خبايا الحرم الجامعي - حب وعلاقات توكسيك

خبايا الحرم الجامعي

2025,

رومانسية

مجانا

رئيسة اتحاد الطلبة. بتلاقي حياتها الهادية بتتقلب لما بتظهر "بيكي"، المشاغبة اللي بتكسر القواعد وبتتفوق في كل حاجة. بيكي، اللي بتظهر بعبقريتها في الدراسة والملاكمة، بتستفز فريـن وبتلعب عليها ألعاب بتشدها وتضايقها في نفس الوقت. بالرغم من إن فريـن بتحاول تتجاهلها، بيكي بتصمم إنها تكسر جدار البرود بتاع فريـن وتكتشف اللي وراه.

فريـن

رئيسة اتحاد الطلبة. الأولى على قسم إدارة الأعمال. عندها حائط نفسي قوي حوالين نفسها بسبب تجربة شخصية مؤلمة مع والدها، وده اللي خلاها قليلة الكلام ونادرًا ما بتبتسم

بيكي

عبقرية ومتفوقة أكاديميًا، لدرجة إنها الأولى على قسم القانون. بالإضافة لذكائها، بيكي ملاكمة أسطورية ومحدش قدر يغلبها في الجامعة، سواء من البنات أو الولاد. بيكي شخصية جريئة ومستفزة، وبتستمتع بأنها "تستفز" فريـن وسينت. عندها فضول كبير ناحية فريـن، ومقتنعة إن ورا وشها البارد ده فيه حاجة مخبية، وبتسعى بكل طاقتها إنها تكتشفها

سينت

ملاكم تاني في الجامعة، وبيعتبر نفسه الأفضل بين الشباب، لكنه دايمًا بيقع في مقارنة مع بيكي اللي بتتفوق عليه. هو معجب بفريـن وبيدعمها، وبيحاول يكسب إعجابها، لكن أسلوبه بيكون تقليدي ومابيعرفش يوصلها زي بيكي. بيتضايق جدًا من تصرفات بيكي وبيشوفها بنت مدلعة ومغرورة، وده بيخليه يدخل معاها في مناوشات دايمًا.
تم نسخ الرابط
خبايا الحرم الجامعي - حب وعلاقات توكسيك

قعدت "فريـن" في مكانها المعتاد ورا المكتب الكبير الدهبي بتاع رئيسة مجلس اتحاد الطلبة.
الأوضة، اللي شبابيكها واصلة من الأرض للسقف وتصميمها شيك ومودرن، كانت مراية لجامعة IDF نفسها – مرموقة، نضيفة، وبتخوف أي حد يدخلها. الطلبة كانوا بيسموا المكان ده "أوضة العرش"، وده كان دليل على القوة اللي رئيسة اتحاد الطلبة كانت ماسكاها جوه الجامعة.

جامعة IDF ماكانتش أي جامعة وخلاص – دي كانت أحسن جامعة في تايلاند. متصنفة رقم واحد في الدراسة، والمرافق، والسمعة، وبتجذب أذكى الناس وأغنى الأغنياء. الجامعة كانت بتتباهى بمبانيها العالية وتكنولوجيتها المتطورة، ومكتبة على أعلى مستوى، وجناين واسعة شكلها عامل زي ما تكون بتاعت قصر مش مؤسسة تعليمية. الجامعة كانت بتشتغل زي المكنة اللي زيّتها مظبوط، وعلى رأس اتحاد طلبتها كانت "فريـن" – باردة، هادية، وبتسيطر على الكل.

فريـن كانت في سنتها التانية، بس كانت خلاص رسخت نفسها كـ"ملكة النحل"، لقب لا هي سعت له ولا رفضته. الطلبة كانوا بيحترموا سلطتها؛ والمدرسين كانوا بيعتمدوا على دقتها. ومع قوتها في إنها تحدد الأحداث، والإجراءات التأديبية، وحتى توزيع الميزانية، تأثير فريـن كان واصل لمدى واسع وكبير. ومع ذلك، بالرغم من مركزها وسيطرتها، فضلت لغز بالنسبة لمعظم الناس.

صحباتها، "نام"، و"كيت"، و"نوي"، و"هينج"، كانوا الوحيدين اللي شافوا لمحة من شخصيتها اللي تحت وشها البارد ده، بس حتى هما كانوا عارفين إن في خط مكنوش يقدروا يتعدوه. فريـن مكنتش بتتكلم كتير عن حياتها الشخصية، ونادرًا ما كانت بتبتسم. صحباتها كانوا دايمًا بيهزروا إن آخر مرة شافوها مبتسمة كانت غالبًا وهي بتتولد. وبالرغم من إنهم كانوا قريبين، فريـن كانت دايمًا محافظة على مسافة بينهم – حاجز مش باين بس دايمًا موجود.

"المفروض تبتسمي أكتر، عارفة؟" قالت "نام" في يوم كده عادي وهما قاعدين في مكتب اتحاد الطلبة بعد مواعيد الدراسة.
نظرة فريـن فضلت ثابتة على كومة الورق اللي قدامها. "ليه؟"
نام سندت لورا في كرسيها، وقلبت عينيها بمرح. "عشان الناس ممكن تبطل تفتكر إنك مصنوعة من التلج."
كيت، اللي كانت قاعدة قريب منها ومربعة رجليها، ضحكت بصوت واطي. "صحيح. كل طلبة الجامعة مرعوبين منك. قصدي، هما بيحترموكِ، بس برضه... ممكن تبقي أقرب شوية."
فريـن أخيرًا رفعت وشها من الورق، تعابيرها باردة وبعيدة زي ما هي. "إني أبقى أقرب مش في وصف وظيفتي."
نوي، اللي كانت بتسمع في هدوء، زودت: "آه، طيب، ده ممكن يخلي الأمور أسهل ليكي. مش كل الناس عاوزة تأذيكي يا فريـن."
شفايف فريـن شدت على بعض. الكلمات جرحتها أكتر مما هتعترف. كانت عارفة إن صحابها يقصدوا خير، بس هما مكنوش فاهمين. هما ما عاشوش حياتها. ميعرفوش إحساس إن أبوك يسيب حياتك من غير ما يفكر لحظة، ويسيب وراه عيلة متكسرة وثقة متدمرة في الحب. من اليوم ده، فريـن بنت حيطانها – قوية، عالية، ومحدش يقدر يعديها.
صحباتها سابوا الموضوع، حسوا بتغير مزاجها. كانوا اتعلموا مع الوقت إن الضغط على فريـن في أمورها الشخصية عمره ما بيجيب نتيجة كويسة.

الجامعة كانت بتشتغل زي مكنة صارمة ومنظمة، وواحدة من أهم – وأتعب – واجبات فريـن كانت إنها تتعامل مع قائمة العقوبات اليومية. القايمة كانت بتيجي في مواعيدها كل صبح، بتفاصيل المخالفات المختلفة اللي الطلبة ارتكبوها اليوم اللي قبله. المدرسين كانوا بيعتمدوا عليها في إنها تطبق العقوبات بالعدل، وفريـن كانت بتاخد المسؤولية دي بجدية.

كانت معروفة إنها صارمة بس عادلة. المخالفات البسيطة، زي التأخير على المحاضرة أو الكلام وقت الشرح، عادة كانت بتجيب معاها واجبات – تنضيف الحمامات، دعك ملعب الكورة، أو مساعدة مدرس. المخالفات الكبيرة كانت بتوصل لحبس أو، في الحالات الصعبة، فصل. الطلبة كانوا عارفين إن فريـن مابتتحملش الكسل، أو المشاغبة، أو التحدي، ومع ذلك، كان في اسم بيظهر في القايمة دي كل يوم تقريبًا: "بيكي ريبيكا باتريشيا أرمسترونج".

فريـن بصت على قايمة النهارده، مادتش أي اهتمام لما شافت الاسم في أولها.
"طبعًا،" فريـن تمتمت لنفسها، تعابيرها الباردة زادت قسوة. "بيكي أرمسترونج. تاني."

بيكي كانت مشهورة في جامعة IDF. كأصغر فرد في عيلة أرمسترونج – أغنى عيلة في تايلاند – بيكي كانت مصدر مشاكل دايم، بس مش بطريقة البنت المدلعة اللي الناس ممكن تتوقعها. في حين إن معظم الطلبة كانوا بيفترضوا إنها مجرد وريثة غنية بتعمل فوضى للمرح، فريـن كانت شاكة إن في حاجة أكتر ورا تصرفات بيكي. بس هي ما اهتمتش إنها تعرف. كل اللي فريـن كانت شايفاه بنت بتضيع إمكانياتها ومابتحترمش القواعد.
مخالفة النهارده مكنتش حاجة غريبة. بيكي كانت حطت لبان على كرسي المدرس، وده عمل فوضى في نص المحاضرة لما الأستاذ اللي حظه وحش قعد.

فريـن اتنهدت، متضايقة أصلًا من فكرة إنها هتضطر تتعامل مع حركات بيكي المعتادة. وهي بتعدي على باقي الأسماء، سمعت خبط على الباب.
من غير ما تستنى إذن، الباب اتفتح، وظهرت هي – بيكي ريبيكا باتريشيا أرمسترونج، واقفة بابتسامتها المميزة، شعرها الأشقر سايب على كتفها، لابسة يونيفورم الجامعة كأنه أحدث موضة.






"صباح الخير، يا ريسة فريـن،" قالت بيكي بابتسامة كسولة، ودخلت المكتب وكأنها صاحبته.

فريـن ما كلفتش خاطرها ترفع وشها من ورقها. "متأخرة."

"عارفة، عارفة،" بيكي لوحت بإيدها بإهمال، ورمت نفسها على الكرسي اللي وش مكتب فريـن. "بس أنا هنا دلوقتي، مش كده؟"

الأوضة حست إنها صغرت بوجود بيكي فيها. طاقتها كان مستحيل تتجاهل، بس فريـن كانت بقت ماهرة في إنها تقفل على ده.

"لبان على كرسي المدرس؟" سألت فريـن ببرود، صوتها مافيهوش أي إحساس. "إنتِ فقتي نفسك."

"أقول إيه؟ بزهق في المحاضرة،" قالت بيكي وهي بتضحك. "وبصراحة، بيبقى مضحك شوية لما أشوف المدرسين بيتنرفزوا."

عينين فريـن أخيرًا رفعت، وقابلت نظرة بيكي بنظرة ممكن تجمد النار. "بتلاقي إنك تضيّعي وقت الناس حاجة مضحكة؟"

ابتسامة بيكي اهتزت شوية تحت نظرة فريـن، بس بسرعة استعادت نفسها، وميلت لقدام على المكتب بلمعة مشاغبة في عينيها. "بلاقيها مضحكة لما تبقي جدية وباردة كده."

فريـن تجاهلت المغازلة، ورجعت تركز في الورق اللي على مكتبها. "يومين شغل في الجنينة. مع أستاذ يانج."

بيكي اتنهدت بصوت عالي، ورمت نفسها بشكل درامي في كرسيها. "الجنينة؟ بجد؟ بكره المكان ده! كله حشرات."

"يبقى يمكن تفكري مرتين قبل ما تخالفي القواعد تاني،" ردت فريـن ببرود. "هتبلغي أستاذ يانج الساعة ٧ الصبح بكرة. متتأخريش."

بيكي، من غير ما يفرق معاها، ميلت لقدام تاني، صوتها بقى واطي أكتر وبنبرة مرحة. "إنتِ عارفة يا فريـن، ممكن نعمل صفقة. مش هيفرق معايا التنضيف... لو انضميتي لي."

تعابير فريـن ما اتغيرتش. "ما بعملش صفقات مع اللي بيخالفوا القواعد."

"يا ستي،" بيكي ساومت، وعينيها بترقص بمكر. "متقوليش إنك مش فضولية شوية تعرفي عني. قصدي، لازم تعترفي، بتحبي تشوفي اسمي في القايمة دي. زي هدية صغيرة كل صبح."

قبضة فريـن على القلم زادت، بس رفضت إنها تخلي بيكي تستفزها. "اطلعي يا بيكي."

بيكي رفعت إيديها كأنها مستسلمة، وقامت من كرسيها وغمزت. "ماشي، ماشي. همشي. بس متوحشنيش أوي. هتشوفيني بكرة... بدري بدري في الجنينة."

ابتسمت ابتسامة أخيرة قبل ما تخرج بتمايل من المكتب، وسابت الباب موارب وراها.

أول ما بيكي مشيت، فريـن زفرت ببطء، وعينيها رجعت للقائمة اللي قدامها. بيكي أرمسترونج كانت كل حاجة فريـن مابتحبهاش – متهورة، مدلعة، وباين عليها إنها مالهاش أي هم في الدنيا. ومع ذلك، كان عندها حضور ما يتنكرش، وحضور فريـن لقت صعوبة إنها تتجاهله مهما حاولت.

بس فريـن مكنش عندها وقت للمشتتات. عندها جامعة تديرها وسمعة تحافظ عليها. ومهما كانت بيكي عنيدة، فريـن مكنتش هتسمح لنفسها إنها تنزل حذرها.
 
 
 
 
 
 
 
 دراعين بيكي كانت وجعاها، صوابعها مليانة طين، بس مسحت العرق من جبينها بابتسامة نصر. واجب الجنينة كان مرهق، بس هي رفضت تبيّن أي علامات ضعف، لا قدام أستاذ يانج وبالذات مش عشان فريـن. بعد ساعات من تقليم الشجر، وتنظيف أحواض الورد من الحشائش الضارة، ونقل التربة، أخيرًا خلصت. وقفت مستقيمة، طقطقت صوابعها، ورمت شنطة ضهرها على كتفها.

بالرغم من شكلها اللي مابيهمهاش حاجة، بيكي مكنتش من اللي بيتراجعوا عن الشغل الصعب. طاقتها كانت مالهاش حدود تقريبًا، وحتى بعد صبح طويل في الجنينة، كانت جاهزة تكمل باقي اليوم. بصة سريعة على ساعتها فكرتها إن عندها يا دوب وقت تلحق محاضراتها بعد الضهر.

الطلبة اللي كانوا ماشيين في ممرات جامعة IDF كانوا بيبصولها بفضول وإعجاب، زي ما كانوا بيعملوا دايمًا. بيكي أرمسترونج كانت معروفة بحاجات كتير – ثروة عيلتها، وشخصيتها المتمردة – بس كانت معروفة بحاجة تانية كمان: موهبتها اللي مالهاش مثيل في الرياضة، بالذات الملاكمة. ومع إن الناس ممكن تفكر فيها كبنت مدلعة، محدش يقدر ينكر قدراتها الجسدية. أندية الرياضة كانوا بيتكلموا عنها كأنها أسطورة، واسمها كان مرادف للانتصار.

بيكي خلصت محاضراتها الباقية بسهولة، بتاخد ملاحظات وبتشارك لما يكون ضروري، بس دماغها كانت خلاص في اللي جاي – حصة الملاكمة بتاعتها. دي كانت متنفسها، المكان الوحيد اللي تقدر تطلع فيه كل الطاقة والمشاعر المكبوتة اللي بتكتمها جواها. ولما جرس النهاية رن، بيكي كانت أول واحدة تطلع من قاعة المحاضرات، بتفكر خلاص في إحساس قفازاتها، الصوت المعتاد للكمات وهي بتضرب الواقيات، والأدرينالين اللي بيجري في عروقها.

مجمع الرياضات في جامعة IDF كان من أروع المرافق في البلد. الهوا دايمًا كان مليان طاقة، سواء كان صوت الكور اللي بتتنطط بإيقاع، أو صرخات اللعيبة وهما بينظموا لعبهم في ملعب الكورة، أو التركيز الهادي للطلبة وهما بيتدربوا على التنس. بس كان في أوضة واحدة مختلفة عن الباقي – صالة الملاكمة، بيت بيكي التاني.

اللحظة اللي بيكي دخلت فيها الصالة، حست بالاندفاع المعتاد. الحيطان كانت مزينة ببوسترات ملاكمين أسطوريين وصور لأبطال سابقين. جزء واحد من الأوضة كان مخصص لبيكي بالكامل. حيطة شخصية معروض عليها إنجازاتها: ميداليات، كؤوس، وصور مؤطرة لمبارياتها اللي كسبتها، سواء على مستوى الجامعة أو من طفولتها. بيكي كسبت ٧٣ مباراة في حياتها، ١٩ منهم في جامعة IDF في أول سنة ليها بس. كانت بتلعب مباراة أو اتنين كل شهر، والنتيجة دايمًا كانت واحدة – النصر. اسمها بقى مرادف للتميز في الحلبة.

غيرت بسرعة لبس الملاكمة، ورمت يونيفورمها في دولابها، وربطت قفازاتها وهي ماشية ناحية الحلبة. بيلي باتشانون، مدربها الخاص، كان مستنيها أصلًا وإيديه متكتفة. بيلي ماكانش أي مدرب وخلاص – هو كان من الأحسن، بطل ملاكمة سابق في حد ذاته. عنده ٣٠ سنة، كان صغير لمدرب، بس مسيرته اتقطعت بسبب إصابة. مابقاش يقدر ينافس، فبيلي بقى مدرب عشان يفضل متواصل مع الرياضة اللي بيحبها. كان يعرف عيلة بيكي بقاله سنين، وكصديق ريتشي، أخوها، المقرب، كان بيفتخر تدريبها بشكل خاص.

عينين بيلي ضيقت وهو بتقرب. "إنتِ متأخرة،" قال بنبرته اللي مفيهاش هزار المعتادة، بالرغم من إن كان في ابتسامة خفيفة على شفايفه.

بيكي قلبت عينيها وهي بترمي شنطتها على كرسي قريب. "٣ ثواني بس،" قاطعته، ودخلت الحلبة وهي بتتنطط بخفة على رجليها. "كنت بخلص ملاحظاتي."

"٣ ثواني زيادة عن اللزوم،" رد بيلي بسرعة، دراعاته دلوقتي متغطية بواقيات سميكة. "سخني الأول. مش عاوز أي أعذار لو حصلت لك حاجة."

بابتسامة، بيكي طاعته، وبدأت في روتين الإحماء بتاعها. مدت دراعاتها ورجليها، لفت رقبتها، وعملت كام لفة حوالين الصالة. ولما خلصت، حست عضلاتها بتفك، والتوتر بتاع اليوم بيختفي. أول ما خلصت، رجعت الحلبة، جاهزة للشغل.

بيلي رفع إيديه، والواقيات مربوطة كويس. "تمام، وريني القوة دي. ماتمسكيش نفسك."

بيكي مكنتش محتاجة تتقالها مرتين. اندفعت لقدام، وقبضتها عملت صوت "تخ" مريح وهي بتلمس الواقي. بيلي رجع لورا خطوة، وامتص الضربة بتمتمة.

"كويس،" تمتم، وظبط وقفته تاني. "دلوقتي، تخيلي إن ده وش خصمك."

شفايف بيكي اتلوت في ابتسامة. "عايزني أوقعهم من أول لكمة؟" قالتها بسرعة قبل ما ترمي لكمة قوية تانية هزت دراع بيلي كله.

"بالظبط،" بيلي أومأ براسه، وراح على جنب وهي كملت بسلسلة لكمات سريعة. "قوتك مبهرة، بس متعتمديش على ده بس. استخدمي سرعتك، وحركة رجلك. راوغيهم قبل ما تسحقيهم."

الاتنين دخلوا في إيقاع – لكمة، تفادي، رد، لكمة تاني. حركات بيكي كانت سلسة، قوية، ودقيقة. اتحركت برشاقة راقصة، بس كل لكمة كانت بترميها كان فيها قوة ممكن تكسر عضم. مش مستغرب إنها عمرها ما خسرت مباراة.

مع استمرار التدريب، بيكي نست نفسها في الاندفاع المعتاد للأدرينالين والتركيز. كل لكمة كانت أقوى من اللي قبلها، كل حركة أدق. بيلي كان بيضغط عليها أكتر، بينادي تعليمات، وبيكي كانت بترد من غير ما تفوت أي حاجة.

اتدربوا أكتر من ساعة، وفي الآخر، جسم بيكي كان بيلمع بالعرق، بس مكنتش تعبانة. هي بتزدهر في لحظات زي دي. قدرتها على التحمل مالهاش مثيل – ممكن تكمل ساعات لو احتاجت.

"حصة كويسة،" بيلي قال أخيرًا وهي بيكي بترمي آخر لكمة، ورجعت لورا تاخد نفسها. "بتقوي كل يوم."

قبل ما بيكي ترد، لاحظت حركة من طرف عينها. شخصيتين واقفين قريب من مدخل الصالة، بيتفرجوا عليهم. عرفت واحدة منهم على طول – فريـن ساروشا تشانكيمها. رئيسة مجلس اتحاد الطلبة كانت واقفة وإيديها متكتفة، وتعبير مجهول على وشها، نائبتها وصديقتها المقربة، "نام"، واقفة جنبها.

عينين نام وسعت وهي بتبص على بيكي في الحلبة. "يا إلهي، هي مش معقولة،" نام تمتمت، وباين عليها إنها مبهورة. "ماكنتش أعرف إنها بالروعة دي. بصي على حركاتها!"

نظرة فريـن فضلت باردة ومش مهتمة، بالرغم من إن عينيها رفرفت لحظة وهي بتبص على أداء بيكي. "كويسة،" فريـن قالت بفتور، صوتها مافيهوش أي إحساس. "مش حاجة مميزة."

نام بصتلها باستغراب. "مش حاجة مميزة؟ بتهزري؟ هي أحسن من معظم الولاد في الفريق! بصي على اللكمات دي – دي قوة جبارة."

فريـن هزت كتفها، وتعبير وشها ثابت. "لو كانت بتقضي وقت في المذاكرة زي ما بتقضي في الملاكمة، يمكن ماكنتش هتبقى في مشاكل طول الوقت."

بيكي، وهي بتسمع الكلام، ماقدرتش تتمسك بابتسامة خفيفة وهي بتشوف عين فريـن. بتحب التحدي، وموقف فريـن اللي مابيهمهاش ده كان بيستفزها حرفيًا عشان تثبتلها إنها غلطانة.

"مستمتعة بالفرجة، يا آنسة الرئيسة؟" بيكي نادت، وساندة بلامبالاة على حبال الحلبة.

عينين فريـن ثبتت على بيكي، بس تعبير وشها فضل بارد. "أنا هنا للتفتيش، مش للترفيه،" قالت، صوتها حاد زي دايمًا.

نام، لما حست بالتوتر، كحت بخجل. "يمكن المفروض نمشي، صح يا فريـن؟"

فريـن أومأت براسها بإيجاز. "أيوه. عندنا أماكن تانية نفحصها."

من غير أي كلمة تانية، فريـن لفت وخرجت من الصالة، نام ماشية وراها بنظرة حيرة خفيفة. بيكي بصت عليهم وهما ماشيين، ابتسامتها لسه مكانها، بالرغم من إن حاجة في تصرف فريـن البارد ده شدت فضولها. هي ماكنتش متعودة إن الناس تتجاهلها بالسهولة دي.

"دي صعبة أوي،" بيلي علّق، وهو بيلاحظ التبادل القصير اللي حصل بين بيكي وفريـن.

بيكي ابتسمت، ومسحت العرق من جبينها. "ده اللي بيخليها ممتعة."









الممر اللي بره لوح الإعلانات كان مليان حركة، والطلبة متجمعين حواليه، وكل واحد منهم بيشوف نتيجته بشغف. بالنسبة لطلبة سنة تانية، دي كانت لحظة كانوا مستنيينها بفارغ الصبر. أول نتائج ليهم في الجامعة أخيرًا اتعلقت، وفي حين إن البعض كان بيتململ بتوتر، كان فيه تانيين بيمسحوا القوائم بحماس وابتسامات واثقة، متأكدين من أدائهم.

فريـن ساروشا تشانكيمها، بقى، ماكانتش من ضمنهم. هي كانت عارفة إيه المتوقع. كانت الأولى على قسم إدارة الأعمال، زي ما الكل كان متوقع. ماكانش في داعي إنها تتزاحم مع باقي الطلبة. بدل من كده، كانت قاعدة بهدوء في الكافيتريا، بتشرب قهوتها المثلجة من غير سكر. صحابها، نام، كيت، نوي، وهينج، كانوا قاعدين حواليها، بيتكلموا بحماس وهما بيبصوا على تليفوناتهم من وقت للتاني، مستنيين أخبار من الطلبة اللي عند لوح الإعلانات.

"فريـن، إنتِ الأولى على إدارة الأعمال تاني، صح؟" سألت كيت، وهي بتبصلها بابتسامة فاهمة.
فريـن أومأت براسها بخفة، وشها مفيش عليه أي تعبير. "زي ما كان متوقع."
هينج ضحك. "طبعًا. محدش يقدر يكسبك في إدارة الأعمال. رئيسة اتحاد الطلبة لازم تفضل في القمة، صح؟"
لكن الكلام اتغير بسرعة لما بدأت همهمات تنتشر في الممر، وبعدها بشوية، موضوع اليوم مابقاش بس عن إنجاز فريـن.

"سمعتوا؟" قالت نوي، وهي بتبص على تليفونها وبتقرا الشتات في جروبات الطلبة. "باين إن في مفاجأة في قسم القانون."
نام رفعت حاجبها. "مفاجأة؟ نوع إيه المفاجأة دي؟"
"حد مش متوقع طلع الأول على قسم القانون. الناس بتقول إنه مش واحد من المتفوقين دراسيًا المعتادين."
قبل ما فريـن تسأل أكتر، مجموعة من الطلبة دخلوا الكافيتريا، بيتكلموا بحماس بين بعض.
"مش معقول!" واحد منهم قال. "بيكي أرمسترونج؟ كنت عارف إنها وحش في قسم الرياضة، بس طلعت عبقرية في الدراسة كمان؟"

المجموعة قعدت على ترابيزة قريبة، ولسه بيتكلموا عن نجاح بيكي غير المتوقع. "هي مش بس الأفضل في الملاكمة، دي كمان الأولى على قسم القانون. محدش كان يتوقع ده."
نام كادت تتخنق وهي بتشرب. "استني، إيه ده؟" قالت، وشها مزيج من عدم التصديق والفضول. "بيكي؟ نفس البنت اللي بتقضي نص وقتها في الحبس والنص التاني في الملاكمة؟ هي الأولى على قسم القانون؟"
نوي سندت لورا في كرسيها، وباين عليها إنها مصدومة زيها بالظبط. "كنت أتوقع أي حاجة إلا كده. كنت فاكراها مشغولة أوي بإنها تحط لبان على كراسي المدرسين وتتغيب عن المحاضرات عشان تذاكر بجد."
هينج ابتسم. "البنت دي مليانة مفاجآت. مين عارف، يمكن تكون شاطرة في كل حاجة سراً."
كيت ضحكت، وهي بتهز راسها بعدم تصديق. "لازم يكون عندها جانب عبقري سري محدش يعرف عنه. يعني بجد، ملاكمة، رياضة، ودلوقتي دراسة؟ إيه تاني مخبياه؟"
نام رفعت حاجبها بشك. "بتقوليلي إنها شاطرة في الملاكمة، والدراسة، وغالبًا أكتر؟ ده... نوعًا ما مش عدل، مش كده؟"

قبل ما أي حد يرد، صوت جديد قطع كلامهم – أعلى، أكتر ثقة، ومشاغب بشكل واضح.
"مجهودك ده راح على الفاضي يا سينت."
الرؤوس لفتت عشان تشوف بيكي ريبيكا باتريشيا أرمسترونج، واقفة على بعد كام خطوة ومعاها صحابها إيرين ونوب. ابتسامة بيكي المميزة كانت مرسومة على وشها، وعينيها بتلمع بمرح.

"شايف، فريـن مابتحبش تشرب شاي بلبن سكره ١٠٠٪." نبرة بيكي كانت مرحة، بس كان فيها حدة، وكأنها بتستمتع باستفزاز سينت.

المجموعة كلها لفت ناحية الصوت، ماعدا فريـن اللي فضلت هادية. اللي اتكلم كان سينت، واقف جنب ترابيزتهم بابتسامة شماتة على وشه.
سينت كان معاهم في نفس الدايرة بقاله سنين، بالرغم من إن أصحاب فريـن ماكانوش بيحبوه أوي. كانوا بيستحملوا وجوده عشان صداقته الطويلة مع فريـن، بس الكل كان عارف إنه بيحمل ليها مشاعر أكتر من مجرد صداقة. كان مفتون بيها سنين، وبالرغم من برودها معاه، عمره ما استسلم.

سينت كان أحسن ملاكم ذكر في الجامعة – ده اللي كان بيحب يفكر فيه. في حين إنه كان موهوب بلا شك، إنجازاته كانت بتتغطى بشخص واحد: بيكي أرمسترونج. المقارنة كانت حتمية، وده كان بيحبط سينت بشكل لا نهائي. عمره ما واجه بيكي في الحلبة، بس الطلبة كانوا دايمًا بيتهامسوا إنهم لو اتقابلوا، بيكي غالبًا هتدمره. هي كانت، بعد كل حاجة، undefeated (محدش غلبها) ضد منافسين من الرجال والنساء.

نام اتنهدت، وقلبت عينيها شوية. "سينت، متتكلمش في الموضوع ده."
بس سينت تجاهلها، وتركيزه كله كان على فريـن. "أهلاً يا فريـن،" حيّاها، وابتسامة واسعة انتشرت على وشه. "جبتلك حاجة."
مد إيده في الشنطة اللي كان ماسكها وطلع كوباية شاي بلبن كبيرة، وحطها بهدوء قدام فريـن. "ده شاي بلبن سكره ١٠٠٪، من المحل اللي بتحبيه. فكرت إنك هتستمتعي بيه بعد إنجازك الكبير النهارده."
فريـن يا دوب بصت على المشروب، وشها مفيش عليه أي تعبير زي دايمًا. "شكرًا،" تمتمت، صوتها كان خالي من أي حماس.
قبل ما الصمت المحرج يقعد، صوت تاني قطع الجو – أعلى، أكتر ثقة، ومشاغب بشكل لا يخطئ.
"مجهودك ده راح على الفاضي يا سينت."
الرؤوس لفتت عشان تشوف بيكي ريبيكا باتريشيا أرمسترونج، واقفة على بعد كام خطوة ومعاها صحابها إيرين ونوب. ابتسامة بيكي المميزة كانت مرسومة على وشها، وعينيها بتلمع بمرح.
"شايف، فريـن مابتحبش تشرب شاي بلبن سكره ١٠٠٪." نبرة بيكي كانت مرحة، بس كان فيها حدة، وكأنها بتستمتع باستفزاز سينت.







سينت قبض إيديه، وباين عليه إنه متضايق. "ده مالوش دعوة بيكِ يا بيكي."
"أوه، بس ليه دعوة،" بيكي ردت بسرعة، وخطت خطوة أقرب. "مابحبش أشوف مجهود الناس يروح على الفاضي. خسارة بجد."
من غير ما تستنى رد، بيكي خطفت الكوباية من قدام فريـن وخدت شفة طويلة، ومبالغ فيها. طقطقت شفايفها بشكل درامي، مستمتعة بالطعم قبل ما تبص لسينت بصة مقصودة.
"همم، مش سكر ١٠٠٪،" قالت، نبرتها بتسخر. "هو ٥٣٪ تقريبًا. شكل صاحب المحل كدب عليك."
فك سينت شد، بس قبل ما يرد بغضب، بيكي لفت لفريـن، وحطت الكوباية بهدوء في إيدها، صوابعها لمست جلد فريـن ثانية زيادة عن اللزوم.
"متقلقيش يا حلوة،" بيكي قالت، صوتها بقى واطي وأكتر حميمية. "طعمها حلو. أنا كمان زودتلها طعم فراولة. استمتعي."
فريـن بصت في الكوباية اللي في إيدها، اتفاجئت بجرأة بيكي. صحابها، في الوقت ده، كانوا قاعدين مصدومين، بيتفرجوا على المشهد في صمت تام.
بابتسامة خفيفة أخيرة، بيكي لفت ومشيت بتمايل، وصحابها ماشيين وراها قريب. وهي خارجة، بصت لسينت بصة جانبية، ابتسامتها وسعت أكتر. "حظ أوفر المرة الجاية يا بطل."

مفاصل صوابع سينت ابيضت وهو قابض إيديه على جنبه. وشه احمر من الغضب اللي مكنش قادر يخفيه وهو بيبص على بيكي وهي بتختفي ورا الركن. المقارنة بينه وبين بيكي حاجة، بس إنها تذله قدام فريـن والكل كان كتير أوي.
"الحقيرة دي،" سينت تمتم تحت نفسه، صوته مليان سم.
الكل على الترابيزة فضل ساكت للحظة، مصدومين لدرجة إنهم ماقدروش يقولوا حاجة. ولما نام أخيرًا لقت صوتها، بدأ التوتر يتفك.
"تمام،" نام قالت، وهي بترمش وكأنها بتحاول تستوعب اللي حصل. "ليه شكلها كان حلو كده دلوقتي؟"
فريـن بصتلها بصة حادة، بس ماقالتش حاجة. ماقدرتش تفهم ليه بيكي عملت الحركة دي، ومحبتش ده. سينت وبيكي الاتنين كان عندهم غرور بيضايقها، ومواقفهم كانت شبه بعض أكتر مما أي واحد منهم ممكن يدرك. الفرق الوحيد إن بيكي بطريقة ما كانت بتعرف تستفزها بطرق سينت عمره ما يقدر يعملها.

سينت، لسه بيغلي، بص لفريـن، بيأمل في أي طمانينة أو دعم. سينت شاف فريـن ماسكة المشروب "مش هتشربيه بجد، صح؟" سأل، نبرته مزيج من عدم التصديق والإحباط.
فريـن بصت على الكوباية اللي في إيدها، وعقلها لسه بيعيد كلام بيكي. من غير ما تفكر كتير، رفعت الكوباية لشفايفها وخدت شفة بطيئة. طعم الفراولة بتاع مرطب شفايف بيكي كان خفيف، بس اختلط تمامًا مع الشاي باللبن. بلعت وحطت الكوباية تاني على الترابيزة، وشها مفيش عليه أي تعبير زي دايمًا.
عينين سينت وسعت بعدم تصديق. "إنتِ بتشربيه بجد؟" صوته كان حاد، وإحباطه مكنش قادر يخفيه.
فريـن مسحت طرف بقها وردت بهدوء، "مش وحش." هي بس عايزاه يمشي ويسبها في حالها.
نام، نوي، كيت، وهينج بصوا لفريـن وكأنها لسه عاملة أسوأ فعل فاضح. حقيقة إن فريـن مارمتش المشروب، والأكثر صدمة، إنها مابدتش متضايقة من حركة بيكي الجريئة، خلاهم كلهم في حالة صدمة.
سينت، بقى، ماكانش بس مصدوم – كان غضبان جداً. قبضته شدت أكتر، وحس بحرارة الغضب بتعلى في صدره. "هي بتلعب بيكِ يا فريـن،" قال، بيحاول يستعيد سيطرته على الموقف. "بيكي دايمًا بتتصرف كده – بتفتكر إنها ممكن تيجي وتتصرف كأنها صاحبة المكان. هي متكبرة ومدلعة. إنتِ أحسن من كده."
تعبير فريـن فضل جامد، زي دايمًا. "ده مالوش دعوة بيك. " وش فريـن كان بارد زي التلج دلوقتي. كانت مستعدة ترمي كام كلمة.
نام، حست بالتوتر، حاولت تهدي الوضع. "يا عم سينت، ماتضايقش نفسك أوي كده. مش بيكي حطت سم في المشروب ولا حاجة."
بس سينت ماكانش بيسمع خلاص. ماقدرش يتحمل إزاي بيكي دايمًا بتبين إنها أحسن منه، بالذات قدام فريـن. كان معجب بفريـن سنين، وبالرغم من برودها، كان دايمًا بيصدق إنها، في النهاية، هتشوفه الراجل المثالي – قوي، ذكي، ومخلص ليها. بس بعدين بيكي ظهرت فجأة، وبتكسر كل القواعد ولسه بتعرف تطلع في المقدمة.
"هي فاكرة إنها أحسن من الكل بس عشان هي شاطرة في الملاكمة ودلوقتي باين إنها شاطرة في الدراسة كمان،" سينت تمتم بظلمة. "بس هي مش مميزة."
نام رفعت حاجبها. "والله، هي طلعت الأولى على قسم القانون، ومحدش غلبها في الملاكمة، حتى الرجالة." ترددت قبل ما تضيف، "قصدي، الناس بتقول إنها ممكن حتى تكسبك يا سينت."
عينين سينت ولعت عند تعليق نام. "هي عمرها ما اتخانقت معايا."
هينج، وهو ساند لورا في كرسيه، ضاف بعفوية، "يمكن المفروض تتحداها بقى."









الاقتراح ده فضل معلق في الهوا للحظة. الكل كان عارف إن بيكي هي أحسن ملاكمة في جامعة IDF. كانت مسيطرة على أي منافس، راجل أو ست، وسمعتها كانت مالهاش منافس. بس سينت عمره ما واجهها بشكل مباشر، ومن جواه، كان عارف إن الطلبة دايمًا بيقارنوا بين الاتنين، وبيتساءلوا مين هيكسب لو اتقاتلوا.

"يمكن هعمل كده،" سينت قال، صوته كان واطي بشكل خطر.

الباقيين بصوا لبعض، مش متأكدين لو سينت بيتكلم بجد ولا مجرد بيخف. فريـن، بقى، فضلت ساكتة، وشها مفيش عليه أي تعبير وهي بتاخد شفة تانية من الشاي باللبن بتاعها. ريحة بيكي – فراولة ومشاغبة – كانت باين إنها متعلقة في الهوا، وفريـن كرهت إزاي البنت دي بتعرف تعمل مشاكل بالسهولة دي.

بس قبل ما الكلام يتطور أكتر، أبواب الكافيتريا اتفتحت تاني، وموجة جديدة من الطلبة دخلت، وده شتت انتباه الكل عن اللحظة المتوترة دي.

في نفس الوقت، بيكي وصحابها وهما ماشيين في الساحة اللي بره الكافيتريا، ماقدرتش تتمسك بإحساس بالرضا. حركتها الصغيرة نجحت بالظبط زي ما خططت. النظرة على وش سينت لما خطفت الشاي باللبن كانت مالهاش تمن، وعدم رد فعل فريـن كان مثير للاهتمام. كانت متوقعة رد فعل أكبر – غضب، ضيق، أي حاجة – بس فريـن دايمًا كانت مسيطرة أوي، وصعب أوي إنك تقراها. ده بس خلى بيكي عايزة تدفع حدودها أكتر.

"ده كان جريء منك يا بيك،" إيرين قالت، وهي بتزق صاحبتها. "إنتِ بجد بتعرفي تستفزيه."
بيكي ابتسمت. "سينت سهل أوي تستفزيه. ده ممل تقريبًا."
نوب ضحك. "إنتِ أكيد حافظاه. بس إيه رأيك في فريـن؟ هي ما منعتكيش إنك تاخدي المشروب."
ابتسامة بيكي وسعت. "فريـن دي صعبة. ما أفتكرش إنها بتكرهني زي ما بتتصرف."
إيرين رفعت حاجبها. "إنتِ بجد فاكرة كده؟ هي باين عليها إنها مش مهتمة بأي حد."
"هي دي الفكرة،" بيكي ردت، وعينيها بتلمع بمكر. "فريـن مخبية حاجة. محدش يقدر يكون بالبرود ده طول الوقت. أنا هقدر أكسر الجدار البارد ده. مسألة وقت بس."
إيرين ضحكت، وهي بتهز راسها. "إنتِ مجنونة يا بيكي."
"يمكن،" بيكي قالت، وهي بتهز كتفها بمرح. "بس إيه هي الحياة من غير تحدي صغير؟"

في الكافيتريا، سينت لسه ما هداش. قبضته كانت مشدودة أوي لدرجة إن مفاصل صوابعه كانت بتبيض، وعينيه كانت ثابتة على المكان اللي بيكي كانت واقفة فيه من لحظات.

"مش مصدقها،" تمتم تحت نفسه. "مش مهم هي شاطرة إزاي في الرياضة أو الدراسة – هي مجرد بنت غنية مدلعة تانية فاكرة إن القواعد مابتنطبقش عليها."
فريـن أخيرًا اتكلمت، صوتها هادي بس حاد. "إنتَ بتبالغ يا سينت."
"أبالغ؟" رد بحدة. "هي أهانتني قدام الكل. وهي بتعمل كده بقالها أسابيع. دايمًا لازم تكون الكلمة الأخيرة ليها، دايمًا لازم تكون مركز الاهتمام."
نام قاطعت، بتحاول تمنع الأمور تخرج عن السيطرة. "يمكن بيكي بس... يعني، بتغازل. هي كده."
سينت هز راسه. "هي مش بتغازل. هي بتحاول تخليني أبدو ضعيف قدام فريـن." هو بيتكلم كأن فريـن مش موجودة.
نام رفعت حاجبها. "أفتكر إنك واخد الموضوع بشكل شخصي أوي."
سينت بصلها بغضب بس ما ردش. إحباطه كان أقل بكتير له علاقة بالشاي باللبن أو بمغازلة بيكي وأكثر له علاقة بحقيقة إنه مهما عمل، فريـن فضلت باردة وبعيدة، في حين إن بيكي عرفت تدخل أي موقف وتسيطر عليه بسهولة.
فريـن، لما حست بالتوتر بيزيد، وقفت. "عندي شغل في مكتب اتحاد الطلبة." مسكت شنطتها، وسابت الشاي باللبن وراها.
نام، نوي، كيت، وهينج بصوا لبعض وهما بيبصوا على فريـن وهي بتمشي، سايباهم في صمت محرج.

سينت، لسه بيغلي، تمتم لنفسه. "هخليها تندم إنها فكرت تتعدى حدودها معايا."

فريـن وهي في طريقها لمكتب اتحاد الطلبة، أفكارها رجعت للمشهد اللي في الكافيتريا. جرأة بيكي كانت... مثيرة للاهتمام. مافيش إنكار إن بيكي مختلفة عن أي حد تاني في الجامعة. على عكس سينت، اللي دايمًا كان بيسعى لموافقة فريـن بطرق متوقعة ومضايقة في أحيان كتير، بيكي باين عليها إنها بتستمتع بتحدي التوقعات. ده كان حاجة بتضايق وفي نفس الوقت – بالرغم من إنها عمرها ما هتعترف بكده – مثيرة للاهتمام.

بس فريـن مكنش عندها وقت للمشتتات. عندها مسؤوليات، وسمعة لازم تحافظ عليها، ومفيش أي اهتمام باللعب في ألعاب بيكي.
على الأقل، ده اللي قالت لنفسها.
 

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء