موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      روايه نساء في الجيش - الفصل الرابع

      نساء في الجيش 4

      2025, كاترينا يوسف

      عسكرية حقيقية

      مجانا

      في هذا الفصل، تبدأ ناديجدا في تنفيذ خطتها لاستدراج جيمس إلى لعبة النفوذ السياسي، مستخدمة مزيجًا من الثقة والذكاء بدلًا من الإغراء المباشر. جيمس، بدوره، يجد نفسه أمام فرصة غامضة قد تساعده في صعوده السياسي، لكنه لا يزال مترددًا. في الخلفية، يظهر الصراع الحقيقي بين الاستخبارات السوفيتية والأمريكية في برلين، حيث كل خطوة محسوبة بدقة. اللقاء مع إيفان يكشف عن المرحلة القادمة، حيث ستكون حفلة السفارة الأمريكية الساحة الجديدة للمواجهة والمخاطر.

      ناديجدا

      العميلة السوفيتية الذكية التي تستخدم الحيلة والتلاعب النفسي لتحقيق أهدافها.

      جيمس

      دبلوماسي أمريكي طموح، يجد نفسه داخل شبكة من النفوذ والتجسس دون أن يدرك مدى خطورتها بالكامل.

      إيفان

      ضابط الاتصال في الـKGB، شخص بارد وحاسم، ينقل الأوامر ويوجه ناديجدا في مهمتها.
      تم نسخ الرابط
      روايه نساء في الجيش

       
       الغرفة كانت هادية، بس التوتر فيها كان بيقطع. جيمس قاعد على الكنبة، ماسك كوباية الويسكي في إيده، عيونه ما سابتش ناديجدا وهي قاعدة قصاده، رجل على رجل، والفستان بتاعها زحف شوية وكشف عن بشرتها الناعمة.
      
      هي شالت الكوباية من إيده بهدوء، حطتها على الترابيزة، وبعدها قربت منه، مسافة صغيرة بس محسوبة، ريحتها لمسته، وصوتها طلع ناعم ومغري:
      
      "ليه بتحاول تفهمني كأنك في تحقيق؟"
      
      جيمس ابتسم، ابتسامة فيها حذر، بس كان واضح إنه متأثر.
      
      "عشان انتي مش عادية… وده مش وحش."
      
      ناديجدا رفعت إيدها ولمست طرف رابطة عنقه، شدتها شوية، كأنها بتعدلها، بس الحقيقة إنها كانت بتقيس ردة فعله.
      
      "ومين قال إني عايزة أبقى عادية؟"
      
      صوته بقى أهدى وهو بيبصلها:
      
      "أنا مش فاهم… انتي عايزة إيه بالظبط؟"
      
      هي قربت أكتر، جسمها بقى على بعد سنتيمترات منه، ووشوشت في ودنه:
      
      "أنا بحب الرجالة الأذكياء… بس بحب أكتر لما بيكونوا عارفين إنهم مش دايماً مسيطرين."
      
      اللحظة اللي بعدها كانت لحظة اختبار، عيونه نزلت لشفايفها، عقله بيتصارع بين الرغبة والشك… وهو ده اللي هي كانت عايزاه.
      
      دلوقتي، خلاص… وقع في الفخ.
      
      
      ناديجدا لمست رابطة عنقه للحظة، خلت أنفاسه تتلخبط، وبعدها فجأة سابت طرفها وراحت قايمة من مكانها، رجعت خطوة لورا، كأنها قطعت اللحظة الحميمة اللي كانت بينهم، وكأنها بتسيب عقل جيمس يلف في دوامة التوتر.
      
      هو أخد نفس عميق، عدل وضع قعدته، شال رابطة عنقه بإيده، ومسح على وشه بسرعة كأنه بيروق نفسه. بص ليها وهي ماشية ناحية البار، بتصب لنفسها شوية نبيذ، عادي جدًا، كأن اللي حصل من لحظات مكانش ليه أي معنى.
      
      "على فكرة، فكرة النفوذ اللي كنا بنتكلم عنها… بتبان في حاجات بسيطة زي دي." قالتها وهي بتقلب الكوباية في إيدها، عنيها مشيا معاه وهو بيحاول يسترجع توازنه.
      
      "إزاي يعني؟" صوته كان أهدى، بس كان واضح إنه لسه متأثر.
      
      هي ابتسمت، قعدت تاني، المرة دي بجسم مرتاح أكتر، كأنها ماسكة زمام الأمور تمامًا.
      
      "السيطرة وهم… الناس بتحب تحس إنها مسيطرة، بس في الحقيقة، القوة الحقيقية عند اللي بيعرف يتحكم في المشاعر، مش في القرارات."
      
      جيمس رفع حاجبه، شال الكوباية من الترابيزة، شرب منها جرعة، وبص ليها وهو بيحاول يخفي ارتباكه.
      
      "يعني انتي شايفة إن السياسة مجرد لعبة مشاعر؟"
      
      هي ضحكت، ضحكة خفيفة، ومالت لقدام شوية، بس من غير ما تكرر اللحظة اللي فاتت، كأنها بتلعب بيه زي ما الاستخبارات علموها بالظبط.
      
      "مش السياسة بس… كل حاجة في الدنيا لعبة مشاعر، حتى الحروب نفسها."
      
      هو عدل هدومه بسرعة، كأنه بيرجع لنفسه، ومسح على رابطة عنقه بإيده قبل ما يلاحظ إنه كان لسه شايلها. لحظة إدراك سريعة… هو فعلاً خرج عن السيطرة للحظات، وده خلاه متوتر أكتر.
      
      "غريبة… عمري ما فكرت في الموضوع بالشكل ده."
      
      هي ابتسمت ابتسامة صغيرة، لمست طرف الكوباية بصباعها، وبصت له بعينين كلها ثقة:
      
      "يمكن جه الوقت إنك تفكر."
      
      اللعبة بدأت بجد… وهو لسه مش واخد باله إنه خسر أول جولة.
      
      
      
      
      جيمس كان لسه بيحاول يستوعب كلامها، كان واضح إنه بيفكر، وده بالظبط اللي هي كانت عايزاه. ساب الكوباية على الترابيزة، ميل بضهره على الكنبة، وبص ليها بنظرة فيها اهتمام حقيقي المرة دي.
      
      "وإيه اللي يخليكي مهتمة بالسياسة بالشكل ده؟" قالها وهو بيراقب كل حركة منها.
      
      ناديجدا شربت رشفة صغيرة من الكوباية بتاعتها، وبعدها حطتها بهدوء، وابتسمت:
      
      "خليني أسألك سؤال… إنت فاكر الناس بتوصل للسلطة إزاي؟"
      
      هو ضحك ضحكة خفيفة، كأنه بيشوف السؤال بسيط:
      
      "بالتصويت؟ بالمناورات؟ بالعلاقات الصح؟"
      
      هي هزت راسها ببطء، عينيها مثبتة عليه، وقالت:
      
      "بالتحالفات."
      
      جيمس حرك الكوباية بإيده وهو بيسمعها، واضح إنه مهتم باللي بتقوله.
      
      "كملي…"
      
      هي قربت شوية، بس مش زي الأول، المرة دي كانت المسافة محسوبة، مش إغراء جسدي، لكن إغراء فكري.
      
      "شايف نفسك فين بعد خمس سنين؟"
      
      سؤال بسيط، لكنه ضغط على نقطة حساسة عنده. هو مش مجرد دبلوماسي، عنده طموح، وده كان واضح من أول لحظة قابلته فيها.
      
      "في مكان أكبر، بسلطة أكبر." قالها من غير تفكير.
      
      ناديجدا ابتسمت، وهزت الكوباية في إيدها بهدوء، كأنها كانت متوقعة الرد ده.
      
      "وده مش هيحصل لو فضلت في الظل، لازم تكون عندك أوراق قوة… وده اللي أنا بعرضه عليك."
      
      جيمس ضيق عينه شوية، بقى مركز أكتر:
      
      "أوراق قوة زي إيه؟"
      
      هي سابت الكوباية، ومالت لقدام، بصوت واطي لكنه محمل بإغراء من نوع تاني:
      
      "معلومات… علاقات… فرص محدش غيرك يقدر يوصلها."
      
      هو بقى ساكت لحظة، عقلُه بيشتغل بسرعة، واضح إنه بيقيم كلامها. بعدها شال الكوباية وشرب منها جرعة، وعينيه ما سابتهاش.
      
      "وإنتي تفتكري عندك النوع ده من الفرص؟"
      
      هي ابتسمت ابتسامة غامضة، وقامت واقفة ببطء، مسحت على الفستان بتاعها، وبصت له من فوق كأنها بتختبره للمرة الأخيرة.
      
      "لو ما كنتش عندي، ما كنتش قاعد بتسمعني لحد دلوقتي."
      
       --------------------
       
      
      
       
       جيمس كان ساكت، بيفكر كويس في كلامها. هو راجل دبلوماسي، وعارف إن أي عرض بالشكل ده مش مجرد كلام عابر. السياسة في العالم اللي هو عايش فيه لعبة كبيرة، واللي مابيبقاش عنده حلفاء بيسقط بسرعة. لكن السؤال اللي كان شاغله: هي دي مين بالظبط؟ وبتلعب لصالح مين؟
      
      ناديجدا اتحركت ناحيته تاني، بس المرة دي ما كانش في أي إغراء في مشيتها، كانت كلها ثقة وتحكم. قعدت، حطت رجل على رجل، وبصت له نظرة مستقرة، كأنها بتقول له إنها مش بتلعب مع الهواة.
      
      "أنا مش عايزاك تجاوب دلوقتي، خد وقتك… لكن لو عايز فعلاً تخطي خطوة كبيرة في حياتك المهنية، هتحتاج دعم من نوع معين، دعم حقيقي."
      
      جيمس رفع حاجبه، بقى مركز أكتر: "وأنتي تمثلين النوع ده من الدعم؟"
      
      هي ابتسمت بهدوء، وعينيها ما اتحركتش من على عينه: "أنا أمثل فرصة، والقرار ليك."
      
      السياسة… لعبة بلا قواعد واضحة
      بعد ساعات، كان جيمس راكب عربيته، سايق في شوارع برلين، اللي كانت وقتها مليانة بالحركة، لكنه كان سرحان. لو هي فعلاً عندها مصادر قوية، ده معناه إنه ممكن يستغلها لصالحه، لكن في نفس الوقت… هي ممكن تكون بتمثل تهديد. كان لازم يلعبها بذكاء.
      
      في نفس الوقت، ناديجدا رجعت للفندق، أول ما قفلت باب أوضتها، طلعت سيجارة من العلبة وشغّلتها بهدوء. المهمة كانت ماشية زي الكتاب، جيمس ابتدى يقتنع، وده بالظبط اللي الـKGB كانوا عايزينه.
      
      لكن اللعبة كانت أعقد من مجرد استدراج رجل سياسة. الحقيقة إن الاستخبارات السوفيتية كانت بتشتغل على خطة أكبر، خطة هدفها زرع تأثير مباشر داخل السياسة الغربية، وكانت برلين في الوقت ده ساحة حرب سرية بين أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم.
      
      الوضع السياسي وقتها… الحقيقة خلف القصة
      برلين في الخمسينيات كانت مركز صراع عالمي، المدينة مقسومة نصين: الشرق تحت سيطرة السوفييت، والغرب تحت نفوذ أمريكا وحلفائها. في الوقت ده، أجهزة الاستخبارات كانت بتتنافس على كل معلومة، كل شخص عنده نفوذ كان هدف محتمل، وكل علاقة سياسية كانت ممكن تتحول لسلاح.
      
      الـCIA كان عنده عمليات سرية في برلين، بيراقب تحركات السوفييت، بيحاول يجند عملاء جدد، وبيحارب عمليات التجسس اللي كانت بتتم من خلال أشخاص زي ناديجدا. أما الـKGB، فكان عندهم استراتيجية مختلفة… كانوا بيدخلوا حياة الأشخاص المستهدفين بذكاء، يخلقوا معاهم ثقة، وبعدها يتحكموا فيهم بدون ما يحسوا.
      
      
      
      
      في صباح اليوم التالي، ناديجدا كانت قاعدة في كافيه صغير في منطقة قريبة من بوابة براندنبورج، سابت عينيها تراقب الناس اللي بتمر من الشارع، لكن في الحقيقة، كانت مستنية شخص معين.
      
      دقيقة واحدة، وظهر من بعيد… إيفان، ضابط الاتصال بتاعها في الـKGB. راجل طويل، لبسه أنيق، لكن ملامحه باردة زي التلج. قعد قدامها من غير حتى ما يبص حواليه، وبدأ كلامه مباشرة:
      
      "التطورات؟"
      
      ناديجدا بصت له بهدوء، ردت وهي بتحط السكر في قهوتها: "مهتم، بس لسه متردد. محتاج دفعة صغيرة."
      
      إيفان هز راسه، وبعدها قال بجملة واحدة: "بكرة، حفلة في السفارة الأمريكية، وهو هيكون هناك."
      
      هي ابتسمت، لأنها فهمت الرسالة. الحفلة دي هتكون المكان المثالي عشان تدفع جيمس خطوة كمان جوه الشبكة… لكن كمان، هي هتكون تحت المراقبة، لأن الـCIA مش ممكن يفوتوا مناسبة زي دي من غير ما يكونوا موجودين.
      
      المهمة بقت أخطر… واللعبة دخلت مرحلتها الحاسمة.
      
      

      روايات ابرام نسان

      ibram_4003

      / مصر

      الأعمال

      الاَراء

      رواية أصداء الظلام - ابرام نسان

      أصداء الظلام

      2025, ابرام نسان

      رعب نفسي

      مجانا

      "حسام"، شاب مغامر يقرر استكشاف منزل مهجور مليء بالأساطير المرعبة. بمجرد دخوله، تبدأ أحداث غامضة في مطاردته، حيث يجد نفسه محاصرًا في دائرة زمنية مظلمة تسيطر عليها "الظلال الخالدة"، روح شريرة تستهلك من يدخل هذا المكان. بينما يحاول الفرار، يكتشف أن مصيره قد يكون الانضمام إلى سلسلة الضحايا السابقين.

      حسام

      البطل، شاب مغامر لا يؤمن بالخرافات حتى يجد نفسه في كابوس حقيقي.

      الظلال الخالدة

      كيان شيطاني قديم يتغذى على الأرواح المحتجزة داخل المنزل المهجور.

      سالم

      رجل غامض يظهر في صور الكاميرا، أحد ضحايا اللعنة الذي يحاول مساعدة حسام.
      تم نسخ الرابط

       الفصل الأول: البداية المظلمة
      
      كان "حسام" شابًا مغامرًا، يعشق التحديات والبحث عن المجهول. في أحد الأيام، سمع من أحد السكان المحليين في القرية عن "منزل الظلال"، وهو منزل مهجور على أطراف القرية، كان له تاريخ طويل من القصص المرعبة. الناس في القرية كانوا يذكرون أن المكان كان مأوىً لطقوس غامضة، حيث اختفى الكثير من سكانه في ظروف غامضة ولم يُعثر لهم على أثر.
      
      حسام، الذي كان مشككًا في كل هذه الخرافات، قرر أن يذهب إلى ذلك المنزل المهجور بنفسه. استعد جيدًا، وحمل معه كاميرا حديثة، وقرر أن يوثق مغامرته ليظهر للآخرين أن كل ما يُقال عن هذا المنزل ليس إلا مجرد خرافات. ذهب في تلك الليلة المظلمة، وكان القمر في السماء يتوارى خلف الغيوم.
      
      عندما وصل إلى بوابة المنزل القديمة، شعر بشيء غريب يسري في جسده. كانت هناك رائحة عفن تتسلل من وراء الجدران المتصدعة، لكن لم يكن لديه أي نية للتراجع. دفع الباب الحديدي المتهدم وأطل على الداخل المظلم. الصوت الوحيد الذي كان يسمعه هو صرير الخشب تحت قدميه.
      
      دقائق قليلة بعد دخوله، بدأت الكاميرا في الاهتزاز في يده وكأن هناك شيئًا غير مرئي يحاول التلاعب بها. التقط بعض الصور للغرف المتهالكة، وفي إحدى الصور، لاحظ شيئًا غريبًا: في الزاوية البعيدة، كانت هناك عيون مشعة تراقبه في الظلام، كأنها كانت تتبع تحركاته.
      
      شعر بحركة خلفه، وعندما التفت لم يجد أحدًا. لكنه شعر بأن هناك شيئًا يطارده داخل هذا المنزل المهجور. ومع تزايد الهمسات في الهواء من حوله، بدأ يسمع صوت خطوات تقترب منه، وكأن شخصًا آخر يتبعه. لكنه لم يكن يجرؤ على النظر خلفه، لأنه كان يعرف أن ما يراه ليس بشريًا.
      
      وبينما هو يتجه نحو الخروج، أغشي عليه فجأة وسقط على الأرض، ليبدأ الظلام يحيط به من كل جانب.
      
      ---
      
      الفصل الثاني: الظلام يحاصرني
      
      استفاق حسام ليجد نفسه في مكان مظلم، لكنه لم يكن في المنزل المهجور بعد. كان في مكان آخر، يشبه الغابة، لكن الظلال كانت تتراقص حوله وكأنها كائنات حية. عاد إلى وعيه تدريجيًا، لكنه شعر بشيء غريب في معدته. كانت صورة الكاميرا التي التقطها لا تزال في ذهنه، والعينان المضيئتان لا تفارقان تفكيره.
      
      قرر العودة إلى المنزل المهجور مرة أخرى، لكن هذه المرة كان هناك شيء مقلق، شيئًا يخبره بأن الأمور قد تزداد سوءًا. عندما وصل إلى المنزل، كانت الأبواب مفتوحة كأنها تنتظره. لكن مع كل خطوة كان يشعر بأن هناك شيئًا في الداخل يراقبه عن كثب.
      
      داخل المنزل، بدأت الأصوات تزداد. همسات متسارعة، كأنها تتداخل مع أفكاره، وشيئًا فشيئًا بدأ يراها. ظلال متطايرة، تتخذ أشكالًا إنسانية، تتحرك في الزوايا، تختفي فجأة ثم تظهر من جديد. وفي إحدى الغرف المظلمة، وجد كتابًا قديمًا جدًا، غلافه متآكل بفعل الزمن. فتحه بحذر وبدأ في قراءة بعض الأسطر، ليكتشف أن هذا الكتاب كان يوثق طقوسًا قديمة تُمارس في هذا المكان.
      
      كان يتحدث عن روحٍ شريرة تُدعى "الظلال الخالدة"، وهي روح لشيطان قديم كان يُعبد في هذا المنزل في العصور الوسطى. كان يتغذى على أرواح البشر الذين يدخلون هذا المكان، ولا يترك أحدًا يهرب.
      
      كلما قرأ حسام أكثر، زادت همسات الظلال من حوله، وكأن الكتاب كان يوقظها من سباتها. وعندما نظر إلى الوراء، شعر بشيء يقترب منه، يلمس جلده. أصوات ضحكات منخفضة ومرعبة بدأت تملأ المكان.
      
      ---
      
      الفصل الثالث: الدائرة المغلقة
      
      حسام بدأ يلاحظ شيئًا غريبًا، وهو أن الوقت في هذا المكان لا يسير كما يجب. كان يشعر بأن الأيام تمر ببطء شديد، وكان يجد نفسه دائمًا في نفس الأماكن التي زارها، كأن الزمن يعيد نفسه. في كل مرة يدخل فيها غرفة جديدة، كان يجد نفسه يعود إلى نقطة البداية.
      
      في محاولاته للهروب من هذا المكان، كان يشعر بأن الظلال تلاحقه، تقترب منه أكثر فأكثر. ولا يمر وقت طويل حتى يبدأ حسام في سماع صوتًا داخل عقله، يهمس له بشكل مستمر: "لن تخرج من هنا أبدًا."
      
      مع مرور الوقت، بدأت الأضواء في الكاميرا تتلألأ بطريقة غير طبيعية، وبدأت تلتقط صورًا دون أن يضغط على الزر. في كل صورة جديدة، كان يظهر له جزء من وجه كائن مظلم، يتنقل بسرعة من مكان لآخر. وفي إحدى الصور الأخيرة، كان يظهر فيها "سالم"، رجل غريب يرتدي ملابس قديمة، ذو نظرة حزينة وعينين مليئتين بالذعر.
      
      قرّر حسام البحث عن هذا الشخص الغريب، فربما يكون لديه الإجابة. في بحثه، اكتشف أن هذا الشخص كان أحد الضحايا السابقين للروح الشريرة التي تسكن هذا المكان. وعندما قابل سالم، أخبره بأن هذا المنزل هو فخ للروح القديمة التي تستهلك كل من يدخل في عالمها، ويظل عالقًا إلى الأبد في هذه الدائرة الزمنية المظلمة.
      
      ---
      
      الفصل الرابع: العودة إلى الجحيم
      
      حسام قرر أن يواجه هذا الكائن، وأخذ معه أدوات غريبة وجدها في إحدى الغرف العتيقة. كان يعلم أنه لا يستطيع الخروج دون أن يواجه تلك الظلال، لذلك قرر أن يعود إلى نفس المكان الذي بدأ فيه.
      
      في تلك اللحظة، كانت الظلال تظهر من كل زاوية، وتقترب منه بشدة. كانت أصوات الهمسات تتزايد، وأصبح المكان ضبابيًا وكأنه يحيط به من كل اتجاه. "سالم" كان قد اختفى، وكأن هذا المكان قد ابتلع جميع من دخله، وعاد إلى الزمن القديم ليصبح جزءًا من اللعنة.
      
      حسام كان يعلم الآن أنه لا مفر له. كان الظلام يزداد حوله، بينما روحه كانت تُسحب شيئًا فشيئًا نحو ذلك الكائن المظلم الذي كان يراقب كل تحركاته. عند دخوله الغرفة الأخيرة، كانت هناك مرآة قديمة تكاد تتحطم. وعندما نظر في المرآة، رأى نفسه، لكن بشكل مشوه، ملامحه مغطاة بالظلال.
      
      الشيء الذي كان يلاحقه طوال الوقت، ظهر أمامه أخيرًا، "الظلال الخالدة"، كائن ضخم ذو عينين مضيئتين وفم مفتوح في ظلام حالك. في اللحظات الأخيرة، كان حسام يحاول الهروب، لكن الكائن امتصه في الظلام، ليختفي جسده إلى الأبد.
      
      ---
      
      الفصل الخامس: النهاية المظلمة
      
      بعد فترة طويلة، جاء أشخاص آخرون إلى المنزل المهجور، باحثين عن أي أثر قد يفسر اختفاء حسام. لكن في كل صورة كانوا يلتقطونها داخل المنزل، كان يظهر فيها وجه حسام، عاكسًا عينين مضيئتين وحالة من الذعر الشديد.
      
      في النهاية، اكتشفوا أنه لا يمكن الهروب من هذا المكان. حسام كان قد أصبح جزءًا من اللعنة الأبدية، وعيناه اللتان تظهران في الصور كانت تلاحق كل من يجرؤ على الاقتراب من المنزل المهجور.
      
      كان المنزل لا يزال يعج بالظلال، وكلما دخل شخص آخر، كان يلتقط صورًا جديدة، وتظهر صورة حسام في كل زاوية، تأمل بعيون مضيئة، وكأنها تنتظر الضحية التالية.
      
      ---
      
      نهاية الرواية.
      

      الوشق المصري - أسطورة

      الوشق المصري

      2025, هاني ماري

      مغامرات

      مجانا

      في قلب الصحراء المصرية، تنشأ أسطورة الوشق المصري، الحارس الصامت الذي يظهر في أشد اللحظات خطرًا ليحمي من يستحق. يواجه حاتحور، ابن القبيلة الصحراوية، تحديات قاسية من الغزاة والجفاف والمجاعة، لكنه يجد في الوشق دليلًا غامضًا يقوده إلى النجاة. بين الحقيقة والأسطورة، تبقى الصحراء شاهدة على حكاية رجل ووحش، جمعتهما المصير وأسراره التي لا تنكشف أبدًا.

      حاتحور

      بطل الرواية، شاب من قبيلة صحراوية، شجاع وماهر في الصيد، تتغير حياته بسبب لقائه بالوشق.

      حيوان الوشق

      المخلوق الغامض الذي يظهر في لحظات الخطر، يساعد حاتحور ويوجهه دون أن يترك أثرًا واضحًا.

      مادو

      بن زعيم القبيلة، طفل شجاع لكن مغامرته توقعه في الخطر، مما يدفع حاتحور لإنقاذه.
      تم نسخ الرابط
      الوشق المصري

       أنا مش عارف إذا كنت هتصدقني ولا لا، بس اللي هحكيهولك ده حقيقة... أو على الأقل، الحقيقة اللي وصلتني. الحكاية بدأت من آلاف السنين، لما كانت الصحراء المصرية مش بس رملة وجبال، كانت مليانة أسرار وكائنات محدش يعرف عنها حاجة. ساعتها، كانت فيه قبيلة عايشة على أطراف الوادي، قبيلة بسيطة بتعتمد على الصيد والمياه اللي بتتجمع بعد المطر. وكان عندهم أسطورة، بيحكوهالك كده وانت قاعد قدام النار في عز الليل، عن مخلوق سريع، صامت، وعينيه بتلمع في الضلمة زي نجوم الصحرا.
      
      "الوشق."
      
      كانوا بيقولوا إنه مش مجرد حيوان، ده حارس الوادي، مخلوق خلقته الآلهة علشان يحمي الأرض من أي خطر ممكن يقرب منها. بس مش أي حد يقدر يشوفه، ولو شفته، تبقى حاجة من اتنين: يا إما انت راجل مقدر ليك حاجة عظيمة، يا إما نهايتك قربت.
      
      فيه ولد من القبيلة، اسمه "حاتحور"، كان دايمًا بيسأل عن الوشق، مش بيخاف من الأساطير ولا من كلام الشيوخ الكبار. كان كل يوم يخرج لوحده عند الكهوف اللي على حدود الوادي، مستني يشوف أي علامة تدل على وجوده. وفي ليلة، وهو ماشي تحت ضوء القمر، لمح حاجة غريبة... عينين بيتوهجوا في العتمة.
      
      فضل واقف، قلبه بيخبط في صدره، بس ماجريش. بالعكس، خد خطوة لقدام. المخلوق كان هناك، بين الصخور، بصوته الخفيف، وودانه الطويلة اللي كأنها بتسمع نبض الصحرا نفسها. حاتحور مد إيده، وبدون أي خوف، لمس فروه الناعم. ساعتها، حس بحاجة غريبة، كأن حرارة الأرض كلها بتنتقل لجسمه. الوشق بصله، وكأنه فاهم، وبعدين جري وسط الظلام، واختفى.
      
      تاني يوم، لما رجع حاتحور للقبيلة، حس إن فيه حاجة اتغيرت فيه. بقى سريع زي الريح، يسمع حاجات ماحدش بيسمعها، ويحس بحركة الحيوانات قبل ما تظهر. ومن ساعتها، بدأ يبقى "صياد القبيلة"، اللي محدش يقدر ينافسه. بس السر ده، كان بينه وبين الصحرا... وبين الوشق.
      
      يقال إن من يومها، الوشق المصري بقى جزء من روح الصحراء، بيظهر بس للي عندهم قلب نقي وشجاعة حقيقية. ولو في يوم مشيت لوحدك في الصحرا، وسمعت صوت خفيف وسط الرمال، متخافش... يمكن يكون بيختبرك، يشوف انت من أي نوع من البشر.
      
      
      
      
      بعد الليلة دي، ماحدش في القبيلة فهم التغيير اللي حصل لحاتحور غيره هو بس. بقى يتحرك بين الصخور بسرعة، يعرف أماكن الصيد من قبل ما حد يشم ريحة الفرائس، ولما يخرج للصيد، كان بيرجع دايمًا بحاجة وفيرة، كأنه متفق مع الحيوانات على تسليم نفسهم ليه. الناس في القبيلة بدأوا يبصوا له بنظرة مختلفة، نظرة إعجاب بس برضه خوف. الإنسان لما يشوف حاجة مش مفهومة بيخاف منها، حتى لو كانت حاجة كويسة.
      
      الحكيم العجوز والسر القديم
      
      كان في القبيلة راجل كبير اسمه "جد-إيب"، كان الكل بيحترمه، لأنه أكبرهم سنًا وأكترهم معرفة بأسرار الصحرا. لما شاف اللي بيحصل لحاتحور، ندهه ليلة وجلس معاه قدام النار، وسأله بهدوء:
      
      ــ "شفت الوشق، مش كده؟"
      
      حاتحور تفاجئ، بس ما حاولش يكذب. حكى له كل حاجة، عن الليلة اللي لمس فيها الوشق، عن الإحساس الغريب اللي جري في جسمه، وعن القوة اللي حس بيها من بعدها.
      
      جد-إيب فضل ساكت شوية، وبعدها بص له وقال:
      
      ــ "اللي حصل معاك مش جديد. ده حصل قبل كده، من زمان أوي. بس مش أي حد يقدر يقابل الوشق، ولا أي حد يقدر يعيش بعد ما يلمسه."
      
      حاتحور حس برعشة في جسمه، مش خوف، لكن كأنه فهم إن اللي حصله مش مجرد صدفة. سأله:
      
      ــ "يعني أنا هفضل كده؟"
      
      ــ "ده بيعتمد عليك، الوشق مش بيدي قوته للهزار. اللي خد قوته زمان، لو ما استحقهاش، الصحرا أخدته، وفضل اسمه مجرد قصة الناس تحكيها. بس اللي يقدر يحافظ عليها، بيبقى جزء من الصحرا نفسها."
      
      مغامرة في الكثبان
      
      في يوم، واحد من رجال القبيلة، اسمه "مرنبتاح"، خرج للصيد مع ابنه الصغير، وما رجعش. الناس في القبيلة خافت، لأن الصحراء ما بترحمش اللي يتوه فيها. الكل قال إنهم ضاعوا، وإنه ما فيش فايدة من البحث، بس حاتحور رفض. أخد رمحه وخرج لوحده في نص الليل، متبعًا إحساسه، والإشارات اللي كان بيشوفها في الرمل، إشارات ما حدش غيره كان يقدر يفهمها.
      
      مشيت يوم كامل، لحد ما وصل لكثبان بعيدة، وهناك سمع صوت ضعيف... صوت طفل بيبكي. قلبه دق بسرعة، وجرى ناحيته، لقى الولد قاعد تحت صخرة، مرعوب، وعينه متعلقة بجثة أبوه اللي كان واقع جنب الصخرة، مخدوش من ضربة نمر صحراوي.
      
      حاتحور رفع الولد، وبص حواليه، كان الليل قرب، والصحرا ما بترحمش الضعيف. بدأ يسمع صوت حركة في الرمل، وكأنه مش لوحده. في اللحظة دي، حس بشيء يتحرك في الضلمة... عيون بتلمع بين الصخور. الوشق!
      
      كان واقف هناك، زي المرة الأولى اللي شافه فيها، بس المرة دي، كأنه كان مستنيه. الوشق بص له، وبعدها اتحرك ببطء، كأنه بيقوله "اتبعني." وبدون تردد، حاتحور حمل الولد وماشي وراه. كانت رحلة طويلة وسط الظلام، بس في الآخر، لقى نفسه قدام حدود القبيلة. الوشق كان واقف هناك للحظة، وبعدها اختفى وسط الكثبان.
      
      أسطورة تتوارثها الأجيال
      
      لما رجع حاتحور بالولد، الناس في القبيلة بصت له كأنه نزل من عالم تاني. محدش سأل عن التفاصيل، بس كلهم بقوا متأكدين إن الوشق هو اللي رجّعه. من اليوم ده، القبيلة بقت تحكي عن "حاتحور ابن الوشق"، الراجل اللي قدر يفهم الصحرا، واللي الوشق اختاره بنفسه.
      
      السنين عدت، وحاتحور بقى زعيم القبيلة، وعلمه انتقل للأجيال اللي بعده. لحد النهاردة، في بعض الأماكن البعيدة في الصحرا المصرية، الناس لسه بتحكي عن اليوم اللي ظهر فيه أول وشق مصري... الوشق اللي كان مش بس حيوان، لكن روح الصحرا نفسها.
      
      ولو في يوم كنت ماشي لوحدك في الصحرا، وحسيت إن حد بيراقبك من الظلام، افتكر... مش دايمًا الصحرا فاضية، أحيانًا، بتكون عيون الوشق هي اللي شايفاك.
      
      
      
      
      مرّت السنين، وحاتحور فضِل هو وأفراد قبيلته في الصحراء، عايشين وسط الرمال القاسية، بيكافحوا كل يوم علشان يجيبوا المياه والطعام، ويحاولوا يفهموا الصحرا اللي أحيانًا تبقى أحن من الأم، وأحيانًا تقتل بلا رحمة. لكن حياة الصحرا ما بتستقرش، والخطر دايمًا قريب.
      
      غزو الغرباء
      في يوم مشؤوم، والصبح لسه بيطلع، صوت صهيل خيول غريبة دوّى في الوادي. ناس غريبة، من قبيلة تانية، كانوا جايين من الغرب، لبسهم أسود وأسلحتهم لامعة تحت نور الشمس. مكنوش جايين للسلام، كانوا جايين ينهبوا، ياخدوا أي حاجة قيمة، حتى لو كان على حساب أرواح الناس.
      
      القبيلة كلها دخلت في حالة فوضى، الأطفال بيصرخوا، الستات بيستخبوا في الخيام، والرجالة مسكوا رماحهم واستعدوا للدفاع عن أرضهم. لكن عدد المهاجمين كان أكبر، وأسلحتهم أقوى. حاتحور كان واقف في نص المعركة، عينه بتدور على نقطة ضعف، على أي حاجة يقدر يستخدمها ضدهم.
      
      وفي وسط الفوضى، لمح حاجة... فوق الجبل الصغير اللي جنب الوادي، كان فيه حركة، زي ظل سريع بيتنقل بين الصخور. الوشق! كأنه كان بيراقب الأحداث من بعيد، مستني اللحظة المناسبة. حاتحور فهم الرسالة، وبدون تردد، استخدم معرفته بالصحراء، قاد المقاتلين بتوعه ناحية الكهوف الصغيرة، اللي عرف إنها مليانة فتحات سرية، ممكن يستخدموها للفخاخ.
      
      بسرعة، بدأ يقود المهاجمين ناحيتها، لحد ما وقعوا في الفخ. الرمال الناعمة تحتهم كانت فخاخ طبيعية، واللي خطى غلط، رجله غاصت في الرمال المتحركة. الرجالة اللي بقوا محاصرين بين الصخور، استهدفهم الصيادون بالرماح، وبعد معركة طويلة، قدروا يدفعوا المهاجمين بعيد عن الوادي.
      
      اختفاء ابن زعيم القبيلة
      بعد أيام قليلة من الغزو، حصلت كارثة تانية. ابن زعيم القبيلة، الصغير "مادو"، كان بيحب يجري بعيد عن المخيم، يلعب بين الصخور، يستكشف أماكن جديدة. بس في يوم، مادو اختفى. الناس دورت عليه في كل مكان، بس الصحراء كانت هادية، كأنها ابتلعته.
      
      حاتحور كان عارف إن الصحرا ما بتمحيش حد بسهولة، وإنه لازم يفكر بطريقة مختلفة علشان يلاقي الولد. بالليل، طلع لوحده وسط الصحراء، وقف في المكان اللي اتشاف فيه مادو آخر مرة، وساب عينه تدور وسط الظلام. وساعتها، لمحها... نفس العيون المتوهجة وسط الضلمة.
      
      الوشق كان هناك، واقف بين الصخور. حاتحور خدها كإشارة، وبدأ يتحرك ناحيته. الوشق بدأ يجري، مش بسرعة كبيرة، كأنه كان عايزه يتبعه. ساعات طويلة وهو ماشي وراه، لحد ما وصل عند فجوة صخرية، كان في ضوء ضعيف طالع من جوّاها. لما دخل، لقى مادو، قاعد لوحده، خايف، بس سليم.
      
      قبل ما يمد إيده للولد، سمع صوت هسهسة. التفت، ولقى نفسه قدام واحدة من أخطر مخلوقات الصحراء... أفعى قرناء ضخمة، ملتفة وجاهزة للهجوم!
      
      حاتحور كان بدون سلاح تقيل، مجرد خنجر صغير، لكنه عارف إن أي حركة غلط، الأفعى هتنقض عليه أو على الولد. في اللحظة دي، الوشق اتحرك، بخفة وسرعة مرعبة، قفز على الأفعى قبل ما تهجم، وبضربة واحدة من مخالبه الحادة، أصابها إصابة قاتلة.
      
      الوشق وقف بعدها، عينه في عين حاتحور للحظة، وبعدين، كعادته، اختفى وسط الظلام.
      
      حاتحور حمل مادو ورجع للقبيلة، والناس كلها احتفلت بعودته، لكن القليل بس اللي فهم إن الوشق هو السبب الحقيقي في إنقاذه.
      
      مجاعة الرمال الحارقة
      الصحراء أحيانًا مش بتحتاج أعداء علشان تبقى قاتلة، أحيانًا كفاية إن المطر ما ينزلش، وإن الحيوانات تختفي، وساعتها الناس بتواجه أسوأ عدو... الجوع والعطش.
      
      جت سنة قاسية، الحرارة زادت، الأنهار اللي كانت بعيدة نشفت، والصيد بقى نادر. القبيلة بدأت تجوع، الناس وشهم بقى هزيل، الأطفال بقى صوتهم ضعيف، حتى أقوى الصيادين ما كانوش قادرين يلاقوا حاجة. الموت كان بيقرب، وحاتحور كان حاسس بيه في كل خطوة بياخدها وسط الخيام.
      
      في ليلة، قرر يعمل حاجة مجنونة. خرج لوحده، بدون طعام، بدون مياه، ومشي في الصحرا، عارف إنه لو ما رجعش بحاجة، القبيلة كلها هتموت. مشي يوم كامل، والتاني، والتالت، من غير ما يلاقي أي حاجة، لحد ما جسمه بدأ يضعف، ورجله بقت بتغوص في الرمال.
      
      بس في اللحظة اللي عينه كانت بتقفل فيها، سمع الصوت اللي بقى يحس بالأمان لما يسمعه... صوت خطوات خفيفة على الرمل. فتح عينه بالعافية، وشاف الوشق واقف فوق تل رملي، وراه في الضباب، كان فيه شيء ضخم بيتحرك.
      
      حاتحور لمّ آخر قوته ووقف، وبص قدامه، وشاف... قطيع من الغزلان!
      
      كانوا هناك، في واحة مخفية بين الجبال، مليانة مياه ونباتات. الوشق، للمرة الأخيرة، قاد حاتحور للمكان الوحيد اللي كان ممكن ينقذ قبيلته.
      
      رجع حاتحور بالخبر، والقبيلة كلها سافرت للمكان الجديد، وهناك، بدأوا حياة جديدة، بعيد عن الجفاف، بعيد عن الخطر. ومن اليوم ده، فضلوا يحكوا عن حاتحور ابن الوشق، الرجل اللي أنقذ قبيلته، بفضل حارس الصحرا الغامض.
      
      لكن السر الحقيقي؟
      
      في بعض الليالي، لما القمر يبقى مكتمل، وأحد أحفاد حاتحور يكون بيتمشى لوحده، ممكن يسمع صوت ناعم وسط الرمال، كأن حد بيراقبه، ولو كان محظوظ... ممكن يشوف وميض عيون ذهبية، بتختفي بين الصخور.
      
      رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء