موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        رواية ليلة ظالمة

        ليلة ظالمة

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        طالبة جامعية بتشتغل في كافيه، بتلاقي نفسها فجأة في عالم غريب ومخيف بعد ما بتشوف حاجات مش طبيعية. بتقابل شاب غامض بينقذها من خطر كبير، بس الأحداث الغريبة بتزيد، وبتكتشف إن في أسرار كتير حواليها، وإن حياتها مش عادية زي ما كانت فاكرة. القصة بتدور حوالين اكتشافها لذاتها ولمين هي، ومواجهتها لقوى خارقة للطبيعة.

        أستاذ لوقا

        زميل لزي لين في الكافيه، بيبان عليه إنه مرهق من الحياة بشكل عام، وبيقول كلام غريب زي "اوعي تمشي ورا النور". شخصيته ودودة لكن ممكن يكون عارف حاجات أكتر مما بيبين.

        المديرة لينا

        مديرة الكافيه اللي بتشتغل فيه زي لين. شخصيتها حازمة بس ودودة في نفس الوقت. بتستغرب إن زي لين بتيجي الشغل بدري وبتشك إنها بتهرب من المحاضرات.

        الزبون الغامض

        يظهر في الكافيه بعينين حمرا، وبيعمل حاجات خارقة للطبيعة زي إنه بيحول الست لرماد، وبيختفي فجأة. صوته مألوف لزي لين، وده بيزيد من الغموض حواليه. بيظهر إنه بيحمي زي لين وبيخاف عليها.
        تم نسخ الرابط
         ليلة ظالمة

        الكتاب ده قصة خيالية. الأسماء والشخصيات والشركات والأماكن والأحداث والمواقف. أي تشابه بينها وبين أشخاص حقيقيين، سواء عايشين أو ميتين، أو أحداث حصلت بجد، هو مجرد صدفة.
        
        أنا بفضل القصص الخفيفة أو المتوسطة اللي نهايتها متوقعة. فلو ده مش مجالك، ممكن تشيلها من مكتبتك عادي. أنا مش شاطر في التعديل وساعات ببقى دماغي مهوية وأنا بكتب، فلو لقيت أي كلمة مكتوبة غلط أو أخطاء نحوية، يا ريت تبلغني عشان أقدر أصلحها.
        ملحوظة: يرجى العلم إن القصة دي مش مناسبة للجمهور الصغير. فيها ألفاظ قوية وعنف ومشاهد حساسة (وكمان فيها حاجات تقليدية كتير) ممكن تكون مش مريحة لناس. لو ده مش اللي بتحبه، ممكن تمشي.
        
        _______
        
        
        "أنا تعبت."
        
        دي كانت أول جملة سمعتها لما دخلت محل القهوة اللي بشتغل فيه. كان صوت أستاذ لوقا وهو ساند وشه بإيده ومسح الأرض. ابتسمت. شكله كان تعبان من الحياة نفسها، مش من الشغل.
        
        "إيه ده يا زي لين؟ إنتي جيتي بدري النهاردة ولا إيه؟" دي كانت تحية المديرة ليا أول ما دخلت أوضة الموظفين. ابتسمت لها بس ورحت على دولابي عشان ألبس اليونيفورم بتاعي.
        
        "مش مبسوطة إني جيت بدري يا أستاذة لينا؟" قلتها بنبرة فيها هزار. سمعت ضحكتها الخفيفة قبل ما ترد:
        
        "مش كده خالص. بس مستغربة عشان لسه وقت الدراسة — استني، إنتي طفشتي من المحاضرات؟!" صرخت بصدمة.
        
        "لأ طبعًا!" دافعت عن نفسي. سمعت تنهيدة عميقة منها. ابتسمت بس ولبست المريلة قبل ما أطلع من أوضة اللوكرات وأروح على مكاني — عند الكاونتر. كان في زمايلي رجالة ينفعوا يكونوا جرسونات، فعشان كده أنا بقعد عند الكاونتر.
        
        وأنا بنظف قسم ماكينة القهوة، لمحت حد قاعد جنب الشباك الأزاز وباصص بره من غير أي تعبيرات على وشه ورجليه فوق بعض. استغربت إنه مفيش أي حاجة على ترابيزته. بصيت على أستاذ رامي وأستاذ لوقا اللي كانوا مشغولين بينظفوا الترابيزات والأرضية. ده وقت الذروة عشان كده مفيش زباين كتير. مش واخدين بالهم إن في زبون محدش خد منه طلب؟
        
        قربت من الراجل ده بالراحة. شكله مخدش باله إني بقرب منه لأنه فضل باصص لبره.
        
        ياترى في إيه بره؟
        
        بسبب فضولي بصيت أنا كمان على اللي بيبص عليه. مفيش أي حاجة غريبة غير العربيات اللي معدية في الشارع. هو عايز يفضل يبص عليهم لحد ما يزهق؟ شكله ميهموش أي حاجة حواليه.
        
        "عايزة حاجة يا أنسة؟" اتنفضت شوية من الخضة لما اتكلم فجأة، فرحت موطية راسي بسرعة وحكيت ورا وداني بإحراج.
        
        "أحم... كنت بس عايزة آخد طلب حضرتك." قلتها بصوت واطي. الكافيه ده خدمة ذاتية بس مفيش زباين كتير وأنا مش مشغولة.
        
        "أيس أمريكانو، دبل شوت."
        
        "حاضر يا فندم." قلتها ورحت بسرعة على قسم ماكينة القهوة. معرفش ليه، بس حسيت بحاجة غريبة بخصوص الزبون ده. صوته حسيته مألوف. كأني سمعته في مكان ما قبل كده؟
        
        مش عارفة.
        
        بعد ما عملت له طلبه، رحت له بسرعة وأنا ماسكة صينية عليها القهوة. حطيتها على ترابيزته وابتسمت له. بس الابتسامة دي اختفت فجأة لما شفت وشه كله.
        
        قلبي وقع لما عيني جت في عينيه الحمرة.
        
        عينيه حمرا بشكل يخوف!
        
        كأني اترميت عليا مية ساقعة. كنت عايزة أصدق نفسي إن ده مجرد هلوسة، لأنه بقت سودا تاني.
        
        بس أنا شفتها حمرا بجد!
        
        "إنتي كويسة يا أنسة؟" رجعت للواقع لما الراجل اتكلم. هزيت راسي بس وهديت نفسي قبل ما أمشي بعيد عنه وأروح على الحمام. إيه اللي بيحصلي ده؟
        
        حطيت إيدي على جنبين الحوض وبصيت لنفسي في المراية. فجأة، استغربت إزاي كانت أيامي وأنا طفلة. ومنين أنا أصلاً. مستغرباه بس، إزاي وصلت في نص الغابة ومليانة كدمات؟ إزاي انتهى بيا المطاف هناك؟ يا نهار أبيض! أسئلة كتير بتلف في دماغي ومحتاجة إجابات بشكل مش طبيعي!
        
        كل اللي أعرفه إني قضيت حياتي عايشة لوحدي. إزاي قدرت أعيش؟ معرفش برضه. بس عمري ما عانيت. دايماً كان في حد بيبعتلي الحاجات اللي محتاجاها. كنت صغيرة وقتها ومن غير ما أدرك مكنتش بستغرب ده.
        
        بس أنا دلوقتي عندي 21 سنة.
        
        فكرت يمكن اللي كان بيبعتلي الحاجات دي عارف إني لوحدي عشان كده كان بيساعدني. اتأكدت إني افتكر كل الحاجات والفلوس اللي استخدمتها وبدأت أشتغل عشان أسددها.
        
        الموضوع لسه مستمر لحد دلوقتي. بس أنا مبقتش أعتمد على كده زي الأول. بشتغل وبدرس من وأنا عندي 18 سنة.
        
        أخدت نفس عميق وغسلت إيدي قبل ما أطلع من الحمام. صفيت دماغي وركزت على الشغل بس.
        
        الوقت عدى بسرعة. الزباين بدأت تمشي واحد ورا التاني، والليل كان دخل بره. مبقاش غير أنا وأستاذ رامي وأستاذ لوقا عشان نرتب وننظف. المديرة دايماً بتمشي بدري.
        
        "إحنا ماشيين يا زي لين." قالها أستاذ لوقا وهو بياخد شنطته.
        
        "عايزة تيجي معانا؟ الساعة بقت عشرة والدنيا خطر لو روحتي لوحدك، خصوصاً إنك بنت." ابتسمت بس بسبب كلام أستاذ رامي.
        
        "أنا كويسة. إنتوا روحوا بس." المكان اللي قاعدة فيه قريب من محطة الأتوبيس. يعني، مواصلة واحدة وبكون هناك. بصوا لبعض الأول واتنهدوا.
        
        "تمام، بس لو حسيتي بأي حاجة غريبة أو حسيتي إن في حد ماشي وراكي، متتردديش إنك تتصلي بالبوليس." دي كانت نصيحة أستاذ رامي وهو ماشي بره.
        
        
        
        
        
        
        "زي لين؟"
        
        "إيه يا أستاذ لوقا؟"
        
        "اوعي تمشي ورا النور، تمام؟" قالها وخرج. ضحكت أنا بس بصوت واطي وكملت مسح الأرض.
        
        عدت كام دقيقة، وبصيت أتأكد لو نسيت حاجة قبل ما أدخل أوضة اللوكر أغير هدومي.
        
        بعد ما غيرت هدومي، قفلت باب الكافيه الرئيسي وبدأت أمشي في طريق هادي. كل حاجة كانت ماشية تمام وأنا ماشية في أمان. بس حسيت بقلق لما لقيت نور عمود الإضاءة بيطفي ويولع.
        
        يا لهوي، حاجة تخوف.
        
        فضلت ماشية وأنا حاضنة نفسي. حسيت كمان إن شعري وقف على رقبتي ودراعاتي.
        
        يا لهوي، على حد علمي، مكنتش بحس الإحساس ده كل ما أعدي من هنا. بس ليه الدنيا مختلفة النهاردة؟
        
        وقفت مكانى لما بصيت على أضلم حتة في الشارع.
        
        هي دايماً ضلمة هناك؟ مش فاكرة.
        
        حسيت بهالة مخيفة ومهددة في المنطقة دي خلتني مش مرتاحة.
        
        كأنه... في حد بيبص عليا؟ مش عارفة؟ يمكن أنا بتخيل بس.
        
        "أه، يبقى إنتي اللي هناك؟"
        
        "شهقة!" اتنفضت من الخضة لما سمعت صوت بارد. بصيت حواليا لحد ما عيني جت على واحدة ست ساندة على عمود ومرجعة دراعاتها لورا. مش عارفة أوصف إحساسي دلوقتي. قلق ممزوج بخوف وندم. كان المفروض روحت مع أستاذ رامي وأستاذ لوقا.
        
        "لما أشوفك عايشة ومبتعرفيش أي حاجة، بيجيلي إحساس إني عايزة أطعنك كتير أوي."
        
        إيه ده؟ إيه اللي بتقوله الست دي؟ ليه عايزة تطعنني؟ أنا عملت لها إيه؟
        
        "لما أشوفك هنا، فاكرة إني مش هعرف؟" فجأة ظهر راجل.
        
        كان مديني ضهره فمشفتش وشه. كان واقف قدامي وإيده اليمين ماسكة دراعي اليمين. كأنه بيحميني من الست دي اللي كانت بتبصلي بغل.
        
        "إيه... إيه اللي بتعمله هنا؟" سألت الست بصدمة. "هو بيحب البنت دي أوي. متقولش إنك إنت كمان؟" ضافت وهي متضايقة. حسيت بالغضب والغيرة في صوتها.
        
        إيه اللي بيتكلموا فيه ده؟ وإيه علاقتي أنا بالموضوع ده؟ هو بيحبني؟ مين؟
        
        "إنتي عملتي كتير أوي." قالها الراجل بنبرة خطيرة. شفت إزاي وش الست شحب.
        
        الراجل ساب إيدي اللي كانت ماسكة دراعي. بحركة سريعة، شفت كرة نار حمرا في إيده الشمال وصوبها على الست اللي كانت مصدومة. يا... يا لهوي! إيه اللي بيحصل ده؟!
        
        مكنتش مصدقة اللي شفته. كرة النار قربت من الست بسرعة. وفي لمح البصر، اتحولت لرماد واختفت زي الرمل في الهوا.
        
        إيه ده بحق الجحيم؟
        
        "إنتي كويسة؟" الراجل بصلي. ولصدمتي، طلع هو نفس الزبون اللي كان في الكافيه واللي كان طول الوقت بيبص بره الشباك الأزاز. مش قادرة أصدق. كل حاجة حاسة إنها مش حقيقية.
        
        إيه اللي بيحصل؟ اللي شفته ده بجد؟ ليه عمالة أشوف حاجات غريبة النهاردة؟ أعتقد إني اتجننت.
        
        
        
        
        
        
        "هو النهاردة كام في الشهر تاني؟"
        
        اتنهدت ومشيت لوحدي في صالة المدرسة ناحية الفصل وأنا مش مركزة.
        
        لحد دلوقتي لسه متضايقة من اللي حصل إمبارح بالليل. عيني مكنتش مصدقة اللي شافته. يعني... إزاي عمل كده؟ إزاي قدر يطلع حاجة مش معقولة من إيده ويخلي الست رماد؟ محدش هيصدقني لو حكيت لهم ده. أو الأسوأ، يمكن يفتكروني مجنونة أو هربانة من مستشفى المجانين.
        
        أنا لازم أنسى اللي حصل إمبارح بالليل. السحر مش موجود، تمام؟ فاهدي يا زي لين. ده اللي بيحصل لما الواحد بيبقى ناقص نوم.
        
        بس لسه الموضوع معلق في دماغي. الراجل ده. كنت خلاص هتكلم معاه ليلة إمبارح بعد ما وصلني للبيت، فجأة اختفى من قدامي كإنه فقاعة. وبسبب اللي حصل ده، زادت عندي الشكوك في الحاجات اللي مش حقيقية.
        
        اتنهدت تاني ومشيت ناحية مكاني.
        
        كلنا قعدنا لما مدرسنا بتاع أول حصة وصل. الحصة كانت كويسة وزملائي في الفصل حاولوا على قد ما يقدروا يتفاعلوا مع الأرقام والحروف اللي كانت مكتوبة على السبورة البيضا.
        
        كويس، مش هقدر أعترض عليهم. حتى أنا بتعب في الرياضة. مهما حاولت أفهم أو أشغل دماغي، مفيش حاجة بتحصل. بحس بدوخة بس لما بشوف الأرقام. وبعدين، ليه لازم يكون في حروف في حل المسائل؟ هل هنستخدم ده لما نشتري حاجة من المحل؟ لأ طبعاً، مش كده؟ كويس إني اتولدت نشيطة، وإلا مكنتش هبقى عندي منحة دراسية دلوقتي.
        
        طول الحصة كنت ببص بره الشباك. مش عارفة إيه اللي بيحصل. المشهد اللي حصل إمبارح بالليل كان بيتدفق في دماغي زي ماكينة شغالة وبتلف، ومبتوقفش. حاسة إني متضايقة أوي. أعتقد إني هتجنن بس من التفكير فيه.
        
        ليه مش عايز يخرج من دماغي؟
        
        "آنسة زي لين مونارك؟" وقفت من غير ما أحس وبصيت للشخص اللي ناداني. كانت مدرسة الإنجليزي بتاعتنا، وهي كمان مستشارتنا. حصص الصبح بتاعتنا هي رياضيات، وبعدها فيليپيني، تاريخ، وإنجليزي. وكل حصة مدتها ساعة. يعني، أنا فضلت أبص بره الشباك أكتر من تلات ساعات. يا إلهي! فضلت سرحانة المدة دي كلها؟
        
        "عزيزتي، لو مش مهتمة بحصتي، تقدري تمشي عادي." كانت بتقول كده وهي مبتسمة، وده اللي خلاها مخيفة.
        
        "أنا آسفة يا مدام تريسيا." بصيت لتحت.
        
        "بس اتأكدي إنك هتركزى."
        
        "تمام يا فندم." رديت بصوت واطي ورجعت قعدت.
        
        الحصة خلصت بدري، وزملائي كانوا بيسبقوا بعض وهم طالعين من الفصل كأنهم متحمسين أوي عشان يتغدوا. طلعت تليفوني من جيب الجاكيت بتاعي وبصيت في الساعة. لسه بدري أوي على الغدا.
        
        اتنهدت بس وقمت عشان أطلع من الفصل. مش حاسة إني عايزة أتغدى. حاسة إني مش هقدر أبلع الحاجات الغريبة اللي شفتها إمبارح، يمكن أرجع الأكل.
        
        كنت ناوية أروح على السطح أشم هوا. بحب أقعد هناك. الهوا المنعش بيديني إحساس بالراحة.
        
        لما وصلت على السطح رحت على طول عند السور وسندت ضهري عليه وأنا حاطة إيدي في جيوبي. بحب إزاي الهوا بيطير شعري.
        
        "إيه اللي بتعمليه هنا؟"
        
        شفت إنزو — ممثل الفصل بتاعنا — واقف في الزاوية. شكله كان متلخبط وهو بيبصلي.
        
        طب هو؟ بيعمل إيه هنا؟
        
        "إنتي بتيجي هنا كتير؟" سألني. هزيت راسي بخجل ووطيت راسي عشان أتجنب بصولته العميقة ليا. عمري ما اتكلمت معاه. هو... أعلى مني بكتير.
        
        سمعت ضحكته الخفيفة فبصيت له باستغراب. في حاجة بتضحك؟
        
        "إنتي دايماً كده،" قال وهو مبتسم. "هل تعرفي إنه من قلة الذوق متتوصيش لحد بيكلمك؟"
        
        هنا وقفت مكاني. صوته بقى بارد وجاد. فجأة قلقت أكتر خصوصاً لما شفت وشه الجاد جداً. عينيه اللي مفيهاش تعبيرات بتبصلي، بتركيز. جسمي كله بقى ضعيف وركبي بتترعش عشان كده مسكت السور بإحكام. ضغط كبير خلاني عايزة أجري بعيد من هنا. بعيد عن الراجل ده.
        
        بدأ يقرب مني بالراحة فقلقت وخفت أكتر لأسباب مش مفهومة. "متخافيش، تمام؟ مش هأذيكي." قالها.
        
        قال إيه؟ متخافيش؟ هو مجنون؟ مين اللي مكنش هيخاف لما يكون قدام شخص اتغير وجوده فجأة؟
        
        "ومش هأذيها أبداً. ماليش الحق إني أذيكي، وإلا هكون ميت بسببه." ضاف جملة خلتني أستغرب أكتر.
        
        هاه؟ إيه اللي بيقوله ده؟
        
        
        
        
        
        
        "يعني إيه قصدك؟" سألت وأنا تايهة وفضولية في نفس الوقت. بصلي تاني، مبتسماً بصدق.
        
        أنا مصدومة. ودلوقتي هو بيبتسم. إيه مشكلة الراجل ده؟ ثنائي القطب ولا إيه؟
        
        "هتعرفي قريب." آخر حاجة قالها قبل ما يمشي من المكان. فضلت واقفة مكاني. مش قادرة أستوعب الكلمات اللي قالها. كنت خايفة بس متلخبطة في نفس الوقت.
        
        هزيت راسي بس وحاولت أحط الأسئلة في دماغي على جنب. أنا متلخبطة أوي. حاسة إن دماغي هتنفجر في أي وقت بسبب الأسئلة اللي ملهاش إجابة.
        
        اتنهدت وبعدين حطيت دراعاتي على السور. بصيت للمساحة الواسعة للملعب من هنا. في كام طالب بشوفهم بيتجولوا، وبعضهم مشغولين بالدردشة مع أصحابهم. يا ريت لو كان عندي شخص واحد بس أتكلم معاه. أضحك معاه وأكون معاه وقت الفسحة.
        
        استغربت لما لاحظت إن الدنيا بدأت تضلم بالتدريج. بصيت في الساعة بس لسه بدري في النهار.
        
        الساعة لسه جاية 12 الظهر.
        
        بصيت تاني لتحت وشفت الطلاب بيجروا بسرعة يدخلوا المبنى. وقتها بس لاحظت السما اللي مغيمة.
        
        استني. على حد علمي، درجة الحرارة النهاردة من 23 لـ 30 درجة مئوية. هل في تغير مفاجئ في الجو؟
        
        "يا إلهي!" صرخت من الخضة لما فجأة حصل رعد قوي. افتكرت إن حد بيصورني عشان كان في ضوء كده انعكس عليا قبل ما يحصل الرعد. بجد؟ هتمطر بجد؟
        
        جريت ناحية الباب ودخلت جوه المبنى. وأنا نازلة السلالم بسرعة سمعت حد بيتكلم في السماعة.
        
        "كل الحصص اتلغت بسبب التغير المفاجئ في الجو." الجملة دي كانت بتتقال باستمرار في السماعة. شفت الدهشة على وشوش الطلاب اللي قابلتهم. وقفت عن الجري وبصيت إيه اللي حصل بره من خلال الشباك الأزاز.
        
        رعد وبرق ومعاهم مطر غزير. كأنهم بيتجمعوا مع بعض. السما بقت ضلمة أوي. كل حاجة شكلها غريب. هل في عاصفة مفاجئة؟
        
        استغربت أكتر لما فجأة الرعد والبرق والمطر وقفوا. بس الضلمة لسه موجودة في كل حتة. السحاب المغيم بدأ ينفصل بالتدريج وطلعت شمس من وراه. الشمس نورت المكان كله بشكل ساطع.
        
        "إيه اللي بيحصل بحق الجحيم؟" قالها طالب بصدمة وهو مش مصدق. وقتها بس لاحظت إننا كتير متجمعين هنا عشان نبص على السما.
        
        الكل شهق، أنا كمان. فجأة الجو اتغير وفي لمح البصر، السحابة الكبيرة والتقيلة انقسمت وظهر قمر أسود.
        
        اس-استنى! إيه ده؟ ده كسوف شمسي؟! يا لهوي! بس هو الكسوف الشمسي بيبقى كده؟
        
        غطيت بوقي وأنا مش مصدقة من اللي اكتشفته. غريب وعجيب. مخيف.
        
        "يا جماعة! ابعدوا عن الشباك ده!" سمعت صرخة حد. جرينا كلنا أسرع من البرق بعيد عن الشباك. وقبل ما أعرف، حصل انفجار قوي.
        
        غطيت وداني وغمضت عيني. بس بسبب قوة الانفجار، كلنا وقعنا على الأرض. حسيت ببلاطة ساقعة على خصري اليمين. عيطت من الألم. وقتها بس لاحظت إن جنبي خبط في السلم.
        
        "إنتي كويسة يا زي لين؟ يا لهوي! راسك بتنزف!"
        
        مسكت راسي بسرعة. حسيت إنها مبلولة فبصيت في إيدي. فجأة اتخضيت لما شفت عليها دم.
        
        حسيت إن في حد شالني وبعدني عن المكان ده. كنت عايزة أشكر الشخص اللي شالني بس شكلي صوتي راح. كأن في حاجة بتسد حلقي ومنعاني أتكلم. ونظري كان بيضلم بالتدريج.
        
        كنت عمالة أسمع شتائم الراجل اللي شالني كذا مرة. صوته مألوف بالنسبة لي بس دماغي مش قادرة تتعاون معايا في اللحظة دي عشان أفتكر هو صوت مين وإمتى سمعته.
        
        كنت عايزة أشوفه وأشكره. بطريقة ما، حسيت إنه شعور حلو لما يكون في حد قلقان عليك. قدرت أبتسم برضه رغم إن جسمي كان بيوجعني أوي.
        
        "شكرًا لك..." قلتها بصوت واطي قبل ما يغرقني الضلام.
        
        

        روايه بيكي بلايندرز - حب توماس وبيث

        بيكي بلايندرز

        2025, علياء عمرو

        تاريخية

        مجانا

        أهلها ماتوا وحبيبها "تومي شلبي" رجع من الحرب متغير. بتورينا إزاي بيث بتحاول تتأقلم مع الواقع الجديد وتساعد تومي اللي بيعاني من صدمة الحرب وكوابيسها، بالرغم من كل الصعوبات. الرواية بتغوص في علاقتهم المعقدة والحب اللي بينهم، وبتكشف كمان عن عالم "البيكي بلايندرز" والمشاكل اللي بتواجههم مع رجوع تومي وإخوته. في خمس سطور، القصة بتوصف رحلة بيث وتومي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية عشان يلاقوا الراحة والأمان لبعضهم في عالمهم القاسي.

        توماس شلبي

        حبيب بيث، قائد عائلة البيكي بلايندرز. رجع من الحرب متغير، بارد، ومتوتر، وبيعاني من كوابيس ليلية بتخليه ينفصل عن اللي حواليه. بالرغم من قسوته الظاهرية، إلا إنه بيحب بيث جداً وبيعتبرها نقطة ضعفه الوحيدة

        بولي

        عمة أولاد شلبي، وهي بمثابة الأم ليهم. ست قوية وذكية، بتدير أعمال العائلة في غياب الأولاد أثناء الحرب. بتحاول تحافظ على ترابط العائلة وتدعمهم في كل الأوقات.

        جون

        واحد من إخوة تومي، بيث بتعتبره أقرب أصدقائها. تأثر بالحرب وبيواجه صعوبات في النوم. بيث بتلاقي فيه راحة كبيرة.

        بيث

        شابة فقدت أهلها وأخوها في فترة قصيرة. بتحاول تتأقلم مع الحزن وتداعيات الحرب اللي رجعت حبيبها "تومي" متغير تماماً. قوية، حنونة، وعندها إحساس بالمسؤولية تجاه عائلة شلبي اللي بتعتبرها عيلتها التانية.

        أرثر

        الأخ الأكبر لتومي وجون.
        تم نسخ الرابط
        روايه بيكي بلايندرز - حب توماس وبيث

        بيثاني كلوفر كانت قاعدة فوق، على سريرها، بتقرا في الجوابات اللي الشلبيين كانوا باعتينها من ساعة ما مشيوا للحرب. كانت محتفظة بكل الجوابات ومخبياها في علبة خياطة قديمة تحت سريرها. العلبة كانت مليانة جوابات مختلفة من التلات ولاد الشلبي وأخوها الكبير كالفن، كلهم اللي اتسحبوا للجيش عشان الحرب في فرنسا. كان من أسبوع واحد بس لما بولي رجعت البيت مستعجلة، وإيديها بتترعش وهي بتدي لبيث الظرف الكبير اللي كان عليه ختم "مهم" بخط أحمر كبير. وفي الزاوية، كان مكتوب اسم بيثاني كلوفر وعنوانها.
        
        بيث مَضيَّعتش وقت، وفتحت الجواب بسرعة، بس لما قرت إن أخوها الكبير مات في الميدان، حياتها حست إنها انهارت بالكامل. بولي كانت تعرف بيثاني كلوفر طول عمرها بس حلفت إنها عمرها ما شافت حاجة بالصعوبة دي زي صرخات بيث اللي كانت بتتردد في أوضة المعيشة وهي قاعدة قدام النار، والكلمات الوحيدة اللي كانت بتقولها هي اسم أخوها وهي بتعيط أكتر مع إدراكها للموقف. ده كان من أسبوع. بس ربنا وحده اللي يعلم كالفن مات امتى بالظبط وبيث كانت بتفضل صاحية بتعيط كل ليلة وهي بتتساءل إذا كان الدور هيجي على الشلبيين بعد كده.
        
        آدا دخلت أوضة بيث في بيت بولي وقعدت على سريرها ومدت إيدها لبيث بهدوء وهي كمان بتبص في علبة الجوابات الصدأ. "كل حاجة هتبقى تمام يا بيث، فاضل كام يوم بس والولاد هيرجعوا البيت قريب!" آدا قالت بصوت واطي وهي بتضحك، مع إنها كانت من أصغرهم إلا إنها كبرت وبقت أنضج لما الولاد مشيوا، زي ما كل الستات حصل لهم كده. "أعتقد إنك صح يا آدا يا حبيبتي." بيث اتكلمت بهدوء، وحطت الجوابات في العلبة وزحفلتها تاني تحت السرير.
        
        "ممكن تسرحي لي شعري؟" آدا سألت، وعملت وش بتترجى بيث اللي زفرت بضيق. "يا إلهي أنا كنت خلاص هفكر إنك بقيتي بتحبيني. يا بنت يا قليلة الأدب." هي ضحكت، صوتها كان مجرد همس وهي بتسرح شعر آدا البني القصير. الباب الأمامي اتفتح فجأة وبيث شهقت بصدمة، وطلعت بسرعة من أوضتها لأول السلم عشان تشوف بولي شلبي وعليها أكبر ابتسامة شافتها في حياتها. "إيه اللي مخليكي مبسوطة أوي كده يا بول؟" بيث قالت بتريقة، وآدا جت وقفت جنبها فوق السلم، والبنتين بصوا لبعض بصة فيها معرفة.
        
        "هيرجعوا البيت النهاردة." بولي صرخت بابتسامة، وحطت إيدها على بوقها وهي بدأت تضحك بحماس. "هيرجعوا البيت يا بنات. هيرجعوا البيت!" قلب بيث سقط في بطنها وآدا بدأت تنط وتصرخ من الفرحة. "بولي لو بتهزري، أنا هحلف بجد..." بيث بدأت تتكلم بس ابتسامة بولي على وشها قالتلها ألف كلمة. "أنا مش بهزر يا بيث. يا إلهي. هيرجعوا البيت. يلا روحوا جهزوا نفسكم على ما أجهز ولاد جون." بولي أشارت، وجريت لجوه. بيث بصت لآدا بصدمة، وهي بتتفرج عليها وهي بتنط عملياً ناحية أقرب مراية عشان تتأكد إن شكلها مظبوط.
        
        "يلا ما تقفيش زي الموميا. تومي راجع، مش عايزة تبقي حلوة؟" آدا ضحكت، وسحبت بيث لأوضتها بشدة. بيث أخيراً ابتسمت، ورفعت عينيها وهي قلبها بدأ يدق بسرعة وهي بتحاول تسرح شعرها الأشقر المتلخبط. كانت عارفة إنها هتتألم لما ما تشوفش أخوها مستنيها وإيديه مفتوحة وابتسامة مشرقة، بس كانت عارفة كمان إنه هيكون غلط إنها ما تبقاش موجودة لعيلتها التانية، التلات ولاد اللي كبرت معاهم طول عمرها. وقفت وهي حاطة إيدها على قلبها اللي كان بيدق مليون ميل في الساعة.
        
        "تعالوا يا بناتي الحلوين. أنا خلاص جهزت ولاد جون، لازم نروح محطة القطر فوراً." بولي نادت، ولفت ونزلت السلالم عشان تجمع مجموعة ولاد جون، كلهم اللي كانوا قاعدين في المطبخ بلعبهم. آدا مَضيَّعتش وقت ومسكت إيد بيث وسحبتها لتحت السلالم، والبنتين كانوا في قمة السعادة عشان يشوفوا ولادهم راجعين لسمول هيث.
        
        بيث وتومي كانوا نفس السن وكبروا أصحاب عمرهم كله، صداقتهم في الأول كانت بسبب مفاوضات أهلهم في الشغل، بس لما كبروا بقوا ما يتفارقوش، كانوا بيعملوا كل حاجة تقريباً سوا، وبيث اتكسر قلبها لما تومي راح الحرب. نصها التاني اختفى. الشخص اللي كانت بتسهر معاه وتتكلم وتتسلل عشان تقابله. الشخص اللي كان بيكتب لها شعر وكان بيقعد عند الرصيف يستناها كل ليلة عشان يقضوا تقريباً كل وقتهم مع بعض. أول ولد باستو وأول وآخر إعجاب ليها. هو كان تومي بتاعها.
        
        جون وأرثر وبيث كانوا قريبين من بعض وهما أطفال بس الولاد الاتنين كانوا فاهمين إنها بنت تومي. ربطتهم علاقة زي الأخوات، وحيثما كان الشلبيين، كانت بيثاني كلوفر دايماً بتتبعهم. بس أي حد كان يقدر يشوف إن بيث وتومي كانوا بيحبوا بعض بجنون قبل الحرب. بمجرد ما الولاد مشيوا، بيث نقلت في واحدة من الأوض الفاضية في بيت بولي، وبتحاول أقصى ما عندها إنها تساعد في رعاية عيال جون الكتير.
        
        بيث بصت بين آدا والمطبخ قبل ما تشتم في سرها. "أنا آسفة بجد يا بول. ماقدرش أستنى. لازم أروح..." بيث كانت يا دوبك خلصت جملتها، وفتحت الباب الأمامي بسرعة بابتسامة الطفولة دي. آدا انفجرت في نوبة ضحك وبولي صرخت بس ما كانش فيه فايدة، بيث كانت خلاص مشيت وآدا كانت بتتبعها بسرعة. الشوارع كانت مليانة ناس، كلهم ماشيين في اتجاه واحد؛ محطة القطر، فبيث حرصت إنها تشق طريقها بينهم.
        
        كانت مسافة قصيرة للمحطة، فبيث وصلت بسرعة في خلال دقيقتين وقدرت تزحم طريقها وسط الزحمة. آدا زفرت وراها وهي بتنهج شوية. "يا إلهي يا بيث، انتي سريعة أوي!" البنتين قدروا بس يضحكوا ضحكة خفيفة بس اتقطعت بسبب صوت القطر العالي وهو بيوصل والناس بدأت تسقف. بيث رفعت نفسها عشان تشوف أحسن، وفحصت كل باب قطر، وقلبها بيدق بسرعة من الترقب. "شايفاهم؟ هما هناك؟" آدا سألت، وهي بتحاول تشوف ناحية أبواب القطر.
        
        بيث لمحت جون وأرثر الأول. يا دوبك نزلوا من باب القطر وهي حست بالدموع في عينيها. "ده جون وأرثر. لسه نازلين." ابتسمت، وسحبت آدا وسط الزحمة. "جون شلبي! أرثر شلبي!" بيث صرخت، والراجلين بصوا في الزحمة لحد ما أخيراً شافوهم. "بيثاني!" جون صرخ، وسحب البنت في حضن قوي وأرثر ضم أخته الصغيرة. "يا إلهي، إحنا في الجنة يا أرثر! أنا شايف ملاك!" جون ابتسم، وباس صاحبة عمره على خدها. "وحشتيني أوي!" بيث ابتسمت، ورجعت لورا عشان تبص على وشه. "انتي وحشتيني أكتر."
        
        
        
        
        "دوري!" آدا صرخت، وراحت ناحية جون. "أنا بقى هضطر أحضنك يا أرثر." بيث ضحكت، وصوتها كله تريقة والراجل الكبير بدأ يضحك. "يا صباح الفل على بنت تومي شلبي." أرثر قال بصوت عالي، وحضنها حضن رقيق. "يا صباح الفل على جدي العزيز." بيث ردت، وده خلى أرثر يضحك تاني بصوت عالي ويزقها بعيد. "لسه جريئة زي ما هي، بيثاني بتاعتنا، مش كده يا جون؟" أرثر ضحك، وهما الاتنين الشلبيين مبتسمين.
        
        "بما إننا جبنا سيرة تومي، هو فين بقى؟" صوت بيث كان هادي بالرغم من دقات قلبها السريعة اللي كانت مالية بطنها. "المفروض يكون نازل في أي لحظة." جون رد، وهو بيراقب بيث وهي بتحاول تظبط شعرها وفستانها وفي نفس الوقت بتبص حواليها في المحطة. "شكلك حلو أوي، ما تتوتريش. هو هيبقى مبسوط أوي لما يشوفك." خدود بيث احمرت، وابتسامتها كانت دافية وهي بتهز كتفها. "لو ما كانش مبسوط لما يشوفني، أنا هاخدك بكل سرور يا جون. مليان مجاملات من ساعة ما رجعت." جون ما لحقش يرد لأن أرثر صرخ. "أهو هناك، أهو دلوقتي!"
        
        راس بيث لفت، وعينيها ركزت على تومي اللي كان بيخرج من أبعد باب في المحطة، راسه لتحت. من غير ولا كلمة زيادة للناس التانية، انطلقت لقدام، بتعدي بخجل وسط الزحمة وعينيها لازقة في جنب راسه. "تومي!" عينيه الزرقا الباهتة اتحركت عشان تقابل عينيها وبيث ما قدرتش تمنع الدموع اللي بدأت تنزل. عينيه كانت فاضية ولأول مرة في حياتها، ما قدرتش تعرف هو حاسس بإيه وهما بيبصوا لبعض. "تومي." المرة دي طلعت كهمسة.
        
        هو خد خطوة لقدام وده كل اللي بيث كانت محتاجاه، رجليها حركتها ناحيته لحد ما جسمهم خبط في بعض وهي كانت ماسكة فيه. هو كان جامد وغريب بس بعد ثانية، سمح لجسمه إنه يرتاح في لمستها، بيستمتع بالاهتمام اللي كان عايزه أوي وهو بعيد. إيديه اتحركت عشان تضم راسها وضهرها، وماسك فيها كأنها ممكن تتزحلق في أي ثانية. "وحشتني أوي." همست، بالرغم من المحطة الصاخبة والمليانة ناس. كانت حاسة بدموعه على كتفها بس لما حاولت تبعد، هو بس حضنها أقوى.
        
        بولي شقت طريقها في المحطة، وعيال جون كانوا بالفعل بيجروا على أبوهم اللي شالهم في دراعاته. هي حضنت الولاد الاتنين زيادة بس بعدين خطر على بالها إنها ناقصاها حد. "تومي فين؟" بولي سألت، وحواجبها مكرمشة. "تتخيلي فين يا عمتو بول؟" جون ابتسم، وشاور ناحية آخر المحطة مكان ما تومي وبيث كانوا واقفين حاضنين بعض. "أنا ليه أصلاً مستغربة؟" بولي ضحكت، ورفعت عينيها. لو كنتي عايزة تلاقي تومي، كان لازم تلاقي تومي وبيث.
        
        "ممكن نروح نقول لتومي إزيك دلوقتي؟ هما بقالهم كتير أوي بيحضنوا بعض." آدا اتذمرت، وحاولت تمشي في المحطة بس بولي مسكت دراعها، وسحبتها بالراحة. "تومي هيجي لما يكون جاهز يا آدا. اديله بس شوية وقت مع بيث. أنا متأكدة إن عندهم كلام كتير يقولوه لبعض."
        
        "عمرك ما هتغيب تاني بالشكل ده أبداً، عارف كده صح؟" بيث همست، وهي بتبعد عشان تشوف لمحة من العينين الزرقا دي اللي كانت بتخلي قلبها يتشقلب. "مش عايز أسيبك تاني أبداً." تومي همس، وإيده بتلمس بخفة على عظم خدها. "أبداً تاني."
        
        
        
        
        
        بيثاني كلوفر: "كل الناس شايفاني البنت الضعيفة الصغيرة اللي دايماً محتاجة توماس شلبي ينقذها من أي خطر وأنا زهقت من القرف ده."
        توماس شلبي: "قولي لبيثاني إنها صح يا بول، هي مش محتاجاني أنقذها، بس سواء عجبها ولا ما عجبهاش أنا دايماً هكون موجود عشان أنا عمري ما حسيت إني مكسور أوي كده من غيرها، ودي كانت ليلة واحدة بس." الفصل الأول: كوابيس الليل كانت بيث عارفة إن إخوة شلبي لما هيرجعوا من الحرب مش هيكونوا زي الأول، بس ما توقعتش إن التغيير هيكون جذري كده. مفيش حاجة كانت هتحضر أي حد للتغييرات اللي حصلت لكل واحد فيهم. جون كان لسه زي ما هو، مرح وغرامي، وأرثر كان لسه دب طيب ومحبوب، بس تومي كان بارد ومتوتر طول الوقت، وكان بينتفض من أقل لمسة أو صوت. بعيد أوي عن الشاب اللطيف والمحب اللي كان بيكبر عليه، واللي كان دايماً بيشتاق للمسة جسدية من حبيبته الشقرا بتاعة طفولته. قبل الحرب، تقريباً كل ليلة كانت بيث بتتسلل لبيت بولي وتجري على أوضة نوم تومي وتتسلل للسرير جنبه، وبيث وتومي كانوا بيفضلوا صاحيين يتكلموا ويضحكوا تقريباً طول الليل لحد ما يناموا وهما متشبكين في دراعات بعض. ده كان روتين ليلي، حاجة بدأت وهما أطفال. لكن لما تومي رجع من الحرب، كان بيقفل باب أوضة نومه كل ليلة خوفاً من إنه يأذي بيث في واحد من كوابيسه الليلية. هي حست بإهانة بسيطة كمان، هو كان بيرفضها عملياً. بس بيث كانت محرجة أوي إنها تسأل وتومي كان عنيد أوي إنه يقول أي حاجة، عشان كده توتر غريب كان معلق في الهوا، زي سحابة سودا. كل الأفكار سابت راسها وهي بتتعثر وهي داخلة بيتها جنب جون وهما متشابكين الأذرع والضحك بيتدفق من بوقهم على المشاكل اللي عملوها، فقاعة من السعادة بتحاوطهم هما الاتنين. ده خفف شوية من حقيقة إن جون ما نامش بقاله أسابيع زي تومي ومفروض أرثر. كان عندهم دايماً رابط لا يمكن إنكاره، جون وبيث. أفضل أصدقاء من ساعة ما اتقابلوا. حاجة تومي ما كانش بيحبها أوي بس اضطر يتعود عليها بما إن بيث كانت بتحب أوي مش بس جون لكن كل إخوته. "يا جماعة!" أرثر هتف بسعادة، وهو بيبتسم وهو بيبص على أخوه وبيث. بيث ما قدرتش غير إنها تبتسم لأرثر، ولوحت بإيدها عشان تقول مرحباً وهي بتفحص الأوضة. ابتسامتها بدأت تتلاشى لما شافت تومي، راسه بين إيديه وهو بيدعك عينيه من التوتر. سابت جون وأرثر اللي بدأوا يتكلموا مع بعض وببطء شقت طريقها ناحية تومي اللي لسه ما لاحظش وجودهم. ببطء مدت إيدها، وحطتها برفق على كتفه وبالرغم من نفوره، تومي فضل ثابت. أخد نفس بطيء قبل ما يقوم بزفير ويترك بيث واقفة تتفرج وهي محرجة. كانت بتتمنى أكتر من أي حاجة إنها تمد إيدها وتحضنه وتمسكه جامد زي ما عملت لما اتقابلوا أول مرة في محطة القطر. بيث كانت بتتعامل مع شياطينها الخاصة وبالرغم من إنهم ما كانوش دراماتيكية زي الخروج من الحرب، إلا إنهم كانوا لسه بيطاردوا عقلها. مامتها ماتت قبل شهرين من ما الولاد مشيوا للحرب، التهاب الشعب الهوائية كان بياكل جسمها ببطء وكان بعد أسبوع واحد بس من ما مشيوا إنها لقيت أبوها ميت عند الأرصفة. أصعب خسارة فيهم كلهم كانت أخوها الكبير، كالفن. بيث كانت عايزة تسأل عنه، عايزة تعرف مات إزاي، حتى إمتى بس ده هيكون أنانية لو سألت لأن الولاد كلهم كانوا بيعتبروه أخ بنفس القدر. كانت عارفة إنها أنانية إنها تتوقع منهم يكونوا زي ما هم، بس ده كان لسه بيطارد عقلها، زي ما كان بيطارد بولي وآدا. الولاد اللي كانوا يعرفوهم ويحبوهم زمان بقوا مجرد هياكل فاضية لنفسهم. شكلهم هو هو بس عمرهم ما هيكونوا زي الأول. بس كل ليلة وحيدة كانت بتنام قبل ما الرجالة ترجع من الحرب، كانت بتصلي لبولي إنه يرجع أولاد شلبي بسلام. بالرغم من إنه رجعهم، إلا إنهم ما كانوش زي الأول أبداً. بيث كانت غالباً بتلاقي الراحة في أرثر لما الأمور بتسوء، بس جون كان بالتأكيد أقرب أصدقائها. شخصياتهم بتكمل بعض وجون كان ممتع وما بيهتمش نص الوقت وأحياناً لما بتتعامل مع شغل جاد كده بتحتاج شخص واحد في حياتك يكون ما بيهتمش. جون غالباً فكر في إنه يتجوز البنت بعد ما مارثا ماتت قبل الحرب بس أرثر وبخه على الفكرة وحذره لو تومي عرف هينسلخ حياً، عيلة ولا لأ. ده كان حقيقي برضه، بالرغم من إنهم ما كانوش مع بعض، كل واحد في سمول هيث كان عارف إن بيثاني كلوفر وتومي شلبي لبعض. أرثر سعل بخفة عشان يلفت انتباه الشقرا. عيون بيث حادت من ضهر تومي لأرثر اللي أومأ لها عشان تقعد زي ما بقية الترابيزة قعدت، ومع احمرار في خدودها، بيث قعدت بابتسامة صغيرة لأرثر. "طيب أنا ناديت على الاجتماع ده عشان عندي أخبار مهمة جداً. سكاد بوت ولوفلوك رجعوا من بلفاست امبارح بالليل." أرثر بدأ، وهو بيشاور على الراجلين اللي واقفين على شماله. "كانوا بيشتروا حصان عشان يلقحوا بيه فرسهم. كانوا في حانة في شانك هيل رود امبارح وفي الحانة دي كان فيه عسكري، بيوزع دول." أرثر شال كوم ورق واداه لآدا. حواجب بيث اتكرمشت، وهي بتبص لبولي اللي عملت نفس تعبير الارتباك. "لو طولك أكتر من خمس أقدام وتقدر تحارب، تعالى برمنجهام." جون قرأ بصوت عالي، وهو بيسلم الورقة لبولي. "هما بيجندوا رجالة أيرلنديين بروتستانت عشان يجوا هنا كقوات خاصة." أرثر شرح، وإيديه متقاطعة على صدره. آدا بصت لأرثر بارتباك، وحواجبها مرفوعة. "يعملوا إيه؟" "عشان ينضفوا المدينة يا آدا." تومي بدأ، وعينيه على أرثر. "هو رئيس المفتشين. آخر أربع سنين كان بيطهر الجيش الجمهوري الأيرلندي من بلفاست." حواجب أرثر اتعقدت وهو بيبص على أخوه. "يا إلهي، إيه القرف ده." بيث اتذمرت، وهي بترجع بضهرها على الكرسي. بصت لجون وبمجرد ما عيونهم اتقابلت بدأوا يضحكوا بصمت. "إيه اللي خلاك تعرف كتير أوي كده؟" أرثر زمجر، كونه يتقزم قدام أخوه الأصغر ده كان مجرد إحراج له، خصوصاً في اجتماع عائلي. "عشان تومي إله، ما كنتش تعرف؟" بيث همست بسخرية، وهي بتمد إيدها على الترابيزة لزجاجة الويسكي. "لأني سألت العساكر اللي شغالين عندنا." تومي رد، متجاهلاً كلام بيث وهو مركز عينيه على أرثر. "ليه ما قولتليش؟" الأوضة سكتت والراجلين بيبصوا لبعض. "أنا بقولك دلوقتي." تومي رد، أرثر خد رشفة من قارورته وهو بيزفر بضيق. "ليه بيبعتوه برمنجهام؟" بولي سألت بهدوء، وهي بتبص لتومي. "كان فيه كل الإضرابات دي في مصنع بي إس إيه ومصنع أوستن مؤخراً. دلوقتي الجرايد بتتكلم عن التمرد والثورة. أنا أعتقد إنه بيدور على الشيوعيين." تومي رد ببرود، وهو بيحط إيديه على ضهر كرسي بيث. "يعني العسكري ده هيسيبنا في حالنا، صح؟" بيث سألت، بجدية مفاجئة في نبرة صوتها كأن مفتاح اتغير. "فيه أيرلنديين في جرين لينز سابوا بلفاست عشان يهربوا منه. بيقولوا إن الكاثوليك اللي كانوا بيعارضوه كانوا بيختفوا بالليل." تومي رد، وعينيه على إيديه اللي كانت بتلامس برفق لوح كتفها بطريقة كأنها بتطمنها. "آه بس إحنا مش الجيش الجمهوري الأيرلندي. إحنا حاربنا للملك. على أي حال إحنا البيكي بلايندرز. إحنا مش خايفين من العساكر." جون هتف، وهو بيضحك لوحده. "هو صح." أرثر تمتم. "لو جم لنا هنعلمهم ابتسامة لكل واحد فيهم." جون أعلن. تومي ما قدرش غير إنه يهز راسه، وعينيه بتلمع وهو بيبص لأخوه الكبير بحواجب مكرمشة. "يبقى كده يا أرثر، خلصنا؟" أرثر تجاهل تومي، وهو بيبص لبولي اللي قاعدة على الترابيزة. "إيه رأيك يا عمتو بول؟" عيون بولي بصت لبيث وهي بدأت تتكلم، وهي بتهز راسها للشقرا. "العيلة دي بتعمل كل حاجة مع بعض. ما عندكش حاجة تانية تقولها في الاجتماع ده يا توماس؟" ضغطت عليه. تومي هز راسه. "لأ." صمت للحظة بسيطة. "مفيش حاجة تخص الستات." بيث حركت كتفها من قبضته وطلعت زفير بصوت عالي، وهي بتلف عشان تبصله بغضب. "المشروع ده كله كان شغل ستات وأنت كنت في الحرب. إيه اللي اتغير؟" بيث زمجرت، وعينيها بتخترق جمجمته. تومي بص لتحت على الستات الاتنين. "إحنا رجعنا." بيث حست إن قلبها بدأ يدق أقوى في صدرها من الغضب. وقفت من على كرسيها، وطلعت من الأوضة بغضب وهي بتهز راسها. هو اتغير آه، بس ما كانش غافل. مش كل الرجالة رجعوا وكانوا بيقولوا تعليق زي ده ما كانش إلا مهين. آدا وقفت عشان تتبع بيث، بس نظرة تومي الصارمة خلتها تقف. "سيبيها يا آدا. بيثاني محتاجة وقت عشان تحزن." الهوا في الأوضة حس إنه تقيل، التوتر كان عالي وتومي خرج وراها من الباب، وعينيه الخالية من المشاعر بتراقبها وهي ماشية في شوارع برمنجهام الضلمة. بيث فتحت عينيها بتعب لما سمعت صرخة صغيرة جاية من الناحية التانية في الطرقة. بعد ما سابت الاجتماع، كانت راحت المقابر. بما إن كالفن مات في فرنسا، ما كانش عنده قبر في سمول هيث، فبدل كده، قعدت عند قبور مامتها وباباها لحد ما الدنيا بقت ضلمة. دي كانت طريقة عشان تنضف دماغها، وتتكلم مع أهلها عن التغييرات اللي حصلت في حياتها في الشهور اللي فاتت. لما الليل جه والمقابر بقت ضلمة، بيث راحت لبيت بولي ونامت. جون وأرثر كانوا بره بيشربوا في الجاريسون، بولي في الكنيسة، تومي ما كانش له أثر، فبيث غطت فين في السرير ونامت هي كمان. بس بعد كام ساعة بس من نومها، صحيت على الصرخة اللي في الطرقة اللي بدأت تعلى أكتر. قعدت تسمع وهي بتعلى ولبست قميص نومها، وراحت بالراحة للطرقة عشان ما تصحيش فين. وقفت في الطرقة، مستنية الصوت يتكرر عشان تعرف جاي من أنهي أوضة. خدت لحظة بس سمعت صرخة تانية وبيث كانت متأكدة إنها جاية من أوضة تومي. تومي، لأول مرة من ساعة ما رجع، نام نوم عميق، الحرب كانت مالية دماغه وهو بيتقلب في نومه، بيحاول يهرب من عقله بيأس. من كتر إرهاقه، تومي نسي يقفل باب أوضة نومه، فلأول مرة من شهور، بيث لقت طريقها لأوضته. حواجبها اتكرمشت من الارتباك، وهي بتراقبه وهو بيصرخ من الألم تقريباً وهو بيتقلب، دراعاته بتتحرك ورجليه بتركل زي المجنون. كان لازم تكون حذرة وهي بتصحيه عشان ما تتأذيش في نفس الوقت، عشان كده هي لفت دراعاته المتحركة برفق ومسكت كتفه وهزته. عيون تومي اتفتحت فجأة، وجسمه قام قعدة وهو بيلهث عشان ياخد نفسه، ودرعاته لسه بتخون دماغه وهو بيحركها. "تومي؟" بيث همست، إيدها لسه ماسكة كتفه وهي بتبص عليه. "توم؟" صوتها كان أهدى دلوقتي وهو سمح لجسمه إنه يرتاح، وعينيه بصت عليها بخوف بيث عمرها ما شافته قبل كده. "أنت كويس يا حبيبي، أنت كويس." بيث همست، وهي قاعدة على طرف السرير وبتشده في حضن قوي. وهو بيلهث، تومي مسك جسمها، الهوا دخل رئتيه وهو قدر أخيراً يتنفس. بيث حاولت تبعد بس زي محطة القطر، دراعاته مسكتها جامد وهو بيكمل محاولاته عشان ياخد نفسه. "خليكي. لو سمحتي." كانت يا دوبك مسموعة بس بيث سمعتها، واتحركت عشان تنام جنبه في السرير وتشده تاني ليها. "كله تمام يا تومي." همست، وإيدها بتسرح في شعره الأسود وهو ماسك فيها. "مجرد كابوس وحش، مش أكتر." تومي طمنها، صوته كان تعبان. "أنتي كويسة؟" بيث ما قدرتش غير إنها تبتسم، وإيدها بتتحرك على ضهره العاري. "يمكن كنتي هتعرفي لو ما كنتيش بتتجنبيني بكل قوتك. بس لو أنت كويس، أنا كويسة." تومي ما قدرش غير إنه يرفع عينه وهو بيضحك، بالرغم من إن بيث ما كانتش قادرة تشوفه في ضلمة أوضته. "كان عندي مشترين في لندن، طلبت من رجالي يسرقوا أربع عجل بمواتير بنزين. أعتقد إنهم كانوا سكرانين، أكيد خدوها من مخزن الاختبار بدل مخزن التصدير- خدوا الصندوق الغلط يا بيث." تومي صمت شوية، وإيده بتتحرك على وشها. "جوه لقينا 25 رشاش لويس، 10 آلاف طلقة ذخيرة، 50 بندقية نصف آلية، 200 مسدس بطلقاتهم." بيث قعدت، حواجبها مكرمشة وهي بتبص عليه. "هما فين دلوقتي؟" تومي بص عليها، والصمت لفهم وهما بيوزنوا خياراته. "تومي هما فين بالظبط؟" هو قعد، وإيده ماسكة إيدها. "في ساحة تشارلي سترونج. قاعدين في آخر إسطبل." بيث ما قدرتش غير إنها تزفر، وإيدها وصلت عشان تشد في جذور شعرها بقلق. "يا إلهي. يا إلهي." همست، دماغها بدأت تدور. "وعشان كده المفتش هنا. يا إلهي." "بيث، أوعدك إن مفيش أي حاجة هتحصل مع المفتش." هو صمت، للحظة لاحظ الدموع في عينيها. "إحنا بيكي بلايندرز يا حبيبتي، مفيش أي حاجة هتحصل لأي حد فينا." بيث ما قدرتش تمنع القلق اللي اجتاح جسمها، هي لسه خسرت عيلتها ودلوقتي عندها خوف من إنها تخسر عيلتها التانية. "أنا بس خايفة يا تومي، أنا لسه رجعتكم كلكم ومش عايزة أخسركم تاني." صوتها ما كانش أكتر من همس وده خلى تومي يبتسم. "أوعدك من كل قلبي إنك عمرك ما هتخسريني تاني." بيث قلدت ابتسامته، وشدته عشان ينام جنبها تاني. "أنتي لافاني حوالين صباعك الصغير، زي دايماً." تومي همس، وإيده بتسرح في شعرها الأشقر. "هنبقى كويسين، مش كده؟" تومي بص لتحت لما مفيش رد عشان يلاقي بيث نايمة نوم عميق، وعلى وشها ابتسامة صغيرة.

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء