روايه مدرسه المراهقين - الفصل الثالث
مدرسة المراهقين
2025, كاترينا يوسف
كورية
مجانا
في هذا الفصل، انضمت البطلة إلى فريق الكورال بعد اجتيازها الاختبار بنجاح، لتصبح واحدة من بين عشرين فتاة سيشاركن في الحفلة القادمة. تم الإعلان عن أول تدريب مشترك مع فريق الآلات الموسيقية، حيث سيعملون على مزج أصواتهم مع عزف الجيتار والمندولين.
كاترينا
تحاول التأقلم مع المدرسة الجديدة رغم صعوبة اللغة، وتتمتع بشخصية خجولة لكنها فضولية.أعضاء الكورال
مجموعة من الفتيات المشاركات في الغناء ضمن الفريق.أنيا
صديقتها المقربة، دائمًا تدعمها وتشجعها.
- الفصل الثالث أنا ابتسمت وقلت: "وأنا كمان عندي حاجة أحكيها!" كنت لسه حاسة بدقات قلبي السريعة من اللي حصل مع الولد المصري، لدرجة إن صوتي كان فيه رجفة بسيطة. أنيا قربت مني في الباص وعيونها بيلمعوا من الفضول: "إيه؟ قولي بسرعة، شكلك متوترة!" حسيت إني سخنت وأنا بفكر في اللحظة اللي جريت فيها بعيد عنه، كانت حاجة غريبة… مزيج بين الإحراج والانجذاب، وكأنني حاسة بحاجة شداني ناحيته غصب عني. قربت من أنيا وهمست لها: "فاكرة الولد اللي شوفته في الفصل؟ طلع مصري!" عيونها وسعت، وقالت بدهشة: "إيه ده بجد؟! كلمك؟" "آه… بس أنا لخبطت الدنيا وكسفت وجريت!" أنيا قعدت تضحك، وأنا حسيت إن الدم تجمع في خدي أكتر. بس الحقيقة… رغم كسوفي، كان جوايا شعور غريب، شعور مخدر كده، كأن لمجرد إني شفته واتكلمت معاه، في حاجة اتغيرت جوايا. وأنا قاعدة في الباص، فكرت في عيونه… كانوا غامقة وهادية، فيها حاجة ساحرة، حاجة خلتني أبص له وأحس إني عايزة أفهمه أكتر. أنا عمري ما حسيت بالشعور ده قبل كده، قلبك يكون بيضرب بسرعة، وإحساس غريب بيسري في جسمك، كأنك بتواجه حاجة جديدة، ممتعة بس مرعبة في نفس الوقت. وأنا قاعدة بفكر، الباص وقف عند بيتنا، وودعت أنيا بسرعة قبل ما أدخل. طول الليل وأنا مش قادرة أشيل صورته من دماغي، افتكرت نظراته، طريقته وهو بيبص لي… يا ترى هو حس بنفس الإحساس؟ غمضت عيني وحاولت أنام، لكن الشعور اللي جوايا كان عامل زي نار بتهدى وتشتعل تاني كل ما افتكر تفاصيله تاني يوم في المدرسة، صحيت وأنا مقررة إني مش هسيب اليوم يعدي كده. لازم ألاقي طريقة أخليه يلاحظني، يتكلم معايا، يحس بوجودي. قعدت قدام المراية وأنا بسرّح شعري، عدلت في شكلي، حطيت لمسة بسيطة من ملمع الشفايف، حسيت إن قلبي بيضرب بسرعة وأنا بتخيل اللقاء اللي هيحصل النهاردة. في الفصل، كنت قاعدة في مكاني، وعيوني بتدور عليه بين الطلاب. كان قاعد في آخر الصف، مركز مع الدرس، لكن كل شوية كنت بلاحظ عيونه بتروح ناحية الشباك، كأنه سارح في عالم تاني. قررت أجرب أول خطة... رميت القلم بتاعي ناحية طاولته، بس شكله كان في دنيا تانية، لا خد باله ولا حتى بص حواليه. حسيت بالإحباط، بس مفيش مشكلة، عندي خطة تانية. بعد الحصة، وأنا خارجة من الفصل، مشيت بطريقة محسوبة، وكأنها صدفة بحتة، لحد ما خبطت فيه. الصدمة كانت خفيفة، بس كفاية عشان يحس بيا. رفعت راسي بسرعة، لقيت عيونه الغامقة بتبص لي بدهشة، وكأنها بتحاول تفهم اللي حصل. "آه، آسفة… مكنتش واخدة بالي." قلتها بصوت مهزوز، وأنا ببلع ريقي، أحاول أخبي ارتباكي. هو فضل ساكت للحظة، بعدين ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة وقال: "عادي، حصل خير." صوته كان دافي، في نبرة هادية، بس كان فيها حاجة شدتني أكتر. فضلت واقفة مكاني لحظة، مش عارفة أقول إيه، وقفت في مكاني، وقلبي بيدق بجنون. حسيت بجسمي دافي بطريقة غريبة، كأني حاسة بلمسته رغم إننا حتى مكناش قريبين كفاية رجعت مكاني وأنا بحاول أهدي نفسي، بس الحقيقة، كنت عارفة إن ده مجرد بداية… ------------------- لقيت أنيا جاية ناحيتي بحماس وقالت: "عندي حصة موسيقى، هتيجي معايا؟" بصيت لها بتردد، بس في الآخر قلت: "أه، ليه لأ!" دخلنا قاعة الموسيقى، وكان فيها بيانو كبير وستايندات نوتات موسيقية متوزعة في كل مكان. المدرس وقف قدامنا بابتسامة هادية وقال: "النهاردة هنبدأ بالكورال الصوتي، عشان نسمع الأصوات ونختار مين اللي هينضم لفريق الكورال." الطلاب وقفوا في صفوف، وكل واحد بدأ يغني مقطع صغير. بعض الأصوات كانت جميلة جدًا، وبعضها كان عادي، وأنا كنت متوترة جدًا. حسيت بإيدي بتعرق، خصوصًا لما دور أنيا جه. صوتها كان ناعم وموزون، والمدرس ابتسم وقال: "صوتك جميل جدًا، عندك فرصة كويسة." وبعدين جه دوري... خدت نفس عميق، وحاولت أفكر في أي أغنية أعرفها. بدأت أغني بصوت هادي في الأول، لكن لما لقيت المدرس بيهز راسه بإعجاب، اتشجعت وزودت ثقتي في نبرتي. لما خلصت، كان في لحظة صمت، وبعدها سمعت تصفيق خفيف. المدرس قال لي بابتسامة واسعة: "صوتك مميز جدًا، وبيوصل الإحساس. مبروك، تم اختيارك لفريق الكورال!" اتسعت عيناي من الفرحة، وبصيت لأنيا اللي كانت بتضحك وهي بتزغرط بطريقة كوميدية. كنت فرحانة جدًا، مش مصدقة إن صوتي عجبهم! حسيت بطاقة مختلفة، وكأن أخيرًا لقيت حاجة أقدر أكون مميزة فيها. المدرس وقف قدامنا بعد ما خلصنا الاختبارات وقال: "مبروك لكل اللي تم اختيارهم! فريق الكورال مكوّن من 20 بنت، وإنتم دلوقتي جزء من فريق الموسيقى الخاص بالمدرسة." بصينا لبعض بحماس، وأنا كنت لسه مستوعبة إن صوتي كان كفاية عشان أكون ضمن الفريق. المدرس كمل: "هنبدأ تدريباتنا من الأسبوع الجاي، وهيتم توزيعكم مع بقية الفريق الموسيقي اللي بيعزفوا الجيتار وآلات تانية، لأنكم هتشتغلوا سوا كفريق واحد. الهدف إننا نقدم عرض متكامل للحفلة اللي هتكون الشهر الجاي." أنيا همست لي: "إحنا في حفلة رسمية؟ ده معناه هنبقى على المسرح قدام المدرسة كلها!" اتوترت شوية، بس في نفس الوقت حسيت بالحماس. فكرة إني أغني قدام جمهور كبير كانت تخوفني، لكن في نفس الوقت، كان عندي فضول أجرب. المدرس وزع علينا ورق النوتات الموسيقية وقال: "كل واحدة تبدأ تحفظ دورها، هنحتاج نتدرب كويس جدًا عشان يكون أدائنا احترافي." مسكت الورقة وبصيت للكلمات، وكنت متحمسة أكتر من أي وقت فات! المدرس قال بحماس: "بكرة هيكون أول تدريب مشترك مع فريق الآلات الموسيقية. الشباب اللي بيعزفوا الجيتار والمندولين هيكونوا معانا عشان نبدأ نوزن الكلمات مع الموسيقى، ونتأكد إن الأداء متكامل للحفلة الجاية." بصيت لأنيا اللي كانت مبتسمة بحماس، وقالت: "أنا متحمسة أشوف مين بيعزف! دايمًا بحس إن الموسيقيين عندهم كاريزما خاصة." ضحكت وقلت لها: "وأنا كمان عندي فضول أعرف مين فيهم هيكون كويس فعلاً!" خرجنا من القاعة، وقلبي كان بيدق بحماس وترقب للي هيحصل بكرة…