موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        نوفيلا الكتاب الملعون

        نوفيلا الكتاب الملعون

        2025,

        فانتازيا

        مجانا

        تدور احداث نوفيلا "الكتاب الملعون" عن ليانا، الفتاة الشابة التي تجد نفسها محاصرة في عالم من السحر المظلم بعد أن تعثر على كتاب قديم يحمل قوى هائلة. الكتاب ليس مجرد أداة سحرية، بل هو بوابة لعوالم أخرى، ويجب على ليانا مواجهة تهديدات مظلمة لا تقتصر على الكتاب نفسه، بل تمتد لتشمل مصيرها. في صراعها لاختيار طريقها، تكتشف أن قوتها تكمن في اتخاذ القرار الصحيح مهما كانت التحديات.

        ليانا

        ....
        تم نسخ الرابط
        نوفيلا الكتاب الملعون

        نوفيلا الكتاب الملعون
        
        بقلم مديحة ممدوح عارف
        
        الإهداء
        إلى كل من يجرؤ على الغوص في أعماق المجهول، إلى أولئك الذين يسعون وراء الحقيقة حتى وإن كانت مرعبة، أهديكم هذه النوفيلا.
        
        "الكتاب الملعون" ليس مجرد حكاية عن السحر والظلام، بل هو دعوة للوقوف أمام أعمق مخاوفنا، وصراع داخلي لا ينتهي بين الضوء والظلال. في صفحات هذا الكتاب ستجدون ليانا، الفتاة التي حملت على عاتقها إرثاً من القوة والمصير المظلم. مع كل كلمة، مع كل لحظة، ستكتشفون أن السحر ليس مجرد قوة، بل هو اختبار للروح، وقرار نواجهه جميعاً: هل نختار الاستسلام أم نختار الصمود؟
        
        فلتكن هذه النوفيلا مرشدًا لكم في رحلة من الغموض، والتشويق، والمخاطر التي تكمن خلف كل زاوية. ومع كل خطوة تخطوها في عالم "الكتاب الملعون"، تذكروا أن الخيارات التي نختارها تحدد مصيرنا، وأن الظلام أحيانًا لا يكون سوى وجه آخر للضوء.
        
        المقدمة
        
        أكبر معركة يخوضها الإنسان ليست مع القوى التي تحيط به، بل مع نفسه، مع اختياراته، ومع ما يعتقده عن القوة والمصير.
        
        كانت السماء ملبدة بالغيوم الثقيلة، وكأنها تحبس المطر كدموعٍ ثقيلة تنتظر أن تسقط. القرية الصغيرة بدت وكأنها عالقة بين اليقظة والكابوس، أجراسها تُدق بصوت متقطع ومخيف، تتخلله أصوات الرياح وهي تصفر كأنها أرواح تائهة بين أعمدة المنازل الخشبية القديمة.
        
        "ليانا"، فتاة ذات شعر داكن يتماوج كألسنة دخان في عاصفة، كانت واقفة أمام أطلال منزلها المحترق. قدماها عاريتان مغبرتان، وملابسها ممزقة تفوح منها رائحة الدخان. كان المشهد أشبه بلوحة مرسومة من الألم. الحجارة المتفحمة تناثرت حولها، والدخان ما زال يتصاعد في خيوط رمادية كثيفة، وكأنه يروي الحكاية المأساوية التي شهدها هذا المكان قبل ساعات فقط.
        
        حاولت أن تتنفس، لكن الهواء كان خانقًا؛ ليس بسبب الدخان فقط، بل بسبب الخسارة. في كل زاوية من هذا الدمار كانت وجوه عائلتها تلوح أمامها، مبتسمة كما كانت دائمًا، لكنها الآن اختفت إلى الأبد، مدفونة تحت هذا الليل الذي لا نهاية له.
        
        كانت تبلغ من العمر عشرة أعوام فقط، لكنها شعرت وكأنها تعيش في جسد عجوز هرِم، أنهكه الحزن. تلك الليلة كانت محفورة في ذاكرتها بأدق تفاصيلها: صرخات متقطعة قادمة من المنازل المجاورة، الهمسات السحرية التي صدرت من الظلال الغريبة بين الأشجار، والضوء الأحمر المخيف الذي اخترق ظلام الليل قبل أن يلتهم كل شيء.
        …………………………………
        
        وسط هذا الركام، وبينما كانت قدماها تجرّانها بلا هدف، لفت نظرها شيء صغير يبرز من بين الحجارة المتفحمة. كانت لوحًا خشبيًا من أرضية المنزل قد انفلق بفعل الحرارة، وتحته، ظهر غلاف كتاب غريب، مغطى بالرماد. عيناها اتسعتا بذهول وهي تنحني لتلتقطه.
        
        كان الكتاب ثقيلًا على نحو غريب، غلافه الجلدي يحمل رموزًا محفورة بدقة، رموزًا بلغة غامضة لم ترها من قبل. وعلى الفور، شعرت وكأن أصابعها تلتصق به، وكأنه كان ينتظرها طوال هذا الوقت. كان هناك شيء غامض فيه، شعورٌ يشبه نداءً صامتًا يتردد في أعماقها.
        …………………………………..
        
        "ليانا!"
        
        كان الصوت مألوفًا ومليئًا بالقلق. استدارت ببطء لتجد "ريو"، صديق طفولتها، يركض نحوها. وجهه كان شاحبًا، وعيونه تتأرجح بين الخوف والذهول. وقف أمامها، يلهث بشدة، ويده تشير إلى الدمار حولها.
        
        "هذا ليس مكانًا آمنًا. علينا أن نرحل الآن!" قال بصوت مرتجف.
        
        لكن ليانا لم ترد. عيناها كانتا مثبتتين على الكتاب، و يديها تضمانه إلى صدرها كما لو كان كنزها الأخير. شعرت وكأن الكلمات التي نطق بها ريو لم تصل إليها، وكأنها محجوبة عن العالم الخارجي.
        …………………….
        
        مرت الدقائق ثقيلة قبل أن تستجيب ليانا لصوت ريو الذي جرّها من ذراعها وأخذها بعيدًا عن المكان. كان الجو مثقلًا بالصمت، لكن داخلها كان يعج بالأسئلة.
        
        من أين جاء هذا الكتاب؟ ولماذا كانت عائلتها الضحية الوحيدة لتلك الكارثة؟ وبينما كانت تتبع خطوات ريو بلا وعي، كانت تعرف في قرارة نفسها أن هذا الكتاب يحمل الإجابة، وأنه سيكون المفتاح لحياة لن تشبه حياتها القديمة أبدًا.
        
        على مدى الأيام التالية، كان الكتاب الغامض رفيقها الوحيد. تقلب صفحاته دون أن تفهم محتواها، لكنها شعرت وكأنه يهمس لها أشياء، أشياءً لم تكن قادرة على تفسيرها، لكنها كانت واثقة أن ما حدث في تلك الليلة لم يكن مجرد مصادفة.
        ……………………………..
        
        مرّت السنوات ببطء، لكنها لم تحمل معها إلا العذاب. ليانا كبرت في مدينة مزدحمة بعيدًا عن قريتها. عملت في كل شيء لتبقى على قيد الحياة: غسل الصحون في الحانات المظلمة، سرقة العملات من جيوب المارة في الأسواق، وأحيانًا النوم في الأزقة الباردة تحت رحمة النجوم الغائبة.
        
        رغم ذلك، لم يتركها الكتاب يومًا. كان معها دائمًا، مخبأً في حقيبة قديمة، كأنه ظلها الذي يرفض الرحيل. ومع كل ليلة كانت تنظر إليه، كانت تشعر بأن داخله شيء ينتظرها، شيء يغلي في أعماقه، ويغلى في أعماقها أيضًا.
        ………………………..
        
        كانت ليلة باردة في أزقة المدينة، وليانا تجلس أمام نار صغيرة جمعتها من بقايا الخشب. كانت تفرك يديها لتتدفأ عندما سمعت صوت خطوات هادئة تقترب. رفعت عينيها بحذر لتجد أمامها رجلًا غريبًا. كان يرتدي رداءً أسود طويلًا، وعيناه الهادئتان تلمعان بشكل غير طبيعي في ضوء النار.
        
        "أنت تبحثين عن السر، أليس كذلك؟" قالها الرجل بصوت منخفض وهادئ، لكنه يحمل وزنًا ثقيلًا.
        
        نظرت إليه ليانا بحدة، ويدها تتحسس الخنجر الصغير في جيبها.
        "من أنت؟ وكيف تعرفني؟"
        
        ابتسم الرجل بخفة، وقال بصوت هادئ لكنه مليء بالثقة:
        "اسمي كيرا، وأعرف عنك أكثر مما تتخيلين. رأيت الليلة التي احترق فيها منزلك، ورأيت الكتاب الذي تحرصين عليه. إذا كنت تريدين معرفة الحقيقة، إذا كنت تريدين القوة... فعليك أن تتبعيني."
        
        كانت كلمات كيرا كالسهم في قلبها. رغم شكوكها و شعورها بالخطر، كان هناك شيء في داخلها يشدّها. ربما كان خوفها، أو فضولها، أو ذلك النداء الغريب الذي شعرت به يوم أمسكت الكتاب للمرة الأولى.
        
        وقفت ليانا دون أن تنطق بكلمة، وتبعت كيرا إلى المجهول.
        قاد كيرا ليانا عبر ممرات ضيقة وشوارع لا تعرفها، حتى انتهى بهما المطاف خارج المدينة. الطريق كان يمتد نحو غابة كثيفة مظلمة، حيث بدأ العالم وكأنه يتقلص إلى ظلال متراقصة بفعل الرياح الباردة. شعرت ليانا بوخز غريب في جسدها كلما خطت خطوة نحو الداخل، وكأن الغابة نفسها تنظر إليها بعينين خفيتين.
        
        "إلى أين تأخذني؟" قالتها ليانا بحذر، ويديها تضمان حقيبتها بشدة.
        
        "إلى شخص يعرف الحقيقة. شخص يمكنه أن يُريَكِ ما لم يُرَ بعد." أجابها كيرا دون أن يلتفت إليها، وكأنما كانت الغابة تتحدث معه وتوجهه.
        
        بعد ساعات من السير في صمت، ظهرت أمامهما أطلال برج مهجور، يعلوه طوق من الضباب الذي بدا وكأنه ينبض بالحياة. كان البرج ضخمًا، جدرانه القديمة متآكلة من أثر الزمن، لكن رموزًا محفورة على حجارته كانت تلمع بخفوت تحت ضوء القمر.
        
        "من يعيش هنا؟" قالتها ليانا بصوت مرتعش.
        
        "داريوس، المعلم المنفي. الوحيد الذي يستطيع فك ألغاز هذا الكتاب."
        داخل البرج كان الجو كثيفًا ومشحونًا بطاقة غريبة، وكأن الجدران تخبئ داخلها أرواحًا لا ترى. ظهر أمامهما رجل عجوز جالس على كرسي خشبي متهالك، شعره الأبيض الطويل ينحدر على كتفيه، وعيناه الزرقاوان تخترقان الظلام كالشعلة.
        
        "لماذا أتيت بها إلى هنا، كيرا؟" قالها داريوس بنبرة حملت مزيجًا من الغضب والحزن.
        
        "لأنها بحاجة إلى إجابات، وأنت الوحيد الذي يملكها." قالها كيرا بثقة وهو يشير إلى ليانا.
        
        داريوس حدق في ليانا طويلاً، وكأنما كان يقرأ كل ما مرت به. أخيرًا قال:
        "الكتاب الذي تحملينه ليس مجرد كتاب. إنه لعنة. لعنة صنعتها قوى أقدم من البشر أنفسهم. إذا اخترتِ السير في طريقه، فلن تكون هناك عودة."
        
        تقدمت ليانا بخطوة، عيناها تلمعان بالغضب والعزم:
        "إذا كان هذا الكتاب هو مفتاح الحقيقة، فأنا مستعدة. علمني كل ما لا أعرفه
        لقد فقدت عائلتي فى ليلة وضحاها واعتقد هذا الكتاب هو سبب خسارتي لعائلتي
        
        وافق داريوس على مضض أن يدرب ليانا، لكنه حذرها من البداية:
        "السحر ليس قوة عادية. إنه يستهلكك ببطء. وإذا كنتِ تحاولين الانتقام، فاعلمي أن الانتقام ثمنه دائمًا أغلى مما تتصورين."
        
        بدأت ليانا تدريباتها تحت إشراف داريوس. كانت جلسات التدريب مرهقة وخطيرة، حيث كان السحر في داخلها يخرج بعنف يفوق ما توقعه داريوس. في إحدى المرات، بينما كانت تتعلم استدعاء طاقة بسيطة، انفجرت القوة من يديها، محطمة الجدران القديمة من حولها وكادت تودي بحياة كيرا الذي كان يراقب من بعيد.
        
        "هذا ليس طبيعيًا"، قالها داريوس بحذر في إحدى الليالي. "هناك شيء مظلم في داخلك، شيء مرتبط بالكتاب."
        ……………………………
        بدأت ليانا في دراسة الكتاب بتمعن أكثر. كل صفحة كانت تحمل رموزًا ولغات غير مفهومة، لكنها شعرت بأنها مألوفة بطريقة ما. مع الوقت، بدأت ترى رؤى غريبة كلما حدقت في الصفحات لفترة طويلة: وجوه مظلمة، طقوس سحرية قديمة، وأصوات تهمس باسمها.
        
        أدركت لاحقًا أن الكتاب ليس مجرد تعاويذ، بل هو أشبه بخريطة. خريطة لعالم مخفي مليء بالأرواح والطاقة الغامضة. داريوس أخبرها أن الكتاب كان ملكًا لجماعة سحرية تُعرف باسم "أخوية الليل"، جماعة دمرت كل شيء في طريقها بحثًا عن القوة المطلقة.
        
        لكن الصدمة الكبرى جاءت عندما اكتشفت أن والدها كان يومًا عضوًا في هذه الأخوية، وأنه سرق الكتاب وهرب به في محاولة لتدميرهم.
        ……………………………
        قررت ليانا مواجهة الأخوية، لكنها كانت بحاجة إلى قوة أكبر وإجابات أعمق. انطلقت مع داريوس وكيرا و"ريو"، الذي انضم إليهم رغم خوفه، في رحلة للعثور على أطلال قديمة يُقال إنها تحمل أسرارًا عن الأخوية.
        
        في الطريق، واجهت المجموعة مخاطر غير متوقعة: مخلوقات روحانية حارسة للطريق، معارك مع أتباع الأخوية، وأهوال من رؤى الماضي التي كادت تلتهم عقولهم.
        
        عند وصولهم إلى الأطلال، اكتشفت ليانا أن والدها لم يكن مجرد عضو عادي في الأخوية، بل كان أحد أعمدتها الرئيسية. تركها هذا الاكتشاف في صراع داخلي كبير: هل كان والدها ضحية أم جلادًا؟
        
        المعركة الأخيرة كانت داخل معبد قديم مغمور بالطاقة السحرية. وقفت ليانا أمام قائد الأخوية، رجل بعينين تشتعلان بسحر أحمر قاتم، وقوة تشبه العاصفة.
        
        "أنتِ تشبهين والدكِ كثيرًا، ضعيفة وبلا أمل." قالها القائد بسخرية وهو يقترب منها.
        
        لكن ليانا لم تكن تلك الطفلة التي فقدت كل شيء. باستخدام كل ما تعلمته، استدعت قوة الكتاب، لكن الأمر لم يكن سهلًا. القوة التي استخدمتها كادت تستهلكها بالكامل، وجعلتها ترى أجزاءً من روحها تتلاشى في الظلام.
        
        في اللحظة الأخيرة، ظهرت روح والدها، مُحذرة إياها من أن تكرر نفس أخطائه. بتوجيه من والدها، كانت ليانا قد اقتربت من هزيمة القائد وإنهاء سيطرة الأخوية على الكتاب.لكنه استطاع الهرب
        
        كانت المعركة على أشدها، والأجواء مليئة بطاقة سحرية غير مسبوقة. كانت ليانا في مواجهة قائد الأخوية، هذا الكائن الذي بدا وكأنه لا ينتمي إلى هذا العالم. عيون القائد، التي تشتعلان بسحر أحمر قاتم، كانت تتنقل بينها وبين الكتاب الذي كانت تحمله بقوة، وكأن الكتاب نفسه يعترف بأن ليانا هي الوريثة الوحيدة لقوته المدمرة.
        
        "أنتِ لا تستطيعين الفوز، ليانا"، قالها القائد، بصوت عميق ومتهكم. "هذا الكتاب سيستهلكك. كما استهلكني من قبلك، سيأخذ منك كل شيء."
        
        لكن ليانا لم تتراجع. على العكس، شعرت بأنها تملك قوة لا مثيل لها، قوة كانت تنتظر هذه اللحظة منذ أن فقدت عائلتها في تلك الليلة المظلمة. ابتسمت، وأغمضت عينيها، مدفوعةً بالعزم والإصرار. استخدمت كل ما تعلمته، كل ما اكتسبته من سحرٍ مظلمٍ ونورٍ قديم، وأطلقت صاعقة سحرية ضخمة نحو القائد.
        
        لكن شيئًا غير متوقع حدث. في لحظة الهجوم، كانت الطاقة السحرية التي تجمعها قديمة جدًا وقوية بشكل يفوق قدرتها على التحكم. انفجرت في الهواء، محدثةً دوامة سحرية عارمة. كادت أن تبتلع كل شيء في محيطها، بما في ذلك ليانا نفسها.
        
        فجأة، ومع تدفق الطاقة الكارثية، ظهر والدها أمامها. كانت روحه قد انتقلت بالفعل، ولكن لم يكن قد رحل تمامًا. كان يظهر أمامها الآن في لحظة مفصلية، محاولًا أن يمنعها من تكرار الأخطاء التي وقع فيها.
        
        "ليانا، توقفي!" صرخ والدها، وصوته يتردد في الأرجاء. "القوة التي تمتلكينها قد تكون نهايتك. لا تضحي بنفسك كما فعلت أنا!"
        
        كان والدها قد فهم الآن المدى الرهيب للكتاب، وما كان يمكن أن يفعله به. فقد كان هو من سرق الكتاب في البداية، ولكن لم يكن يعلم حقًا مدى تأثيره عليه حتى أصبح جزءًا منه.
        
        في اللحظة التي أدركت فيها ليانا تحذير والدها، كان القائد قد استغل ضعفها. استخدم قوة الكتاب للانقضاض عليها، واستطاع أن يخترق سحرها بينما كانت مشوشة. وفي تلك اللحظة الحاسمة، دفع القائد بكل قوته ليفتح بوابة سحرية ضخمة، لتبتلع كل شيء في محيطها.
        
        لكن ليانا لم تكتفِ بالاستسلام. بينما كانت قوته تستهلكها، استخدمت آخر ما تبقى لها من قوة لتغلق البوابة، محبطةً بذلك محاولات القائد للاستيلاء على الكتاب بشكل نهائي. ومع تلك اللحظة الفاصلة، وقع القائد في مصيدة السحر التي كانت قد أعدتها له.
        
        ومع أن ليانا استطاعت كسر طوق القوة الذي كان يسيطر عليها، إلا أن الهجوم كان قد أصابها في مقتل. مع سقوط القائد، كانت روح الكتاب قد ابتلعت جزءًا آخر من ليانا، ليصبح المصير لا مفر منه. لكنها كانت تعلم أن الخطر الأكبر قد زال.
        
        مع هروب القائد، كان الكتاب قد استعاد بعض من قوته المظلمة، مما يعني أن المراحل القادمة لن تكون سهلة. لقد تركت وراءها في سعيها نحو الانتقام والعدالة جزءًا من روحها، لكن لم تكتمل المعركة.
        مع الهروب المفاجئ للقائد واحتباسه داخل سجنٍ سحريٍ، خيم الصمت الثقيل على ساحة المعركة. اختفت طاقة المعركة تمامًا، وعمّ الظلام حول ليانا، إلا أن الكتاب في يدها كان ينبض بحياةٍ غريبة، وكأن روحه تمتزج مع روحها في معركةٍ خفية. كانت آثار الطوفان السحري واضحة على جسدها، حيث شعرت وكأن الأوجاع تنتقل من داخلها إلى قلبها، كأنها تحمل عبئًا لا يمكن تحمله.
        
        ورغم أن القائد قد هرب، لم يكن الخطر قد انتهى. كان الكتاب قد استعاد جزءًا من قوته المظلمة، وهو ما يعني أن هناك تهديدًا قادمًا، تهديدًا قد يكون أكثر فتكًا من قبل.
        عادت ليانا منهكة وظلت مريضة هزيلة الفراش فقدت قوتها فى تلك المعركة وبعد عدة أيام اجتاحت رياح قوية منزلها حطمت عليها جدران المنزل اسقطتها ارضا وبينما كانت ليانا تنهض بصعوبة، تستشعر الآلام التي تشق جسدها، انفجر فجأة شعاع سحري أسود في السماء. تجمدت في مكانها، قلبها ينبض بسرعة، وعينيها تتسعان من الهلع. كان القائد قد عاد، ولكن هذه المرة لم يكن وحيدًا.
        
        ظهرت أمامها صورة مرعبة للقائد وهو يلوح بيديه، ممسكًا بقوة ظلامية أفظع من قبل. بدت عيناه وكأنها مليئة بالغضب، وكل جزء من جسده مشحون بطاقة سحرية قاتمة. مع عودة قوته، أصبح أكثر قوة وفتكًا، وظهرت حوله دوامات من الظلال.
        
        "ظننتِ أنكِ قد هزمتني؟" قالها القائد بصوت خشن، يتخلله ضحكة شنيعة. "أنا لم أهرب، بل كنت أترقب لحظة عودتي. والآن، سأستعيد الكتاب، وأخذ كل ما بقي منكِ!"
        
        عادت الظلال لتلتف حول ليانا، وكانت أقوى من أي وقت مضى، مما جعلها تكاد لا تستطيع التنفس. كان القائد قد فهم الآن كيفية استعادة طاقته، وكان قد جمع حوله كل القوة التي فقدها، ليتوجه نحو الكتاب، وهو يبتسم بسخرية.
        
        بدأت المعركة الثانية، وكانت أكثر قسوة من أي وقت مضى. استخدم القائد كل ما في جعبته من سحر مظلم، بينما كانت ليانا تستنفر ما تبقى لها من قوى سحرية لتدافع عن نفسها. لكن الكتاب، الذي كان في يديها، كان ينبض بقوة غريبة وكأنها تقاوم القائد وتُخفي شيئًا أكبر منها.
        
        "أنتِ لا تعرفين قوة هذا الكتاب!" قالها القائد بينما أمسك بيدها وأجبرها على التركيز عليه. "لقد كانت قوتكِ ضعيفة عندما كنتِ وحدك، دون مساعدة والدك لكن الآن... الآن الكتاب سيعود إلى مكانه!"
        
        في تلك اللحظة، لم تستطع ليانا مقاومة الزخم المظلم الذي كان يزداد حولها. وجدت نفسها تَغرق في قوة الكتاب المظلمة التي كانت تسيطر عليها. ومع ذلك، في أعماقها، شعرت بشيء غريب، شيء غير مرئي يزداد قوة. لم يكن الكتاب الذي كان بين يديها مجرد أداة سحرية، بل كانت جزءًا منها، من روحها.
        ………………………………
        مع تصاعد الهجوم، كانت ليانا في لحظة ضعيفة، لكنها تذكرت كلمات داريوس: "السحر ليس فقط قوة، إنه اختيار."
        
        في اللحظة التي كان القائد على وشك استعادة الكتاب بالكامل، ابتسمت ليانا رغم الألم الذي كان يعتصر جسدها. قالت بصوت هادئ، لكنه مليء بالعزم: "إن كنتَ تريد الكتاب، يجب أن تعرف أنه لن يذهب إلى أي مكان إلا إذا اختار ذلك
        
        وفي لحظة مفاجئة، أغلقت عينيها بقوة، وبنغمة من السحر القديم، أطلقت كلمات قديمة من الكتاب نفسه، كلمات كانت قد تعلمتها أثناء تدريبها مع داريوس، كلمات تفتح بوابة سحرية.
        
        اندفعت طاقة سحرية من ليانا، واخترقت القائد قبل أن يتمكن من الهجوم مجددًا. كأنما الأرض قد انشقت، وانتشرت دوامة سحرية حوله، مشدودة ومكبلة بأصفاد سحرية من أعماق الكتاب. شعر القائد بالمصير المحتوم يقترب منه بينما كانت الطاقات السحرية تجذبه نحو الكتاب، وهو يحاول مقاومة الاحتجاز.
        
        "لا!" صرخ القائد، وهو يقاوم بكل قوته، ولكن لم يكن هناك مهرب. مع اللمسة الأخيرة من طاقة ليانا، انغلق الكتاب حوله بشكل مفاجئ، وابتلعه في داخله كما لو أن الأرض قد ابتلعته تمامًا.
        صمتٌ ثقيل عمَّ المكان بعد اختفاء القائد في الكتاب. كان الكتاب قد أُغلق مرة أخرى، ولكن لم يكن كما كان من قبل. كانت الروح التي تم حبسها داخله الآن محاصرة إلى الأبد.
        
        أخذت ليانا تنهض بتعبٍ، جسدها محطم من المعركة ولكن روحها أقوى من أي وقت مضى. عرفت أنها قد انتصرت، ولكن الثمن كان غاليًا. كانت قد أنقذت نفسها والعالم من تهديد القائد، لكنها كانت قد وضعت نفسها في معركة لا تنتهي أبدًا مع القوة التي لا تزال تنبض في الكتاب.
        
        بينما كانت ليانا تستعيد أنفاسها بصعوبة، وتحدق في الكتاب المغلق بين يديها، شعرت ببرودة غريبة تتسرب إلى جسدها، وكأن الجو حولها أصبح ثقيلًا بشكل غير طبيعي. كانت الأرض تهتز ببطء، وكأن العالم نفسه يتنفس بصعوبة. ثم، فجأة، ظهرت أمامها صورة ضبابية، شكل غامض يتلوى في الظلام.
        
        "ليانا..." جاء الصوت ضعيفًا في البداية، ثم تصاعد تدريجيًا ليصبح أكثر وضوحًا، ولكن كان مليئًا بالغموض. "لقد أغلقت الكتاب، ولكنكِ لم تحبسي الحقيقة داخله."
        
        تجمدت ليانا في مكانها، وشعرت بشيء غريب في قلبها. كانت هناك قوة أخرى تتسرب من الكتاب، قوى أعمق وأكثر ظلامًا، كان لزامًا عليها أن تواجهها.
        
        "من أنت؟" همست ليانا، وهي تشعر بالقشعريرة تنتشر في جسدها. "ماذا تريد؟"
        
        من داخل الضباب ظهر شكل إنساني غريب. كان يبدو غير واضح تمامًا، كما لو كان يطفو بين الأبعاد، لكن ما كان يميز ذلك الكائن هو العينان اللامعتان التي كانت تلمعان في الظلام، عميقة كما لو كانت تحمل آلاف الأسرار.
        
        "أنا الحارس." قالها ذلك الكائن، وكأن صوته ينبعث من أعماق الأرض نفسها. "لقد حُبِسَت قائد قوى الكتاب داخل هذا السجن السحري، لكن لا شيء يبقى محبوسًا إلى الأبد. لقد تمكنتِ من هزيمة القائد، ولكنكِ لن تستطيعين الهروب من عواقب أفعالك."
        
        كانت ليانا تشعر بالدماء تتجمد في عروقها. "ما الذي تعنيه؟" سألته بصوت مرتعش.
        
        "القوة التي تم حبسها في الكتاب ليست مجرد سحر، بل هي جزء من عالم أوسع وأخطر. لقد أغلقت فصلاً، لكن الكتاب ما يزال يحمل معه مفتاحًا لعالم مفقود." قالها الحارس وهو يقترب منها.
        
        بدا أن الكلمات التي قالها كانت تؤثر في ليانا. كانت تعلم أنها لم تكمل معركتها بعد، وأن الكتاب كان يحمل أسرارًا تتجاوز فهمها. لكن قبل أن تتمكن من الرد، انفجر فجأة ضوء أبيض لامع، وشعرت بشيء ثقيل يثقل قلبها. كانت على وشك الانهيار عندما عاد الحارس ليقول:
        
        "إذا كنتِ ترغبين في حل اللغز... يجب عليكِ دفع ثمن جديد."
        
        ومع تلك الكلمات، اختفى الحارس في سحابة من الظلال، تاركًا ليانا في مواجهة قوى كانت قد ظنَّت أنها قد هزمتها.
        
        كان العالم أمامها قد تغير، وكانت الحقيقة قد أصبحت أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
        
        شعرت ليانا بصدمة غامرة وهي تقف هناك، تتنفس بصعوبة، بينما يلفها الظلام من كل جانب. الكلمات التي تركها الحارس ما زالت تتردد في ذهنها: "دفع ثمن جديد." كانت تلك الكلمات بمثابة دقات ساعة تصاعدت في قلبها، وكلما فكرت فيها أكثر، ازدادت الحيرة والقلق.
        
        كان الكتاب بين يديها، ثقيلًا كما لم يكن من قبل، وكأن داخله يخفي شيئًا أكبر من مجرد سحر مظلم. كانت تتساءل عن هذا المفتاح الذي ذكره الحارس، وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لها. لكن لم يكن هناك وقت للتفكير، حيث شعرَت بتسارع غير متوقع للطاقة داخل الكتاب، وكأن شيئًا يتراكم بداخله. نظرت إلى الكتاب، ووجدت أن سطحه بدأ يلمع، عينيها تلاحق الحروف الغامضة التي كانت تظهر وتختفي على صفحاته.
        
        ثم، فجأة، حدث شيء غير متوقع. انفتح الكتاب ببطء، وكأن شيئًا داخله يستيقظ، ينفجر على شكل طاقة هائلة. قوة عظيمة خرجت من الصفحات، تتناثر في الهواء حولها، وتحتل المكان بأسره. شعرت ليانا وكأنها تغرق في دوامة من الطاقة المتلاطمة، ولكنها تمسكت بالكتاب بأيدٍ مرتجفة، محاولةً أن تسيطر على ما يحدث.
        
        "ماذا يحدث؟" همست لنفسها، وهي تحاول التركيز على السيطرة على القوة التي لا تستطيع فهمها.
        
        وعند تلك اللحظة، حدثت المفاجأة الأكبر. ظهر كائن غريب جديد أمامها، كأنه متجسد من الطاقة نفسها. كان ملامح وجهه غير واضحة، لكنه كان يتألف من طيف من الألوان الزاهية التي كانت تتداخل مع الظلال. كانت عيناه تومضان بظلام غريب، وكأنهما يشعان بالقوة القديمة التي كانت محبوسة في الكتاب.
        
        "أنتِ أفسدتِ التوازن..." قالها ذلك الكائن بصوت هادر، وكان صوته يشبه الموجات الصوتية التي تنبعث من أعماق البحر. "لقد أطلقَتِ طاقةً كانت نائمة لأجيال، لكنكِ لستِ مستعدة بعد لمواجهة ما سيأتي."
        
        فهمت ليانا أنه ليس مجرد كائن أو روح، بل هو جزء من تلك القوة القديمة التي كانت موجودة في الكتاب. كانت روحًا أعمق من كل ما عرفته. شعرَت بالخوف يتسلل إليها، لكن في الوقت نفسه، كان هناك شعور غريب من الفضول والتحدي.
        
        "من أنت؟" سألَت ليانا بصوتٍ خافت، بينما كانت قبضتها تتشبث بالكتاب.
        
        "أنا الحارس الحقيقي لهذا الكتاب... ما كنتِ تعتقدين أنه هزيمة، كان مجرد بداية." قالها ذلك الكائن وهو يقترب منها. "سوف تحتاجين إلى قوة أكبر مما تظنين إذا كنتِ ترغبين في إغلاق هذا الباب نهائيًا."
        
        وبينما كانت الكلمات تخرج من فمه، بدأ الكتاب في يديها ينبض بحياة جديدة، وكأنها كانت تأخذ جزءًا من روحه. ولكنها كانت تدرك شيئًا عميقًا... مع هذه القوة، ستجد نفسها على وشك الدخول في صراع أكبر بكثير مما كانت تتخيله، عالم مليء بالأسرار والكائنات الغامضة التي تتخطى حدود فهمها.
        
        وهكذا، بدأت ليانا في فهم أن القتال لم يكن ضد القائد فقط. القتال الأكبر كان ضد نفسها، وضد كل شيء كان حابسًا في هذا الكتاب، وأن المعركة التالية ستكون من أجل فتح بوابة جديدة، بوابة لا رجعة فيها.
        
        كان هذا الكائن أمام ليانا يتحرك في أرجاء المكان بشكل غير طبيعي، وكأن الأبعاد نفسها كانت تلتوي حوله. كلماته تتردد في الهواء، مثل صدى بعيد، تملأ الفضاء بشعور من الرهبة. لم يكن مجرد حارس للكتاب، بل كان جزءًا من الوجود نفسه، من القوة التي كانت تشكل نواة هذا السحر المظلم.
        
        "إذا كنتِ تظنين أن كل شيء قد انتهى بعد أن حبس القائد داخل الكتاب، فأنتِ مخطئة، ليانا. هذا الكتاب هو أكثر من مجرد أداة. هو عقد بين العوالم، وهو بوابة للذين يأتون بعدك. لكنكِ الآن جزء من هذه القوة، ولستِ قادرة على الهروب منها."
        
        كان قلب ليانا ينبض بسرعة أكبر، والضغط يزداد حولها، وكأنها تقف على حافة الهاوية. هذا الكائن، الذي كان يتحدث بهذه الطريقة، لم يكن مجرد تهديد، بل كان يحمل في طياته تحذيرًا لا مفر منه. ومع ذلك، كان هناك شيء في داخلها، شيئًا قد أضاء في قلبها، لم يسمح لها بالاستسلام.
        
        "لن أسمح لك بالتحكم في مصيري،" قالتها ليانا بصوت قوي، على الرغم من الضعف الذي كان يسيطر عليها. "لقد خضت معركة من أجل هذا الكتاب، ولدي القوة الآن لأواجه كل ما يخبئه لي."
        
        ابتسم الكائن بتبجح، وكأن كلماتها لم تكن سوى رياح عابرة. "الطاقة التي في يديك الآن هي مجرد بداية، وليست النهاية. ستكتشفين في وقت لاحق أنها تحمل عبئًا لا يمكنك تحمله. القوة التي أنتِ فيها الآن ستجذب انتباه كيانات أخرى، ولن تكون وحيدة."
        
        سحب الكائن يده، وظهرت دوامة سحرية أخرى، أكبر وأكثر كثافة من تلك التي كانت قد تراكمت حول ليانا سابقًا. كانت تلك دوامة من الظلال والضوء تتداخل مع بعضها البعض، مما جعل ليانا تكاد تفقد وعيها. لكن في تلك اللحظة، شعرَت بشيء غريب ينبض في داخلها.
        
        كانت روح الكتاب تتواصل معها، كما لو كانت تحاول مساعدتها في الوصول إلى شيء غير مرئي. فجأة، تذكرت كلمات داريوس مرة اخرى: "السحر ليس فقط قوة، إنه اختيار."
        
        تحولت الأنظار إلى الكتاب في يديها، بينما كان ينبض بطاقة هائلة. أدركت ليانا في تلك اللحظة أن الكتاب لم يكن مجرد وسيلة للسيطرة على القوة، بل كان مفتاحًا لفهمها. لم تكن قد قرأت فصوله بالكامل بعد، بل كانت تحاول فقط السيطرة على الطاقة التي كانت تتسرب منها. ومع ذلك، كان هنالك شيء واحد أكيد يجب عليها أن تتخذ الخيار الصحيح الآن، إن كانت تريد النجاة.
        
        "أنت محق في شيء واحد فقط..." قالتها ليانا بصوت هادئ، وثبات ينبع من أعماقها. "أنا جزء من هذه القوة، ولكنني لست خائفة منها. سأستخدمها لإغلاق البوابات إلى الأبد."
        
        بيد واحدة، رفعت الكتاب عاليًا، وأغمضت عينيها، تاركةً كل شيء خلفها، عازمة على فتح البوابة التي كانت تختبئ خلف الكلمات القديمة. في تلك اللحظة، بدأت الكلمات تتراقص في الهواء حولها، تتكاثف حتى امتزجت مع الأضواء والظلال التي كانت تحيط بها.
        
        وفجأة، تلاشى الكائن في فراغ من الضوء، وصوت خافت صرخ في الأرجاء: "ستندمين يومًا، ليانا، لأنك اخترت هذا الطريق."
        
        لكن ليانا لم تلتفت وراءها. كانت قد قررت، وتعلمت أنه مهما كان الثمن، فإن قوتها لا تكمن في الهروب أو الاستسلام. بل في الاختيار.
        
        بينما كان الكائن يختفي تمامًا في الضوء المتلألئ، شعرَت ليانا بأن العالم حولها بدأ يتغير بشكل غريب. كانت الكلمات التي تراقصت في الهواء حولها، بدأت تتحول إلى أشكال واضحة، كأنها شفرات سحرية تتنقل بين الظلال والضوء. كانت الأبعاد تتأرجح بشكل غير مرئي، لكنها كانت على يقين أن الكتاب هو المفتاح لكل شيء.
        
        عندما رفعت الكتاب أعلى، بدأت القوة تتسرب من بين صفحات الكتاب، وكأنها تمسك بالعالم بأسره بين يديها. كانت تلك القوة لا تُقاس ولا يمكن السيطرة عليها بالكامل، ولكن ليانا شعرت بشيء في أعماقها يرفض الاستسلام، حتى وإن كانت هذه الطاقة تهدد بابتلاعها.
        
        "إما أن تسيطر عليها أو تدمرها"، همست ليانا لنفسها، وبدأت في التفكير بما يجب فعله. ما كانت تعلمه هو أن هذا الكتاب، وهذه القوة، ليست مجرد أداة للسيطرة أو للفتح، بل كانت اختبارًا. اختبارًا حاسمًا في مصيرها.
        
        ثم فجأة، اندفعت طاقة هائلة من الكتاب، اندفاع لم تكن تتوقعه. كانت الهمسات التي كانت تسمعها من قبل أصبحت واضحة الآن. كانت كلمات قديمة تنبض بالحياة، تلك الكلمات التي كانت مختبئة في كل زاوية من الكتاب، تنبض بحياة جديدة.
        
        كان عالمها ينفتح أمامها. لم تكن قادرة على التراجع الآن، ولا حتى أن تسيطر على هذا التحول. ومع ذلك، فهمت شيئًا واحدًا: كانت هذه اللحظة، وهذه القوة، اختبارًا حقيقيًا لوجودها.
        
        أغمضت عينيها، وتذكرت كلمات داريوس مرة أخرى: "السحر ليس فقط قوة، إنه اختيار."
        
        في تلك اللحظة، قررت ليانا أنها لن تكون ضحية لهذه القوة، بل ستكون هي التي تختار كيف ستنتهي القصة. رفعت الكتاب أكثر، وأغمضت عينيها بشدة، واختارت أن تكون المسؤولة عن مصيرها، مهما كانت العواقب.
        
        ومع ذلك، في اللحظة التي اختارت فيها، بدأت الأبعاد تتشوه بشكل عميق. شعرت بنفَسٍ ثقيل، ثم تجمد كل شيء في مكانه. الكائن اختفى تمامًا، لكن لم يكن هناك راحة، بل كان هناك شعور غريب. شعور بأن كل شيء قد تغير، ولكن لم يكن واضحًا ما الذي سيحدث بعد ذلك.
        ثم جاء الصوت. صوت خافت في أعماقها. "لقد اخترت، ليانا... لكن الأبواب لا تُغلق بهذه السهولة."
        
        فتحت عينيها على عالم جديد، عالم لم يكن هو نفس العالم الذي عرفته. كانت القوة التي امتلكتها قد أعادت تشكيل كل شيء من حولها. في الأفق، ظهرت ظلال جديدة، لم تكن واضحة، لكنها كانت تقترب.
        
        لكن ليانا، على الرغم من الشكوك التي كانت تساورها، كانت مستعدة. لإنهائها في النهاية، اختارت.
        
        "لقد اخترت، ولن أتراجع."
        
        وانطلقت للأمام، عازمة على مواجهة كل ما سيأتي حتى لو كان نهاية هذا الكتاب هو نهاية حياتها أيضاً.
        
        تمت بحمد الله ♥
        بقلم مديحة ممدوح عارف
        
         
        

        روايه حبي الأول - رومانسية

        حبي الأول

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        بنية عزباء، تصحى بيوم عيد ميلادها وتلگى نفسها متزوجة من رجل غريب اسمه ريس ويلارد، اللي طلع مو غريب أبدًا. تحاول تطرده وتثبت إنها ما تعرفه، بس هو يذكرها بجمال عيونها الزرق ومزاجها العصبي اللي يحبه، ويوضح إنها مجرد زعلانة منه لأنه غاب عن عيد ميلادها بسبب سباق. ومع تطوّر الأحداث، يتضح إن ريس مو مجرد غريب، بل هو زوجها اللي تحبه، لكنها فقدت الذاكرة بشكل مؤقت بسبب ليلة سكر ويا أختها دينا، ويحاول يرجعها لواقعهم بطرق مختلفة مثل كسر الباب بقوة بعد ما حجزت نفسها بالبيت.

        كريسي

        امرأة عزباء ودقيقة جدًا في كل شيء بحياتها

        ريس

        زوج كريسي

        دينا

        اخت كريسي

        الضابط ووكر

        صديق ريس ويعطي تلميحات لريس عن كيفية التعامل مع غضب زوجته.
        تم نسخ الرابط
        روايه حبي الأول - رومانسية

        نبدأ :)
        
        چريسي فتحت عينها الثگيلة وباوعت على شعاع الشمس الچانت تفوت من بين الستارة مال غرفتها. "روحي ولي" فكرت. "مو لهالدرجة يجي الصبح بهالسرعة. هذا المفروض جريمة بحق البشرية. صباح يوم الأحد مخترعينه حتى الواحد ينام ويتعاجز". دزت راسها جوة المخدة وتمنت جسمها يرجع ينام. "نوم، نوم، نوم... نوم هادئ، ظلام، فراغ." ما عدها شي مهم تسويه اليوم، ففكرة إنها تنام اليوم كله تبين فكرة كلش حلوة. بس عقلها رفض يسمع.
        
        "ثلاثين سنة" غنى بداخل راسها، يدگ على جمجمتها حتى يتأكد ما ترجع لعالم الأحلام. "ثلاثين سنة ويوم. ها ها. دا تكبرين".
        
        "على الأقل الشغلة الصعبة خلصت" گالت چريسي بداخلها.
        
        "أي، گولي هالحچي لأصابعها النبض و حلگها الناشف". يا للتكيلا اللعينة. ما كان لازم تتحول من النبيذ للشراب القوي البارحة بالليل، بس المرية تصير عمرها ثلاثين بس مرة وحدة، ورب الكعبة، چريسي هيل صارت ثلاثين بأناقة... ويه هواية كحول وكاريوكي مخربط. الكاريوكي كان ذنب دينا، بس چريسي لازم تعطي لأختها الصغيرة حقها بذوقها بالحفلات. يمكن بدأوا المساء وحدهن ومصحصحات، بس بساعة الواحدة بالليل، دينا كان عدها شاب حلو على كل ذراع، وچريسي قضت عشر دقايق محترمة بزاوية مظلمة ويه غريب أشقر سمّى نفسه "ديوك". ولا وحدة من الأخوات طلعت من البار ويه واحد من هذولي الشباب، بس استمتعن ويه معجبينهن طول ما دامت.
        
        "نوم، نوم، ارجعي نامي" حاولت چريسي مرة ثانية. النوم يشافي وجع راسها وينطيها سبب حتى تتجنب تحچي ويه أمها لساعتين. بقيت ثابتة، تركز على تهديء نفسها مرة ثانية. "أبدأ بأصابع الرجلين... استرخي... اصعدي على رجليچ... نفس عميق منتظم... بطلّي تگبضين على جفونچ... بعد نفس... انتظريها..."
        
        ماكو شي.
        
        ذبت اللحاف وراها بضوجة وباوعت للشمس، گعدت وفركت عيونها بقبضة يدها. "يوو! وسخ بعيني". "تتجاوزين مرحلة الثلاثين وجسمچ يبدي يتفكك عضو عضو". باچر الصبح، حيكون عدها وسخ بأذنها يخلي قناتها مال أذن لزجة ومقرفة. الشغلة الجاية تعرفها... "ووب"! جسمها كله حيتعذب بداء النقرس والخرف.
        
        "يمكن لازم أحدد موعد للمناكير والوجه لهالاسبوع... أقاوم عملية الشيخوخة ويه تنظيف جيد وتقشير كيميائي". "وچناطي جديدة". هذولي "جيسيكا سيمبسون" الشافتهم صارلهن شهر يصحن باسمها... "چريسي... تعرفين انتي تردينا... تعرفين انتي تحبينه... تعرفين شگد حلويين نطلع ويه الفستان الأحمر الكشكش الضايم ورى بالكنتور مالچ... بس دا ينتظرنا... واحنا بالسيل..."
        
        چريسي استعدلت. "صدگ؟ بالسيل؟"
        
        ضربت ايديها على وجها. "عظيم... شربت هواي تكيلا البارحة". "هسه دا أتخيل تخفيضات مال حذاء". عبر الغرفة، شافت نفسها بالمراية الطويلة. وگامت تگئن. شكلها چان يلعب النفس. ما غيرت ملابسها البارحة من طلعت من سيارة أختها ودخلت لبيتها، گامت على سريرها وتمنت راسها يوقف من الدوران بساعة.
        
        لا.
        
        بالگوة وصلت للحمام حتى تحضن الحمام وتذّب كل هاي التكيلا، وبعدين بالگوة رجعت للسرير بس حتى تغيب عن الوعي. نهاية مثالية لأول ثلاثة عقود فاشلة بحياتها. على الأقل حسب ما گالت أمها. چريسي تشتغل من البيت كمصممة داخلية، أكثر شي تنسق بيوت جديدة للمشترين، وتطلّع ٦ أرقام بالسنة، بس هل هذا كان مهم لدولي هيل؟ "لا، طبعاً لا". اذا المرية ما عدها زوج، خطيب، صديق، أو حتى زميل بالسكن، فهالمرة ما عايشة امكانيتها الكاملة.
        
        "المرأة تعرف من خلال الرجل اللي تحبه" دولي هيل تعلن هذا مرة بالأسبوع، كل أسبوع، لچريسي على التلفون صارلها عشر سنين. چريسي جوابتها المفضلة، "والرجل ينعرف من خلال حركاته المعوية" بس تخليها تحصل على ملاحظة لاذعة عن "الآداب" و"المرأة ما تناقش وظائف الجسم". وهي گالت لأمها على الأقل ألف مرة مو كأنه چريسي ما تريد رجل بحياتها. هي تحب يكون عدها رجل حالم وعاطفي يبوس خدها بالمساء بعد يوم طويل بالشغل ويشكر مهاراتها الاستثنائية بصنع القهوة بالصباح بعد ليلة طويلة من ممارسة الحب، بس هذا الرجل ما نزل بحضنها لحد الآن.
        
        بس بعدين، هي ما دورت عليه بالضبط.
        
        چريسي كان عدها صديق دائم، جو، قبل ثلاث سنين، واعتقدت انهم ممكن يتزوجون بيوم من الأيام. انتقل للعيش وياها، وعاشوا سوا بشكل جيد لعدة أشهر. چريسي تجاهلت عادته السيئة بتركه جواريبه بكل أنحاء البيت، وجو اختار ما يعلّق على جبل المكياج المتضخم اللي يربي بالحمام. بس بعدين رجعت للبيت بعد يوم متعب من تحريك الأثاث الثقيل ببيت عرض لتقسيم جديد على أطراف المدينة ولقته رايح. مو طالع ويه أصدقائه بالليل، اللي هو هم كان عنده عادة يسويها، بس رايح. ولا جوارب وحدة بقت بالبيت. گم واختفى، انتقل لألمانيا أو مكان ثاني بذاك الجزء من العالم، وهي لا سمعت منه ولا شافته مرة ثانية. هسه أمه عايشة بيتين بعيد عنها وچريسي تشوف هاي الچنطة العجوزة المتطفلة كل خميس الصبح من تطلّع الزبالة.
        
        اذاً، بعمر الثلاثين ويوم، چريسي هيل عايشة وحدها ببيت بثلاث غرف نوم ويه قط ذكر اسمه "ستينكر" ونبتة فيكس دا تشوف أيامها الأخيرة. ستينكر انتبه لحالتها شبه المستيقظة واجه حتى يدلعوه الصبح. چريسي ابتسمت على كرة الشعر الصغيرة وانحنت حتى تمرر أصابعها على ظهره. هو مأوء وقوس ظهره وضرب على ايدها... مثل كل صبح قبل ما تبدي تصير عجوز.
        
        الحياة تستمر بس ويه قط عصبي يرحب بالصباح وياها. بس لا تگولين هذا لأمج.
        
        چريسي تنهدت وگامت. الحياة تستمر. تعثرت وطلعت من غرفتها للممر، وسندت خطواتها غير الثابتة بايدها على الحايط. الأرضيات الخشبية باردة على رجلها الحافية، وهي شكرت الله بصمت على عدم وجود جواريب في طريقها. التعثر أثناء المعركة ويه صداع الكحول مو فكرة مثالية.
        
        بمنعطف غرفتها المفتوحة، اخذت ثانية حتى تعدّل نظرها الغير واضح وتقدّر الشعور المريح للغرفة. الجدران الخضراء الفاتحة تبرز المفروشات البيضة مالت القنفة والكنبة الصغيرة وتنطي ملمس بيت أكثر للطاولات الخشبية الغامقة. إطارات صور متوازية بدقة تغطي حايط واحد، كلها صور بالأبيض والأسود لبيوت قديمة، وخزانة بلون التراب عند الشبابيك الأمامية تعرض ترتيب مال زهور الأقحوان الملونة، ما عدا عثماني مستدير وبساط مزهر بسيط يثبت الغرفة اللي يكمل ديكورها. وراء غرفة المعيشة، اكو منطقة طعام، اللي تحاذي مطبخها المفتوح بأسلوب الأربعينات ويه خزاناته البيضة الناصعة، والأجهزة الحمراء الفاتحة وبعد من هذا الأخضر الفاتح حتى يكسر الخطوط القاسية للأحمر والأبيض.
        
        مو شخصية بسيطة بالحياة، چريسي تعوّض على هذا من خلال إبقاء ديكورها مو هواية مزدحم ويه أشياء صغيرة تلفت النظر. "خليها بسيطة". هذا شعارها عند التزيين، حتى لو زبائنها يظلون يصرخون "بعد، بعد، بعد، احشوا كل شبر من المساحة بشي".
        
        وهي فكرت بوضوح انه لو چان عدها رجل بحياتها، چان راد يخرب هاي الغرفة النظيفة بتلفزيون عملاق، وبعدين چانوا يتنازعون عليه، خصوصاً من تگوله انه عدها قبو كلش زين ممكن يذب كل معداته الرجالية بيه ويترك بقية البيت مثل ما هو، وبعدين چان يتشكى انه القبو مظلم ورطب وريحة قديمة، وهي تگوله "فد شي مو زين"، وبعدين چان يحاول يتنازل ويريد يحط تلفزيون بغرفة النوم، بس چريسي كان عدها ما يكفي من المشاكل حتى توقف دماغها بالليل بدون التحفيز الإضافي، فچانت تگوله انه ما يگدر وانه التلفزيون الصغير بالمطبخ مالتها مثالي الها لأنها تگدر تتفرج على الأخبار بالصبح وهي تشرب قهوتها وتشغل إعادات لـ"شجاعة الكلب الجبان" كل ما تحس بهاي الرغبة.
        
        
        
        
        
        
        الرجال أبد ما يفتهمون ليش كل ليبلات الأكل بالكنتور لازم يكونن متجهين گدام وبترتيب أبجدي حتى ما تضيع وقت تدور على الشي اللي تريده، أو ليش تحس بالحاجة تغير المخاديد على قنفتها كل أسبوعين حسب مزاجها، أو المرة الوحيدة – وهي تقصد المرة الوحيدة – اللي مسموح للشخص يگفز بيها على الأثاث هي من يكون اكو عنكبوت يمشي على الأرض.
        
        الرجال ببساطة ما راح يفتهمون كل هذا، وچريسي ما عدها نفس تدرب واحد يمكن يفهم، وبالطبع، تدور على رجل زين عنده هاي الأسس الأساسية مال الفهم هو ببساطة كلش متعب. ومنو يگول اذا لگت رجل مثلها بالضبط ودقيق بنفس الطريقة بلبسه وعيشته... چان راح تخسر نص الكنتور مالتها لجاكيتات بدلة صدرها واحد وقمصان ياقات مدببة، وفاتورة التنظيف الجاف مالتها تصير ثلاث أضعاف. وهذا ببساطة ما يصير.
        
        چريسي هيل چانت بنية عزباء، وتحب هالشي.
        
        لاحظت كومة مال شراشف وبطانيات على القنفة وهي تقدر مو بس الغرفة بس غياب وجود رجل بالغرفة، وما تذكر شلون وصلن لهنا. هل هي غسلت الفراش البارحة... بيوم عيد ميلادها؟ احتمال. هذا يبدو مثلها. بالطبع، ما كويتهن و طوتهن إلى مربعات نظيفة وبيضة مثالية من القماش وبعدين خزّنتهن بالكنتور مال الممر ما يبدو مثلها أبد. هي ضيقت شفايفها ووعدت نفسها تسوي هذا بعد فنجان قهوة.
        
        قهوة. أي. كافيين. قوي، حلو، وشبه حار. معدتها انقلبت لثانية. همم، يمكن لازم تترك الجزء الحلو هذا الصبح. واگفة گدام صانعة القهوة لعشر دقايق، غفت لنص هاي الفترة، بينما السائل الغامق يقطر ببطء بالگلاص، حاولت تتذكر كل اللي صار البارحة، بس هواي من الأحداث اختفى من بالها. كان اكو الكاريوكي والشباب اللي داروا حولهم بسبب مغازلة دينا – وبالطبع، التكيلا – بس ماكو شي مثير حقاً. مثل بقية حياتها. شوية مغامرة بسبب دينا ترش على عالمها المسالم، بس هي مملة ودقيقة ببقية الأوقات. لمعة ضوء لفتت نظرها من وصلت لأيديها حتى تاخذ القدح.
        
        چريسي توقفت. رمشت وركزت. فرت ايدها. ورمشت مرة ثانية. هنا على يسارها، بإصبع الخاتم اكو خاتم... صخرة صافية مثل الكريستال نوعاً ما مدموجة ويه خاتم زواج فضي، واذا چان الماسة حقيقية وبلاتين حقيقي، چان ايفون ترامب تخضر من الحسد. شنو هذا اللعنة؟ هي لمسته. أي، هو حقيقي. بس، شلون حصلته؟ هي باوعت عليه – يمكن على أمل يحچي وياها – والاستنتاج الوحيد اللي وصلتله هو إنه أختها حطته هنا البارحة كلعبة.
        
        ها ها. چريسي المسكينة العزباء. خل نحط خاتم زواج بإصبعها ونشوف شنو يصير...
        
        أوه، دينا راح تدفع ثمن هذا. چريسي حركت خشمها. هي قوسّت أصابعها بالشمس. هو چان خاتم كلش حلو... شي چان هي تختاره بنفسها، وهذا ضايقها. دينا تعرف نقاط ضعفها كلش زين. هي حركت خشمها مرة ثانية وسحبت الكريمة والشكر، وخلطت قهوتها هواي بالاثنين. منو يهتم بمعدتها اذا تشتكي؟ هسه، چريسي تحتاج شكر ودهون... و يمكن شوية چكليت. أخت غبية... تسوي هيچ شي. شگد ممكن تكون الطفلة والغباء مالت وحدة عمرها ٢٦ سنة؟ چريسي سحبت مكعبين ثلج من الفريزر لأنها ما تحب قهوتها حارة تغلي أبداً، دگت باب الفريزر بكعب رجلها، ورجعت لغرفة المعيشة حتى تواجه هاي الكومة مال ملابس النوم على قنفتها. اذا چانت محظوظة، أختها جوة كل هاي الشراشف وتگدر تذب قهوتها عليها.
        
        دينا، فخر وعار عائلة هيل. حلوة لدرجة تبين مو طبيعية، تجعيدات دينا الكستنائية الغامقة وعيونها الزرقة الدمعية – نفس العيون الچريسي ورثتها، بس ما چانت تبدو كلش حلوة على الأخت الأكبر – تلفت رؤوس رجال أكثر من الممكن إنسانيا لمرأة شبه بالغة، وشخصيتها المنفتحة تسحبهم. على النقيض، مزاج چريسي كان معروف عنه إنه يطلع من مؤخرتها أحياناً، رغم إنها ما تقصد تتصرف بهالگد دقيقة بخصوص الأشياء. بطاقات ائتمانها تبقى تحت الـ ٢٥% المثالي، وما رجعت شيك واحد من أول سنة بالكلية. بيتها دائماً نظيف، غسيلها دائماً مغسول، وسيارته دائماً مليانة بانزين.
        
        دينا، اللي توها متخرجة من الدراسات العليا وما مستعجلة على شغل، ما تگدر تدّعي أي من هاي الفرحات.
        
        بمجرد ما چريسي لفت گدام القنفة، وهي تلعن أختها بصمت، الشراشف تحركن. دينا. چريسي رفعت رجلها ودگت الكومة بأصابع رجلها. "إگعدي، يا غبية" گالت. "صدگ فكرتي بعد السويتيه البارحة، راح أخليچ تنامين على قنفتي؟" هي ضربت أختها مرة ثانية.
        
        "آخ!" گال صوت متذمر من جوة الغطا.
        
        "وراح اضربچ مرة ثانية اذا ما تگومين" گالت چريسي لدينا... بس بعدين ايد طلعت من جوة اللحاف المربعات... ايد كلش مال رجل ويه راحة عريضة وأصابع طويلة ومربعة النهاية، ومرشوشة على ظهرها بشعر غامق وخشن. رجل چريسي چانت تلوح فوگ أقرب كومة مغطاة وعيونها طلعت. ايد ثانية تبعتها، وبعدين نزلت حتى تكشف وجه...
        
        هذا – هذا – هذا – هذا... هذا... رجل... على قنفتي!
        
        جسم چريسي تجمّد، مربوطة بخطورة على رجل حافية. الرجل تمدد و تثاءب وگعد، يمرر أصابعه الطويلة بشعره المخربط، وابتسم الها بنعاس، ويه غمازة صغيرة جذابة مثل مال طفل تلمع بوجناته، وگال، "صباح الخير، يا حلوة. هاي ريحة قهوة اللي أشتمها؟"
        
        وضع البقاء انطلق. چريسي صرخت وذبت قدح القهوة عليه.
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        يا ويلي! چريسي انخبصت بداخلها، عيونها مچلبة بالغريب اللي على قنفتها. "شسويت البارحة بالليل؟"
        
        الرجال نطّ للخلف من رشة القهوة الفاترة اللي ضربت صدره الأجرد... وبعدين تنهد بصبر. "أتصور هذا معناه انتي بعدچ زعلانة مني" گال. "والمفروض أكون ممنون إنچ حطيتي ثلج بقهوتچ. چان ممكن تحرگ شوية".
        
        چريسي ما عدها أي فكرة شلون عرف بقهوتها أو شلون دخل لبيتها، أو على شنو بحق الجحيم المفروض تكون زعلانة – غير وجوده ببيتها – بس هاي الشغلة بيها بصمات دينا. أختها مو أعلى من إنها تستولي على إصبعها مال الخاتم لأجل مقلب صغير، فوضع رجل شبه عريان على قنفتها المفروض يكون شي بسيط لدينا هيل. چريسي رجعت ليورا منه، تدور بشكل جنوني على شي – أي شي! – تستخدمه كسلاح. منو يعرف يا نوع من الرجال دينا تخليهم ينامون ببيت أختها؟ للأسف، الأشياء الوحيدة المتاحة الها چانت مخدة مدورة برتقالية وكريمية أو مزهرية مليانة بزهرة الأقحوان. بهيچ لحظات، تمنت لو چان عندها بعد من هذني الأشياء الصغيرة اللي چانت تعارضها.
        
        "منو انت؟" گالت، وهي تدور وراء القنفة. "شنو تريد؟ ليش انت ببيتي؟!"
        
        هو باوع الها بشكل غريب، يراقب تراجعها المتوتر. "يلا يا چريسي. لا تصيرين هيچ. گلتلچ اني آسف".
        
        هي تعثرت بالبساط اللي بغرفة الطعام مالتها، وبسرعة سحبت كرسي حتى تحطه بينهم. "ما أعرف شنو دا تحچي عنه... اطلع من بيتي!"
        
        هو رفع بيجاما سكوبي دو مالته – انتظر!... بيجاما؟ – وبعدين لف أصابعه بشكل غير رسمي حول خصره. "چريسي..." هو بدأ. هي هزت راسها بشكل جنوني.
        
        "شلون تعرف اسمي؟ منو انت؟!"
        
        هو عبّس بشدة. "صدگ راح تسويها بهالطريقة؟ انتي معصبة؛ افتهم هذا؛ استاهل هذا، بس صدگ؟ انتي شتمتيني على التلفون على شي ما گدرت أسيطر عليه. طردتيني من السرير البارحة بالليل من وصلت للبيت أخيرًا، وهسه راح تنكرين وجودي؟ شنو الشغلة الجاية، كريس؟ راح تذبين الكريمة والشكر عليه هم؟ يمكن تتصلين بالشرطة؟"
        
        الشرطة! فكرة رائعة! چريسي ركضت للمطبخ ورفعت السماعة المحمولة، دگت على ٩١١ بأصابع ترجف. يا الله، يا الله، يا الله! منو هذا الرجال؟ وليش يحچي وياي كأنه يعرفني؟ باوعت وراء كتفها... وكادت تطيح التلفون. هو لحگها. لزم منشفة صغيرة، هو چان واگف هناك، نص مبتسم، نص مگطّب، يهز راسه بتسلية مستاءة وهو يمسح على صدره، وبعدين صب لنفسه فنجان قهوة.
        
        "٩١١، شنو حالة الطوارئ مالتكم؟" سأل صوت امرأة. چريسي نطّت مرة ثانية، وسمّت نفسها تسع مرات غبية. "مرحبا؟ اكو أحد هناك؟"
        
        "أي! مرحبا!" جاوبت چريسي بصراخ. "اكو رجال ببيتي، وما يرضى يطلع، وما أعرف شلون وصل لهنا... حسنًا، بالحقيقة، عندي فكرة كلش زينة شلون وصل لهنا، بس راح أتعامل ويه أختي بعدين؛ هسه، أريده يطلع من بيتي، بس هو ما يرضى يطلع!"
        
        "اهدئي، يا سيدتي" گالت موظفة الطوارئ بصوتها الهادئ. "وين هذا الرجال هسه؟"
        
        "بمطبخي" صرخت چريسي، وهي تحوط ايدها حول حلگها – ليش؟ هي ما تعرف صدگ – ودارت وجهها عنه، رغم إنها هاي چانت شغلة غبية تسويها. "هو گدامي بالضبط. هو ما يرضى يطلع! خلّي يطلع!"
        
        "هل هو يهددچ؟"
        
        چريسي باوعت عليه مرة ثانية. هو أشر الها بقهوته وشرب رشفة. "لا" اعترفت چريسي، "بس گتله يطلع، وهو ما يرضى". شگد مرة لازم تگول هذا؟
        
        "شنو اسمچ، يا سيدتي؟"
        
        "چريسي هيل... اني عايشة بـ"
        
        "١٤٢٣ شارع هيلكريست" كملت المرأة بنبرة غريبة. "مدام ويلارد، هل هاي حالة طوارئ فعلية؟"
        
        چريسي أبعدت التلفون عنها وباوعت عليه. بعدين گالت، "طبعًا، هي حالة طوارئ! ومنو هي مدام ويلارد؟ اسمي چريسي هيل..."
        
        "أي، طبعًا. مدام هيل" صححت المرأة بنفس النبرة الغريبة. "هل هي دا تضحك عليه؟"
        
        "لا، مو مدام هيل. اني ما متزوجة. وسووا شي بخصوص هذا الرجال!"
        
        الرجال سند خصره على الكاونتر وابتسم الها. چريسي رمشت. "واو... هاي ابتسامة حلوة". بعدين هي سيطرت على نفسها، متذكرة إنه ما المفروض يكون ببيتها وركزت على صوت موظفة الطوارئ. "أي، طبعًا" المرأة كررت. "آنسة هيل. هسه، هذا الرجال ببيتچ... هل هو... امم، عايش هناك؟"
        
        "شنو؟! لا! ليش اتصل بالشرطة اذا هو عايش هنا؟"
        
        "دا أتأكد بس، آنسة هيل. بس حتى اتأكد كل التفاصيل عندي صحيحة..."
        
        چريسي سمعت ضحكة صغيرة من موظفة الطوارئ، مغطاة بسعلة. "لگيتي رجال غريب ببيتچ هذا الصبح. ما تعرفين منو هو، وهو ما يرضى يطلع... صحيح؟"
        
        "هل انتي جادة؟! دزي شرطي لهنا هسه حتى يعتقله!"
        
        "لحظة، آنسة هيل" گالت المرأة. "هل ممكن أحچي ويه هذا الرجال؟"
        
        چريسي باوعت عليه مرة ثانية. هو چان يباوع على مؤخرتها من وراء حافة فنجان القهوة مالته، ومن شافته وهي دتباوع عليه وهو هيچ يباوع عليها، هو غمز وابتسم مرة ثانية. چريسي دفعت التلفون عليه. "هي تريد تحچي وياك".
        
        هو شرگ شوية بقهوته على هذا. "هذا شي جديد" گال، وهو يحط فنجانه بلطف على الكاونتر ويمد ايده حتى ياخذ السماعة منها. أصابعه لمست أصابعها، وهي نفضت من هذا الاتصال. هو رفع حاجب. "أي" گال بالتلفون، عيونه ما شالت من وجه چريسي. "أوه، هلا سارة... أي... أي..." ضحكة، ضحكة. "...لا... ماشي، دزي واحد... راح نكون منتظريه". هو طفّى التلفون ورجعه لمكانه.
        
        "سارة راح تدز رجال" گال الها.
        
        "منو هي سارة؟!"
        
        "موظفة الطوارئ" شرح، وهو يملي فنجانه مرة ثانية. "انتي التقيتي بيها... بعرس بيلي الشهر الفات".
        
        چريسي ضغطت ايدها على راسها اللي دا ينبض. هذا شي مو حقيقي. "منو بحق الجحيم بيلي؟ ومنو بحق الجحيم انت؟"
        
        "بعدچ تريدين تسويها بهالطريقة؟" سأل. من ما جاوبت، لأنها ما عرفت شلون تجاوب على هذا السؤال، هو گال، "ماشي... راح نسويها بطريقتچ هسه". هو مد ايد. "مرحبا، شلونچ؟ اني رايس ويلارد. اني الرجل اللي انتي معصبة منه هسه لأن غبت عن عيد ميلادچ".
        
        "هذا بعده ما يوضح منو انت! هل دينا خلتك تسوي هذا؟"
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        بهاللحظة، "ستينكي" اجه يتمشى للمطبخ وحك جسمه برجله. الرجال انحنى حتى يمسد هذا البزون المزاجي، و چريسي تلقائياً گالت: "دير بالك، هو يعض--"
        أوه، انتظر... اي، يلا "ستينكي"، عضه عضة تخليه يتخربط. بلكت يولي بعدين.
        
        الرجال رفع حاجبه مرة ثانية وهو راكع يم "ستينكي"، اللي چان حاليًا نايم على ظهره ورجليه ممدودة ودا يخلّي هذا الرجال يحرش بطنه. چريسي باوعت بحقد على بزونها الخاين. "يا خاين" همست لستينكي. "ستينكي" مأوء بالمقابل.
        
        "لا، دينا زعلانة مني بگدچ" گال، وگف مرة ثانية. چريسي لاحظت عضلات بطنه شلون تتحرك ويه الحركة، وبيجامة مالته مال سكوبي دو مدّلية بخطورة على خصره مرة ثانية، وتبرز نصفه الأسفل من جسمه العالمي. هي اخذت لحظة حتى تباوع عليه صدگ.
        
        شعر كثيف، مموج بلون الشوكولاته الذائبة الغنية. عيون زرقاء غامقة، غامقة جدًا تسحبها لأعماقها. جبهة عالية، فك قوي، حلگ عريض، حواجب كثيفة وزوج من الأذان اللي تتوسل بأسنانها تغرز بيها. چريسي ما چانت تعرف ليش عدها هيچ شي بخصوص أذان الرجال، بس هي چان عدها. بقية جسمه هم مو كلش سيء. مو رجال طويل، بس طول أطرافه النحيفة والجسم النحيف والمهندم يخلونه يبدو أطول من ما هو. اذا چريسي لبست كعب عالي، راح توگف عينه بعينها.
        
        مو كأنها اهتمت ولو بذرة شگد هو وسيم، واگف بمطبخها چنه مسوي هذا مليون مرة قبل. هي بس رادت يطلع. "ارجوك اطلع" گالت، على وشك الدموع اليائسة. هي مسحت عيونها بسرعة، تكره كونها راح تبچي گدامه، لأن چريسي هيل أبد ما تفقد السيطرة. چريسي هيل أبد ما تبچي بوجه الفشل. چريسي هيل أبد ما تخلي حياتها تطلع من ايدها لدرجة تحتاج دموع حتى تغسل انهيارها.
        
        وجهه صار ألين وتقدم خطوة. "أوه، كريس... لا تبچين... تعرفين ما أگدر أشوفچ تبچين". هو اتقرب أكثر، و چريسي، الغبية اللي حست نفسها دا تصير ببطء، سمحتله يوصل لمسافة ايد منها. بعدين هي ضربت عقلها و ركضت من جهتها بالمطبخ ودخلت لغرفة الغسيل.
        
        يا ويلي! انحصرت. هي دارت بدائرة، شافت مكنسة مسندة على الزاوية ولزمتها. وهي دايرة عليه، أشرت بيها عليه. "ولا خطوة ثانية" حذّرت. وهي تضرب بالهوا اللي بينهم، گدرت ترجعه طول الطريق لغرفة المعيشة مرة ثانية. هو رفع راحتي ايده للدفاع، بس هو ابتسم الها كأنما هي أطرف شي شافه بحياته.
        
        "اطلع" گالت مرة ثانية. "اطلع من بيتي".
        
        هو باوع على نفسه. "هيج؟ تريديني أطلع بملابس النوم مالتي، كريس؟ ما چنتي أبداً تحبين تهينين الناس، تعرفين؟"
        
        "ما تعرف أي شي عني!" هي صرخت عليه، بس هو چان عنده نقطة. هي أبد ما راح تجبر شخص يطلع برا شبه عاري. خصوصاً ويه مارثا بيغز المتطفلة اللي نهاية الشارع، بس دا تدور على طريقة تسخر منها بسبب انتقال جو عبر المحيط. چأنها غلطة چريسي. جو احتمال ضاج من أمه اللي دا تتنفس برقبته كل ثانية باليوم.
        
        هي باوعت على مظهرها هي. الملابس اللي لبستها البارحة – بنطلون أبيض وبلوز أزرق غامق مال فلاحين – چانت مكرمشة لدرجة ما ممكن تتعدل حتى بكوي زين، وبقعة صغيرة چانت تبدو بشكل لافت للنظر كأنها نبيذ أحمر – هي چانت تشرب نبيذ أبيض قبل ما تطلع التكيلا اللعينة – تزيّن فخذ البنطلون الأيسر مالها. هي صدگ چان شكلها تعبان، وهو چان شكله رائع، وهذا ضايقها بما فيه الكفاية حتى تريد تخليه يولي أكثر.
        
        چريسي باوعت على صدره الأجرد مرة ثانية، كتمت تنهيدة صغيرة من السعادة، وگالت: "وين ملابسك؟"
        
        هو دار عيونه عليها. "بالسلة مال الغسيل... بالضبط مثل ما تحبين".
        
        چانت على وشك تصرخ عليه يروح يجيبها ويطلع من بيتها مرة ثانية من رن جرس الباب. الرجال، لكونه الأقرب على الباب الأمامي، فتحها. چريسي كادت تغمى عليها من الارتياح من شافت الشرطي اللي لابس زي رسمي واگف هناك. بس بعدين الشرطي ابتسم الها وهي لازمة المكنسة چنها سيف على الرجال اللي ما يرضى يطلع، وگال: "هلا، ريس. أشوف چريسي زعلانة من عندك مرة ثانية"، وچريسي أطلقت صرخة هزّت الشبابيك.
        
        "أعتقد هذا جاوب على هذا الافتراض" گال المتسلل مالها.
        
        الشرطي – الضابط ووكر، حسب شارة الصدر مالته – انحنى وهمس بصوت عالي: "گلتلك اخذ رحلة جوية أبكر من فيلادلفيا".
        
        الرجال اللي لابس بيجامة سكوبي دو گال: "ما گدرت. كل الرحلات تحوّلت لشيكاغو".
        
        الضابط ووكر هز كتفه واستند بشكل غير رسمي على عتبة الباب. "ما چان لازم تروح من البداية. هسه شوف شنو صار. المفروض اكون راح أغادر من شغلي بعد دقايق. بدلاً من هذا، اني هنا دا أحل مشاكلكم الزوجية".
        
        چريسي باوعت على هذا التبادل الودي برعب متزايد. هذول الاثنين واضح يعرفون بعض، واذا ما گدرت اخلي رجال واحد يسوي اللي أمرته بيه، شلون بحق الدنيا راح اخلي الثاني يسمع الحچي؟ هو شرطي، گاللها جزء صغير من عقلها. هو لازم يحافظ على القانون... والقانون يگول ان الرجال ما يگدرون ينامون على قنفة مرية بدون إذن.
        
        المفروض يكون جريمة هم إنك تبدو بهالگد حلو بهاي سراويل الرسوم المتحركة السخيفة، بس هي ما بقّت على هاي الفكرة هواي. "عذرًا" گالت بنبرة احتقار. "الضابط ووكر؟ صدگ أكره أقاطع دردشتكم الودية هنا، بس ممكن تعتقل هذا الرجال؟ هو كسر ودخل... أو شنو ما تسموه رجال ينام على قنفتي".
        
        كل مجموعة من عيون الرجال دارت عليها، وهي رجعت خطوة. "هسه، چريسي" بدأ الشرطي، بس هي صرخت: "لا تگولي هذا الاسم! ما أعرف منو انتوا اثنينكم!"
        
        الرجال تبادلوا نظرة سريعة ومسلية، والضابط ووكر اعتدل من وقفته على عتبة بابها. "ماشي... اذاً راح نسويها بطريقتچ، مدام ويلارد".
        
        چريسي تگئن من اليأس مرة ثانية. "اسمي چريسي هيل... مو ويلارد! واني مو مدام!"
        
        الضابط ووكر باوع على الرجال اللي يمه. "هي تسوي هذا هواي؟"
        
        "بس من تكون كلش زعلانة مني" گال الرجال بابتسامة صغيرة. بعدين همس: "اني اشوفه نوعاً ما لطيف".
        
        لطيف! چريسي حست نفسها تريد تطعنهم اثنينهم بعصا المكنسة، بس ما تگدر تهجم على ضابط قانون، مهما چان مزعج.
        
        الضابط ووكر هز راسه. "المرة الجاية اللي أگولك لا تروح لسباق بعيد ميلاد مرتك، أعتقد راح تسمع حچيي، ها؟"
        
        چريسي توقفت – تجمدت تماماً – وباوعت عليهم اثنينهم. زوجة؟ زوجة منو؟ اني زوجة؟ هي وجهت نظرتها المتجمدة على الرجل اللي صدره عريان. هو ما گال اسمه رايس ويلارد؟
        
        يا الله! شنو سوت دينا؟
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        چريسي وگعت على أقرب سطح گدامها... الگاع. المكنسة طاحت يمها، وبسرعة، الرجال اثنينهم ركضوا عليها. "كريس، حبيبتي، انتي زينة؟"
        راسها يدوخ. عيونها توجعها. أطرافها ترجف. لا، هي مو زينة! دينا زوّجتها البارحة بالليل! "اطلعوا" همست الهم اثنينهم. "اطلعوا من بيتي".
        "شكلها مو كلش زين" گال الضابط ووكر، وكل واحد لزم إيد حتى يگومها. ريس - إذا كان هذا صدگ اسمه - شالها بحضنه وشالها لغرفة نومها. چريسي فكرت تقاومه، بس ما گدرت. جسمها رفض يسمع حججها، ولسبب غريب كلش، من ساندت راسها على چتفه حست بـ... راحة.
        "هي طلعت تشرب ويه أختها البارحة بالليل" گال ريس للشرطي.
        "هذا مو زين" گال الضابط ووكر من چريسي انحطت بلطف على سريرها وشعرها انمسح من على وجهها. هي بعدّها حست بدوار وصعوبة تتابع الحچي.
        "أي... دينا راح تاخذ حچي هواي بعدين" گال ريس، وهو يباوع عليها من فوگ، وهي بس گدرت تباوع عليه، ضايعة بهاي العيون الزرق اللي تشبه نص الليل. "اني مو كلش مرتاح وياها".
        واني وياك يا صديقي، فكرت چريسي، بس عقلها بعده يهلوس "متزوجة، متزوجة، متزوجة..." واذا حچت، ممكن تتقيأ.
        "زين" گال الضابط ووكر بابتسامة وصفق على چتف الرجال الثاني. "راح اترككم وحدكم. حاول تخليها ما تتصل بـ٩١١ مرة ثانية. همه يضوجون من تضيع فلوس دافعي الضرائب على نوبات الغضب مال زوجتك".
        ريس هز راسه، والشرطي طلع. چريسي بلعت ريقها، محتارة تمامًا، وبما إنه الشرطة ما اعتقلوا الرجال، وما گدرت تخليه يطلع، هي دارت على صفحة وگالت: "اتركني وحدي".
        "كريس..."
        "روح" حاولت مرة ثانية.
        "ما نگدر نحكي بهذا الموضوع؟"
        "ماكو شي نحكي بيه لأن اني ما أعرفك، وإحنا مو متزوجين، واني بس أريدك تروح". هي باوعت عليه من وراء چتفها. "رجاءً، بس اتركني وحدي".
        هو گام، باوع عليها من فوگ لوقت طويل، وبعدين راح لكنتورها. بعد كم لحظة، لبس بنطلون جينز غامق يطابق عيونه تمامًا ودا يلبس تيشيرت على راسه. چريسي رفضت تفكر ليش عنده ملابس بكنتورها و بس چانت ممنونة إنه أخيرًا راح يطلع.
        "عندي شغلات لازم اسويها بالمحل، فراح اتركج وحدج" گال. "بس من أرجع، راح نحكي بهذا الموضوع. ووعِديني ما تتصلين بالشرطة مرة ثانية. المشرف على سارة يضوج من تسوين هيچ".
        هي رجعت للمخدة مالتها لأنها بحياتها ما اتصلت بالشرطة قبل وهذا كله جزء من مقلب دينا، وكتبت ملاحظة بعقلها تتصل بأختها المزعجة أول ما راسها يصفى من الصدمة.
        الرجال انحنى حتى يبوس خدها، بس هي بعدت عنه بسرعة. هو تنهد وطلع من الغرفة. بعد كم لحظة، باب المدخل انضرب بقوة، و چريسي غمضت عيونها، تتمنى ترجع تنام وتگعد تكتشف هذا كله چان كابوس سيء كلش.
        
        ريس لزم سجل السباق بـ إيده، بس هو ما چان يشوفه. تباً، هو صدگ خبّصها هالمرة. چريسي گلتله لا يروح لـ فيلادلفيا. مايك گله لا يروح. دينا گلتله لا يروح. بس چانت المرحلة الأخيرة من "التاج الثلاثي"، وهو حصل على المركز الثاني عشر إجمالاً، وهذا مو شي قليل على متسابق بايسكلات عمره أربعة وثلاثين سنة اتحمل عمليتين بالركبة وترقيع جلد بسبب وگعة مو حلوة على جدار ماناينك قبل ثلاث سنين.
        ما چانت غلطته إعصار غريب ضرب الساحل الشرقي وأجّل السباق ليوم قبل عيد ميلادها الثلاثين. هو طلب منها تجي وياه، بس هي رفضت، گالت ما تريد تقضي عيد ميلادها مسجونة بغرفة فندق، تسوّي مساج لعضلاته اللي توجعه. لذا، من گال راح يروح بدونها، هي غضبت، وأنكرت وجوده تمامًا. هاي مو أول مرة تسويها، بس چان مزاجها المتمرد اللي هو حبّه أول مرة التقى بيها.
        هو تنهّد وخلّى السجل على مكتبه. شلون راح يصلّح هاي الفوضى؟ هو سوّاها قبل، بس هسه، هو ما يعرف اذا كل هاي الخطط القديمة راح تنجح. چريسي چانت كلش مصرة على عدم كونها متزوجة منه هذا الصبح. لثانية، هو فكر بجدية إنه يمكن ضربت راسها البارحة بالليل، وهاي حالة النكران حقيقية الها... بس بعدين استرخت بحضنه من هو شالها للفراش، وهو عرف إنها بس دا تتظاهر بكل هذا.
        ماكو أي مرة ثانية حست براحة تامة بحضنه مثل ما چريسي سوت. ماكو أي مرة ثانية باوعت عليه بهاي العيون الزرق الكبيرة مثل ما هي سوت. ماكو أي مرة ثانية خلّته يحس نفسه مرتبط و فرحان بنفس الوقت مثل ما هي سوت. هو طلب منها تتزوجه بعد ثلاث أيام بس من معرفته بيها، يا رب. هي گالت لا وذبّت كرة ثلج على وجهه، بس هي چانت تبتسم من سوت هذا.
        في الحقيقة، هو فكر، هي تذب هواي شغلات من تزعل. القهوة چانت أول مرة، بس هو يتذكر بوضوح شلون ضربته بجواريب ملفوفة، وفرشاة أسنانه، وتاير بايسكل، ومرة، چيس كامل من أكل البزون الجاف. وكل مرة، هو يحارب طريقه من خلال المقذوفات الطائرة حتى يشيلها بحضن قوي ويبوسها لحد ما تنسى كلشي.
        هالمرة هذا ما راح يشتغل.
        باب محل البايسكلات مالته رنّ وهو باوع من خلال باب المكتب. مايك دخل وهو يصفر، حاليًا بدون زيّه الرسمي، وابتسم اله. "فكرت راح ألقاك هنا. هي بعدّها معصّبة؟"
        "أي". ريس ترك المكتب، يفرك چتافه اللي توجعه. بعد سباق، هو دائمًا يتطلع لأحد مساجات چريسي. چانت عدها أصابع سحرية، بس اليوم يبدو چنه يوم "بينجاي".
        "إذاً، راح تختل طول اليوم؟"
        "لا" جاوب ريس وهو مگطّب. "بس دا أنطيها شوية وقت حتى تهدأ".
        "زين، على أي حال... تهانينا على السباق. المركز الثاني عشر..." مايك صفر مرة ثانية. "هذا كلش زين على رجال چبير".
        ريس ترك تكشيرته وابتسم. "أي، فاجأني هم. طريقة زينة حتى أدخل التقاعد".
        مايك توقّف فجأة. "التقاعد؟ شنو بحق الجحيم دا تحجي عنه؟"
        ريس تنهد ودار تاير مال بايسكل نوع غافين ترايثالون مقلوب هو چان دا يعدل بيه لشخص بمجموعته التدريبية. "مو كأني خليته سر. اني أعرف چريسي تعبت من السفر حول العالم وياي بس حتى تگعد تحت الشمس الحارة وتتفرج على 'كومة من الولد الكبار يلعبون ببايسكلاتهم الكبيرة'، مثل ما هي تسميه. هاي نوبة الغضب اللي هي دا تذبها هسه... زين، خلتني أشوف شنو دا اسوي الها... لزواجنا".
        "يا رب، يا رجال، هي چانت تعرف شنو دا تدخل بيه من تزوجتك".
        "أي، بس اني أحبها هواي لدرجة ما أريد أخليها تمر بكل هذا بعد". ريس التقى بعيون صديقه. "بالنهاية، من ركبتي أخيرًا تخونني وما أگدر حتى أگوم من الگاع بسبب كل تشنجات العضلات... مايك، هي كل شي عندي".
        "بعدّني أفكر إنك چنت مجنون تتزوج مصممة داخلية مدمنة نظافة. أكيد، هي حلوة، بس يا يسوع، يا رجال! المرة حتى ما تسوق بايسكل".
        ريس ابتسم مرة ثانية. "زين... يمكن مو بايسكل..."
        مايك رفع ايديه مستسلم. "خلصني من التباهي. تعرف اني أغار من حياتك الجنسية".
        "الزواج مو حياة جنسية" شخر ريس.
        "أي، گول هذا لللمعة الغبية بعينك". مايك باوع حول محل البايسكلات وشخر. "ما صاعد--".
        "أفضل ما أعرف" علّق ريس ببرود. "ليش انت هنا، بالضبط؟"
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        هز مايك چتفه. "اوف... ما ردت أروح للبيت. منو يدري شنو جنة اخذت وياها هالمرة".
        ريس حسّ بالتعاطف ويه صديقه. الطلاق المعقد صعب على هواي ناس. مايك ممكن يبدو كأنما ما متأثر بيه، بس ريس يعرف الحقيقة. زوجة مايك اللي قريب راح تصير زوجته السابقة طلعت الشهر اللي فات بدون ما تكول لأحد. على ما يبدو، هي ملت من كونها زوجة شرطي. خصوصاً واحد يشتغل بالليل، ويخليها وحدها بالبيت طول الليل. وجنة لقت الطريقة المثالية حتى تسدد لمايك على كل هاي الليالي الوحيدة. هي ترجع لبيتهم من هو يروح لدوامه وتاخذ أغراض. ليلة من الليالي چانت قوالب الثلج. ليلة ثانية، باگت كل ورق التواليت -- هاي الشغلة ضوجت مايك شوية. وبعدين الأسبوع اللي فات، أخذت الصحون... كلها. بس هل مايك فكر يغير الأقفال؟ لا. مايك بس هزّ چتفه وكمّل يومه كأنما ماكو شي صاير.
        ريس هزّ راسه. زوجته تذبّ أغراض. ومال مايك باگت. شنو المشكلة بالنسوان هالأيام؟ إذا ما كان يحبّ چريسي لهالدرجة اللي تخليه يتأذى جسديًا من يكون بعيد عنها، چان حسبها فصل بحياته لازم يوقف قراءته.
        بس ما يگدر يسوي هذا. لازم يكون بسبب هاي العيون الزرق الكبيرة... تلمع من تكون فرحانة، وتحرگه لحد ما يصير رماد من تكون معصّبة، وتتحول إلى بحر من الكوبالت السائل من تكون حزينة. وهو يغرق ويشتعل ويولع كل ما هي تباوع عليه.
        "إذاً، شنو راح تسوي؟ تبقى بمحلي مال البايسكلات طول اليوم؟"
        مايك رفع حواجبه. "مو هذا اللي انت راح تسويه؟"
        ريس فكر بچريسي بالبيت، بالفراش، وبعدّها لابسة ملابسها من البارحة، وتبدو أكثر تعب وفوضى من أي وقت شافها بيه، وشفايفه تحركت بابتسامة فرحة. اللي صدق لازم يسويه هو يغذي نفسه بالبوتاسيوم والإلكتروليتات لعضلاته التعبانة وياخذ بايسكل لمدة ثلاث أميال حتى يحلّ المشاكل من سباقه الأخير. حمام حار بجاكوزي، مساج مريح، وكم ساعة من ممارسة الحب ويه زوجته هم راح يساعد. بس بما إنه چريسي ما تريده بالبيت -- ناهيك عن حوض الاستحمام -- وهي مو بمزاج تلمس، فالمساج واحتمال ممارسة الحب ما راح تصير هم.
        حيف، فكر. هو چان غايب لمدة خمس أيام، وهو يفضل يبقى بالبيت هسه. اكو غرف ثانية بالبيت يسترخي بيها. "لا" گال لمايك بثقة. "راح أرجع للبيت أول ما تجي شيريل".
        "أي، أتوقع اني هم" استهزأ مايك. "إذا ما اخذت كرسي الاسترخاء مالتي والتلفزيون، راح أكون سعيد".
        "حظًا موفقًا بهذا" نادى ريس ومايك طالع، لوّح بتعب من وراء چتفه. بعد كم دقيقة، شيريل، مديرة المحل مالته، دخلت، وريس رجع للبيت.
        للأسف، چريسي چانت مشغولة وهو غايب. هي ثبتت كرسي تحت مقابض كل الأبواب الخارجية، وقفلّت كل الشبابيك، وهو يگدر يشوفها تركض بالداخل، تحچي بحماس على التلفون وهي تكنس بسع وراء السجاد بغرفة الطعام وغرفة المعيشة. هاي چانت چريسي. هي مو مدمنة نظافة، بحد ذاتها -- يتضح هذا من فوضى المكياج ومنتجات الشعر على طاولة الحمام وكومة الأحذية على أرضية الكنتور -- بس هي تحبّ الأشياء بطريقة معينة، ومن تكون متضايقة، تميل إلى البحث عن كل ذرة غبار ووسخ بالبيت.
        هو تنهّد ودگّ الباب. شي تحطّم بالداخل. بعدين وجهها طلع لوهلة من خلال زجاج الشباك الأمامي قبل لا ترجع بسرعة. "اطلع!" صرخت.
        "كريس، افتحي الباب" صاح عليها.
        "لا! اطلع! اتركني وحدي!"
        تعبان، عضلاته توجعه، يعاني من شوية إرهاق من السفر، ومعدته تزقزق بسبب قلة الأكل، هو أخذ نفس عميق. "چريسي! إذا ما تخليني أدخل، راح أكسر شباك! انتي دا تاخذين هذا أبعد من اللازم!"
        "هلا، ريس" گال شخص وراءه. ريس دار وجهه، شاف ساعي البريد مالتهم، زكّريا، وگال: "أوه، هلا زاك. شلونك؟"
        "زين" جاوب زكّريا، وهو يحطّ بريدهم بالصندوق اللي يم الباب. "سمعت عن السباق. شغل جيد".
        "شكرًا" گال ريس، وهو يغيّر وزنه وهو يدرس البيت اللي گدامه. يگدر يكسر الزجاج بالباب الخلفي حتى يدخل. راح يضطر يحطّ خشب على الكسر لحد ما يگدر يصلّحه، بس يمكن كريس ما تزعل بهالگد على الباب الخلفي مكسور مثل ما تزعل على الأمامي.
        "چريسي دتتصرف هيچ مرة ثانية؟" سأل زاك وهو نزل من الشرفة.
        "أي" گال ريس. "شنو راح اسوي ويه هاي المرة؟"
        زاك شخر. "لا تسألني. اني متزوج من سبع وعشرين سنة، وما عندي أي فكرة شنو أسوي ويه زوجتي".
        "شكرًا للمساعدة" تمتم ريس، وزاك ضحك وگال "بأي وقت" وهو عبر الحديقة لبيت الجيران. ريس راح للحديقة الخلفية وهرول على الدرج للشرفة الخلفية، لزم فرشاة التنظيف من تحت الشواية وهو يمرّ بيها. بدون ما يوقف حتى يفكر بالعقوبة اللي راح يدفعها على هذا، هو لوّح بمقبض الفرشاة وكسر اللوحة السفلى من شباك الباب. چريسي صرخت من داخل البيت.
        بسرعة، قبل لا تگدر توقفه، هو مدّ ايده ودفع الكرسي مال المطبخ على صفحة وفتح القفل. من دخل للمطبخ، شي أحمر طار من يم راسه. هو انحنى من قدح قهوة أحمر ثاني انكسر على الحايط.
        "يا رب، كريس! هذا چان ممكن يأذي، تعرفين!"
        "زين!" صرخت من الطرف الثاني مال المطبخ. هي ذبّت قدح ثاني تصويبه سيء ونطّت على التلفون اللي طاح منها من هو كسر الزجاج. بلحظة، هو چان هناك، واختطفه من ايديها.
        "إياچ تتصلين بالشرطة مرة ثانية" گال. "راح يعتقلوچ بيوم من الأيام".
        "انت اقتحمت بيتي!" قدح ثاني ملأ ايديها -- چانت عدها كومة منهن جاهزات على الجزيرة الوسطى -- بس هو تصارع على هذا هم، وگدر يثبّت ايديها بصفها ويثبّت جسمها اللي يقاوم على الثلاجة.
        "مساعدة! أحد يساعدني!"
        "چريسي، بطلّي!"
        بس هي استمرّت تقاومه وتصيح بأعلى صوتها. ريس سكّتها بقبلة قوية، اللي فاجأتها لدرجة ضربت راسها بالثلاجة وصرخت بحلگه. حتى وهي معصّبة، هي چانت عدها أحلى شفايف على وجه الأرض.
        مجهوداتها القتالية ببطء تباطأت واختفت، لحد ما استندت عليه بضعف وباسته هو بالمقابل. حوض الجاكوزي، اني جاي.
        
        

        روايات Mena Refaat

        الأعمال

        الاَراء

        روايات madeha mamdouh

        الأعمال

        الاَراء

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء