موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      أسطورة الشجرة - قصة قصيرة

      أسطورة الشجرة

      2025, King Rogar

      ثقافية

      مجانا

      يحكي سامي، الراوي، عن أسطورة شجرة مقدسة في قريته الريفية، حيث كان الناس يتباركون بها معتقدين أنها تربطهم بالله. رغم تحذيراته، ازداد تطرفهم حتى بدأوا بتقديم القرابين، مما أدى إلى وقوع كارثة حين ضربت القرية ريح عاتية قضت على معظم أهلها. في النهاية، ينجو سامي مع القلة التي تابت، ويهاجر إلى العراق، لكنه لا ينسى صرخة الندم التي سمعها قبل هلاك القوم.

      أهل القرية

      يمثلون الجماعة التي تتمسك بالأسطورة وتزداد انحرافًا حتى وقوع الكارثة.

      سامي

      الراوي وهو رجل يعارض الخرافات.
      تم نسخ الرابط
      أسطورة الشجرة

       انا أسمي سامي أعيش في الريف وكانت هناك أسطورة مشهورة في الريف تقول الأسطورة أن هناك شجرة كبيرة في نهاية القرية وكان الناس قديمآ يتباركون بها لأن حسب معتقداتهم أن تلك الشجرة هي الشجرة التي نزلت من الجنة مع سيدنا أدم وهي الشجرة نفسها التي ولدت فيها سيدتنا   مريم ابنة عمران  المسيح عيسى وكان الناس يتباركون بها جيل بعد جيل لكن انا كنت رافضآ لما يفعلونه وأقول لهم دائمآ أن هذا الذي يفعلونه سيؤدي إلى غضب الله عليهم لكنهم لم يسمعو لي  وقالو لي أن هذا الذي يفعلونه لا يغضب الله سبحانه وتعالى وانا كنت مندهش من إصرارهم على المعصية ولكن بعد مدة تطور الأمر وأصبح لايطاق وتطور بهم الأمر إلي تقديم أبنائهم كقربان للشجرة لأعتقاهم ان الشجرة هي وسيلة للربط بينهم وبين الله واستمر الحال هكذا حتى جاء في يوم من الأيام ريح عاتيه وعندها قلت لهم أن يستغفرو  ربهم وأن يبتعدوا عن التبارك بالشجرة وأن يتوبوا الى ربهم لكن لم يسمعوا كلامي وحدث لهم ما حدث فبعد مدة تطور الأمر وأصبحت الريح قوية وعندها قلت لهم أن سيتغفروا ربهم مرة ثانية وفي هذه المرة صدقني البعض وتابو إلى الله لكن كانو قلة وبعد يومين استيقظت على صوت صراخ وعندها علمت أن غضب الله  قد حل وخرجت من المنزل وتأكدت أكثر عندما رأيت الرجال يركضون ويصرخون فكان كأن تلك الريح تسلب روحهم ببطئ شديد وصرت أبكي عندما رأيتهم يتألمون من الريح وأقول لهم بصوت عالي ممزوج بالبكاء لقد حذرتكم وقلت لكم أن لم تتوقفوا فسوف يحل عليكم غضب الله وغضب الله شديد لكنكم لم تسمعوا نصيحتي
      فسمعت أحد يقول لي وهو يصرخ ليتني سمعت كلامك وتبت إلى رب العالمين وبعد شهر من الحادثة هاجرت انا والذين تابوا إلى الله إلى بلاد العراق لكن جملة ذلك الرجل عندما كان يصرخ من الألم مازالت إلى الأن في ذهني أما انا فقد تزوجت وأنجبت ولدا وعندما كبر حكيت له قصتي مع الشجرة وكان يحب القصة كثيرا
      تمت بحمد الله
      

      سايلوس بوابة الاعماق - الفصل الرابع

      سايلوس بوابة الاعماق 4

      2025, سما أحمد

      فانتازيا

      مجانا

      تجد ليا نفسها محاصرة في مكان لا تستطيع الهروب منه، تلاحقها نظرات سايلوس القاتلة ومعاونَيه راين وأرورا. محاولاتها المتكررة للهرب تنتهي دائماً في النقطة ذاتها، وكأنها عالقة في متاهة لا نهاية لها. مع تصاعد التوتر، تبدأ ليا في إدراك أن هؤلاء الكائنات ليسوا بشراً، وأنها ليست مجرد ضيفة... بل أسيرة في لعبة غامضة لا تفهم قواعدها بعد.

      ليا

      تجد نفسها محتجزة في عالم غامض، تمتلك شجاعة رغم خوفها

      سايلوس

      الشخصية المسيطرة والمخيفة، يملك قدرات غير مفهومة ويتعامل مع ليا كأنها دمية في لعبته.

      راين

      شخصية باردة، يتبع سايلوس بإخلاص، غامض ويبدو بلا مشاعر.
      تم نسخ الرابط
      روايه فانتازيا

       
        
      أفاقت ليا من الصدمة التي شلّتها، شعرت بقلبها ينبض بجنون، وكأن عقلها أخيرًا استوعب الخطر الذي يحدق بها. لم تفكر، لم تحاول الفهم، لم تلتفت…
      
      استدارت فجأة، وانطلقت تركض بكل ما أوتيت من قوة!
      
      الهواء مزّق خصلات شعرها، وقدماها كادتا تتعثران على الدرج، لكنها لم تهتم، لم يكن هناك وقت للتردد. كل ما تعرفه أنها يجب أن تخرج من هنا!
      
      راين تابعها بعينيه الباردتين، قبل أن يقول بهدوء وهو ينقل نظره إلى سايلوس:
      "سيدي… إنها تهرب."
      
      لكن سايلوس لم يتحرك، فقط راقبها بنظرة باردة، ثم قال بصوت هادئ لكنه ممتلئ بالثقة القاتلة:
      "دعها… لن تتمكن من الهرب."
      
      وبحركة سلسة، رفع يده، ثم فرقع بأصابعه.
      
      في لحظة… اختفت "ليا".
      
      لم يتفاجأ راين أو ارورا مما فعله سايلوس، لكن تلك التي ظنت أنها هربت، أو لنقل… تخيلت أنها تهرب، وجدت نفسها فجأة متجمدة في مكانها.
      
      أمامها… كانوا الثلاثة يقفون مجددًا.
      
      عيناها اتسعتا بصدمة.
      
      كيف؟!
      
      كانت تهرب قبل لحظات… كانت تركض!
      
      لكنها الآن… في المكان نفسه الذي هربت منه، تواجه سايلوس مجددًا.
      
      أدارت رأسها بارتباك، قلبها ينبض بجنون، كيف حدث هذا؟ لم يكن هناك أي إحساس غريب، لم يكن هناك أي انتقال، فقط… وكأنها ركضت في دائرة مغلقة دون أن تدرك ذلك.
      
      سايلوس لم يبتسم، لم يُظهر أي تعبير، فقط نظر إليها نظرة جامدة، ثم قال بصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا خفيًا:
      "إلى أين كنتِ تعتقدين أنكِ ذاهبة؟"
      
      لم تستسلم…
      
      رغم الصدمة، رغم عدم فهمها لما يحدث، رغم أن عقلها كان يصرخ بأنها عالقة في كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه، إلا أنها حاولت مجددًا.
      
      استدارت وركضت بأقصى سرعة، أقدامها بالكاد تلامس الأرض، الهواء يصفع وجهها، والخوف يغذي عضلاتها، يدفعها للمضي قدمًا… لكن…
      
      في اللحظة التالية، وجدت نفسها أمام الثلاثة مجددًا.
      
      مرة أخرى.
      
      ومرة بعد مرة…
      
      وفي كل مرة…
      
      كان سايلوس، راين، و ارورا يجلسون بهدوء على المقاعد في الحديقة، ينظرون إليها ببرود، بلا أدنى اهتمام، وكأنهم يشاهدون عرضًا سخيفًا لم يعد يثير فضولهم.
      
      وكأنها لم تكن سوى فأر صغير عالق في متاهة، يركض بلا جدوى.
      
      المرة الأخيرة، حين جلبها سايلوس مجددًا، سقطت على الأرض، أنفاسها متقطعة، صدرها يعلو ويهبط بجنون من فرط الجري.
      
      لم تعد قادرة على المقاومة، لم يعد لديها حتى القوة للنهوض…
      
      رفعت يدها باستسلام، أنفاسها مضطربة، ثم همست بصوت متهدج:
      
      "كفى… رجاءً… كفى… لقد تعبت…"
      
      عيناها كانتا تلمعان من الإرهاق، ولكن هناك شيء آخر ظهر في ملامحها… انكسار.
      
      لحظة صمت…
      
      ثم…
      
      ابتسم سايلوس.
      
      لكن ابتسامته لم تكن ساخرة، لم تكن مستفزة… كانت هادئة، غامضة، مزيجًا من الرضا والهيمنة.
      
      نظر إليها بعينيه المتوهجتين، ثم مال برأسه قليلًا وقال بصوت منخفض لكنه اخترق الهواء كالسكين:
      
      "ألم أقل لكِ… لن تتمكني من الهرب؟"
      
      تنفست أماليا بعمق، تحاول تهدئة أنفاسها المتلاحقة بعد كل محاولات الهرب الفاشلة. نظرت إلى الثلاثة الجالسين أمامها في الحديقة، يراقبونها ببرود، وكأنهم لم يكونوا السبب في هذا الجنون الذي تعيشه الآن.
      
      رفعت يدها باستسلام، ثم قالت بلهجة ساخرة ممزوجة بالإرهاق:
      "حسنًا، لقد ربحتَ أيها الكائن الغامض! هل هذا ما كنت تريده؟ أخبرني فقط، لماذا تحبسونني هنا؟ لم أفعل شيئًا يستحق ذلك، وبالمناسبة، إن كنتَ تتوقع مني أن أكون ممتنة لأنني ما زلت على قيد الحياة، فدعني أخبرك أنني لم أكن يومًا من محبي الفضائيين... ولا البشر أيضًا."
      
      انفجرت ارورا ضاحكة، تقهقه وكأنها سمعت نكتة مسلية، ثم هزت رأسها قائلة:
      "فضائيون؟ يا لكِ من مسلية، حقًا! يا فتاة، لسنا فضائيين، ولسنا بشرًا أيضًا. نحن كائنات أخرى تعيش بينكم، لكننا لا ننتمي لعالمكم."
      
      حدّقت بها أماليا بارتباك، عيناها ضيقتان وكأنها تحاول استيعاب ما سمعته للتو. قالت ببطء:
      "ماذا تقصدين؟"
      
      تدخل راين بصوته الهادئ الرتيب، نبرته كانت خالية من أي مشاعر واضحة:
      "باختصار، لن نؤذيكِ. ولستِ حبيسة كما تظنين."
      
      رفعت حاجبها بتحدٍّ وسألت بحدة:
      "أوه حقًا؟ إذن لماذا لا أستطيع المغادرة؟ لماذا أعود لنفس المكان في كل مرة أحاول فيها الهرب؟"
      
      لم يُجبها راين مباشرة، فقط تبادل نظرة جانبية مع سايلوس قبل أن يعود بنظره إليها ويقول بهدوء:
      "لأنكِ ضيفة سيدنا، وليس من عادة الضيوف أن يهربوا من مضيفهم."
      
      ارتجفت أماليا للحظة، شعور غريب زحف على جسدها مع كلماته. لم تكن مرتاحة على الإطلاق.
      
      بلعت ريقها بصعوبة، ثم تمتمت بصوت منخفض:
      "ومَن هو سيدُك؟"
       
      
      
      لم يرد راين بالكلمات هذه المرة، بل رفع يده وأشار مباشرة إلى سايلوس.
      
      في تلك اللحظة، وكأن شيئًا غير مرئي في الجو تغيّر...
      
      أحست أماليا ببرودة غريبة تسري في عروقها وهي تحدق في الرجل الواقف أمامها، مَن يُفترض أنه "سيدهم". لم يكن ينظر إليها مباشرة، بل كان يراقبها بهدوء، كأنه ينتظر منها أن تدرك الحقيقة بنفسها.
      
      أماليا، وعلى الرغم من كل إرهاقها، لم تستطع منع نفسها من التفكير...
      
      نظرت أماليا إلى سايلوس بعينين متسعتين، جسدها لا يزال على الأرض، إرهاقها واضح، لكنها لم تكن مستعدة للاستسلام بهذه السهولة. أخذت نفسًا عميقًا، ثم سألت بصوت مرتجف لكنه يحمل بعض التحدي:
      
      "لماذا أكون ضيفتك، سيدي؟"
      
      وقف سايلوس بثبات، نظراته باردة، قبل أن يميل رأسه قليلاً، ويبتسم بسخرية خفيفة:
      "لأنني أريد ذلك."
      
      ثم تابع، صوته أصبح أكثر حدة، وكلماته نزلت عليها كالصاعقة:
      "في الواقع، لقد كنتِ محقة... أنتِ لستِ ضيفتي، بل حبيستي."
      
      شعر كل من ارورا و راين بالدهشة، نادراً ما يفصح سايلوس عن نواياه بهذا الوضوح، لكنه الآن قالها بكل بساطة، وكأن الأمر محسوم منذ البداية.
      
      أما أماليا، فقد اتسعت عيناها بصدمة، ثم صرخت بغضب:
      "لقد قلت إنني لستُ حبيسة!"
      
      رفعت يدها وأشارت إليه بحدة، جسدها يرتجف من الغضب:
      "اسمع أيها الوحش المقزز! لن أكون حبيستك هنا! هل تعتقد أنني وحدي في هذا العالم؟ لديّ شخص سيأتي ليأخذني منك! زوجي المستقبلي لن يتركك دون أن يكسر عظامك!"
      
      ما إن أنهت كلامها حتى ضحك سايلوس...
      
      ضحكة لم تكن مجرد سخرية، بل كانت عميقة، داكنة، كأنها تنبع من ظلمة لا نهاية لها.
      
      رفعت أماليا حاجبها، متوترة من ردة فعله، لكنها رغم ذلك هزت رأسها وأكدت بثقة عمياء:
      "نعم! حبيبي سيأتي ليكسر عظامك!"
      
      لكن سايلوس لم يتوقف عن الضحك، بل ازداد ضحكه، حتى بدأ صدى صوته يتردد في المكان، طاقة غريبة تملأ الجو.
      
      نظر مساعداه إليه بقلق، فهذه الضحكة ليست عادية... إنها الضحكة التي عادةً ما تعني أن شخصًا ما على وشك البكاء... ولكن ليس بدموع، بل بدماء.
      
      ثم، فجأة، توقف عن الضحك تمامًا. عاد إلى جموده المعتاد، عينيه الحادتين تركزتا على أماليا بحدة قاسية.
      
      "صغيرتي..." قال بصوت منخفض لكنه يحمل وزنًا ثقيلًا، "ذلك الحبيب الذي تزعمين أنه سيأتي ليكسر عظامي... مشغول الآن بكسر شيء آخر تمامًا."
      
      نظرت إليه أماليا بارتباك، لم تفهم ما يقصده. "ماذا تعني؟"
      
      رفع سايلوس يده، ولوّح بأصابعه، ليظهر أمامها مشهد ثلاثي الأبعاد، صورة واضحة تمامًا...
      
      كانت الشاشة تعرض كايل، حبيبها الذي وثقت به، لم يكن يبحث عنها، لم يكن قلقًا عليها، بل كان... في أحضان أختها ميرا.
      
      أماليا جمدت مكانها، جسدها فقد كل قوته، تنفست بصعوبة، عيناها كانتا تتابعان المشهد أمامها وهي غير قادرة على تصديقه.
      
      همس سايلوس بصوت خافت، لكنه اخترق أذنيها كالسيف:
      "إن لم تصدقيني... شاهدي بنفسك.
      
      كانت المشاهد أمام أماليا أشبه بكابوس لا ينتهي. كل شيء رأته تجاوز حدود الخيانة، بل تحول إلى قذارة لا تطاق. لم تكن مجرد خيانة عاطفية، بل كانت خيانة متجذرة، مخطط لها منذ البداية، خيانة جعلت معدتها تنقلب وأطرافها ترتجف.
      
      عيناها امتلأتا بالدموع، لكنها لم تستطع حتى البكاء. كانت في حالة صدمة، جسدها متصلب، أنفاسها بطيئة وغير منتظمة، وكأن عقلها يرفض تصديق ما يراه.
      
      لكن سايلوس لم يكتفِ بذلك...
      
      "إن لم تصدقي بعد، فإليكِ المشهد الآخر."
      
      لوّح بيده مجددًا، ليظهر أمامها مشهد جديد...
      
      فيه كان كايل يقف عند حافة القارب، يسكب الزيت على السطح بهدوء مريب، نظراته خبيثة، وكأن ما يفعله مجرد خطوة بسيطة في خطته الكبرى. لم يكن الأمر مجرد حادث، لم يكن مجرد سوء حظ، بل كان مدبرًا منذ البداية.
      
      ثم ظهر مشهد آخر... كايل يجلس مع ميرا، يضحكان بسخرية، يتحدثان بصوت منخفض، لكن كل كلمة كانت كالسكين التي تمزق قلب أماليا أكثر.
      
      "أتعلمين؟ لقد كانت غبية جدًا، صدقت كل شيء بسهولة." قالها كايل بابتسامة متكلفة.
      
      "بالطبع، لقد خططنا لهذا منذ البداية، أليس كذلك؟" ردت ميرا، وهي تميل نحوه بمرح.
      
      "بالضبط، كان عليّ فقط أن أجعلها تقع في حبي، ومن هناك... كل شيء أصبح أسهل."
      
      ثم، بصوت أكثر خبثًا، تابع:
      "بمجرد أن تموت، ستكون ممتلكاتها لنا. لا شيء سيقف في طريقنا بعد الآن."
      
      أماليا شهقت بصوت مكتوم، جسدها ارتجف بعنف، وأخيرًا، انهمرت دموعها دون سيطرة. لم يكن مجرد خيانة، بل كان استغلالًا، مؤامرة كاملة ضدها.
      
      رفعت يدها ببطء إلى فمها، تحاول كتم شهقاتها، لكنها لم تستطع.
      
      عندها، تراجع المشهد ليعود سايلوس إلى الواجهة، عاقدًا ذراعيه، ملامحه جامدة كالصخر.
      
      "إن كنتِ لا تصدقينني، فلكِ الحق في ذلك." قال بصوت هادئ لكنه قوي. "لكن فكري قليلًا... لماذا أكذب عليكِ؟ ماذا سأستفيد من خداعك؟"
      
      تراجعت أماليا خطوة للوراء، عقلها لا يزال يترنح بين التصديق والإنكار.
      
      ثم، بابتسامة لم تحمل أي مشاعر، أضاف سايلوس:
      "لقد كشفت لكِ هذا لأنني... طيب القلب."
      
      لحظة صمت تلت كلماته، قبل أن تتبادل فليريون و راين النظرات بدهشة واضحة.
      
      "ماذا؟!" تمتمت ارورا بصوت منخفض، تحدق في سيدها وكأنها سمعت للتو شيئًا مستحيلًا.
      
      أما راين، فاكتفى برفع حاجبه ببطء، وكأنه يحاول تحليل تلك الجملة التي لا تتناسب أبدًا مع الشخص الذي يعرفه.
      
      سايلوس؟ طيب القلب؟ يهتم بالآخرين؟
      
      كان الأمر مثيرًا للسخرية أكثر من أي شيء آخر.
      
      اقترب سايلوس ببطء، عيناه تتابعان دموع أماليا المنهمرة، نظراتها المكسورة، والرجفة التي اجتاحت جسدها الصغير. لم يتردد لحظة، مدّ يديه وسحبها برفق إلى صدره، حيث غمرها في عناق دافئ.
      
      كانت أماليا في تلك اللحظة كطفلة ضائعة وجدت أخيرًا مأوى لها. شعرت بحرارة جسده، ذلك الدفء الرهيب الذي لم تعرفه من قبل، وكأنه يحميها من العالم القاسي. بدلاً من التراجع، تشبثت به أكثر، دفنت وجهها في صدره، وانهارت تمامًا.
      
      ظلت تبكي، دموعها تُبلل قميصه، بينما تتمتم بكلمات محطمة، متألمة:
      
      "الكل خائن... الكل مخادع... الكل غشاش... لا أحد يهتم بي!"
      
      صوتها كان يرتجف، وكان كل حرف يخرج منها مليئًا بالمرارة.
      
      "يعتقدون أنني مجرد أوزة تبيض لهم ذهبًا كل يوم! لا أحد يرى أنني إنسانة... أنني أستحق الفرح ولو قليلًا! الكل لعين... اللعنة عليهم جميعًا!"
      
      بدأت تضرب صدر سايلوس وكتفه بقبضتيها المرتعشتين، لكنها لم تكن ضربات مؤذية، بل كانت أقرب لطفلة غاضبة تحاول إخراج ألمها بأي وسيلة. ومع كل ضربة، كانت تشدّ عليه أكثر، تتشبث به كأنه آخر ملجأ لها.
      
      لكن سايلوس لم يبتعد، لم يتضايق... بل بالعكس.
      
      مرر يده على شعرها بحنان غير متوقع، ثم همس لها بصوت دافئ، قوي لكنه مطمئن:
      
      "لا تبكي على الحثالة، صغيرتي... كلهم حثالة."
      
      شدها أكثر إلى صدره، وكأنه يريد أن يحميها من كل ما آلمها.
      
      "ألم تخبركِ والدتكِ من قبل؟ قالت لكِ إنكِ قوية، شجاعة... قالت لكِ ألا تدعي أحدًا يكسرُكِ، أليس كذلك؟"
      
      تشنجت أماليا عند ذكر والدتها، وتدفقت المزيد من الدموع من عينيها المتورمتين.
      
      "انظري إلي، صغيرتي..." أمسك سايلوس وجهها بلطف، رفع ذقنها ليجبرها على النظر في عينيه.
      
      "إن كنتِ تعتقدين أنه لا أحد يهتم بكِ... فأنتِ مخطئة."
      
      نظرت إليه أماليا، عيناها الواسعتان كانتا مليئتين بالحزن، لكنها رأت فيه شيئًا لم تجده من قبل...
      
      الدفء. الحنان. الاهتمام.
      
      "أنا هنا." تابع بصوت هادئ لكنه قاطع. "أنا، أملاكك، حراسي... كل شيء بين يديكِ. أنتِ ملكي... وأنا ملككِ."
      
      توقف لوهلة، ثم أضاف ببطء، نبرته خطيرة، لكنها مغرية بطريقة غريبة:
      
      "إن كنتِ تريدين قتلهم جميعًا، فقط أشيري بيدكِ الجميلة تلك..."
      
      أمسك يدها المرتعشة، ورفعها نحو شفتيه، ثم طبع قبلة لطيفة على ظهرها.
      
      تسارعت أنفاس أماليا، ولم تعرف كيف ترد. نظرت إليه، عيناها المنتفختان تبحثان عن إجابة، عن تفسير لهذا الدفء الغريب الذي تشعر به.
      
      كان سايلوس... مختلفًا.
      
      كان خطيرًا، لكنه كان الشخص الوحيد الذي شعرت معه بالأمان.
      
      

      رواية فتاة البار

      فتاة البار

      2025, شذى حماد

      توتر عاطفي

      مجانا

      فتاة تبدأ عملها الجديد كنادله في بار، لكنها سرعان ما تجد نفسها في موقف غامض مع غابرييل ألدين، رجل قوي ومؤثر يبدو أنه يعرف أكثر مما يجب عنها. أثناء تعاملها مع الزبائن، تكتشف داليا أن بعضهم يحملون أسرارًا خطيرة، وأحدهم يرسل لها رسائل مجهولة تثير قلقها. بين التوتر، التحديات، وجاذبية غابرييل الغامضة، تحاول داليا الحفاظ على هدوئها بينما تغوص في عالم قد يكون أخطر مما ظنت.

      داليا

      فتاة جديدة في العمل، قوية لكنها متوترة بسبب الموقف الغريب.

      غابرييل ألدين

      زبون غامض، صاحب نفوذ، يبدو أنه يراقب داليا باهتمام.

      كانديس

      زميلة داليا في العمل، ودودة وتساعدها في التأقلم.
      تم نسخ الرابط
      فتاة البار

       كعدت بالسيارة والدموع تنزل من عيني، حسيت صدري راح يختنق
      
      ضربت السكان بيدي وراسّي سِندت عليه، وخليت صوت الهرن يعله.
      
      شغّلت المسّاحات، المطر چان ينزل هواي.
      
      رجعت على الكرسي، حسيت بقرف، كأنّه أريد أذب كل شي بيه يربطني بأنوثتي.
      
      خدّي يوجعني، ضربني بقوّة.
      
      قبل نص ساعة
      
      جبت قنينه جديدة من "بلو مون" لثلاثة زباين ورجعت للطاولة، خليتها قدامهم.
      
      چنت راح أروح، بس فجأة حسيت إيد تحچني من ورا، بخصري من اليسار. التفت بسرعة.
      
      "سيد، ما مسموح تلمس الموظفين، هذا قلة احترام." گلته بنظرة حادة.
      
      أدري ممكن أفقد شغلي إذا دافعت عن نفسي… للأسف.
      
      "عفوًا؟ أسوي اللي يعجبني!" صاح بوجهي وهو يأشر عليّ بإصبعه.
      
      دمي غلى، رفعت إيدي حتى أگفخه.
      
      "تفو عليك!" ضربني على وجهي بقوة، لدرجة طحت على الأرض والدموع تنزل من عيني.
      
      
      - بعد 10 دقايق -
      
      "آسف يا داليا، لازم نراجع كل الكاميرات. أنا كمدير ما أملك المكان، ولازم ألتزم بالقوانين، وانتي ضربتي زبون." چيمي گعدت يمّي وأنا أبچي.
      
      "هو لمسني بطريقة قذرة، وانا حاولت أمسك أعصابي بس لما تجاوز حدّه ما قدرت أسكت. بس ما يخالف، راح أحط ثلج على خدي. إذا تريدون تفصلوني، بس ابعثولي رسالة ولا شي. بس أحتاج باقي اليوم أجازه." شلحت المريلة مال الشغل وخليتها عالطاوله.
      
      "آسفة ليا، صدگ آسفة." چيمي نظرت لي بحزن.
      
      "ما يخالف چيمي، راح أكون بخير، بس خايفة أبقى بلا شغل." هززت بكتافي وطلعت.
      
      - هسه -
      
      سقت للبيت، صفّيت السيارة وسحبت الغطاء الشمسي حتى أشوف نفسي بالمراية.
      
      مسكت تليفوني ومسحت دموعي.
      
      اتصلت بـ كارلي، بنت چنت أشتغل وياها وصار بينا صداقة، وردّت بسرعة.
      
      "هلا حبي!" چالتلي بصوتها المعتاد.
      
      "هلا، عندچ مجال تروحين وياي لـ Jasper’s؟ أريد أسهر وأرقص شوي." گتلها بصوت متعب.
      
      "أجي آخذچ عالـ 8؟ وشصار وياچ؟" سألتني.
      
      "أي، تمام." هزّيت راسي ودخلت شقتي.
      
      -
      
      دورت على فستان ألبسه، المطر چان ينزل، بس بعد ما غفيت شوي وقمت، شفت الجو صاير زين، والهوه هو اللي خلاه بارد.
      
      
      
      لبست كعب أسود ارتفاعه إنشين، ومعاه جاكيت أسود أنيق.
      
      رفعت شعري البني بذيل حصان ومسحت آثار المسكرة الملطخة تحت عيوني.
      
      اللمس والضربة كانت نفس أسلوب أبوي، تخليني أحس بألم براسي.. الأفكار تگطع بيه.
      
      هزّيت راسي حتى أطردها، ومسكت قطرة عيوني حتى أرطبها شوية.
      
      تنهدت وطلعت لشقتها بعد ما قفلت بابي، هزتلي الهرن أول ما طلعت.
      
      ساقت للمكان مالها، "نسيت الفلوس."
      
      ركضت لجوا ورجعت بسرعة، وبعدها اتحركنا للكلب.
      
      "تبدين حلوة." گتله.
      
      "وانتي نار.. نار صافيه." خلتني أضحك.
      
      "شصار وياچ؟" سألتني.
      
      "يمكن أفقد شغلي." گتله بنبرة مستسلمة.
      
      "ليش؟ شنو اللي صار؟" شهقت وهي تباوع عليّ.
      
      "واحد لمسني بطريقة قذرة، ضربته، ردلي بضربة أقوى، وهسه يمكن أفقد شغلي لأني ضربت زبون." تنهدت.
      
      "يا روحي آسفة، والله.. إذا انطردتي تعالي اشتغلي وياي." ابتسمت وهي تبادل بين النظر للطريق وبيني.
      
      "ما أقدر أكون رقاصة، ما عندي الثقة لهالشي." ضحكت.
      
      "لا لا، مو رقاصة، اشتغلي بارتي عندنا، بس تبقين ورا البار، ما تقدمين شي بنفسچ." وضحتلي.
      
      ابتسمت.
      
      "والله أفكر بيها." ضحكت.
      
      "عندچ كدمة؟" سألتني.
      
      "المكياج شي سحري، كارلي." غمزت لها، وابتسمت.
      
      "لازم تروحين تتونسين شوي."
      
      "لا." گتله بحزم.
      
      "حبي، صارلچ ثلاث سنين من آخر مرة-"
      
      "آه آه آه.. بلا هاي السوالف." هزيت راسي بسرعة.
      
      "ليلة وحدة بس، يلا ليا." حاولت تقنعني.
      
      "لا، يلا نمشي." أشرت للباب، وطلعنا بعد ما قفلت سيارتها.
      
      ورينا الهويات ودخلنا.
      
      طلبت مارگريتا بنكهة الخوخ، وهي أخذت سيكس أون ذا بيتش.
      
      "طعمها رهيب." گتله، لأن الكحول بيها كان خفيف.
      
      جربتها وقالت: "والله فعلاً لذيذة." ابتسمت.
      
      "تريدين نرقص؟" سألتها، ومسكت إيدي.
      
      "وشربنا؟" سألتها بقلق.
      
      "أثق بالبارتيندر سامي بحياتي، عطيتله إشارة حتى ينتبه عليه." شدت إيدي وبدأنا نتحرك سوا.
      
      حطت إيديها حول رقبتي، وأنا مسكت خصرها ورقصنا سوا.
      
      أنا أحب كارلي، ما أعتبرها "أحسن صديقة"، ما عندي هالسوالف، بس أعتبرها أقرب وحدة إليّ.
      
      بس بنفس الوقت، قاعدة أعد الثواني لحد ما تتركني حتى تروح تصيد بنات.
      
      
      
      
      
      "لكيتي وحدة حلوة بعد؟" سألتها وأنا أضحك.
      
      "لا بعد." ابتسمت وسحبتني بعيد عن الزحمة.
      
      "حلگي ناشف." هزت راسها بشوية ضجر، وأنا شربت من گلاصتي.
      
      "ما حد قرب عليهم." سامي - على ما أظن - قالها ومشى بعيد.
      
      شربت گلاصتي كلها.
      
      "لكيتها! البراسليت مالتها قوس قزح، لازم أتحرك." ابتسمت بحماس، "سامي، حبيبي! گلاص شوت!" ضربت عالكاونتر، وهو ناولها واحد.
      
      شربت الشوت كله وبعدين باسَت شعري.
      
      "شوية شجاعة سائلة، وخمسمية دولار إلك.. انتي إلهة ماشية على الأرض لأنچ سمحتِ لي أروح بهالطريقة." ضحكت وترگتني.
      
      ضحكت وهزّيت راسي.
      
      "هي فالتة صح؟" سامي ابتسم.
      
      "والله هيچ، 30 دقيقة وباخت، سحر!" شربت من مشروبي المثلج.
      
      "راح ترجعين للبيت زين؟" سألني.
      
      "إي، راح أكون بخير." هزّيت راسي.
      
      قررت أروح مشي.. المطر مريح، والطريق ما تاخذ أكثر من 20 دقيقة.
      
      طلعت الفلوس.
      
      "چم أدفع لك؟" سألت.
      
      "عالحساب، صدگ." هزّ راسه.
      
      "أوكي، بس البخشيش عليك." ابتسمت ورميت ورقتين من الميّة وتركت المكان.
      
      طلعت موبايلي.. 8:45.. المفروض هالليلة كانت إلي.
      
      أكره السهرات، ما أعرف شلون طلع براسي أروح!
      
      وهي أصلاً تدري إنها راح تتركني.
      
      رنّ موبايلي.
      
      "راح أضبط هالليلة يا بنت!" صوتها مخمور.
      
      "خوش، بس لا تسوقين." گتله.
      
      "ما راح أسوق." ضحكت وسدّت الخط.
      
      تنهدت ورفعت عيوني، بس فجأة اصطدمت بجسم واحد، وسمعت صوت تأوه.
      
      التفتت وشفت زقاق جانبي..
      
      واحد كان ينضرب بلكمات قوية، الدم مرشوش بكل مكان.
      
      ما قدرت أشوف ملامحه.
      
      "بوس." سمعت واحد ينادي، شهقت واستدرت، مشيت بسرعة بعيد عن المكان.
      
      ما دخلني بهاي السوالف، ذبّحوه، يگدر يقول شي غبي وما حد راح يگدر يربط اسمي بأي شي.
      
      بس قبل لا أكمل، حسّيت غطاي الجاكيت ينسحب!
      
      دفشوني على الجدار الطابوقي.
      
      "أوووه، هاي حلوة!" نفس الرجال ريحته كانت تونة متعفنة.
      
      غمضت عيوني.
      
      "ابتعد عن وجهها، قوم." صوت واطي، خشن، گأنه مستخدم هواي.
      
      "شافت شي؟ شافت؟" سألني، مو قريب مثل صاحب ريحة التونة.
      
      "ما راح.. ما راح أگول شي.. بس أريد أروح للبيت." همست.
      
      "ما أدري بهالموضوع." خطى خطوة قريبة، مسك ذقني، ونفخ بوجهي، خصلات شعري تحركت وعيني تفتحت.
      
      ارتجفت من الخوف، مترقبة أي حركة ممكنة.
      
      "هدي، شنو اسمچ الكامل؟" سألني.
      
      "إذا أگلك، راح تخليني أروح؟" سألت.
      
      "أكيد حبيبتي، قولي اسمچ."
      
      "د-داليا راي پيكت." همست.
      
      "آها، داليا. يلا نتفق.. انتي بنت صغيرة وحلوة، راح أخليچ تروحين، بس من هسه، أنا مراقبچ الشخصي. وأول ما أسمع أي كلمة منچ، راح تصير مشاكل، فهمتي؟"
      
      هزّيت راسي بسرعة.
      
      "كلام." قالها بخشونة، ريحته مو مثل التونة، كانت علكة نعناع.
      
      "فهمت، ما راح أگول شي، أوعدك."
      
      ما ابتسم.. وجهه خالي من أي تعبير.
      
      بس جان وسيم.. شعر أسود، عيون سوداء، ملامح واضحة.
      
      "التحديق مو حلو." همست، حسّيت بالحرج.
      
      "جالس أحفظ وجهچ، مشهد حلو." قال، فمي ظل مفتوح من الصدمة.
      
      طلع العلكة من فمه، وحطّها بفمي المفتوح قبل لا أقدر أرد، سكّرت فمي بس جان متأخر.
      
      "يمكن المرة الجاية يكون شي أسوأ.. ليلة سعيدة داليا راي پيكت، نادرًا ما أخلي الناس يفلتون، لا تستغلين هالفرصة." مشى بعيد.
      
      نظرت للزقاق..
      
      لا رجال.. لا دم.. لا أي أثر.
      
      استوعبت العلكة بفمي، وطلّعتها بسرعة.
      
      رن موبايلي، تنهدت.. ليلة ما تخلص.
      
      "چيمي؟" سألت.
      
      "آسفة ليا.. لازم نفصلك فورًا.. كينيث قرر هالشي." جابت اسم صاحب المكان، وتمنيت لو أگدر أسوي براسه نفس اللي صار لهذاك الرجل بالزقاق.
      
      "عادي، ليلة سعيدة." سكّرت.
      
      رفعت وجهي للسماء، دموعي سالت..
      
      "أكره هاليوم اللعين."
      
      
      
      
      
      ابتسمت وأنا أصافح المدير.
      
      حسّيت بتليفوني يهتز.
      
      "شكرًا هواي لأنك وظفتني." ابتسمت.
      
      "طبعًا آنسة بيكيت. بغض النظر عن الخبرة، الكل يستحق فرصة. متى تگدرين تبدي؟ إحنا نحتاج موظفين فورًا." لوك ابتسم، وأنا هزّيت راسي.
      
      "أگدر أبدي هسه إذا لبسي مناسب." گلتله.
      
      "يكون شي راقي. آسف لأن المقابلة صارت بوقت الزحمة." ضحك وأنا ابتسمت.
      
      "عادي ماكو مشكلة." طلعت وياه وهو عرفني على البارتندر الوحيدة اللي تشتغل هسه.
      
      ابتسمت ومدت إيدها.
      
      "ستايلچ رهيب." گلتلها.
      
      كانت حاطة سايد كت، وشعرها نازل على كتفها، لونه بنفسجي، وحالقة أذنها بيگات سودة، وجسمها بي وشوم وبيرسينگ.
      
      "شكراً. عجبتي." مسكتني من كتافي ولوك ابتسم قبل ما يروح.
      
      "تعرفين شلون تسوين مشروبات؟" سألتني.
      
      "كلّها." هززت راسي.
      
      "حلو. هاي بطاقة اسمچ، اكتبيها بهالقلم لحد ما نسويلچ وحدة منقوشة. تطلعين على راحتچ. البوس الكبير جاي الليلة، فلازم أدائنا يكون مضبوط." هزت راسها وطلعت.
      
      لبست بطاقة الاسم وشفت تليفوني.
      
      كارلي: حصلتي الشغل؟
      أنا: راح تشوفين حبي؛)
      
      شفت رسالة من رقم مجهول.
      
      مجهول: زين لوك وظفچ. مقابلتچ مشت بشكل زين. متحمس أشوفچ تحضرين مشروباتي ومشروبات أصدقائي الليلة يا حبّابة. لما أجي، گوليلي شكل الزبون شلون، متأكد أعرفه. :)
      
      قلبي ضرب بسرعة وحسّيت جسمي يبرد.
      
      "داهليا!" نادتني البنت الكول.
      
      خبّيت موبايلي بصدري وطلعت.
      
      "آسفة، صاحبتي تشتغل راقصة هنا وكانت متحمسة." ضحكت وهي ابتسمت.
      
      "ماكو مشكلة، بس الدنيا زحمة شوية." هزّت القنينة وهي تخلط مشروب.
      
      "هاي شنو تريديين؟" سألت الزبونة.
      
      "جين وكولا، ويا ليمون." ابتسمت وأنا هززت راسي.
      
      مسكت كلاص، حطيته بي تلج، ودورت على الجين، كان مرتب بنفس نظام شغلي القديم.
      
      فتحت الثلاجة الصغيرة وجبت كولا.
      
      "الليمون هنا ليا." البنت الكول ابتسمت.
      
      هززت راسي وصبيت الكولا، ولقيت واحد يطلب ثلاث شوتات تكيلا. يبووه، شي يعصر الحلق!
      
      مجرد التفكير بيه حسّسني بالحرقان.
      
      قصّيت شريحة ليمون وحطيتها على طرف الكلاص، وعطيت الزبونة مشروبها، ابتسمت وقالت "شكراً."
      
      سكبت الشوتات وهم كلهم شربوها دفعة وحدة.
      
      سمعت واحد يشرق، خنقت ضحكتي.
      
      "سويلي أي شي يعجبچ." تجمّدت.
      
      التفت شويّة.
      
      "شنو التردد؟ إنتِ تشتغلين عندي هسه، سويلي شي يعجبني."
      
      كان دايمًا يتكلم وكأنه لازم يبتسم، بس وجهه يظل جامد، بدون أي تعبير.
      
      فكرت، وجا ببالي مشروب مانهاتن.
      
      خلطت راي ويسكي، مع فيرموث حلو، وبترز، وصبيته، وحطيت حبتين كرز ماراشينو بثوث بيك وحطيته بالكلاص.
      
      "مانهاتن، سيدي." هززت راسي وأنا خليته جدامه.
      
      أصحابه بدوا يطلبون، وگعدت أحضر طلباتهم.
      
      "شنو اللي خلاچ تختارين هذا المشروب؟" سألني.
      
      
      
      "ما أدري، أحس لك بس ويسكي خالص أو بوربون، بس هذا ممل أسويّه." شرحتله، وقلبي يدگ بحلقي.
      
      "البوس يحچي وياچ بهالبساطة؟" البنية صاحبة الشعر البنفسجي سألت.
      
      "يبدو هالشي." كان هذا كل اللي گدرت أقوله وأنا أوّزع مشروباتهم.
      
      ضوجت من ريحة النفس اللي ريحته تونة معروفة.
      
      "شنو؟ گولي اللي ببالچ." الرجال گالي، وأنا شفته وهو يحط إيديه عالطاوله، عضلاته الكبرانه ظاهرة، والتيشيرت مالته يبين كأنه راح ينشگ.
      
      "نَفَسه." تمتمت.
      
      ابتسم بخفة، والرجال الثاني تنرفز.
      
      "نفسي؟" سألني.
      
      "إي. تحتاج نعناع أو شي أقوى من المارتيني حتى يروح." هززت راسي.
      
      "إنتي—"
      
      "گعد بمكانك ولا تتصافن بوجه النسوان بهالطريقة يا تشيس بوي." هو تمتم، وجلدي قشعر من نظرته.
      
      البقية كانوا متفاجئين، بس طنشت ومشيت باتجاه الزباين الجدد.
      
      "راح أحضر الفواتير، عادي أتركچ؟" البنية سألت، وأنا استغليت الفرصة وقريت اسمها بالبطاقة.
      
      كانديس.
      
      "عادي." ابتسمت بخفة، وهي مشت بعيد.
      
      وزّعت المشروبات والطلبات الجدد.
      
      "وحدة ثانية؟" الرجال سألني.
      
      "شنو اسمك؟" سألته.
      
      "ليش؟" استفسر.
      
      "ما أريد أعطيك لقب بعقلي مثل 'ذاك الرجال'." شرحتله.
      
      "گابرييل. ألدين." عدّل قعدته على الكرسي.
      
      "أ-ألدين؟" سمعت قصص عن جيمس ألدين. وسمعت عن گابرييل بعد.
      
      "يبدو مألوف؟" ابتسم، وأنا هززت راسي.
      
      "آه، أشوف التوتر. تريدين مشروب؟" عرض مشروبه، بس أنا هززت راسي بالرفض.
      
      "اهدي حلوة." عيونه تدرجت بدوخة.
      
      حضّرت له مانهاتن ثاني وعطيتله.
      
      بس مسك رسغي فجأة.
      
      "أنا جدي، اهدي شوي. إنتي حلوة هواي حتى تگعدين بهاي الحالة من التوتر." حچاها بهدوء.
      
      "أوكي." هززت راسي.
      
      "حلو." تركني.
      
      "راح أجي هنا هواي، وأتأكد منچ دايمًا. مرّ أسبوع، مستغرب ليش صوتچ بعده ما نطق بالحجي." ركز نظره عليّ.
      
      "وعدت." نطقت بصعوبة.
      
      "زين. لازم أمشي. قربي لهنا؟" طلب، وقربت. سند كوعه على حافة البار، وكرهنه چان قريب هواي.
      
      "خايفة، هه؟ خذي هذي، وإذا حد سألك، عندچ إذني تتجاهليهم أو تگومي بوجهم. ما راح تفصلين عالشغلة." غمزلي وهو يحط ٧٠٠ دولار بإيدي، قبل ما يسحب العلكة من فمه ويرجعها بيدي المفتوحة.
      
      "يبوووه، إنتي سهلة الواحد يحصلچ. خليها بفمچ شوية، لا ترميها عالطريق هالمرة، يا حبّابة. ولما أراسلك، جاوبي. ما راح أجي هالأيام، عندي واحد موشوم زاحف لازم ألحگه. بس ما راح أطلع لحد ما تبدي تمضغينها." ابتسم.
      
      سكّرت فمي فورًا.
      
      "لا تسوين روحة، إذا تمثّلين، راح أخليچ تفقيعين بالونة قدامي." انتظر، وبديت أمضغ العلكة.
      
      ما كان طعمها سيئ، حتى بعد المشروب اللي شربه. بس مجرد الفكرة اللي ضايقتني.
      
      "شغل زين. راح نحچي قريبًا." مشى بعيد، وأنا خزنت ال٧٠٠ دولار بصدري.
      
      ليش دايمًا أخلي نفسي بهالمواقف؟
      
      

      شذى حماد

      shatha_3546

      / العراق

      الأعمال

      الاَراء

      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء