سفينة الحب الكورية - رواية رومانسية

سفينة الحب الكورية

2025,

رومانسية

مجانا

بنت غنية ومدلعة مجبرة تروح رحلة عمل بحرية مملة مع عيلتها. بالرغم من حياتها المرفهة، إيرين بتكره كل حاجة حواليها، خصوصاً مقارنات أهلها ليها بأختها المثالية جيسو. بتكتشف إنها مثلية ومخبية ده عن الكل. وفي وسط الملل ده، بتقابل كانج سولجي، نادلة بريئة وخرقاء بتلفت انتباه إيرين بشدة، وبتخليها تحس بمشاعر غريبة عمرها ما حستها قبل كده.

إيرين

نطوائية ومحدش بيفهمها صح. بتكره الروتين والملل وبتحس إن أهلها بيفضلوا أختها عليها. عندها مشاعر مثلية مخبياها ومحدش يعرف عنها حاجة.

جيسو

أخت إيرين الصغرى. هي مثالية في كل حاجة، طالبة شاطرة ومحبوبة ومنفتحة. دايماً بتحاول تكون قريبة من إيرين وتفهمها، حتى لو إيرين بتعاملها ببرود.

كانج

النادلة البريئة والخرقاء اللي بتشتغل على المركب. بتلفت نظر إيرين بجمالها وملامحها الحادة، وبتسبب لإيرين مشاعر جديدة ومختلفة.
تم نسخ الرابط
سفينة الحب الكورية

سفينة الحب الكورية
تحذير: الرواية دي وحشة ومقرفة، متقراهاش، أنا حذرتك!

دي أول رواية كاملة ليا عن سيلرين (وفيها جينسو، تشايليسا، وجويري).

أنا متحمسة أوي وأنا بكتبها. كنت عايزة أبعد عن أجواء ثانوي وأتجه لحاجة أكبر شوية. كنت في الأصل مخططة أكتب قصة عن سيلرين قبل "ميلك" بس الفكرة معجبتنيش فلغيتها. بس المرة دي أنا مكملة فيها، فاتمنى تستمتعوا بالرحلة!

كمان، الرواية دي فيها ألفاظ 

استمتعوا! :)

[تشويقة الوصف بس — الفصول هتنزل بعد ما أخلص كتابي الحالي]

"بنت مدلعة، غنية ومغرورة" ده اللقب اللي باء جوهيون، إيرين، خدته. لما تتغصب تروح رحلة عمل بحرية مع أختها جيسو، وعيلتها الكبيرة، مبتحسش غير بالملل وبتقول: "تضييع وقت". مهووسة ومستحوذة والفكرة دي محفورة في دماغها، مبتقدرش غير إنها تسأل نفسها لما تقابل عضوة طاقم هشة بس بريئة، كانغ سولجي.

.....

أول ما إيرين دخلت أوضتها الغالية، حست إنها قرفانة. الأناقة اللي عليها ضغط وفي نفس الوقت المودرن اللي طالعة من الحيطان البيضا، للوحات اللي بروازها دهبي، للفازات اللي شكلها غريب وملايات السرير القطيفة الحمرا. كل ده خلاها قرفانة. مكنتش فاهمة ليه أبوها، راجل أعمال ناجح، غصبها هي وباقي عيلتها يجوا الرحلة البحرية بتاعت الشغل دي. مكنتش زي رحلة "ديزني" المعروفة ولا أي حاجة مناسبة للعائلات. كانت احترافية ورسمية أوي، وعشا فاخر مفيش فيه غير أكل مقرف بياكله الأغنيا. إيرين فاكرة كويس أول مرة دقت "جبنة الماعز بالكمأة" وإزاي كانت هترجع على الترابيزة من طعمها الوحش. بس العشا مكنش هو اللي مضايقها. الأسبوعين دول هيكونوا مليانين على آخرهم باجتماعات مستمرة بين شركات غنية وأبوها. ليه كان لازم يجيب مراته وبنتيه معاه؟ كان بيقول إنه بيحبهم كلهم زي بعض، بس مكنش فيه خجل في إدراك إن ممكن يكون بيفضل بنت عن التانية شوية. إنها توصف الاتنين بأنهم بنات مدلعة هيكون ظلم. إيرين كانت بتحلف بحياتها إن مش بس أبوها لأ كمان أمها بتحب أختها جيسو أكتر، عشان هي كانت الطالبة المثالية اللي درجاتها كلها امتياز. قائدة بالفطرة وجميلة وطيبة ومرحة وممتنة – على سبيل المثال لا الحصر – أهلها كانوا بيمدحوها على شطارتها وأخلاقها. جيسو دايماً كانت بتقول لإيرين قد إيه هي ممتنة لحياتها وحظها إنها اتولدت في عيلة غنية زي دي وإن أختها كمان المفروض تكون كده، في حين إن إيرين كانت بتستهزأ بس. الأكبر كانت عكس جيسو تماماً. ده خلاها مستغربة إزاي هي قريبتها أصلاً. سواء كانت حاجة تافهة زي إنها بتكره الفراخ وجيسو بتعشقها أو حاجة ليها علاقة بشخصيتهم، الاتنين كانوا عايشين في عالمين مختلفين. إيرين كانت انطوائية وغالباً الناس بتفهمها غلط إنها باردة. بشكلها اللي زي الآلهة بس بهالتها البادردة، كانت بتخوف الناس إنهم يقربوا منها. إنهم يخترقوا قشرتها المتجمدة ويكشفوا عن اللي جواها – بس هي كانت ممتنة إن محدش عمل كده. محدش.

كانت عارفة من زمان إنها مش منفتحة زي جيسو بس كانت عارفة إن هرمونات المراهقة اللي عندها كانت بتفور بالرغبة بس هي كانت بتكبتها وتتحكم فيها. مكنتش الرغبة الجامحة دي اللي كبتتها عشان تديها للشخص الصح، كان الموضوع إن الشخص ده كانت متخيلة إنه بنت. أيوه، هي اعترفت لنفسها إنها مثلية. محدش كان يعرف. ولا حتى جيسو اللي بتحبها وبتكرهها في نفس الوقت. علاقتها اللي فاتت مع راجل فشلت تماماً. غير إن الولد كان بلاي بوي ونصّاب وبيصاحب إيرين بس عشان فلوسها، بس حتى لما باسها، محضتش بحاجة، ولا أي حاجة. كانت مبسوطة أوي إنها حافظت على عذريتها بعيد عنه على قد ما تقدر. بالمناسبة دي، هي كمان كانت عذراء بس كانت اتعلمت حاجة أو اتنين من حاجات للكبار على الإنترنت اللي لقتها بالصدفة بس دي قصة تانية. "إيه رأيك؟" الصوت الغريب قطع أفكارها. الراجل اللي بيمثل أبو إيرين جه من وراها وحط إيده على كتفها. "هيكون ليكي أوضتك الخاصة. للأسف بعيدة أوي عن أوضتنا وأوضة أختك." "شكراً يا بابا." إيرين رميت ابتسامة مزيفة وبعدت عن مسكة أبوها. "اسمعي يا جوهيون. أنا فاهم إنك مش عايزة تكوني هنا. كنتي تفضلي تكوني في البيت، تستمتعي بإجازة الصيف مع أصحابك." أبوها بدأ للمرة المليون. 'إيه الأصحاب دول؟' استهزأت من خجلها في إنها تتعامل مع زملائها. "بس الرحلة البحرية دي مهمة أوي بالنسبة لي." "دي مالهاش لازمة. احنا بس بندور في الكاريبي. إزاي دي مهمة؟" إيرين استخدمت نبرة حادة أهلها متعودين عليها أوي. "سواء كنا بندور في الكاريبي أو بنطير حوالين باريس في طيارة،" "ليه منروحش باريس بدل كده؟ أكتر رومانسية بكتير. كنت ممكن أستمتع بصراحة وأنا بصحى على كام كريب." "جوهيون." أبوها قال بحزم وقفلت بوقها فوراً، "الرحلة البحرية دي ممكن تكون ولا حاجة بالنسبة ليكي، بس أنا هقابل ناس مهمين أوي من شركات مختلفة كتير. فرصة ليا إني أوسع شركتنا لحاجة أكبر وأجرأ." 'أكبر وأجرأ،' إيرين فكرت، 'يا للسخرية'. "شيك أكبر وممكن، بس ممكن، تكون وجهتك النهائية لإجازة أحلامك." أبو إيرين ابتسم لبنته اللي بصتله بنفس النظرة. "قلت كده آخر مرة." بصقت عليه بس هو اكتفى بأنه يرفع كتفه وكأن ده طبيعي، والبرود طالع منها. "استخدمي النبرة دي معايا براحتك يا جوهيون." أبوها خد حدتها في الاعتبار، "بس لو تجرأتي تستخدميها النهاردة بليل، مش هتردد إني أقطع الشيك ده قدام عينيكي." أبو إيرين هدد البنت اللي عينيها وسعت دلوقتي. "النهاردة بليل؟" "أيوه، النهاردة بليل. السيد والسيدة لي متحمسين يشوفوا البنتين اللي دايماً بتباهى بيهم." "احنا دوبنا حطينا رجلينا على المركب ده من نص ساعة وبتقولي لي عايزاني أروح العشا النهاردة بليل؟ المركب لسه متحركش حتى!" "هيتحرك،" أبوها وقف عشان يبص في ساعته، اللي غالباً تمنها يسوى مصاريف جامعة طالب طب كلها.

"كمان حوالي عشر دقايق. يعني أنتِ محبوسة هنا." ابتسم، وده خلا إيرين تتأفف بصوت عالي. "أول ما نبدأ الإبحار، متتحاوليش تمثلي دور روز في تيتانيك." إيرين رجعت راسها لورا باستغراب وهي مكشرة، "ايه الهبل ده معناه إيه؟" "جوهيون، اتكلمي كويس." إيرين بس قلبت عينيها لأنها عارفة إن جيسو كانت هاتفهم الإشارة اللي أبوها عملها دي على طول. "طيب، أنا لازم أروح أشوف أوضتي أنا ومامتك، بما إني قضيت وقت أطول في أوضتك أنتِ وجيسو. استريحي دلوقتي بس كوني مستعدة للحدث اللي الساعة ستة." أبوها ابتسم بس إيرين اتضايقت من استخدام أبوها لكلمة "حدث". "باي يا بابا." قالتها ببرود وهو اختفى وقفل الباب وراه. اتنهدت ورجعت انتباهها لأوضتها، أو بالأحرى أوضها. كان لازم تعترف، مكنتش زي ما توقعت خالص. كانت مستنية تشوف حاجة قديمة ومتهالكة زي خشب متمشيش خالص مع لون فوشيا بشع بس اتفاجئت لما فتحت الباب ولقيت مساحة عصرية شبه اليخت بالظبط. مقدرتش تنكر إن أبوها عنده ذوق ممتاز في التصميم. خدت جولة في الأوض الواسعة اللي فيها كل الأوض اللي محتاجاها. السرير الملكي في أوضة النوم اللي فيها دولاب كبير. الحمام اللي فيه بانيو كبير وأنيق في نص الأوضة بالظبط، ودش زجاجي ضبابي مستخبي في الزاوية. أوضة المعيشة الكبيرة اللي فيها تلفزيون ضخم، كنبة جلد سودا وحتى مطبخ فيه جزيرة، وبار، تلاجة، بوتاجاز، كل حاجة وكل أي حاجة. المساحة كلها كانت يمكن قد أوضة المعيشة بتاعتها بس في البيت، واللي كانت ضخمة أوي بما إنها كانت عايشة في قصر جميل كتير بيحلموا بيه. لو كانت صحت في الأوضة من غير ما تعرف إنها على سفينة، كانت هتفتكر إنها في مجمع فاخر في نص لوس أنجلوس أو في أي مكان تاني بس هي مكنتش كده. كانت محبوسة على سفينة أعمال هتبحر في أي لحظة. لكنها قدرت إن أبوها اشترى أغلى الأوض المتاحة، وإن عيلتها كانت في أعلى دور خالص، وده سمح بوجود بلكونات صغيرة. التعرض للهوا المالح. منظر الشمس وهي بتغرب، بترسم ألوان قوس قزح في سما الليل اللي كانت بتضلم. أزرق، بنفسجي، بينك، برتقالي وأحمر. إيرين مقدرتش تنكر إنها حتى لو كانت سفينة، كانت جميلة أوي. وكانت ممتنة فعلاً إنه مش هيكون فيه أطفال وهيكون فيه كبار بس. العشا المتأخر رجع تاني لدماغها، وده خلاها تتأوه. بالرغم من التحيز ضده، هي دايماً كانت عايزة تبان منظمة – حتى بابتسامتها المزيفة اللي بتبين أسنانها البيضا اللؤلؤية المثالية. خداع المظاهر كان موهبة إيرين الطبيعية. بتمثل إنها بنت صغيرة بريئة عايزة بس تجيب الخير للعالم، في حين إن أفكار شريرة وابتسامات ساخرة بتظهر في دماغها بس. خلعت هدومها ودخلت الدش الرخامي الرمادي، وفتحت رأس الدش الكبيرة وسمحت للمياه السخنة إنها تبعد تفكيرها عن أي حاجة. في نص ده، كانت هتقع تقريباً لما حست بالسفينة بتتهز رايحة جاية، ودي كانت إشارة إنها هتبحر. طلعت تأوه، تأكيد إنها دلوقتي محبوسة على الرحلة المملة دي مع عيلتها الأكثر مللاً. لحسن الحظ، جيسو الصغيرة مكنتش مملة لأنها عادة كانت بتخلي إيرين تضحك بجد وكانت شخصية مرحة ومبتهجة أوي بس لسه كانت بتضايقها، لأن كده طبيعة الأشقاء. غسلت شعرها وجسمها بسرعة وبدقة قبل ما تطلع زي الأرنب وتجفف نفسها. إيرين بصت على موبايلها اللي كان محطوط على حوض المطبخ الرخامي الأبيض واتنهدت. كان عندها أقل من ساعتين تضيّعهم. وهي بتسرح شعرها اللي كان نص مبلول، دخلت أوضة المعيشة بس كانت هترمي صرخة لما شافت شخص واقف على باب الأوضة. "جيسو!" إيرين صرخت في أختها، "كم مرة قلتلك متعمليش كده؟!" جيسو تمتمت باعتذار وابتسامتها المعتادة مرسومة على وشها. مفيش حاجة كانت بتضايق جيسو أبداً وده اللي خلى إيرين تكره أختها الصغيرة أكتر. كمان ضيفي على كده إن جيسو كانت لابسة فستان أحمر طويل جميل اللي كان بيبرز جمالها القوي أصلاً. شعرها الأسود الجميل نازل على ضهرها وكتفها مع مكياج بسيط وخفيف. عين إيرين اتنفضت وهي بصت لنفسها في موبايلها، وبتتقرف من شكلها "بعد الدش". البنتين كانوا معروفين أوي بسبب مكانة أبوهم العالية وكمان بسبب ملامحهم اللي زي الآلهة. أبوها دايماً كان بيعرض عليهم وظايف عارضات أزياء للبنتين الشابات الجميلات بس إيرين كانت بتستهزئ وترفض في حين إن جيسو كانت بتسقف بفرحة. ضيفي ده على قائمة إيرين "ليه بكره أختي الصغيرة". "الملفوفة" طلعت تأوهة عالية لما جيسو دخلت الأوضة من غير إذن وفتشت المكان. "عايزة إيه؟" إيرين قالت بضيق وهي بتقلب في شنطتها اللي الموظفين جابوها ليها. جيسو طلعت ضحكة خفيفة، "بابا فعلاً كان مفضلك في الأوض." ودان إيرين وقفت وهي لفت للبنت الـ "4D" اللي كانت بتعجب بلوحة مملة على الحيطة. "يا بجد؟"

"مش مصدقاني؟" جيسو ضحكت، "هوريكي أوضتي." إيرين هزت راسها رافضة عرض جيسو وطلعت ابتسامة ساخرة، "أنا كويسة. مصدقاكي." "بس أنتِ مفضلتيش نفسك في اختيار الهدوم." جيسو هزرت وعينيها مسحت هدوم إيرين الكاجوال قبل ما تطلع ضحكة. "اطلعي! برا!" إيرين دفعت جيسو الضاحكة برفق برا أوضتها. "البسي فستانك الأسود! ده عشا فيه تيمة!" آخر كلمات البنت اللي لابسة كانت بترن في دماغ إيرين قبل ما تخبط الباب وتقفله بالمفتاح. "الأرنوبة" اتأوهت بإحباط وهي وقعت على السرير، ضهرها بيغوص في المرتبة الطرية. يا ليها من رحلة غبية، كانت كارهة السفرية دي بالفعل.

بعد حوالي ساعة ونص من إنها كانت نايمة على السرير وبتعملش حاجة غير إنها بتقلب في موبايلها – بتشكر المركب على إن فيها واي فاي بطريقة ما – إيرين قامت أخيراً ولبست فستانها الأسود الأنيق. كانت بتحط روج أحمر على شفايفها الناعمة قدام المراية لما الباب اتفتح فجأة وخلاها تنط. كانت قريبة أوي، قريبة أوي، إنها تبوظ الروج. الخضة الصغيرة دي شكلها خلتها تتعصب أكتر بما إنها كانت جاية أصلاً في مود مش طايقة فيه حد. إيرين اتأوهت بغيظ وقلبت عينيها، وقفت عشان تفتح الباب وهي مجهزة صوتها عشان تزعق في أبوها بأدب. مكنش فارق معاها هو هيقول إيه في الوقت ده. "ده لوحده كفاية إني أفضل أكرر لجيسو تخبط قبل ما تدخل!" إيرين قلبت عينيها وهي رايحة أوضة المعيشة. عينيها قابلت الراجل اللي لابس بدلة شيك. "آسف يا جوهيون. أنا بس متوتر بخصوص عشا النهاردة بليل. لو معملتش انطباع كويس، حتى مع بناتي، ممكن أخسر الفرصة دي." أبوها ابتسم لما عينه راحت على فستان إيرين، هدية من أمها في عيد ميلادها. هي عمرها ما طلبت فستان. طلبت حاجة بسيطة زي فلوس وأكل بس طبعاً أمها اعتبرت ده "مش راقي" و "هيبوظ سمعتها". إيرين مكنتش فاهمة إزاي أمنية عيد ميلاد ممكن تبوظ سمعتها. "بالمناسبة، بالنسبة لعشا النهاردة بليل، أنتِ جاهزة؟ هيبدأ في أقل من نص ساعة." أبوها ورى أسنانه المثالية مرة تانية وهو بيشبك إيديه. إيرين طلعت هوا من بقها، "لأ." "جوهيون."

"أيوه، أنا جاهزة يا بابا." رميت ابتسامة مزيفة زي ما أبوها عمل بالظبط، وهو مكنش واخد باله إنها مزيفة. "مش لازم تتكلمي كتير. بس خليكي محترمة، ردي على كام سؤال منهم وكل حاجة هتبقى تمام. ماشي؟" أبو إيرين لف ومشي ورا بنته وهي مشيت حواليه على الحمام آخر مرة. عدلت شعرها وعين الراجل كانت مخترقاها. "جوهيون، ردي عليا." أبوها طلب بصوت صارم. "أي حاجة." إيرين مكنتش عارفة تتوقع إيه، بس لما شافت قاعة الطعام الفاخرة، مقدرتش غير إنها تسيب بوقها مفتوح من جمالها. موسيقى جاز كلاسيكية هادية بتشتغل بهدوء في الأوضة الكبيرة الضلمة اللي فيها ترابيزات خشبية متغطية بقماش أبيض ومذهب. السقف الأبيض اللي فيه إضاءة خافتة ومتعلق فيه نجفة كريستال ضخمة وجميلة في نص القاعة. أخيراً فهمت الوصف "الفاخر" اللي أبوها قاله كذا مرة وهي واقفة هناك، بتلاحظه بعينيها. "عندك دايماً ذوق رفيع أوي يا جيسونج." أم إيرين كانت بتدلع جوزها وبناتهم وراهم. "الملفوفة" بتحاول متستفرغش هناك في ساعتها في حين إن "محبة الفراخ" اللي جنبها كانت بترفرف برموشها بابتسامة. الأربعة اترافقوا لترابيزة على جنب كانت الإضاءة فيها خافتة أكتر بسبب غياب النور من ويتر. إيرين اللي كانت بتخمن إن دول عيلة لي اللي أبوها كان بيتكلم عنهم كتير وقفوا بابتسامات بتشع إشراق زي ما عيلتهم عملت – طبعاً مش إيرين. "سعيد إني شفتك يا مستر لي." أبو إيرين سلم على الراجل في نص عمره والبنتين هما وجيسو سلموا على بعض بأحضان وبوسات على الخدود. "دلوقتي، دي أكيد إيرين؟" السيدة لي سألت، أبو إيرين هز راسه بإيماءة كريمة. "يا له من نساء جميلات. فاكرة لما كنت بتباهى بجمالي أيام شبابي." جيسو تقبلت المجاملة بإمتنان في حين إن إيرين كادت أن تستهزئ قبل ما نظرة أبوها الصارمة تجبرها على ابتسامة مزيفة، ودي كانت علامتهم التجارية. أول ما الكبار خلصوا ترحيباتهم، كلهم قعدوا، إيرين كانت ممتنة لأن كعوبها كانت بدأت تموتها خلاص. التلاتة الكبار اتكلموا عن ربنا أعلم إيه، إيرين بوضوح مكنتش مهتمة وهي بتفرك في فستانها اللي مش مريح. الفستان لحسن الحظ كان واصل لركبتها بس القماش، خصوصاً عند منطقة الرقبة كان زي صنفره خشنة وكمان بسبب التاج المزعج اللي كان جوه الياقة. "أنتِ كويسة؟" جيسو همست لأختها اللي كانت بتتحرك كتير، الجميلة اللي كانت متضايقة تجاهلت أختها وهي بتحاول تحرك رقبتها بشكل محرج عشان تتجنب الملمس اللي بيحك بس ده شكلها خلى الموضوع أسوأ وهي كانت بتحرك رقبتها لورا، "جوهيون؟" سمعت أمها وغيرت وضعيتها فوراً لوضعية طبيعية أكتر، طلعت نفس كانت حبساه وطارت إيدها لرقبتها، وحركت التاج بعيد وطلعت تنهيدة ارتياح كبيرة. البنت الغلبانة مكنتش عارفة إن الترابيزة كلها كانت بتبصلها. "جوهيون!" الصوت العالي والمفاجئ من أبوها خضها وهي رفعت عينيها للناس اللي سكتوا. "إ-إيه؟" الإحراج المفاجئ غمر وشها وهي أدركت إن كلهم شافوا حركاتها الغريبة اللي زي النعامة. "تحبي تشربي إيه يا مدام؟" صوت تاني جه من الجنب، بس ده مخضهاش لأنه كان بوضوح أنعم وأنوثي أكتر. إيرين حولت انتباهها وكادت أن تفتح فمها من الدهشة على النادلة اللي واقفة قصادها ومعاها مفكرة وقلم في إيدها. إيرين رفعت نظرها والعينين الأحاديين اتقفلوا مع عينيها قبل ما تكسر التواصل البصري المتوتر. عينيها سافرت لأنف البنت الزرار قبل ما تستقر على شفايفها الممتلئة. إيرين رفعت نظرها تاني للعيون القططية البنية اللي بتشد مرة تانية قبل ما النادلة اللي اتوترت فجأة تتكلم، "م-مدام؟" "أنا.." إيرين سكتت وعينيها بتبص على شعر البنت الأسود وغرتها. قبل ما تقدر تستكشف جسم البنت، أبوها اتكلم، "هي هتاخد سبرايت."

مع ده، الست حنت راسها ومشيت، وسابت إيرين تعض شفتها وهي القوايم بتلف على الترابيزة. جيسو بتبتسم لإيرين بسخرية، عارفة تماماً إن أختها كانت بتبص على النادلة. مين اللي مكنش بيبص؟ صح، الكبار المملين اللي على الترابيزة اللي كملوا كلامهم. إيرين فضلت باصة على مفرش الترابيزة كام لحظة قبل ما تفتح القايمة اللي جيسو ادتهالها. البنت المخطوبة فاقت من ذهولها وبدأت تقرا الكلام اللي في القايمة، بس كشرت لما شافت الكلمات اللي بالفرنساوي، "ن.. نيك.." "سلطة نيسواز." أختها علقت بمحاولة لكنة وهي مبتسمة، إيرين مقدرتش تمسك نفسها من إنها تقلب عينيها على جيسو، عارفة إنها معاها شهادة في الفرنساوي جنب الإنجليزي واللاتيني ولغات تانية كتير. ده كان بيلفت انتباهها. "كنت عارفة." إيرين بصقت بهدوء على البنت اللي تمتمت باعتذار، هي مكنتش عارفة. كانت بتحاول أوي تستخدم مهاراتها في الإنجليزي عشان تتعامل مع الفرنساوي بس كان فيه علامات غريبة في كل حتة ولما نطقتها، كانت بتبان زي كلام مش مفهوم. بتنهيدة يأس، إيرين اختارت صورة نوع من اللحمة في ركن القايمة. "هتاكلي إيه؟" جيسو سألت البنت اللي كانت شكلها متضايق، إيرين قلبت القايمة عشان توريلها صورة اللحمة اللي شكلها كده وجيسو فحصتها كويس، "أعتقد دي "كوك أو فان" (ديك بالخمر)" إيرين حلفت لو جيسو حاولت تعمل لكنة تانية إنها هتضربها على مؤخرتها لدرجة إنها هتطير لفرنسا نفسها. "هاخد دي." "بجد؟ دي طبق رئيسي وفيها فراخ." إيرين طلعت تأوه طويل بس هادي، حريصة إنها متلفتش انتباه شركاء الأعمال المنشغلين. "اختاريلي أي حاجة." بهزة رأس مبتهجة، جيسو قلبت في القايمة وده سمح لإيرين إنها تجمع أفكارها وترجع للنادلة الحلوة اللي شكلها يفتح النفس. صوتها الخشن بس الأنثوي. ملامح وشها الحادة. عينيها الأحادية اللي كانت فيها توتر مفاجئ لما إيرين بصت فيها. عضت على شفتها وده أجبرها على إنها تخفي ابتسامة ساخرة. "إيه رأيك في "شوربة بالبصل"؟" جيسو سألت، ولحسن الحظ من غير لكنة. "إيه؟" "شوربة بصل." "ماشي، مش فارق معايا." إيرين هزت كتفها ببرود لأختها اللطيفة اللي بس هزت راسها بابتسامة ضعيفة. عقلها رجع للنادلة المجهولة اللي كانت لقيتها جذابة بشكل كبير وطلعت تنهيدة صغيرة. البنت كانت زهقانة أوي. كانت عايزة تشوف النادلة الحلوة دي مرة تانية. ليه كانت بتاخد وقت طويل كده؟ وكأنها على ميعاد، النادلة الجميلة اتحركت بخطوات بطيئة ومتعثرة للترابيزة ومعاها صينية مليانة مشروبات بكل الألوان. دراع البنت الغلبانة كان بيترعش وهي بتثبت الصينية على الترابيزة، إيرين كانت بتراقب كل حركة ليها بحذر. "واحدة سكوتش،" صوتها الرائع ملى الترابيزة اللي حواليها وهي بتدي كوباية لمستر لي بس أبو إيرين اتكلم على طول، "آه، دي ليا أنا."

البنت كشرت قبل ما تحني راسها بسرعة، "آه، أيوه. آسفة يا سيدي. واحدة سكوتش." حطت الكوباية قدام أبو إيرين وكملت باقي المشروبات، طول الوقت وإيرين كانت بس بتبص في ملامح البنت الناعمة بس الحادة. "وواحدة-" النادلة لفت لإيرين واتجمدت وهي بتاخد نفس بصعوبة. إيرين مقدرتش غير إنها تطلع ابتسامة خفيفة والبنت هزت راسها بخفة ومررت المشروب الشفاف، "واحدة سبرايت." الست اللي لابسة الزي الرسمي فردت نفسها، وهي بتطبطب على جيوبها عشان تلاقي مفكرتها الصغيرة وقلمها اللي إيرين لسبب ما لقتهم شكلهم جميل أوي. وهي بتدور، "الملفوفة" معجبتها اليونيفورم الحلو اللي كان شكله "حلو أوي" على البنت المتوترة. قميص أبيض بكم مدسوس في بنطلون أسود. عيني إيرين اتجولت في جسم البنت مرة تانية لما نور انعكاس بطاقة الاسم لفت انتباهها. كانج سولجي. إيرين ابتسمت مرة تانية لأفكارها، 'باي سولجي. كانج جوهيون. إيه الحلاوة دي.' يا ترى البنت دي سريعة قد إيه؟ سولجي لفت حوالين الترابيزة، بتاخد طلبات كل اللي موجودين اللي جيسو لحسن الحظ قالت طبق إيرين ليها. مهما كانت طريقة نطق شوربة البصل بالفرنساوي، هي مكنتش عايزة تحرج نفسها بنطق سيء قدام سولجي. جيسو بصت على أختها وطلعت ابتسامة ساخرة تانية وهي مسكت إيرين وهي بتبص على النادلة بتاعتهم تاني. بمساعدة كورس علم النفس اللي بتاخده، جيسو استغلت الفرصة عشان تكشف إيرين، مش حرفياً، بس تكشف أفكارها عن سولجي بطريقة ما. "وأنتِ يا مدام؟" سولجي لفت ناحية جيسو اللي رمشت بعينيها للست الواقفة. وده ممرش على إيرين من غير ملاحظة لأنها كانت ملاحظة أوي. هي بس بصت لأختها اللي كانت شكلها بتغازل سولجي بضعف، وفتحت بقها شوية. "ممكن أخد.." عين جيسو راحت للأرنوبة اللي قدامها واللي كانت شكلها بتفور غضب، "فوندو؟" "فوندو؟" "أيوه. يمكن تاكليه معايا؟" جيسو هزرت، بتشكر ربنا نفسه إن أهلها مكنوش منتبهين لأنهم كانوا هيضربوها بسبب الكلام اللي مش كويس ده.

سولجي طلعت ضحكة خفيفة وإيرين قبضت إيديها، "آسفة مقدرش أعمل كده يا مدام." البنت كتبت في مفكرتها وحنت راسها، "مقبلاتكم هتوصل قريب." مع الكلمة دي، البنت اختفت في المطبخ اللي جنبهم وجيسو لفت لإيرين فوراً، واللي لازم تعترف، كانت شكلها مخيف شوية بتعبير الغضب اللي على وشها، بس خبته بابتسامة. "في حد غيران." إيرين جزت على سنانها من كلام أختها اللي مفيش فيه خجل، "غيرانة؟ بتهزري ولا إيه؟!" "ليه متفاعلة كده؟" "عشان أنتِ لسه فلاحت معاها!" "واو، أنتِ فعلاً بتحبيها." تعبير الأكبر سنًا لان عند كلام جيسو، "لأ مبحبهاش!" إيرين احمرت فجأة. "وكمان بتكسفي!" جيسو قالت بهدوء، بتحاول تكتم فضول الكبار اللي قاعدين، "متقدريش تنكري إنها حلوة." "الجيل بتاع ٩١" كاد أن يستهزئ من كلام أختها الأصغر. سولجي مكنتش "حلوة". هي كانت حلوة جداً. كانت "صاروخ" بس خرقها خلاها محبوبة. إيرين اتنهدت بارتياح، ملاحظة إن جيسو ممكن تكون صح. "أنا صح." جيسو اتباهت وهي بتقرا دماغ البنت اللي قصادها، "أنتِ بتتكلمي عن إيه؟!" "أنتِ بتحبيها. الطريقة اللي بتبصي بيها عليها، وبعدين بتتعصبي أوي لما أنا أغازلها. ده مخيف شوية." جيسو هزرت بس إيرين كانت عايزة تضرب أختها الصغيرة على راسها عشان تسكتها. "بس معرفش بابا وماما هيردوا إزاي لما يعرفوا." عين إيرين وسعت من كلام جيسو، "قصدك إيه؟! هتقوليلهم؟! أنا مبحبهاش حتى!" "الملفوفة" طلعت الكلمات بعصبية في همسة مصاحبة بصوت عالي. أختها مش هتجرؤ تعمل حاجة زي كده. "إيرين!" صوت جيسو كان على نفس مستوى صوت إيرين، "سواء بتحبيها أو لأ، أنا مش هقول لماما وبابا." "سواء عجبك أو لأ. أنا مبحبهاش. أنا مبحبش البنات. أنا مبحبش حد دلوقتي." إيرين بصقت كذب على البنت اللي شعرها أسود. "آسفة." جيسو اعتذرت، "بس افتكرت إنك مهتمة بيها. مش هعملها تاني." بتنهيدة ارتياح صغيرة، إيرين هدت. بالرغم من كرهها لجيسو، هي لسه كانت ممتنة أوي لأختها الصغيرة إنها وفية وبتعتذر طول سنينهم مع بعض كأخوات، هي بس مكنتش عارفة إزاي تبين ده. انتباهها وقلقها رجعوا تاني لكام دقيقة هادية بس وهي بتفكر في سولجي. اتضايقت أوي لما اتقطعت تاني. "إيه أخبارك أنتِ يا جوهيون؟" صوت رجولي قطع أفكارها وهي حولت انتباهها للمحادثة اللي على الترابيزة، "إ-إيه؟" رمشت، والارتباك كان مرسوم على وشها وهي بتبص لمستر لي. "قدمتي في أي كليات أو جامعات؟ والدك بيقول إن أختك حصلت بالفعل على شهادات كتير." طبعاً. "أنا.. أنا لسه بفكر." "هي بتفكر بقالها كتير أوي دلوقتي." أمها ضافت، كان فيه نبرة حدة في صوتها اللي خلت إيرين تتضايق من إنها بتتقارن بجيسو. دايماً كانت كده طول حياتها، أختها دايماً كانت بتحصل على المركز الأول. "آه، فهمت." مستر لي هز راسه، "إيه اللي يهمك؟" "الأرنوبة" المتضايقة بس هزت كتفها للأسئلة شبه الشخصية دي، "رقص؟ مش عارفة." "آه، هتعرفي قريب يا حبيبتي." السيدة لي ابتسمت بضحكة والمحادثة رجعت لدراسة جيسو، وإيرين رجعت تفصل تاني. "الأرنوبة" لفت الشاليموه الأسود في كوباية الشرب بتاعتها قبل ما تاخد رشفة خفيفة. هي لسه مكنتش فاهمة ليه هي هنا أصلاً. عيلة لي بس سألوها كام سؤال ملوش علاقة بأي حاجة عن شغلهم. مكنش ليها لازمة تكون هناك، بس في أعماقها، كانت ممتنة إنها موجودة. عشان تشوف بنت جميلة زي كانج سولجي. مجرد التفكير فيها خلى إيرين تعض شفتها وتبتسم. وبمناسبة البنت دي، ابتسامة إيرين وسعت لما البنت ظهرت من المطبخ وهي ماسكة صينية ضخمة في إيديها واللي بصراحة كانت شكلها مش متوازنة. البنت كانت بتتحرك ببطء شديد بالأكل بس إيرين مقدرتش تلومها، هي نفسها كانت هترمي كل حاجة دلوقتي، لكن ممكن تكون قالت حاجات بسرعة أوي. بعد دقيقتين كاملتين من المشي بحذر، سولجي قربت من الترابيزة، وطلعت تنهيدة ارتياح صغيرة لأنها مادتقتش أي حاجة بس الارتياح ده اتدمر بسرعة لما راجل من ترابيزة تانية رجع كرسيه لورا وخبط فيها. الدفعة المفاجئة دي خلت البنت المسكينة تفقد توازنها. الوجبات طارت لجنب واحد، وبالتالي الصينية وقعت من إيد البنت وسمحت للأكل يقع في كل حتة مع الأطباق اللي اتكسرت في كل مكان، وسابت أزاز مكسور في كل حتة. الحاجة الوحيدة اللي كانت في دماغ إيرين؟ الشوربة السخنة اللي اتدلق عليها كلها.

بنت البشر في عالم الجان

بنت البشر في عالم الجان

2025,

فانتازيا

مجانا

بنت بشرية عايشة وسط جنيات بيكرهوها في عالم "إليسيا" السحري السام ليها. بتواجه خطر الموت لو راحت حفلة الربيع، وبتتعرض للتنمر المستمر من جنيات تانية. لكن بيظهر الأمير كاليات، جني من بلاط معادي، وبينقذها في لحظة حرجة. الرواية بتستكشف صراعها من أجل البقاء والأمان، ودورها كإنسانة ضعيفة في عالم مليان قوى سحرية.

مورجانا

يتيمة عايشة في بلاط جولاه الملكي. بتعاني من سحر "إليسيا" السام للبشر، ومن التنمر من الجنيات حواليها. بتدور على الأمان والقبول في عالم غريب عنها.

الأمير ديمون

الأخ بالتبني لمورجانا، أمير من بلاط جولاه، وجني قوي بيتحكم في المايه والتراب. بيحاول يحمي مورجانا ويهتم بيها، لكنه مشغول بواجباته الملكية.

الملكة لارانيا

الأم بالتبني لمورجانا وملكة بلاط جولاه. بتهتم بمورجانا بطريقتها، لكنها مقيدة بتقاليد مجتمع الجنيات الصارمة، خصوصاً في ما يخص زواج الإناث

الأمير كاليات

أمير من بلاط أيبروس المعادي لبلاط جولاه. بيظهر في لحظة حرجة وينقذ مورجانا، وبيتميز بقوته وجماله.
تم نسخ الرابط
بنت البشر في عالم الجان

مورجانا كانت عارفة إنها لو راحت حفلة الربيع الليلة، الأغلب إنها هتموت.

زورها كان ناشف وهي بتخلص آخر جملة في مقالها عن حرب الساحرات. دي كانت آخر مهمة ليها، سابتها للآخر عشان تشغل نفسها بيها عن اللي المفروض كانت بتعمله بجد.

"إنتي ليه لسه مجهزتيش؟"

مورجانا اتنفضت واتلفتت، ودلقت زجاجة حبر أسود على المكتب كله.

أخوها بالتبني، الأمير ديمون من بلاط جولاه، كان واقف في باب أوضتها. لابس بدلة لبني فاتح ماشية مع لون عينيه. تاج دهبي بيلمع على شعره الأشقر القصير.

"شوفي إنتي عملتي إيه." وش مورجانا احمر. الحبر كان واقع على كتاب مفتوح، "تاريخ حرب الساحرات". طبطبت على البقعة بكم فستانها الغامق واتنهدت. يا ريت لو كانت جنية زي ديمون، بتعرف تتحكم في الماية والتراب، كانت قدرت تشيل الحبر بسهولة.

بس للأسف، هي إنسانة.

ديمون اتريق ووشاور بإيده، واستخدم سحره المائي عشان يمسح الحبر اللي على الكتاب والمكتب. بص على الهالات السودا اللي تحت عينيها.

"ماعرفتيش تنامي تاني إمبارح بالليل؟" ريحته اللي عاملة زي القرنفل والياسمين فاقت وهو داخل أوضتها.

الشمس الغايبة كانت داخلة من البلكونة المفتوحة ومعدية على الكتب اللي على مكتبها وعلى الحيطان اللي لونها روز كوارتز. كان فيه شجرة برقوق صغيرة في الركن، بيطير فيها اليراع بين الورق. ديمون سند على مراية دهبي عليها فراشات زرقا بتتحرك وكتف دراعاته. "عشان كده سبتي مهمتك لآخر لحظة؟"

"إنت بتعمل إيه هنا؟"

"كنت جاي أشوفك لو جهزتي لحفلة الربيع."

بطن مورجانا اتلخبطت. حفلة الربيع دي كانت واحدة من الحفلات اللي بتتعمل تكريمًا لاحتفالات الفصول اللي فيها الجنيات الأرستقراطيات والأغنيا بيشكروا الآلهة عشان خلقت أرض إليسيا، وعشان ادتهم التحكم في العناصر: الهوا والنار والتراب والمايه. التراب كان يعتبر أقوى عنصر لأنه بيدي اللي بيستخدمه القدرة على التحكم في جاذبية إليسيا.
 

من رأي الجنيات، التحكم في العناصر بيديهم الحق إنهم يحكموا جنات إليسيا عشان دي قوة خاصة بيهم هما بس. بس جنيات العيلة المالكة كانوا أقوى. ملوك بلاط أيبروس وبلاط جولاه الاتنين بيتحكموا في عنصرين. الفرق الوحيد بينهم هو إن ملك وملكة بلاط أيبروس قوتهم جاتلهم من أليجرا، أقوى ساحرة على مر العصور، قبل ما الملك إريك من بلاط جولاه يعدمها. ملوك بلاط جولاه بيتولدوا بقدرتهم على التحكم في عنصرين، وده خلاهم يفتكروا إنهم أعلى من ملوك أيبروس. "لازم أروح بجد؟" مورجانا همست. "أيوه،" ديمون رد. "انتي قربتي تبقي بالغة وانتي جزء من العيلة دي. انتي عارفة إن الإناث لازم يتشافوا في مجتمع الجنيات." غضب كده قعد يطفي ويولع جوه صدر مورجانا. "عشان الإناث زي الخنازير اللي بتتباع في المزاد في القرية؟" ديمون اتنهد. "دي عادة وأمي مستنياكي هناك. كان المفروض تتعرفي على مجتمع الجنيات السنة اللي فاتت، بس عرفتي تتهربي من الموضوع ده." "هتم تمنتاشر سنة كمان يومين؛ مش أحسن نستنى حفلة الصيف؟" "التقليد إنك تخرجي في حفلة الربيع."

"تقليد." مورجانا اتريقت. "إنت عمرك ما اتعرضت على البلاط؟" بصت بغيظ على الجني اللي عنده 300 سنة بس شكله أصغر منها بكام سنة بس. عمر البني آدم بالنسبة للجنيات لحظة، زي عمر حشرة. "أنتي عارفة الإجابة على ده." ديمون بصلها بصة كلها توبيخ. "اخدتي جرعتك الصبح؟" شاور على الإبريق الكريستال المليان سائل بنفسجي بيلمع كان على ترابيزة جنب السرير. خلطة مورجانا كانت محتاجة تاخدها كل يوم عشان بتساعدها تعيش مع سحر إليسيا اللي كان سام للبشر. الإكسير ده كان بيبطئ امتصاصها للسحر من أرض إليسيا، بس من غيره كانت هتفقد عقلها في خلال أسابيع والسحر كان هيمزقها. كانت معجزة إنها عاشت المدة دي كلها، بس خطر الموت، خطر إنها تمتص كتير من سحر إليسيا بجسمها البشري الضعيف، ده كان حاجة بتفكر فيها باستمرار. الآثار الجانبية للإكسير ما كانتش بتساعد. لما مورجانا خدته لأول مرة وهي طفلة، كان بيجيلها صداع يومي وقئ، بس مع الوقت الآثار الجانبية اتحسنت. لحد الكام شهر اللي فاتوا لما بدأت تسوء تاني. "طبعًا أخدته."

"على الأقل ده حماية أكتر شوية للمراسم." "يارب،" مورجانا اتنهدت. "لو السحر ما موتنيش يبقى الملل هيموتني، مش هلاقي حد أتكلم معاه في الحفلة الغبية دي." "هتكوني معايا." "هتكون مشغول أوي مع أعضاء المجلس." "هفضى ليكي لحظة لما أقدر. فلين وفاليريو هيكونوا هناك، هيتسلوكي." "دول أصحابك إنت."

"طب يمكن الحفلة دي تكون فرصة كويسة إنك تعملي صحاب." ديمون بصّلها بصة ليها معنى. "مع مين؟ كل الناس بتكرهني." "مش كل الناس." صمت محرج عدّى، وديمون بص في الأرض. "لازم تستعجلي وتجهزي. أنا هراجع مقالك وهتأكد إنه كويس كفاية للمدرس بتاعك." سند على مكتبها وقراه بصوت عالي، "في يوم من الأيام، الساحرات كانوا زي الجنيات بالظبط وكانوا بيقدروا يستخدموا عنصر واحد. لكن، مع كل جيل جديد من الساحرات بقوا بيقدروا يستخدموا الأربعة عناصر، وده خلاهم أقوى مخلوقات في إليسيا. "بس قائدة مجمع العذراوات، أليجرا، اتمردت على جنيات بلاط جولاه واعترضت على القرار اللي كان بيحمي الجنيات والجنيين من سحر الساحرات السام. هي اللي أشعلت حرب الساحرات وقسمت بلاط الجنيات من ألف سنة. "قبل الحرب، إليسيا كانت تحت حكم بلاط جولاه، لحد ما الخونة من الجنيات انضموا للساحرات وسموا نفسهم بلاط أيبروس. الأيبروسيين والساحرات خسروا الحرب ونتيجة لكده كل الساحرات اتعدموا، وحاجاتهم اتحرقت." "إيه رأيك؟" ديمون كشر مناخيره. مورجانا قامت وخطفت المقال منه. "شكرًا على التشجيع." "كون إنها آخر سنة ليكي، مش معناه إنك تبقي كسلانة." "أنا مش كسلانة!" "المفروض تذاكري كويس." "علشان إيه؟ عشان أتجوز بارون عنده هوس بالبشر؟" "مورجانا!" خدود ديمون احمرت. مورجانا كتّفت دراعاتها. "إيه؟ الأم دايمًا عايزة أيليس وأنا نتجوز جوازة كويسة. ده واجبنا، عكس واجبك إنت. أنا عندي لحد ما أكمل خمسة وعشرين سنة عشان ألاقي عريس ولا هيطردوني من القلعة." "فاضل ليكي شوية لحد ما توصلي للسن ده. ممكن تعملي اللي إنت عايزاه لما دروسك تخلص. ممكن تكملي دراستك لو عايزة." مورجانا اتريقت. كأن أمها هتسمح لديمون يقف في طريق أي خطوبة محتملة. وكأن مورجانا ممكن تذاكر في فصل كله جنيات، تاني أبدًا. "متقلقيش كتير من الخطوبة. اتبسطي الليلة، لمرة واحدة بس،" ديمون قال. "مقدرش أخلي حذري يقل." "ممكن. ده مكان عام وأنا هكون موجود. محدش هيحاول يعمل أي حاجة." مورجانا بلعت ريقها، افتكرت آخر مرة كانت فيها في مكان عام. كان من سنتين تقريبًا ورا شجر في المدرسة لما إلفينيا، جنية رفيعة شعرها كراميل وعنيها شريرة، ولعت شعر مورجانا بالكبريت. زمايلها الجنيات ضحكوا زي الغربان، ومورجانا صرخت لحد ما واحد من المدرسين المناوبين جري وجه وطفاها بسحره المائي. لما روحت البيت الضهر ده، وديمون ولارانيا سألوها إيه اللي حصل، كدبت وقالت إن خلطة في الفصل باظت. لكن ديمون مصدقش مورجانا. وغضبان، ديمون طرد الحارس اللي كان المفروض يحميها لأنه كان في الحمام وقت الهجوم. "بس افتكري تدريب القتال بتاعك وهتبقي كويسة. يلا بقى، استعجلي وجهزي نفسك للحفلة. أنتي عارفة الأم بتكره قد إيه لما بنكون متأخرين." ديمون خبط بإيديه على كتاف مورجانا، مشتتًا ذاكرتها. وبعدين سابها عشان يقابل فلين، قائد الحرس، وفاليريو، قائد الجواسيس، عشان يتأكدوا إن الأمن هيكون مشدود في الحفلة. وبالإضافة لكونهم قادة، فلين وفاليريو كانوا أحسن أصحاب ديمون. مع إن ديمون كان واثق من سلامتها، مورجانا كانت عارفة إن فرصة إنها تخرج حية هتكون ضعيفة لو قابلت اللي بيضايقوها في الحفلة. عشان كده كانت خايفة أوي تروح الليلة. مش بس كده، دي كانت أول حفلة ليها. ماكانتش عايزة تجذب أي عرسان. كانت عايزة تتساب في حالها وفي أمان.

مورجانا قررت إن حمام دافي هيساعد يهدي الأعصاب والقلق اللي كان بيتحرك في بطنها زي عش نمل. دخلت حمامها الخاص، اللي حيطانه كانت معموله من زجاج بحري لونه تركواز، والأرضية كانت بلاط شفاف مليان قواقع ونجوم بحر. التسريحة بتاعتها كانت منورة بياقوتة كبيرة وكانت متزينة كمان بمرجان مجفف. الحمام كله كان متصمم على طريقة جزر الأندين. مجموعة جزر في جنوب إليسيا حيث بيعيش الجنيات والجنيين المائيين. كان بيحكمها اللورد ناصر أندين، جني مائي قوي لدرجة إنه كان بيقدر يتحكم في مد وجزر محيط أندين. لكن بالرغم من قوته، زي كل اللوردات في بلاط جولاه، كان لسه بيسمع كلام الملك إريك. مورجانا طلعت في البانيو بتاعها اللي عامل زي الصدفة الضخمة، مليان فقاقيع دافية بريحة اللافندر. بس عضلاتها كانت لسه مشدودة ومتقشفة. عقلها كان شارد، بيفكر في كل الطرق اللي ممكن اللي بيضايقوها يأذوها أو يقتلوها الليلة. دول جنيات وكل العناصر تحت تصرفهم وهي مجرد إنسانة ضعيفة من غير سحر. وبسرعة، كانت بتلبس فستان أبيض بيلمع وجميل. مورجانا ما لحقتش توصله لوسطها لما بابها اتفتح بعنف والملكة لارانيا دخلت الأوضة وهي ماشية، فستانها النبيتي الفخم بيخشول. شعرها البني الغامق كان معمول كعكة واطية ومعقدة، وتاج من الألماس والياقوت مزين راسها. ريحة الورد بتاعة لارانيا ملت الأوضة، ومناخيرها اتسعت لما شافت مورجانا نص لابسة. "هكون جاهزة قريب،" مورجانا صرخت بصوت رفيع. "بجد؟ مش باينلي كده. شعرك لسه منشفش." لارانيا لوحت بإيدها ومسحت المايه اللي مضايقة من شعر مورجانا. "استعجلي. الوفود من بلاط أيبروس هيوصلوا قريب. أنا هستناكي بره." وبعدين لفت وخرجت من الأوضة. رفض لارانيا المفاجئ ماكانش علامة كويسة. مورجانا جريت على دولابها وفتشت في علبة مجوهرات بتلمع وخدت قطعة شعر ألماس. جرت للمراية وحشرتها في شعرها الأسود المجعد. على الأقل الفستان كان ماشي مع بشرتها الخمرية. لكن بطن مورجانا اتلوت كأن تعبان ملفوف حوالين أمعائها. هي بجد ماكانتش عايزة تروح حفلة الربيع. ومش بس عشان اللي بيضايقوها، سحر احتفال الربيع كمان كان هيقربها من الموت. احتفال الجنيات هيشاركوا فيه قبل بداية الحفلة. بالرغم من كده، مورجانا أجبرت نفسها إنها تخرج بصعوبة للصالة، حيث كانت الملكة لارانيا قاعدة على كنبة فاتحة ومعاها اتنين حراس على جنبها. التكشيرة اللي على وش لارانيا لانت. "يا حبيبتي. إنتي جميلة أوي أنا متأكدة إنك هتلاقي عريس قبل نهاية الليلة." مورجانا فضلت ساكتة وزورها اتقفل. ماكانتش عايزة تتجوز أي جني وتضطر تسيب القلعة، كأنها حيوان أليف مش مرغوب فيه بيتقدم لمالك جديد. الهبل الذكوري ده بتاع الإناث اللي بيتقدموا لأرستقراطية بلاط جولاه لازم يموت في رأيها. "يلا بينا، احنا اتأخرنا أصلاً." لارانيا شَبَكِت دراعها في دراع مورجانا. سحبتها في ممرات القلعة، اللي كانت مصنوعة من روز كوارتز. ويستاريا بنفسجية كانت متدلية من السقف، ونباتات متسلقة مليانة ورد من البوغينفيليا كانت بتتسلق على الحيطان زي ستاير بينك. ريحة الورد كانت مسكرة أوي. خانقة. قلب مورجانا كان بيدق بعنف.

الحراس كانوا واقفين عند المداخل زي الحراس الفضية، لابسين دروع مصنوعة من الإيروديوم، نوع من الصلب موجود بس في إليسيا. "داين وألستون وإلفينيا هيروحوا حفلة الربيع؟" "طبعًا." لارانيا هدت مشيتها. "هما جزء من الأرستقراطية." إصبع بارد نزل على ضهر مورجانا. "بس مفيش حاجة تقلقي منها يا حبيبتي. هتكوني في أمان." لارانيا طبطبت على دراع مورجانا كأنها بتطبطب على راس كلب. بصمت، مورجانا مشيت ورا لارانيا في سلم حلزوني ملفوف حوالين شجرة عملاقة بيطير فيها العفاريت الصغيرة واليَراع بين الأغصان. رجعت بذاكرتها لآخر مرة شافت فيها المتنمرين دول. كان من سنة لما ألستون وداين حاصروها في الفصل في الشتا. ألستون كان ابن البارون فينش، وداين كان ابن الإيرل ألفرج، وهما من أبشع الجنيات اللي قابلتهم مورجانا في حياتها. إلفينيا كانت هي القائدة بتاعتهم وكانت بتكره البشر كره خاص عشان أهلها كانوا دايمًا بيدافعوا عن طرد المواطنين نص جنيات من إليسيا. بالنسبة ليهم، البشر ليهم نفس حقوق التراب. التلاتة دول كانوا بيتنمروا على مورجانا طول سنين دراستها وكانوا دايمًا بيعملوا خطة عشان يخلوا حياتها جحيم. بس في الليلة المشؤومة دي كانوا استنوا الفصل يخلص عشان إلفينيا تسد الباب. المدرس كان أول واحد يمشي، وده ادى إلفينيا الفرصة إنها تخلي بقية الفصل يخرج ماعدا مورجانا. الخوف زحف في بطن مورجانا كأنها بلعت أم أربع وأربعين. الحارس اللي كان المفروض يكون معاها كان سابها لوحدها في آخر حصة. كان قال إن فيه مشكلة في العربة وكان لازم يرتب عربية جديدة عشان تاخدها البيت. المتنمرين دول شافوها فرصة مثالية عشان يضربوا. لما بقوا هما الأربعة بس اللي فاضلين، مورجانا جريت على الشبابيك، فاكرة إنها ممكن تهرب. مكاتب كانت بتخبط في فخدها، وضحكات حادة أحاطت بيها زي قطيع ضباع. ألستون كان ماشي وراها بخطوات هادية، عينيه فاضية وغامقة زي بيرين ناشفين. شعره الأسود وبشرته الشاحبة فكرت مورجانا بمخلوق في قصص البشر اللي ديمون اديهالها مرة. مخلوق اسمه مصاص دماء بيطارد المقابر. داين كان عكس ألستون في الشكل، كان شكله ملاك بشعره الأشقر الفاتح ووشه الطفولي. سد طريق مورجانا، وهي جريت لآخر الفصل. محاصرة، زي غزال بيواجه أسود. "ارجوكوا سيبوني لوحدي." توسل مورجانا كان ضعيف، خافت، زي كحة عفريت صغير. خدودها كانت مبلولة بالدموع. "زبالة بشرية زيك مش مكانها هنا،" إلفينيا اتريقت. ألستون لزق مورجانا في الحيطة بسحره الترابي. شريط منه اتلف حوالين زورها زي تعبان. هي شاطت برجليها، ورئتها مولعة، صرختها فاضية. مرة تانية، هي اتنقذت بالصدفة المحضة لما طالب أكبر منها عدى جنب الفصل وشاف اللي بيحصل وجاب مدرس. التلاتة المتنمرين دول كلهم خدوا حجز.

مورجانا روحت البيت وهي بتعيط وورّت لارانيا العلامة الحمرا حوالين رقبتها، بتترجى إنها تخرجها من المدرسة. وشها أبيض، لارانيا وافقت إنها تذاكر في القلعة. ديمون قرر يدربها على القتال. دلوقتي، مورجانا واجهت احتمال إنها تشوف المتنمرين الفظيعين دول تاني. لفت ركن، وباب قاعة الرقص الكبيرة بان. كانوا دهب وعليهم ورد محفور بشكل معقد. جنب الأبواب كان أخوها وأختها بالتبني. ديمون كان بيتكلم مع الأميرة أيليس، اللي كانت مديّة ضهرها للارانيا ومورجانا. أصوات كانت بتهمس من ورا الباب. كان فيه جنيات كتير أوي في قاعة الرقص دي. جنيات كتير أوي. "إيه اللي مأخرهم كده؟" أيليس اشتكت. من الشبابيك العالية دخلت شمس العصر، اللي خلت شعر أيليس الدهبي بيلمع كأنه مرشوش بتراب الجنيات. ديمون ابتسم ابتسامة سريعة للارانيا ومورجانا. أيليس لفت وعنيها علقت على فستان مورجانا زي الشوك اللي بيشبك في قميص. بطن مورجانا انقبضت. بالمقارنة بأيليس، هي حست إنها فلاحة. أيليس كانت لابسة فستان حرير أزرق وتاج من الألماس اللي بيشع. مورجانا ماقدرتش ماتلاحظش إزاي لون فستان أيليس ماشي مع بنطلون وجاكيت ديمون. ثنائي ملكي حقيقي. "مورجانا ماكانتش جاهزة عشان كده اتأخرنا." لارانيا ضمت شفايفها. "بس الجمال بياخد وقت." "مش شايفة ليه مورجانا المفروض تكون هنا أصلاً. ده تقليد إن إناث الجنيات يتقدموا للبلاط." أيليس كشرت مناخيرها. ديمون بص لتوأمه، يعني اتكلمي كويس. "إيه؟" أيليس هزت كتفها. مورجانا كشرت. كانت هتدي أي حاجة عشان تكون في أي مكان تاني. وبعدين لارانيا دخلتهم على السجادة الحمرا وعملوا صف. مورجانا كانت في الآخر. المذيع، جن قزم لابس بدلة مخملية زرقاء، انحنى للارانيا. "جاهزين للإعلان عنكوا يا صاحبة الجلالة؟" "أيوه." قلب مورجانا كان بيدق بسرعة، وإيديها بتعرق، وهي بتفكر في كل العيون اللي هتكون عليها. عيون هتكون مليانة قرف وازدراء. ليه ماقدرتش تفضل في أوضتها زي ما كانت بتعمل دايمًا لما يكون عندهم حفلات الفصول دي؟ عشان إنتي قربتي تبقي بالغة. كأن ديمون حس قلقها بص ورا كتفه. "إنتي تقدري تعمليها يا مورجانا." "شكرًا،" هي قالت بصوت خشن. الجن القزم مسك مقابض الأبواب وفتحهم على آخرهم.

الهمس في قاعة الرقص اختفى. بطن مورجانا اتقلبت كأنها شربت لبن رايب. "جلالة الملكة، الملكة لارانيا ملكة بلاط جولاه!" أعلن القزم. الملكة لارانيا انزلقت من الأبواب برشاقة البجعة، راسها مرفوعة. شوية تصفيق وراها، وبق مورجانا نشف وهي بتبص للسقف. وبسرعة أوي أعلنوا عن ديمون، وبعدين أيليس. قلب مورجانا كان بيدق بعنف وهي بتقف عند الأبواب، رنين عالي في ودانها. "الليدي مورجانا من بلاط جولاه!" صوت القزم رجع صدى، كأنه بيزعق من قاع بير عميق. خطت مورجانا عبر المدخل، وريحة ورود وفاكهة مسكرة لفت حواليها كأنها شريط لذيذ. سقف قاعة الرقص كانت بتنزل منه الويستاريا، واليَراع كان بيرقص بين البتلات. تحت رجليها الأرض كانت مفروشة بفسيفساء من بتلات مختلفة. على الأعمدة البيضا من الكوارتز كانت ورد، وأوركيد، وزنابق. شجر صغير كان متناثر في الأرض وجنبهم ترابيزات مليانة توت مسكر، وخوخ، وتفاح. كان فيه كاسات شمبانيا بتلمع ونبيذ ياقوتي، جاهزين للأخذ. "اتحركي،" القزم همس. مورجانا ماكانتش واخدة بالها إنها ثابتة في المدخل. وشها بيسخن، أسرعت على السجادة الحمرا وخدت لفة حادة لمكان كان فيه زحمة من الجنيات الأرستقراطيين والأغنياء. كانوا مبهرين في فساتين وبدل بكل الألوان. دم مورجانا كان بيتدفق بعنف، والجنيات الجميلة والأنيقة كانوا بيلفوا عليها زي الذئاب اللي شامة أرنب. شفايف ابتسمت وسنان كشرت. عيون مورجانا راحت للأرض. حاولت ما تدورش على اللي بيضايقوها. كانت عارفة إنهم موجودين. كانت حاسة بده. السجادة الحمرا كانت ماشية وسط الزحمة لحد منصة، حيث عيلتها قاعدة على عروش مصنوعة من الدهب والأحجار الكريمة. كرسي فاضي لمورجانا كان على المنصة تحت أيليس. في النص كان الملك إريك على أفخم عرش في النص. كان لابس بدلة من قطيفة غامقة وعليها تاج دهبي على شعره البلاتيني الطويل. بص لمورجانا بتعبير جامد. واقفين تحت المنصة كان فيه جنيتان بيعملوا أول ظهور ليهم الربيع ده. كانوا لابسين فساتين بيضا بتلمع زي فستان مورجانا، رمز لكونهم لسه في أول ظهور. لكن، مورجانا حست إن فستانها بيرمز ليها كطعم للقروش. بصت لديمون اللي كان باصص عليها وعينيه واسعة. هز راسه كأنه بيقول، اتحركي. مورجانا رمشت وأجبرت رجليها اللي كانت مخدرة إنها تمشي وسط بحر الأرستقراطيين اللي بيسخروا. بطنها كانت بتتقلب وهي بتنحني لأمها. مورجانا وقفت جنب أوكتافيا، زميلة سابقة ليها بشرتها شاحبة، شعرها بينك، وريحتها بتونيا. فستان لارانيا خشخش وهي بتقف. "يا أعضاء بلاط جولاه الكرام. أنا فخورة بتقديم الليدي سيلا، والليدي أوكتافيا، والليدي مورجانا كأول ظهور ليهم الربيع ده!" تصفيق وراها. "الستات دول أعضاء استثنائيين في مجتمعنا واللي هياخدهم زوجات هيكون جني محظوظ بجد." لارانيا ابتسمت. "الليدي سيلا موهوبة بشكل خاص في الرقص، بتحب القراءة، وهي واحدة من أحسن مستخدمي النار." لارانيا أشارت لجنية جميلة شعرها لافندر وبشرتها غامقة. "الليدي أوكتافيا عندها حس في الطبخ واستخدمت سحر التراب بتاعها عشان تساعد في بناء بيوت في قرية جولاه."

همسات إعجاب انتشرت في الزحمة والستات واللوردات بصوا لأوكتافيا باهتمام. "الليدي مورجانا هي عضو في عائلة جولاه، بتحب الجناين والخياطة." مورجانا رمشت. هي عمرها ما زرعت حاجة في حياتها، وهي بتكره الخياطة. "كإنسانة هي قدرت تنجو من سحر إليسيا وده بيعبر عن قوة شخصيتها. هتكون إضافة رائعة لأي بيت." لارانيا ابتسمت بحرارة لابنتها بالتبني. خدود مورجانا احمرت ورجعت وشها للزحمة، بتتمنى لو تقدر تزحف في كهف وتموت. أغلب الجنيات كانوا بيحاولوا يكتموا ضحكتهم ورا شفايفهم مضمومة. ماكانوش هيفكروا فيها بجد للجواز. خصوصًا لما الجواز بيتم على أساس القوة العنصرية، أو المكانة. بعد الإعلان المهين ده، مورجانا قعدت على كرسيها، سعيدة إن الموضوع خلص. الباقيات اللي بيعملوا أول ظهور ليهم اختفوا في الزحمة. لوردات بلاط جولاه كانوا متفرقين في الزحمة. اللورد أوسياه إلوين، صاحب مناجم الإيروديوم وحاكم أراضي إلوين كان قريب من الأمام. كان بيستخدم سحر الهواء ولابس بدلة برتقالي محروق من الشمس بتكمل بشرته الغامقة. جفونه كانت بتلمع دهب من بودرة الفراشات. جنبه كان اللورد ديفلين دراناداك، أبو الملكة لارانيا. كان بيستخدم سحر الماء بوش صارم وشعر أبيض قصير. ديفلين كان لابس بدلة كحلي بسيطة، مش بيحب الزينة أو المجوهرات. أرضه كانت مزدهرة عن طريق مزارع الخضروات والمواشي.

الزحمة هدت، لما القزم أعلن، "أقدم لكم، الليدي أورورا فريجارد والليدي ويلو فريجارد من بلاط أيبروس!" جنيتان شكلهم أكبر من مورجانا بحوالي عشر سنين مشيوا على السجادة الحمرا. كانوا لابسين دروع غامقة وسوايف مربوطة في وسطهم ومجموعة سكاكين متخبية في أحزمتهم. ويلو وأورورا كانوا توأم، بشرتهم بني، شعرهم كستنائي، وعيونهم عسلية. اللي اسمها ويلو كان عندها وشم وحش على رقبتها كان شبه الأساونج أوي، جنية متوحشة بتحب تاكل قلوب وكبد البشر. رعب اتلف في بطن مورجانا، لما همسات طلعت بين الزحمة. بعض الجولايتس همسوا إهانات للمستجدين. عيون أيليس ضاقت لما الجنيتان الأيبروسيتين قربوا. ملامح إريك ولارانيا تحولت لأقنعة باردة. وشفايف ديمون اتقرفت. لأ، الأيبروسيين ماكانوش مرحب بيهم في بلاطهم. من ساعة ما انضموا للساحرات في الحرب، عداوة كانت بتنمو بين البلاطين. الجنيتان الأيبروسيتين كان وشوشهم فاضية، كأنهم متعودين على المعاملة دي. مورجانا كانت مذهولة بوجودهم لأنها عمرها ما شافت حارسة سيدة. دي كانت خطوة تقدمية غريبة من الأيبروسيين لأن ولا واحدة من السيدات في بلاط جولاه كان مسموح ليها تكون جزء من الحرس. تحت حكم الملك إريك، أعلى إنجاز وهدف أساسي ممكن سيدة تحققه هو الجواز والأمومة. الأيبروسيتين الاتنين وقفوا قدام العرش ووقفوا باهتمام. "أقدم الملك ماجنوس، والملكة أوديسا، والأمير كاليات من بلاط أيبروس،" أعلن القزم. مورجانا مالت لقدام، فضولها زاد. كانت متحمسة تشوف شكل العائلة الملكية الأيبروسية عامل إزاي. اليوم ده كان أول مرة تشوف فيها أي أيبروسي. الملك ماجنوس والملكة أوديسا مشيوا لقدام، دراع في دراع، وعيون مورجانا وسعت. الملك ماجنوس كان جني ملفت للنظر ببشرة زيتونية، عيون برونزية، وشعر أسود قصير. كان لابس تاج بسيط من الدهب الأبيض، وبدلة سودا فخمة عليها تطريز نبات الثعبان الأبيض. الملكة أوديسا كانت إلهية بنفس القدر ببشرة شاحبة، عيون ياقوتية، وشعر ناري لامع. كانت لابسة تاج متناسق من الدهب الأبيض، وفستان أسود بطبقات من الأورجانزا الفضية، خلاها تبدو كأنها متغطية بسماء الليل.

مورجانا كانت سمعت كل أنواع الحكايات عن الأيبروسيين في البلاط، عن إنهم أشرار وإنهم بيفرحوا بألم الآخرين. كانت متخيلة إن العائلة المالكة هتكون مخيفة زي السلوغ، جنيات مرعبة بعيون بتلمع، أسنان ومخالب حادة، بيصطادوا في قطعان وبيمزقوا الجنيات. كان بيتقال إن السلوغ هما تجسيد للأموات اللي عملوا أعمال لا تغتفر. كانوا بيعيشوا في الجبال اللي بتفصل بين البلاطين، مستقلين عن حكم بلاط أيبروس أو جولاه. لكن لأ، الملك والملكة الأيبروسيين ماكانوش شكلهم وحوش ولا باين عليهم الشر. بس مورجانا كانت عارفة إن المظاهر ممكن تكون خداعة. وراهم كان ابنهم، الأمير كاليات، اللي كان باين عليه نفس سن مورجانا. نفسها انحبس في زورها. كاليات كان أجمل جني شافته في حياتها. بشرته زيتونية، عظام خد عالية، وشفايف مليانة. كاليات كان لابس بدلة غامقة عليها تطريز نبات البلادونا على الياقة والأساور. تاج من الدهب الأبيض كان ملفوف حوالين شعره الغامق الكثيف. خدود مورجانا اتحرقت لما عيون كاليات الزمردية الجذابة قابلت عينيها. بصت بعيد، بطنها اتقلبت. صمت متوتر ساد المكان. كاليات بص بعيد عنها وكان دلوقتي بيبص لديمون بغيظ. "أهلاً بكم في احتفال الربيع، يا مواطني بلاط جولاه وبلاط أيبروس،" أعلن الملك إريك. "النهاردة بنرد الجميل للآلهة على النعم اللي قدمتهالنا خلال موسم الربيع. الشكر للآلهة." الزحمة همست شكرها. "يا ريت تنضموا ليا واحنا خارجين للمراسم. بعد كده، هنتغذى على ثمار الربيع وهنفتكر ده كوقت خير، وإثمار، وبدايات جديدة." تصفيق انتشر في الأوضة لما الملك إريك وقف. الأيبروسيين بعدوا ووقفوا على حافة السجادة الحمرا عشان يفسحوا الطريق لإريك. مشي من قدامهم، وبعده لارانيا، ديمون، وبعدين أيليس. مورجانا كانت آخر واحدة. اتجرأت تبص تاني للأمير كاليات وعينيه قابلت عينيها تاني. وشه كان فاضي كأنه بيبص على حاجة مش مهمة. مش ملفتة للنظر. مورجانا بصت بعيد، بطنها كانت بترف لما حمرة زحفت على رقبتها. الجنيات عدوا من بابين زجاج مزدوجين وخرجوا على الساحات الواسعة اللي ورا القلعة. الهوا النقي كان راحة مرحب بيها من الروائح المسكرة والمخنقة للورود في قاعة الرقص. ألوان بنفسجي ودهبي خططت السما من الشمس الغايبة وهما ماشيين على طريق حجري وطلعوا فوق تل. في المسافة كانت الغابة اللي بتمتد لأميال. نسيم بارد حرك الشجر. تحت شجرة بلوط عملاقة كان واقف الرائي الأعلى؛ جني محني، مجعد اسمه بالتازار عنده كتلة شعر أبيض. كان لابس رداء أبيض عليه حواف عليها علامات دهبية من طائفة الرائيين وكان ماسك عصاية. عند رجليه كان فيه خط من الأرض اللي لسه متقلبة ومزروعة بالبذور. كرات مليانة نور كانت طايرة في الهوا جنبه. "روحي هناك يا مورجانا. الجزء ده مش ليكي." لارانيا أشارت لمكان تحت شجرة صفصاف.

مورجانا مشيت بعيد، وعيلتها وقفت صف قدام التراب ومعاهم الأيبروسيين. بقية الجنيات اتجمعوا وراهم، زي المتفرجين اللي على وشك يتفرجوا على مسرحية. الرائي الأعلى داس بعصايته، وسكت الهمس اللي طالع من الزحمة. "النهاردة لازم نكرم الآلهة من خلال احتفال الربيع. كرمز لامتناننا، لازم أقوى جنيات إليسيا يغذوا الأرض بدمهم،" قال بالتازار. "الشكر للآلهة،" همست الزحمة. العائلات المالكة في بلاط جولاه وبلاط أيبروس رفعوا دراعهم وكفوف إيديهم في وش التراب. الرائي الأعلى خبط بعصايته وقطع كفوف إيديهم بسحر التراب. الدم نقط من إيديهم على الأرض، عامل ريحة حديد في الهوا. الجنيات الملكيين رجعوا لورا لما فروع طلعت من الأرض وكبرت وبقت شجر صغير. جروحهم خفت في ثواني. السحر كان بيطن، بيتردد على جلد مورجانا، ورفع شعرها. ريحته كانت زي وردة بتتفتح، إحساسه زي الشمس وهي بتشرق على الأرض، وطعمه زي بق مليان فراولة حلوة ومُعصير. الجنيات كلهم أخدوا نفس عميق لما سحر الربيع غطاهم. بس قلب مورجانا كان بيدق بعنف وهي بتعمل كل اللي تقدر عليه عشان تخبي قلقها. قد إيه الضرر اللي عمله سحر الاحتفال؟ قد إيه قربت من الموت بسببه؟ هل إكسيرها هيكون كفاية إنه يوقفه؟ نقطة عرق نزلت على رقبتها، وهي غمضت عينيها، وحاولت تهدّي نفسها. "وبكده، سحر الربيع بينتشر لأبعد أركان إليسيا وبنشكر الآلهة على هداياها!" قال الرائي الأعلى. مع انتهاء الاحتفال، كل الجنيات رجعوا يمشوا ناحية القلعة ويتكلموا في مجموعات ودودة. مورجانا فضلت قريبة ورا ديمون، مش متأكدة من مكانها في كل ده. الرقص كان شغال على ودنه ومورجانا مستخبية ورا شجرة دردار صغيرة. ترابيزة فاكهة ونبيذ جنبها، حاجز ممتاز، عشان الجنيات كانوا مهتمين بالأكل أكتر منها. كانت بتبص على الجنيات وهما بيرقصوا برشاقة في قاعة الرقص، ضحكاتهم وثرثرتهم بتنتشر في الهوا زي أجراس الرياح. المزيكا كانت حيوية، ومورجانا كانت هتحب ترقص لو ماكانتش متأكدة أوي إن الجنيات هيضحكوا عليها.

بدل كده، قضت وقتها وهي بتدور على المتنمرين بتوعها في الزحمة. لمحة شعر أشقر على يمينها خلت مورجانا تنط، فاكرة إنه داين. بس كانت أيليس بس، حاطة دراعها الشاحب حوالين بريجيد تارجون. بريجيد كانت أحسن صديقة لأيليس، وبنت تاجر غني. كانت جميلة بفستان بيشع، وشعرها أسود مجعد، وبشرتها غامقة. كانوا بيضحكوا، ويخبطوا كاسات النبيذ بتاعتهم ببعض. صداقتهم خلت الوحدة تزيد في بطن مورجانا، زي الأعشاب اللي بتخنق الحياة من جنينة. لما كان عندها عشر سنين، حاولت تخلي أيليس تلعب معاها على أمل إنهم يكونوا أخوات. بدل كده، أيليس وبختها وكانت دايمًا مشغولة أوي إنها تلعب. مناخيرها كانت بتكشر كأن مورجانا حشرة مقرفة دوست عليها. "مش شايفة إن عندي حاجات تانية أعملها؟" أيليس وبختها. مورجانا حاولت تاني لما كان عندها خمستاشر سنة، المرة دي طلبت من أيليس تساعدها تختار لبس للمدرسة. أيليس اتريقت، "ليه؟ كأن حد مهتم شكلك عامل إزاي." بعد كده مورجانا وقفت محاولات. مورجانا مسحت الزحمة بعنيها عشان تشوف أخوها. ديمون كان في آخر قاعة الرقص، بيتكلم مع العمة جوين. جنية شاحبة شعرها بلاتيني ولابسة فستان فضي. كده بقى يعني هيفضل معاها زي ما وعد. إلياس، لورد إقليم أورون انضم ليهم. كان ابن جوين، وجني وسيم بعيون زرقا وشعر غامق. إقليم أورون غني بمناجم الدهب والأحجار الكريمة وكان هو السبب في أغلب ثروة بلاط جولاه. أخت إلياس، سيرينا، كان عندها بشرة أمها الشاحبة وشعر أبوها اللي لونه شوكولاتة. بالرغم من إنهم كانوا قرايب بالتبني، سيرينا ماكانتش بتعترف بوجود مورجانا. كانت بتمشي جنب مورجانا كأنها جزء من الديكور جنب الترابيزات وحضنت أيليس. مورجانا ما اهتمتش، كأنها هي وسيرينا أصحاب. شكل مألوف لفت نظر مورجانا وتلج جمّد اللي جواها. على طرف قاعة الرقص كان ألستون، لابس بدلة بنفسجي من البروكار وشارب كاس نبيذ أحمر. جنبه كان داين، لابس بدلة لونها زي قيء البيبي. وهناك كانت إلفينيا، اللي كانت لابسة فستان بشع مليان حجر التوباز. من كشرة إلفينيا وتململها، الفستان كان مش مريح زي ما باين عليه. مورجانا رجعت لورا في الضلمة، بتأمل إنهم ما شافوهاش. بس بطريقة ما عيون ألستون الغامقة لقيتها، زي نسر بيشوف فأر صغير بيهرب في العشب الطويل. هي اتجمدت، قلبها بيدق بسرعة. ابتسامة مصاص دماء بطيئة انتشرت على وشه. بلعت صرختها. ديمون كان بعيد أوي، ومورجانا ماكانتش تقدر تعتمد على إريك أو أيليس لأي مساعدة. بس هناك، في الزحمة كانت لارانيا، بتشق طريقها ناحية أنطونيو أندين اللي كان لابس فستان أزرق سماوي. كان جنب جوزها، ناصر أندين، لورد جزر الأندين اللي كان لابس بدلة خضرا فاتحة زي رغوة البحر. مورجانا جريت ناحية أمها، الذعر بيخرمش زورها زي حيوان بري. خبطت في جنيات بيرقصوا. لارانيا لفت في اتجاه مورجانا.

"يا أمي!" مورجانا لوحت بإيدها، بس زوجين بيرقصوا خبطوها على الأرض. ألم هز ركبتيها. الزوجين كملوا رقص كأنها ولا حاجة. وشها أحمر، مورجانا قامت بصعوبة. لحسن الحظ، كان فيه حتة فاضية قدام، حيث كان ملك وملكة بلاط أيبروس بيدوروا. الجنيات كانوا بيجروا من طريقهم، زي أسراب السمك اللي بتهرب من زوج قروش. مورجانا هتقدر توصل لأمها أسرع لو راحت ناحية ملك وملكة أيبروس. الأمير كاليات كان قريب معاهم الحارسين الأيبروسيين، ابتسامة مبهرة على وشه وهو بيتكلم معاهم. فجأة، كاليات بص فوق وقابل نظرة مورجانا. ابتسامته اهتزت وحواجبه كشرت. مورجانا بصت بعيد، يائسة إنها توصل لأمها. الزحمة اتحركت وسدت طريقها لما ملك وملكة أيبروس مشيوا. "لأ!" عيون مورجانا لسعتها الدموع. إيد نزلت على كتفها. "رايحة فين؟" ألستون سأل. لفت. داين وإلفينيا كانوا حواليه، ابتسامات سخرية على وشوشهم. "سيبوني لوحدي." مورجانا بعدت إيد ألستون. "بقالنا كتير ماشفناكيش." عيون إلفينيا سابت أثرها على مورجانا زي جزار على وشك يقطع بقرة. "عيلتي هنا." عيون داين الزرقا اتلفتت على الزحمة. "طب وإيه؟ هما مش بيتفرجوا." "وغير كده، احنا بنتكلم بس. مفيش حاجة غلط في كده." ألستون مرر صباعه على خد مورجانا. هي اتنفضت ورجعت خطوة لورا. إلفينيا مسكت رسغها، ضوافرها بتغرز زي الكماشة. "مش هتفلتّي المرة دي." "فيه جنيات كتير أوي حوالينا. مش هتقدري تعملي حاجة." "مش هقدر؟" إلفينيا شدت مورجانا لقدام، كانت قريبة كفاية إنها تشم ريحة النبيذ في نفس إلفينيا. "ولا واحد من الجنيات مهتم بيكي." وكأنها عايزة تثبت وجهة نظرها، مجموعة صحاب أيليس رقصوا من جنبهم زي ورق الشجر اللي بيدور في جدول مياه بيضحك. أيليس ما لاحظتش مورجانا خالص. بدل كده، كانت بتضحك مع بريجيد ورايحة ناحية نص قاعة الرقص. "ولما نخلص منك، هما هيفتكروا إن واحد من الأيبروسيين عملها." إلفينيا ابتسمت بخبث. "أيوه، زي الجني اللي نص جني ده لوكاس اللي اتقتل على إيد واحد من الأيبروسيين الأسبوع اللي فات في القرية،" قال داين. "غرق في بحيرة جولاه." "أيوه، دايماً بيتورطوا في مشاكل،" ألستون وافق. "هيكون سهل نلوم واحد منهم." هز راسه ناحية الأيبروسيين الملكيين، ورا مورجانا. الأمير كاليات كان باصص عليهم، وتكشيرته زادت. أمل كبير نبت في صدر مورجانا. يمكن هو يقدر يساعدها؟ مورجانا اتحركت في اتجاهه، بس إلفينيا شدتها لورا. "ماتفكريش حتى. الأيبروسيين بيكرهوا البشر." وبكده، أمل مورجانا اختفى زي حلم مع أول شعاع شمس. "مش فاهم ليه العيلة المالكة محتفظة بيها،" داين قال لألستون.

"هي زي حيوان أليف ليهم." ألستون مال راسه. "ياريت كان عندي حيوان أليف بشري." راس مورجانا دارت. هل كان الخوف اللي مخليها دايخة أوي كده؟ ولا كان عرق الجنيات الخانق اللي ريحته زي ورد بايظ تحت الشمس الحامية؟ "دايماً كنت عايز أقتل بني آدم." ألستون قرب وشه من وش مورجانا وكان كأنها بتبص في عيون تعبان. من غير تفكير تاني، مورجانا خبطته براسها وألم انفجر في جبهتها. ألستون صرخ، دم طلع من مناخيره. مورجانا فكت نفسها وجريت وسط الزحمة. صرخات طلعت وهي بتخبط الجنيات على جنب. دورت في الزحمة على أمها، بس لارانيا كانت اختفت. شهقة مخنوقة خرجت من شفايفها، وجريت لمكان الزحمة اللي كان أخف. لو قدرت تخرج بره، هتقدر تفقدهم. مورجانا اندفعت من البابين الزجاج المزدوجين. مجموعات صغيرة من الجنيات بصوا عليها بتركيز. بعضهم رفع حواجبه واتريّق، وآخرين رجعوا لمحادثاتهم كأن مفيش حاجة حصلت. القمر كان بيشع ونسيم بارد لمس جبين مورجانا. جنيات مختلفين كانوا بيتحركوا في الساحات، بيشربوا، وبيتكلموا. مورجانا بصت ورا كتفها. داين وألستون وإلفينيا اختفوا، بس ده ماكانش معناه إنها في أمان. كانت محتاجة تفضل تتحرك. مورجانا جريت على طريق محاوط القلعة. خطواتها كانت بتعمل صوت خربشة على الزلط وهي بتهرب عبر الشجيرات والممرات البلورية المقوسة، لحد ما وصلت لضهر القلعة حيث كانت الحدائق. كل حاجة كانت ساكتة، ماعدا دقات الدم في ودانها. انحنت على حيطة القلعة والعرق بينزل على رقبتها. بعد لحظة بصت من ورا الركن، عشان تشوف لو هي في أمان. ماكانش فيه حد هناك. مورجانا اتنهدت براحة. هي فقدتهم. بس لو لقوها، كانت واثقة إنها هتقدر تهرب منهم في المتاهة، بالنظر لإنها كانت على بعد أمتار قليلة بس. اليراع كان بيتحرك في المتاهة، زي فوانيس عايمة شايلها أشباح. ضحكات خافتة كانت بتيجي من الضلمة، جنيات سكرانين مستمتعين باللي المتاهة بتقدمه. بالرغم من إن ديمون كان دربها على القتال، مورجانا كانت عارفة إنها ماعندهاش أي فرصة ضد إلفينيا وداين وألستون. من فترة كانت سألت ديمون تعمل إيه لو اتحاصرت على إيد جني تاني. هو بصلها بصة جادة أوي لدرجة إن رعشة نزلت على رقبتها. "تجري،" قال. مورجانا كانت محتاجة تلاقي ديمون أو لارانيا وتقولهم إيه اللي حصل. قامت وكانت بتنفض فستانها وهي بتلف الركن. في اللحظة دي مورجانا خبطت في صدر حد.

وقفت أنفاسها وهي بتبص للشخص اللي خبطت فيه. كان الأمير كاليات. بصت فيه لثواني، عينيها مليانة دموع وخوف. كان وشه فاضي من أي تعبير، بس نظراته كانت حادة ومثبتة عليها. "أنتِ كويسة؟" سأل بصوت هادي، بس كان فيه نبرة قلق. قبل ما تقدر ترد، ظهر ألستون وداين وإلفينيا من وراها، وابتساماتهم الشريرة على وشوشهم. "يا هلا بيكي يا مورجانا،" إلفينيا قالت بصوت ساخر. "كنتِ فاكرة إنك هتفلتي مننا؟" كاليات بص ليهم ببرود، وعينيه ضاقت. "إيه اللي بيحصل هنا؟" "ولا حاجة يا سمو الأمير، مجرد سوء تفاهم بسيط،" ألستون رد بسرعة، وابتسامته اختفت. مورجانا بصت لكاليات، حاسة بقلبها بيدق بعنف. هل ممكن يساعدها بجد؟ كاليات بص لمورجانا تاني، وبعدين رجع بص للمتنمرين. "أنا مش حابب منظركم هنا. امشوا." عيون إلفينيا وسعت بصدمة، وداين وألستون رجعوا خطوة لورا. ماقدروش يعترضوا على أمر أمير من بلاط أيبروس، خصوصًا الأمير كاليات اللي كان معروف بقوته.

"حاضر يا سمو الأمير،" ألستون قال بصوت مخنوق، وسحب داين وإلفينيا معاه. اختفوا بسرعة في الضلمة. كاليات بص لمورجانا، والبرود اللي في عينيه اختفى وحل محله تعبير هادي. "أنتِ بخير بجد؟" مورجانا هزت راسها ببطء، مش قادرة تصدق اللي حصل. "أيوه... شكرًا." كاليات ابتسم ابتسامة خفيفة. "إيه اللي بتعمليه هنا لوحدك؟" "كنت... كنت بدور على أمي." "تعالي معايا، أنا هوصلك ليها." كاليات مد إيده. مورجانا ما اترددتش لحظة، حطت إيدها في إيده. كانت إيده دافية وقوية، وإحساس الأمان غمرها زي موجة دافية. مشيت جنبه، حاسة إنها لأول مرة من وقت طويل، في أمان بجد.

Pages

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء