نساء في الجيش - روايه حقيقيه
نساء في الجيش
2025, كاترينا يوسف
عسكرية حقيقية
مجانا
في شتاء موسكو القارس عام 1955، تتلقى ناديجدا بتروفا استدعاءً غامضًا لمقر الـKGB، تواجه الكولونيل فولكوف، الذي يكشف لها عن عرض غير عادي: أن تصبح واحدة من "عصافير العسل"، العميلات المدربات على الإغواء والتلاعب لجمع الأسرار من أعداء الاتحاد السوفيتي. وبينما يُخيَّرها بين العيش كفتاة عادية أو أن تصبح سلاحًا قاتلًا في الحرب الباردة
ناديجدا بتروفا
شابة روسية جميلة تتحدث الفرنسية بطلاقة، تُجندها الـKGB لتصبح جاسوسة من نوع خاص.الكولونيل ألكسندر فولكوف
ضابط استخبارات سوفيتي مخضرم مسؤول عن تجنيد "عصافير العسل" وتدريبهن على الإغواء والتلاعب.
- هذه الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية عن تجنيد النساء من قبل الاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم استخدامهن كسلاح لإغواء العدو والتأثير على مجريات الحرب.
- موسكو، 1955 – بداية الأحداث
في شتاء 1955، كانت موسكو تعيش في قلب الحرب الباردة، الصراع الصامت بين الشرق والغرب. بعد وفاة ستالين في 1953،
كان الاتحاد السوفيتي يمرّ بمرحلة انتقالية. نيكيتا خروتشوف، الزعيم الجديد، بدأ يفكك إرث ستالين تدريجياً، لكن قبضة الدولة الأمنية ما زالت قوية. كان جهاز الاستخبارات السوفيتي (KGB)،
الذي تأسس رسميًا عام 1954، في أوج نشاطه، يُعيد ترتيب أوراقه ليصبح أكثر قوة وتنظيمًا لمواجهة خصمه الأكبر: وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA).
في هذا الوقت، لم تكن الحرب تُخاض بالرصاص فقط، بل بالمعلومات، بالأسرار، بالخداع. لم تكن هناك إنترنت أو أقمار صناعية تجسسية متطورة مثل اليوم، بل كانت المعركة تعتمد على العملاء، على الجواسيس، على العقول التي تستطيع التلاعب بالآخرين. كانت السياسة العالمية تعجّ بالأزمات:
فيتنام بدأت تتحول إلى نقطة اشتعال بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.
ألمانيا ما زالت مقسّمة بين الشرق والغرب، وبرلين كانت بؤرة توتر وصراع استخباراتي
أمريكا بدأت مشروعها السري "MKUltra" للتحكم بالعقول والتلاعب بالبشر.
المفاعل النووي في "أوبيينسك" بدأ العمل كأول مفاعل نووي لإنتاج الطاقة في العالم، ما جعل السوفييت يثبتون تفوقهم في الطاقة الذرية.
وسط هذا العالم المعقد، حيث كل شخص قد يكون جاسوسًا أو ضحية، كانت هناك حرب غير مرئية تُدار في الغرف المظلمة، في الحفلات الفاخرة، في اللقاءات السرية داخل الفنادق والمقاهي الباريسية والبرلينية. وهنا... دخلت "ناديجدا بتروفا" إلى الصورة.
كانت ناديجدا مجرد فتاة أخرى في موسكو، أو هكذا كانت تبدو. جميلة، ذكية، تتحدث الفرنسية بطلاقة، وعيناها تخفيان أكثر مما تُظهران. لكنها لم تكن تعلم أن حياتها العادية على وشك أن تتحول إلى لعبة خطيرة، حيث كل لمسة، كل همسة، كل نظرة قد تكون سلاحًا في يدها أو ضدها.
في إحدى الأمسيات الباردة، تلقت ناديجدا استدعاءً رسمياً لحضور "مقابلة عمل" في مبنى رمادي ضخم بوسط موسكو. كانت تعرف أن هذا المبنى ليس مجرد مكان عمل عادي، بل هو مقر الـ KGB
لم تكن تعلم بالضبط ما يريدونه منها، لكنها لم تستطع رفض الدعوة. في تلك الليلة، وقفت أمام المرآة، تأملت وجهها للحظات، ثم ارتدت معطفها الصوفي واتجهت نحو المصير الذي لم تكن تتخيله.
- أول لقاء مع الاستخبارات - KGB
كان المبنى الضخم يقف كقلعة باردة وسط المدينة، نوافذه معتمة، وأبوابه الثقيلة تشي بأن الداخل إليه لا يخرج كما كان. لم يكن مجرد مبنى حكومي، بل كان رمزًا للقوة والخوف…
كان مقر الـ KGB، الجهاز الذي لا يخطئ، أو هكذا يعتقد الجميع.
ناديجدا بتروفا وقفت أمام الباب المعدني، قلبها ينبض بإيقاع ثابت لكنه متوجس. لم تكن تعلم لماذا استُدعيت، لكنها لم تكن ساذجة لتظن أن الأمر مجرد مقابلة عادية. أخذت نفسًا عميقًا، ثم دفعت الباب بخطوات ثابتة.
في الداخل، كان الجو دافئًا على عكس الخارج، لكنه لم يكن مُريحًا. الجدران رمادية، والمكان هادئ بشكل غير طبيعي، لا أصوات ضحك أو حديث جانبي كما يحدث في أي مبنى حكومي عادي. تقدم نحوها رجل في بدلة سوداء، عيونه باردة كقطعة جليد.
"ناديجدا بتروفا؟"
قالها بنبرة جافة.
"نعم."
"اتبعيني."
سارت خلفه في ممر طويل مضاء بمصابيح فلورية قاسية، حتى وصلا إلى باب خشبي قديم. فتحه دون أن يطرق، وأشار لها بالدخول.
الغرفة 42
دخلت إلى غرفة بسيطة، مكتب خشبي عليه عدد قليل من الملفات، كرسي جلدي في المنتصف، وأمام المكتب، كرسي خشبي واضح أنه غير مريح… لها.
خلف المكتب جلس رجل في منتصف الأربعينات، رأسه أصلع من المنتصف لكن عيناه كانتا الأكثر حضورًا… سوداوان، ثاقبتان، وكأنهما ترى ما خلف الروح نفسها. كان يرتدي بدلة رمادية، يدخن سيجارة ببطء، وكأن الزمن ملك يديه.
"اجلسي."
جلست دون أن تنطق، محاولة الحفاظ على هدوئها."تعلمين لماذا أنتِ هنا؟"
هزت رأسها بالنفي.
ابتسم، لكن الابتسامة لم تصل لعينيه."أنا الكولونيل ألكسندر فولكوف، وأنتِ هنا لأن لدينا عرضًا لكِ."
أخرج من درجه ملفًا، فتحه، وأخذ يقلب الصفحات ببطء قبل أن يضعه أمامها. نظرت إلى الأوراق، فرأت صورًا… صورًا لها. في الجامعة، في الشارع، في المقهى الذي تحب الجلوس فيه وحدها. صور لم تكن تعرف أنها التُقطت يومًا.
"أنتِ موهوبة يا ناديجدا. جميلة، ذكية، تُجيد الفرنسية بطلاقة، وتعرفين كيف تجذبين الانتباه… رأيناكِ. نراقبكِ منذ فترة."
رفعت نظرها إليه، هذه المرة بعينين أكثر حدة.
"ماذا تريدون؟"
انحنى للأمام، أطفأ سيجارته ببطء، ثم قال:
"نريدكِ أن تصبحي سلاحًا."- عرض التجنيد
نظرت ناديجدا إلى الكولونيل فولكوف بعينين متحفزتين، لكن بداخلها كانت تحاول فهم الموقف. ما الذي يريدونه
فولكوف استند بظهره إلى الكرسي، وكأنه يمنحها لحظة لاستيعاب الموقف، ثم قال بنبرة هادئة لكنها تحمل ثقلًا:
"أنتِ تعلمين كيف يعمل العالم، أليس كذلك؟ الرجال… هم من يملكون القوة، المال، النفوذ. لكنهم ضعفاء أمام شيء واحد…"
توقّف لحظة، ثم ابتسم ابتسامة باردة:
"النساء."كانت ناديجدا تعرف هذه الحقيقة جيدًا، لكنها لم تعلّق، فقط انتظرته ليكمل.
"لدينا عدو، عدو لا يمكن هزيمته بالدبابات أو الطائرات. العدو الذي نحاربه اليوم يجلس في مكاتب فاخرة في واشنطن، لندن، وباريس. يخططون، يسرقون معلوماتنا، يحاولون تدمير دولتنا من الداخل."
فتح درج مكتبه، وأخرج ملفًا آخر، هذه المرة به صور لرجال مختلفين… بعضهم في بزات رسمية، وآخرون في حفلات أنيقة، يضحكون مع نساء أجنبيات.
"هؤلاء هم أهدافنا. سياسيون، رجال أعمال، عملاء استخبارات غربيون… رجال لديهم أسرار، وأنتِ ستكونين المفتاح لفتح تلك الأسرار."
رفعت حاجبها، الآن بدأت تفهم.
"هل تريدونني أن أصبح جاسوسة؟"
هز رأسه ببطء.
"ليس جاسوسة تقليدية. نحن ندرّب نخبة خاصة جدًا… نسميهن 'عصافير العسل'. مهمتهن ليست مجرد التجسس، بل التلاعب، الإغواء، التحكم في الأهداف دون أن يدركوا ذلك."
ثم مال للأمام، نبرة صوته أصبحت أكثر جدية:
"إذا قبلتِ، لن تعودي فتاة عادية بعد اليوم. ستتدربين على كل شيء: كيف تتحدثين، كيف تنظرين، كيف تجعلين الرجل يظن أنه هو من يسيطر، بينما الحقيقة أنكِ أنتِ من يتحكم به."
"وإذا رفضت؟"
ابتسم فولكوف، لكنه لم يُجب مباشرة، فقط أشار إلى الصور التي التقطت لها في حياتها اليومية
"رفضكِ لن يغير شيئًا. أنتِ بالفعل تحت أنظارنا. ولكن لماذا ترفضين؟ نحن لا نجبر أحدًا… نحن نقدم الفرص."
"هل تريدين أن تظلي نادجة بتروفا العادية؟ أم تريدين أن تصبحي امرأة يمكنها تغيير مجرى التاريخ؟"
للعلم الروايه كتابه صاحبتي تريزا ❤
ردحذفونسيت سما
ردحذفده اسمي
ردحذفkatrina_9785