موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      روايه عرب في كوريا

      عرب في كوريا

      2025, سهى كريم

      اجتماعية

      مجانا

      في الفصل الثاني، يستعد الأصدقاء الأربعة لسفرهم إلى كوريا بعد اختيارهم ضمن بعثة جامعية. اجتمعوا في الجامعة لتوديع ذكرياتهم، ثم توجهوا إلى مطار القاهرة حيث سيبدأ فصل جديد من حياتهم. ومع أول لحظات الرحلة، غلبهم التعب وناموا في الطائرة، حاملين معهم أحلامهم وتوقعاتهم للمغامرة القادمة.

      راندا

      لبنانية مليئة بالحيوية وحب الحياة، تعشق التصوير والتألق، وتسعى دائمًا لترك بصمة خاصة بها

      سما

      فتاة مصرية مرحة وعفوية، تحب توثيق اللحظات وكتابة التفاصيل، تنظر إلى الحياة بروح متفائلة ومغامرة.

      أحمد

      شاب مصري، يهتم بالتكنولوجيا ويبحث عن تجربة تثري معرفته وتفتح له آفاقًا جديدة.
      تم نسخ الرابط
      عرب في كوريا

      الأسبوع اللي قبل السفر كان كله شغل وتحضيرات، بس ما خلاش من خروجات وضحك وذكريات عمرها ما هتتنسي. كنا عايزين نستغل كل لحظة قبل ما نسافر، نحس بطعم بلدنا ونشبع من صحبة بعض.
      
      أول يوم، اتفقنا نروح ناكل مع بعض في مكان شعبى، وقلنا لازم نختمها بأكلة مصرية أصيلة. اخترنا نروح الحسين، وفعلاً قعدنا هناك على القهوة نشرب شاي بالنعناع ونتكلم عن السفر.
      
      أحمد قال وهو ماسك الكوباية:
      "تفتكروا هنلاقي شاي بالنعناع في كوريا؟"
      
      راندا ضحكت وقالت:
      "يا عم إحنا مش رايحين عند خالتي، إحنا رايحين كوريا! هناك هيبقى فيه شاي بس أكيد مش بطعم مصر."
      
      علياء كانت هادية كعادتها وقالت:
      "المهم نعيش التجربة ونجرب كل حاجة، حتى لو الشاي هناك مش زي هنا."
      
      أنا كنت قاعدة ببص حواليا، حسيت إن المكان كله ليه طابع مختلف كده، كأنه بيودعنا على طريقته. قلت لهم وأنا ببتسم:
      "الذكريات هنا هتفضل جوانا مهما سافرنا، بس لازم نخلق ذكريات جديدة هناك."
      
      وفي يوم تاني، قررنا نروح السينما. كنا عايزين نشوف فيلم مصري ونضحك ونعيش الأجواء اللي بنحبها. قعدنا في السينما وطلبنا فشار وكولا، وأول ما الفيلم بدأ، كان الضحك مالي المكان، مش بس من الفيلم، لكن من تعليقات أحمد اللي كانت دايمًا في الصميم.
      
      "يا جدعان، ده لو راح كوريا هيتحبس، إزاي بيتصرف كده؟" قالها أحمد بصوت منخفض بس كفاية تخلينا نضحك ونلفت أنظار الناس حوالينا.
      
      بعد الفيلم، وقفنا عند عربية بطاطا، ودي كانت أهم محطة. راندا قالت وهي مسكة البطاطا السخنة:
      "دي أحلى حاجة في الدنيا، يا ريت نقدر ناخد معانا بطاطا لكوريا."
      
      أنا ضحكت وقلت:
      "خلاص، لو مقدرناش نلاقي بطاطا هناك، هنعمل جروب بطاطا عربي في كوريا!"
      
      وفي اليوم اللي بعده، رحنا على كورنيش النيل. قعدنا على السور بنتأمل المية وبنفكر في اللي جاي. كأن كل واحد فينا كان بيحاول يحفظ المشهد ده جوا قلبه.
      
      علياء قالت:
      "تفتكروا، هنتغير لما نرجع؟"
      
      أنا قلت:
      "أكيد هنتغير، كل تجربة بتغير فينا حاجة. بس اللي بينا أقوى من أي تغيير."
      
      أحمد قال وهو بيرمي حجر في المية:
      "المهم نرجع وكل واحد فينا معاه حكاية يحكيها."
      
      وفي آخر يوم قبل السفر، قررنا نروح نزور أماكننا المفضلة في الجامعة. لفينا في الحرم، وقفنا عند الكافيتيريا اللي كنا دايمًا نقعد فيها، وقفنا عند المدرج اللي شهد على تعبنا وضحكنا. كل مكان كان ليه ذكرى، وكل ذكرى كانت غالية.
      
      راندا قالت وهي بتبص حواليا:
      "المكان ده بقى زي بيتنا، هنفتقده."
      
      أنا قلت:
      "بس لما نرجع، هيكون معانا حكايات جديدة نحكيها لكل حتة هنا."
      
      وفي الآخر، قعدنا مع بعض وسكتنا شوية. كان في رهبة وحماس، شوية خوف وشوية شوق. كأننا كلنا بنودع مكان وأيام هنفتقدها. بس كنا عارفين إن اللي جاي أحلى، وإن الرحلة دي هتكون بداية جديدة لحكاية مختلفة.
      
      وفي الليلة الأخيرة، كل واحد فينا رجع بيته وجهز شنطته وهو بيفكر:
      بكرة هنبدأ أول صفحة في مغامرة جديدة.
      
      
      
      -------------
      
      
      صحينا بدري جدًا، يمكن الساعة كانت حوالي 2 بعد نص الليل، وكل واحد فينا كان بيحارب النوم وهو بيحضر نفسه. شنطنا كانت جاهزة من اليوم اللي قبله، بس الإحساس إنك خلاص مسافر بجد، ده إحساس تاني خالص.
      
      اتفقنا كلنا نتقابل في الجامعة قبل ما نروح على المطار، كنوع من العادة، كأن الجامعة كانت نقطة البداية لكل حاجة في حياتنا، ولازم تكون كمان نقطة الانطلاق لرحلتنا الجديدة.
      
      وصلت أول واحدة، واقفة قدام بوابة الجامعة، وبصيت على المكان اللي عاش جوانا سنين. حسيت إن قلبي بيتشد بين حنين لمكان قضيت فيه أجمل لحظات شبابي، وبين شوق لرحلة يمكن تغيّر حياتي كلها.
      
      وبعد شوية، شفت أحمد جاي من بعيد، شنطته على ضهره، وابتسامته اللي متعودين عليها.
      "ها يا بنت مصر، جاهزة للمغامرة؟" قالها وهو بيضحك.
      
      ضحكت وقلت:
      "جاهزين يا فارس العرب، بس قلبي واجعني على المكان."
      
      ما لحقناش نكمل كلام، لقيت علياء وراندا وصلوا، شكلهم كان فيه خلط بين الحماس والرهبة.
      
      راندا قالت وهي بتتنفس بعمق:
      "دي آخر مرة هنشوف فيها الجامعة قبل السفر... إحساس غريب."
      
      علياء ابتسمت وقالت بهدوءها المعتاد:
      "بس كل حاجة هنا هتفضل جوانا، حتى لو مشينا."
      
      وقفنا لدقايق في صمت، كأن كل واحد فينا عايز يطبع المشهد ده في دماغه. بعدها أحمد قال:
      "يلا بينا، المطار مستنينا."
      
      ركبنا العربية اللي هتوصلنا على مطار القاهرة. الطريق كان هادي، والشوارع فاضية إلا من لمبة الشارع اللي بتنور الطريق زي خيوط ذهبية. كل واحد فينا كان سرحان، وكل واحد بيفكر في حكاية جوة قلبه.
      
      وأنا كنت ببص من الشباك وبقول لنفسي:
      كل خطوة دلوقتي بتقربنا من بداية مختلفة، من قصة هنعيشها بعيد عن بلدنا، بس قريبة من قلوبنا.
      
      أول ما وصلنا المطار، الإحساس اختلف، كله كان حقيقي أكتر. شايفين المسافرين، والشنط، والنداءات اللي بتنادي على الرحلات. بجد إحساس إنك على وشك تسيب كل حاجة وتبدأ من جديد.
      
      أحمد قال وهو بيبص حوالين المطار:
      "حد مصدق إننا بعد ساعات هنكون في كوريا؟"
      
      راندا ضحكت وقالت:
      "أنا مش مستوعبة غير لما أشوف نفسي هناك وأطلب أكل كوري مش فاهمة فيه حاجة!"
      
      علياء قالت بهدوء:
      "أنا متحمسة أجرب كل جديد، بس أكتر حاجة هتوحشني هو الأكل العربي."
      
      وأنا ضحكت وقلت:
      "ماتقلقوش، أنا معايا شوية بهارات مصرية في الشنطة، عشان لو الأكل هناك صعب علينا."
      
      دخلنا المطار وعدينا كل الإجراءات، وكل واحد فينا كان قلبه بيدق بسرعة. يمكن من الحماس، ويمكن من شوية خوف طبيعي لأي حد مسافر لأول مرة لبلد بعيد.
      
      لما قربت ساعة الإقلاع، قعدنا جنب بعض وبصينا لبعض كأننا بنشوف ملامح الأمان في وشوش بعض. إحنا مش بس صحاب، إحنا بقينا عيلة، وعيلتنا دلوقتي داخلة على مغامرة عمرها.
      
      راندا قالت:
      "متخيلين إن بكرة، الشمس اللي هتشرق علينا هتكون من كوريا؟"
      
      أحمد قال وهو بيعدل شنطته:
      "وبداية يوم جديد... وبداية حكايتنا هناك."
      
      أما أنا، فكنت ببص على طيارتنا اللي واقفة قدامنا، وقلبي كان بيقول:
      دي مش مجرد طيارة، دي سفينة هتاخدنا لعالم تاني، لذكريات جديدة، وتجربة مش هتتكرر.
      
      ومع أول نداء للرحلة، وقفنا، وكل واحد فينا أخد نفس عميق. أحمد قال:
      "يلا بينا يا أبطال... مغامرتنا بدأت!"
      
      وبخطوة واحدة، عبرنا بوابة المطار، وبخطوة تانية دخلنا عالم جديد، مستنيين نشوف إيه اللي هيحصل هناك...
      
      
      
      ركبنا الطيارة، وكل واحد فينا كان باين عليه علامات التعب والإرهاق من التحضيرات والسهر. الجو كان هادي، وأصوات الركاب حواليّ كانت واطية كأن الكل مستعد يسيب الدنيا ويريّح شوية.
      
      قعدت في مكاني جنب الشباك، وبصيت على القاهرة من فوق، الأنوار متوزعة زي خيوط ذهبية، وكأنها بتودعنا بحنية. قلبت في أفكاري شوية، لكن التعب كان أقوى من أي تفكير.
      
      بصيت على أحمد اللي كان قاعد جنبي، عيونه كانت نص مفتوحة، بيحاول يقاوم النوم، لكن جسمه كان مستسلم. علياء كانت لاففة شال خفيف حوالين رقبتها، مغمضة عيونها وساكنة كأنها بتحلم بكوريا من قبل ما نوصل. وراندا، كانت حاطة سماعاتها، وأول ما سمعت صوت الأغنية، عيونها غفلت بهدوء.
      
      أما أنا، فكنت بحاول أقاوم شوية، لكن التعب كان مسيطر. غمضت عيوني وأنا بقول لنفسي:
      يلا نرتاح شوية، علشان أول ما نوصل نكون جاهزين نكتشف الدنيا الجديدة اللي مستنيانا.
      
      ومعرفش إزاي، ولا إمتى، لكن النوم أخدني بسرعة. حلمت بضحكتنا في الجامعة، وبأيامنا في شوارع القاهرة، وباللي مستنينا هناك في كوريا.
      
      ولأول مرة من زمان، النوم كان طعمه مريح، كأنه بيحضّرنا لرحلة طويلة... رحلة مش بس لبلد جديد، لكن يمكن لحياة جديدة كمان.
      
      ----- يتبع -----
      
      

      روايه عظام الدم

      عظام الدم 2

      2025, أدهم محمد

      رعب

      مجانا

      في ليلة هادئة، يجتمع أربعة أصدقاء عند أطراف غابة مظلمة حيث يكتشفون أوراقًا غامضة تحمل رسائل مخيفة تحذرهم من خطر مجهول. مع تصاعد التوتر والخوف، يقرر الأصدقاء التقدم داخل الغابة، مدفوعين بفضولهم وشعورهم بالشجاعة الزائفة. ومع كل خطوة، يتزايد الغموض والخطر الذي يحيط بهم، مما ينذر بأن شيئًا مظلمًا يترصدهم في الظل.

      مات

      شاب متوتر ويعاني من مخاوف كثيرة، خاصة من الظلام، لكنه يحاول إخفاء ذلك بالسخرية.

      غراي

      الأكثر هدوءًا وتركيزًا، فضولي بطبعه، ويبحث دائمًا عن تفسير منطقي للأمور.

      فيليكس

      مرح وساخر، يحاول تخفيف الأجواء بالتعليقات الساخرة لكنه يخفي قلقه
      تم نسخ الرابط
      روايه رعب

                مفيش أي طريقة للنوم بعد اللي حصل. من أول ما صحيت في نص الليل لحد شروق الشمس، كنت قاعد على سريري والنور مولع. حتى ما خدتش بالي إن النهار دخل الأوضة مع الفجر. عمري ما كنت من الناس اللي بتدور على معاني عميقة في الأحلام، بس الحلم ده مكنش طبيعي. كان غريب جدًا. مش غريب بمعنى خيالي، لكن غريب بمعنى تجربة مش مفهومة.
      
      الكابوس كان... حقيقي بشكل مرعب. لسه حاسس بحرارة الأجسام الطرية المبللة بالدم. وفي خلفية عقلي، العيون الميتة دي لسه بتراقبني. وبرغم كل الخوف اللي كنت فيه، مقدرتش أمنع نفسي من الإحساس بالانبهار من التجربة.
      
      بطني بتفكرني بقد إيه فضلت صاحي لما بدأت تصرخ من الجوع. روحت الحمام، غسلت وشي ونضفت سناني، وقعدت أبص في إيدي عشان أتأكد إن مفيش دم عليها.
      "اهدَ يا ابن الإيه..." تمتمت للكلام اللي في المراية، ورشيت مية ساقعة على وشي تاني.
      
      نزلت تحت ملقتش حد. البيت فاضي. أهلي خرجوا، وسابولي مسؤولية البيت لأني "كبرت وبقيت قد المسؤولية". هل كانوا غلطانين؟ يمكن. البيت نضيف، بس مفيش حاجة تانية بعملها. حتى باب البيت مش بقفله، أصل هنا مفيش حاجة بتحصل. أسوأ حاجة حصلت إن بيت حد اتخرب شوية، ومفيش أكتر من كده.
      
      عملت لنفسي الفطار اللي متعود عليه، وقعدت أبص من الشباك. الشمس طلعِة، لكن الغابة اللي ورا البيت شكلها كأن الليل عمره ما خلص فيها. محبوسة في نفس اللحظة، سقف الغابة مش سايب أي شعاع شمس يوصل للأرض. وطول حياتي، المكان ده عمره ما كان طبيعي بالنسبالي، مع إني طول عمري ببص جوه ضلمته.
      
      
      
      الموبايل رن في جيبي، وقلبي كان هيقف من الرعب. رسالة من صاحبي بتقول:
      "عايز تقابلني النهارده؟ كنت بفكر نتمشى في الحي مع الولاد ونتكلم."
      
      رحت باعتله، "لسه محتاج أخلص البرزنتيشن بتاع ميس فيشر. كنت فاكرك هتقترح وقت."
      
      اختفى شوية، وبعدها رد بسرعة:
      "الساعة 11 بالليل. سمعت إن فيه شهب هتعدي في الوقت ده، ممكن نتفرج عليها."
      
      ابتسمت لنفسي، وكتبت بسرعة:
      "تمام، هعدي من المكان اللي متعودين نقابل فيه. هخلص الواجب قبلها."
      
      الكلام مع صحابي دايمًا كان طريقتي للهروب من المسؤوليات والمهام اللي بتخنقني. همّا زي المخدرات بالنسبة لي، الناس اللي بتساعدني أهدى وأرتاح.
      
      يلا بقى، أبدأ أخلص شغلي، مش عايز أتأخر عليهم وإلا هيموتوني.
      
      "يا نهار أسود، المهمات دي هتضيع وقتي أكتر من كده؟" الساعة كانت 10:43 بالليل وأنا أخيرًا خلصت وبعت آخر جزء من الشغل للمدرسة.
      
      أكيد دلوقتي صحابي رايحين على مكان التجمع: شجرة ضخمة في آخر الحي، دايمًا بنطلعها ونقعد فوقها. بالليل، المكان ده بيبقى ملجأ لينا؛ الهوا بيلف حوالينا وبيعدي بين الورق بصوت خفيف وإحنا باصين للسماء. لحظات زي دي... كانت نعيم.
      
      
      لبست جاكيت خفيف ونزلت لمواجهة برد الدنيا بره، والهوا كان بيعدي بين البيوت زي قطيع ذئاب بيجري في المكان، بيعوي بصوت عالي. مشيت على الرصيف ناحية الجزء المظلم من الحي. اخترنا المكان المشبوه ده عشان مفيش ناس حوالينا تزعجنا، وكمان كان هادي وقريب من بيوتنا.
      
      من بعيد شُفت صحابي واقفين تحت الشجرة. لمحة نور برتقالي ظهرت واختفت تحت ورقها. الهوا عدى بسرعة، وجالي ريحة دخان السجاير اللي مات دايمًا مش مفارقها.
      
      جراي، أكبر واحد فينا، جري عليّا وضربني ضربة خفيفة في صدري وقال:
      "اتأخرت! كنت بتعمل إيه يا (اسمك)؟ قاعد في الضلمة بتعمل حاجات مش مظبوطة؟"
      
      زقيته بكوعي في جنبه وقلت:
      "قلت لفيليكس إني كنت بخلص شغل ميس فيشر. وبعدين إنت اللي قلت الساعة 11."
      
      فيليكس ومات خرجوا من تحت الشجرة وهما بيضحكوا على نكتة بينهم.
      فيليكس قال وهو بيهزر:
      "ماتخافش من الريحة، دي من مات!"
      
      مات خد نفس من سجارته ونفخه في الهوا، وقال وهو بيبتسم نص ابتسامة:
      "بص، أنا بس مقدرش أتحمل الضلمة وإحنا مش كلنا مع بعض، أوك؟ مش بإيدي إني بخاف من الضلمة!"
      
      فيليكس رفع كتفه وقال بسخرية:
      "خلص السيجارة دي بقى، ريحتها زي ريحة أختك!"
      
      ضحكنا أنا وجراي، لكن مات مسك السيجارة وسخّنها على إيد فيليكس قبل ما يرميها على الأرض بوش مكتئب.
      
      
      
      قلت وأنا بطبطب على دراع مات:
      "مات، لازم تبطل السجاير دي. هتخلص عليك في الآخر."
      
      ضحك بسخرية وهو بيحط إيديه في جيوبه عشان الدفا:
      "الكل لازم يموت في الآخر، صح؟"
      
      سكتنا كلنا. إحنا عارفين من زمان إنه عنده ميول انتحارية، بس عمرنا ما عرفنا نساعده إزاي. كل مرة نحاول نقرب منه أو نتكلم معاه، كان دايمًا بيزداد سوء. كل اللي كنا نقدر نعمله إننا نكون جمبه ونديله وقتنا وطاقتنا.
      
      قطع الصمت ريحة الهوا وصوت جراي الهادي:
      "يلا يا جماعة، خلونا نستمتع بالوقت اللي فاضل قبل ما نرجع ننام للمدرسة."
      
      محدش اعترض. إحنا نادرًا ما بنتخانق، وحتى لو حصل، الخناقة بتعدي زي سحابة مطر خفيفة. هم علموني أفكر في غيري، خصوصًا مات اللي بيتأثر بأقل حاجة. ومع الوقت، الاهتمام ده خلاني أكون أكثر تفهمًا للناس. هم كمان خلوني أنسى وفاة صاحبتي في الطفولة، ماري، اللي ماتت مقتولة على إيد أمها. أمها ماتت بعد كده. كنت دايمًا بروح ألعب معاها لما أهلي يكونوا في الشغل، وكنت صغيرة جدًا ومش فاهمة إيه اللي كان بيحصل وقتها. أهلي قالولي إن ماري راحت تعيش مع أبوها في ولاية تانية، وما كانش عندي سبب أشك في الكلام ده لحد ما كبرت. وقتها، ذكرياتي معاها كانت خلاص بدأت تتلاشى.
      
      كنت هتكلم عن شُهب السما، لكن فجأة، سمعنا صوت حاجة بتجري في الغابة. كلنا لفينا رُقبتنا في نفس اللحظة، وشفنا قطيع من الغزلان البيضا وهي بتتنطط وتجري بين الشجر.
      
      
      جراي ما حولش عينه عن الشجرة وهو بيقول بصوت واطي:
      "مش متأكد... بس شكلها مش زي العلامات اللي بيحطوها على الشجر. شكلها مش طبيعي."
      
      حاولت أضحك وأخفف الجو، "يا عم، يمكن حد رسمها ولا حاجة. إحنا في نص الليل وكل حاجة شكلها غريب."
      
      لكن نظرة جراي فضلت متصلبة، وكأنه مش قادر يبعد عينه.
      "أنا مش مرتاح. ليه العلامة على الشجرة دي بس؟ والغزلان ليه كانوا مرعوبين كده؟"
      
      كنت هرد، لكن صوت الجدال بين مات وفيليكس كان لسه عالي. مات رفع صوته وقال:
      "كفاية بقى! اسكت يا فيليكس، مش ناقصينك!"
      
      فيليكس رجع يضحك وهو بيهز راسه:
      "إنت اللي مكبر الموضوع، خليك هادي شوية."
      
      لكن الجو كله كان متوتر. الريح زادت قوتها، وأوراق الشجر عملت أصوات غريبة كأنها همسات بتتناثر في الهوا.
      
      وقفت جمب جراي وبصيت للشجرة مرة تانية. العلامة البيضا كانت باهتة تحت ضوء القمر، لكنها كانت... مش طبيعية. مش مجرد علامة دهان أو حاجة متآكلة. كانت كأنها محفورة في اللحاء، أو كأن الشجرة نفسها بتنزف لونها.
      
      همست:
      "طب، لو فعلاً حاجة مش طبيعية... تفتكر يعني إيه؟"
      
      جراي هز راسه بخفة، "معرفش... بس مش حابب أكون هنا وقت ما نكتشف."
      
      
      
      مات اتردد للحظة، لكن في الآخر سلّمه الموبايل. جراي مسك الموبايل وسلط الضوء على الورقة اللي كانت ملتصقة بجذع الشجرة.
      
      الكل سكت، كأن الزمن وقف للحظات. الورقة كانت قديمة، صفراء اللون، وحروفها باهتة. لكن كان فيه حاجة غريبة في طريقة الكتابة، وكأنها محفورة بدل ما تكون مكتوبة.
      
      "إيه ده؟" سألت وأنا بحاول أقرا الكلمات اللي شبه ممسوحة.
      
      جراي قرّب الموبايل أكتر، وبدأ يقرا بصوت خافت:
      "من يقترب من هذا المكان، فليعلم أن الخلاص ليس له هنا. كل من رأى العلامة... لن يعود كما كان."
      
      سكون. حتى الرياح كأنها خمدت فجأة.
      
      فيليكس ابتسم وهو بيحاول يضحك، بس صوته كان مهزوز:
      "دي مجرد دعابة. أكيد حد من السكان عمل كده علشان يخوف الأطفال ولا حاجة."
      
      لكن مات كان واضح عليه الخوف، صوته كان شبه همسة، "دي مش دعابة... مش شكلها كده."
      
      جراي بصلنا واحد واحد، وقال ببطء، "العلامة... الورقة دي مرتبطة بيها. مش صدفة إنهم الاتنين هنا."
      
      أنا حاولت أخفف الجو، بس حسيت بخوف خفي بيجري في ضهري، "طب ما نرجع؟ مفيش داعي نفضل هنا أكتر."
      
      بس قبل ما حد يرد، صوت حاجة بتتحرك بين الأشجار شد انتباهنا. خطوات بطيئة، متقطعة، كأنها بتتربص.
      
      مات شهق وأمسك بذراعي بقوة، همس بصوت مرتعش، "في حد هناك."
        
        
        ---- نقف لحد هنا وفتره وهنزل باقتها ----
        

      روايه عظام الدم - رعب

      عظام الدم

      2025, أدهم محمد

      رعب

      مجانا

      بطل الرواية بيغرق في كابوس مرعب بين بحر من الدم وجثث غامضة، وبين خوفه وارتباكه، بيصحى مفزوع وهو مش قادر يفرق بين الحلم والحقيقة. حالة من الرعب والارتباك بتسيطر عليه، لكن بيحاول يقنع نفسه إن كل ده مجرد كابوس.

      البطل

      شاب يعاني من الملل والوحدة، يعيش حياة روتينية، وبيواجه كوابيس مرعبة بتسيطر على أحلامه.

      الفتاة الغامضه

      فتاة بشعر أسود، ظهرت في كابوس البطل وهي تهاجمه بسكين، وشكلها بيخفي وراه سر مرعب.
      تم نسخ الرابط
      روايه رعب

      0:00 0:00
        قصص كريبي باستا كانت دايمًا من الحاجات اللي بعتبرها متعة سرية بالنسبة لي.
      ولو إنت بتقرأ الكلام ده، فأكيد عندك نفس الاهتمام. بس دايمًا كان في حاجة ناقصة في القصص دي. بالنسبة لي شخصيًا، كنت حاسس إن في حاجة مش مضبوطة في معظم الروايات اللي قريتها (مش قصدي أقلل منها، دي مجرد وجهة نظر شخصية). دايمًا كانت قصص الحب بتحصل بسرعة جدًا، والبنات بيبقوا واقعين في حب القارئ من أول نظرة! مع إن ده مش مستحيل، بس كنت دايمًا بلاقيه محبط شوية. هو مش المفروض إن الهدف من القصة إنك تقرب منهم خطوة خطوة؟ وتستمتع برحلة إنك تعيش معاهم وتعرف أكتر عن عالمهم الغامض والمخيف؟
      
      بصراحة، أنا بقالى كذا سنة ما قريتش القصص دي، فمين أنا عشان أحكم؟ يمكن ناسي تفاصيل اللي قريته وبحكم من ذكريات مش كاملة. بس اللي متأكد منه إن كل القراءات القديمة دي ألهمتني أكتب قصة من تأليفي. كل اللي بتمناه إن القصة تكون مشوقة، درامية، مثيرة، وفيها لحظات دافئة زي ما أنا ناوي ليها.
      
      هكتب القصة بضمير المتكلم لإن ده أسلوبي المفضل في الكتابة. وده كان كل اللي عندي دلوقتي. القصة هتبدأ بجد من الفصل الجاي. لو عندكم أي تعليقات أو آراء، ياريت تكتبوها، وهرد عليكم لو الموضوع أخد اهتمام
      
      ------------------------
      الفصل الأول:
      دبدبة جامدة بتدوي في أوضتي وأنا بخبط على زرار "إنتر" في اللابتوب. تعبان ومليان ضيق، قاعد لوحدي بسمع مزيكا وأنا بحاول أخلص باقي المقال بتاعي للجامعة. الكرسي بيصرخ معايا وأنا برجع لورا وأفرد ضهري وببص من الشباك اللي جنبي. الشوارع فاضية من الناس والعربيات، وده طبيعي بعد نص الليل. بس الصمت ده بيزود وجعي في ليلة زي دي.
      
      دي واحدة من الليالي دي... الليالي اللي بتحس فيها إنك لوحدك، كإنك الشخص الوحيد في الدنيا. ليلة مليانة حنين، فراغ، وخوف... إحساس تقيل كده بيخبطك مرة واحدة. وكل ما بكبر، الإحساس ده بيكبر جوايا أكتر، كإنه صديق قديم بييجي يزورني كل فترة. وكل مرة، بيكون الوجع أصعب من اللي قبلها.
      
      عيني ثابتة على شاشة اللابتوب، ببص على شغلي وبلاقي نفسي محبط. معظم الطلبة زيي اتعلموا يرضوا بالمستوى اللي "يمشي الحال" في الدراسة. زمان، كانت الحاجات أسهل... وكانت ممتعة أكتر. دلوقتي، مابقاش جوايا غير الملل والتعب.
      
      قفلت اللابتوب، وسِبت نفسي في الضلمة. الهوايات مابقتش تفرّح، والشغف مابقاش يشدني. كأن نفسي القديمة اختفت من غير حتى ما تودع. عيني بدأت تتعود على الضلمة.
      
      وبرغم كل ده، لسه في حياة قدامي. أنا مش عارف الغيب، يمكن يكون في حاجة حلوة مستنياني قدام؟ بس في صوت جوايا بيقولي العكس. حلوة أو لأ، مش فارقة... اللي يحصل يحصل، زي ما صاحبي دايمًا بيقول.
      
      دخلت السرير في نفس المعاد اللي متعود عليه. وهصحى بكرة في نفس المعاد برضه، أو بدري لو كان يوم دراسة. الحياة الروتينية دي ممكن تخلّي أي حد يجن، مش كده؟ هو ده اللي أنا حاسس بيه فعلًا.
      
      
      
      لكن الجنون بيختفي أول ما عيني تتقفل. الواقع العادي بيتلاشى قدامي، وأحلام غريبة بتسيطر على وعيي.
      
      حسيت بسائل دافي بيملأ بقي، وبدأت أشرَق. بغريزة البقاء، حاولت أطلع لفوق، وفعلاً رأسي اخترقت سطح المية اللي كنت بعوم فيها. فضلت أكح وأشرق، أتنفس بالعافية، ولساني بيتغطى بطعم ملح مالح.
      
      مسحت عيني، وكل اللي شوفته كان أحمر. أحمر بمعناه الحرفي. وبعد لحظة فهمت... ده دم. بحر دم مالوش نهاية، وأنا واقف في نصه. الدم كان بيجري بعيد كأن الكائن اللي كان جوّاه اتفتح وتصفى كله. رجلي لقت أرض صلبة لونها أحمر غامق، لكني اتزحلقت ووقعت على ظهري.
      
      وقعت على حاجة ناعمة، ولما فتحت عيني، لقيت نفسي ببص في عيون غارقة... عيون واحد ميت.
      
      بحر الدم اختفى، وتحول لأرض مليانة جثث. أطرافهم مرفوعة لفوق كأنهم عشب طويل بيطلب النجاة. صرخت ووقفت بسرعة. كنت عريان، وفي إيدي اليمين ماسك سكينة مطبخ غرقانة في الدم.
      
      سمعت صوت ضربات ورايا، ورجعت بسرعة ببص، لألاقي بنت بشعر أسود بتجري نحايا، وفي إيدها سكينة رايحة تضربني في وشي.
      
      وأول ما السكينة لمستني... صحيت مفزوع وعرق بارد مغرقني. جسمي اتحرك مرة واحدة كأني وحش فرانكنشتاين اللي اتصعق بالكهرباء.
      
      اتدحرجت من على السرير ووقعت على الأرض، وكنت متوقع ألاقي جثث تاني تحتيا، لكن كل اللي لقيته كان خشب بارد.
      
      لسه نص نايم، بدأت أدور على النور وقلبي متقلق كأنه حجر متكتل في بطني. قومت ودورت على الزرار، وبمجرد ما ضغطت عليه، النور ضربني في وشي.
      
      اتعمى نظري شوية، لكن بعد كام رمشة، بدأت أشوف أوضتي الفاضية. لما اتأكدت إن مفيش حد معايا، بدأت أركز في نفسي. قلبي كان بيدق بسرعة جنونية كأني كنت بجري ماراثون، ونفَسي بيتلاحق وأنا مش قادر أهدى.
      
      
      
      كانت كابوس... مجرد كابوس صغير. مش حقيقي. بدأت أضحك، ومقدرتش أمنع نفسي من الابتسامة اللي وصلت من ودن للتانية.
        
        

      روايه صوتيه - مدرسه المراهقين

      مدرسة المراهقين 5

      2025, كاترينا يوسف

      كورية

      مجانا

      انضمت البطلة إلى فريق الكورال بعد اجتيازها الاختبار بنجاح، لتصبح واحدة من بين عشرين فتاة سيشاركن في الحفلة القادمة. تم الإعلان عن أول تدريب مشترك مع فريق الآلات الموسيقية، حيث سيعملون على مزج أصواتهم مع عزف الجيتار والمندولين.

      كاترينا

      تحاول التأقلم مع المدرسة الجديدة رغم صعوبة اللغة، وتتمتع بشخصية خجولة لكنها فضولية.

      أعضاء الكورال

      مجموعة من الفتيات المشاركات في الغناء ضمن الفريق.

      أنيا

      صديقتها المقربة، دائمًا تدعمها وتشجعها.
      تم نسخ الرابط
      مدرسه المراهقين

      0:00 0:00
        صحيت قبل معاد المدرسة بساعتين، حاسة إني خدت كفايتي من النوم وطاقتي راجعة. دخلت الحمام، خدت شاور دافي، وحسيت إني خفيفة كده، كأن المية بتغسل كل حاجة تقيلة فيا. بعد ما خلصت، صليت بهدوء، وحسيت براحة غريبة مالياني. قعدت على سريري، وبدأت أغني مع نفسي، صوتي كان هادي وبسيط، لكن فيه شوق وحماس. يمكن دي كانت طريقتي أفضفض فيها، أو يمكن كنت بحاول أزبط صوتي قبل تدريبات الكورال.
        
        
        ومرّ ساعتين، الجو كان هادي وأنا مستمتعة بلحظاتي مع نفسي. النهارده كان آخر يوم في الأسبوع الدراسي، وبعده هاخد الإجازة الأسبوعية. حسيت إن مزاجي رايق وأحسن من أي يوم فات، يمكن عشان عارفة إن بكرة مفيش مدرسة وهقدر أريح شوية.
      
      لبست لبسي بهدوء، اخترت حاجة بسيطة ومريحة، وحسيت إني مستعدة أواجه اليوم. نزلت وأنا عندي طاقة خفيفة، مش مستعجلة، وكل اللي في دماغي إني أعدي اليوم على خير وأستمتع بآخر يوم قبل الراحة.
      
      
      وبالفعل، رن تليفوني وكانت أنيا كالعادة بتتصل، لكن مردتش. مش عايزة أتكلم، مش عايزة أشرح، ولا حتى عايزة أسمع. قررت أروح بالتاكسي زي ما عملت امبارح، حسيت إن دي كانت أفضل طريقة، خصوصًا لما كنت لوحدي.
      
      الهدوء اللي في التاكسي مريح، بيخليني أفكر وأرتب أفكاري، وخصوصًا وأنا عايزة أبدأ يومي بهدوء وبعيد عن أي دوشة. الطريق كان ساكن، زي قلبي اللي عايز يرتاح شوية.
      
      
      وصلت المدرسة قبلهم، وقبل ما ألحق أعمل أي حاجة، شافتني أنيا وجت ناحيتي. قالتلي: "اتصلت بيكي، مردتيش."
      
      ابتسمت بخفة وقلت: "أه، أصل مسمعتش الموبايل، معلش."
      
      بصتلي بنظرة كأنها مش مرتاحة، حسيت إنها مش مقتنعة بالكلام، لكنها مردتش. بس قالت بهدوء: "تمام، هسيبك شوية، هروح أعمل حاجة."
      
      ومشيت، وأنا فضلت واقفة مكاني، بحاول أفهم إحساسها، وبفكر هل زعلت؟
      
      
      قلت لنفسي خلاص، مفيش وقت للتفكير، الأحسن أروح للمدرس، خصوصًا إن النهارده هو اجتماع الموسيقى اللي قالنا عليه امبارح. الاجتماع اللي هنتجمع فيه إحنا فرقة البنات للكورال مع شباب فرقة المندولين، عشان نبدأ نوزن الكلام مع اللحن ونتفق على كل حاجة تخص الحفلة.
      
      قلبي كان بيدق شوية، مش عارفة ليه، يمكن عشان أول مرة هنتجمع كلنا كده، ويمكن عشان مش عارفة هقابل مين أو إيه اللي ممكن يحصل. لكن حاولت أظهر هادية وأنا ماشية ناحية القاعة.
        
        
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء