أنا وتايهيونج - درس بعد المدرسة
أنا وتايهيونج
2025, سهى كريم
رومانسية كورية
مجانا
بنت وشاب في المدرسة، هروبهم من العقاب بيجمعهم في مواقف طريفة وخطيرة. بيتعرضوا لمضايقات وبيدافعوا عن بعض، وبتظهر مواقف بتكشف عن شخصية كل واحد فيهم. الرواية بتتنقل بين مغامراتهم اليومية في المدرسة وخارجها، وبتوضح إزاي الصداقة ممكن تبدأ من مواقف غير متوقعة وتتطور لـ علاقة قوية.
لي هايجين
الشاب اللي بيشارك هيجين مغامراتها. شخصية متهورة ومتمردة، بيحب المرح والتسلية ومش بيهتم كتير بالقواعد أو العقاب. بيشوف الحياة من منظور مختلف، وإنه لازم نعيشها بحرية ومن غير قيود. رغم مظهره اللامبالي، هو في الأساس جدع وصديق مخلص، وده بان لما أنقذ هيجين من الموقف الصعب في الزقاق، حتى لو كان ده على حساب إنه يتصاب.كيم تايهيونج
هو الشاب المشاغب في المدرسة، مبيحبش يلتزم بالقواعد وواضح إنه بيعمل مشاكل كتير. بيحب يعمل مقالب ويضايق هايجين بالذات. شخصيته بتبان إنه مغرور ومش بيهتم باللي حواليه، وحتى بيعتبر نفسه ذكي في تهرب من المذاكرة والواجبات. لكن ورا كل ده، بيبان إنه وحيد شوية وإنه بيدور على مكان خاص بيه زي "مخبئه السري". أحيانًا بتظهر له لمحات من الجانب البريء أو الطيب، وده بيخلي شخصيته معقدة أكتر.
الساعة فضلت تدق لحد ما جرس المدرسة رن أخيرًا والطلبة كلهم جريوا بره، رايحين على البيت. حسيت براحة إن المدرسة خلصت أخيراً بس افتكرت إني لازم أنضف الحمامات. لميت شنطتي وسحبت رجلي بالعافية وطلعت من الفصل. بس تايهيونج ما كانش موجود. ساعتها جتلي فكرة. يمكن يكون هناك. طلعت الدور التالت سراً، واتأكدت إن مفيش حد شاكك فيا. جريت على المخزن وشميت ريحة الدخان من بره. حاولت أفتح الباب بس ما عرفتش، كان مقفول. خبطت، "يا في، أنا، افتح." سمعت همهمات قبل ما الباب يتفتح أخيرًا. "أيوة، في احنا المفروض..." تايهيونج شدني جوه المخزن وقفل الباب. كحيت أول ما ريحة الدخان دخلت في مناخيري. "أنت..." نهجت وباخد نفسي بالعافية. قدامي شفت جيمين وجونجكوك بيبصوا عليا وكل واحد في بقه سيجارة. تايهيونج كمان كان بيدخن. "مش قادر أتنفس... هنا"، خرجت من المخزن وفضلت أكح. حسيت بقرف وأنا شايفهم بيدخنوا. قررت أتجاهلهم وطلعت الدور اللي فوق، جبت مقشة وجردل مية وكل الأدوات اللي محتاجها. فضلت أتأفف وأتنهد وأصرخ وأعيط من إني هنضف الحمامات. كانت مقرفة أوي لدرجة إني فضلت أرجع بعد ما نضفت كل زاوية. كان فيه فوط صحية مرمية في بعض الحمامات. خلصت حمامين بس، فاضل تلاتة. سحبت الجردل بتاعي للحمام اللي بعده. ما كنتش عارفة أنا بعيط ليه، كان قرف وتعب بجد. "بتعيطي ليه؟" قال صوت. شدني من الحمام وخد مني الفرشة والمقشة من إيدي. "أنا مش بعيط، ده عرقي"، قلت وعملت نفسي بمسح عرقي. "أيوه، أيوه أكيد بتشربي عرقك من مناخيرك"، قالها بوقاحة وبدأ ينضف التواليت. "أنا هعملها"، قلت. "اخرسي أنا بنضف." "روحي هاتي فرشتك ومقشتك. دول بتوعي!" "روحي هاتيهم انتي"، قالها وكمل تنضيف. اتنهدت. خرجت لمخزن عمال النضافة ورجعت بالأدوات. وبدأت أنضف أنا كمان. كانت الساعة خمسة العصر لما خلصنا تنضيف أخيراً. قعدنا الاتنين على الأرض، واحنا ميتين من التعب. "هننضف باقي الحمامات إزاي وإحنا بقينا الساعة خمسة. عايزة أروح البيت وأعمل واجباتي"، اتنهدت. هو كمان اتنهد. "يلا نخلص بسرعة وهنخلص." شيلنا الجرادل والحاجات وروحنا للحمام اللي جنبه على طول، ده كان حمام الولاد. قرف. كان أوسخ مما توقعت وحسيت إني هارجع. دي كانت أول مرة أدخل حمام الولاد وحسيت إني غريبة أوي. ما قدرتش أحط رجلي كلها على أرضية الحمام وأنا ماشية. مشيت على أطراف صوابعي لحد الحوض ومليت الجردل مية. بصيت حواليا في الحمام وشفت المبولة. "أنتوا يا جماعة مش بتصوبوا صح؟" سألت تايهيونج وبصيت بقرف على البول اللي على الأرض. "أحياناً بنلعب وبنعملها في أي حتة"، قال وهو بيهزر. طلعت الفكرة من دماغي وكبيت مسحوق تنضيف في كل حتة على الأرض وبدأت أدعك التراب. تايهيونج عمل نفس الحاجة بس بمجهود قليل جداً. "تعبت خلاص"، قال ورمى فرشاته. "يلا، لسه عندنا حمامات تانية نخلصها"، قلت ومسحت عرقي. "تفتكري إني مهتم؟" قال وسند على الحيطة، ما عملش أي حاجة. اتنهدت ومشيت لأول حمام. كنت بكب شوية مسحوق تنضيف لما فجأة شفت صرصار بيزحف من ورا قاعدة التواليت. "آآآآآآآآآآه!!" طلعت أجري من الحمام وجريت على تايهيونج. "إيه إيه إيه؟" عنيه وسعت، متفاجئ شوية. بصيت في اتجاه الحمام وكنت على وشك الإغماء لما لقيت الصرصار بيزحف بره الحمام. "ده!!" صرخت وأنا بشاور على الصرصار وروحت وراه، وبشد قميصه جامد. كنت خايفة جداً، جداً من الحشرات أو أي حاجة بتزحف. هو بص بصة فاضية شوية. "إيه ده." زقني على جنب وراح للصرصار. كان على وشك يطير لما داس عليه برجله. "أهو، مات"، قال وبصلي. بصيت على الصرصار اللي كان مفعوص خلاص على الأرض. اتنهدت براحة، بس بلعت ريقي وأنا بفكر في احتمالية وجود حشرات تانية مستخبية ورا الحمامات التانية. كملت تنضيف الحمامات وأنا مش عايزة، وببص في كل اتجاه كل حوالي 30 ثانية احتياطي لو أي حشرة تيجي تهجمني. طلعت من الحمام التالت ومسحت عرقي. بصيت في ساعتي ولقيتها بقت 6.30 بالليل. "كفاية شغل ويمشي من المدرسة"، قال. "ما ينفعش. الأستاذة جيل هتخلينا نعمل عقاب تاني أو أي حاجة. مش عايزة أي مشاكل تانية." "هي مش هتعرف، أكيد مشيت." "هي مش غبية. أكيد هتكون قالت لحراس الأمن على الموضوع"، قلت، "بس لو عايز تمشي أنت الأول اتفضل." "إزاي أسيبك لوحدك." "نادر أوي لما أسمع منك الكلام ده يا كيم تايهيونج،" قلت وهو بصلي بغيظ. روحت للحمام اللي بعده، وكنت بتنهد بقوة كل دقيقة وأنا بنضف. وقتها، إيد مسكت دراعي والفرشة والمسحوق وقعوا من إيدي. اتسحبت بره الحمام. "يالا! كيم تايهيونج بتعمل إيه؟!" كان لسه ماسك دراعي وجرى للمكان اللي حاطين فيه شنطنا. "شيل شنطتك"، قال. كنت مترددة. "شيلها"، كرر وهو بيبصلي بنظرة مرعبة. شلت شنطتي بسرعة. هو كمان عمل نفس الحاجة وفضلنا نجري. جرينا على الدور الأول وعرفت إنه هيخرجني أهرب من المدرسة. مشينا بخفية وحاولنا نلاقي أماكن نهرب منها. "هناك"، قلت وشاورت على البوابة المفتوحة. "لا"، شدني لورا، "فيه حارس أمن ورا الشجرة دي عند البوابة." بصيت كويس وفعلاً كان فيه راجل بلبس أبيض واقف عند البوابة. الغريب إن عين تايهيونج كانت حادة أوي. "ليه ما قفلش البوابة لحد دلوقتي؟" سألت. "زي ما قلتي، الأستاذة جيل غالباً قالتلهم يستنونا." تايهيونج بص بعنيه في كل مكان. "اتبعي"، قال ومسك إيدي وجرينا بسرعة. كان فيه سور. "لازم نتسلق"، قال. تسلق للناحية التانية في ثواني بس وبصيتله بغرابة. "أنا إزاي..." "تسلقي بس، أنا هسندك، بسرعة،" قال. بصراحة، مشيت بحذر وتسلقت السور وبعدين وثقت في سنده ونزلت على الناحية التانية من السور بأمان. "منظر حلو"، قال وابتسم بسخرية. بصيت لتحت وأدركت إني كنت لابسة جيبة. "يا قذر"، ضربته جامد على صدره وهو ضحك. "يلا بينا بسرعة قبل ما أي حراس يشوفونا"، قال ومشينا احنا الاتنين. بعد ما هربنا من المدرسة، ما روحناش البيت. كنا جعانين جداً، وخلص بينا الحال بناكل عند كشك أكل قريب من مدرستنا. "بصراحة، ما كانش لازم نجري من الأمن، هما مش هيعرفوا إذا كنا خلصنا تنضيف ولا لأ، طول ما هما شايفيننا بنخرج، كان ممكن يخلصوا شغلهم بدري..." قلت. "بالظبط،" قال، "أنا خرجت من المدرسة بالطريقة دي عشان أتفنن، وعشان أصعب شغل الأمن، عشان التسلية." شرب الراميون بتاعه وأكل وكأنه ما أكلش بقاله سنين. "كل حاجة بالنسبالك عشان التسلية؟" سألته. "أيوه، احنا بنعيش مرة واحدة بس، ليه هتسمعي كلام الكبار القساة وتقضي أيامك كلها مذاكرة وتكسري دماغك. في الآخر هتكوني عجوزة وتموتي من غير أي تسلية." لقيت شوية حقيقة في اللي قاله. "ده يفسر ليه ما بتعملش واجباتك في المدرسة،" قلت. "بس ليه لسه بتعمل المهام اللي عليها درجات؟" "لازم أعيش أنا كمان، مش كده؟" جاوب، "ما فيش حاجة متاحة ليا في المستقبل لو ما عنديش أي... اللي تسميه علم." هزيت راسي وأكلت أكلي. بعد ما خلص أكل، مسح بقه وقام. "ادفعي أنتِ،" قال ومشي بعيد وسابني. "يا كيم تايهيونج!" صرخت. كل اللي كانوا بياكلوا بصوا عليا. بصيت لتحت في إحراج ودفعت بسرعة للست. جريت وراه ورفسته في رجله. "ليه خلتني أدفع! أنت مديون لي بخمس آلاف وون!" "لما الخنازير تطير، هدفعلك،" قال ومشي ببساطة. قلبت عيني ومشيت معاه. "ليه بتتبعيني؟" سأل فجأة. بصيت في ساعتي، كانت ٨ وقربت تبقى ٩. الشوارع كانت ضلمة شوية، وما قدرتش أمشي لوحدي للبيت. "حسنًا، أممم ولا حاجة. بيتي هناك بس،" شورت على الاتجاه اللي كنا ماشيين ناحيته. "ما تكدبيش، بيتك الناحية التانية. أنا عارف لأني كنت بتتبعك وأنا اللي حطيت السحلية المزيفة دي في جزمتك اللي سبتيها بره اليوم اللي فات،" قال. بصيتله بغيظ، "يبقى أنت اللي عملتها بجد!" "اخرسي وامشي،" قال وكمل مشي. لفيت على طول ومشيت في الاتجاه المعاكس، مع إني كنت مترددة شوية. لازم أمشي في زقاق قصير وضلمة عشان أروح البيت، وده مخيف بالليل. كل ما كنت بقرب من الزقاق اللي بخاف منه أكتر، سمعت محادثات بصوت عالي، زي بتاعة رجالة. استجمعت شجاعتي، وسرعت خطواتي وحاولت أمشي في الزقاق، بقنع نفسي إن ما فيش حاجة هتحصلي، ده زقاق قصير كده كده. وأنا ماشية، لاحظت إن فيه راجلين بيدخنوا في الزقاق وفي أضواء الشارع الخافتة قدرت أشوف التاتوهات بتاعتهم. مشيت من جنبهم بسرعة، وتجنبت التواصل البصري بس حسيت بعنيهم عليا. "يا سلام على الحلوة الصغيرة دي،" قال واحد منهم. ياساتر، هل أجري؟ هعمل إيه؟ أرجوك ما تأذينيش، أرجوك لا. أفكار كتير عدت في دماغي بالجملة الواحدة دي. عرفت إنهم هيعملوا حاجة فيا، خطواتي كانت بتزيد سرعتها ونفسي كان بيتقل. الزقاق القصير فجأة حسيت إنه رحلة طويلة. سمعت خطوات ورايا، وشفت خيالات اعتقدت إنها بتاعتهم. ضربات قلبي كانت سريعة جداً حسيت إن قلبي هيقع. الخيالات قربت وبقت أوضح. أخيرًا حاولت أجري، بس كان فات الأوان. ذراعي اتمسك جامد ولفيت عشان أشوف راجل وشه فيه ندوب. "ليه جريتي يا حلوة،" قال وشدني ليه، شميت ريحة الدخان من نفسه وكنت بحس بالضعف، أنا بكره الريحة دي. "عايز إيه، سيبني!" حاولت أحرر دراعي من مسكته بس عرفت إن ده مستحيل لأنه كان مفتول العضلات. "اشش،" الراجل التاني اسكتني، "احنا عايزينك بس." ابتسم بسخرية ولمس كتفي. ارتجفت، كنت مرعوبة بجد بس قدرت أرفعه في مكان حساس وسقط على الأرض بدون حول ولا قوة. "إزاي تجرئي يا حلوة، عايزة تلعبي خشن؟" استفزني الراجل التاني اللي كان ماسك دراعي. زقني على حيطة وابتسم بسخرية. حاولت أرفسه أنا كمان، بس قبل ما أعملها كان هو already داس على رجلي. "ذكية أوي، بس بطيئة." "سيبني!" صرخت في وشه وكنت بتحمل الألم في رجلي لأنه كان دايس عليهم جامد شوية. صرخت وطلبت المساعدة، على أمل إن حد يسمعني بس قدر يكتم صرخاتي بتغطية بوقي. "اخرسي وإلا هكسر-" "أنا اللي هكسرك الأول!" قال صوت والراجل اللي كان ماسكني على الحيطة اتطرح على الأرض بضربة. "مين أنت بحق الجحيم؟" صرخ الراجل. "مش شغلك،" قال تايهيونج. كنت بتنفس بصعوبة جداً وكنت في حالة ذعر. تايهيونج راحله عشان يديله ضربة تانية، بس فشل لما الراجل قدر يمسك دراعه ووقعه على الأرض. "ما تعملش نفسك بطل يا ولد صغير،" قال الراجل ووجه لتايهيونج لكمة. ارتعشت ورجلي كانت زي الجيلي، ما عرفتش أعمل إيه. لحسن الحظ، من طرف عيني، شفت لوح خشبي بحجم الذراع. التقطته ببطء وضربت الراجل بقوة على ظهره. ساب تايهيونج على الفور بسبب الألم الشديد. تايهيونج، مع إنه كان مصاب، قام بسرعة ومسك إيدي، وجرينا احنا الاتنين بسرعة لمكان آمن. ما كناش بعاد أوي عن بيتي وأخيراً وقفنا، بنلهث، وسيبنا إيدين بعض. "في؟" ناديته. كان بياخد نفسه وبصلي. "إ-إيه؟" لمست وشه، مكان ما كان فيه ندبة، وكانت بتنزف. زق إيدي بعيد، "روحي البيت." "بس-" "امشي!" صرخ عليا ببرود. عيني دمعت ومشيت بخطوات تقيلة للبيت. لما وصلت قدام باب بيتي، لفيت ورايا بس ما كانش هناك خلاص. اتنهدت ودخلت. دخلت الفصل وكانت نفس اللقطة المعتادة، زمايلي بيرموا على بعض ورق مكرمش، ورئيسة الفصل بتحاول على قد ما تقدر تخلي الكل محترم. بصيت حواليا في الفصل وتايهيونج ما كانش موجود. حسيت بقلق وأنا قاعدة بشخبط أي حاجة على ورقة. "يا فصل، قفوا"، أمرت رئيسة الفصل والكل رجع أماكنه. "صباح الخير يا جماعة"، سلمت الأستاذة جونج. الكل رد عليها السلام بصوت واطي وقعد. "طلعوا واجب الرياضيات بتاعكم، أنا جاية ألمه"، قالت والكل طلعه، إلا أنا. امبارح بالليل كنت تعبانة أوي إني أكمله، وكمان كنت بفكر في اللي حصل امبارح بالليل وأنا مروحة البيت. إزاي تايهيونج لقاني هناك؟ ليه أنقذني؟ "لي هيجين؟" فقت من أفكاري. "نعم؟" "فين واجبك؟" سألتني الأستاذة جونج. "أنا ممم... أنا..." "ما عملتيهوش؟" قاطعتني وبصتلي. أنا كده مت. الأستاذة جونج مش حد يستهان بيه. "ليه؟ بقيتي زي تايهيونج؟" سألتني. في اللحظة دي، الباب اتفتح ودخل تايهيونج الفصل. "على ذكر الشيطان، كيم تايهيونج،" قالت، "أنا متأكدة إنك كمان ما عملتش واجبك." "كان فيه؟" سأل والفصل ضحك بهدوء. "إيه العقاب اللي عايزينه المرة دي؟" سألتنا الأستاذة جونج. "ما اعرفش، اختاري أنتِ"، رد. دعيت في سري الصغير إنها ما تكونش إني أرفع إيدي وأنا واقفة بره تاني. لكن بدل كده، كانت حاجة أسوأ. "ساعتين حجز. تقابلوني بعد المدرسة." فمي سقط. أنا بكره الحجز. "يا أستاذة جونج بس أنا ما اقدرش-" وقفت كلام لما لفت وبصتلي بعيون مرعبة. أما تايهيونج، من ناحية تانية، كان هادي وقعد ببساطة من غير أي مشاكل، وده أساساً لأنه متعود على الحجز. "ادخلوا. ما تحاولوش حتى تهربوا من الفصل ده"، قالت الأستاذة جونج ورزعت الباب ورايا بعد ما دخلت أنا وتايهيونج فصل الحجز. ثواني بعد ما مشيت من الباب، اتأففت. "ليه خليتيها تختار؟!" "اخرسي دول ساعتين بس ما فيهمش أي حاجة"، رد. "أيوه، بس أنا جعانة وعايزة أروح البيت، يييييييييه..." فضلت أشتكي وأدب رجلي في الأرض. قعدت في نص الفصل، وبعدين نقلت مكاني قدام تايهيونج، وفضلت أبص عليه. "مالك يا متخلف صغير"، قلب عينه. "ولا حاجة، إزاي أنت، قصدي فين أنت، ليه أنت..." فضلت كلامي وقعدت أفكر شوية. ما كنتش عارفة أسأل إيه الأول. "عن إيه؟" سأل وسند راسه على الترابيزة اللي بينا. "إزاي وليه أنقذتني امبارح بالليل؟" سألت. "حسنًا،" اتنهد وقعد مستقيم، قرب مني وبص في عيني. اتوترت، كنت متوقعة شرح عميق. "...كنت عايز أعمل فيكي مقلب." قلبت عيني وفقدت اهتمامي، وسندت ضهري على الكرسي. "كمل"، قلت. "...كنت عايز أخوفك ففعلاً اتتبعتك لحد الزقاق، بس ساعتها سمعتك بتصرخي،" شرح، "...فأه، وبعدين حصل اللي حصل ده." هزيت راسي، بوريله إني فهمت. بعدين استنيته يتكلم تاني بس هو كان ساكت. "إيه؟" "أنا ما سألتكش سؤال تاني؟" قلت. بص متلخبط. "إزاي، وليهههه؟" قلت. "ما اعرفش ليه، أنتِ صاحبتي، أعتقد، عشان كده ساعدتك. أنا مش مديونلك بخمس آلاف وون خلاص"، ابتسم. ضحكت، "أيوه، أيوه ماشي." فضلت أبص على الساعة بتدق بس حسيت إنها أبدية وأنا محبوسة في الحجز. لحسن الحظ، كان فاضل ١٥ دقيقة. لفيت يميني، ٥ ترابيزات بعيد وشفت تايهيونج نايم وضهره ساند على الكرسي وبقه مفتوح، وإيديه متكتفة. ابتسمت بسخرية. أزعجه؟ إزاي؟ مشيت على أطراف صوابعي ناحيته واتأكدت إنه نايم بجد. بيشخر؟ تمام. طلعت قلمي الماركر ورسمت عين على جبينه بعناية. هو أحياناً كان بيرتعش بس نجحت إني أشوه وشه، رسمت قلب صغير أوي جنب عينيه للمسة أخيرة. كده، المكياج خلص. أحلى مني بكتير. حاولت على قد ما أقدر أمسك ضحكتي، بس لما رجعت مكاني ما قدرتش غير إني أضحك بصوت عالي لما شفت وشه، وده صحاه. "في إيه؟" قال ومسح عينيه. "ولا حاجة"، قلت وابتسمت. اتنهد واتتاوب. قام يتمطى ومشي ببطء ناحية الشباك. "الجو حلو النهارده، استني... وشي..." شاف انعكاسه في زجاج الشباك وبعدين لف وبصلي. "لي هيجين!" فضلت أضحك وهو فضل يجري ورايا في الفصل. "يا شيطانة يا صغيرة إزاي تجرئي ترسمي على وشي!!" طلعت لساني وجريت منه لحد ما تعبت، جريت في زاوية، بنهج بصعوبة. جه ناحيتي، وهو كمان بينهج. كنت عايزة أجري بس زقني على الحيطة. "وقت الانتقام"، قال وطلع قلم ماركر من جيبه. "لاااااااا!!" صرخت وحاولت أبعده بس هو كان قوي كفاية إنه يفضل حابسني في الزاوية. "اثبتي، خليني أعملك مكياج"، قال ومسك دراعي جامد عشان يوقفني عن التلوي. قرب سن الماركر من وشي. "وقف!" دوست على رجله جامد. حاول يتحمل الألم بس فشل ووقع على ضهره، بس بما إنه كان ماسك دراعي، اتسحبت ووقعت معاه، ووقعت فوقيه. "آه"، قال وهو بيفرك ضهره وبعدين بصلي، وأنا بصيتله. الباب اتفتح ودخلت الأستاذة جونج الفصل. "حجزكم خلص-" شافتنا في الوضع المحرج ده، وفضلت واقفة مكانها، مش مصدقة عينيها. لفيت من فوقيه وقمت بسرعة، بنفض نفسي. تايهيونج كمان قام بسرعة ووقف بعيد عني. "يا أ-أستاذة جونج، ممم، أهلاً. خلص؟" سألت، بحاول أشتتها عن اللي شافته. "أ-أيوه، ممكن تمشوا"، قالت وبصتلنا من راسنا لرجلينا. "الرسمة حلوة أوي على وشك يا تايهيونج"، قالت، "أنتوا كنتوا بترسموا على وشوش بعض بس صح؟" ابتسمت ومشيت. يا نهار أسود.
تعليقات
إرسال تعليق