سايلوس بوابة الاعماق - الفصل الرابع

سايلوس بوابة الاعماق 4

2025, سما أحمد

فانتازيا

مجانا

تجد ليا نفسها محاصرة في مكان لا تستطيع الهروب منه، تلاحقها نظرات سايلوس القاتلة ومعاونَيه راين وأرورا. محاولاتها المتكررة للهرب تنتهي دائماً في النقطة ذاتها، وكأنها عالقة في متاهة لا نهاية لها. مع تصاعد التوتر، تبدأ ليا في إدراك أن هؤلاء الكائنات ليسوا بشراً، وأنها ليست مجرد ضيفة... بل أسيرة في لعبة غامضة لا تفهم قواعدها بعد.

ليا

تجد نفسها محتجزة في عالم غامض، تمتلك شجاعة رغم خوفها

سايلوس

الشخصية المسيطرة والمخيفة، يملك قدرات غير مفهومة ويتعامل مع ليا كأنها دمية في لعبته.

راين

شخصية باردة، يتبع سايلوس بإخلاص، غامض ويبدو بلا مشاعر.
تم نسخ الرابط
روايه فانتازيا

 
  
أفاقت ليا من الصدمة التي شلّتها، شعرت بقلبها ينبض بجنون، وكأن عقلها أخيرًا استوعب الخطر الذي يحدق بها. لم تفكر، لم تحاول الفهم، لم تلتفت…

استدارت فجأة، وانطلقت تركض بكل ما أوتيت من قوة!

الهواء مزّق خصلات شعرها، وقدماها كادتا تتعثران على الدرج، لكنها لم تهتم، لم يكن هناك وقت للتردد. كل ما تعرفه أنها يجب أن تخرج من هنا!

راين تابعها بعينيه الباردتين، قبل أن يقول بهدوء وهو ينقل نظره إلى سايلوس:
"سيدي… إنها تهرب."

لكن سايلوس لم يتحرك، فقط راقبها بنظرة باردة، ثم قال بصوت هادئ لكنه ممتلئ بالثقة القاتلة:
"دعها… لن تتمكن من الهرب."

وبحركة سلسة، رفع يده، ثم فرقع بأصابعه.

في لحظة… اختفت "ليا".

لم يتفاجأ راين أو ارورا مما فعله سايلوس، لكن تلك التي ظنت أنها هربت، أو لنقل… تخيلت أنها تهرب، وجدت نفسها فجأة متجمدة في مكانها.

أمامها… كانوا الثلاثة يقفون مجددًا.

عيناها اتسعتا بصدمة.

كيف؟!

كانت تهرب قبل لحظات… كانت تركض!

لكنها الآن… في المكان نفسه الذي هربت منه، تواجه سايلوس مجددًا.

أدارت رأسها بارتباك، قلبها ينبض بجنون، كيف حدث هذا؟ لم يكن هناك أي إحساس غريب، لم يكن هناك أي انتقال، فقط… وكأنها ركضت في دائرة مغلقة دون أن تدرك ذلك.

سايلوس لم يبتسم، لم يُظهر أي تعبير، فقط نظر إليها نظرة جامدة، ثم قال بصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا خفيًا:
"إلى أين كنتِ تعتقدين أنكِ ذاهبة؟"

لم تستسلم…

رغم الصدمة، رغم عدم فهمها لما يحدث، رغم أن عقلها كان يصرخ بأنها عالقة في كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه، إلا أنها حاولت مجددًا.

استدارت وركضت بأقصى سرعة، أقدامها بالكاد تلامس الأرض، الهواء يصفع وجهها، والخوف يغذي عضلاتها، يدفعها للمضي قدمًا… لكن…

في اللحظة التالية، وجدت نفسها أمام الثلاثة مجددًا.

مرة أخرى.

ومرة بعد مرة…

وفي كل مرة…

كان سايلوس، راين، و ارورا يجلسون بهدوء على المقاعد في الحديقة، ينظرون إليها ببرود، بلا أدنى اهتمام، وكأنهم يشاهدون عرضًا سخيفًا لم يعد يثير فضولهم.

وكأنها لم تكن سوى فأر صغير عالق في متاهة، يركض بلا جدوى.

المرة الأخيرة، حين جلبها سايلوس مجددًا، سقطت على الأرض، أنفاسها متقطعة، صدرها يعلو ويهبط بجنون من فرط الجري.

لم تعد قادرة على المقاومة، لم يعد لديها حتى القوة للنهوض…

رفعت يدها باستسلام، أنفاسها مضطربة، ثم همست بصوت متهدج:

"كفى… رجاءً… كفى… لقد تعبت…"

عيناها كانتا تلمعان من الإرهاق، ولكن هناك شيء آخر ظهر في ملامحها… انكسار.

لحظة صمت…

ثم…

ابتسم سايلوس.

لكن ابتسامته لم تكن ساخرة، لم تكن مستفزة… كانت هادئة، غامضة، مزيجًا من الرضا والهيمنة.

نظر إليها بعينيه المتوهجتين، ثم مال برأسه قليلًا وقال بصوت منخفض لكنه اخترق الهواء كالسكين:

"ألم أقل لكِ… لن تتمكني من الهرب؟"

تنفست أماليا بعمق، تحاول تهدئة أنفاسها المتلاحقة بعد كل محاولات الهرب الفاشلة. نظرت إلى الثلاثة الجالسين أمامها في الحديقة، يراقبونها ببرود، وكأنهم لم يكونوا السبب في هذا الجنون الذي تعيشه الآن.

رفعت يدها باستسلام، ثم قالت بلهجة ساخرة ممزوجة بالإرهاق:
"حسنًا، لقد ربحتَ أيها الكائن الغامض! هل هذا ما كنت تريده؟ أخبرني فقط، لماذا تحبسونني هنا؟ لم أفعل شيئًا يستحق ذلك، وبالمناسبة، إن كنتَ تتوقع مني أن أكون ممتنة لأنني ما زلت على قيد الحياة، فدعني أخبرك أنني لم أكن يومًا من محبي الفضائيين... ولا البشر أيضًا."

انفجرت ارورا ضاحكة، تقهقه وكأنها سمعت نكتة مسلية، ثم هزت رأسها قائلة:
"فضائيون؟ يا لكِ من مسلية، حقًا! يا فتاة، لسنا فضائيين، ولسنا بشرًا أيضًا. نحن كائنات أخرى تعيش بينكم، لكننا لا ننتمي لعالمكم."

حدّقت بها أماليا بارتباك، عيناها ضيقتان وكأنها تحاول استيعاب ما سمعته للتو. قالت ببطء:
"ماذا تقصدين؟"

تدخل راين بصوته الهادئ الرتيب، نبرته كانت خالية من أي مشاعر واضحة:
"باختصار، لن نؤذيكِ. ولستِ حبيسة كما تظنين."

رفعت حاجبها بتحدٍّ وسألت بحدة:
"أوه حقًا؟ إذن لماذا لا أستطيع المغادرة؟ لماذا أعود لنفس المكان في كل مرة أحاول فيها الهرب؟"

لم يُجبها راين مباشرة، فقط تبادل نظرة جانبية مع سايلوس قبل أن يعود بنظره إليها ويقول بهدوء:
"لأنكِ ضيفة سيدنا، وليس من عادة الضيوف أن يهربوا من مضيفهم."

ارتجفت أماليا للحظة، شعور غريب زحف على جسدها مع كلماته. لم تكن مرتاحة على الإطلاق.

بلعت ريقها بصعوبة، ثم تمتمت بصوت منخفض:
"ومَن هو سيدُك؟"
 


لم يرد راين بالكلمات هذه المرة، بل رفع يده وأشار مباشرة إلى سايلوس.

في تلك اللحظة، وكأن شيئًا غير مرئي في الجو تغيّر...

أحست أماليا ببرودة غريبة تسري في عروقها وهي تحدق في الرجل الواقف أمامها، مَن يُفترض أنه "سيدهم". لم يكن ينظر إليها مباشرة، بل كان يراقبها بهدوء، كأنه ينتظر منها أن تدرك الحقيقة بنفسها.

أماليا، وعلى الرغم من كل إرهاقها، لم تستطع منع نفسها من التفكير...

نظرت أماليا إلى سايلوس بعينين متسعتين، جسدها لا يزال على الأرض، إرهاقها واضح، لكنها لم تكن مستعدة للاستسلام بهذه السهولة. أخذت نفسًا عميقًا، ثم سألت بصوت مرتجف لكنه يحمل بعض التحدي:

"لماذا أكون ضيفتك، سيدي؟"

وقف سايلوس بثبات، نظراته باردة، قبل أن يميل رأسه قليلاً، ويبتسم بسخرية خفيفة:
"لأنني أريد ذلك."

ثم تابع، صوته أصبح أكثر حدة، وكلماته نزلت عليها كالصاعقة:
"في الواقع، لقد كنتِ محقة... أنتِ لستِ ضيفتي، بل حبيستي."

شعر كل من ارورا و راين بالدهشة، نادراً ما يفصح سايلوس عن نواياه بهذا الوضوح، لكنه الآن قالها بكل بساطة، وكأن الأمر محسوم منذ البداية.

أما أماليا، فقد اتسعت عيناها بصدمة، ثم صرخت بغضب:
"لقد قلت إنني لستُ حبيسة!"

رفعت يدها وأشارت إليه بحدة، جسدها يرتجف من الغضب:
"اسمع أيها الوحش المقزز! لن أكون حبيستك هنا! هل تعتقد أنني وحدي في هذا العالم؟ لديّ شخص سيأتي ليأخذني منك! زوجي المستقبلي لن يتركك دون أن يكسر عظامك!"

ما إن أنهت كلامها حتى ضحك سايلوس...

ضحكة لم تكن مجرد سخرية، بل كانت عميقة، داكنة، كأنها تنبع من ظلمة لا نهاية لها.

رفعت أماليا حاجبها، متوترة من ردة فعله، لكنها رغم ذلك هزت رأسها وأكدت بثقة عمياء:
"نعم! حبيبي سيأتي ليكسر عظامك!"

لكن سايلوس لم يتوقف عن الضحك، بل ازداد ضحكه، حتى بدأ صدى صوته يتردد في المكان، طاقة غريبة تملأ الجو.

نظر مساعداه إليه بقلق، فهذه الضحكة ليست عادية... إنها الضحكة التي عادةً ما تعني أن شخصًا ما على وشك البكاء... ولكن ليس بدموع، بل بدماء.

ثم، فجأة، توقف عن الضحك تمامًا. عاد إلى جموده المعتاد، عينيه الحادتين تركزتا على أماليا بحدة قاسية.

"صغيرتي..." قال بصوت منخفض لكنه يحمل وزنًا ثقيلًا، "ذلك الحبيب الذي تزعمين أنه سيأتي ليكسر عظامي... مشغول الآن بكسر شيء آخر تمامًا."

نظرت إليه أماليا بارتباك، لم تفهم ما يقصده. "ماذا تعني؟"

رفع سايلوس يده، ولوّح بأصابعه، ليظهر أمامها مشهد ثلاثي الأبعاد، صورة واضحة تمامًا...

كانت الشاشة تعرض كايل، حبيبها الذي وثقت به، لم يكن يبحث عنها، لم يكن قلقًا عليها، بل كان... في أحضان أختها ميرا.

أماليا جمدت مكانها، جسدها فقد كل قوته، تنفست بصعوبة، عيناها كانتا تتابعان المشهد أمامها وهي غير قادرة على تصديقه.

همس سايلوس بصوت خافت، لكنه اخترق أذنيها كالسيف:
"إن لم تصدقيني... شاهدي بنفسك.

كانت المشاهد أمام أماليا أشبه بكابوس لا ينتهي. كل شيء رأته تجاوز حدود الخيانة، بل تحول إلى قذارة لا تطاق. لم تكن مجرد خيانة عاطفية، بل كانت خيانة متجذرة، مخطط لها منذ البداية، خيانة جعلت معدتها تنقلب وأطرافها ترتجف.

عيناها امتلأتا بالدموع، لكنها لم تستطع حتى البكاء. كانت في حالة صدمة، جسدها متصلب، أنفاسها بطيئة وغير منتظمة، وكأن عقلها يرفض تصديق ما يراه.

لكن سايلوس لم يكتفِ بذلك...

"إن لم تصدقي بعد، فإليكِ المشهد الآخر."

لوّح بيده مجددًا، ليظهر أمامها مشهد جديد...

فيه كان كايل يقف عند حافة القارب، يسكب الزيت على السطح بهدوء مريب، نظراته خبيثة، وكأن ما يفعله مجرد خطوة بسيطة في خطته الكبرى. لم يكن الأمر مجرد حادث، لم يكن مجرد سوء حظ، بل كان مدبرًا منذ البداية.

ثم ظهر مشهد آخر... كايل يجلس مع ميرا، يضحكان بسخرية، يتحدثان بصوت منخفض، لكن كل كلمة كانت كالسكين التي تمزق قلب أماليا أكثر.

"أتعلمين؟ لقد كانت غبية جدًا، صدقت كل شيء بسهولة." قالها كايل بابتسامة متكلفة.

"بالطبع، لقد خططنا لهذا منذ البداية، أليس كذلك؟" ردت ميرا، وهي تميل نحوه بمرح.

"بالضبط، كان عليّ فقط أن أجعلها تقع في حبي، ومن هناك... كل شيء أصبح أسهل."

ثم، بصوت أكثر خبثًا، تابع:
"بمجرد أن تموت، ستكون ممتلكاتها لنا. لا شيء سيقف في طريقنا بعد الآن."

أماليا شهقت بصوت مكتوم، جسدها ارتجف بعنف، وأخيرًا، انهمرت دموعها دون سيطرة. لم يكن مجرد خيانة، بل كان استغلالًا، مؤامرة كاملة ضدها.

رفعت يدها ببطء إلى فمها، تحاول كتم شهقاتها، لكنها لم تستطع.

عندها، تراجع المشهد ليعود سايلوس إلى الواجهة، عاقدًا ذراعيه، ملامحه جامدة كالصخر.

"إن كنتِ لا تصدقينني، فلكِ الحق في ذلك." قال بصوت هادئ لكنه قوي. "لكن فكري قليلًا... لماذا أكذب عليكِ؟ ماذا سأستفيد من خداعك؟"

تراجعت أماليا خطوة للوراء، عقلها لا يزال يترنح بين التصديق والإنكار.

ثم، بابتسامة لم تحمل أي مشاعر، أضاف سايلوس:
"لقد كشفت لكِ هذا لأنني... طيب القلب."

لحظة صمت تلت كلماته، قبل أن تتبادل فليريون و راين النظرات بدهشة واضحة.

"ماذا؟!" تمتمت ارورا بصوت منخفض، تحدق في سيدها وكأنها سمعت للتو شيئًا مستحيلًا.

أما راين، فاكتفى برفع حاجبه ببطء، وكأنه يحاول تحليل تلك الجملة التي لا تتناسب أبدًا مع الشخص الذي يعرفه.

سايلوس؟ طيب القلب؟ يهتم بالآخرين؟

كان الأمر مثيرًا للسخرية أكثر من أي شيء آخر.

اقترب سايلوس ببطء، عيناه تتابعان دموع أماليا المنهمرة، نظراتها المكسورة، والرجفة التي اجتاحت جسدها الصغير. لم يتردد لحظة، مدّ يديه وسحبها برفق إلى صدره، حيث غمرها في عناق دافئ.

كانت أماليا في تلك اللحظة كطفلة ضائعة وجدت أخيرًا مأوى لها. شعرت بحرارة جسده، ذلك الدفء الرهيب الذي لم تعرفه من قبل، وكأنه يحميها من العالم القاسي. بدلاً من التراجع، تشبثت به أكثر، دفنت وجهها في صدره، وانهارت تمامًا.

ظلت تبكي، دموعها تُبلل قميصه، بينما تتمتم بكلمات محطمة، متألمة:

"الكل خائن... الكل مخادع... الكل غشاش... لا أحد يهتم بي!"

صوتها كان يرتجف، وكان كل حرف يخرج منها مليئًا بالمرارة.

"يعتقدون أنني مجرد أوزة تبيض لهم ذهبًا كل يوم! لا أحد يرى أنني إنسانة... أنني أستحق الفرح ولو قليلًا! الكل لعين... اللعنة عليهم جميعًا!"

بدأت تضرب صدر سايلوس وكتفه بقبضتيها المرتعشتين، لكنها لم تكن ضربات مؤذية، بل كانت أقرب لطفلة غاضبة تحاول إخراج ألمها بأي وسيلة. ومع كل ضربة، كانت تشدّ عليه أكثر، تتشبث به كأنه آخر ملجأ لها.

لكن سايلوس لم يبتعد، لم يتضايق... بل بالعكس.

مرر يده على شعرها بحنان غير متوقع، ثم همس لها بصوت دافئ، قوي لكنه مطمئن:

"لا تبكي على الحثالة، صغيرتي... كلهم حثالة."

شدها أكثر إلى صدره، وكأنه يريد أن يحميها من كل ما آلمها.

"ألم تخبركِ والدتكِ من قبل؟ قالت لكِ إنكِ قوية، شجاعة... قالت لكِ ألا تدعي أحدًا يكسرُكِ، أليس كذلك؟"

تشنجت أماليا عند ذكر والدتها، وتدفقت المزيد من الدموع من عينيها المتورمتين.

"انظري إلي، صغيرتي..." أمسك سايلوس وجهها بلطف، رفع ذقنها ليجبرها على النظر في عينيه.

"إن كنتِ تعتقدين أنه لا أحد يهتم بكِ... فأنتِ مخطئة."

نظرت إليه أماليا، عيناها الواسعتان كانتا مليئتين بالحزن، لكنها رأت فيه شيئًا لم تجده من قبل...

الدفء. الحنان. الاهتمام.

"أنا هنا." تابع بصوت هادئ لكنه قاطع. "أنا، أملاكك، حراسي... كل شيء بين يديكِ. أنتِ ملكي... وأنا ملككِ."

توقف لوهلة، ثم أضاف ببطء، نبرته خطيرة، لكنها مغرية بطريقة غريبة:

"إن كنتِ تريدين قتلهم جميعًا، فقط أشيري بيدكِ الجميلة تلك..."

أمسك يدها المرتعشة، ورفعها نحو شفتيه، ثم طبع قبلة لطيفة على ظهرها.

تسارعت أنفاس أماليا، ولم تعرف كيف ترد. نظرت إليه، عيناها المنتفختان تبحثان عن إجابة، عن تفسير لهذا الدفء الغريب الذي تشعر به.

كان سايلوس... مختلفًا.

كان خطيرًا، لكنه كان الشخص الوحيد الذي شعرت معه بالأمان.

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي