روايه اسطورة الملك الاسود - قبل 1500 عام

اسطورة الملك الاسود

2025, سما أحمد

رومانسية

مجانا

في قاعة تجمع ملوك الممالك الأربعة، تدخل تيريزا الساحرة الأقوى، محذرة من مستقبل قاتم ينتظرهم. تتنبأ بولادة الملك الأسود أسكاي، الهجين الذي سيحمل قوة لا تُقهر، ويهدد بانقراض السلالة الملكية. كلماتها تترك الجميع في صمت مشحون بالخوف والتردد أمام المصير المحتوم.

......

......
تم نسخ الرابط
اسطورة الملك الاسود

  
قبل 1500 عام، في قاعة الاجتماعات التي تجمع الملوك الأربعة، كان النقاش محتدمًا حول معاهدة سلام تهدف إلى الحفاظ على استقرار الممالك الأربعة. لكن، وبكل هدوء، دخلت الساحرة، وهي امرأة ذات جمال غريب وقوة ساحرة لا يمكن تجاهلها، لتقلب الأوضاع رأسًا على عقب. بخطوات واثقة، اقتربت منهم
وقالت بصوت هادئ لكن حازم:

"هناك طفل سيولد قريبًا، ولن يدمر فقط عروشكم، بل سيكون مصدر تهديد لنهاية كل ما بنيتموه."

نظر إليها الملوك الأربعة بنظرات مليئة بالتجاهل، واستخفوا بكلامها. لم يصدق أحدهم ما قالته، وتجاهلوا تحذيرها. في تلك اللحظة، ظنوا أن كلامها ليس سوى هراء، لكنها كانت الحقيقة التي لم يرغبوا في مواجهتها.

مرّت أيام وشهور، وكلما تذكروا كلماتها، زادت الأجواء توترًا. بدأ الخوف يدب في قلوبهم، خصوصًا عندما شعروا أن مصيرهم أصبح مرتبطًا بتلك التهديدات الغامضة. في أحد الاجتماعات التي عُقدت في قاعة العرش، اجتمع الملوك الأربعة مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان هناك أمر أكبر من أي معاهدة أو اتفاق، كان لديهم هدف واحد: القضاء على هذا الطفل قبل أن يولد، قبل أن يهدد ممالكهم.

قرروا أن يصنعوا سلاحًا قادرًا على قتل هذا الطفل من ضربة واحدة، سلاحًا لا مثيل له في قوته. وبقوة دمائهم الأربعة، صنعوا سيفًا من الظلام، سيفًا مشبعًا بالطاقة السوداء. كان هذا السيف قويًا لدرجة أن أي نور يقترب منه يختفي، ويحل الظلام مكانه. ولكن، كان هناك خلاف بين الملوك الأربعة حول من سيحصل على هذا السيف. كل منهم أراد أن يمتلكه ليحمي نفسه وعرشه، ويتفوق على الأخرين. كانت الطمع والشكوك تملأ القلوب، وكان الصراع على السيف يهدد بتدميرهم جميعًا.

في لحظة صراعهم، اختفى السيف فجأة كما لو لم يكن موجودًا، تاركًا وراءه فقط الألم والخيبة.

ومع ولادة الطفل المتوقع، اشتد خوف الملوك الأربعة، وأصبحوا في حالة من الذعر الشديد. لم يكن لديهم سوى حل واحد: صنع سيف آخر، ولكن هذه المرة، سيفًا أقل قوة من الأول. سيفًا يتحكم في العناصر: الماء، الهواء، الرعد. كان هذا السيف شديد القوة، لكن لم يكن له نفس قوة السيف الأول.

ومثلما حدث مع السيف الأول، اختلف الملوك الأربعة حول من يجب أن يمسك هذا السيف، ومن يجب أن يكون القاتل. وفي صراعهم الدائم، اختفى السيف الثاني أيضًا، في ظروف غامضة.

في النهاية، أُثيرت أسطورة بين الجميع: "السيف لا يختاره سيده، بل هو الذي يختار من يكون. لا أحد يمكنه السيطرة عليه". وفي غمرة الطمع والحروب التي اندلعت بينهم، أصبح كل ملك يعتقد أن الآخر قد أخذ السيف. وفي لحظة انتقامية، قتلهم الملك الأسود، صاحب القوة الظلامية، مُنهيًا وجودهم وتدمير سلالاتهم.

ومن هنا بدأت الأسطورة حول السيوف الظلامية، والتي كانت محط أنظار الجميع، ولكن لا أحد كان قادرًا على امتلاكها أو السيطرة عليها.

حينما قضى "اسكاي" الملك الأسود، عليهم وانهى وجود الملوك الأربعة نهائيًا، بدا وكأنهم لم يكونوا في الوجود من قبل، كأنهم لم يولدوا من ألاصلً. سيطر على الممالك الأربعة وأسس مملكة جديدة تتوسط هذه الممالك.

في أحد الأيام، بينما كان يتجول في مكان محظور على البشر وأي جنس آخر، عثر على مكان يختلف عن أي مكان مر به من قبل. كانت هذه الأرض قاحلة، مليئة بالجبال المهدمّة، الأشجار البالية، والطيور المتوحشة التي تأكل اللحوم. كان مكانًا متوحشًا، لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.

اسكاي، وهو يمشي مع حراسه، لاحظ الخوف الذي سيطر على أفراد حراسته. توقفوا جميعًا في مكانهم، لم يستطيعوا أن يتقدموا خطوة واحدة بسبب رهبة هذا المكان. لكن اسكاي، بكل ثقة، قرر استكشافه بنفسه. طلب من "ليو" أن يبقى مع باقي الحراس في مكانهم، وذهب وحده لاستكشاف هذا المكان المجهول.

عندما دخل اسكاي، لم يشعر بأي خوف. بل كان يتصرف وكأن هذا المكان ملكه. الأشجار المتشابكة والأغصان الملتفة كانت تتباعد عن طريقه كأنها ترحب به. الوحوش البشعة التي كانت تسكن هذا المكان، تنحني له، لم يكن ذلك مفاجئًا له، بل كان يتوقعه.

بينما كان يتقدم، وصل إلى جبل ضخم، وعليه كهف مظلم تنبعث منه رائحة كريهة. لم تزعجه الرائحة أو الكآبة التي تحيط بهذا المكان، بل كان لديه شعور غريب بأنه يجب عليه الدخول. عبَر الكهف، وفي داخله كانت خفافيش ضخمة قد تجمعت في الزوايا. عندما رآه اسكاي، ارتبكت هذه الخفافيش، وعادت إلى جحورها، لم تتحرك، كما لو كانت هيبة اسكاي قد غطت المكان كله.

استمر اسكاي في التقدم داخل الكهف، الذي كان مظلمًا تمامًا، حيث لا توجد أي إضاءة. لكن بفضل دمائه المختلطة بين ملك الذئاب، ملك التنانين، وملك مصاصي الدماء، استطاع أن يرى في الظلام بوضوح تام.

تابع اسكاي السير في الكهف، حتى وصل إلى حافة عميقة جدًا، لا يصلها ضوء، وفجأة شعر بشيء مرعب يصيبه. فكر لحظة، ثم قرر أن يتحول إلى التنين، تحوّل إلى المخلوق الضخم ذو الجناحين اللذين يمتدان في الهواء، وشرع في النزول إلى الحفرة العميقة، حيث شعور غريب لا يتركه، وكأن شيئًا غير عادي ينتظره في الأسفل.
وصل اسكاي إلى قاع الحفرة، ليجد مكانًا مختلفًا تمامًا عما كان يتوقعه. بركة مياه عذبة نقية كالفضة، محاطة بأشجار كثيفة وهادئة. في وسط المكان، كانت شجرة ضخمة ترفرف أغصانها برقة، كأنها جزء من عالم آخر، مدفونة في أعماق الكهف. تحرك اسكاي في المكان، جالًا ببصره في كل الزوايا، لكنه لم يرَ شيئًا غريبًا... حتى بدأ السواد يغطي المكان.

تحولت المياه إلى اللون الأسود الداكن، وعم الظلام في المكان. الأشجار التي كانت خضراء تحولت إلى سواد قاتم، وكأنها صارت جزءًا من الكابوس. ثم بدأ الدم ينتشر، يشق الشجرة الكبيرة نصفين، كأنه عرق قديم غير مرئي. وسرعان ما انتشر الدم إلى أن وصل إلى اسكاي، لكن نظراته لم ترف. ظل ثابتًا، يتأمل الشجرة التي انفتحت بسبب الدماء.

في تلك اللحظة، ظهرت شرارة سيف عتيق في قلب الظلام، سيف مشبع بهالة من الشر، يضيء بين التوهجات السوداء والحمراء. اقترب منه اسكاي، ومسكه بحذر. تألَّق السيف للحظة قبل أن يخف توهجه. اسكاي نظر إليه بتعجب، ثم قال في نفسه: "هذا السيف ليس له قيمة."

رماه بعيدًا بكل قوة، ثم تحوَّل مجددًا إلى شكل التنين، محلقًا عائدًا إلى السطح، بعيدًا عن الحفرة وعمق الكهف المظلم. طار في السماء، متجاوزًا الغابة والأشجار الميتة، عائدًا إلى حراسته.

عندما وصل، رآه ليو، حارسه الشخصي، فركَّز عليه قائلاً: "هل أنت بخير، سيدي؟" كان اسكاي يراقب المكان بحذر،
فأجاب برأسه متحركًا قليلًا: "نعم."ثم أضاف ليو، وهو يشير إلى السيف: "ما هذا السيف، سيدي؟ لم أره معك من قبل."
نظر اسكاي إلى المكان الذي كان يشير إليه ليو، ليرى السيف الذي رماه في الحفرة. همس لنفسه قبل أن يعود ليمسك السيف مرة أخرى، ويرميه بعيدًا عنه. "لا حاجة لهذا السيف."
ظل اسكاي يرمي السيف بعيدًا عنه، لكن السيف كان يعود إليه كل مرة. حاول مرارًا وتكرارًا، ولكن كلما رماه، عاد إليه كأن شيئًا غير مرئي يجذبه. حتى جاء اليوم الذي شعر فيه سكاي بالتعب، وملَّ من هذا الفعل المتكرر. أمسك بالسيف بقوة وقال: "لماذا تلاحقني؟ لماذا لا تتركني؟ أنا لا أريدك."

في لحظة غامضة، تحول السيف إلى رماد كثيف. ومع تفرق الرماد في الهواء، بدأت أجزاؤه تتجمع، مكونة شكلًا بشريًا غريبًا. تجسد الرماد إلى شخص، وانحنى هذا الشخص أمام اسكاي وقال: "سيدي ومولاي، أنا خادمك المطيع، تحت أمرك في أي وقت. أنت سيدي، وأنا خادمك المخلص."

نظر اسكاي إليه بتعجب وقال ببرود: "أنا لا أريد خدمًا. لا أريدك."

أجاب الشخص، وقد امتلأ صوته بالخشوع: "سيدي، لا أستطيع تركك. أنت مولاي وسيدي، ولا أحد غيرك. أنا صنعت خصيصًا لك."

رد عليه اسكاي بحدة: "أنت صنعت خصيصًا لكي تقتلني،؟ لتكون سيفي القاتل."

قال الشخص، أو السيف، بصوت هادئ: "لا، سيدي. أنا اخترتك لتكون سيدي، وليس لكي تكون ضحيتي. أرجوك، فلتكن سيدي، أنت الذي تحملني."

فكر اسكاي لحظة، ثم قال بعينين متقدتين: "حسنًا، إذا كان الأمر كذلك، فلتكن. لكن ما اسمك؟"

أجاب السيف، وقد بدا عليه بعض الحيرة: "ليس لدي اسم، سيدي. فلتسميني أنت."

فكر اسكاي قليلًا، ثم رد بثقة: "إذن، سيكون اسمك سيث."

وأصبح سيث خادم اسكاي المطيع، ولكن في هيئته كـ سيف لا يتخلى عن مولاه أبدًا، يتحرك بين يديه في لحظات الحاجة، دائمًا في الظل، لكن تأثيره في حياة اسكاي كان كبيرًا.

في مكان آخر، كان السيف الثاني ملكًا للوريث الوحيد لملك العالم الآخر، لورانس.
ابنه الوحيد كان سايلوس، الصديق اسكاي.
سايلوس، منذ أن كان في العاشرة من عمره، كان يحمل هذا السيف العجيب الذي وجده في الغابة. كان سيفًا عاديًا في البداية، بلا طاقة أو ضوء، لونه فضي، لكن شكله كان غريبًا عن باقي السيوف في عالمه.
كان سايلوس يهتم بالسيف كثيرًا، وكان يتدرب به يوميًا.

في يوم من الأيام، اكتشف لورانس، الملك، السيف في يد ابنه وقرر أن يحاول حمله. لكنه لم يستطع تحريكه أو حمله، فتعجب
وسأل ابنه: "من أين لك هذا السيف؟ وكيف يمكنك حمله؟ إنه ثقيل جدًا."
رد عليه سايلوس قائلاً: "يا أبي، إنه خفيف جدًا بالنسبة لي. لقد جربته في الغابة منذ سنتين."

فقرر لورانس أن يأخذ السيف إلى خبراء السيوف. وبعد فحص دقيق، قال الخبراء إن هذا السيف ليس من عالمهم. بل هو سيف مصنوع من دماء الملوك الأربعة الذين قتلهم الملك الأسود.
تحدث الخبراء عن الأسطورة التي تقول إن السيف يختار صاحبه، ولا يختاره احد
وفي لحظة معينة، لاحظ سايلوس أن نصل السيف قد حُفر عليه اسمه. كان النقش دقيقًا وواضحًا، وبجانب الحفر كان هناك توهج فضي خفيف، كما لو أن السيف يعلن عن تبعيته لسايلوس.
وبالفعل، عندما تطورت قدرات سايلوس السحرية، وتفجرت طاقاته، بدأ السيف يتفاعل معه. ظهر توهج فضي على نصل السيف، وأرسل طاقة روحية حول سايلوس، مما عزز قوته بشكلٍ غير طبيعي.
أصبح سايلوس بعدها لا يُقهر، لكن سيفه لم يكن قويًا مثل سيف اسكاي، فلم يكن له خادم مثل سيف اسكاي، لأنه كان أقل قوة من سيف اسكاي.

وحد الله ♥
The end ♥


  

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء