روايه اسطورة الملك الاسود - البارت
اسطورة الملك الاسود
2025, سما أحمد
رومانسية
مجانا
في قاعة تجمع ملوك الممالك الأربعة، تدخل تيريزا الساحرة الأقوى، محذرة من مستقبل قاتم ينتظرهم. تتنبأ بولادة الملك الأسود أسكاي، الهجين الذي سيحمل قوة لا تُقهر، ويهدد بانقراض السلالة الملكية. كلماتها تترك الجميع في صمت مشحون بالخوف والتردد أمام المصير المحتوم.
......
......
"الآن... أنتِ لي، ولن يستطيع أحد أخذك مني." كانت تلك الجملة كافية ليشعر الجميع بثقلها، وكأنها ختم لا يمكن كسره. انتهى اسكاى من تقبيل ليان تحت أنظار الجميع، وكانت الصدمة تعكس على وجوه الحاضرين. لكن الصدمة التي كانت فيها ليان كانت تفوق كل الخيال. غضب جيفان كان يشتعل في ملامحه، بينما كان يصرخ بغضب: "هل تعتقد أنك ستختارها بتلك الطريقة؟ لا، لم تصب، ولن يكون لك ما تريد!" تكلم أسكاي، وابتسامة استهزائية ترتسم على شفتيه، مستفزًا بألفاظه: "حقًا، لن تختارني؟ أوه، كم حزنت. أيها الصغير، لم أفعل ذلك لكي تختارني. هي، بطبعها، ستختارني أنا، لكني فعلت ذلك فقط لأنني أريد. هل ترى؟ شفتيها... جميلة جدًا، وأنا رجل." نظر إليه بثقة، وكأن كل شيء في يده، حتى مشاعر الآخرين. نزل كلامه على الجميع كالصاعقة التي تدمر كل شيء، ولكن تلك الصاعقة دمرت عقول الجميع. كانت ردة فعل الحاضرين غير مصدقة لما قاله أسكاي، وكأن الكلمات لم تُستوعب بعد. قال ليو، وقد علت الدهشة وجهه: "ماذا قال الملك أسكاي؟ توجد فتاة أغرته؟ هذه أعجوبة!" لقد كان المشهد مفاجئًا جدًا، وكل الحضور في حالة من الحيرة والذهول. كانت ردة فعل ليان مختلفة عن الجميع، فقد تجمدت في مكانها، قلبها يدق بشدة، وفكرها يغرق في دوامة من الأسئلة والشكوك. "هل قال شفتيها جميلة؟ هل أثرته؟" تساءلت في نفسها، وعينيها تراقبانه بحذر. "هل يريد أن أختاره؟ هل هو جن؟ ولكن... إذا لم أختاره، سيقتل عائلتي أمام عيني، ماذا أفعل؟ وإذا اخترته، سوف أكون أسيرته إلى الأبد..." كانت أسئلة تدور في ذهنها كالعاصفة، وكل إجابة لها كانت تزيد من تعقيد الموقف. كان اختيارها يعني الكثير، وكل خيار يحمل في طياته أعباء لا تستطيع تحمّلها. قال جيفان بتكبر، وهو يرفع حاجبه وكأن ما يقوله لا يقبل الجدل: "أنت واثق من نفسك كثيرًا، أيها الملك، وأيضًا مغرور حقًا. إذاً، ليان، فلتحطمي غرور ذلك الملك، وقولي: ليان، من ستختارين، أنا أم هو؟" أنهى كلمته وهو يعقد ذراعيه على صدره، وبدا وكأنه يتوقع أن تكون الإجابة لصالحه، فهو واثق أن ابنة عمه سوف تختاره. نظرت ليان إلى جيفان بغضب شديد، وعينيها تتألق بالكراهية، لكنها كانت تفكر في نفسها: "أيها الأحمق الغبي، ماذا تقول؟ هل تريد أن أحطم غروره؟ حسنًا، إذا سمعت كلامك هذا، فاعلم أن هذا هو من سيحطمنا جميعًا، وسوف يرسلنا إلى التهلكة. أنت الأحمق، حقًا!" كانت مشاعرها متضاربة، لكنها كانت على يقين من أن أي خطوة خاطئة قد تؤدي إلى مصير لا يمكن تصوره. استمرت ليان في التفكير، محاولة إيجاد مخرج من هذا المأزق: "سوف أقول لهم إنني أختاركم أنتم الاثنين، وبهذا أكون قد خرجت من هذا المأزق،" فكرت وهي تحاول إيجاد طريقة لتجنب الاختيار الصعب الذي يواجهها. ولكن قبل أن تتمكن من تنفيذ خطتها، جاء الرد الصادم من أسكاي، وكأن كلماته قد جمدت الزمن لحظة: "ليان عزيزتي، لا تقولي إنك ستختارين الاثنين. لن تختاري إلا واحدًا فقط. ستقضين بقية حياتك معي، أو مع هو. اختاري الآن." كان صوته حادًا، مليئًا بالثقة، وكأن قرارها قد حُسم بالفعل في ذهنه. قالت ليان في نفسها بصوت منخفض لكنها متألمة: "يالهِ من مصير! ماذا فعلت في حياتي ليحدث لي هذا؟ أبي دائمًا يقول لي أن أتصرف بعقلانية، وأن أوزن قراراتي جيدًا، ولكن الآن، هل جاء دور العقل؟ أين هو عقلي الآن؟" ثم نظرت حولها بثقة، محاولة إخفاء ما يعتمل في قلبها، وقالت بصوت مسموع: "جيفان، أخي، أنا اختارك أنت بالطبع." كانت تلك الكلمات كالصاعقة التي ضربت المكان، وكأنها برق في سماء هادئة، مفاجئة للجميع. لكن، لم تكن المفاجأة الأكثر تأثيرًا هي الكلمات نفسها، بل ردة فعل جيفان. فرحته كانت واضحة على وجهه، قلبه كان يرقص داخل صدره، وكأنه انتصر في معركة حاسمة. لكن، تلك الفرحة لم تدم طويلًا. قبل أن يستطيع أن يستمتع بلحظة انتصاره، استمرت ليان في الكلام، لتكمل ما بدأته. نظرت إلى جيفان بعينيها التي حاولت إخفاء مشاعرها، وقالت بصوت متماسك رغم الألم الذي يعتصر قلبها: "أخي، أنا اختارك كأخ، فقد عشت معك أجمل طفولة، ولن أنسى أبدًا تلك الأيام الجميلة التي قضيناها معًا. ولكن... حان الوقت لكي أرحل. أتعلم ماذا قالت العائلة؟ أنني سأغادر ذات يوم، لأنني سأذهب مع زوجي، ولن أظل معكم كثيرًا. واليوم،..... جاء اليوم الذي سأذهب فيه مع زوجي، الملك أسكاى. هو زوجي، وسأبقى معه طوال حياتي، بينما تبقى ذكريات طفولتي معك، جيفان." تلك الكلمات كانت بمثابة طعنة مؤلمة في قلب جيفان، فبدت كأنها لحظة نهاية لمرحلة من حياته، وأن التغيير قد جاء لا محالة. قال جيفان بانكسار، وصوته يرتجف من الألم: "أخ... لماذا، ليان؟ لماذا ترينني كأخ فقط؟ لمَ لا ترين فيّ الحبيب... أو الزوج الذي كان يحلم بأن يملأ حياتك سعادة؟" قالت ليان والدموع تتلألأ في عينيها، وصوتها يرتجف بشدة: "صدقني، جيفان... لا أستطيع، لا أقدر أن أراك بشيء أكثر من أخي العزيز... الأخ الوحيد الذي ملك قلبي بحنانه، لا بشغفه. أنت جزء مني... ولكن بطريقة مختلفة، بطريقة لا تسمح لقلبي أن يحبك كما تريد." قال جيفان بصوت مكسور، تخنقه العبرة: "حسنًا... لا تريني كحبيب، ولا حتى كزوج... لكن قولي لي، لماذا هو؟ لماذا ترينه هو... وليس أنا؟" ثم اكمل بغضب شديد، وصوته يعلو ليملأ المكان: "لماذا؟! لماذا أسكاى؟! لماذا الملك الأسود؟! لماذا هو بالذات؟" كانت كلماته مليئة بالانفعال، وعيناه تتوهجان بالغضب. ثم استمر، متسائلًا بشدة: "هل بسبب تلك الأسطورة التافهة؟ هل تصدقين تلك الكذبة الكبيرة؟! إنها هراء، ليان! جدي هو من اخترع هذه القصة كي يمنعني من إزعاجك بسبب شعرك! مجرد قصة لا أكثر!" ثم، وفي لحظة انهيار، تغيرت نبرته تمامًا، وبدت ندمًا وحزنًا شديدًا في عينيه وهو يقترب منها، متوسلاً: "أرجوكِ، ليان، صغيرتي... أنا أحبك. لا تختاريه! هو وحش، حقير! لا يحبك، لا يستطيع أن يحبك! أنا أحبك، وأنا هنا من أجلك! هو فقط يخدعك ليحرق قلبي! سأتخلى عن كل شيء، سأقتله، لا تذهبي معه... أرجوكِ لا تتركيني!" تلك الكلمات، رغم تأثرها الشديد، كانت تظهر مدى تمسكه بها، ورغبته المفرطة في عدم فقدانها، حتى ولو كان ذلك على حساب كل شيء آخر. ثم، وفي لحظة من الجنون، أخرج جيفان سيفه بسرعة كبيرة، عازمًا على الهجوم على أسكاى. لكن في تلك اللحظة، حدث شيء غير متوقع. توقفت كل الحركات من حوله كما لو أن الزمن نفسه قد تجمد، ورغم أن العالم من حوله ظل ثابتًا، إلا أن ليان تحركت بسرعة البرق، لتلقي صفعًا قويًا على خده. كانت الصدمة شديدة لدرجة أن وجهه تدور في الاتجاه الآخر، وتحولت ملامحه إلى مزيج من الألم والدهشة. الصفع لم يكن مجرد رد فعل سريع، بل كان أقوى من أي شيء توقعه. ليان، عيونها مليئة بالغضب والحزن، نظرت إليه بشدة،قالت ليان، والغضب يرتجف في صوتها ودموع الألم تلمع في عينيها: "جيفان، ارجع إلى رشدك! لن أسمح لك أن تدمر حياتي ولا حياة العائلة... ولا حتى حياتك أنت! أنت لا تدرك ماذا تقول... لقد قلتها لك بوضوح: هذا زوجي! زوجي الذي اخترته بإرادتي! ثم... ألا تدرك من يكون؟ إنه الملك الأسود! خصمك ليس شابًا بسيطًا، إنه ملك، جيفان... ملك لا يرحم أعداءه! أرجوك... كفاك جنونًا، لا تحطم ما تبقى بيننا من ذكريات جميلة..." ثم خنقها البكاء، وأخفضت رأسها، تكمل بصوت متهدج: "كفى عنادًا... أرجوك، كفى..." كانت تلك اللحظة هي اللحظة التي فصلت بين الماضي والحاضر، بين الألم الذي كان يسكن قلبها وبين القرار الحاسم الذي اتخذته لتدافع عن مستقبلها. ثم تكلمت ليان بغضب شديد، وهي تشد على يد جيفان بقبضة قوية، وكأنها تريد أن تهز عقله من داخله. "هل جننت؟ هل أنت بعقلك؟ هل تريد قتل الملك الأسود؟ الملك، وليس أي ملك، إنه زوجي! زوجي! هل فهمت؟ لقد شتمته بما فيه الكفاية، والآن تريد أن تقتله؟!" قالت تلك الكلمات بنبرة حادة، وجسدها يرتجف من شدة الغضب. ثم، أخذت نفسًا عميقًا، وأكملت كلامها، بصوت مليء بالحزن: "استمع جيدًا، أنا لست لك، ولا أنتمي إلى العائلة الآن. الآن، سأصنع عائلة جديدة. ليست بيدَي من أختار، إنه القدر! إنه قدري يا جيفان! لا أستطيع تغييره! وليس بسبب تلك الأسطورة الغبية، لا... إنه القدر، ولن أستطيع التراجع عنه!" كان وجهها مليئًا بالألم، لكن عيونها كانت تلمع بعزم، وكأنها تأخذ القرار الأخير في حياتها. تكلمت ليان بحزن، وهي تسند يدها على وجه جيفان، وقالت بصوت يملؤه الألم: "ماذا لو نودع بعضنا بكل حب؟ لأن الآن، ستكون نهاية طفولتنا معًا. لنترك وراءنا أي كره، أو سوء تفاهم، أو مشاكل كانت تقف بيننا. الآن، آن الأوان لنزيل كل ذلك." كان جيفان يبكي بحرقة، كانت دموعه تتساقط كالمطر على وجنتيه، بينما كانت ليان تبكي هي الأخرى، لكن بعينين ممتلئتين بالدموع والألم. أجاب جيفان بصوت ضعيف، مشوب بالحزن: "نعم... ولكن..." لكن ليان قاطعته، وهي تحدق فيه بعينيها المليئتين بالحزن، وأجابته بحسم: "لا يوجد لكن، جيفان. ما زلتِ ابنة عمك، ولن أبتعد عنك، لكن سأنتقل إلى منزل جديد... مع زوجي." في تلك اللحظة، كان كل شيء في حياتهم يتحول، كانت النهاية بالنسبة لهم لحظة قاسية. اقترب جيفان منها، واحتضنها بشدة، وكأنهما يودعان الحياة القديمة بكل ما فيها. تحت أنظار الجميع، تساقطت دموعهما في صمت. لكن الوداع كان مؤلمًا جدًا، كان فراقًا لا يستطيع أحد تحمله. وفجأة، في تلك اللحظة الحزينة، شعر الجميع بوجود شيء مختلف. كانت دموع ليو وتيريزا تتساقط، شاهدوا الوداع المؤلم بينهما، بينما كان أسكاى يقف هناك، مبتسمًا بابتسامة باردة، في حين بدا مشمئزًا من كل ما يحدث. في لحظة، تقدم أسكاى نحوهم ببرود، وقطع الهدوء في الجو، وهو ينظر إليهما نظرة مليئة باللامبالاة. فصل بينهما فجأة، ثم سحب ليان إلى حضنه، وقال بنبرة متعالية: "هل انتهت تلك الدراما المثيرة للاشمئزاز؟" تكلمت ليان بصوت منخفض، وعيونها مليئة بالحزن: "انتهت... نعم، انتهت." أما جيفان، فصوته كان يملؤه الرجاء، بينما كانت عينيه غارقة في الندم: "جلالتك... أرجوك، احمِ ليان! لا تدعها تحزن. هي لطيفة، طيبة القلب، لا تستحق كل هذا الألم..." تنهد أسكاى بملل شديد، ثم نظر إلى جيفان بعينين مليئتين باللامبالاة، وقال بصوت هادئ ولكن مليء بالقسوة: "لا تقلق، أنا أعرف جيدًا كيف أحمي زوجتي. وكيف أتعامل معها... وهي أيضًا تعلم ذلك. لأنني أشعر الآن بصداع رهيب بسبب هذا كله." تلك الكلمات، رغم هدوئها، كانت بمثابة صاعقة، كأنها تزيل آخر آثار الود بين جيفان وليان. ركب أسكاى على حصانه، وأمسك بيد ليان بلطف ليجذبها لركوب الحصان أمامه. أما ليو وتيريزا فقد ركبا معًا على نفس الحصان. قبل أن يتحركوا، نظرت ليان إلى أسكاى وقالت بصوت منخفض، يملؤه القلق: "ولكن ماذا عن جيفان؟" رد أسكاى بنبرة حادة، وكأن الكلمات تخرج من فمه بحذر، محاولًا السيطرة على غضبه: "صغيرتي، أرجوكِ لا تذكري اسمه أمامي. قبل أن أتهور وأقتله، وأنتِ بالطبع لا تردين هذا، أليس كذلك؟" هزت ليان رأسها بسرعة، مجيبة بنعم، ولكن قلبها كان مليئًا بالحيرة. ثم تدخل ليو بسرعة، محاولًا تهدئة الموقف: "سيدتي، لا داعي للقلق بشأن جيفان. هو سوف يركب العربة التي أتيتم بها، لا تقلقي عليه." تحركوا بسرعة نحو القصر، وسط صمت ثقيل يخيم على الأجواء، بينما كان أسكاى يواصل ركوبه دون أن ينطق بكلمة أخرى. وصلوا إلى القصر، ودخلوا جميعًا بهدوء، حيث استقبلهم أهل ليان بابتسامات مشوبة بالقلق. اقتربت ليان من أمها، واحتضنتها بشدة وكأنها كانت بحاجة لهذا العناق أكثر من أي وقت مضى. كانت العيون مليئة بالدموع، لكن ليان حاولت أن تكون قوية في وجه عائلتها. تكلمت أمها بصوت يشوبه القلق، وهي تضع يدها على كتف ابنتها: "ليان، أين كنتِ عزيزتي؟ عندما ذهب الملك ورائك، انتهت الحفلة، وعندما رحل الملك، أين ذهبتم؟ وأين جيفان؟" كان صوت الأم يحمل الخوف، وكأنها تشعر بأن شيئًا غير طبيعي حدث. ليان رفعت نظرها إلى أمها، وفجأة شعرت بأنها عاجزة عن إخبارها بكل ما حدث. تبادل الجميع النظرات، وأصبح الجو مشحونًا بالكثير من الأسئلة والتوتر. تنهدت ليان قليلاً، ثم ردت بصوت منخفض، يبدو عليها عدم الارتياح: "لا أعلم، أمي، أين جيفان... كنت فقط أتجول مع أسكاى." لكن والدها، سيد أودين، قطع الصمت فجأة وهو يوجه إليها نظرة غاضبة، وكأن غضبه قد انفجر فجأة: "ليان! كيف تكونين هكذا؟ بدون أي رسميات؟ كيف تقولين اسم الملك هكذا؟" كانت ليان في حيرة من أمرها، لكنها كانت على وشك أن ترد، لكن أسكاى كان أسرع منها بكثير. أجاب أسكاى بثقة شديدة، وهو يضع يده على كتف ليان، كما لو كان يحاول تهدئة الموقف بشكل حاسم: "سيد أودين، إنها زوجتي، وهي تملكني. تفعل ما تشاء، وتقول ما تشاء. وإذا كان هناك أي شخص يعترض على ذلك، يمكنه أن يأتي إلي مباشرة، وأنا سأريه كيف يعترض على أفعال زوجتي. هل تعترض على ذلك؟" كانت كلمات أسكاى قوية جدًا، وأصبح الهواء مشحونًا بالتوتر. الجميع في الغرفة توقفوا عن التنفس للحظة، وكانت النظرات تتنقل بين أسكاى ووالد ليان. أما ليان، فكان قلبها ينبض بسرعة. شعرت بوزن الموقف وأثر كلمات أسكاى، فهي لم تكن متأكدة من كل ما يجري، وكانت تفكر في كيف يمكن أن يتطور الأمر بين أسكاى ووالدها. والد ليان، سيد أودين، نظر إلى أسكاى بعينيه المتجمدة، لم يرد على الفور. لكن كانت هناك لحظة صمت طويلة، وكأن الحرب الكلامية قد انتهت مؤقتًا. أما ليان، فقد شعرت بالتوتر يزداد، وكانت تعلم أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا مما كانت تتصور. رد والد ليان بصوتٍ جاد، يحاول إخفاء مشاعر القلق التي تعتصر قلبه: "لا، جلالتك، لا يوجد أي اعتراض. لكن، إذا كانت الأمور هكذا، فلا يمكنني أن أغير الواقع. لقد وقع الأمر، ولا مفر منه." نظر أسكاى إلى والد ليان بعينيه الثاقبتين، ثم تحول نظره إلى ليان بابتسامة غامضة على وجهه، وكأنه يشعر بنشوة انتصار. قال أسكاى بجدية، لكن بصوتٍ منخفض يعكس قراره الحازم: "جيد، إذاً غدًا سيكون الزفاف، ولا يوجد أي تأجيل. سنجعلها ليلة لا تُنسى." تبدلت مشاعر الحضور فجأة بين الصمت والترقب. الجميع كان يعلم أن هذا القرار يعني بداية مرحلة جديدة تمامًا في حياة ليان، وأنه لا عودة الآن. أما ليان، فقد شعرت بشيء من الصدمة، ولم تكن قد استعدت تمامًا لما يحدث. الزفاف؟ غدًا؟ كل شيء كان يتسارع بسرعة تفوق قدرتها على التفاعل، وعقلها كان في حالة من الفوضى الداخلية. قالت ليان بصوتٍ منخفض وهي تحاول جمع شتات نفسها: "غدًا؟" أجاب أسكاى بحزم، وكأن القرار قد تم بالفعل ولا مجال للرجوع فيه: "نعم، غدًا. الوقت قد حان." ابتسم أسكاى ابتسامة غامضة، لكن ليان لم تكن متأكدة إذا كانت هذه الابتسامة تحمل وراءها الكثير من القوة، أم أنها مجرد بداية لعاصفة جديدة في حياتها. بينما كان الجميع يراقبون ما يحدث في الصمت، كانت ليان تفكر في ما ينتظرها غدًا. لم تكن تعلم كيف ستسير الأمور، لكن كان واضحًا لها أن الحياة التي كانت تعرفها قد انتهت، وأن الطريق الذي يسلكونه معًا هو طريق غير قابل للتراجع عنه. وحد الله ♥ the end ♥
تعليقات
إرسال تعليق