مدرسه المراهقين - الفصل الثاني
مدرسة المراهقين
2025, كاترينا يوسف
كورية
مجانا
تبدأ كاترينا في التأقلم مع مدرستها الجديدة، حيث تتعرف على زملائها وتواجه تحدي التواصل باللغة الكورية. يثير انتباهها طالب مصري فتقرر التحدث معه، لكن خجلها يجعلها تهرب بسرعة بعد أول جملة. ينتهي اليوم الدراسي وهي تشعر بمزيج من الحماس والارتباك، بينما تستقل الباص مع صديقتها أنيا، متشوقة لسماع ما لديها من أخبار.
كاترينا
تحاول التأقلم مع المدرسة الجديدة رغم صعوبة اللغة، وتتمتع بشخصية خجولة لكنها فضولية.مينجي
الطالبة الكورية المسؤولة عن الطلاب الجدد في فصل كاترينا، ودودة وتساعدها على التأقلم مع الجو الدراسي.الطالب المصري
شاب غامض يلفت انتباه كاترينا في الفصل، مما يدفعها لمحاولة الحديث معه، لكنه يسبب لها ارتباكًا وخجلًا شديدًا.
- الفصل الثاني وأنا قاعدة جنب أنيا في الباص، كنت بحاول أتمالك نفسي وما أبانش متوترة، بس الحقيقة إني كنت مرعوبة. المدرسة الجديدة، الناس اللي مش عارفاهم، اللغة اللي مش بفهم منها غير كلمات بسيطة... كل حاجة كانت بتحسسني إني دخلة مغامرة مجهولة. الباص وقف قدام مدرستي، والطلاب بدأوا ينزلوا بسرعة. أنيا بصتلي وقالتلي: "Don’t worry، أول يوم دايمًا بيكون غريب، بس بعدين كل حاجة هتبقى عادية." أنا أخدت نفس عميق ونزلت من الباص، ووقفت قدام المدرسة أبص عليها. كانت كبيرة جدًا، مبنى حديث ومرتب، والطلاب كلهم كانوا لابسين نفس اليونيفورم، شعرهم مهندم، وبيمشوا بسرعة كأن عندهم مليون حاجة يعملوها. دخلت من البوابة، وقلبت في ورقة الجدول اللي معايا عشان أشوف فين فصلي. "2-B"، تمام، المفروض ألاقيه فين دلوقتي؟ وأنا ماشية في الممر، سمعت صوت حد بينده باسمي، بس طبعًا بنطق كوري: "كاتورينا-شي!" استدرت بسرعة، لقيت بنت كورية واقفة بابتسامة لطيفة. كانت قصيرة شوية، شعرها أسود ناعم، وعنيها واسعة. "أوه، هاي!" هي ضحكت وقالت: "أنا مينجي، المسؤولة عن الطلاب الجداد في فصلك. لو محتاجة أي مساعدة، قوليلي." أنا ارتحت شوية، وقلت: "شكراً جدًا! أنا لسه بحاول أفهم كل حاجة هنا." مينجي أشارت لي إني أمشي وراها، وبدأنا ندخل جوه المدرسة لحد ما وصلنا الفصل. لما دخلت، حسيت بعيون كتير بتبص عليا. طبعًا، أنا الجديدة، والأجنبية كمان، فكان طبيعي إني أكون محط أنظارهم. مينجي وقفت قدام الفصل وقالت للمدرسة: "دي كاترينا، الطالبة الجديدة من مصر. أتمنى تساعدوها." المدرسة ابتسمت وقالتلي: "أهلاً بيكي، كاترينا. ممكن تعرفي الطلاب عن نفسك؟" أنا حسيت إني اتجمدت في مكاني. أتكلم كوري؟ ولا إنجليزي؟ طب أقول إيه؟ "آه، أنا كاترينا، مصرية، وجيت هنا بسبب شغل أمي... وأنا لسه بتعلم كوري، فممكن أكون بطيئة شوية." ضحكت بخجل، والطلاب بعضهم ضحكوا برضه، بس مش بسخرية، أكتر كأنه ترحيب. المدرسة أشارت لي على كرسي فاضي في آخر الفصل، جنب بنت كورية تانية كانت لابسة نظارة وبتكتب ملاحظات في كراسة صغيرة. وأنا قاعدة، سمعت صوت خبط خفيف على الطاولة. بصيت جنب، لقيت البنت اللي جنبي مبتسمة بخفة وقالت: "أنا جيون. لو احتجتي حاجة، قوليلي." أنا ابتسمت: "شكراً يا جيون." الحصة الأولى كانت رياضيات، والشرح كله كان بالكوري طبعًا. كنت بحاول أفهم أي حاجة، بس عقلي كان بيترجم الجملة الأولى لحد ما المدرس يكون وصل للفقرة الثالثة. جيون لاحظت ده، وقربت مني شوية وهمست: "أنا هكتب لك ملاحظات بالإنجليزي لو حبيتي." أنا فرحت جدًا، وهمست لها: "إنتي ملاك!" جيون ضحكت، وكملت تكتب، وأنا كنت حاسة لأول مرة من يوم ما جيت كوريا إن اليوم ممكن يعدي بسلام. لكن للأسف، الهدوء ما استمرش طويل... وأنا قاعدة بحاول أركز في الدرس، حسيت بنظرات غريبة عليا. حاولت أتجاهلها، بس في لحظة، لما رفعت عيني بسرعة، لقيته. ولد من آخر الفصل كان باصص عليا بطريقة غريبة، كأنه بيحاول يفهمني أو يقرر حاجة في عقله. كان شعره بني غامق وعينيه ضيقة شوية بس فيها لمعة غريبة. أول ما عينينا تقابلوا، هو بسرعة رجّع نظره للسبورة، بس أنا كنت متأكدة إنه كان بيراقبني طول الوقت. قضيت باقي الحصة بحاول أركز، بس كل شوية كنت أحس بنظراته عليا. مين الولد ده؟ وليه حاسسني كأني شيء غريب لازم يتحلل؟ لما رفعت عيني وبصيتله، اكتشفت حاجة ما كنتش متوقعاها… هو ما كانش كوري! ملامحه كانت مختلفة عن باقي الطلاب، بشرته أغمق شوية، وشعره مش ناعم زيهم، كان شكله... مصري؟! حسيت بقلبي يدق أسرع، مش بس من المفاجأة، لكن كمان من إحساس غريب بالراحة. مصري؟ هنا؟ في المدرسة دي؟ هو بيعمل إيه؟ ليه ما حدش قال لي إن فيه طالب عربي هنا؟ والأهم... ليه كان باصص عليا بالطريقة دي؟ أول ما عينينا تقابلوا، شفت في عيونه حاجة معرفتهاش، كأنه كان متفاجئ زيي، بس بسرعة رجّع نظره للسبورة وكمل يكتب كأن مفيش حاجة حصلت. لكني كنت متأكدة إنه لاحظني من أول لحظة دخلت الفصل. فضلت بقية الحصة أحاول أركز، بس دماغي كانت مليانة أسئلة عنه. أول ما الجرس ضرب، قررت إني لازم أعرف هو مين… أول ما خلصت الحصة، جمعت حاجتي بسرعة قبل ما يختفي وسط الزحمة. وقفت جنب طاولته وهو كان لسه بيحط الكراسات في شنطته. أخدت نفس وقلت بحذر: "إزيك؟" هو وقف لحظة، وبعدين رفع راسه وبصلي… عيونه اتوسعت شوية، وكأن السؤال فجأة خبط فيه. للحظة، حسيت إني عملت حركة غبية، يمكن ما فهمش الكلمة، يمكن مش مصري أصلاً، يمكن... بس قبل ما أفقد الأمل، ابتسم ابتسامة خفيفة وقال: "إزيك!؟ معقول؟ إنتي مصرية؟" في اللحظة دي، حسيت بفرحة غريبة، كأني كنت تايهة في مكان بعيد وفجأة لقيت حد من أهلي. هو كان لسه بيتكلم، صوته فيه نغمة اندهاش وفرحة: "معقول! أول مرة أقابل حد مصري هنا! أن—" بس أنا ما استنيتش، فجأة حسيت إني لغبط الدنيا… إزاي أقف أكلم ولد أنا أصلاً ماعرفوش؟ وإزاي كمان أقول له إني فرحانة كده بكل بساطة؟! الإحراج سخن وشي، وحسيت بإيدي بتعرق… مفيش تفكير، مفيش تخطيط، بس رجلي اتحركت لوحدها. جريت! بجد، جريت كأني عاملة مصيبة! خرجت بسرعة من الفصل، ولا بصيت وراي، حتى وأنا سامعة صوته بس ماوقفتش… فضلت ماشية بسرعة لحد ما دخلت الحمام وأقفلت الباب ورايا. سندت على الحيط، وقلبي بيدق بسرعة. "يا نهار أبيض… إيه اللي أنا عملته ده؟!" ---------------- عدلت لبسي بسرعة قدام المراية في الحمام، حاولت أظبط شعري وأتأكد إن شكلي مش باين عليه إني كنت بجري من حاجة. خدت نفس عميق وقررت أنسى اللي حصل، أو على الأقل، أحاول أتصرف كأن ماحصلش حاجة. خرجت ورجعت للفصل كأني كنت رايحة أشرب مية عادي، ولقيت جيون واقفة عند الباب مستنية. أول ما شافتني، رفعت حواجبها وقالت: "إنتي كويسة؟ فجأة اختفيتي!" ضحكت ضحكة متوترة وقلت: "آه، كنت محتاجة لحظة بس." هي بصت لي كأنها مش مقتنعة، بس ما سألتش أكتر. اليوم عدى، وبعد ما جرس آخر حصة رن، لمّيت حاجتي بسرعة وروحت أدور على أنيا. لقيتها مستنياني عند بوابة المدرسة، ووشها فيه ابتسامة كأنها كانت هتحكي لي حاجة مهمة. "يلا بينا؟" سألتها وأنا بحاول أبان طبيعية. هي هزّت راسها وبدأنا نمشي سوا للباص. وأنا طالعة، بصيت بسرعة على الممر الجانبي… يمكن، بس يمكن، أشوف الولد المصري تاني. بس ماكانش هناك. حسيت براحة غريبة، وفي نفس الوقت… إحساس صغير بالإحباط. ركبت الباص جنب أنيا، وهي بصت لي وقالت: "أحكي لك على حاجة غريبة حصلت النهاردة؟" أنا ابتسمت وقلت: "وأنا كمان عندي حاجة أحكيها!"
لو عجبتنا الروايه بعد تكملتها ممكن نعرضها على فريق العمل الفني وممكن نتفاوض في الحقوق عادي ؟؟
ردحذفروعه اوى اوى بجد
ردحذف