موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      روايه اجتماعيه - رحلتي مع القدر

      رحلتي مع القدر 22

      2025, خضراء سعيد

      دراما نفسيه

      مجانا

      في لحظة مشحونة بالغضب والخوف، علي يهاجم يارا بعنف ويهددها بالطرد، إلا أن مازن يتدخل بشجاعة لحمايتها، مما يشعل مواجهة حادة بين الاثنين. يارا تهرب من الموقف مذعورة، لكنها تقع في حضن أنس الذي يطمئنها بحنان قبل أن تفقد وعيها. تستفيق لاحقًا في مكان آمن، حيث يحاول أنس ومازن تخفيف توترها ومساعدتها على الشعور بالأمان.

      يارا

      تتعرض لتهديد من علي لكنها تجد الحماية في مازن وأنس.

      علي

      يكنّ كرهًا واضحًا ليارا ويحاول إيذاءها وطردها.

      مازن

      شاب شجاع، يتدخل لحماية يارا من علي ويقف بجانبها.
      تم نسخ الرابط
      روايه اجتماعيه - رحلتي مع القدر

       
      فغضب حين رأى مازن يضحك لها ويقدم لها علبة ويقرص خدها بمرح فابتعدت عنه بخجل فزاد غضب علي يريد أن يفتك بهم فهو لا يطيقهما ويتمنى أن تختفي للأبد فلمح أنس يصافح مازن ويدعوه للدخول فوافق وهي بقيت وحدها فاستقل الفرصة وتقدم نحوها فخافت حين رأته يتقدم
      بهدوء ويستمتع بخوفها منه فجذبها بشعرها بقسوة وغل
      فقال:أنا قدرك الأسود و مستحيل أخليك تلعبي على عمي الرجل الطيب. أنتِ لازم تغوري من هنا اليوم قبل بكره، فاهمه ولا أفهمك بطريقتي.
      كانت يارا ترتعش من الخوف، ودموعها تنهمر بغزارة، حاولت أن تقاوم وترد عليه، ولكنه كان قويًا ولم يسمح لها بالتكلم. في تلك اللحظة، جاء مازن ودفعه بقوة عنها، وصرخ في وجهه بغضب هائل، قائلاً: أنت أكيد اتخبلت في نافوخك، عايز بنت عمي تروح فين؟ أنا مستحيل أسمح لك بذلك يا أخي.
      بينما كانت المواجهة تتصاعد، بقيت يارا تشهق ببكاء هستيري، ولكنها شعرت بالأمان والحماية بوجود مازن بجانبها. فاتجهت نحو الشارع وخرجت وظلت تمشي وتهيم على وجهها تنهمر الدموع من عينيها بغزارة، تنزلق على وجنتيها الباردتين.
      فجأة، شعرت بيد تجذبها بقوة، جعلتها تنتبه للواقع من حولها. كان هناك شخص ما يمسك بها برفق، ويضمها بحنان وخوف في آن واحد. كانت تستنشق رائحة عطر تعرفها، تأسر حواسها وتجعلها تشعر بالأمان والحماية.
      لم يكن هناك رد، فقط صمت غامض يحيط بهما. ثم، سمعت صوتاً مليئاً بالقلق ينادي اسمها، يارا، يارا،هل أنت بخير؟ بينما كانت تحاول فهم ما يحدث من حولها، بدأت تشعر بالدوار يلف حولها، حتى سقطت ببطء على الأرض، وغابت عن الوعي.
      عندما فتحت عينيها مرة أخرى، وجدت نفسها مستلقية على سرير ناعم، بينما كان أنس يجلس بجانبها بابتسامة تملؤها الارتياح. فرأت ذلك الكلب المخيف يدخل الغرفة فارتجفت فضمها أنس وهو يضحك فقال مازن بضحك حين دخل:هل لا تزالين تخافين منه يا كتكوته أجلس يا كلود أنت تخيفها فجلس وهو ينبح له و كان مازن يربت على ضهره
      
      

      عرب في كوريا

      عرب في كوريا

      2025, سهى كريم

      ثقافية

      مجانا

      في أولى خطواتهم نحو مغامرة جديدة، يتم اختيار أربعة أصدقاء عرب – سما المصرية، راندا اللبنانية، علياء الإماراتية، وأحمد المصري – ضمن بعثة دراسية إلى كوريا. بين فرحة الاكتشاف وقلق الغربة، يبدأ الأصدقاء في التحضير لرحلتهم، حيث تتداخل أحلامهم وتوقعاتهم حول تجربة قد تغير مجرى حياتهم.

      سما

      فتاة مصرية مرحة وعفوية، تحب توثيق اللحظات وكتابة التفاصيل، تنظر إلى الحياة بروح متفائلة ومغامرة.

      راندا

      لبنانية مليئة بالحيوية وحب الحياة، تعشق التصوير والتألق، وتسعى دائمًا لترك بصمة خاصة بها

      علياء

      إماراتية هادئة وعملية، تهتم بتعلم كل جديد وتوثيق التجارب بحكمة وتأمل.

      أحمد

      شاب مصري، يهتم بالتكنولوجيا ويبحث عن تجربة تثري معرفته وتفتح له آفاقًا جديدة.
      تم نسخ الرابط
      عرب في كوريا

      أنا سما، مصرية أصيلة من قلب القاهرة، والحكاية دي عنّي وعن صحابي اللي جمعتنا جامعة القاهرة، وبالتحديد كلية تجارة. إحنا أربعة: أنا، وأحمد المصري اللي دايمًا بيحب يهزر ويضحك، وعلياء الإماراتية الهادية اللي كلامها قليل بس دايمًا بيكون في مكانه، وراندا اللبنانية اللي دايمًا صوتها عالي وضحكتها مالية الدنيا.
      
      اتعرفنا على بعض من تلات سنين، أول يوم في الكلية كان مليان قلق وخوف، بس الصدفة لعبت لعبتها وجمعتنا. كان فيه محاضرة عن الاقتصاد، ولقينا نفسنا قاعدين جنب بعض. أحمد كان أول واحد يكسر الجليد، ضحك وقال: "هو إحنا جينا نتعلم ولا نتعذب؟" وضحكنا كلنا. من ساعتها، بقينا مع بعض على طول.
      
      كل يوم في الجامعة ليه حكايته. من أول قعدة على السلالم تحت شمس الظهر، لحد قعدات الكافتيريا اللي دايمًا مليانة ضحك وجدال عن المحاضرات، والدكاترة اللي ساعات بتحس إنهم جايين يعقدونا مش يعلمونا.
      
      راندا دايمًا بتحب تحكي عن لبنان، وأكلهم اللي نفسي أجربه يوم، وعلياء بتحكي عن دبي، وأبراجها اللي بتمس السما. وأنا؟ دايمًا بحكيلهم عن القاهرة، عن الزحمة اللي مبتخلصش، وعن الحنين اللي بيشدني لكل ركن فيها.
      
      أوقات كتير كنا بنخلص المحاضرات ونروح نقعد عند الكورنيش، نضحك، ونتكلم عن أحلامنا. أحمد كان دايمًا بيحلم إنه يبقى رجل أعمال كبير. علياء بتحب الفن وعايزة تبقى مصممة أزياء. راندا بتحب التصوير وعايزة تلف العالم. وأنا؟ نفسي أعيش كل لحظة بحبها، وأكتب عنها، يمكن عشان كده بحب أكتب عننا.
      
      المواقف اللي بينا كتير، من امتحانات كنا بنذاكرلها لحد الفجر، وخروجتنا اللي دايمًا كانت بتحمل مفاجآت. وفي كل مرة كنا بنكتشف إن اللي بيجمعنا أكتر من مجرد زمالة، دا صداقة بجد، صداقة بتكمل الحكاية.
      
      ودي كانت بداية حكايتنا، ولسه اللي جاي أكتر.
      
      
      
      في يوم من الأيام، كنا قاعدين في الكافيتيريا، قاعدين على الترابيزا اللي بقت مكاننا المفضل. أحمد كان قاعد يراجع شوية ملاحظات قبل المحاضرة، وأنا وراندا وعلياء كنا بنهزر ونضحك. فجأة، علياء قالت بصوت واطي:
      "تفتكروا لو غبنا عن المحاضرة النهارده، الدكتور هيحس؟"
      
      راندا ردت بسرعة وضحكت:
      "هيحس؟ ده يمكن يوزع شوكولاتة احتفالًا بغيابنا!"
      
      أنا ضحكت وقلت:
      "طب وهنقعد فين؟ نروح الكورنيش؟ ولا نتمشى في الحرم الجامعي زي العادة؟"
      
      أحمد رفع عينه من الورق وقال:
      "إنتوا بتفكروا في الغياب وإحنا عندنا امتحان قريب؟!"
      
      بصيت له وقلت:
      "يعم ما تقلقش، كله بيتحل قبل الامتحان بيومين، المهم نعيش النهارده."
      
      وطبعًا زي كل مرة، أحمد استسلم واتفق معانا. وفعلاً خرجنا واتمشينا حوالين الحرم. الشمس كانت دافية والجو مليان حياة. كنا بنتكلم عن كل حاجة، من أحلامنا الصغيرة لحد حاجات مالهاش لازمة زي ليه القهوة في الكافيتيريا طعمها غريب!
      
      راندا كانت بتحكي عن يوم من أيام المدرسة في بيروت، لما كانت تزوغ وتروح تاكل من عند بياع الكعك اللي في آخر الشارع. وعلياء كانت بتحكي عن المرات اللي كانت تهرب من حر دبي وتستخبى في المولات. وأنا حكيت عن ذكرياتي مع أصحابي في شوارع القاهرة، والضحك اللي بيطلع من قلب الزحمة.
      
      الحظات دي كانت بسيطة، لكن كانت بتخلق ذكريات مش ممكن تتنسي. ذكريات مليانة ضحك، صدق، وشوية تهريج. وكل مرة بنقعد ونتكلم عن حياتنا، كنت بحس إن صداقتنا دي مش بس حكاية جامعة، لأ، دي حكاية عمر.
      
      
      وفي يوم ماكنش عادي خالص، واحنا قاعدين في الكافيتيريا، كل واحد ماسك مشروبه، دخل علينا مشرف الكلية، وكان معاه ورقة في إيده. وجه علينا، وابتسم ابتسامة مريبة، وقال:
      "في خبر مهم جدًا… تم اختيار مجموعة من طلاب الكلية لبعثة دراسية إلى كوريا لمدة شهر، و... مبروك، انتوا الأربعة من ضمن الطلاب المختارين."
      
      أنا وقفت مكاني، ومبقتش مصدقة!
      "كوريا؟ إحنا؟!"
      
      أحمد ضحك وقال:
      "أكيد بيهزر، هو إحنا لسه هنصدق إن الحظ بيلعب معانا؟"
      
      راندا كانت أول واحدة تصدق، ضحكت وصرخت:
      "يااااي! أنا هموت وأشوف كوريا، دي أحلى حاجة حصلتلي في حياتي!"
      
      أما علياء، كانت قاعدة هادية كعادتها، بس في عينيها لمعة فرح باينة وقالت:
      "ده حلم! مش قادرة أصدق إننا رايحين فعلاً."
      
      أنا كنت واقفة، مش عارفة أقول إيه، مشاعر كتير داخلة في بعضها، فرحة وقلق واستغراب. قلت لهم:
      "يعني خلاص؟ إحنا رايحين كوريا؟ بجد؟"
      
      المشرف أكد الخبر، وقال إن البعثة فيها 19 طالب من الكلية، وإنها تجربة دراسية وثقافية، هنعيش مع طلاب كوريين، ونتعرف على ثقافتهم، وناخد كورسات هناك.
      
      خرجنا من الكافيتيريا وإحنا مشيين في الحرم الجامعي، ودماغنا كلها شغالة بخيالها. راندا كانت بتتكلم عن الأماكن اللي عايزة تزورها:
      "أنا عايزة أزور سيول كلها! وعايزة أجرب الأكل الكوري… الكيمتشي، والراميون، وأي حاجة تانية!"
      
      أما أحمد، فقال:
      "أنا أكتر حاجة عايزها، أشوف التكنولوجيا بتاعتهم… وعايز أروح عند الشركات الكبيرة زي سامسونج! عايز أشوف هما بيفكروا إزاي."
      
      علياء ابتسمت وقالت:
      "أنا نفسي أشوف الناس، أتعرف على ثقافتهم وأشوف إزاي حياتهم ماشية. ده غير إننا أكيد هنتعلم حاجات كتير."
      
      أما أنا؟
      "أنا نفسي أمشي في شوارعهم، وأحس إننا عايشين في مسلسل كوري… نفسي أكتب عن كل حاجة هتحصل، كل تفصيلة وكل لحظة."
      
      كانت لحظة حماس مش طبيعي. طبعًا بدأنا نفكر في كل التفاصيل، هنحتاج إيه؟ هنروح فين؟ وهنعيش إزاي هناك؟ بس كان واضح إن الرحلة دي مش بس هتكون مجرد سفرية، دي كانت بداية لتجربة جديدة في حياتنا، يمكن تغير حاجات كتير جوانا.
      
      وعلى قد ما كنا فرحانين، كان فيه رهبة… هل فعلاً هنقدر نتأقلم؟ وهل صداقتنا دي هتفضل زي ما هي وإحنا في مكان جديد؟ كل ده كان جوايا، بس كنت سايبة كل حاجة تمشي لوحدها، مستنية اللحظات الجديدة اللي هتتكتب في حكايتنا.
      
      
      
      أسبوع واحد! أسبوع واحد بس وهنكون في كوريا. كانت الفرحة مسيطرة علينا بس مع شوية توتر. إحنا مش مسافرين رحلة عادية، دي بعثة دراسية هنعيش فيها وسط ناس مختلفين تمامًا عننا. وده لوحده كان كفيل يخلي دماغي مشغولة 24 ساعة.
      
      أول يوم بعد ما عرفنا الخبر، قعدنا كلنا نخطط ونفكر، وكالعادة كنا قاعدين على ترابيزتنا في الكافيتيريا.
      
      أحمد قال وهو ماسك كوباية القهوة:
      "أول حاجة، لازم نجهز لبس كويس. كوريا هناك برد في الوقت ده، مش زي حر القاهرة."
      
      راندا ضحكت وقالت:
      "وإيه يعني؟ نلبس طبقات فوق بعض، وخلصت! أهم حاجة نكون ستايلش، مش هينفع أروح كوريا وأطلع في الصور وأنا شبه المومياء!"
      
      علياء كانت بتفكر في الجانب العملي أكتر، وقالت:
      "لازم نعرف شوية كلمات كورية. مش معقول هنقعد هناك وإحنا مش فاهمين حاجة."
      
      أنا قلت وأنا بفكر:
      "أنا ناوية أوثق كل لحظة، هنكتب كل حاجة ونصور كل موقف. عايزة أفتكر الرحلة دي بكل تفاصيلها."
      
      وبدأنا فعلاً نجهز. أول خطوة كانت الشوبينج. نزلنا مع بعض وسط البلد، ودورنا على لبس تقيل، جاكيتات وكوفيات، وأحمد كان مصر يشتري شنطة سفر جديدة، وقال:
      "أنا شنطتي دي خلاص، معفنة من كتر السفر الداخلي، لازم أكون شيك قدام الكوريين."
      
      راندا كانت مركزة في الحاجات اللي هتخلي الصور تطلع حلوة:
      "أنا عايزة شنطة شكلها حلو وألوانها تبان في الصور. لازم أطلع تريند في كوريا!"
      
      أما علياء، اشترت دفتر صغير وقالت:
      "هسجل فيه كل حاجة هنتعلمها هناك، عايزة أرجع بأفكار جديدة."
      
      وأنا؟ اشتريت كاميرا صغيرة. كان نفسي أوثق كل حاجة بعيني.
      
      وبعد الشوبينج، رحنا قعدنا في كافيه صغير، وبدأنا نتكلم عن اللي ممكن نقابله هناك. أحمد كان قلقان من الأكل:
      "أنا مش عارف هعرف آكل إيه هناك! يا ترى عندهم كشري؟"
      
      راندا قالت وهي بتضحك:
      "كشري؟ هناك في كيمتشي وراميون! جرب واتعلم، يمكن تحب الأكل الكوري أكتر."
      
      أنا بصيت لهم وقلت:
      "بصراحة أنا متحمسة أجرب كل حاجة، مش عايزة أفوت ولا لحظة."
      
      في الأيام اللي بعدها، كل واحد فينا كان بيرتب حاجاته، يحضر هدومه، أوراق السفر، ويقرأ عن كوريا. كانت فيه حالة من الحماس والترقب. كل يوم كنا بنقعد مع بعض، ونخطط إحنا هنزور إيه، وهنجرب إيه أول ما نوصل.
      
      ورغم الحماس، كان فيه شوية قلق جوايا. فكرة إننا هنسافر ونعيش في بلد غريب وسط ناس مختلفة كانت غريبة ومخيفة شوية. بس وجودهم جنبي كان مخليني مطمنة. كنا دايمًا بنضحك ونقول:
      "مهما حصل، إحنا مع بعض، والرحلة دي هتكون أحلى حكاية."
      
      ولما قرب اليوم الموعود، اتجمعنا في بيت أحمد عشان نودع بعض ونتأكد إن كل حاجة جاهزة. راندا جابت لب وسوداني، وقالت:
      "عشان نفتكر طعم القاهرة قبل ما نروح هناك!"
      
      وعلياء جابت معاه شوية صور لبلدها، وقالت إنها عايزة توريهم لزمايلنا الكوريين. وأنا كنت مجهزة نوتتي والكاميرا.
      
      أسبوع عدى بسرعة، واليوم المنتظر جه، يوم السفر. كانت شنطنا جاهزة، وقلوبنا مليانة حماس وقلق. طلعنا على المطار، وكل خطوة كنا بنخطوها كانت تقربنا من بداية حكاية جديدة.
      
      ----- يتبع -----
      
      

      روايه الوداع - فانتازيا

      الوداع

      2025, مينا مسعود

      فانتازيا

      مجانا

      في هذا الفصل من الرواية، تخوض أليثيا صراعًا داخليًا بين ولائها لوالدها ثراندويل ورغبتها في خوض مغامرتها الخاصة. رغم محاولاتها إخفاء نواياها، يكشف والدها كذبها، لكن الحزن والاحترام يجمع بينهما في وداع صامت. في النهاية، تقرر أليثيا ترك منزلها سرًا تحت ضوء القمر لتنطلق نحو مصيرها المجهول.

      أليثيا

      شابة جريئة ممزقة بين حبها لعائلتها ورغبتها في خوض مغامرة خطيرة

      ثراندويل

      ملك الجان، والد أليثيا، رجل صارم لكنه يحمل حبًا عميقًا لابنته.

      ليجولاس

      شقيق أليثيا، يتميز بالفضول والسخرية الخفيفة.
      تم نسخ الرابط
      روايه الوداع

       
      لما خلصوا آخر لقمة أكل وآخر نقطة من الميد والنبيذ، قال ثراندويل لأولاده إنه عايز يروح ينام علشان كان يومه مرهق جدًا. أليثيا فتحت بقها عشان تقول حاجة، لكنها سكتت.
      
      "دي فرصتك! روحي اسأليه!"، فكرت في نفسها. بس كان في جزء صغير منها بيقول لأ، مش هتمشي كويس. لو يومه كان متعب، أكيد مش فاضي يسمعها.
      
      "أليثيا، عايزك بكلمة"، قال ثراندويل لبنته وهو بيخرج من قاعة الطعام.
      
      "عملتي إيه تاني؟" سألها ليجولاس وهو رافع حواجبه.
      
      "ولا حاجة يا أخويا. كنت ملاك النهارده"، ردت عليه بنظرة بريئة، وابتسمت لما هو لف عينيه.
      
      "هنشوف!"
      
      أليثيا انحنت شوية وهي بتودعه وخرجت ورا أبوها من القاعة. كان واقف قدام مدخل القصر مستنيها. قبل ما تقول أي حاجة، هو بدأ الكلام.
      
      "اتكلمي يا صغيرة"، قالها ببساطة. أليثيا اتلبكت شوية.
      
      "واضحة أوي كده؟" همست.
      
      ثراندويل ضم دراعاته على صدره، ومستني يسمع منها.
      
      "كنت بس بتساءل... ممكن تسمحلي... أخرج؟" سألت وهي بتحس إنها باينة غبية.
      
      "تخرجي فين؟"
      
      "أي مكان..."
      
      
      
      "يعني... حوالين المكان كده."
      
      "أليثيا! لو ماكنتش عارفك، كنت افتكرت إني بتكلم مع عيل صغير. أنا مش فاضي ألعب لعبة التخمين دي معاكي. قولي بقى، عايزة تروحي فين؟" قالها والدها بنبرة بدأت تفقد صبرها.
      
      "هو يعني..." توقفت لحظة. "كنت بفكر أروح هوبيتون."
      
      تقنيًا، هي ما كانتش بتكذب. هي بس ما قالتش الحقيقة كاملة، زي إنها رايحة في رحلة لاستعادة إيريبور مع مجموعة من الأقزام اللي والدها بيكرههم. وطبعًا، في التنين المرعب اللي ممكن تضطر تواجهه لو لسه عايش، بس أكيد مش هتذكر الحتة دي.
      
      "هوبيتون؟"
      
      "أيوه، هوبيتون."
      
      "وعشان إيه؟"
      
      "عندي صديق من الهوبيت..."
      
      "بجد؟ واسمه إيه الهوبيت ده؟"
      
      "رو...سانا. روسانا... جرينهاند!"
      
      أليثيا شعرت بإحراج شديد. روسانا جرينهاند؟ هي بتقول إيه؟ كان واضح إن والدها مش مصدقها، خصوصًا وهو معروف بشكه في كل حاجة.
      
      "آدا، من فضلك. هكون حذرة وهارجع قبل ما تحس حتى بغيابي." حاولت تقنعه.
      
      
      "لأ، مش هسمحلك"، قالها بنبرة قاطعة.
      
      أليثيا عبست.
      "ليه لأ؟! إنت عمرك ما بتخليني أخرج! ليه مش عايز تسيبني المرة دي بس؟" قالت وهي بترفع إيديها في الهواء من الإحباط. واضح إن الموضوع هيبقى أصعب من اللي كانت متوقعة.
      
      "لإنك مخبية الحقيقة عني يا أليثيا. بصيلي في عيني وقولي إنك رايحة هوبيتون علشان تشوفي هوبيت اسمه روسانا جرينهاند." قالها ثراندويل وهو بينحني شوية عشان يبصلها في عينيها.
      
      أليثيا بصت لأبوها بعناد، لكن أول ما عينيها قابلت عينيه، قوتها خانتها. حولت نظرها بعيد ونزلت راسها من الخجل.
      
      "زي ما توقعت"، قالها ثراندويل، وهو عارف إنه كده كسب الجولة. وزفر تنهيدة حزينة على رد فعل بنته.
      "إيه اللي مخبياه عني يا ليث؟" سألها، وصوته الصارم اختفى وتحول لنبرة أهدى وألطف.
      
      واستخدامه لاسمها المميز ما عداش عليها. بالعكس، زاد إحساسها بالذنب تجاه اللي ناوية تعمله.
      
      "آدا..." بدأت كلامها، لكن شعرت بوخزة تانية من الذنب. وفي اللحظة دي قررت إنها ما تقولوش الحقيقة. لو عرف عن الرحلة، أكيد هيمنعها، ولو عرف هي رايحة فين، هيرسل حراس يدوّروا عليها ويرجعوها. الأحسن إنه يفضل مش عارف. وبعد ما اتخذت قرارها، بلعت ريقها.
      
      "ليث، تقدري تقوليلي أي حاجة."
      
      "مافيش حاجة يا آدا... انسى الموضوع بس"، قالتها ببطء.
      
      
      
      
      لو كانت أليثيا بتبص لثراندويل، كانت هتشوف نظرة الحزن اللي لمعت بسرعة على ملامحه الحادة والباردة. لحظة واحدة بس قبل ما يخفي ألمه. مقدرش يمنع الإحساس بالذنب اللي خبطه فجأة. بنته مش قادرة تثق فيه، وممكن يكون عندها سبب، بس ده وجعه. أولاده كانوا أغلى حاجة في حياته. كانوا سند ليه. وفكرة إن بنته مضطرة تكذب عليه كانت قاسية. بس لما شاف قد إيه هي متضايقة، قرر يسكت وما يضغطش عليها أكتر.
      
      ملك الجان حط إيده تحت دقن بنته ورفع وشها عشان تبصله. أليثيا بسرعة حولت نظرها بعيد. بالنسبة لأي حد تاني، تصرفها ده كان ممكن يعدي عادي، لكن بالنسبة لثراندويل، كانت إشارة واضحة إنها مش واثقة فيه. زفر تنهيدة حزينة وسحبها لحضنه، لف دراعاته الطويلة حواليها. أليثيا مسكت في عباءته، بتحاول تحس بكل تفصيلة في حضنه، عارفة إن ده ممكن يكون آخر حضن تاخده منه قبل ما تنضم للرفقة.
      
      "آسفة يا آدا، أنا آسفة أوي"، فكرت في نفسها. اعتذارها الصامت فضل جواها، معرفش طريقه لأبوها، لكنها كانت بتتمنى إنه يفهم إنها لازم تعمل كده. لازم تساعد الأقزام.
      
      فضلوا حضنين بعض شوية، كل واحد فيهم شايل ذنب جواه، بس لأسباب مختلفة.
      ذنب أب على اللي عمله، وذنب بنت على اللي ناوية تعمله.
      
      ولما أبوها سيبها، أليثيا انحنت له شوية باحترام.
      "تصبح على خير، آدا."
      
      
      "تصبح على خير، ليث."
      
      الكلمات الأخيرة دي فضلت دايرة في دماغ أليثيا وهي بتبدل هدومها وبتلبس عتادها القتالي. شالت شنطتها على ضهرها، وحملت القوس والسهام والسيف اللي كان أبوها مديه لها آخر مرة. وقفت لحظة تبص على أوضتها اللي نصها فاضي، وبعدين لمحت من الشباك السماء المظلمة. القمر كان منور في السما، وسايب وراه ظل جميل بس غامض على غابة ميركوود.
      
      نظرة أخيرة للأوضة، وبعدها استدارت وقفزت من الشباك. قلبها كان بيتقفل وهي بتسيب بيتها وراها.
      
      ----
      
      - وده كان الجزء التاني. يا رب أكون قدرت أوصل شخصية ثراندويل صح. هو باين عليه بارد شوية في الفيلم، بس بحب أفتكر إنه بيحب أولاده أكتر من أي حاجة في الدنيا. على العموم، شكرًا إنك قريت، واستنوا الفصل التالت
      
      

      مينا مسعود

      mina_3189

      / مصر

      الأعمال

      الاَراء

      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء