غريبة فيه أنا ما كنتش قادر أفهمها. فكرة إني ما أعرفش الحاجة دي كانت مضايقاني. ما كنتش عارف ليه أنا مش عايزه يرجع تاني، وده كان مضايقني أكتر وأكتر.
        
        نرجع بالزمن لورا.
        
        في أول سنة في الثانوية، الكل كان قلقان من السنة الجديدة. "يا ترى هعمل صحاب؟" "هنجح في المواد؟" "هعرف كام خشب بيحدف الراجل اللي بيحدف خشب؟" كان فيه صوت وشوشة خفيف من الناس اللي بتتكلم في الطرقة. ناس صوتهم عالي وناس واطي، وناس كلامهم كله سخرية، وناس كلامهم كله وجع. أياً كان، مفيش حد كان زي بيرسي جاكسون. هو ما كانش بيتكلم مع حد خالص. كان بيقعد في آخر الفصل، يطلع كراسة زرقا واحدة متطبقة من الشنطة بتاعته، ويبص من الشباك وهو بيلعب بقلم.
        
        هو ما كانش باين عليه إنه زعلان. أغلب العيال اللي ما بيتكلموش مع حد وبيقعدوا في الآخر بيكونوا دايماً مضايقين من أي حاجة في الدنيا. يا إما ده، يا إما بيلبسوا أسود كتير. وممكن الاثنين. بيرسي ما كانش كده ولا كده. بالعكس، كان باين عليه إنه مرتاح. كان قاعد مرجع ضهره لورا في الكرسي، واخد نفس عميق ومستريح خالص في قعدة الكرسي. كان بيلف القلم، والقلم كان بيتزحلق على صوابعه بشكل مرح. وشه كان هادي. حواجبه مرفوعة شوية، وعينيه صاحية، وشفايفه عليها ابتسامة خفيفة. كان باين عليه وكأنه كان في وسط بحر هايج، وبعد ما العاصفة هديت، هو بيتفرج على قوس قزح.
        
        أنا فاكر بيرسي جاكسون ده. بيرسي جاكسون اللي كان بيضحك ويعمل حاجات هبلة عشان يضحك غيره. اللي كان بيستمتع باللحظة. أغلب الناس، ده كان كل اللي بيشوفوه. ما كانوش بيشوفوا الأجزاء الغريبة. يمكن شافوها من غير ما يحسوا، هو عمره ما كان عنده صحاب كتير بالرغم من شخصيته اللطيفة. كان فيه حاجة مش مظبوطة. كل ما كان بيرجع ضهره لورا في الكرسي، كتفه كان بيبقى مفرود، جاهز. عينيه الصاحية كانت بتدور على أعداء ومخارج، جاهزة. دماغه كانت بتتحرك دايماً، رجليه كانت بتبقى على أطراف صوابعها وهو قاعد، الطريقة اللي كان ماسك بيها القلم، هو كان جاهز. جاهز دايماً. أنا بس ما كنتش عارف جاهز لإيه.
        
        وبعدين اختفى. في نص سنة تانية ثانوي، خرج في إجازة نص السنة وما رجعش. ومحدش اهتم، حتى لو لاحظوا. هو كان لسه العيل اللي بيقعد في آخر الفصل وما بيتكلمش غير لو حد كلمه. كله نسى الموضوع لما ما رجعش بقية السنة. هما افترضوا إنه اتطرد لما سمعوا إشاعات عن طرد حصل قبل كده للمراهق ده.
        
        أنا ما كنتش فاكر إني هشوفه تاني. وبشكل ما، أنا لسه ما شفتوش. بيرسي جاكسون اللي فاكره من حوالي تمن شهور بس، ده راح من زمان. هو مات. في آخر الفصل قاعد واحد تاني. راجل. آه، شعره لسه أسود فحمي وبيلمع في النور ومكعبل زي كابلات سماعات الأذن. عينيه لسه لون البحر، بس بدل ما تكون زي ينبوع هادي، هي كانت بنفس لون الماية اللي حوالين سفينة غرقانة من قريب. لسه بتقلب. سودا بشكل مستحيل من اليأس.
        
        كتفه محني من وزن الدنيا. خطوط الضحك اللي كانت حوالين عينيه اختفت ودوائر سودة جات مكانها. لابس كاب بيعمل ضل على وشه وبنطلون جينز باين عليه إنه اتغسل مع سلك شائك مصدي. هو لسه غريب. بس غريب بشكل مختلف. بدل ما يكون جاهز، هو كانه مستني حاجة وحشة تحصل. وكأنها مسألة وقت بس.
        
        المرة الوحيدة اللي شفت فيها حد بتعبير وشه ده كانت في فيديو لأبطال حرب كانوا بيوعوا الناس بمرض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
        
        يا ترى إيه اللي حصل لبيرسي جاكسون ده.
        
        
        
        
        في أول يوم في سنة تالتة ثانوي، وزي أول سنة بالظبط، كان فيه وشوشة مش مفهومة. بس الفرق دلوقتي إننا بقى عندنا السلطة إننا نبص باحتقار على نص المدرسة. كانت الحصة الأولى، إنجليزي مع الأستاذة دريتس. ست ناشفة وكشرية زي اسمها. بيرسي كان رجع مكانه في آخر الفصل.
        
        أنا قعدت جنبه. كرسي واحد بس بعيد عن الشباك.
        
        "بيرسي؟" هو اتخض شوية ولف وشه ليا.
        
        "أهلاً، فيريس." دايماً كانت بتفاجئني ازاي كان فاكر اسم كل الناس بالرغم من إنهم يا دوب كانوا بيخطروا على باله.
        
        "أهلاً بيك. فين كنت كل الفترة دي؟" لهجتي بقت أكتر حدة. بالرغم من إنه كان دايماً مختلف، أنا كمان كنت كده. أنا كنت بقول اللي في بالي بسرعة، وكنت بفضل إني أتفرج على الناس من بعيد. بصراحة، كنت اتعودت على وجوده. ولما مشي، أنا ما كنتش عايز الراحة دي ترجع. كنت عايز أكون لوحدي، من غير ارتباطات. دلوقتي إنه رجع، أنا مضطر إني أعيش حزن اختفاءه لأول مرة.
        
        "كنت موجود" هو رد.
        
        "موجود؟ ما كانش فيه شبكة 'موجود'؟" أنا تجاهلت فكرة إني عمري ما اديته رقمي أساساً.
        
        "أنا معنديش تليفون ولا رقمك، والحاجتين دول مهمين أوي عشان أكلمك." صوته بان فيه لمحة سخرية بسيطة وهو بيقول الكلمة دي. للحظة، هو كان موجود بجد.
        
        "كان ممكن تعمل حاجة، تقول لي إنك مسافر، بس أنت اختفيت فجأة."
        
        "أنا كنت فاكر إني هرجع بعد إجازة نص السنة." أنا بصيت على وشه الغرقان في ضل الكاب بتاعه. ما قدرتش ألومه.
        
        "إيه اللي حصل؟" هو أخد نفس كبير وطلع الكراسة الزرقا بتاعته اللي متطبقة. صوت الحلقات المعدن خبطت في الديسك.
        
        "ده..." هو لف وشه ليا ومركز بعينيه فيا تماماً. هو كان مديني اهتمامه. "...مالكش دعوة بيه." وبعدين عينيه رجعت للكراسة وهو فتح صفحة جديدة وبدأ يفهم المكتوب على السبورة.
        
        مرور الوقت على الغدا
        
        أنا قعدت في الفناء واستنيت أصحابي. هما كانوا اتنين بس، وهما في الأساس كانوا بيسيبوني في حالي. السبب الوحيد إني صاحبتهم هو إنهم كانوا مختلفين زيي بالظبط. أليس كانت مهاجرة إيطالية، وآية كانت بنت لاجئ من السعودية. احنا اتقابلنا قبل أول سنة ثانوي في توجيه منفصل للناس اللي الإنجليزي مش لغتهم الأم. أليس كانت بتتكلم إيطالي، آية بتتكلم عربي، وأنا كنت بتكلم برتغالي برازيلي عشان أمي ما كانتش بتتكلم أي حاجة تانية. هي أصلاً من البرازيل، جات أمريكا عشان أبويا اللي سابها بعد ما عرف إنها حامل. هي فضلت هناك عناد.
        
        من ورايا، سمعت الكلام المميز بتاع أليس وآية. لهجتهم بقت ضعيفة على مر السنين بس لسه مميزة.
        
        "فيريس، خمني إيه!" أليس زعقت وهي لسه على بعد كام متر.
        
        "إيه؟"
        
        "فاكرة الولد جاكسون؟ اللي اختفى السنة اللي فاتت؟"
        
        "آه..."
        
        "هو رجع!" أليس قالت بحماس.
        
        "أنا عارف!" أنا قلدتها.
        
        "أنتي عارفة؟"
        
        "آه، هو كان معايا في أول حصة."
        
        "يااه." هما قعدوا على التربيزة القديمة اللي كنا واخدينها من زمان.
        
        "هو كان باين عليه إنه زعلان،" آية علقت وهي بتبص على التربيزة وعلبة الغدا بتاعتها.
        
        "هو باين عليه إنه واحد ما شوفناهوش من تمن شهور. أنتي حساسة زيادة عن اللزوم،" قالت أليس. هي دايماً صريحة وبتجرح بكلامها. آية كان باين عليها إنها اتضايقت وفتحت بوقها عشان تعترض، بس قفلته بسرعة لما شافت وش أليس. هي كانت مبتسمة. مستنية معركة من الشتائم عارفة إنها هتكسبها.
        
        "أياً كان،" آية اتنهدت. أنا ضحكت ضحكة خفيفة.
        
        "بس آية عندها حق. أنا قعدت جنبه. هو اتغير،" أنا فكرت في حوارنا. زعلان كانت كلمة غير مكتملة للغز اللي كان اسمه بيرسي جاكسون.
        
        "سيبي الولد في حاله، هو يمكن يكون تعبان بس،" أليس قالت.
        
        من وراها مشي موضوع نقاشنا. هو كان أطول. بعضلات أكتر. هو كان من النوع اللي لو كنت بنت، كان هيبهرني.
        
        "أهلاً، بيرسي!" أنا ناديت. ليه عملت كده؟ احنا مش أصحاب بجد. أنا مش زعلانة عليه. ولا أنا زعلانة؟ فات الأوان، هو سمعني. هو جه وقعد بطريقة غريبة جنبي. أنا بصيت لآية اللي كان باين عليها إنها مستعدة تواسيه على أي حاجة. هي بصت لي بغضب.
        
        كان فيه لحظات محدش اتكلم فيها. بيرسي كان بيقعد معانا ساعات، بس دايماً كان بيبقى رايح في حتة للغدا وما كانش بيعرف يقعد.
        
        "فايه، هو أنت موت ورجعت للحياة؟ البنت لازم تعرف،" أليس اتحمست وكسرت الصمت. بيرسي ضحك.
        
        "حاجة زي كده." هو ابتسم وكشر حواجبه شوية. "أنتي فكرتيني ببنت عمي،" هو ضاف.
        
        
        
        
        
        "يبقى بنت عمك دي أكيد جامدة أوي" أليس قالت وهي فخورة بنفسها ومبتسمة.
        "هي عنيفة. وصوتها عالي. عالي أوي كمان."
        "هو ده المفروض يبقى حاجة وحشة؟"
        "لأ، بس حاسس إني لازم أقول إني ممكن أكسبها في خناقة." أنا كنت معجب بأليس عشان عندها قدرة غريبة إنها تكسر أي جو محرج أنا ممكن أعمله بجملتين هزار بس. بيرسي كان مرتاح في قعدته وحاطط كوعه على الترابيزة وبيتلاعب بالقلم ده. في نص كلامهم كده، كان كمان شال الكاب بتاعه. أنا لمحت كام بنت من الناحية التانية من الفناء بيبصوا عليه.
        "أراهنك إنك ما تعرفش تكسبني في خناقة" أليس قالتها بطريقة كانت تحدي أكيد.
        "يا سلام" بيرسي قال وهو مرجع ضهره لورا ولف عينيه بطريقة مبالغ فيها. "هفرمك زي النملة." هو مسك صباعه السبابة والإبهام وعصرهم في بعض. "هرش."
        "أنا فلوسي على أليس" أنا قلت بسرعة. أليس على طول رفعت إيدها في الهوا.
        "خبط يا جدع!" هي قالت.
        "أنا اتضايقت" بيرسي قال بابتسامة على وشه باين إنه مش متضايق خالص. "إيه رأيك يا آية؟ أنتي في فريقي؟"
        "أنا مش هتدخل." كلامها كان قاطع بشكل غريب بالنسبة لكلام بيصالح، بس دي كانت آية. أنا كنت متوقع نص نص إن بيرسي هيتحايل عليها عشان تاخد صفه، بس هو ما عملش كده. الغبي ده رجع لخبطني تاني. الموضوع ده كان مضايقني.
        "ده عادي" هو رجع استرخى تاني.
        
        واحدة من البنات اللي كانوا من شوية كانت باين عليها إنها بتتشجع عشان تعمل حاجة. خدودها كانت حمرة وكانت حاطة طبقة جديدة من ملمع الشفايف. هي كانت حلوة. شعرها أحمر، منمشة، عينيها خضرا، وجسمها صغير. أنا فاكرة إن اسمها كان سيسيليا أو حاجة زي كده. آه، كان أكيد اسمها سيسيليا، هي ساعدتني في الكيمياء السنة اللي فاتت. أنا اتفرجت عليها وهي بتقوم وبتمشي ناحية تربيزتنا في الضلة وأليس وبيرسي لسه بيتكلموا مين فيهم عنده لكمة أقوى. آية كانت بتاكل تفاح. هي ناولتي واحدة. أحسن تفاحة في حياتي.
        "أهلاً، بيرسي، صح؟" البنت سألت بهدوء. خدودها كانت حمرة تقريباً زي شعرها والنمش بتاعها بدأ يندمج مع اللون.
        "آه، وأنتي سيسي. أنا فاكرك من حصة الإنجليزي. خير؟" هو كان باين عليه إنه مش واخد باله خالص من ازاي عينيها لمعت عشان هو فاكر اسمها. ولا من ازاي مسحت العرق من على إيدها في البنطلون الجينز الأسود بتاعها. هو كان باين عليه إنه شايف زميلة قديمة وبس.
        "أنا كنت آممم..." هي بصت لتحت. "أنا كنت بس بتساءل لو آممم، تحب نروح فيلم أو حاجة؟ يعني، بعد المدرسة؟" هي كانت متوترة.
        "لازم أشوف خططي، مين كمان رايح؟" يا بيرسي يا مسكين.
        "يا غبي، هي بتطلب منك معاد غرامي" ودي الصراحة القوية من أليس. عين بيرسي وسعت شوية ناحيتها. هو بص تاني لسيسيليا اللي كان باين عليها إنها ارتاحت من حمل التوضيح، بس لقت نفسها محشورة مع فيل في الأوضة وملهاش مخرج. هي ابتسمت.
        "آه! أنا آسف" وشها سقط على طول. "ماقدرش، بس شكراً على كل حال."
        "لأ، عادي. كان غباء مني إني أسأل أساساً، أنا بس هسيبك لوحدك، آسفة إني ضايقتك يا بيرسي" هي قالت الكلام ده بسرعة وهي بتجري بعيد. أول ما بعدت ومبقوش سامعين، أليس ضربت كتف بيرسي بضهر إيدها.
        "آي!" بيرسي قال.
        "إيه ده؟ كان المفروض تقول آه!" أليس قالت بصوت عالي.
        "أنا موافقة، هي لطيفة جداً. هي مرة اديتني كيس تفاح" آية ضحكت.
        "هي كويسة، بس أنا مقدرش أخرج معاها في معاد غرامي."
        "وليه ما تقدرش يا أخ؟"
        "عشان ده هيبقى خيانة لخطيبتي،" هو قال بوضوح. كأنه مش خبر صاعق.
        "أنت عندك خطيبة؟" أنا سألت، وبحاول أكون هادية عشان خاطر سيسي.
        "آه، بقالي سنة كاملة دلوقتي، ليه؟"
        "إزاي احنا ما نعرفش ده؟" أنا كملت وكلامي اتقابل بتردد.
        "معلش، بس احنا ما كناش أصحاب جامد أبداً." هو كان عنده حق، أنا كنت عارفة إنه صح. بس، ده كان بيحسسني إن الولد اللي في آخر الفصل ده فجأة عنده حياة سرية.
        غريب.
        
        
        
        
        
        
        
         بيرس جريسون
        
        فيمكن، مجرد يمكن، إني كنت معجب بسيسيليا. مجرد احتمال، تخمين لو حبيت. بعد كده هي راحت تتكلم مع الولد الفاشل ده اللي أنا أقسم بالله ما شفته من نص السنة. أسوأ حاجة إنه بقى بجسم أقوى. هو كان ممكن يبقى حاجة غير مجرد عيل ساكت في آخر الفصل ملوش أي لقب غير رقم الخزانة بتاعته. أنا كرهته.
        
        مرور الوقت بعد المدرسة
        
        أنا اتفرجت عليه وهو بيتمخطر خارج من المدرسة. كان لازم يزق الناس عشان يمشي وسط الزحمة اللي ما كانتش واخدة بالها من وجوده. اللي عملته بعد كده كان بصراحة غبي، بس أنا عملته برضه.
        
        "أهلاً يا جاكسون!" أنا زقيت كتفه فلف وشه ليا. وشه اتحرك ناحية إيدي اللي لسه كانت محطوطة على كتفه بقوة. حواجبه كانت متكشرة وبقه مفتوح شوية، هو كان باين عليه وكأنه لسه واخد باله من دبانة على كتفه وبيحاول يحس بالأسف عليها قبل ما يفعصها.
        
        الغريبة، إن مش لما رفع نظره ليا إلا لما عرفت إني في ورطة كبيرة. حاجة كده في طريقة فكه أو الضلمة اللي في عينيه. ده ما كانش الغبي الرفيع اللي مشي في الشتا اللي فات. أنا شلت إيدي من على كتفه.
        
        "إيه" هو رد. مفيش رجوع، أنا مش هعرف أتراجع.
        
        "أتمنى إنك ما كنتش متوقع ترحيب كبير بالرجوع يا فاشل." يا نهار أبيض. هو رفع حاجبة باستمتاع خفيف.
        
        "بس كده؟ أنت جاي بس تكلمني عن إيه، بتتمرن على شتائم فاشلة؟ يا جدع، أنت محتاج حياة." هو ضحك وبدأ يمشي.
        
        "أنت فاكر نفسك مين؟" هو كمل مشي وأنا بدأت أمشي وراه بسرعة. "يا عم أنا بكلمك!"
        
        "أنا واخد بالي. أتمنى إنك تبطل بجد." أنا مديت إيدي وزقيته على الحيطة بتاعة المدرسة. أو على الأقل، دي كانت خطتي. هو باين عليه كان شايفها وهي جاية ومسك رسغي. رماه بعيد قبل ما ألحق أستوعب إيه اللي بيحصل.
        
        "سيبني في حالي يا غبي" هو اتنهد. أنا اتفرجت عليه وهو بيركب عربية بريوس متقطعة وبيسوق بعيد. أنا هنتقم منه عشان اللي عمله ده"
         
        

        روايات Mizen Adnin

        الأعمال

        الاَراء

        رواية زانبوكش

        زانبوكش

        2025,

        غموض

        مجانا

        "زانبوكش"... رواية عن ولد لم يختر الظلام، لكن الظلام اختاره. ولد بين الصراخ والدم، ونشأ في زوايا بيت ينهار من الداخل، وفي مدينة لا تعرف الرحمة. لم يكن هناك ضوء، لا في العالم، ولا في قلبه. كل شيء حوله ينهار: العائلة، الأمان، حتى ملامح وجهه بدأت تنسى شكل الطفولة. في زمنٍ انكسرت فيه الطفولة، واندفن فيه الحُلم، يبدأ زانبوكش رحلته... لا لينجو، بل ليحرق كل ما جعله يتألم. هذه ليست حكاية بطل... بل شهادة ميلاد لشيءٍ أخطر.

        خالد

        ....
        تم نسخ الرابط
        رواية زانبوكش

         زانبوكش
        رواية سوداوية تأخذك في رحلة مظلمة داخل حياة خالد، شاب يحمل جراح الماضي وندوب الخيانة.
        
        في قريةٍ تكسوها الفقر والقسوة، يقف خالد وحيدًا أمام مأساة فقدان والدته، التي ماتت تحت ضربات أبيه، وقسوة الأب الذي لم يكن سوى رمزًا للظلم.
        
        بين الدماء التي سالت، والسيف الذي طعن قلب الظلم، تبدأ قصة الانتقام، الألم، والصراع على النجاة.
        
        هل يستطيع خالد كسر قيود الماضي والظلام، أم أن النار التي أشعلها داخله ستحترق به؟
        
        

        هلا بالعوالم الخفية - البارت 3

        هلا بالعوالم الخفية 3

        2025, هيانا المحمدي

        فانتازيا

        مجانا

        جوا كان المكان مضيء بنور دافي، والحيطان مليانة صور غريبة لأعضاء جسم الإنسان… لكن مرسومة بطريقة رمزية، كأن القلب عامل زي زهرة، والكبد عامل زي بحر. في آخر القوضة، ست كبيرة في السن، لابسة أبيض، وشعرها أبيض ناعم، وعينيها فضية. قالت بدون ما هلا تتكلم: ـ "اتأخرتي." هلا قالت وهي بتتلفّت: ـ "إنتي مين؟ وإزاي عرفتي إني جاية؟" في كل مكان تروحه، تحس فيه عينين بتبص عليها من الظل، وفي أوقات تسمع صوت واطي بيكرر نفس الجملة: "اللي بيعالج… لازم يدفع."

        ...

        ....
        تم نسخ الرابط
        فتاة الانتقام

        هلا قالت والدم نازل من أنفها:
        
        "أنا مبقتش بس دكتورة أرواح… أنا بقيت نارهم اللي ما تنطفيش!"
        
        الخياط صرخ، والدخان حوالين جسمه اتقطع، لكن قبل ما يختفي، بص لها وقال:
        
        "إنتي فكيتي أول غرزة… فاضل سبعة…
        واللي فيهم… مش كلهم ناس."
        
        وفجأة، تحول الهواء… واختفى.
        
        ميّا وقعت على الأرض، قلبها يدق بسرعه، ووجها شاحب.
        
        منى لقيتها صرخت:
        ـ "هلا! قومي! إيه اللي حصل؟!"
        
        هلا بصت لها وقالت بهمس:
        
        "أنا بدأت الحرب يا منى… ولسه ما اكتشفتش أنا مين.
        
        من بعد المواجهة، هلا بقت أضعف بدنيًا… بس أقوى داخليًا.
        بدأت تحس إن فيه حاجة جواها بتتغيّر…
        كأنها مش بس تكتسب طاقة، لكن كمان بتفقد حاجات صغيرة في نفسها: طبع كانت بتحبه، ذكرى خفيفة… حاجة مش واضحة.
        
        في يوم وهي خارجة من الشغل، لقيت راجل واقف مستنيها قدام المحل.
        شاب في الثلاثينات، لابس جاكيت جلد، وشه مش غريب… كأنها شافته قبل كده، بس مش فاكرة فين.
        
        قال بنبرة هادية:
        ـ "هلا، عندك وقت؟ لازم نحكي شوية."
        
        هلا وقفت في حالها:
        ـ "إنت مين؟ وتراقبني من إمتى؟"
        
        قال:
        ـ "من قبل ما تلمسي أول مراية.
        أنا اسمي رُهَيب… وأنا كنت زيّك."
        
        هلا ضحكت بعصبية:
        ـ "كنت زيّي؟ يعني إيه؟ عندك برضو إيد بتنور؟"
        
        رُهيب مدّ إيده، وطلع منها خيط نور أزرق، وقال:
        ـ "أنا مش بس بعالج… أنا كنت أَخيط قبل ما أبقى ضد الخياط."
        
        هلا تسمرت مكانها.
        ـ "إنت كنت معاه؟!"
        
        قال وهو بيبص للأرض:
        ـ "كنت غرزة رقم ٣.
        بس أنا… فكيّت نفسي."
        
        هلا:
        ـ "ليه؟"
        
        قال:
        ـ "لأن الخياط مش بيهتم بالعلاج… هو بيهتم بالتحكّم.
        أنا كنت أعالج الناس، بس بطريقته.
        كنت باخد الألم… وبدله بخضوع."
        
        هلا بصت له وقالت بحدة:
        ـ "وإنت دلوقتي جاي تساعدني؟ بعد ما كنت بتخيط أرواح؟"
        
        رهيب قال بهدوء:
        ـ "لأنك الوحيدة اللي حرقتي خيط.
        وده معناه إنك… ممكن تحررنا كلنا.
        
        في مكان مهجور، أخدها رهيب لمخزن قديم، فتح الباب، ولقوا فيه سبعة تماثيل حجر… كل تمثال شكله مش بشري خالص.
        
        قال:
        ـ "دي صور رمزية للغرز السبعة.
        كل غرزة مربوطة بروح، وبعضهم… بيعيشوا وسطنا كأنهم بشر."
        
        هلا قالت:
        ـ "يعني ممكن أكون قابلت غرزة؟ ومركزتش؟"
        
        قال:
        ـ "الغرز الأعمق… بيكونوا فاكرين نفسهم بشر.
        مهمتك دلوقتى… تفكى غرزة رقم ٢."
        
        هلا:
        ـ "فين؟"
        
        رهيب:
        ـ "في جامعة القاهرة… أستاذة نفسية…
        بتعالج الطلاب بالكلام، بس بتخيط جواهم صمت ما بيموتش."
        
        هلا اتسعت عينيها:
        ـ "يعني أنا هبدأ أواجه الغرز… واحد ورا التاني؟"
        
        قال:
        ـ "لو ما فكيتيهمش، الخياط هيفضل يربط العالمين ببعض… وفي الآخر، مفيش لا حب ولا حرية، هيبقى في بس... خيط."
        
        المكان كان هادي، مخزن شبه مهجور، بس منور بنور خفيف جاى من مصباح متعلق في السقف.
        
        هلا كانت قاعدة على صندوق خشب، بتبص في وش رهيب، بس وشه كان مليان سكوت.
        
        قالت له بنبرة هادية:
        ـ "أنا ممكن أثق فيك؟ يعني… أنا مش نسيت إنك كنت شغّال مع الخياط."
        
        رهيب تنهد، وفك زرار الجاكيت، وقال:
        
        ـ "الثقة مش حاجة بتتاخد… دي بتتكوّن.
        بس لو عايزة تعرفي أنا ليه بقيت كده… هاحكيلك."
        
        سكت لحظة، وبعدين بص بعيد، كأن الذكرى بتفلت من لسانه:
        
        فلاش باك
        
        "أنا كان اسمي الحقيقي: ياسين.
        كنت طالب في كلية طب… متفوق، محبوب، بس مش حاسس بأي معنى.
        كنت بعالج الناس، بس ماكنتش بحس إني أنقذت حد.
        لحد ما في يوم، جاتلي واحدة مريضة… قالتلي:
        'في خيط بيخنقني جوا، وإنت الوحيد اللي تقدر تفكّه'.
        كنت فاكِرها بتهلوس… بس بعد ما ماتت، لقيت ظرف على مكتبي، جواه مراية صغيرة."
        
        "المراية كانت بوابة… وشفت الخياط لأول مرة.
        قاللي: 'عايز تعالج الناس بجد؟ تعال معايا'.
        وأنا، المغرور اللي فاكر نفسه منقذ، وافقت…
        وتحولت من دكتور… لخياط."
        
        فلاش باك
        
        هلا كانت بتسمع وكأنها في حلم.
        
        قالت:
        ـ "كنت فاكره إنك قوي… بس طلع إنك كنت مكسور زيّي."
        
        رهيب ابتسم لأول مرة:
        ـ "أنا ما كنتش قوي… أنا كنت تايه، وزي أي تايه، أول نور شوفته… اتبعته.
        بس لما شُفت بنت صغيرة، كنت هخيط قلبها عشان ما تحبش تاني…
        إيديا وقفت. قلبي وجعني.
        وعرفت إن اللي باعمله مش علاج… ده قتل ببطء."
        
        هلا قالت وهي بتحط إيدها على كتفه:
        
        "كل واحد فينا عنده لحظة بيقرر فيها: يفضل مربوط… ولا يفك الغرزة بنفسه."
        
        رهيب بص لها، وعنيه كانت باينة فيها دمعة مكسوفة، وقال:
        
        ـ "أنا لو كنت شفتك من زمان… يمكن ما كنتش وصلت لكده.
        بس دلوقتي، هساعدك تفكي كل غرزة… حتى لو كنت أنا آخرهم."
        
        هلا وقفت وقالت:
        ـ "أنا هدخل الجامعة، وهواجه الغرزة رقم ٢.
        بس أوعدني… لو حسيت إني بضيع، تفكرني أنا مين."
        
        رهيب قال:
        
        ـ "أنا مش بس هفكرك… أنا هفكك من أي خيط تمسكك."
        
        رهيب (ياسين) واقف وسط دواير مرسومة بالطباشير، وكل دايرة فيها رمز غريب.
        
        قال ل هلا وهي داخلة:
        ـ "النهاردة… هتتعلمي أهم مهارة للطبيب الحقيقي:
        إنك تفرق بين الألم الحقيقي… واللي اتزرع جوا المريض."
        
        هلا ضيّقت عينيها وقالت:
        ـ "يعني فيه وجع حقيقي… ووجع مزيف؟"
        
        رهيب (ياسين) :
        ـ "الوجع المزيف هو اللي بيزرعه الخياط،
        يحطّه جوا الناس كأنه من جواهم،
        عشان يفضلوا مربوطين، ساكتين، ومكسورين."
        
        هلا سألته:
        ـ "وإزاي أفرّق؟"
        
        رهيب رسم دايرة كبيرة، وقال:
        ـ "هتدخلي الدايرة دي… وكل دايرة هتحطك جوّا ذكرى مش بتاعتك.
        إنتي لازم تكتشفي… إيه فيها مزيف، وإيه حقيقي."
        
        هلا بلعت ريقها، ودخلت الدايرة.
        
        هلا لقت نفسها طفلة، قاعدة في أوضة قديمة، وجنبها ست كبيرة بتموت.
        
        الست قالت:
        ـ "انسي وجعك… وأنا هرتاح."
        
        الطفلة (اللي هي هلا في الذكرى) قالت:
        ـ "بس إنتي ماما…!"
        
        فجأة، الست اختفت، وكل حاجة حواليها سكتت.
        
        رهيب (ياسين) صرخ من برة الدايرة:
        
        ـ "في حاجة غلط… دي مش ذاكرتك!"
        
        هلا ركّزت…
        وبدأت تلاحظ إن كل حاجة في الذكرى "مثالية" زيادة…
        ريحة الورد، لون الشمس، حتى صوت العصافير.
        
        قالت لنفسها:
        
        ـ "وجع حقيقي عمره ما بيكون ناعم كده… ده وجع مزيف!"
        
        مدّت إيدها، ولمست الحيطة، وقالت:
        
        "ارحل.
        
        والذكرى تكسرت زي إزاز، وهي وقعت على ركبتها.
        
        رهيب (ياسين) دخل وساعدها تقوم.
        
        قال:
        ـ "برافو… عرفتِ تميّزي الغرزة النفسية."
        
        رهيب (ياسين) كمل شرح ل هلا
        "اللي دخلتيه دلوقتي اسمه: مساحة العكس،
        فيها الخياط بيحط مشاعر مش بتاعة الشخص…
        بس إنتي دلوقتي، بقيتي قادرة تشوفيها،
        وتكشفيها… وتحطّي إصبعك على مكان الألم الحقيقي."
        هلا، وهي بتنظف التراب من هدومها، قالت:
        "يعني أنا بقيت… ماسحة قلوب؟"
        
        رهيب ضحك:
        ـ "لأ… إنتي بقيتي دكتورة أرواح بجد
        
        دخلت ميّا الجامعة، وسط الزحمة والصوت والضحك اللي باين… لكن مش حقيقي.
        
        رهيب كان بعيد بيراقب، لكنها لوحدها دلوقتي.
        
        وقبل ما تطلع على مكتب الدكتورة، سمعت صوت خبطة شنطة بتقع.
        
        بصّت، لقت شاب في أوائل العشرينات، شعره منكوش، ولابس كأن الحياة وقعت عليه أكتر من مرة.
        وقع منه كشكول، ووشه باين عليه إنه مش هنا خالص.
        
        ميّا ساعدته، وقالت بابتسامة:
        
        ـ "الكشكول وقع… بس روحك وقعت قبله، صح؟"
        
        الشاب ضحك ضحكة باهتة:
        ـ "واضح إني بقيت كتاب مفتوح."
        
        هلا قعدت جنبه على السور وقالت:
        ـ "أنا هلا… وإنت؟"
        
        قال:
        ـ "آدم."
        
        لحظة صمت حصلت، بعدها قال وهو باصص في الأرض:
        
        ـ "أنا حاسس إني مش قادر أتكلم… مش عارف ليه.
        كل لما أحب أتكلم عن اللي جوايا… لساني بيقف.
        كأن في حد ربطه بخيط حرير… ناعم بس خانق."
        
        هلا عرفت الإشارة فورًا.
        العلامة واضحة.
        
        قالت له:
        ـ "بتاخد محاضرات عند دكتورة نفسية هنا؟"
        
        آدم:
        ـ "آه… خالتي، د. نادية.
        ناس كتير بيحبوها… بس أنا بعد كل حصة بحس إني تايه أكتر."
        
        هلا قلبها وقع.
        الغرزة رقم ٢… خالته.
        
        قالت له بهدوء:
        ـ "إنت عمرك قلتلها الكلام ده؟"
        
        آدم ضحك بس من غير روح:
        ـ "جربت… كل مرة ببص في عينيها، بحس إني غلطان حتى لو معايا الدليل."
        
        قالت له:
        ـ "أنا ممكن أساعدك… بس هطلب منك حاجة."
        
        قال:
        ـ "إيه؟"
        
        قالت:
        
        ـ "لما أوصل لخالتك… وتبدأ تحس الدنيا بتتهز… ما تخافش.
        لإنك هتتكلم تاني، وكل الكلام اللي جواك… هيخرج، حتى لو بصوت البكاء."
        
        دخلت ميّا المكتب…
        المكان مش شبه مكتب أستاذة جامعية.
        الحوائط سادة، لكن فيها مرايات صغيرة متناثرة كأنها عينين بتتفرج…
        وورا المكتب، قعدة "هي"، بكل هيبتها:
        الدكتورة نادية… في الخمسينات، لبسها كلاسيكي شيك، شعرها رمادي مرتب، وعينيها باردة… باردة لدرجة إنها ما تتحبش… لكنها تتطاع.
        
        قالت وهي بتبتسم ببرود:
        ـ "اتفضلي… هلا، صح؟ سمعت إنك مهتمة بالعلاج النفسي."
        
        هلا بصّت حواليها وقالت:
        ـ "أكيد. بس أنا مهتمة أكتر باللي ما بيتقالش في الجلسة… اللي بيتخيط جوا الناس."
        
        نادية ابتسمت ابتسامة بلا معنى، وقالت:
        ـ "جميل. طب نجرب جلسة صغيرة؟ أنا بسألك… وإنتِ تجاوبيني.
        ومع كل إجابة… هنقرب من الحقيقة."
        
        هلا قالت وهي بتقفل الباب وراها:
        ـ "بس خلي بالك… أنا كمان بشوف الحقيقة، حتى لو مخيطة بخيط دهب."
        
        د/ نادية كتبت حاجة على نوت صغيرة، وسألت:
        "لما بتحسي إنك تعبانة… بتلومي نفسك؟ ولا بتدّوّري على حد تلوميه؟"
        هلا ردت بهدوء:
        ـ "بلمس التعب… وبسأله: إنت ملكي؟ ولا حد زرعك جوايا؟"
        
        نادية رمشت ببطء.
        الرد مش مألوف.
        سألت تاني:
        
        "لو كنتي طفلة تانية… وقابلتي نفسك الكبيرة، هتحضنيها؟ ولا تهربي منها؟"
        
        هلا قالت:
        ـ "هشدها من وشها وأقول لها: ما تبقيش جبانة تاني."
        
        صوت البيانو وراهم علي فجأة.
        وإزاز المرايا الصغيرة حوالين الأوضة بدأ يعمل زي الرعشة.
        
        نادية قامت بهدوء، وقربت من هلا.
        
        قالت بصوت ناعم… بس فيه كهربا:
        
        "إنتِ عارفة إني شايفة اللي جواكي؟ شايفة الخيط اللي بيجبرك تحسي… وتحاولي تصلّحي؟"
        
        هلا بصتلها بعين صاحية:
        ـ "وأنا شايفة الوشم اللي حوالين رقبتك…
        ده مش إكسسوار.
        ده توقيع الخياط.
        
        فجأة، هلا مدت إيدها ولمست حافة المكتب…
        وسمعت صوت آدم، جاي من بعيد… صوته الداخلي، المحبوس:
        
        "أنا مش فاشل… أنا كنت بصدقها.
        كنت بظن إن خالتي بتساعدني، بس كل مرة أحكي… كنت برجع أسكت أكتر."
        
        صوت نادية تغيّر، بقى مبحوح:
        "سكّتي. مش من حقك تسمعي أصواتهم!"
        
        هلا وقفت وقالت بنبرة أقوى:
        "أنا مش بس بسمعهم…
        أنا بفكّهم من الخيط اللي إنتِ زرعاه جواهم."
        
        نادية صرخت، وكل المرايات حوالين الأوضة اتفتحت فجأة،
        طلعت منها صور لطلاب كتير، قاعدين في جلسات، ووشوشهم باهتة… ساكتين… مفرغين من الكلام.
        
        رهيب (ياسين) دخل فجأة من الباب، وقال:
        
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء