رواية اتركني من فضلك - علاقات حب إجبارية
اتركني من فضلك
2025,
مافيا
مجانا
بنت زعيم مافيا بتتغصب تتجوز سيلاس كريمسون، وريث مافيا تانية، عشان تحالف. كاثرين بترفض الموضوع ده بشدة، وبتلاقي نفسها محبوسة في بيت سيلاس، اللي هو وعيلته باردين ومبيتحملوش. وسط التوتر ده، كاثرين بتحاول تحمي نفسها وتكتشف طريقها في عالم جديد هي مجبرة عليه، وبتواجه صعوبات كتير من عيلة جوزها المستقبلي.
كاثرين
بنت زعيم مافيا قوية وعنيدة، مش بتقبل إنها تتجوز سيلاس بالإجبار. عندها جروح وعلامات من معاملة أبوها القاسية، وبتكره الضعف. شخصيتها حادة وسريعة الغضب، ودايماً مستعدة للدفاع عن نفسها.سيلاس
وريث مافيا "ملوك كريمسون". شخصيته غامضة وهادية، ومبيبانش عليه أي مشاعر. طويل وعضلات، وباين عليه البرود. هو كمان مش مبسوط بالجوازة دي زي كاثرين.بارون
بيعامل بنته بعنف ومبيهتمش بمشاعرها. بيستخدمها لتحقيق أهدافه ومصلحة المافيا بتاعته.ماريا
بتشتغل في بيت سيلاس، ودورها إنها تهتم بالبيت وتساعد كاثرين. شخصية هادية ومبتسمة.
كاثرين: "مش هتجوزه!" أبويا قام من على ترابيزة السفرة، زي ما أنا قمت بالظبط ثواني بعد ما طلب مني أتجوز راجل عمري ما قابلته. طبعًا كنت عارفة هو مين. الكل كان عارف. سيلاس كريمسون، وريث مافيا "ملوك كريمسون". "متعليش صوتك عليا يا كاثرين!" زعق فيا وشوفت أمي اتنفضت من جنبه. "هتعملي اللي أقولك عليه!" "مش هتجوز حد. مش فارقلي إذا كان عشان تحالف، عشان إحنا الاتنين عارفين إننا مش محتاجينه!" رديت عليه بعصبية. المافيا بتاعتنا كانت من أكتر المافيات اللي بيتخاف منها، إن ماكنتش هي الأكتر. مفيش حد كان يجرؤ يقربلنا، فليه أتجوز راجل مش هيقدر يدينا أي حاجة. قبل ما أتكلم تاني، أبويا اداني قلم على وشي. شهقت وحطيت إيدي على خدي. بقي ساكتة وقعدت في صمت. لا أمي ولا أخويا عملوا أو قالوا أي حاجة. ومكنتش متوقعة منهم يعملوا، لأنهم عمرهم ما عملوا. "أنا أبوكي ولازم توريني الاحترام!" طلب وقعد تاني. خدي كان بيوجعني وعرفت إنه هيسيب علامة. علامة هضطر أخفيها بعدين. "بس يا بابا، لو بس تقولي ليه،" حاولت وهو قطع كلامي تاني لما مسك شوكة ورماها في اتجاهي. فاتني ببضع سنتيمترات بس. أمي كانت بتبص في طبقها بلامبالاة، مش عايزة تبين لأبويا أي رد فعل. "متسألنيش يا كاثرين. هتسافري بكرة." قالها أخيرًا. كنت عايزة أرمي أي حاجة، أي حاجة. عليه وعلى أمي اللي حتى محاولتش توقف اللي بيحصل ده. قبل ما أعمل حاجة أندم عليها، قمت وسيبت الأوضة من غير ما أقول كلمة تانية. مفيش حاجة أقولها للراجل اللي بسميه بابا. بيبيعني لراجل تاني من غير ما أعرف، ودلوقتي بيقولي لازم أسافر بكرة! لما دخلت أوضتي، كل اللي كنت عايزاه هو إني أنام، بس كنت عارفة إني لما أصحى هضطر أسافر. معرفش أي حاجة عن الراجل ده اللي قريب هيبقى جوزي. على الأقل مش الحاجات المهمة. وكنت بحلم بس إني أتجوز جوازة سعيدة. ده مش منتشر أوي في المافيا. هنا الرجالة بيختاروا ست تعجبهم. كتير منهم حتى مبتتجوزش. بيستخدموا الستات بتوعهم للمتعة بس. قعدت على سريري وعملت بحث عن اسمه على الإنترنت. "سيلاس كريمسون." مفيش أي حاجة ظهرت. هو راجل غامض ومع ذلك الكل عارفه. بعد كام دقيقة سمعت خبط على باب أوضتي. "كاثرين؟" كانت أمي. مرديتش، بس هي دخلت أوضتي كده كده. "إزيك؟" سألت وهي بتقفل الباب وراها. "أه يا ماما أنا زي الفل. مبسوطة أوي إنك جوزتيني من غير ما أعرف." قلتها بسخرية. اتنهدت وقعدت على السرير جنبي. "يا كات يا حبيبتي، مكنتش أعرف– بجد. بس مفيش حاجة أقدر أعملها." اتكلمت بذنب في صوتها. عرفت إنها قصدت كلامها، بس كلماتها مكانش ليها أي معنى عندي. "أنتي عارفة أبوكي عامل إزاي. كل أفكاره المجنونة عن إيه اللي كويس ليكي." حاولت تدافع عنه. ضحكت ضحكة سخيفة. "إيه اللي كويس ليا؟ عمره ما اهتم إيه اللي كويس ليا. فمتحاوليش للحظة إنك تقنعيني إنه بيعمل كده علشاني، عشان إحنا الاتنين عارفين إن ده مش صح." حواجبها نزلت. هي كمان كانت عارفة. هو عمره ما بيفكر في حد غير نفسه. "أنا صغيرة أوي على الجواز." قلتلها بعد دقيقة طويلة من الصمت. "أنا كنت في سنك لما اتجوزت أبوكي." هي دايماً كانت بتحاول تخليني أشوف الإيجابيات في الحاجات، بس في الحالة دي مفيش أي إيجابيات. "طب أنا مش عايزة جوازة زي جوازة حضرتك وبابا." مفيش أي حب في قلبه. هي بقى على الناحية التانية بتبين حب كتير. "معرفش أي حاجة عنه." بصت في عينيها وسرحت خصلة شعر ورا ودني. بعدت عن لمستها ووشها بان عليه الزعل على طول. "هو مش أكبر منك بكتير على الأقل." قالتلي كإن ده هيخلي الوضع أحسن بكتير. "واحد وعشرين بس." سنتين فرق. "ممكن تسيبيني لوحدي دلوقتي؟" سألت وقمت. هزت راسها ومشيت ناحية الباب. "لازم تبدأي تجهزي حاجتك قريب." اقترحت وسابتني لوحدي. دخلت الحمام المتوصل بأوضة نومي وبصيت لنفسي في المراية. هيندم إنه اتجوزني أصلاً. هبقى أسوأ زوجة عرفها في حياته، لدرجة إنه هيترجى بابا ياخدني تاني. لما طلعت لأوضة نومي تاني، شوفت فستان أسود طويل محطوط على سريري. دمي بدأ يغلي وحسيت إني عايزة أزعق. مديت إيدي تحت المخدة ومسكت السكينة اللي هناك ورميتها بغضب بكل قوتي على الحيطة. تاني يوم لو مكنتش متعصبة بما فيه الكفاية من أبويا، فدلوقتي بقيت أكتر. أكيد أنا فاهمة إنه عايزني ألبس فستان، بس ده؟ بالعافية ممكن تسميه فستان! الجزء اللي فوق كان شفاف تقريبًا بالكامل والچيب كانت مفتوحة من الجنبين. رجليا الاتنين كانوا باينين بالكامل. كان لازم أحط ميك أب على كذا حتة في جسمي عشان أخبي الجروح والعلامات اللي أبويا عملها. كنت مكسوفة إني مقدرتش أحمي نفسي منه. كنت واقفة قدام المرايا متوترة وأمي دخلت الأوضة. مابتخبطش المرة دي. شهقت لما شافتني. "شكلك جميل." ابتسمت. أنا بصتلها بصة غضبانة. "أنتي اللي اخترتي الفستان ده؟" قلتلها بعصبية. هزت راسها. "أبوكي اللي اختاره." طبعًا هو. شكلي زي الـ... هو ده اللي هو عايزه غالبًا. "لازم أغير." قلت وكنت لسه هقلع الفستان. "لأ، لأ مفيش وقت للكلام ده. إحنا ماشيين دلوقتي." مشيت ناحيتي وسرحت إيدها في شعري الأسود المموج شوية. "يلا بسرعة عشان تلحقي تسلمي على أخوكي." اتنهدت ومشيت وراها لتحت. أبويا كان واقف جنب الباب مستني. أخويا جري في حضني وأنا بنزل آخر درجة. "خلي بالك يا كاثرين." همس وهو بيحضني. هو أصغر مني ومع ذلك هو أطول مني بكتير. "دايمًا." همستله. "يلا يا كاثرين." أبويا نادى من عند الباب. سيبت أخويا ومشيت ورا أمي وأبويا. قلبي بدأ يدق في صدري. حسيت إني هرجع. أنا مش عايزة ده. إيه اللي هيحصل لو جريت. نزلت من العربية دلوقتي وجريت عشان أنقذ حياتي. بدأت حياة جديدة في بلد تانية. غيرت هويتي واستخبيت. أنا بضحك على مين. هو دايمًا هيلاقيني. رجاله منتشرين في كل حتة في العالم. مفيش فرصة ليا ضدهم، ولا ضده. هو عارفني. عارف نقط ضعفي وقوتي. على مدار سنين طفولتي، هو دايمًا كان بيحرص على إنه يكون موجود لما أنا وأخويا نتدرب. عمل كده عشان يعرفنا. عشان يعرف بالظبط إيه اللي نقدر نعمله وإيه اللي منقدرش. كان عشان يستخدمه ضدنا. عشان لما منتصرفش كويس يقدر يعرف إزاي يعاقبنا. إزاي وفين يضرب. العربية وقفت قدام مبنى ضخم. مش بيت، بس غالبًا مكان الاجتماع. نزلنا كلنا من العربية وأبويا جرني من دراعي، كاد يخليني أتعثر بسبب كعبي العالي. "اتصرفي كويس. لو متصرفتيش كويس، مش هفكر مرتين قبل ما أضرب رصاصة في رجلك." تاني نسي يضيف كلمة تاني... مسكته لدراعي كانت قوية أوي لدرجة إني صرخت من الوجع. سابني و شوفت بقعة حمرا ظهرت على دراعي. حاولت أخبي دراعي ورا ضهري وأنا ماشية جوه المبنى ورا أهلي. دخلنا جوه اللي كان شبه قاعة رقص، بس كانت فاضية. أكيد إحنا اللي وصلنا الأول. نبضات قلبي كانت سريعة وكنت بحاول أخلي نفسي أتنفس طبيعي. أنا مش عايزة ده - أنا مش عايزة ده - أنا مش عايزة ده عمري ما صدقت في أي نوع من الإله قبل كده، بس لو ده اللي هيوقف الموضوع ده، هعملها بكل سرور. أنا أؤمن - أنا أؤمن - أنا أؤمن أنقذني - أنقذني - أنقذني دعيت من جوايا لأي منقذ من ده. بس ده مفيش فايدة. الأبواب اللي في الناحية التانية من الأوضة مننا اتفتحت وخرج منها راجلين. مكنتش عايزة أخمن مين مين قبل ما يقدموا نفسهم. صدري كان بيرتفع وينخفض بسرعة أوي. كإني لسه جاية من ماراثون. "ريتشارد كريمسون." عرف الراجل الأكبر منهم نفسه وهما وقفوا قدامنا. "بارون لوبيز، ده شرف ليا." أبويا قال. "دي بنتي كاثرين." لما نطق اسمي أخيرًا قدرت أرفع راسي بالكامل. بلعت ريقي بصعوبة وريتشارد بصلي من فوق لتحت ببطء. ببطء شديد، وده كان مخليني مش مرتاحة. أعتقد إن ده بان عليا. عينيه وقفت على صدري قبل ما ترجع لأبويا. "سيلاس كريمسون." اتكلم أخيرًا. صوته عميق و أجش. بصتله. أيوة بصتله لفوق. لأنه كان طويل أوي. شعره البني الغامق كان ناعم وخصلات صغيرة كانت نازلة على وشه. تقابلت عينايا بعينيه. عينيه العسلي كانت لازقة في عيني. أبويا كان بيتكلم مع أبوه، بس أنا مكنش فارقلي أسمع. فضلت بصاله مش عايزة أبين ضعف إني أبص بعيد. وشه كان خالي تمامًا من أي تعبيرات. مفيش أي عاطفة باينة. كان بارد زي التلج زي ما الكل بيقول. على الأقل من شكله. الموقف كله كان شديد أوي، وقبل ما أعرف، كنت بطلع بره قاعة الرقص. بس مش في الاتجاه اللي جيت منه. قلبي وجعني لما بصيت ورايا وشوفت أمي وأبويا بيسيبوني كده بالظبط. أبويا، أكيد كنت أتوقع منه كده. بس أمي. كنت على الأقل هفكر إني هحصل على آخر حضن منها. سوقنا لحد بيته في صمت مطبق. مكنتش قادرة أفكر في قد إيه الموقف كان محرج، بس كل اللي كنت بفكر فيه هو قد إيه أنا مش عايزة ده يحصل. لما دخلنا بيته، قابلتني ست كبيرة في السن. "هو" وريتشارد كل واحد مشي في اتجاه مختلف. "أهلاً بيكي، أنا هوصلك لأوضتك." قالت بابتسامة. حاولت تاخد شنطتي، بس أنا صممت إني أشيلها بنفسي. بيتهم كان كبير. السلم بقى كان ضخم. كان فيه سلمتين. واحدة بتوصل للناحية اليمين من البيت وواحدة للشمال. أنا اتجهت للجهة الشمال، ولاحظت "هو" كان رايح للجهة اليمين. أوضتي كمان كانت كبيرة، بس كان ناقصها كتير من الديكورات. آه أنا خلاص مابتش طايقة المكان هنا. "دي أوضتك وده حمامك، ودي دولابك." قالت وهي بتشاور على الأبواب المختلفة. هزيت راسي وسألت سؤال. "ممكن أسأل، حضرتك مين؟" سألت لأني كنت عايزة أعرف إذا كانت والدته. "آه طبعًا، اسمي ماريا. أنا بشتغل هنا بس." شرحت. ده كان منطقي لأنها مكنتش شبه سيـ... شبهه خالص. "آه، ولو احتجتي أي حاجة ممكن تسألي سيلاس." اتضايقت من اسمه. كرهته أسرع مما كنت أتخيل. و أيوة—لأ، أنا مش هسأله أي حاجة. في الحقيقة، هحاول أبقى بعيدة عنه على قد ما أقدر. بس هزيت راسي ليها وهي سابتني لوحدي في "أوضتي" المزعومة. غيرت هدومي. لبست جينز وبلوزة مغطية معظم جسمي. مكنتش عايزة ألبس الفستان ده أكتر من اللازم. بعد ثواني بس من ما لبست البلوزة على راسي، سمعت خبط على باب أوضتي. "العشا جاهز." صوت راجل عميق قال من الناحية التانية من الباب. مكنتش قادرة أحدد مين ده بالظبط. إذا كان "هو" ولا لأ. استنيت كام ثانية على أمل إن الشخص يكون مشي. وفعلاً مشي. نزلت السلم الطويل ولقيت أوضة السفرة. ريتشارد كان قاعد على رأس الترابيزة ومعاه ست على جنب و"هو" على الجنب التاني. الست لفت ناحيتي وقامت من كرسيها بابتسامة لطيفة على وشها. "أهلاً يا حبيبتي، من فضلك اتفضلي اقعدي." قالت وسحبت الكرسي اللي جنبها ليا. أنا مابتسمتش في المقابل، بس قعدت جنبها. كان فيه أكل بالفعل على أطباقنا والكل بدأ ياكل. ترددت في التفكير في إنهم ممكن يسمموني. بس بعدين من ناحية تانية، لو عملوا كده على الأقل مش هضطر أبقى هنا، فأكلت. "قوليلي، إيه اسمك؟" سألت بنبرة هادية. كنت بخمن إنها الأم بما إنها بتاكل معانا، بس اللي خلاني أتردد هو سنها. كانت باينة صغيرة أوي إنها تكون أم لواحد عنده واحد وعشرين سنة. "كاثرين." "هو" رد قبل ما أقدر. بصيت ببطء. نظراته كانت موجهة ليا تاني. عينيه بتفتش في وشي عن إجابات. أنا مدتهوش أي إجابات. "اسم جميل يا كاثرين. أنا أليس، والدة سيلاس." يبقى هي والدته. كنت قادرة أشوف التشابه بينهم، بالرغم من إنها كانت باينة أصغر بكتير من إنها تكون والدته. هزيت راسي شوية مش عارفة أقول إيه. "إيه رأيك في ابني؟" ريتشارد سأل وهو بياخد رشفة من كاس النبيذ بتاعه. أنا كمان كان اتصبلي كاس نبيذ. يا ترى يعرفوا إني مش كبيرة بما فيه الكفاية إني أشرب قانونياً، بس مين يهتم. "إيه رأيي في ابنك؟" سألت وأنا بكرر سؤاله. هز راسه. "أعتقد إني معرفش ابنك." قلت بنبرة حادة. مكنتش بحاول أكون وقحة، بس أعتقد إنها طلعت كده. ريتشارد بصلي بتعبير مش سعيد. "هو ده أسلوبك في الكلام مع حماكي؟" سأل وده ولع فيا نار. عرفت إني هرد عليه تاني. "لأ، لأني مفيش حاجة اسمها حمايا. وحضرتك بالتأكيد مش ده." حطيت الشوكة بتاعتي وبصيت لريتشارد في عينيه مباشرة وأنا بتكلم. خبط قبضة إيده على الترابيزة وخلى طبق واحد على الأقل يتكسر حتت على الأرض. "طلّعوها من وشي!" زعق في حد معين. يا ترى بيفكرني بمين... اديته ابتسامة مزيفة. "هعمل كده بكل سرور عشانك." سيبت أوضة السفرة ورحت أوضتي. سمعت صريخ من تحت، بس أنا مهتمتش. مكنتش حاجة ذكية مني إني أتصرف كده في بيت مليان أعضاء مافيا. بس هيعملوا إيه، هيقتلوني؟ يلا، المكان اللي هروحه هيكون أحسن من هنا. كاثرين: مابتش خرجت من "أوضة نومي" من ساعة اللي حصل في العشا. مكنتش عايزة أشوف ولا أتكلم مع أي حد من أفراد عيلته دلوقتي. بس أنا لقيت الموضوع كله غريب. ليه يتجوزني وهو حتى مش هيكلمني. هو ما قالش كلمة ليا مباشرة من ساعة ما اتقابلنا. مش إن ده مضايقني، بس برضه. مش عارفة بقالي قد إيه قاعدة هنا. كل اللي أعرفه إني مش عايزة أنام. باب أوضة نومي فيه كالون، بس مفيش مفتاح. وأنا مش واثقة في الناس اللي في البيت ده. أفضل إني ما أصحاش والاقي حد بيقطع رقبتي أو يضرب رصاصة في راسي. فجأة سمعت خطوات من بره باب أوضتي. كعوب من الصوت. وقفت وبعدين خبط على بابي. "كاثرين، أنتي صاحية؟" أليس سألت. مشيت ناحية الباب وفتحته ببطء. "أهلاً." ابتسمت. قدرت أشوف ابتسامتها كانت حقيقية، مش زي اللي أمي بتحطها قدام بابا. بتاعتها كانت حقيقية زي أول ابتسامة اديتهالي على العشا. بس المرة دي أنا ابتسمت ليها. هي خدت ده كترحيب ودخلت. أنا وقفت عند الباب وهي قعدت عند رجل السرير. "أنا آسفة جدًا على تصرف جوزي. هو بيميل للمبالغة في رد الفعل على أبسط الحاجات." اعتذرت عن تصرفه، بس الحقيقة أنا اللي خليته يتصرف كده. هزيت راسي. "ده كان غلطي أنا كمان." صوتي كان هادي معاها. مكنتش عايزة أزعقلها ولا أقول تعليقات ساخرة. "هو مش فاهم إن إحنا جداد عليكي، وإنه مينفعش يتوقع منك تكوني مبسوطة بكل ده على طول." بصت في حجرها وهي باين عليها الأسف. "سيلاس كمان مش مبسوط أوي بالموضوع ده، بس أنا أعتقد لو إنتوا الاتنين حاولتم تتكلموا هتتفاهموا كويس." ابتسامة سخيفة اترسمت على شفايفي وحاولت أخفيها. هو مش عايز يتكلم معايا وأنا مش عايزة أتكلم معاه، فليه أحاول أصلاً. قامت من على السرير. "طيب أنا وريتشارد هنسافر كام يوم عشان إنتِ وسيلاس تقدروا تتعرفوا على بعض لوحدكم الأول." بصتلي وهي بتأمل إني أديها ابتسامة في المقابل. فاكرة إني أنا كمان هفكر إنها فكرة كويسة. بس أنا لأ، بالتأكيد لأ! "حاولي تتكلمي معاه على الأقل." قالت وهي بتعدي من جنبي وادتني طبطبة خفيفة على كتفي واختفت من الباب. هاه، هي مضحكة. مفيش أي طريقة في الدنيا هتخليني أتكلم مع ابنها بإرادتي. آه أنا عارفة إني هزهق في البيت ده. بكرة لازم أطلع من هنا شوية. يمكن مش شوية بس. يمكن هفضل بره خالص. إيه اللي نعرفه. فتحت شنطة سفري وبشوف إيه اللي كنت حاطاه. أيوة—بالتأكيد حاجات كتير ملهاش لازمة. لقيت كتاب في قاع الشنطة وقررت أقرأ لحد ما أنام. اتأكدت إني حطيت واحدة من سكاكيني الكتيرة اللي كنت حطاها تحت مخدتي احتياطًا. عمرك ما تعرف امتى تحتاجها. وأنا بتوقع إن في البيت ده هتكون محتاجة جداً. صحيت فجأة الصبح بدري. في الأول كنت نسيت تمامًا أنا فين. كل اللي كنت أعرفه إن سكيني لسه موجود. من ارتباكي والخبط العالي على الباب، أنا تحولت من إني نايمة في السرير ومابتتحركش ولا حركة، إني أنط على رجلي وأرمي السكينة على الباب على طول. الخبط وقف. "إيه القرف ده؟" صوت راجل متضايق سأل. أنا اتجمدت وأنا بأمل إنه يكون أبوه. الباب اتفتح وآمالي ودعواتي مابتش اتجاوبت. هو كان واقف طويل لابس قميص أبيض، الكمام متنية لنصها ومبينة دراعاته السمرة اللي عليها وشم. رجلي كانت متجمدة في الأرض وهو دخل. "أنا مقلتش إنك ممكن تدخل." قلتله بعصبية. هو تجاهلني وبص على الناحية التانية من الباب، مكان سكيني. سحبها من الباب واضطر يستخدم قوة كبيرة. وضهره ليا، أنا انتهزت الفرصة إني أبص عليه. شكله. العضلات اللي في ضهره بتتحرك وهو بيتحرك. كنت عارفة إنهم موجودين حتى لو مش قادرة أشوفهم. مالحقتش أدرسه كتير قبل ما يلف. "رمية حلوة." ده كان كل اللي قاله قبل ما يختفي من الباب تاني، وسكيني في إيده. حرامي! "الفطار جاهز." زعقلي من الممر. كنت عايزة أزعق بس بدل كده مشيت ناحية الباب وقفلته بقوة. اللوحة الوحيدة اللي على الحيطة وقعت وده خلى مزاجي أسوأ. غيرت هدومي ولبست سويتر كبير و بنطلون ليجن أسود طويل قبل ما أنزل. السلم الطويل أخد وقت طويل أوي عشان أنزل. كنت أخدت وقت زيادة في تغيير هدومي على أمل إنه يكون مشي لما أنزل. مشيت في نفس الطريق اللي مشيته إمبارح ووصلني لأوضة السفرة، ومن هناك لقيت المطبخ جنبها. لما دخلت مالقيتش اللي كنت متوقعاه. شابين عمري ما شوفتهم قبل كده كانوا قاعدين على ترابيزة بياكلوا وبيضحكوا على بعض. وقفت في صمت بدرسهم. من ضهرهم بس. واحد شعره أسود زيي والتاني درجة بني فاتح. الاتنين باين عليهم إنهم مفتولين العضلات. اللي شعره بني ضحك بصوت عالي على حاجة كانوا بيتكلموا عليها، وفجأة لف راسه ناحيتي وهو لسه بيضحك. رفع حاجب وهو شافني لسه بدرسهم، مش متضايق من إنه اتقفش وأنا ببص عليهم. "وإنتي مين؟" سأل بابتسامة خفيفة. دلوقتي الشاب التاني كمان لف. قبل ما أقدر أرد، حد جه من ورايا ورد الأول. "دي كاثرين." قالها وهو بيعدي من جنبي وسكيني لسه في إيده. رماها كذا مرة في الهوا وهو بيمسكها كل مرة. "بطل ترد عني." قلت ومشيت ناحية مكان الأكل. الشابين كانوا بيتابعوا كل حركة ليا. "أنا عزرا." قال الشاب اللي شعره بني. عينيه كانت متثبتة عليا وأنا مسكت سندويتش وخدت منه قضمة. "مين صاحبتك دي يا سيلاس؟" عزرا سأل من غير ما يبص بعيد عني. بصيت على سكيني وهي لسه في إيده، وفي اللحظة اللي حطها فيها، مديت إيدي ومسكتها. هو كشر في وشي ومسح إيده في شعره. "أنا مش صاحبته." دي كانت آخر كلمة قلتها قبل ما أمشي من عندهم.
تعليقات
إرسال تعليق