موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رواية حضن الخيانة

        حضن الخيانة

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        في ذكرى زواج آويف ورونان الأولى، تنتظره آويف بفارغ الصبر لكنه لا يعود. بعد اكتشافها أنه في بار، يواجهها رونان في ليلة ماطرة ويعترف بأن زواجهما كان مدبرًا، وأنه لم يحبها قط، بل كان يحب أختها مايف. تتضح الحقيقة الصادمة لآويف: كل صداقتهما وزواجهما كان خطة من مايف للاحتفاظ بتحالفات العائلة. تجلس آويف وحيدة، وتستوعب كيف كانت مجرد بديلة في حياة اعتقدت أنها كانت حقيقية، تاركة إياها محطمة ومخدوعة.

        آويف

        طبيبة أطفال ناجحة في دبلن، تحب عملها مع الأطفال. كانت تعتبر نفسها محظوظة بزواجها من صديق طفولتها رونان، وتؤمن بالحب الذي ينمو ببطء. هي شخصية حالمة، صبورة، ومخلصة. لكنها اكتشفت أن كل ما عاشته كان وهمًا، وأنها مجرد وسيلة لتحقيق مصالح عائلية.

        رونان

        صديق طفولة آويف وزوجها. يظهر في البداية كزوج غائب وبعيد، لكن تتكشف دوافعه الحقيقية لاحقًا. كان يحب أخت آويف، مايف، وكان زواجه من آويف مجرد خطة لدمج العائلتين. شخصيته مركبة، فهو يشعر بالذنب تجاه آويف، لكنه لم يستطع أن يبادلها نفس الشعور.

        مايف

        أخت آويف وكانت تحب رونان
        تم نسخ الرابط
        رواية حضن الخيانة

        رواية حضن الخيانة
        دقت الساعة ستة.
        كانت أمسية هادية، من النوع اللي كانت تحلم فيه وهي صغيرة—مطر خفيف يدق على الشبابيك، شموع بريحة القرفة تولع جوا قزاز، وريحة الحب اللي مالية الجو زي ريحة المرق اللي يفور على النار. بس هذا ما عاد صار حلم. كان يوم ذكرى زواجها الأول.
        وهو ما رجع للبيت.
        آويف برينان وقفت قدام المراية، وتعدل كسرات فستانها الحريري الكحلي. كانت لافة شعرها بنفس الطريقة اللي كان يقول إنه يحبها وهي صغيرة—أيام ما كان يضحك معاها على الكوكيز المحروق والأحذية اللي كلها طين. أيام ما كانوا لسه أصحاب.
        عيونها راحت جهة الممر. هدوء.
        هي كانت ماخذة إجازة من مستشفى الأطفال—لغت أربعة مواعيد، وأجلت استشارة مهمة، وأرسلت رسالة اعتذار لأم جديدة كان عندها طفل مصاب بمغص. كلهم تفهموا. في النهاية، حتى أفضل طبيبة أطفال في دبلن تستاهل تاخذ راحة عشان تحتفل بذكرى زواجها الأول.
        لكن الشخص اللي خططت اليوم كله عشانه ما كان يدري وش ضحت فيه.
        البيت ريحته دجاج مشوي بالروزماري وشوكولاتة فوندان. أكلاته المفضلة. في غرفة المعيشة، قائمة بأغاني كانوا يحبونها أيام المدرسة تشتغل بصوت خفيف مع صوت قزاز الكاسات. البانيو مليان مويه دافية. بريحة. حتى إنها حجزت مساج للأزواج—في البيت، سرّي، ورومانسي.
        ومع ذلك، ما في أي خبر عنه.
        هذا الشيء ما كان غريب—ما عاد صار. رونان صار بعيد. أول شيء، كانت تقول لنفسها إنه من الشغل. بعدين من الضغط. بعدين توقعات أبوه. في الفترة الأخيرة، ما كانت متأكدة وش الكذبة اللي قاعدة تصدقها.
        كانوا أصحاب طفولة. دايم مع بعض. أول شيء يتراشقون بكرات الثلج، بعدين يسولفون على الأسطح، بعدين يشاركون بعض أحلامهم عن كيف ممكن تكون حياتهم. زواجهم كان منطقي—على الأقل لأهلهم. عائلة الأوسوليفان وعائلة البرينان كانوا حلفاء في التجارة من زمان، قبل ما يعرفون آويف ورونان وش يعني تحالف. لكن ما حسوا إنه زواج مدبر. مو في وقتها.
        هي كانت تحبه. بهدوء. بصبر. كانت تعتقد إنه بيتغير.
        لكن في هالايام، ما عاد صار حتى صديقها.
        شيكت على جوالها مرة ثانية. لسه ما في شيء. آخر رسالة كانت الصباح. بس كلام مختصر:
        "بشتغل لوقت متأخر. لا تنتظريني."
        لكن هي انتظرت.
        صارت الساعة إحدى عشر ونص. المويه اللي في البانيو بردت. الدجاج نشف في الفرن. الفوندان هبط شوي من النص.
        لكنها جلست، وتراقب الباب. وتراقب الساعة.
        صارت الساعة إثناعش.
        وقفت، فصخت كعبها، ولبست جاكيت خفيف فوق الفستان. المطر بدأ يشتد. ما عاد تقدر تتجاهل الإحساس اللي يشد في بطنها—الإحساس اللي يقول إن فيه شيء مو مضبوط. شيء غلط.
        حاولت تتصل فيه. مرة. مرتين. ما يرد.
        بسرعة، مسكت مفاتيحها وراحت للسيارة.
        البار اللي جنب مكتبه—نفس البار اللي دايم يروح له مع زملاه—يبعد عشرين دقيقة. مفاصل يدها صارت بيضا وهي تسوق، وقلبها يدق بسرعة. كل السيناريوهات الأسوأ مرت على بالها: حادث، السيارة تعطلت، أحد سوى فيه شيء.
        لكن لما وصلت أخيرًا قدام مكسورليز، الحقيقة كانت أسوأ.
        كان جالس عند البار، لحاله، يشرب ويسكي. شعره كان منكوش، وقميصه مفتوح شوي، وربطة عنقه مرتخية. أول ما دخلت من الباب، ضربتها الريحة—ريحة خشب قديم، كحول، وريحة الخيانة القوية.
        هو ما شافها في البداية.
        لمحته جالس متكئ على البار، وأكتافه ثقيلة، ويد مرتخية حول كاسة فاضية نصها. كان فيه قزازة ويسكي على الطاولة—مفتوحة، كأنها شاهد صامت على الخراب اللي يسويه في نفسه.
        هي تقدمت، بهدوء.
        "رونان؟"
        هو لف، وهو يرمش بعيونه اللي مو قادرة تركز. "آويف."
        اسمها طلع من لسانه كأنه ما هو مكانه.
        "ما رجعت للبيت،" قالت، بصوت واطي، وتحاول ما يبين إنها منهارة.
        هو ابتسم بابتسامة مايلة، مرتخية وحزينة. "ما حسيت إني أبغى."
        "أنت تعرف وش اليوم."
        هو ضحك—ضحكة قوية ومريرة. "أيوة. ذكرى زواج. مبروك لنا، صح؟"
        كلامه أخذ نفس منها. اضطرت تبلع بصعوبة قبل ما تتكلم مرة ثانية. "يلا نروح البيت."
        "البيت؟" كررها. "هذا مو بيت. هذي غرفة انتظار."
        هي رمشت. "غرفة انتظار؟"
        هو شرب اللي باقي في كاسته. "أيوة. غرفة الانتظار ما تزينها. ما تحبها. بس تجلس فيها لين يجي دورك."
        شيء بارد لف حول ظهرها.
        "يلا،" قالت، وهي تحاول تخلي صوتها ثابت. "أنت سكران. يلا—يلا نمشي."
        اللي فاجأها إنه قام بدون ما يعترض. تعثر مرة، وهي مسكت يده.
        "أنتِ دايم تسوين كذا،" تمتم.
        "وشو؟"
        "تمسكيني قبل ما أطيح."
        طلعوا برا في المطر، وتبللوا هم الاثنين في ثواني. هي فتحت له باب السيارة، وساعدته يدخل، بعدين دخلت في جهة السواق. اشتغل المحرك، لكن الصمت بينهم كان أقوى.
        في نص الطريق، هو كسره.
        "تتذكرين عيد ميلاد مايف الخمسطعش؟"
        آويف توترت. "ليه؟"
        "هذاك الفستان الأخضر. اللي ظهره مكشوف. يا إلهي، كانت طالعة زي الإلهة."
        
        
        
        
        
        
        
        طيح بطنها.
        ابتسم لحاله، كأنه في ذكرى ثانية تمامًا. "هذيك الليلة عرفت إني أبيها."
        شدت يدين آويف على الطارة.
        ناظرها وقتها، عيونه متغيمة بس مفتوحة بطريقة ما شافتها من شهور. "أنتِ كنتي هناك بعد، طبعًا. كنتي دايم موجودة. ظل في الخلفية. ظلي الصغير."
        "وقف يا رونان. وش فيك؟" همست.
        لكنه ما وقف.
        "صرت صديقك بس عشان أقرب منها. كذا بدأت السالفة. أنتِ كان سهل أكلمك. فكاهية. لطيفة. بس مايف كانت هي المقصودة."
        ناظرت قدامها، وفي هذيك اللحظة، سمعت تحطم القلب اللي كان يجرأ يستمر يدق في صدرها. خطوط المطر على القزاز، تشوه العالم اللي برا—زي الدموع اللي رفضت تنزلها.
        "بعدين بدأت العوائل تهمس،" كمل. "سالفة زواج. ضغط. أبوك كان يبغى يعطي جزء من الأراضي لأبوي. أبوي كان يحتاج الدمج. بس مايف... ما كانت مستعدة."
        طلع ضحكة مكسورة.
        "هي كانت تبغى تتولى شركة أوسوليفان للأدوية بنفسها. تبين لأبوك إنها ما تحتاج زوج عشان تكون مديرة تنفيذية. قالت إن الزواج بيخليهم يشككون في إصرارها."
        آويف كانت يا دوب تقدر تتنفس.
        "فهي اللي جات بالخطة،" قال بلهجته الثقيلة. "قالت لي أخطبك. قالت إنك بتقولين نعم. كنتي دايم سهلة علي، صح؟"
        رؤيتها صارت ضبابية. رمشت بسرعة.
        "قلت لها إن هذا مو عدل،" قال. "بس هي قالت ما عندنا خيار. لو قلتي لا، أبوي كان بيدور على شخص ثاني. وهي ما كانت تبغى أي أحد ثاني ياخذ هذا التحالف. لازم يبقى في العائلة."
        السيارة كانت تبطئ الحين. هي ما تدري وين كانت تسوق.
        "قالت لي أكون لطيف. أذكرك بالأيام القديمة. قالت لازم أبوسك على الجسر اللي كنا نتسابق عليه بالدراجات. سويتها. أنتِ بكيتي. عرفت وقتها إني كسبتك."
        "وقف، تكفى،" همست وهي تتوسل.
        "فكرت إنها بتكون بس سنة أو سنتين،" تمتم. "زواج مؤقت. أنتِ بتفهمين. مايف قالت بنعلمك لما الأمور تستقر. لما هي تتولى كل شيء. بس الوقت طال. وأنتِ استمريتي... تحبيني."
        رجع ظهره على مسند الراس. "كنتي مبينة سعيدة في الزواج. كأنه كل شيء حقيقي. ما قدرت أكسرك وقتها. ما كان عندي قلب."
        قلبها كان ينكسر الحين.
        "حاولت يا آويف. والله العظيم حاولت. بس كل ما لمستك، حتى لو لثانية، أشوف وجهها. كل بوسة كانت كذبة—كأني أخونكم أنتوا الاثنين. كان الألم أقل لما أبعد."
        السيارة وقفت. ما تتذكر متى وقفت. ولا تتذكر متى فكت حزام الأمان. هي كانت بس... برا فجأة، واقفة في المطر. مبللة. متخدرة.
        هو ما لحقها.
        جوا السيارة، كان جالس متكوم، وراسه بين يدينه، ويكرر نفس الشيء.
        "أنا آسف. أنا آسف. أنا آسف."
        هي وقفت ثابتة، بردانة، والعاصفة اللي حولها تعكس اللي بداخلها.
        هو كان سكران. لكن السكر ما يخترع الكذب—هو بس يطلق الحقيقة.
        والحين عرفت.
        زواجها كان مجرد صفقة.
        زوجها يحب أختها.
        هي كانت مجرد بديلة. وسيلة للوصول للهدف. "السهلة،" "اللي سهلة"، "اللي بتقول نعم."
        هي أعطته قلبها.
        وهو رجعه لها، وهو متفتت.
        
        
        
        
        
        
        
        الخمر ما له أي طعم.
        جلست آويف متربعة على أرضية غرفة المعيشة، وظهرها على الكنبة، تناظر في الظلام. النور الوحيد كان يجي من شباك المطبخ، يتفلتر عبر ستارة خفيفة وضوء خافت من عمود إنارة برا. شعرها كان لسه مبلول من المطر، يلزق على وجهها خصل ضعيفة. الساعة كانت تدق بهدوء. الوقت يمشي، بس هي ما تتحرك.
        القزازة اللي في يدها كانت ترجف—مو من البرد، لكن من الصمت اللي استقر بداخلها. مو الصمت الهادي. الصمت اللي يجي بعد قنبلة.
        قربت القزازة من فمها بس يا دوب شربت رشفة.
        كل كلمة قالها رونان تدور في راسها زي الغربان.
        "كنتِ سهل أتكلم معك. فكاهية. لطيفة... لكن مايف كانت هي المقصودة."
        الكلام ما كان يوجع. كان ينحت. ببطء ونظافة.
        هي كانت تحاول تفهم. تحاول تفسر شيء ما له تفسير. تربط الخمسطعش سنة اللي فاتت ببعض زي ما تفكك سويتر—كل ذكرى تكشف شيء كانت غافلة عنه. كان الإحساس كأنك تعيد تشوف فيديو عائلي كنت تحبه كل حياتك، بس تنتبه على شخص في الخلفية يلوح بعلم أحمر—وأنت ما شفته أبدًا.
        قابلت رونان وهي عمرها ثلاثة عشر. هو كان ستطعش. آباءهم كونوا علاقة تجارية بعد ما أبوها وسع خط الأدوية حقه لدبلن، وبدأوا يحضرون هذيك العزائم الرسمية اللي توجع القلب مع بعض. بدلات ناشفة، أصوات منخفضة، بالغين يتكلمون في مواضيع مالها أول ولا آخر عن الأرباح والدمج. هي تتذكر إنها كانت تتخبى تحت الطاولات أو تتسلل للمطبخ عشان تسرق شوكولاتة. رونان كان أول شخص ما فتن عليها لما لقاها هناك.
        "شكلك على وشك تنفجرين،" همس، وهو يجلس جنبها ومعه بسكوت مسروق بيده.
        هذي كانت البداية.
        من وقتها، كانوا دايم آويف ورونان. مو علاقة رومانسية. ولا حتى إعجاب مراهقين. هي بس... وثقت فيه. كان دايم جنبها في المناسبات الطويلة المملة، الزواجات، الحفلات الخيرية. عائلتها كانت دايم مشغولة بالمظاهر والتوقعات. حتى مايف—مايف الكاملة، الرزينة—كانت مشغولة مرة بتميزها لدرجة ما انتبهت إن آويف كانت تحس أحيانًا إنها شخصية ثانوية في حياتها.
        لكن رونان كان يشوفها.
        أو كذا كانت تظن.
        هو كان أول شخص تقول له عن حلمها إنها تصير طبيبة قلب. في وقتها، اهتمامها بالقلوب ما كان له أي علاقة بالمشاعر. كانت تحب العلم—الإيقاع، والموثوقية. لكن رونان قال، "بتصيرين أفضل مع الأطفال. عيونك تولع لما يكونون حولك." هي ضحكت وقتها، ما أخذت كلامه بجد.
        بس كان معه حق.
        تتذكر اليوم اللي قالت له إنها غيرت رأيها—وإنها حبت طب الأطفال وقت التدريب. كانوا جالسين على التلة اللي ورا مدرستها، يتغيبون عن المحاضرات عشان ياكلون بطاطس دهنية ويشربون ميلك شيك بالفراولة. هو ابتسم ابتسامة حقيقية، وقال، "قلت لك."
        يا إلهي. هي حبته في هذيك اللحظة.
        مو حب رومانسي.
        بس... الطريقة اللي تحب فيها شخص يعرفك. يتذكرك.
        والحين هي تتساءل—هل حتى هذيك اللحظات كانت عن مايف؟
        هل جلس جنبها على هذي التلة بس عشان ينتظر أختها تمر من عند بوابة المدرسة؟
        هل ابتسم مو عشان هي تغيرت، بس عشان مايف ممكن تكون فخورة فيها بعد؟
        شدت رجولها على بعض أكثر.
        هو قال إنه حب مايف وهي عمرها خمسطعش. هذا يعني... دايم كانت هي.
        آويف تذكرت عيد ميلاد مايف الخمسطعش. حفلة في الحديقة في بيتهم القديم. رونان كان هناك. كثير ناس كانوا هناك. بس هي تذكرت إنها شافته وهو يناظر—مو في الألعاب النارية ولا الكيكة—بس في مايف، اللي كانت تضحك، مرتاحة، تخطف الأنظار بفستان حرير أخضر أمهم ترددت تشتريه لأن "شكله كبير على عمرها."
        في وقتها، هي ظنت إنه كان بس... يفكر. معجب، يمكن.
        ما كانت تدري إنها كانت تشوف بداية خرابها.
        كل هذيك السنين، كانت تظن إن رونان صديقها. تذكرت لما قالت له إنها كادت ترسب في الفيزياء، كيف مايف ضحكت ورا الأبواب، وهي تقول إن آويف ما راح تكمل في كلية الطب. تذكرت إنها بكت عنده بعد ما سمعت أهلها يقولون إنهم لازم يرسلون آويف لجامعة حكومية لأن "شهادة مايف في التجارة تكلفتها كافية للاثنتين."
        هو سمع. هز راسه. قال أشياء زي، "هم ما يشوفونك زي الناس." و "خليهم يولون. أنتِ عبقرية."
        بس الحين... هل كل هذا كان تمثيل؟
        هل سمع ألمها بس عشان يكسب ثقتها؟
        هل واساها عشان مايف بس عشان يقرب منها؟
        شدت على أسنانها. ناظرت قزازة الخمر اللي على الأرض.
        كل شيء كان يبين حقيقي مرة. لما جات خطبة الزواج—متوترة، ولطيفة، على الجسر اللي يمشون عليه جنب نهر ليفي اللي كانوا يجلسون فيه وياكلون بطاطس مقلية—هي قالت نعم لأنها ظنت إن هذا يعني شيء. ما كانت تتوقع شغف. لكنها كانت تظن إن فيه تاريخ. صداقة. أساس ممكن ينمو.
        أليس هذا ما تبنى عليه الزواجات المدبرة؟
        الثقة. الوقت. الألفة.
        
        
        
        
        
        
        
        تذكرت وهي مراهقة، كانت تحب تشوف مسلسلات تركية بعد الامتحانات. المسلسلات اللي يكون فيها الزوجين يكرهون بعض في البداية، أو يكونون غرباء، بعدين ببطء، وبصعوبة، يقعون في الحب. كانت تظن إن هذا اللي بيصير معاهم. إنه يمكن، حتى لو رونان ما كان يحبها في وقتها، بيجي يوم ويحبها.
        هو زوجها. هو اختارها.
        هذا كان لازم يعني شيء.
        لكن الحين، في هذا الظلام البارد اللي يرجع صدى الصوت، شافت كل شيء على حقيقته.
        هي ما انختيرت.
        هي كانت مجرد شيء مناسب.
        بديلة.
        اسم على ورقة خلى عائلتين مرتبطين ببعض.
        عيونها حرقت، بس ما بكت.
        الخيانة كانت أسوأ من كذا.
        كان محو.
        هو ما شافها أبدًا. مو بجد.
        حتى في الصداقة، كان يبغى شيء ثاني—شخص ثاني.
        كل محادثة، كل نكتة خاصة، كل ابتسامة تشاركوا فيها صارت الحين... ملوثة. حست إنها زي بيت عاش فيه شخص بدون ما ينظر لجدرانه أبدًا. زي مذكرات كتبها شخص بس عشان يخلي شخص ثاني يغار.
        أخذت رشفة ثانية من الخمر—مو عشان الطعم، لكن عشان تسكت الصرخة اللي تكبر في حلقها.
        الأسوأ؟
        ما كانت تدري مين هي زعلانة عليه أكثر—هو... ولا نفسها.
        لأنه يمكن هي كانت تدري. في مكان عميق جواها. يمكن هي شافت كيف عيونه تعلق في مايف في غداء الأحد، كيف كان دايم يسأل لو هي بتجي للمناسبات حتى لو آويف قالت لا. يمكن هي راقبته من طرف عينها، تسجل كل انسحاب صغير—سهراته لوقت متأخر، أعذاره، القبلات اللي ما كانت تطول.
        وهي كانت تقول لنفسها قصص عشان تملي الفراغ.
        هو بس يتأقلم.
        هو يحاول بعد.
        بيحبني.
        والحين شافت هذي القصص على حقيقتها.
        كذب. كذب جميل، مليان أمل.
        خلت راسها يطيح على الكنبة وناظرت السقف كأنه ممكن يثبتها.
        حياتها انشطرت بالنص.
        زوجها ما هو صديقها.
        أختها عطتها لشخص ثاني زي قطعة شطرنج.
        وهي... هي قالت نعم وعيونها مليانة نجوم.
        لأنها ظنت إن لها قيمة.
        لأنها آمنت بأسطورة الصداقة، وأمان الألفة، وتفتح الحب ببطء.
        والحين؟
        الحين هي جالسة في أنقاض هذا الإيمان، تشرب خمر مو كويس في نص الليل، تتساءل كم بياخذ وقت عشان تبطل تحس إنها غبية.
        
         
        

        روايه اسطورة الملك الاسود - قبل 1500 عام

        اسطورة الملك الاسود

        2025, سما أحمد

        رومانسية

        مجانا

        في قاعة تجمع ملوك الممالك الأربعة، تدخل تيريزا الساحرة الأقوى، محذرة من مستقبل قاتم ينتظرهم. تتنبأ بولادة الملك الأسود أسكاي، الهجين الذي سيحمل قوة لا تُقهر، ويهدد بانقراض السلالة الملكية. كلماتها تترك الجميع في صمت مشحون بالخوف والتردد أمام المصير المحتوم.

        ......

        ......
        تم نسخ الرابط
        اسطورة الملك الاسود

          
        قبل 1500 عام، في قاعة الاجتماعات التي تجمع الملوك الأربعة، كان النقاش محتدمًا حول معاهدة سلام تهدف إلى الحفاظ على استقرار الممالك الأربعة. لكن، وبكل هدوء، دخلت الساحرة، وهي امرأة ذات جمال غريب وقوة ساحرة لا يمكن تجاهلها، لتقلب الأوضاع رأسًا على عقب. بخطوات واثقة، اقتربت منهم
        وقالت بصوت هادئ لكن حازم:
        
        "هناك طفل سيولد قريبًا، ولن يدمر فقط عروشكم، بل سيكون مصدر تهديد لنهاية كل ما بنيتموه."
        
        نظر إليها الملوك الأربعة بنظرات مليئة بالتجاهل، واستخفوا بكلامها. لم يصدق أحدهم ما قالته، وتجاهلوا تحذيرها. في تلك اللحظة، ظنوا أن كلامها ليس سوى هراء، لكنها كانت الحقيقة التي لم يرغبوا في مواجهتها.
        
        مرّت أيام وشهور، وكلما تذكروا كلماتها، زادت الأجواء توترًا. بدأ الخوف يدب في قلوبهم، خصوصًا عندما شعروا أن مصيرهم أصبح مرتبطًا بتلك التهديدات الغامضة. في أحد الاجتماعات التي عُقدت في قاعة العرش، اجتمع الملوك الأربعة مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان هناك أمر أكبر من أي معاهدة أو اتفاق، كان لديهم هدف واحد: القضاء على هذا الطفل قبل أن يولد، قبل أن يهدد ممالكهم.
        
        قرروا أن يصنعوا سلاحًا قادرًا على قتل هذا الطفل من ضربة واحدة، سلاحًا لا مثيل له في قوته. وبقوة دمائهم الأربعة، صنعوا سيفًا من الظلام، سيفًا مشبعًا بالطاقة السوداء. كان هذا السيف قويًا لدرجة أن أي نور يقترب منه يختفي، ويحل الظلام مكانه. ولكن، كان هناك خلاف بين الملوك الأربعة حول من سيحصل على هذا السيف. كل منهم أراد أن يمتلكه ليحمي نفسه وعرشه، ويتفوق على الأخرين. كانت الطمع والشكوك تملأ القلوب، وكان الصراع على السيف يهدد بتدميرهم جميعًا.
        
        في لحظة صراعهم، اختفى السيف فجأة كما لو لم يكن موجودًا، تاركًا وراءه فقط الألم والخيبة.
        
        ومع ولادة الطفل المتوقع، اشتد خوف الملوك الأربعة، وأصبحوا في حالة من الذعر الشديد. لم يكن لديهم سوى حل واحد: صنع سيف آخر، ولكن هذه المرة، سيفًا أقل قوة من الأول. سيفًا يتحكم في العناصر: الماء، الهواء، الرعد. كان هذا السيف شديد القوة، لكن لم يكن له نفس قوة السيف الأول.
        
        ومثلما حدث مع السيف الأول، اختلف الملوك الأربعة حول من يجب أن يمسك هذا السيف، ومن يجب أن يكون القاتل. وفي صراعهم الدائم، اختفى السيف الثاني أيضًا، في ظروف غامضة.
        
        في النهاية، أُثيرت أسطورة بين الجميع: "السيف لا يختاره سيده، بل هو الذي يختار من يكون. لا أحد يمكنه السيطرة عليه". وفي غمرة الطمع والحروب التي اندلعت بينهم، أصبح كل ملك يعتقد أن الآخر قد أخذ السيف. وفي لحظة انتقامية، قتلهم الملك الأسود، صاحب القوة الظلامية، مُنهيًا وجودهم وتدمير سلالاتهم.
        
        ومن هنا بدأت الأسطورة حول السيوف الظلامية، والتي كانت محط أنظار الجميع، ولكن لا أحد كان قادرًا على امتلاكها أو السيطرة عليها.
        
        حينما قضى "اسكاي" الملك الأسود، عليهم وانهى وجود الملوك الأربعة نهائيًا، بدا وكأنهم لم يكونوا في الوجود من قبل، كأنهم لم يولدوا من ألاصلً. سيطر على الممالك الأربعة وأسس مملكة جديدة تتوسط هذه الممالك.
        
        في أحد الأيام، بينما كان يتجول في مكان محظور على البشر وأي جنس آخر، عثر على مكان يختلف عن أي مكان مر به من قبل. كانت هذه الأرض قاحلة، مليئة بالجبال المهدمّة، الأشجار البالية، والطيور المتوحشة التي تأكل اللحوم. كان مكانًا متوحشًا، لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.
        
        اسكاي، وهو يمشي مع حراسه، لاحظ الخوف الذي سيطر على أفراد حراسته. توقفوا جميعًا في مكانهم، لم يستطيعوا أن يتقدموا خطوة واحدة بسبب رهبة هذا المكان. لكن اسكاي، بكل ثقة، قرر استكشافه بنفسه. طلب من "ليو" أن يبقى مع باقي الحراس في مكانهم، وذهب وحده لاستكشاف هذا المكان المجهول.
        
        عندما دخل اسكاي، لم يشعر بأي خوف. بل كان يتصرف وكأن هذا المكان ملكه. الأشجار المتشابكة والأغصان الملتفة كانت تتباعد عن طريقه كأنها ترحب به. الوحوش البشعة التي كانت تسكن هذا المكان، تنحني له، لم يكن ذلك مفاجئًا له، بل كان يتوقعه.
        
        بينما كان يتقدم، وصل إلى جبل ضخم، وعليه كهف مظلم تنبعث منه رائحة كريهة. لم تزعجه الرائحة أو الكآبة التي تحيط بهذا المكان، بل كان لديه شعور غريب بأنه يجب عليه الدخول. عبَر الكهف، وفي داخله كانت خفافيش ضخمة قد تجمعت في الزوايا. عندما رآه اسكاي، ارتبكت هذه الخفافيش، وعادت إلى جحورها، لم تتحرك، كما لو كانت هيبة اسكاي قد غطت المكان كله.
        
        استمر اسكاي في التقدم داخل الكهف، الذي كان مظلمًا تمامًا، حيث لا توجد أي إضاءة. لكن بفضل دمائه المختلطة بين ملك الذئاب، ملك التنانين، وملك مصاصي الدماء، استطاع أن يرى في الظلام بوضوح تام.
        
        تابع اسكاي السير في الكهف، حتى وصل إلى حافة عميقة جدًا، لا يصلها ضوء، وفجأة شعر بشيء مرعب يصيبه. فكر لحظة، ثم قرر أن يتحول إلى التنين، تحوّل إلى المخلوق الضخم ذو الجناحين اللذين يمتدان في الهواء، وشرع في النزول إلى الحفرة العميقة، حيث شعور غريب لا يتركه، وكأن شيئًا غير عادي ينتظره في الأسفل.
        وصل اسكاي إلى قاع الحفرة، ليجد مكانًا مختلفًا تمامًا عما كان يتوقعه. بركة مياه عذبة نقية كالفضة، محاطة بأشجار كثيفة وهادئة. في وسط المكان، كانت شجرة ضخمة ترفرف أغصانها برقة، كأنها جزء من عالم آخر، مدفونة في أعماق الكهف. تحرك اسكاي في المكان، جالًا ببصره في كل الزوايا، لكنه لم يرَ شيئًا غريبًا... حتى بدأ السواد يغطي المكان.
        
        تحولت المياه إلى اللون الأسود الداكن، وعم الظلام في المكان. الأشجار التي كانت خضراء تحولت إلى سواد قاتم، وكأنها صارت جزءًا من الكابوس. ثم بدأ الدم ينتشر، يشق الشجرة الكبيرة نصفين، كأنه عرق قديم غير مرئي. وسرعان ما انتشر الدم إلى أن وصل إلى اسكاي، لكن نظراته لم ترف. ظل ثابتًا، يتأمل الشجرة التي انفتحت بسبب الدماء.
        
        في تلك اللحظة، ظهرت شرارة سيف عتيق في قلب الظلام، سيف مشبع بهالة من الشر، يضيء بين التوهجات السوداء والحمراء. اقترب منه اسكاي، ومسكه بحذر. تألَّق السيف للحظة قبل أن يخف توهجه. اسكاي نظر إليه بتعجب، ثم قال في نفسه: "هذا السيف ليس له قيمة."
        
        رماه بعيدًا بكل قوة، ثم تحوَّل مجددًا إلى شكل التنين، محلقًا عائدًا إلى السطح، بعيدًا عن الحفرة وعمق الكهف المظلم. طار في السماء، متجاوزًا الغابة والأشجار الميتة، عائدًا إلى حراسته.
        
        عندما وصل، رآه ليو، حارسه الشخصي، فركَّز عليه قائلاً: "هل أنت بخير، سيدي؟" كان اسكاي يراقب المكان بحذر،
        فأجاب برأسه متحركًا قليلًا: "نعم."ثم أضاف ليو، وهو يشير إلى السيف: "ما هذا السيف، سيدي؟ لم أره معك من قبل."
        نظر اسكاي إلى المكان الذي كان يشير إليه ليو، ليرى السيف الذي رماه في الحفرة. همس لنفسه قبل أن يعود ليمسك السيف مرة أخرى، ويرميه بعيدًا عنه. "لا حاجة لهذا السيف."
        ظل اسكاي يرمي السيف بعيدًا عنه، لكن السيف كان يعود إليه كل مرة. حاول مرارًا وتكرارًا، ولكن كلما رماه، عاد إليه كأن شيئًا غير مرئي يجذبه. حتى جاء اليوم الذي شعر فيه سكاي بالتعب، وملَّ من هذا الفعل المتكرر. أمسك بالسيف بقوة وقال: "لماذا تلاحقني؟ لماذا لا تتركني؟ أنا لا أريدك."
        
        في لحظة غامضة، تحول السيف إلى رماد كثيف. ومع تفرق الرماد في الهواء، بدأت أجزاؤه تتجمع، مكونة شكلًا بشريًا غريبًا. تجسد الرماد إلى شخص، وانحنى هذا الشخص أمام اسكاي وقال: "سيدي ومولاي، أنا خادمك المطيع، تحت أمرك في أي وقت. أنت سيدي، وأنا خادمك المخلص."
        
        نظر اسكاي إليه بتعجب وقال ببرود: "أنا لا أريد خدمًا. لا أريدك."
        
        أجاب الشخص، وقد امتلأ صوته بالخشوع: "سيدي، لا أستطيع تركك. أنت مولاي وسيدي، ولا أحد غيرك. أنا صنعت خصيصًا لك."
        
        رد عليه اسكاي بحدة: "أنت صنعت خصيصًا لكي تقتلني،؟ لتكون سيفي القاتل."
        
        قال الشخص، أو السيف، بصوت هادئ: "لا، سيدي. أنا اخترتك لتكون سيدي، وليس لكي تكون ضحيتي. أرجوك، فلتكن سيدي، أنت الذي تحملني."
        
        فكر اسكاي لحظة، ثم قال بعينين متقدتين: "حسنًا، إذا كان الأمر كذلك، فلتكن. لكن ما اسمك؟"
        
        أجاب السيف، وقد بدا عليه بعض الحيرة: "ليس لدي اسم، سيدي. فلتسميني أنت."
        
        فكر اسكاي قليلًا، ثم رد بثقة: "إذن، سيكون اسمك سيث."
        
        وأصبح سيث خادم اسكاي المطيع، ولكن في هيئته كـ سيف لا يتخلى عن مولاه أبدًا، يتحرك بين يديه في لحظات الحاجة، دائمًا في الظل، لكن تأثيره في حياة اسكاي كان كبيرًا.
        
        في مكان آخر، كان السيف الثاني ملكًا للوريث الوحيد لملك العالم الآخر، لورانس.
        ابنه الوحيد كان سايلوس، الصديق اسكاي.
        سايلوس، منذ أن كان في العاشرة من عمره، كان يحمل هذا السيف العجيب الذي وجده في الغابة. كان سيفًا عاديًا في البداية، بلا طاقة أو ضوء، لونه فضي، لكن شكله كان غريبًا عن باقي السيوف في عالمه.
        كان سايلوس يهتم بالسيف كثيرًا، وكان يتدرب به يوميًا.
        
        في يوم من الأيام، اكتشف لورانس، الملك، السيف في يد ابنه وقرر أن يحاول حمله. لكنه لم يستطع تحريكه أو حمله، فتعجب
        وسأل ابنه: "من أين لك هذا السيف؟ وكيف يمكنك حمله؟ إنه ثقيل جدًا."
        رد عليه سايلوس قائلاً: "يا أبي، إنه خفيف جدًا بالنسبة لي. لقد جربته في الغابة منذ سنتين."
        
        فقرر لورانس أن يأخذ السيف إلى خبراء السيوف. وبعد فحص دقيق، قال الخبراء إن هذا السيف ليس من عالمهم. بل هو سيف مصنوع من دماء الملوك الأربعة الذين قتلهم الملك الأسود.
        تحدث الخبراء عن الأسطورة التي تقول إن السيف يختار صاحبه، ولا يختاره احد
        وفي لحظة معينة، لاحظ سايلوس أن نصل السيف قد حُفر عليه اسمه. كان النقش دقيقًا وواضحًا، وبجانب الحفر كان هناك توهج فضي خفيف، كما لو أن السيف يعلن عن تبعيته لسايلوس.
        وبالفعل، عندما تطورت قدرات سايلوس السحرية، وتفجرت طاقاته، بدأ السيف يتفاعل معه. ظهر توهج فضي على نصل السيف، وأرسل طاقة روحية حول سايلوس، مما عزز قوته بشكلٍ غير طبيعي.
        أصبح سايلوس بعدها لا يُقهر، لكن سيفه لم يكن قويًا مثل سيف اسكاي، فلم يكن له خادم مثل سيف اسكاي، لأنه كان أقل قوة من سيف اسكاي.
        
        وحد الله ♥
        The end ♥
        
        
          

        روايه اسطورة الملك الاسود - البارت

        اسطورة الملك الاسود

        2025, سما أحمد

        رومانسية

        مجانا

        في قاعة تجمع ملوك الممالك الأربعة، تدخل تيريزا الساحرة الأقوى، محذرة من مستقبل قاتم ينتظرهم. تتنبأ بولادة الملك الأسود أسكاي، الهجين الذي سيحمل قوة لا تُقهر، ويهدد بانقراض السلالة الملكية. كلماتها تترك الجميع في صمت مشحون بالخوف والتردد أمام المصير المحتوم.

        ......

        ......
        تم نسخ الرابط
        اسطورة الملك الاسود

        "الآن... أنتِ لي، ولن يستطيع أحد أخذك مني."
        
        كانت تلك الجملة كافية ليشعر الجميع بثقلها، وكأنها ختم لا يمكن كسره.
        
        انتهى اسكاى من تقبيل ليان تحت أنظار الجميع، وكانت الصدمة تعكس على وجوه الحاضرين. لكن الصدمة التي كانت فيها ليان كانت تفوق كل الخيال.
        
        غضب جيفان كان يشتعل في ملامحه، بينما كان يصرخ بغضب: "هل تعتقد أنك ستختارها بتلك الطريقة؟ لا، لم تصب، ولن يكون لك ما تريد!"
        
        تكلم أسكاي، وابتسامة استهزائية ترتسم على شفتيه، مستفزًا بألفاظه:
        
        "حقًا، لن تختارني؟ أوه، كم حزنت. أيها الصغير، لم أفعل ذلك لكي تختارني. هي، بطبعها، ستختارني أنا، لكني فعلت ذلك فقط لأنني أريد. هل ترى؟ شفتيها... جميلة جدًا، وأنا رجل."
        
        نظر إليه بثقة، وكأن كل شيء في يده، حتى مشاعر الآخرين.
        نزل كلامه على الجميع كالصاعقة التي تدمر كل شيء، ولكن تلك الصاعقة دمرت عقول الجميع. كانت ردة فعل الحاضرين غير مصدقة لما قاله أسكاي، وكأن الكلمات لم تُستوعب بعد.
        
        قال ليو، وقد علت الدهشة وجهه:
        "ماذا قال الملك أسكاي؟ توجد فتاة أغرته؟ هذه أعجوبة!"
        
        لقد كان المشهد مفاجئًا جدًا، وكل الحضور في حالة من الحيرة والذهول.
        
        كانت ردة فعل ليان مختلفة عن الجميع، فقد تجمدت في مكانها، قلبها يدق بشدة، وفكرها يغرق في دوامة من الأسئلة والشكوك.
        
        "هل قال شفتيها جميلة؟ هل أثرته؟" تساءلت في نفسها، وعينيها تراقبانه بحذر.
        "هل يريد أن أختاره؟ هل هو جن؟ ولكن... إذا لم أختاره، سيقتل عائلتي أمام عيني، ماذا أفعل؟ وإذا اخترته، سوف أكون أسيرته إلى الأبد..."
        
        كانت أسئلة تدور في ذهنها كالعاصفة، وكل إجابة لها كانت تزيد من تعقيد الموقف. كان اختيارها يعني الكثير، وكل خيار يحمل في طياته أعباء لا تستطيع تحمّلها.
        
        قال جيفان بتكبر، وهو يرفع حاجبه وكأن ما يقوله لا يقبل الجدل:
        "أنت واثق من نفسك كثيرًا، أيها الملك، وأيضًا مغرور حقًا. إذاً، ليان، فلتحطمي غرور ذلك الملك، وقولي: ليان، من ستختارين، أنا أم هو؟"
        
        أنهى كلمته وهو يعقد ذراعيه على صدره، وبدا وكأنه يتوقع أن تكون الإجابة لصالحه، فهو واثق أن ابنة عمه سوف تختاره.
        
        نظرت ليان إلى جيفان بغضب شديد، وعينيها تتألق بالكراهية، لكنها كانت تفكر في نفسها:
        "أيها الأحمق الغبي، ماذا تقول؟ هل تريد أن أحطم غروره؟ حسنًا، إذا سمعت كلامك هذا، فاعلم أن هذا هو من سيحطمنا جميعًا، وسوف يرسلنا إلى التهلكة. أنت الأحمق، حقًا!"
        
        كانت مشاعرها متضاربة، لكنها كانت على يقين من أن أي خطوة خاطئة قد تؤدي إلى مصير لا يمكن تصوره.
        
        استمرت ليان في التفكير، محاولة إيجاد مخرج من هذا المأزق:
        "سوف أقول لهم إنني أختاركم أنتم الاثنين، وبهذا أكون قد خرجت من هذا المأزق،" فكرت وهي تحاول إيجاد طريقة لتجنب الاختيار الصعب الذي يواجهها.
        
        ولكن قبل أن تتمكن من تنفيذ خطتها، جاء الرد الصادم من أسكاي، وكأن كلماته قد جمدت الزمن لحظة:
        "ليان عزيزتي، لا تقولي إنك ستختارين الاثنين. لن تختاري إلا واحدًا فقط. ستقضين بقية حياتك معي، أو مع هو. اختاري الآن."
        
        كان صوته حادًا، مليئًا بالثقة، وكأن قرارها قد حُسم بالفعل في ذهنه.
        
        قالت ليان في نفسها بصوت منخفض لكنها متألمة:
        "يالهِ من مصير! ماذا فعلت في حياتي ليحدث لي هذا؟ أبي دائمًا يقول لي أن أتصرف بعقلانية، وأن أوزن قراراتي جيدًا، ولكن الآن، هل جاء دور العقل؟ أين هو عقلي الآن؟"
        
        ثم نظرت حولها بثقة، محاولة إخفاء ما يعتمل في قلبها، وقالت بصوت مسموع:
        "جيفان، أخي، أنا اختارك أنت بالطبع."
        
        كانت تلك الكلمات كالصاعقة التي ضربت المكان، وكأنها برق في سماء هادئة، مفاجئة للجميع. لكن، لم تكن المفاجأة الأكثر تأثيرًا هي الكلمات نفسها، بل ردة فعل جيفان. فرحته كانت واضحة على وجهه، قلبه كان يرقص داخل صدره، وكأنه انتصر في معركة حاسمة. لكن، تلك الفرحة لم تدم طويلًا.
        
        قبل أن يستطيع أن يستمتع بلحظة انتصاره، استمرت ليان في الكلام، لتكمل ما بدأته.
        نظرت إلى جيفان بعينيها التي حاولت إخفاء مشاعرها،
        وقالت بصوت متماسك رغم الألم الذي يعتصر قلبها:
        
        "أخي، أنا اختارك كأخ، فقد عشت معك أجمل طفولة، ولن أنسى أبدًا تلك الأيام الجميلة التي قضيناها معًا. ولكن... حان الوقت لكي أرحل. أتعلم ماذا قالت العائلة؟ أنني سأغادر ذات يوم، لأنني سأذهب مع زوجي، ولن أظل معكم كثيرًا. واليوم،..... جاء اليوم الذي سأذهب فيه مع زوجي، الملك أسكاى. هو زوجي، وسأبقى معه طوال حياتي، بينما تبقى ذكريات طفولتي معك، جيفان."
        
        تلك الكلمات كانت بمثابة طعنة مؤلمة في قلب جيفان، فبدت كأنها لحظة نهاية لمرحلة من حياته، وأن التغيير قد جاء لا محالة.
        
        قال جيفان بانكسار، وصوته يرتجف من الألم:
        "أخ... لماذا، ليان؟ لماذا ترينني كأخ فقط؟ لمَ لا ترين فيّ الحبيب... أو الزوج الذي كان يحلم بأن يملأ حياتك سعادة؟"
        
        قالت ليان والدموع تتلألأ في عينيها، وصوتها يرتجف بشدة:
        "صدقني، جيفان... لا أستطيع، لا أقدر أن أراك بشيء أكثر من أخي العزيز... الأخ الوحيد الذي ملك قلبي بحنانه، لا بشغفه. أنت جزء مني... ولكن بطريقة
        مختلفة، بطريقة لا تسمح لقلبي أن يحبك كما تريد."
        
        قال جيفان بصوت مكسور، تخنقه العبرة:
        "حسنًا... لا تريني كحبيب، ولا حتى كزوج... لكن قولي لي، لماذا هو؟ لماذا ترينه هو... وليس أنا؟"
        
        ثم اكمل بغضب شديد، وصوته يعلو ليملأ المكان:
        "لماذا؟! لماذا أسكاى؟! لماذا الملك الأسود؟! لماذا هو بالذات؟"
        
        كانت كلماته مليئة بالانفعال، وعيناه تتوهجان بالغضب. ثم استمر، متسائلًا بشدة:
        "هل بسبب تلك الأسطورة التافهة؟ هل تصدقين تلك الكذبة الكبيرة؟! إنها هراء، ليان! جدي هو من اخترع هذه القصة كي يمنعني من إزعاجك بسبب شعرك! مجرد قصة لا أكثر!"
        ثم، وفي لحظة انهيار، تغيرت نبرته تمامًا، وبدت ندمًا وحزنًا شديدًا في عينيه وهو يقترب منها، متوسلاً:
        "أرجوكِ، ليان، صغيرتي... أنا أحبك. لا تختاريه! هو وحش، حقير! لا يحبك، لا يستطيع أن يحبك! أنا أحبك، وأنا هنا من أجلك! هو فقط يخدعك ليحرق قلبي! سأتخلى عن كل شيء، سأقتله، لا تذهبي معه... أرجوكِ لا تتركيني!"
        
        تلك الكلمات، رغم تأثرها الشديد، كانت تظهر مدى تمسكه بها، ورغبته المفرطة في عدم فقدانها، حتى ولو كان ذلك على حساب كل شيء آخر.
        
        ثم، وفي لحظة من الجنون، أخرج جيفان سيفه بسرعة كبيرة، عازمًا على الهجوم على أسكاى. لكن في تلك اللحظة، حدث شيء غير متوقع. توقفت كل الحركات من حوله كما لو أن الزمن نفسه قد تجمد، ورغم أن العالم من حوله ظل ثابتًا، إلا أن ليان تحركت بسرعة البرق، لتلقي صفعًا قويًا على خده.
        
        كانت الصدمة شديدة لدرجة أن وجهه تدور في الاتجاه الآخر، وتحولت ملامحه إلى مزيج من الألم والدهشة. الصفع لم يكن مجرد رد فعل سريع، بل كان أقوى من أي شيء توقعه. ليان، عيونها مليئة بالغضب والحزن، نظرت إليه بشدة،قالت ليان، والغضب يرتجف في صوتها ودموع الألم تلمع في عينيها:
        "جيفان، ارجع إلى رشدك! لن أسمح لك أن تدمر حياتي ولا حياة العائلة... ولا حتى حياتك أنت!
        أنت لا تدرك ماذا تقول... لقد قلتها لك بوضوح: هذا زوجي!
        زوجي الذي اخترته بإرادتي!
        ثم... ألا تدرك من يكون؟ إنه الملك الأسود! خصمك ليس شابًا بسيطًا، إنه ملك، جيفان... ملك لا يرحم أعداءه!
        أرجوك... كفاك جنونًا، لا تحطم ما تبقى بيننا من ذكريات جميلة..."
        ثم خنقها البكاء، وأخفضت رأسها، تكمل بصوت متهدج:
        "كفى عنادًا... أرجوك، كفى..."
        
        كانت تلك اللحظة هي اللحظة التي فصلت بين الماضي والحاضر، بين الألم الذي كان يسكن قلبها وبين القرار الحاسم الذي اتخذته لتدافع عن مستقبلها.
        
        ثم تكلمت ليان بغضب شديد، وهي تشد على يد جيفان بقبضة قوية، وكأنها تريد أن تهز عقله من داخله.
        
        "هل جننت؟ هل أنت بعقلك؟ هل تريد قتل الملك الأسود؟ الملك، وليس أي ملك، إنه زوجي! زوجي! هل فهمت؟ لقد شتمته بما فيه الكفاية، والآن تريد أن تقتله؟!"
        قالت تلك الكلمات بنبرة حادة، وجسدها يرتجف من شدة الغضب.
        
        ثم، أخذت نفسًا عميقًا، وأكملت كلامها، بصوت مليء بالحزن:
        "استمع جيدًا، أنا لست لك، ولا أنتمي إلى العائلة الآن. الآن، سأصنع عائلة جديدة. ليست بيدَي من أختار، إنه القدر! إنه قدري يا جيفان! لا أستطيع تغييره! وليس بسبب تلك الأسطورة الغبية، لا... إنه القدر، ولن أستطيع التراجع عنه!"
        
        كان وجهها مليئًا بالألم، لكن عيونها كانت تلمع بعزم، وكأنها تأخذ القرار الأخير في حياتها.
        تكلمت ليان بحزن، وهي تسند يدها على وجه جيفان، وقالت بصوت يملؤه الألم:
        
        "ماذا لو نودع بعضنا بكل حب؟ لأن الآن، ستكون نهاية طفولتنا معًا. لنترك وراءنا أي كره، أو سوء تفاهم، أو مشاكل كانت تقف بيننا. الآن، آن الأوان لنزيل كل ذلك."
        
        كان جيفان يبكي بحرقة، كانت دموعه تتساقط كالمطر على وجنتيه، بينما كانت ليان تبكي هي الأخرى، لكن بعينين ممتلئتين بالدموع والألم.
        
        أجاب جيفان بصوت ضعيف، مشوب بالحزن:
        
        "نعم... ولكن..."
        
        لكن ليان قاطعته، وهي تحدق فيه بعينيها المليئتين بالحزن، وأجابته بحسم:
        
        "لا يوجد لكن، جيفان. ما زلتِ ابنة عمك، ولن أبتعد عنك، لكن سأنتقل إلى منزل جديد... مع زوجي."
        
        في تلك اللحظة، كان كل شيء في حياتهم يتحول، كانت النهاية بالنسبة لهم لحظة قاسية.
        
        اقترب جيفان منها، واحتضنها بشدة، وكأنهما يودعان الحياة القديمة بكل ما فيها. تحت أنظار الجميع، تساقطت دموعهما في صمت. لكن الوداع كان مؤلمًا جدًا، كان فراقًا لا يستطيع أحد تحمله.
        وفجأة، في تلك اللحظة الحزينة، شعر الجميع بوجود شيء مختلف. كانت دموع ليو وتيريزا تتساقط، شاهدوا الوداع المؤلم بينهما، بينما كان أسكاى يقف هناك، مبتسمًا بابتسامة باردة، في حين بدا مشمئزًا من كل ما يحدث.
        
        في لحظة، تقدم أسكاى نحوهم ببرود، وقطع الهدوء في الجو، وهو ينظر إليهما نظرة مليئة باللامبالاة. فصل بينهما فجأة، ثم سحب ليان إلى حضنه، وقال بنبرة متعالية:
        
        "هل انتهت تلك الدراما المثيرة للاشمئزاز؟"
        
        تكلمت ليان بصوت منخفض، وعيونها مليئة بالحزن:
        
        "انتهت... نعم، انتهت."
        
        أما جيفان، فصوته كان يملؤه الرجاء، بينما كانت عينيه غارقة في الندم:
        
        "جلالتك... أرجوك، احمِ ليان! لا تدعها تحزن. هي لطيفة، طيبة القلب، لا تستحق كل هذا الألم..."
        
        تنهد أسكاى بملل شديد، ثم نظر إلى جيفان بعينين مليئتين باللامبالاة، وقال بصوت هادئ ولكن مليء بالقسوة:
        
        "لا تقلق، أنا أعرف جيدًا كيف أحمي زوجتي. وكيف أتعامل معها... وهي أيضًا تعلم ذلك. لأنني أشعر الآن بصداع رهيب بسبب هذا كله."
        
        تلك الكلمات، رغم هدوئها، كانت بمثابة صاعقة، كأنها تزيل آخر آثار الود بين جيفان وليان.
        
        ركب أسكاى على حصانه، وأمسك بيد ليان بلطف ليجذبها لركوب الحصان أمامه. أما ليو وتيريزا فقد ركبا معًا على نفس الحصان.
        
        قبل أن يتحركوا، نظرت ليان إلى أسكاى وقالت بصوت منخفض، يملؤه القلق:
        
        "ولكن ماذا عن جيفان؟"
        
        رد أسكاى بنبرة حادة، وكأن الكلمات تخرج من فمه بحذر، محاولًا السيطرة على غضبه:
        
        "صغيرتي، أرجوكِ لا تذكري اسمه أمامي. قبل أن أتهور وأقتله، وأنتِ بالطبع لا تردين هذا، أليس كذلك؟"
        
        هزت ليان رأسها بسرعة، مجيبة بنعم، ولكن قلبها كان مليئًا بالحيرة.
        
        ثم تدخل ليو بسرعة، محاولًا تهدئة الموقف:
        
        "سيدتي، لا داعي للقلق بشأن جيفان. هو سوف يركب العربة التي أتيتم بها، لا تقلقي عليه."
        
        تحركوا بسرعة نحو القصر، وسط صمت ثقيل يخيم على الأجواء، بينما كان أسكاى يواصل ركوبه دون أن ينطق بكلمة أخرى.
        
        وصلوا إلى القصر، ودخلوا جميعًا بهدوء، حيث استقبلهم أهل ليان بابتسامات مشوبة بالقلق.
        
        اقتربت ليان من أمها، واحتضنتها بشدة وكأنها كانت بحاجة لهذا العناق أكثر من أي وقت مضى. كانت العيون مليئة بالدموع، لكن ليان حاولت أن تكون قوية في وجه عائلتها.
        
        تكلمت أمها بصوت يشوبه القلق، وهي تضع يدها على كتف ابنتها:
        
        "ليان، أين كنتِ عزيزتي؟ عندما ذهب الملك ورائك، انتهت الحفلة، وعندما رحل الملك، أين ذهبتم؟ وأين جيفان؟"
        
        كان صوت الأم يحمل الخوف، وكأنها تشعر بأن شيئًا غير طبيعي حدث. ليان رفعت نظرها إلى أمها، وفجأة شعرت بأنها عاجزة عن إخبارها بكل ما حدث.
        
        تبادل الجميع النظرات، وأصبح الجو مشحونًا بالكثير من الأسئلة والتوتر.
        
        تنهدت ليان قليلاً، ثم ردت بصوت منخفض، يبدو عليها عدم الارتياح:
        
        "لا أعلم، أمي، أين جيفان... كنت فقط أتجول مع أسكاى."
        
        لكن والدها، سيد أودين، قطع الصمت فجأة وهو يوجه إليها نظرة غاضبة، وكأن غضبه قد انفجر فجأة:
        
        "ليان! كيف تكونين هكذا؟ بدون أي رسميات؟ كيف تقولين اسم الملك هكذا؟"
        
        كانت ليان في حيرة من أمرها، لكنها كانت على وشك أن ترد، لكن أسكاى كان أسرع منها بكثير.
        
        أجاب أسكاى بثقة شديدة، وهو يضع يده على كتف ليان، كما لو كان يحاول تهدئة الموقف بشكل حاسم:
        
        "سيد أودين، إنها زوجتي، وهي تملكني. تفعل ما تشاء، وتقول ما تشاء. وإذا كان هناك أي شخص يعترض على ذلك، يمكنه أن يأتي إلي مباشرة، وأنا سأريه كيف يعترض على أفعال زوجتي. هل تعترض على ذلك؟"
        
        كانت كلمات أسكاى قوية جدًا، وأصبح الهواء مشحونًا بالتوتر. الجميع في الغرفة توقفوا عن التنفس للحظة، وكانت النظرات تتنقل بين أسكاى ووالد ليان.
        
        أما ليان، فكان قلبها ينبض بسرعة. شعرت بوزن الموقف وأثر كلمات أسكاى، فهي لم تكن متأكدة من كل ما يجري، وكانت تفكر في كيف يمكن أن يتطور الأمر بين أسكاى ووالدها.
        
        والد ليان، سيد أودين، نظر إلى أسكاى بعينيه المتجمدة، لم يرد على الفور. لكن كانت هناك لحظة صمت طويلة، وكأن الحرب الكلامية قد انتهت مؤقتًا.
        
        أما ليان، فقد شعرت بالتوتر يزداد، وكانت تعلم أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا مما كانت تتصور.
        
        رد والد ليان بصوتٍ جاد، يحاول إخفاء مشاعر القلق التي تعتصر قلبه:
        
        "لا، جلالتك، لا يوجد أي اعتراض. لكن، إذا كانت الأمور هكذا، فلا يمكنني أن أغير الواقع. لقد وقع الأمر، ولا مفر منه."
        
        نظر أسكاى إلى والد ليان بعينيه الثاقبتين، ثم تحول نظره إلى ليان بابتسامة غامضة على وجهه، وكأنه يشعر بنشوة انتصار.
        
        قال أسكاى بجدية، لكن بصوتٍ منخفض يعكس قراره الحازم:
        
        "جيد، إذاً غدًا سيكون الزفاف، ولا يوجد أي تأجيل. سنجعلها ليلة لا تُنسى."
        
        تبدلت مشاعر الحضور فجأة بين الصمت والترقب. الجميع كان يعلم أن هذا القرار يعني بداية مرحلة جديدة تمامًا في حياة ليان، وأنه لا عودة الآن.
        
        أما ليان، فقد شعرت بشيء من الصدمة، ولم تكن قد استعدت تمامًا لما يحدث. الزفاف؟ غدًا؟ كل شيء كان يتسارع بسرعة تفوق قدرتها على التفاعل، وعقلها كان في حالة من الفوضى الداخلية.
        
        قالت ليان بصوتٍ منخفض وهي تحاول جمع شتات نفسها:
        
        "غدًا؟"
        
        أجاب أسكاى بحزم، وكأن القرار قد تم بالفعل ولا مجال للرجوع فيه:
        
        "نعم، غدًا. الوقت قد حان."
        
        ابتسم أسكاى ابتسامة غامضة، لكن ليان لم تكن متأكدة إذا كانت هذه الابتسامة تحمل وراءها الكثير من القوة، أم أنها مجرد بداية لعاصفة جديدة في حياتها.
        
        بينما كان الجميع يراقبون ما يحدث في الصمت، كانت ليان تفكر في ما ينتظرها غدًا. لم تكن تعلم كيف ستسير الأمور، لكن كان واضحًا لها أن الحياة التي كانت تعرفها قد انتهت، وأن الطريق الذي يسلكونه معًا هو طريق غير قابل للتراجع عنه.
        
        وحد الله ♥
        the end ♥
        
        
         

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء