موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      رواية الوهم - دراما مدرسية

      الوهم

      2025, King Rogar

      نفسية

      مجانا

      تدور الرواية حول مالك، فتى ذكي لكنه ضعيف جسديًا، يقع ضحية لتنمر زميله الضخم حمزة. بعد فصل دراسي كامل من الإهانات والضرب، يقرر مالك أن يواجه حمزة بطريقة غير متوقعة، مستخدمًا سلاحه الوحيد: العقل. من خلال خطة غامضة داخل منزل مهجور، يسعى مالك إلى قلب الطاولة على المتنمر، في لعبة تعتمد بالكامل على الحظ،

      مالك

      بطل الرواية، فتى ذكي، متفوق دراسيًا، نحيف وقصير القامة، لكنه يعاني من التنمر بسبب بنيته الضعيفة. رغم ذلك، يمتلك عقلًا حادًا وقدرة على التخطيط

      حمزة

      لمتنمر الرئيسي في المدرسة، ضخم الجثة، يعتمد على قوته البدنية في فرض سيطرته على الآخرين. لديه شخصية عنيفة

      حسام

      زميل مالك في الصف، أحد ضحايا حمزة، تعرض لتعذيب جسدي شديد على يديه. يتمرد على الخوف ويقرر مساعدة مالك في خطته للانتقام من المتنمر.
      تم نسخ الرابط
      رواية الوهم

       التنمر هي تلك الظاهرة التي يعرفها العلماء بأنها أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل أخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة.
      والمتنمر هو شخص لديه عقدة نقص، يحاول أن يعوض ذلك النقص عن طريق إهانة وضرب الأخرين.
      هذا التعريف عن المتنمر كان خاص بزميلي في المدرسة حمزة، المتنمر رقم واحد في المدرسة، وكعادة كل المتنمرين كان حمزة ضخم الجثة، سلاحه الوحيد هو عضلاته ولا يستعمل عقله البته.
      شعاره في الحياة هو أن القوة تكمن في العضلات.
      
      أتذكر أول لقاء بيني وبين حمزة كان في الأستراحة، كنت جالس على إحدى المقاعد واتناول شطيرة الجُبن خاصتي، في لحظة وجدت الشطيرة تخطف من يدي وصوت سمج يقول :
      "شطيرة جميلة أيها الفأر"
      - أعد لي الشطيرة أيها البدين.
      " ها؟ من البدين ياصعلوك؟
      - انت البدين.
      ولا أحتاج أن اقول ماذا حدث، فقد حصلت على بعض الصفعات واللكمات وطبعًا الكثير من الركلات بعد أن أطرحني أرضًا.
      بعد هذا اللقاء بدأ الجحيم والتنمر، وكانت شخصيتي وجسمي لُقمة سائغة للمتنمرين ولحمزة بالتحديد، فتى ذكي متفوق دراسيًا، نحيف قصير، لايستطيع الدفاع عن نفسه، بإختصار كانت هذه المواصفات جنة للمتنمرين، فما بالك بحمزة.
      أستمر التنمر والضرب والمضايقات والإهانات فصل دراسي كامل، وحل الفصل الدراسي الثاني ومازال التنمر مستمرًا.
      بالنسبة لي أستعملت طريقة التجاهل على حمزة، بمعنى إن رأيته في مكان ما أغير مكاني أو أعود إلى الوراء أو أتجاهله فحسب، لكن المشكلة كانت ليس بي أنا؛ بل في الطلاب الأخرون كانوا لايستخدمون طريقة التجاهل.
      والمشكلة أن المعلمين كانوا يخافون منه لسبب لا أحد يعرفه!
      أستنتجت انا، أنه ربما يكون والده لديه منصب كبير في الدولة.
      أستمر أذى حمزة، وتنمره أزداد بشكل كبير وكان يجب على أحد أن يوقفه عند حده.
      بدأت شعلة الأيقاف يوم الأثنين، كنت نائم على السرير ممسك بهاتفي أتصفح الفيس بوك، قاطع تصفحي إشعار رسالة جديدة من إيميل جديد، نقرت على الإشعار وأدخلني الى صفحة المراسلة، ودار بيننا هذا الحوار :-
      "مرحبًا، هل أنت مالك الذي يدرس بمدرسة....؟"
      - اهلاً، نعم أنا مالك، من أنت؟
      " انا حسام زميلك في الصف، اريد أن أتحدث معك في موضوع مهم!"
      - حسام الجيلاني؟
      " نعم"
      - خيرًا ياحسام ماهو الموضوع الذي تريد أن تتحدث معي بشأنه؟
      " موضوع يخص حمزة البدين "
      - حمزة! ماذا فعل مجددًا ذلك الشيطان؟
      " ضربني لكن ليس مثل كل مرة، سأرسل لك صور الأن وستفهم ما أعني"
      - حسنآ.
      بعد دقيقة تلقيت صورتين ، الصورة الأولى تظهر صدر حسام وهو عاري الغريب في الصورة أنه هناك أثار تعذيب على جسده، عندما دققت في الصورة تبين لي أنها أثار تعذيب بالسوط وحرق في صدره، والصورة الثانية تظهر ظهر حسام وهو عاري وأثار تعذيب بالسوط واضحة وأفظع من على صدره.
      بعد دقائق من الذهول والغضب رددت عليه :-
      - لماذا لم تخبر عائلتك بالموضوع؟
      " لأنهم لن يصدقوني، يظنون أن حمزة فتى جيد وملاك، انت لم ترى تمثيله عندما يأتي إلى منزلي ليأخذ الواجبات المدرسية، يتصرف كشخص صالح وصديق لي، من تمثيله أصبحت أشك في نفسي أنني أظلمه وانه شاب مهذب وانا الشاب الشرير الذي أظلمه"
      - حسام.
      " نعم"
      - حان وقت عقاب حمزة!
      " ماذا؟ ما الذي ستفعله أتريد مواجهة حمزة؟ أجننت؟ "
      - نعم، سأوجهه لكن بطريقتي.
      " بطريقتك! أتعني انك ستقتله؟"
      - اقتله! الم يخبرك أحد من قبل انه لديك ميول إجرامية؟
      " لا، لكن مامعنى انك ستواجهه بطريقتك لم افهم ماذا تعني؟"
      - يعني بعقلي، سأواجهه بالسلاح الذي لايحبه الذي هو العقل.
      " ماذا ستفعل؟ ألديك خطة ما؟"
      - لا، ليس لدي خطة الأن، لكن أعطيني مهلة أسبوع سأكون قد فكرت بخطة ما.
      " حسنًا، لكن أخبرني بالخطة عندما تتنهي منها"
      - سأخبرك بها في منزلي قبل تنفذيها بيوم.
      " موافق، الأن وداعآ "
      - وداعآ.
      بعد أسبوع.....
      في المدرسة، في وقت الراحة........
      شاب ضخم الجثة يتناول غدائه على الطاولة برفقه أصدقائه، تارة يأكل شطيرته وتارة يلقي دعابة سمجة فيضحك عليها هو ويضحك عليها أصدقائه خوفًا منه، وبينما هو يضحك يقطع ضحكه صوت يعرفه جيدًا ينادي بأسمه :-
      " ها، من؟ مالك نيوتن!"
      يبصق تلك الجملة ويبدأ يضحك هو وأصدقائه :-
      - لا، بل مالك الذي سيأدبك.
      قالها بقوة وثبات وعينيه توحيان بقوة وثبات شديد
      توقف صوت الضحك، وبدأت تظهر معالم الغضب على وجه حمزةوعيناه بدأت تنذر بالجحيم، وقال بصوت غاضب مشتعل:-
      " ايها الضعيف كيف تجرؤا على محادثتي هكذا؟"
      - اسمع، سألعب معك لعبة هذه اللعبة لاتعتمد على العضلات ولا على العقل بل تعتمد على الحظ، الحظ وفقط.
      " لعبة! ماهذه اللعبة؟ كيف طريقة اللعب؟"
      - هذه مفاجأة ستعرفها عند قدومك الى بيت جدي.
      " بيت جدك!"
      - نعم بيت جدي وهو مهجور، سنلعب فيه اللعبة الليلة عند الساعة السابعة مساء، هل أنت موافق على اللعب معي؟
      لحظات مرت على حمزة وهو يفكر أيقبل أو لا قطعها صوت مالك يقول بضجر :-
      ماذا حدث معك؟ هل تقبل اللعب معي أو لا؟
      " قبل أن أقول رائي في القبول أو الرفض، أريد أن أعرف الفائز على ماذا سيحصل؟"
      - سؤال جميل، إذا فزت أنا فسوف تعتذر من كل أحد تنمرت عليه سواء بالضرب أو الشتم، اما إذا فزت أنت أفعل ماتريد بي.
      " انا موافق"
      - حسنًا إذن نلتقي الساعة السابعة في بيت جدي، سأرسل لك عنوان البيت، كدت انسى يجب أن تُحضر معك أحد من أصدقائك ليكون شاهدًا على اللعبة وعلى الفائز وانا سأحظر أحد من أصدقائي.
      "حسنآ سأحضر معي سامي"
      والتفت إلى جمع أصدقائه ونادى على سامي فظهر شاب سمين أسمر البشرة
      " سامي هل تقبل أن تأتي معي"
      أوما سامي برأسه بمعنى نعم
      انتهى اللقاء بالأتفاق على اللقاء في منزل جد مالك.
      
      في منزل مالك وفي حجرة مالك كان يجلس مالك على السرير وعلى الكرسي الذي أمامه كان يجلس حسام، تنهد حسام وقال بنبرة تحمل خوف وتوتر :-
      "هل تعتقد أنه سيأتي؟ "
      - سيأتي، أنا واثق أنه سيأتي.
      " مالذي يجعلك واثقًاإلى هذه الدرجة؟"
      - أنا اعرف حمزة حق المعرفة، طوال الفصل الدراسي الأول كنت أدرس شخصية حمزة المعقدة، من خلال دراستي له عرفت انه شخص يقدس الشجاعة، و هذا يجعلني مرتاحًا انه سيأتي الليلة فلن يقبل على نفسه الرفض خاصةً بعد أن قلت له أمر اللعبة أمام الطلاب.
      " أتمنى أن يأتي، هناك نار في داخلي لا تريد أن تنطفأ خاصةً بعد جلدي وحرقي من قبل ذلك البدين"
      - أتدري ياحسام اني أشفق على حمزة!
      " ماذا؟ أتشفق على ذلك الشيطان لقد ضربك وأهانك وأذى الكثير، أبعد ذلك كله تشفق عليه"
      - يا صديقي حمزة كان ضحية لوالدين سيئين، لقد أنشئاه مُنذ الصغر على العنف، وكانت ثمرة ذلك العنف هو حمزة، حمزة المتنمر الذى يأذي الأخرين ولا يهتم للأخرين.
      " كيف عرفت تلك المعلومات؟ "
      - لي صديق على الانترنت أخبرني بذلك، وبالمناسبة هذا الصديق يكون قريب حمزة.
      " بعد هذا الكلام الذي سمعته منك، أصبح لدي شك أنك ستلغي الخطة صحيح؟"
      - لا، حمزة إن لم يعاقب فسوف يصبح مجرمًا كبير في المستقبل، بيئته التي ترعرع فيها تصلح أن تخرج أكثر السفاحين المخابيل، وأنا لا أريد أن يكون حمزة في المستقبل سفاح مخبول، فالمجتمع يكفيه مافيه من السفاحين ولا أريد ولادة سفاح جديد.
      
      
      في بيت جد مالك صالة واسعة في نصفها طاولة صغيرة عليها قارورتان مغلفتان بقماش أبيض، وأمام الطاولة يقف فتى نحيل قصير ذا بشرة قمحية (مالك) بجانبه يقف فتى طويل نسبيآ نحيف أبيض البشرة (حسام) ، وعلى الجانب الثاني يقف فتى ضخم الجثة أسمر البشرة(حمزة) بجانبه فتى سمين قصير ذا بشرة سمراء(سامي) . بدأ مالك الكلام بطريقة عملية وهو يشرح اللعبة :- " اللعبة بإختصار تعتمد على الحظ، هناك قارورتان على الطاولة مغلفتان بقماش أبيض، حسام أزل القماش من على القارورتان من فضلك" أزال حسام الغطاء كما أمر مالك وكشف عن قارورتان من المياه الغازية، تحدث حمزة بسماجة :- " مياه غازية! جميل لم أعلم أنك تشرب المياه الغازية، ظننتك تأكل الكتب وتشرب الحبر " أطلق دعابته السمجة وأخذ يضحك هو وصديقه، تمالكت أعصابي وقلت بجدية وثبات :- " ياحمزة أترى تلك القارورات؟" - نعم! " اللعبة هي أن أحد هاتين القارورتين يوجد بداخله سم والأخرى لا " - سم! أجننت؟ انت مختل عقلي! مجنون لا لا بل غريب أطوار، سأخرج من هنا وأقول للناس حقيقتك! " حقيقة ماذا؟" - حقيقة انك مختل عقلياً. " إذا كنت تريد الذهاب فأذهب لن أمنعك لكن.... سأطلق عليك النار بهذا المسدس قبل أن تصل إلى الباب " لحظات مريرة مرت على حمزة وهو يرى بعيناه مالك الشاب الذي كان يتنمر عليه يحمل مسدسًا بين يديه ويريد أن يطلق عليه، قطع تلك اللحظات صوت سامي يقول بفزع لحمزة " ياقائد هيا نخرج من هنا" - ايها الغبي الا تراه ممسكآ بسلاح، إن تحركنا خطوة واحدة لن يتردد بأن يطلق علينا النار. " لكن يا قائد نظرة من حمزة جعلت سامي يصمت، لحظات مرت قبل أن يتكلم حمزة:- " ماذا تريد الأن؟ " - أريدك أن تلعب. " وانا موافق " - لأن قلبي رحيم سأدعك تختار أنت الأول، ماذا قلت؟ " أيها القذر " - ماذا قلت؟ " قلت أنك خنزير صغير " - لم يكن قصدي السؤال على السبة بل على أن تختار الأول، موافق أو لا؟ " حسنآ انا موافق" - جيد، ابدأ الأن. تقدم حمزة ليأخذ أحد القارورتان، اخذ يجول بناظريه بين القارورتان يبحث على أي أختلاف لكن لايوجد فرق " لا تتعب نفسك القارورتان متطابقتان تمامآ من حيث الكمية والحجم، لكن مع هذا خذ وقتك فهذه مسألة حياة أو موت" رفع حمزة وجهه لمالك وقال - لكن لحظة، كلامك يدل على أنك تعرف القارورة المسمومة! "لا، لا أعرف فالذي جهز القارورتان هو صديق لي، أطمئن" - تبا لك. عاد حمزة ينظر إلى القارورتان، لفت انتباهه شيئ إحدى القارورتان يوجد عليها قطرات، إذا هذه هيا القارورة المسمومة. - سأخذ هذه القارورة. " تفضل كما تشاء، وأنا سأخذ القارورة الثانية" " سنشرب القارورتان عن العد إلى ثلاثة، واحد، اثنان، ثلاثة، أشرب" تجرع الأثنان القارورتان، بعد الانتهاء من الشراب قال مالك بضحكة : " كنت أعلم أنك ستختار هذه القارورة، تعمدت خداعك، يبدو أنك أغبى مما ظننت" - ماذا تقصد؟ اتقصد أن السم الأن داخل جسدي! " نعم، الأن ستشعر بالدوار والصداع وبعدها ستشعر بالحمى، بعد ذلك سيبدأ القيئ، وبعدها سيبدأ الإسهال، وفي الختام سيغمي عليك وتودع الحياة بأسوأ طريقة" - ايها الوغد، مالذي يحدث لي ماهذا الدوار الذي أصابني، رأسي سينفجر من الصداع. " إنها أعراض التسمم، بدأت تظهر عليك، بدلاً من التفوه بالشتم أطلب من الله أن يغفر لك ذنوبك قبل موتك، أراك في الحياة القادمة يارفيق" وحدث كما قال مالك، فما أن أنتهى مالك من كلماته بدأ حمزة بالتقيئ في كل مكان، وفي لحظات بدأ الإسهال تلاها سقوطه على الأرض. قطع ذلك المشهد صوت حسام الذي تكلم أول مرة منذ بداية اللعبة " مالذي حدث له؟ كيف تسمم وهو لايوجد سم بالأساس في القارورتان؟" - إنه الوهم ياصديقي! " الوهم؟ كيف يفعل الوهم هذا؟" - ألم تسمع من قبل بالمرض النفسي؟ " بلى سمعت، لكن ماعلاقة المرض النفسي بحالة حمزة؟ " - حمزة هو حالة من ألاف حالات الوهم، سأشرح لك ما أقصد، عندما بدأت اللعبة قلت أن أحد القارورتان مسمومة، هذه الجملة كانت الدفعة الأولى لحقن الوهم في حمزة، أما الدفعة الثانية فكانت عندما أخبرته بالخدعة التي وضعتها، أما الدفعة الثالثة والأخيرة والتي هي بمثابة إبرة سميتها ( إبرة الوهم)، كانت تتمثل في ذكر أعراض السم، هذه الجملة أطلقت الوهم في جسد حمزة فأصبح الوهم يتغلغل داخل جسده، في تلك اللحظة الدماغ يرسل إشارة لباقي الجسم أنه يوجد سم في الجسم لكن في الحقيقة لا يوجد سم بل يوجد وهم متمثل في سم، هذا الوهم أستطاع أن يخدع الجسم والدماغ وأوهمهم بوجود سم. " هذا يعني أن حمزة لم يتسمم؟" - لا لم يتسمم. " أنتهينا من مسألة حمزة، لكن ماقصة السلاح الذي في يديك؟" - اه هذا إنه سلاح أبي لكن لا يوجد فيه ذخيرة. " هذا يعني أن الأمر كله كان مجرد مسرحية" - نعم، أحضرته معي لكي أعمل القليل من الأكشن. " ماذا سنفعل إذا قال حمزة شيئ" - لن يقول سيعالجه الأطباء ولن يجدو أي علامة من علامات التسمم. " معني هذا؟" - المعنى ان الأطباء أو الشرطة لن يصدقو كلام شخص يزعم أنه تسمم وهو لم يتسمم في الأساس ، سيعتبرونه كلام شخص مجنون. " بالنسبة للكاميرا الموضوعة في الخلف، ماذا ستفعل بها؟" - سأرفع الفيديو في مواقع التواصل الأجتماعي، سأفضحه في المدينة كلها، سأكتب عنوان الفيديو فضيحة المتنمر حمزة *****، عنوان رائع وأضف على ذلك أن الناس تحب الفضائح. " لكن ماذا عن وجهينا؟ سنظهر حتمآ في الفيديو" - لا تقلق لقد ثبت الكاميرا في زاوية تسمح بظهور حمزة وسامي فقط. " انت حقًا داهية لقد خططت لكل شيئ، لكن لحظة لقد نسينا سامي، ماذا سنفعل به؟ من المؤكد أنه سيخبر عنا؟" اتجهت نظرات الاثنين نحو سامي الواقف بجانب جسد حمزة الممد أرضًا، ينظر إلى جسد حمزة بنظرات مذهولة، وفي ثواني تحولت إلى نظرات فرح وقال :- " انت بطل لقد انقذتنا من بطشه" نظر مالك الى حسام وهو يقول :- - سامي، أريد منك ألا تتكلم على ما حدث هنا، مفهوم! "مفهوم، الحمد لله لقد أرحتنا منه، لكن هل مات؟" - لا لم يمت، في الأصل لم يتسمم أصلاً. " ماذا؟ لكن كيف لقد رأيته يعاني من أعراض التسمم؟" - سأشرح لك لاحقآ، أما الأن فيجب علينا أن نرحل. بعد أسبوع...... في منزل مالك وتحديدآ في حجرته كان يجلس مالك على السرير بجواره حسام، فبعد حادثة حمزة أصبح مالك وحسام صديقين مقربين، كانا يتحدثان على أمور الحياة من كرة القدم إلى السياسة، بعد أن فرغا من أحاديثهما طبق صمت طويل لم يقطعه إلا صوت حسام يقول بفرح:- " لقد حدث مثل ماقلت بالظبط" - في ماذا؟ " في موضوع حمزة، لقد فحصه الأطباء واثبتوا أنه لم يتسمم وانه ليس هناك أي من علامات التسمم" عاد مالك بذاكرته إلى يوم الحادثة، فقد كانوا يتناقشون الثلاثة كيف سينقلون حمزة إلى المشفى، بعد مدة من المناقشة اتفقوا على أن يذهب سامي بحمزة للمشفى ويقول أنه أكل شيئ ما وتسمم ولن يشكو في شيئ لأنه صديقه. افاق من ذاكرته على صوت حسام يقول " سمعت بما حدث لحمزة لقد انتقل هو و عائلته إلى مدينة أخرى" - أتمنى أن يكون قد تغير وأن ساعدت ولو بجزء بسيط في إصلاحه. هناك الكثير من البشر مثل حمزة، ربما حمزة كان محظوظآ انه التقى بشخص مثل مالك ودفع الثمن في حياته لكن الكثيرون لم يلتقو بشخص مثل مالك ولم يدفعو الثمن في الحياة. امل أن هذه القصة قد سلطت الضوء ولو جزء بسيط على التنمر في المجتمع وآثاره. تمت بحمد الله.

      روايات King Rogar

      rogar_8774

      / ليبيا

      الأعمال

      الاَراء

      روايه مادي

      مادي

      2025, هاني ماري

      درامية تاريخية

      مجانا

      في هذا الفصل، نشهد مدى عزلة مادي عن عائلتها، حيث يُفرض عليها الابتعاد عن أشقائها، خاصة أختها الأقرب فيولا. رغم رغبتها في حضور الحفلة، تُمنع بسبب تقاليد العائلة، وتزداد حيرتها عندما تلاحظ نظرات مريبة بين فيولا وسادي. مع إحساسها المتزايد بالقيود، تتجه مادي إلى درس الموسيقى الذي تكرهه، شاعرة بالضيق والتمرد المكبوت.

      مادي

      عميلة شابة في الالبطلة، فتاة متمردة تشعر بالعزلة وسط عائلتها الصارمة.

      فيولا

      أخت مادي المقربة، لكنها تخفي شيئًا عنها.

      سادي

      الخادمة المسؤولة عن مادي، صارمة ولا تُظهر تعاطفًا معها.

      الأب

      شخصية سلطوية تتحكم في مصير مادي وتفرض عليها العزلة.
      تم نسخ الرابط
      روايه مادي

       
       "Perfect." شهقت براحة وأنا بارجع لورا علشان أتأمل آخر رسمة رسمتها. كانت صورة القط اللي بسميه "بيتشز"، اللي عايش في الإسطبلات. البورتريه بتاعه طلع أحسن حتى من اللي كنت متخيلاه في دماغي.
      
      ليه بقيت حياتي مش ماشية بنفس السهولة؟
      
      حياتي ما كانتش وحشة، أظن. كان عندي أكل كفاية وحاجات كتير ناس غيري ما عندهمش. بس أكيد الحياة مش مجرد كده، صح؟
      
      بس أنا بصراحة مش عارفة. أنا لسه عندي عشر سنين، بس كان صعب عليّ ما آخدش بالي إن الخدم – اللي مقارنة بعيلتي ما كانوش عندهم أي حاجة تقريبًا – كانوا أسعد مني بكتير.
      
      يمكن لو أمي كانت عايشة، كان الوضع هيبقى مختلف. كنت دايمًا بتساءل يا ترى كانت عاملة إزاي؟ ويا ترى المفروض أفتقدها؟ لو ما كانتش هتحبني أكتر من بابا، فمش عايزة أضيع وقتي ولا طاقتي في التفكير فيها، بس يمكن كانت مختلفة. كنت عارفة إني شبهها على الأقل. اتقال لي كده مليون مرة. عندي نفس الشعر الغامق المموج، نفس البشرة الفاتحة، نفس العيون الواسعة الزرقا الصافية، ونفس الجسم الصغير. بس ده ما خلاّش بابا يهتم بيا. كل اللي كان يهمه إني أعمل اللي المفروض أعمله وخلاص.
      
      قطّبت وأنا بفكر في الكلام ده، وبصيت تاني على رسمي علشان أدور على أي غلطات ممكن أصلحها. مش عايزة أفكر في بابا.
      
      بدأت ألمّس على الصورة وأصلّح فيها، ويبدو إني سرحت في الموضوع. ما حسّتش بالوقت غير لما سمعت مربيتي، "سادي"، وهي داخلة الإسطبلات بصوت عالي. أول ما حركت رقبتي، حسيت بوجع فيها، وده كان دليل إنها فترة طويلة وأنا مركزة في الورقة من غير ما أرفع عيني عنها.
      
      
      
      "مادلين!" نادت عليّ بصوت عالي تاني قبل ما تشوفني في الركن البعيد.
      
      نفخت بضيق وخدت كام خطوة ناحيتي. "أهو إنتي هنا، يا بنتي. أنا بدوّر عليكي في كل حتة!" وبّختني بنبرة غاضبة. "كان لازم أعرف إني هلاقيكي هنا. المفروض تكوني شغالة على شُغلك بالإبرة."
      
      "أنا بكره الشغل بالإبرة!" اشتكيت وأنا متضايقة. "مش فاهمة ليه لازم أعمله!"
      
      "علشان أبوكي مُصر. وإياكي تخليه يشوفك بالكتاب ده، وإلا هيبقى مصيره زي اللي قبله."
      
      بصيت لأسفل في كراستي بعبوس، ولسه فاكرة المشهد بوضوح... لما بابا مسك الكراسة اللي قبلها ورماها في المدفأة. يومها كان شافني برسم في أوضتي، ووقتها جن جنونه. الرسم ما كانش حاجة "لائقة بالسيدات"، وهو ما كانش هيسمح بده أبدًا. مش عارفة ليه أصلاً كان فارق معاه أكون "لائقة" ولا لأ، هو حتى ما كانش بيخرجني معاه في أي حتة، ولا بيتكلم معايا أصلًا. يمكن كان خايف حد يعرف إن بنته مش مؤدبة بالشكل اللي هو شايفه مناسب.
      
      "مش عارفة بتجيبيهم منين أصلًا!" هزت سادي راسها باستغراب.
      
      وأنا أكيد ما كنتش هقول لها. كنت بشتري كراساتي وأقلامي من واحد من الولاد اللي بيشتغلوا في الإسطبلات، مقابل شوية حاجات تافهة بلا قيمة كنت بلاقيها في البيت، وعارفة إن محدش هياخد باله من اختفائها. حتى لو سادي ما كانش قصدها تودّيني في داهية، فهي كانت خايفة من بابا كفاية علشان تقول له أي حاجة تعرفها، خصوصًا لو عرفت إني باخد حاجات من البيت من غير إذن.
      
      فضلت ساكتة وباصصلها من غير ما أتكلم، فتنهدت وقالت بسخرية: "وأهو كمان ناقص تقوليلي إنك عايزة تكتبي كتب بعد كده!"
      
      
      يا ريت أقدر! كان في دماغي مية حكاية نفسي أكتبها. بس للأسف، القراية والكتابة كانوا ممنوعين أكتر من الرسم.
      
      يبدو إن سادي شافت حاجة في وشي، لأن عنيها ضاقت وهي بتبصلي بحذر. "إياكي حتى تفكري في كده، آنسة صغيرة! لو تجرأتي بالدرجة دي، أبوكي مش هيكتفي بحرق كتبك وبس."
      
      كنت عايزة أصرخ وأفكرها إني أصلاً ما بعرفش أقرا ولا أكتب – محدش سمح لي أتعلمهم في حياتي. بس هي مالهاش ذنب، وكلامي ما كانش هيغير حاجة. وبعدين، كانت ممكن تعاقبني لمجرد إني رفعت صوتي.
      
      
         "يلا بينا." قالتها سادي وهي بتحاول تسحبني بعيد. "أنتي هربتي من شُغلك كفاية النهارده، وبعدين أكيد بهدلتِ الفستان بالقعدة في الطين كده."
      
      لو ما كنتش خايفة من العقاب، كنت هرفض أتحرك. أو، والأحسن من كده، كنت هجري وأستخبى في أي حتة تانية. بس سادي ما كانتش بتتردد في ضربي لما تحس إني استاهل، ولو كنت اتجرأت عليها فعلاً، كانت هتقول لبابا، وساعتها العقاب هيبقى أسوأ بكتير.
      
      يوم من الأيام... فكرت وأنا بقفل كراستي بقوة وبقوم وراها. يوم من الأيام، لازم أهرب من المكان ده. لو كنت عارفة أروح فين أو إزاي أوصل، كنت هجري دلوقتي. بس رغم كل اللي ما كنتش عارفاه عن الدنيا، كنت متأكدة إنها مرعبة برا جدران بيت بابا، خصوصًا لبنت لوحدها. لكن يوم من الأيام، هكبر... وهبقى عارفة أتصرف. يوم من الأيام، هبقى حرة.
      
      لكن مع مرور السنين، الأمل في "اليوم ده" كان بيقل. كل ما كنت بكبر، كل ما كنت باخد بالي إن سنين طفولتي اللي كنت بكرهها كانت غالبًا أكتر وقت كنت فيه حرة. كل ما كنت أكبر، كان الجدول بتاعي بيبقى أصعب وأدق، ولما وصلت لخمستاشر سنة، تقريبًا كل دقيقة في يومي كانت محسوبة.
      
      ما بقاش في وقت إني أهرب للإسطبلات أو لأي مكان تاني. تقريبًا الوقت الوحيد اللي كنت بقدر أرسم فيه، كان لما المفروض أكون نايمة، وده كان مخاطرة كبيرة. لو حد مسكني، كنت هتعاقب، وأكيد بابا مش هيرحمني. كان متحكم في كل حاجة... وهيفضل متحكم لحد ما يقرر هتجوز مين وإمتى. والأغلب إن الجوازة هتكون بواحد زيه، أو أسوأ منه.
      
      رعشة بردت جسمي لمجرد التفكير في اليوم ده. على قد ما كنت بكرهه وعايزة أهرب منه، المجهول كان مخيف أكتر.
      
      
      
      أنا كنت قاعدة على سريرها، بتفرج عليها وهي بتجهز لحضور الحفلة، وحسيت بغصة صغيرة وأنا بقول:
      "نفسي أروح معاكي."
      
      فيولا ابتسمتلي بسرعة، بس رجعت تركّز على الخادمة اللي كانت بتلمّ شعرها الغامق بدقة. ما كانتش باين عليها الحماس، وده خلاني أفكر لو كنت هحس بنفس الشعور لو كنت مكانها.
      
      أنا ما كنتش عارفة حاجات كتير عن الحفلات، محدش كان بيحكيلي عنها حاجة، لكن كنت نفسي أعرف بتبقى عاملة إزاي. على الأقل كنت هعمل حاجة مختلفة شوية عن الأيام العادية. وكمان، كنت هلبس حاجات جميلة. هدومي مش وحشة، بس كانت عادية جدًا، وألوانها كئيبة وغامقة. كنت متأكدة إنه لما ييجي الوقت اللي تتفصل لي فيه فساتين للحفلات، هختار ألوان زاهية وجميلة، أكتر ألوان جذابة أقدر ألاقيها.
      
      لكن لحد ما ييجي اليوم بتاعي، ما كانش مسموحلي أحضر أي حفلات، حتى لو كان المفروض عادي. أغلب الناس كانت بتعتبره مش لائق، وطبعًا ده كان كفاية عشان بابا يمنعه تمامًا.
      
      "هتساعديني لما ييجي وقت الحفلة بتاعتي؟" سألتها. ما كنتش متحمسة أوي، بس وأنا بشوف أخواتي بيتجهزوا لحفلاتهم وبياخدوا كل الاهتمام ده، الموضوع كان مغري شوية. ما كنتش بسيب نفسي أتعلق بالأحلام، لأني عارفة اللي بييجي بعد كل ده، بس كنت عايزة الحفلة بتاعتي تيجي بسرعة.
      
      فيولا بدت متوترة شوية، وما ردتش على طول. نظرت لي تاني وابتسمت، بس ابتسامتها كان فيها حاجة مش طبيعية، كأنها متصنعة.
      
      "ليه بتفكري في الموضوع ده من دلوقتي؟" قالت بصوت هادي، وكأنها بتحاول تخبي حاجة. "مفيش حاجة تستاهل الحماس ده."
      
      
      
      أنا كذبت وقلت: "مش متحمسة." كنت بحاول أخفي إحساسي الحقيقي. "كنت بس بفكر..."
      
      فيولا بصتلي بنظرة غريبة وقالت بهدوء: "استمتعي بطفولتك، يا ماديلين. مش هتدوم."
      
      كشّرت وأنا بقول في سري: زي إن الطفولة في البيت ده حاجة ممتعة أصلًا. "حلو. مش عايزة أفضل كده للأبد. وبعدين، مش باقي كتير. إنتي كنتِ لسه مخلصة ستاشر، وجوسلين وإليز وداليا كلهم كانوا في السن ده برضه. ليه أنا محصلش عندي حفل التعارف في نفس السن؟" عيد ميلادي ممكن يكون بعيد، بس تجهيز الحفلة ممكن ياخد شهور.
      
      قبل ما ترد، سمعنا صوت خطوات سريعة، ودخلت سادي من الباب المفتوح بلهجة حازمة: "لما يبقى عندِك ستاشر، أختك هتكون مشغولة جدًا بتدير بيتها عشان تقدر تهتم بحاجة تانية."
      
      بصيت لفيولا، ولاحظت وشها بقى شاحب شوية، كأن الكلام دخل قلبها بخوف. وأنا طبعًا ما قدرتش أمنع نفسي من العبوس وأنا ببُص لسادي. وقتي مع أي واحدة من إخواتي نادر، ودلوقتي هي جاية تاخدني تاني.
      
      مكنتش فاهمة السبب، بس بابا كان دايمًا بيحاول يخليني بعيدة عن أي حد. عندي أربع أخوات كبار وأخ، بس الحقيقة، معرفهمش كويس. فيولا كانت الأقرب ليا، بس ده بس عشان فرق السن بينّا كان صغير. وإحنا صغيرين، كنا ساعات بنهرب مع بعض نلعب بعيد، بس حتى علاقتنا ما كانتش زي الأخوات الحقيقيين. كنا مجرد ناس تعرف بعض أكتر من غيرها، مش أكتر.
      
      أما إخواتي التانيين، فكانوا أكبر مني بسنين، وبمجرد ما بدأت أدور على حد ألعب معاه، كانوا هم خلاص خرجوا من المرحلة دي.
      
      
      
      ما كنتش أعرف أخويا كويس. هو في الحقيقة كان أخويا غير الشقيق. أمي ماتت وهي بتولدني، وما خلفتش لوالدي ولاد، فاضطر يدور على وريث من خلال زواج جديد. براين كان عايش مع أمه، ولما بقى عنده ست سنين، راح المدرسة زي باقي الأولاد. هو أصغر مني بسنة تقريبًا، لكن كل مرة كنت بقابله، كان بيتعامل معايا كأنه أحسن مني، وكأنه مش مهتم يعرفني أصلًا.
      
      لكن أكتر من كل ده، كنت متأكدة إن في مجهود مقصود عشان يخليني معزولة عن الكل. زمان، وأنا صغيرة، مكنتش ملاحظة ده، كنت فاكرة إن الوحدة شيء طبيعي. بعدين، لما كبرت شوية، كنت بحس بالحزن لما ألاقي إن إخواتي مش مهتمين يعرفوني أو يقربوا مني. لكن مع الوقت، فهمت إن بابا هو اللي كان بيحرك كل حاجة.
      
      مكنتش عارفة السبب، بس كان واضح إن الكل متفق على إن حياتي تكون كده. حتى مع الخدم، ماكنش في حد قريب من سني، ومعظم اللي كانوا بيتعاملوا معايا ماكانوش بيطولوا في البيت. سادي كانت الوحيدة اللي فضلت موجودة، بس حتى هي، صعب يتقال إنها كانت طيبة أو متفهمة. أكيد ما كانتش صاحبتي.
      
      "مدرس الموسيقى مستنيك،" قالت سادي ببرود.
      
      فضلت مكشرة من غير ما أرد.
      
      "إنتي متأخرة أصلًا،" قالت بعد لحظة، بصوت فيه نبرة تحذير.
      
      "مش مهم،" رديت وأنا بقلب وشي الناحية التانية. "مش عايزة أروح الدرس النهارده."
      
      عيون سادي ضاقت وهي بتفكر في تهديد مناسب، لكن قبل ما تتكلم، فيولا اتدخلت بسرعة:
      
      "روحي يا مادي. مش عايزاكي تتعاقبي من بابا."
      
      
      
      بصّتلها بضيق. هي المفروض تكون في صفي. مكنش فارق معايا لو اتعاقبت. أو على الأقل، كنت بحاول أقنع نفسي إني مش مهتمة.
      
      "لو عملتي اللي المفروض تعمليه دلوقتي، هاجي أحكيلك عن الحفلة بعدين."
      
      قوّست شفايفي وأنا بفكر. "بتوعديني؟" غالبًا مش هترجع البيت غير لما أكون المفروض نايمة، يعني هتضطر تتسلل عشان تيجي عندي.
      
      "بوعدك." هزت راسها.
      
      كنت بتمنى تقدر تنفذ وعدها. بقالنا زمان ما قعدناش مع بعض سرًا. النهارده كان أول مرة من أسابيع أقعد معاها أكتر من دقيقتين. للأسف، بابا كان شاطر جدًا في إنه يبعدنا عن بعض معظم الوقت.
      
      "ماشي." تنهدت وأنا بقوم من على السرير. مشيت ناحية الباب، لكن قبل ما أخرج، لمحت نظرة غريبة بين سادي وفيولا. على طول حسيت إن الموضوع له علاقة بيا، لكن مكنتش فاهمة إيه معناه.
      
      لو كنا أقرب لبعض، كنت هسأل فيولا عنه بعدين، لكن علاقتنا ما كانتش تسمح بكده. دايمًا كلامنا كان سطحي، وأي حاجة أعمق من كده كانت بتبقى مواضيع ممنوعة.
      
      بحيرة وضيق، مشيت في الطرقة باتجاه درس الموسيقى. عمري ما كنت بحب أعزف البيانو، بس النهارده كنت متأكدة إني هكرهه أكتر من أي يوم فات.
      
      ---- إنتهاء الفصل الأول ----
      

      مهمه الجواسيس - الفصل الثالث من روايه نساء في الجيش

      مهمه الجواسيس

      2025, كاترينا يوسف

      عسكرية حقيقية

      مجانا

      تخضع ناديجدا لاختبار حاسم داخل الاستخبارات، حيث تواجه أول تجربة مباشرة تثبت فيها قدرتها على التحكم في مشاعرها والاستعداد لتنفيذ المهام المطلوبة، وتبدأ أول مهمة ميدانية لها في باريس، حيث تستهدف دبلوماسياً أمريكياً باستخدام الإغواء والتلاعب النفسي، لتبدأ لعبة خطيرة داخل عالم الجاسوسية الحقيقي.

      ناديجدا

      عميلة شابة في الـKGB تخضع لاختبار نفسي صعب ثم تُرسل إلى أول مهمة ميدانية لها في باريس لاستهداف دبلوماسي أمريكي.

      إيلينا

      مشرفة ومدربة ناديجدا في الاستخبارات، صارمة وذكية، مسؤولة عن إعدادها نفسيًا وجسديًا للمهمات، وتلعب دور الموجه الذي يراقب تقدمها.

      جيمس أندرسون

      الدبلوماسي الأمريكي، ذكي ومتمرس في عالم السياسة والاقتصاد، لكنه مستهدف من قبل الاستخبارات السوفيتية، حيث تسعى ناديجدا لاستغلاله وجمع معلومات حساسة منه.
      تم نسخ الرابط
      مهمه الجواسيس - الفصل الثالث من روايه نساء في الجيش

       
      - الفصل الرابع من نساء في الجيش
      
      ناديجدا دخلت القاعة الواسعة، الإضاءة هادية، بس الجو كان تقيل. مفيش صريخ، مفيش أوامر صارمة زي تدريب الأيام اللي فاتت… لأ، اللي مستنيها هنا حاجة تانية خالص.
      
      في نص القاعة، قاعد راجل في الأربعينات، لابس بدلة رمادي، مسند ضهره للكرسي الجلدي، وفي إيده كوباية كريستال فيها مشروب غامق. عيونه باردة، بيدرسها من أول ما دخلت.
      
      "اقربي."
      
      خطواتها كانت محسوبة، لا سريعة فتبان متوترة، ولا بطيئة فتبان خايفة. وصلت قدامه، وقفت بثبات، ورمشت مرة واحدة… زي ما علموها.
      
      "اسمك؟" قالها وهو بيحرك المشروب في الكوباية.
      
      "ناديجدا." ردت من غير تردد.
      
      ضحك ضحكة صغيرة، بس ما كانتش ضحكة مريحة… كانت ضحكة صياد لسه بيحدد قوة فريسته.
      
      "عارفة إنتي هنا ليه؟"
      
      "علشان أنجح."
      
      حط الكوباية على الترابيزة، ورفع عينه ليها، نظرة تقيلة، كأنها امتحان صامت.
      
      "ونجاحك ده معناه إيه؟"
      
      "إني أنفذ المطلوب مني، بدون خوف، بدون غلطة."
      
      بص لإيلينا اللي كانت واقفة بعيد بتراقب بصمت، وقال ببرود:
      
      "نجربها بجد؟"
      
      إيلينا رفعت حاجبها وردت: "ده سبب وجودها هنا، مش كده؟"
      
      ناديجدا قلبها دق بسرعة، لكنها ما بينتش أي حاجة على وشها. الراجل ابتسم، ابتسامة هادية لكنها مليانة اختبار.
      
      "تعالي."
      
      قربت، وحست بأنفاسه وهي واقفة قدامه. فجأة، مد إيده ولمس خدها بأطراف صوابعه… لمسة خفيفة جدًا، بس كانت كافية تخلي أعصابها تتوتر.
      
      "لسه صغيرة." قالها وكأنه بيتكلم مع نفسه.
      
      ناديجدا ما تحركتش، ما رمشتش حتى. فضلت ثابتة، رغم إنها كانت حاسة بجسمها كله بيقاوم غريزيًا.
      
      هو سابها، ومال بضهره على الكرسي، وبص لإيلينا: "هتمشي معانا، بس لسه محتاجة شغل."
      
      إيلينا ابتسمت لأول مرة، بس ابتسامتها كانت مفيهاش أي دفء: "يبقى نبدأ الشغل الحقيقي."
      
      الاختبار كان مجرد البداية… واللي جاي أصعب.
      
      الواقع التاريخي خلف المشهد
      العميلات في الـKGB كانوا بيتعرضوا لاختبارات مباشرة مع رجال استخبارات أو دبلوماسيين، الهدف كان اختبار تحكمهم في مشاعرهم، واستيعابهم للمواقف الغامضة. أي لحظة ضعف كانت بتكلفهم كل حاجة
      
      
      
      ### **الفصل الرابع – اللاعودة (التصعيد)**  
      
      ناديجدا فضلت واقفة، عينيها سابت الراجل وراحت على إيلينا، كأنها بتدور على أي تفسير. إيلينا قربت منها، لمست كتفها بخفة وقالت:  
      
      **"اتبعيه."**  
      
      ناديجدا قلبها كان بيدق بسرعة، لكنها أخدت نفس بطيء وسارت وراه. الباب اللي دخلوا منه كان مختلف عن القاعة، الإضاءة أقل، الجو أهدى، لكن الإحساس بالخطر كان أقوى.  
      
      وقف عند ترابيزة صغيرة عليها علبة سجائر وكوباية ويسكي، بص لها وقال:  
      
      **"اشربي."**  
      
      ناديجدا مدت إيدها للكوباية، شالتها من غير ما إيدها تهتز، وشربت جرعة صغيرة. طعم المشروب كان مر، لكنها ما كحتش، ما عبستش، فضلت هادية.  
      
      هو ابتسم، ابتسامة مليانة رضا.  
      
      **"كويس… عندك استعداد للي جاي؟"**  
      
      **"أنا هنا علشان أثبت نفسي."**  
      
      ضحك، قرب منها، وشاور على كنبة جلدية في النص.  
      
      **"اقعدي."**  
      
      قعدت، مستنية الخطوة اللي بعدها. هو سحب كرسي، قعد قدامها، ومال بجسمه لقدام، صوته كان واطي، لكنه واضح:  
      
      **"كل حاجة هنا محسوبة، كل اختبار ليه هدف… والهدف دلوقتي بسيط: تثبتي إنك جاهزة، وإلا هتمشي."**  
      
      سكت لحظة، بعدين مد إيده وفتح درج جنب الكرسي، طلع منه صورة وحطها قدامها. الصورة كانت لراجل، واضح إنه دبلوماسي، ومعاه امرأة غربية أنيقة في حفلة.  
      
      **"الشخص ده هدف مهم… ونحتاج حد يقرّبه لينا."**  
      
      ناديجدا فهمت المعنى على طول، لكن ملامحها ما تغيرتش.  
      
      هو بص لها بثبات:  
      
      **"الموضوع مش مجرد تمثيل، دي لعبة نفسية… ولو معرفتيش تلعبيها صح، هتكوني الضحية مش الصيادة."**  
      
      سكت لحظة، بعدها سأل:  
      
      **"مستعدة؟"**  
      
      ناديجدا ما ردتش على طول، بصت للصورة تاني، عقلها شغال بسرعة، بتوزن كل حاجة… بعدين رفعت عينها ليه، وردت بصوت ثابت:  
      
      **"جاهزة."**  
      
      ---  
      
      **الواقع التاريخي خلف المشهد**  
      الـKGB كان عندهم استراتيجيات محددة في عمليات الإغواء، وكانت كل عميلة بتتعلم إزاي تسيطر على مشاعرها، وتدخل عقل الهدف بدون ما يحس. أي فشل في السيطرة كان معناه نهاية العميلة، مش مجرد استبعادها.  
       
      
       
      
      
       المهمة الأولى
      المطار كان مزدحم، أصوات الإعلان عن الرحلات مختلطة بصوت خطوات المسافرين وهم بيتحركوا بسرعة بين البوابات. باريس، مدينة الأضواء، بس بالنسبة لناديجدا، دي كانت ساحة المعركة الأولى.
      
      لبسها كان مختلف، فستان أسود أنيق، بسيط لكنه ملفت، مكياج خفيف، شعرها مرفوع بطريقة توحي بالرقي، ورغم كل حاجة، مفيش حد ممكن يشك لحظة إنها جاسوسة.
      
      في يدها، تذكرة سفر باسم "ناتالي إيفانوفا"، وفي عقلها، خطة تم تكرارها في التدريبات عشرات المرات.
      
      الهدف: جيمس أندرسون، دبلوماسي أمريكي، مستشار اقتصادي في السفارة الأمريكية في باريس.
      
      الراجل مش مجرد موظف عادي، عنده وصول لمعلومات حساسة عن التمويلات السرية اللي بتتدفق من واشنطن لأوروبا لدعم الأنظمة الموالية ضد الشيوعية. الـKGB عايزين يعرفوا كل تفصيلة عن العمليات دي، وناديجدا كانت الوسيلة.
      
      قابلته في صالة رجال الأعمال، كان قاعد لوحده، لابس بدلة غالية، ماسك كوباية ويسكي، عيونه بتراقب الناس كأنه بيدرس كل واحد فيهم. ناديجدا عدت جنبه "بالصدفة"، وأسقطت شنطتها جنب كرسيه.
      
      "أوه، سامحني، مش واخدة بالي." قالتها وهي بتنحني تلم حاجتها.
      
      هو ابتسم، نبرة صوته كانت هادية ومهتمة في نفس الوقت:
      
      "مافيش مشكلة، اسمحيلي أساعدك."
      
      مد إيده ورفع الشنطة ليها، بصت له بعينين متسائلة، كأنها بتحاول تفهم هو مين، وبعدها ابتسمت ابتسامة صغيرة.
      
      "أنت أمريكي، مش كده؟"
      
      "واضح عليا؟" ضحك بخفة.
      
      "الطريقة اللي بتتكلم بيها… عندي موهبة في ملاحظة التفاصيل."
      
      اتغيرت ملامحه للحظة، كأنه أخد باله من حاجة، وبعدها قال:
      
      "ده مثير للاهتمام… تعالي، شاركيني المشروب، لو وقتك يسمح."
      
      تمام، الخطة شغالة… دلوقتي يبدأ الجزء الصعب.
      
      بعد ساعتين، كانوا قاعدين في بار الفندق. الحديث كان ممتع، هي بتلعب دور الفتاة المثقفة اللي عندها شغف بالاقتصاد والسياسة، وهو كان مستمتع بيها، واضح إنه مش متعود على ستات تفهم في المجال ده.
      
      "إيه رأيك في وضع أوروبا دلوقتي؟" سألها وهو بيقلب المشروب في إيده.
      
      "معقد… أمريكا بتحاول تسيطر على السوق الأوروبي، وروسيا بتحاول تثبت وجودها. في الآخر، كله لعبة نفوذ، مش كده؟"
      
      هو ابتسم، كأنه مبسوط إنها شايفة الأمور بالطريقة دي.
      
      "لعبة نفوذ… عجباني الجملة دي."
      
      ناديجدا حست إنها قدرت تدخل عقله… بس ده مجرد البداية، لازم توصله للنقطة اللي يخلي دفاعاته تنزل أكتر.
      
      المهمة الحقيقية لسه ما بدأتش…
      
      
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء