سفينة الحب الكورية - رواية رومانسية

سفينة الحب الكورية

2025,

رومانسية

مجانا

بنت غنية ومدلعة مجبرة تروح رحلة عمل بحرية مملة مع عيلتها. بالرغم من حياتها المرفهة، إيرين بتكره كل حاجة حواليها، خصوصاً مقارنات أهلها ليها بأختها المثالية جيسو. بتكتشف إنها مثلية ومخبية ده عن الكل. وفي وسط الملل ده، بتقابل كانج سولجي، نادلة بريئة وخرقاء بتلفت انتباه إيرين بشدة، وبتخليها تحس بمشاعر غريبة عمرها ما حستها قبل كده.

إيرين

نطوائية ومحدش بيفهمها صح. بتكره الروتين والملل وبتحس إن أهلها بيفضلوا أختها عليها. عندها مشاعر مثلية مخبياها ومحدش يعرف عنها حاجة.

جيسو

أخت إيرين الصغرى. هي مثالية في كل حاجة، طالبة شاطرة ومحبوبة ومنفتحة. دايماً بتحاول تكون قريبة من إيرين وتفهمها، حتى لو إيرين بتعاملها ببرود.

كانج

النادلة البريئة والخرقاء اللي بتشتغل على المركب. بتلفت نظر إيرين بجمالها وملامحها الحادة، وبتسبب لإيرين مشاعر جديدة ومختلفة.
تم نسخ الرابط
سفينة الحب الكورية

سفينة الحب الكورية
تحذير: الرواية دي وحشة ومقرفة، متقراهاش، أنا حذرتك!

دي أول رواية كاملة ليا عن سيلرين (وفيها جينسو، تشايليسا، وجويري).

أنا متحمسة أوي وأنا بكتبها. كنت عايزة أبعد عن أجواء ثانوي وأتجه لحاجة أكبر شوية. كنت في الأصل مخططة أكتب قصة عن سيلرين قبل "ميلك" بس الفكرة معجبتنيش فلغيتها. بس المرة دي أنا مكملة فيها، فاتمنى تستمتعوا بالرحلة!

كمان، الرواية دي فيها ألفاظ 

استمتعوا! :)

[تشويقة الوصف بس — الفصول هتنزل بعد ما أخلص كتابي الحالي]

"بنت مدلعة، غنية ومغرورة" ده اللقب اللي باء جوهيون، إيرين، خدته. لما تتغصب تروح رحلة عمل بحرية مع أختها جيسو، وعيلتها الكبيرة، مبتحسش غير بالملل وبتقول: "تضييع وقت". مهووسة ومستحوذة والفكرة دي محفورة في دماغها، مبتقدرش غير إنها تسأل نفسها لما تقابل عضوة طاقم هشة بس بريئة، كانغ سولجي.

.....

أول ما إيرين دخلت أوضتها الغالية، حست إنها قرفانة. الأناقة اللي عليها ضغط وفي نفس الوقت المودرن اللي طالعة من الحيطان البيضا، للوحات اللي بروازها دهبي، للفازات اللي شكلها غريب وملايات السرير القطيفة الحمرا. كل ده خلاها قرفانة. مكنتش فاهمة ليه أبوها، راجل أعمال ناجح، غصبها هي وباقي عيلتها يجوا الرحلة البحرية بتاعت الشغل دي. مكنتش زي رحلة "ديزني" المعروفة ولا أي حاجة مناسبة للعائلات. كانت احترافية ورسمية أوي، وعشا فاخر مفيش فيه غير أكل مقرف بياكله الأغنيا. إيرين فاكرة كويس أول مرة دقت "جبنة الماعز بالكمأة" وإزاي كانت هترجع على الترابيزة من طعمها الوحش. بس العشا مكنش هو اللي مضايقها. الأسبوعين دول هيكونوا مليانين على آخرهم باجتماعات مستمرة بين شركات غنية وأبوها. ليه كان لازم يجيب مراته وبنتيه معاه؟ كان بيقول إنه بيحبهم كلهم زي بعض، بس مكنش فيه خجل في إدراك إن ممكن يكون بيفضل بنت عن التانية شوية. إنها توصف الاتنين بأنهم بنات مدلعة هيكون ظلم. إيرين كانت بتحلف بحياتها إن مش بس أبوها لأ كمان أمها بتحب أختها جيسو أكتر، عشان هي كانت الطالبة المثالية اللي درجاتها كلها امتياز. قائدة بالفطرة وجميلة وطيبة ومرحة وممتنة – على سبيل المثال لا الحصر – أهلها كانوا بيمدحوها على شطارتها وأخلاقها. جيسو دايماً كانت بتقول لإيرين قد إيه هي ممتنة لحياتها وحظها إنها اتولدت في عيلة غنية زي دي وإن أختها كمان المفروض تكون كده، في حين إن إيرين كانت بتستهزأ بس. الأكبر كانت عكس جيسو تماماً. ده خلاها مستغربة إزاي هي قريبتها أصلاً. سواء كانت حاجة تافهة زي إنها بتكره الفراخ وجيسو بتعشقها أو حاجة ليها علاقة بشخصيتهم، الاتنين كانوا عايشين في عالمين مختلفين. إيرين كانت انطوائية وغالباً الناس بتفهمها غلط إنها باردة. بشكلها اللي زي الآلهة بس بهالتها البادردة، كانت بتخوف الناس إنهم يقربوا منها. إنهم يخترقوا قشرتها المتجمدة ويكشفوا عن اللي جواها – بس هي كانت ممتنة إن محدش عمل كده. محدش.

كانت عارفة من زمان إنها مش منفتحة زي جيسو بس كانت عارفة إن هرمونات المراهقة اللي عندها كانت بتفور بالرغبة بس هي كانت بتكبتها وتتحكم فيها. مكنتش الرغبة الجامحة دي اللي كبتتها عشان تديها للشخص الصح، كان الموضوع إن الشخص ده كانت متخيلة إنه بنت. أيوه، هي اعترفت لنفسها إنها مثلية. محدش كان يعرف. ولا حتى جيسو اللي بتحبها وبتكرهها في نفس الوقت. علاقتها اللي فاتت مع راجل فشلت تماماً. غير إن الولد كان بلاي بوي ونصّاب وبيصاحب إيرين بس عشان فلوسها، بس حتى لما باسها، محضتش بحاجة، ولا أي حاجة. كانت مبسوطة أوي إنها حافظت على عذريتها بعيد عنه على قد ما تقدر. بالمناسبة دي، هي كمان كانت عذراء بس كانت اتعلمت حاجة أو اتنين من حاجات للكبار على الإنترنت اللي لقتها بالصدفة بس دي قصة تانية. "إيه رأيك؟" الصوت الغريب قطع أفكارها. الراجل اللي بيمثل أبو إيرين جه من وراها وحط إيده على كتفها. "هيكون ليكي أوضتك الخاصة. للأسف بعيدة أوي عن أوضتنا وأوضة أختك." "شكراً يا بابا." إيرين رميت ابتسامة مزيفة وبعدت عن مسكة أبوها. "اسمعي يا جوهيون. أنا فاهم إنك مش عايزة تكوني هنا. كنتي تفضلي تكوني في البيت، تستمتعي بإجازة الصيف مع أصحابك." أبوها بدأ للمرة المليون. 'إيه الأصحاب دول؟' استهزأت من خجلها في إنها تتعامل مع زملائها. "بس الرحلة البحرية دي مهمة أوي بالنسبة لي." "دي مالهاش لازمة. احنا بس بندور في الكاريبي. إزاي دي مهمة؟" إيرين استخدمت نبرة حادة أهلها متعودين عليها أوي. "سواء كنا بندور في الكاريبي أو بنطير حوالين باريس في طيارة،" "ليه منروحش باريس بدل كده؟ أكتر رومانسية بكتير. كنت ممكن أستمتع بصراحة وأنا بصحى على كام كريب." "جوهيون." أبوها قال بحزم وقفلت بوقها فوراً، "الرحلة البحرية دي ممكن تكون ولا حاجة بالنسبة ليكي، بس أنا هقابل ناس مهمين أوي من شركات مختلفة كتير. فرصة ليا إني أوسع شركتنا لحاجة أكبر وأجرأ." 'أكبر وأجرأ،' إيرين فكرت، 'يا للسخرية'. "شيك أكبر وممكن، بس ممكن، تكون وجهتك النهائية لإجازة أحلامك." أبو إيرين ابتسم لبنته اللي بصتله بنفس النظرة. "قلت كده آخر مرة." بصقت عليه بس هو اكتفى بأنه يرفع كتفه وكأن ده طبيعي، والبرود طالع منها. "استخدمي النبرة دي معايا براحتك يا جوهيون." أبوها خد حدتها في الاعتبار، "بس لو تجرأتي تستخدميها النهاردة بليل، مش هتردد إني أقطع الشيك ده قدام عينيكي." أبو إيرين هدد البنت اللي عينيها وسعت دلوقتي. "النهاردة بليل؟" "أيوه، النهاردة بليل. السيد والسيدة لي متحمسين يشوفوا البنتين اللي دايماً بتباهى بيهم." "احنا دوبنا حطينا رجلينا على المركب ده من نص ساعة وبتقولي لي عايزاني أروح العشا النهاردة بليل؟ المركب لسه متحركش حتى!" "هيتحرك،" أبوها وقف عشان يبص في ساعته، اللي غالباً تمنها يسوى مصاريف جامعة طالب طب كلها.

"كمان حوالي عشر دقايق. يعني أنتِ محبوسة هنا." ابتسم، وده خلا إيرين تتأفف بصوت عالي. "أول ما نبدأ الإبحار، متتحاوليش تمثلي دور روز في تيتانيك." إيرين رجعت راسها لورا باستغراب وهي مكشرة، "ايه الهبل ده معناه إيه؟" "جوهيون، اتكلمي كويس." إيرين بس قلبت عينيها لأنها عارفة إن جيسو كانت هاتفهم الإشارة اللي أبوها عملها دي على طول. "طيب، أنا لازم أروح أشوف أوضتي أنا ومامتك، بما إني قضيت وقت أطول في أوضتك أنتِ وجيسو. استريحي دلوقتي بس كوني مستعدة للحدث اللي الساعة ستة." أبوها ابتسم بس إيرين اتضايقت من استخدام أبوها لكلمة "حدث". "باي يا بابا." قالتها ببرود وهو اختفى وقفل الباب وراه. اتنهدت ورجعت انتباهها لأوضتها، أو بالأحرى أوضها. كان لازم تعترف، مكنتش زي ما توقعت خالص. كانت مستنية تشوف حاجة قديمة ومتهالكة زي خشب متمشيش خالص مع لون فوشيا بشع بس اتفاجئت لما فتحت الباب ولقيت مساحة عصرية شبه اليخت بالظبط. مقدرتش تنكر إن أبوها عنده ذوق ممتاز في التصميم. خدت جولة في الأوض الواسعة اللي فيها كل الأوض اللي محتاجاها. السرير الملكي في أوضة النوم اللي فيها دولاب كبير. الحمام اللي فيه بانيو كبير وأنيق في نص الأوضة بالظبط، ودش زجاجي ضبابي مستخبي في الزاوية. أوضة المعيشة الكبيرة اللي فيها تلفزيون ضخم، كنبة جلد سودا وحتى مطبخ فيه جزيرة، وبار، تلاجة، بوتاجاز، كل حاجة وكل أي حاجة. المساحة كلها كانت يمكن قد أوضة المعيشة بتاعتها بس في البيت، واللي كانت ضخمة أوي بما إنها كانت عايشة في قصر جميل كتير بيحلموا بيه. لو كانت صحت في الأوضة من غير ما تعرف إنها على سفينة، كانت هتفتكر إنها في مجمع فاخر في نص لوس أنجلوس أو في أي مكان تاني بس هي مكنتش كده. كانت محبوسة على سفينة أعمال هتبحر في أي لحظة. لكنها قدرت إن أبوها اشترى أغلى الأوض المتاحة، وإن عيلتها كانت في أعلى دور خالص، وده سمح بوجود بلكونات صغيرة. التعرض للهوا المالح. منظر الشمس وهي بتغرب، بترسم ألوان قوس قزح في سما الليل اللي كانت بتضلم. أزرق، بنفسجي، بينك، برتقالي وأحمر. إيرين مقدرتش تنكر إنها حتى لو كانت سفينة، كانت جميلة أوي. وكانت ممتنة فعلاً إنه مش هيكون فيه أطفال وهيكون فيه كبار بس. العشا المتأخر رجع تاني لدماغها، وده خلاها تتأوه. بالرغم من التحيز ضده، هي دايماً كانت عايزة تبان منظمة – حتى بابتسامتها المزيفة اللي بتبين أسنانها البيضا اللؤلؤية المثالية. خداع المظاهر كان موهبة إيرين الطبيعية. بتمثل إنها بنت صغيرة بريئة عايزة بس تجيب الخير للعالم، في حين إن أفكار شريرة وابتسامات ساخرة بتظهر في دماغها بس. خلعت هدومها ودخلت الدش الرخامي الرمادي، وفتحت رأس الدش الكبيرة وسمحت للمياه السخنة إنها تبعد تفكيرها عن أي حاجة. في نص ده، كانت هتقع تقريباً لما حست بالسفينة بتتهز رايحة جاية، ودي كانت إشارة إنها هتبحر. طلعت تأوه، تأكيد إنها دلوقتي محبوسة على الرحلة المملة دي مع عيلتها الأكثر مللاً. لحسن الحظ، جيسو الصغيرة مكنتش مملة لأنها عادة كانت بتخلي إيرين تضحك بجد وكانت شخصية مرحة ومبتهجة أوي بس لسه كانت بتضايقها، لأن كده طبيعة الأشقاء. غسلت شعرها وجسمها بسرعة وبدقة قبل ما تطلع زي الأرنب وتجفف نفسها. إيرين بصت على موبايلها اللي كان محطوط على حوض المطبخ الرخامي الأبيض واتنهدت. كان عندها أقل من ساعتين تضيّعهم. وهي بتسرح شعرها اللي كان نص مبلول، دخلت أوضة المعيشة بس كانت هترمي صرخة لما شافت شخص واقف على باب الأوضة. "جيسو!" إيرين صرخت في أختها، "كم مرة قلتلك متعمليش كده؟!" جيسو تمتمت باعتذار وابتسامتها المعتادة مرسومة على وشها. مفيش حاجة كانت بتضايق جيسو أبداً وده اللي خلى إيرين تكره أختها الصغيرة أكتر. كمان ضيفي على كده إن جيسو كانت لابسة فستان أحمر طويل جميل اللي كان بيبرز جمالها القوي أصلاً. شعرها الأسود الجميل نازل على ضهرها وكتفها مع مكياج بسيط وخفيف. عين إيرين اتنفضت وهي بصت لنفسها في موبايلها، وبتتقرف من شكلها "بعد الدش". البنتين كانوا معروفين أوي بسبب مكانة أبوهم العالية وكمان بسبب ملامحهم اللي زي الآلهة. أبوها دايماً كان بيعرض عليهم وظايف عارضات أزياء للبنتين الشابات الجميلات بس إيرين كانت بتستهزئ وترفض في حين إن جيسو كانت بتسقف بفرحة. ضيفي ده على قائمة إيرين "ليه بكره أختي الصغيرة". "الملفوفة" طلعت تأوهة عالية لما جيسو دخلت الأوضة من غير إذن وفتشت المكان. "عايزة إيه؟" إيرين قالت بضيق وهي بتقلب في شنطتها اللي الموظفين جابوها ليها. جيسو طلعت ضحكة خفيفة، "بابا فعلاً كان مفضلك في الأوض." ودان إيرين وقفت وهي لفت للبنت الـ "4D" اللي كانت بتعجب بلوحة مملة على الحيطة. "يا بجد؟"

"مش مصدقاني؟" جيسو ضحكت، "هوريكي أوضتي." إيرين هزت راسها رافضة عرض جيسو وطلعت ابتسامة ساخرة، "أنا كويسة. مصدقاكي." "بس أنتِ مفضلتيش نفسك في اختيار الهدوم." جيسو هزرت وعينيها مسحت هدوم إيرين الكاجوال قبل ما تطلع ضحكة. "اطلعي! برا!" إيرين دفعت جيسو الضاحكة برفق برا أوضتها. "البسي فستانك الأسود! ده عشا فيه تيمة!" آخر كلمات البنت اللي لابسة كانت بترن في دماغ إيرين قبل ما تخبط الباب وتقفله بالمفتاح. "الأرنوبة" اتأوهت بإحباط وهي وقعت على السرير، ضهرها بيغوص في المرتبة الطرية. يا ليها من رحلة غبية، كانت كارهة السفرية دي بالفعل.

بعد حوالي ساعة ونص من إنها كانت نايمة على السرير وبتعملش حاجة غير إنها بتقلب في موبايلها – بتشكر المركب على إن فيها واي فاي بطريقة ما – إيرين قامت أخيراً ولبست فستانها الأسود الأنيق. كانت بتحط روج أحمر على شفايفها الناعمة قدام المراية لما الباب اتفتح فجأة وخلاها تنط. كانت قريبة أوي، قريبة أوي، إنها تبوظ الروج. الخضة الصغيرة دي شكلها خلتها تتعصب أكتر بما إنها كانت جاية أصلاً في مود مش طايقة فيه حد. إيرين اتأوهت بغيظ وقلبت عينيها، وقفت عشان تفتح الباب وهي مجهزة صوتها عشان تزعق في أبوها بأدب. مكنش فارق معاها هو هيقول إيه في الوقت ده. "ده لوحده كفاية إني أفضل أكرر لجيسو تخبط قبل ما تدخل!" إيرين قلبت عينيها وهي رايحة أوضة المعيشة. عينيها قابلت الراجل اللي لابس بدلة شيك. "آسف يا جوهيون. أنا بس متوتر بخصوص عشا النهاردة بليل. لو معملتش انطباع كويس، حتى مع بناتي، ممكن أخسر الفرصة دي." أبوها ابتسم لما عينه راحت على فستان إيرين، هدية من أمها في عيد ميلادها. هي عمرها ما طلبت فستان. طلبت حاجة بسيطة زي فلوس وأكل بس طبعاً أمها اعتبرت ده "مش راقي" و "هيبوظ سمعتها". إيرين مكنتش فاهمة إزاي أمنية عيد ميلاد ممكن تبوظ سمعتها. "بالمناسبة، بالنسبة لعشا النهاردة بليل، أنتِ جاهزة؟ هيبدأ في أقل من نص ساعة." أبوها ورى أسنانه المثالية مرة تانية وهو بيشبك إيديه. إيرين طلعت هوا من بقها، "لأ." "جوهيون."

"أيوه، أنا جاهزة يا بابا." رميت ابتسامة مزيفة زي ما أبوها عمل بالظبط، وهو مكنش واخد باله إنها مزيفة. "مش لازم تتكلمي كتير. بس خليكي محترمة، ردي على كام سؤال منهم وكل حاجة هتبقى تمام. ماشي؟" أبو إيرين لف ومشي ورا بنته وهي مشيت حواليه على الحمام آخر مرة. عدلت شعرها وعين الراجل كانت مخترقاها. "جوهيون، ردي عليا." أبوها طلب بصوت صارم. "أي حاجة." إيرين مكنتش عارفة تتوقع إيه، بس لما شافت قاعة الطعام الفاخرة، مقدرتش غير إنها تسيب بوقها مفتوح من جمالها. موسيقى جاز كلاسيكية هادية بتشتغل بهدوء في الأوضة الكبيرة الضلمة اللي فيها ترابيزات خشبية متغطية بقماش أبيض ومذهب. السقف الأبيض اللي فيه إضاءة خافتة ومتعلق فيه نجفة كريستال ضخمة وجميلة في نص القاعة. أخيراً فهمت الوصف "الفاخر" اللي أبوها قاله كذا مرة وهي واقفة هناك، بتلاحظه بعينيها. "عندك دايماً ذوق رفيع أوي يا جيسونج." أم إيرين كانت بتدلع جوزها وبناتهم وراهم. "الملفوفة" بتحاول متستفرغش هناك في ساعتها في حين إن "محبة الفراخ" اللي جنبها كانت بترفرف برموشها بابتسامة. الأربعة اترافقوا لترابيزة على جنب كانت الإضاءة فيها خافتة أكتر بسبب غياب النور من ويتر. إيرين اللي كانت بتخمن إن دول عيلة لي اللي أبوها كان بيتكلم عنهم كتير وقفوا بابتسامات بتشع إشراق زي ما عيلتهم عملت – طبعاً مش إيرين. "سعيد إني شفتك يا مستر لي." أبو إيرين سلم على الراجل في نص عمره والبنتين هما وجيسو سلموا على بعض بأحضان وبوسات على الخدود. "دلوقتي، دي أكيد إيرين؟" السيدة لي سألت، أبو إيرين هز راسه بإيماءة كريمة. "يا له من نساء جميلات. فاكرة لما كنت بتباهى بجمالي أيام شبابي." جيسو تقبلت المجاملة بإمتنان في حين إن إيرين كادت أن تستهزئ قبل ما نظرة أبوها الصارمة تجبرها على ابتسامة مزيفة، ودي كانت علامتهم التجارية. أول ما الكبار خلصوا ترحيباتهم، كلهم قعدوا، إيرين كانت ممتنة لأن كعوبها كانت بدأت تموتها خلاص. التلاتة الكبار اتكلموا عن ربنا أعلم إيه، إيرين بوضوح مكنتش مهتمة وهي بتفرك في فستانها اللي مش مريح. الفستان لحسن الحظ كان واصل لركبتها بس القماش، خصوصاً عند منطقة الرقبة كان زي صنفره خشنة وكمان بسبب التاج المزعج اللي كان جوه الياقة. "أنتِ كويسة؟" جيسو همست لأختها اللي كانت بتتحرك كتير، الجميلة اللي كانت متضايقة تجاهلت أختها وهي بتحاول تحرك رقبتها بشكل محرج عشان تتجنب الملمس اللي بيحك بس ده شكلها خلى الموضوع أسوأ وهي كانت بتحرك رقبتها لورا، "جوهيون؟" سمعت أمها وغيرت وضعيتها فوراً لوضعية طبيعية أكتر، طلعت نفس كانت حبساه وطارت إيدها لرقبتها، وحركت التاج بعيد وطلعت تنهيدة ارتياح كبيرة. البنت الغلبانة مكنتش عارفة إن الترابيزة كلها كانت بتبصلها. "جوهيون!" الصوت العالي والمفاجئ من أبوها خضها وهي رفعت عينيها للناس اللي سكتوا. "إ-إيه؟" الإحراج المفاجئ غمر وشها وهي أدركت إن كلهم شافوا حركاتها الغريبة اللي زي النعامة. "تحبي تشربي إيه يا مدام؟" صوت تاني جه من الجنب، بس ده مخضهاش لأنه كان بوضوح أنعم وأنوثي أكتر. إيرين حولت انتباهها وكادت أن تفتح فمها من الدهشة على النادلة اللي واقفة قصادها ومعاها مفكرة وقلم في إيدها. إيرين رفعت نظرها والعينين الأحاديين اتقفلوا مع عينيها قبل ما تكسر التواصل البصري المتوتر. عينيها سافرت لأنف البنت الزرار قبل ما تستقر على شفايفها الممتلئة. إيرين رفعت نظرها تاني للعيون القططية البنية اللي بتشد مرة تانية قبل ما النادلة اللي اتوترت فجأة تتكلم، "م-مدام؟" "أنا.." إيرين سكتت وعينيها بتبص على شعر البنت الأسود وغرتها. قبل ما تقدر تستكشف جسم البنت، أبوها اتكلم، "هي هتاخد سبرايت."

مع ده، الست حنت راسها ومشيت، وسابت إيرين تعض شفتها وهي القوايم بتلف على الترابيزة. جيسو بتبتسم لإيرين بسخرية، عارفة تماماً إن أختها كانت بتبص على النادلة. مين اللي مكنش بيبص؟ صح، الكبار المملين اللي على الترابيزة اللي كملوا كلامهم. إيرين فضلت باصة على مفرش الترابيزة كام لحظة قبل ما تفتح القايمة اللي جيسو ادتهالها. البنت المخطوبة فاقت من ذهولها وبدأت تقرا الكلام اللي في القايمة، بس كشرت لما شافت الكلمات اللي بالفرنساوي، "ن.. نيك.." "سلطة نيسواز." أختها علقت بمحاولة لكنة وهي مبتسمة، إيرين مقدرتش تمسك نفسها من إنها تقلب عينيها على جيسو، عارفة إنها معاها شهادة في الفرنساوي جنب الإنجليزي واللاتيني ولغات تانية كتير. ده كان بيلفت انتباهها. "كنت عارفة." إيرين بصقت بهدوء على البنت اللي تمتمت باعتذار، هي مكنتش عارفة. كانت بتحاول أوي تستخدم مهاراتها في الإنجليزي عشان تتعامل مع الفرنساوي بس كان فيه علامات غريبة في كل حتة ولما نطقتها، كانت بتبان زي كلام مش مفهوم. بتنهيدة يأس، إيرين اختارت صورة نوع من اللحمة في ركن القايمة. "هتاكلي إيه؟" جيسو سألت البنت اللي كانت شكلها متضايق، إيرين قلبت القايمة عشان توريلها صورة اللحمة اللي شكلها كده وجيسو فحصتها كويس، "أعتقد دي "كوك أو فان" (ديك بالخمر)" إيرين حلفت لو جيسو حاولت تعمل لكنة تانية إنها هتضربها على مؤخرتها لدرجة إنها هتطير لفرنسا نفسها. "هاخد دي." "بجد؟ دي طبق رئيسي وفيها فراخ." إيرين طلعت تأوه طويل بس هادي، حريصة إنها متلفتش انتباه شركاء الأعمال المنشغلين. "اختاريلي أي حاجة." بهزة رأس مبتهجة، جيسو قلبت في القايمة وده سمح لإيرين إنها تجمع أفكارها وترجع للنادلة الحلوة اللي شكلها يفتح النفس. صوتها الخشن بس الأنثوي. ملامح وشها الحادة. عينيها الأحادية اللي كانت فيها توتر مفاجئ لما إيرين بصت فيها. عضت على شفتها وده أجبرها على إنها تخفي ابتسامة ساخرة. "إيه رأيك في "شوربة بالبصل"؟" جيسو سألت، ولحسن الحظ من غير لكنة. "إيه؟" "شوربة بصل." "ماشي، مش فارق معايا." إيرين هزت كتفها ببرود لأختها اللطيفة اللي بس هزت راسها بابتسامة ضعيفة. عقلها رجع للنادلة المجهولة اللي كانت لقيتها جذابة بشكل كبير وطلعت تنهيدة صغيرة. البنت كانت زهقانة أوي. كانت عايزة تشوف النادلة الحلوة دي مرة تانية. ليه كانت بتاخد وقت طويل كده؟ وكأنها على ميعاد، النادلة الجميلة اتحركت بخطوات بطيئة ومتعثرة للترابيزة ومعاها صينية مليانة مشروبات بكل الألوان. دراع البنت الغلبانة كان بيترعش وهي بتثبت الصينية على الترابيزة، إيرين كانت بتراقب كل حركة ليها بحذر. "واحدة سكوتش،" صوتها الرائع ملى الترابيزة اللي حواليها وهي بتدي كوباية لمستر لي بس أبو إيرين اتكلم على طول، "آه، دي ليا أنا."

البنت كشرت قبل ما تحني راسها بسرعة، "آه، أيوه. آسفة يا سيدي. واحدة سكوتش." حطت الكوباية قدام أبو إيرين وكملت باقي المشروبات، طول الوقت وإيرين كانت بس بتبص في ملامح البنت الناعمة بس الحادة. "وواحدة-" النادلة لفت لإيرين واتجمدت وهي بتاخد نفس بصعوبة. إيرين مقدرتش غير إنها تطلع ابتسامة خفيفة والبنت هزت راسها بخفة ومررت المشروب الشفاف، "واحدة سبرايت." الست اللي لابسة الزي الرسمي فردت نفسها، وهي بتطبطب على جيوبها عشان تلاقي مفكرتها الصغيرة وقلمها اللي إيرين لسبب ما لقتهم شكلهم جميل أوي. وهي بتدور، "الملفوفة" معجبتها اليونيفورم الحلو اللي كان شكله "حلو أوي" على البنت المتوترة. قميص أبيض بكم مدسوس في بنطلون أسود. عيني إيرين اتجولت في جسم البنت مرة تانية لما نور انعكاس بطاقة الاسم لفت انتباهها. كانج سولجي. إيرين ابتسمت مرة تانية لأفكارها، 'باي سولجي. كانج جوهيون. إيه الحلاوة دي.' يا ترى البنت دي سريعة قد إيه؟ سولجي لفت حوالين الترابيزة، بتاخد طلبات كل اللي موجودين اللي جيسو لحسن الحظ قالت طبق إيرين ليها. مهما كانت طريقة نطق شوربة البصل بالفرنساوي، هي مكنتش عايزة تحرج نفسها بنطق سيء قدام سولجي. جيسو بصت على أختها وطلعت ابتسامة ساخرة تانية وهي مسكت إيرين وهي بتبص على النادلة بتاعتهم تاني. بمساعدة كورس علم النفس اللي بتاخده، جيسو استغلت الفرصة عشان تكشف إيرين، مش حرفياً، بس تكشف أفكارها عن سولجي بطريقة ما. "وأنتِ يا مدام؟" سولجي لفت ناحية جيسو اللي رمشت بعينيها للست الواقفة. وده ممرش على إيرين من غير ملاحظة لأنها كانت ملاحظة أوي. هي بس بصت لأختها اللي كانت شكلها بتغازل سولجي بضعف، وفتحت بقها شوية. "ممكن أخد.." عين جيسو راحت للأرنوبة اللي قدامها واللي كانت شكلها بتفور غضب، "فوندو؟" "فوندو؟" "أيوه. يمكن تاكليه معايا؟" جيسو هزرت، بتشكر ربنا نفسه إن أهلها مكنوش منتبهين لأنهم كانوا هيضربوها بسبب الكلام اللي مش كويس ده.

سولجي طلعت ضحكة خفيفة وإيرين قبضت إيديها، "آسفة مقدرش أعمل كده يا مدام." البنت كتبت في مفكرتها وحنت راسها، "مقبلاتكم هتوصل قريب." مع الكلمة دي، البنت اختفت في المطبخ اللي جنبهم وجيسو لفت لإيرين فوراً، واللي لازم تعترف، كانت شكلها مخيف شوية بتعبير الغضب اللي على وشها، بس خبته بابتسامة. "في حد غيران." إيرين جزت على سنانها من كلام أختها اللي مفيش فيه خجل، "غيرانة؟ بتهزري ولا إيه؟!" "ليه متفاعلة كده؟" "عشان أنتِ لسه فلاحت معاها!" "واو، أنتِ فعلاً بتحبيها." تعبير الأكبر سنًا لان عند كلام جيسو، "لأ مبحبهاش!" إيرين احمرت فجأة. "وكمان بتكسفي!" جيسو قالت بهدوء، بتحاول تكتم فضول الكبار اللي قاعدين، "متقدريش تنكري إنها حلوة." "الجيل بتاع ٩١" كاد أن يستهزئ من كلام أختها الأصغر. سولجي مكنتش "حلوة". هي كانت حلوة جداً. كانت "صاروخ" بس خرقها خلاها محبوبة. إيرين اتنهدت بارتياح، ملاحظة إن جيسو ممكن تكون صح. "أنا صح." جيسو اتباهت وهي بتقرا دماغ البنت اللي قصادها، "أنتِ بتتكلمي عن إيه؟!" "أنتِ بتحبيها. الطريقة اللي بتبصي بيها عليها، وبعدين بتتعصبي أوي لما أنا أغازلها. ده مخيف شوية." جيسو هزرت بس إيرين كانت عايزة تضرب أختها الصغيرة على راسها عشان تسكتها. "بس معرفش بابا وماما هيردوا إزاي لما يعرفوا." عين إيرين وسعت من كلام جيسو، "قصدك إيه؟! هتقوليلهم؟! أنا مبحبهاش حتى!" "الملفوفة" طلعت الكلمات بعصبية في همسة مصاحبة بصوت عالي. أختها مش هتجرؤ تعمل حاجة زي كده. "إيرين!" صوت جيسو كان على نفس مستوى صوت إيرين، "سواء بتحبيها أو لأ، أنا مش هقول لماما وبابا." "سواء عجبك أو لأ. أنا مبحبهاش. أنا مبحبش البنات. أنا مبحبش حد دلوقتي." إيرين بصقت كذب على البنت اللي شعرها أسود. "آسفة." جيسو اعتذرت، "بس افتكرت إنك مهتمة بيها. مش هعملها تاني." بتنهيدة ارتياح صغيرة، إيرين هدت. بالرغم من كرهها لجيسو، هي لسه كانت ممتنة أوي لأختها الصغيرة إنها وفية وبتعتذر طول سنينهم مع بعض كأخوات، هي بس مكنتش عارفة إزاي تبين ده. انتباهها وقلقها رجعوا تاني لكام دقيقة هادية بس وهي بتفكر في سولجي. اتضايقت أوي لما اتقطعت تاني. "إيه أخبارك أنتِ يا جوهيون؟" صوت رجولي قطع أفكارها وهي حولت انتباهها للمحادثة اللي على الترابيزة، "إ-إيه؟" رمشت، والارتباك كان مرسوم على وشها وهي بتبص لمستر لي. "قدمتي في أي كليات أو جامعات؟ والدك بيقول إن أختك حصلت بالفعل على شهادات كتير." طبعاً. "أنا.. أنا لسه بفكر." "هي بتفكر بقالها كتير أوي دلوقتي." أمها ضافت، كان فيه نبرة حدة في صوتها اللي خلت إيرين تتضايق من إنها بتتقارن بجيسو. دايماً كانت كده طول حياتها، أختها دايماً كانت بتحصل على المركز الأول. "آه، فهمت." مستر لي هز راسه، "إيه اللي يهمك؟" "الأرنوبة" المتضايقة بس هزت كتفها للأسئلة شبه الشخصية دي، "رقص؟ مش عارفة." "آه، هتعرفي قريب يا حبيبتي." السيدة لي ابتسمت بضحكة والمحادثة رجعت لدراسة جيسو، وإيرين رجعت تفصل تاني. "الأرنوبة" لفت الشاليموه الأسود في كوباية الشرب بتاعتها قبل ما تاخد رشفة خفيفة. هي لسه مكنتش فاهمة ليه هي هنا أصلاً. عيلة لي بس سألوها كام سؤال ملوش علاقة بأي حاجة عن شغلهم. مكنش ليها لازمة تكون هناك، بس في أعماقها، كانت ممتنة إنها موجودة. عشان تشوف بنت جميلة زي كانج سولجي. مجرد التفكير فيها خلى إيرين تعض شفتها وتبتسم. وبمناسبة البنت دي، ابتسامة إيرين وسعت لما البنت ظهرت من المطبخ وهي ماسكة صينية ضخمة في إيديها واللي بصراحة كانت شكلها مش متوازنة. البنت كانت بتتحرك ببطء شديد بالأكل بس إيرين مقدرتش تلومها، هي نفسها كانت هترمي كل حاجة دلوقتي، لكن ممكن تكون قالت حاجات بسرعة أوي. بعد دقيقتين كاملتين من المشي بحذر، سولجي قربت من الترابيزة، وطلعت تنهيدة ارتياح صغيرة لأنها مادتقتش أي حاجة بس الارتياح ده اتدمر بسرعة لما راجل من ترابيزة تانية رجع كرسيه لورا وخبط فيها. الدفعة المفاجئة دي خلت البنت المسكينة تفقد توازنها. الوجبات طارت لجنب واحد، وبالتالي الصينية وقعت من إيد البنت وسمحت للأكل يقع في كل حتة مع الأطباق اللي اتكسرت في كل مكان، وسابت أزاز مكسور في كل حتة. الحاجة الوحيدة اللي كانت في دماغ إيرين؟ الشوربة السخنة اللي اتدلق عليها كلها.

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء