روايه نساء في الجيش - الفصل الثاني
نساء في الجيش
2025, كاترينا يوسف
عسكرية حقيقية
مجانا
تبدأ ناديجدا أولى خطواتها في عالم الجاسوسية تتعلم كيف تستخدم الإغواء كأداة سيطرة وليس كضعف، بينما تواجه اختبارات صعبة تكشف مدى قوتها وتحملها. بين الضغط النفسي والمواقف الغريبة، تدرك أن العودة لم تعد خيارًا، وعليها إما أن تصمد أو تُمحى.
إيلينا سوركوفا
شابة روسية جميلة تتحدث الفرنسية بطلاقة، تُجندها الـKGB لتصبح جاسوسة من نوع خاص.المدرب المجهول
رجل في الأربعينات، بارد ومتجرد من المشاعر، أحد المشرفين على تدريب ناديجدا، يُعلمها كيف تستغل جمالها بذكاء بدلًا من أن يكون نقطة ضعفهاناديجدا
تخضع لتدريبات قاسية نفسية وجسدية لكسر هويتها القديمة وتحويلها إلى "عصفورة عسل" لا تُقهر.
في الخمسينات، الاتحاد السوفيتي كان عنده برامج سرية لتدريب جاسوسات على الإغواء والتلاعب بأجهزة الاستخبارات الغربية، خصوصًا في برلين، باريس، ولندن. البنات اللي كانوا بيتدربوا في البرامج دي مكانوش مجرد "فتيات جميلات"، دول كانوا مدربين على علم النفس، التلاعب العاطفي، وحتى التشفير والرسائل السرية.
التدريب كان قاسي ومكثف وبيشمل:
التلاعب النفسي: ازاي تقري لغة الجسد، وازاي تأثري على تفكير الشخص من غير ما يحس.
إتقان اللغات: علشان يقدروا يتعاملوا مع أي هدف أجنبي.
الإغواء والاستدراج: مش بس بالجمال، لكن بخلق إحساس بالراحة والثقة عند الهدف.
الدفاع عن النفس والقتال: لأنهم مش عايزين عميلة تنهار لو الموقف بقى خطير.
البرامج دي مكنتش مجرد خيال، دي كانت حقيقة في الحرب الباردة، لأن الأسرار وقتها مكنتش بتتسرق بس بالقوة، لكن بالمشاعر والوهم.
----------
- بدايه الفصل الثاني
ناديجدا فضلت ساكتة لحظات بعد كلام فولكوف، عقلها بيدور بسرعة. الموضوع مش مجرد عرض مغري، ده طريق لو دخلته، مش هترجع زي ما كانت أبدًا. بس هي أصلاً عمرها ما كانت بنت عادية… ومش عايزة تكون كده.
"ومتى أبدأ؟" قالتها بنبرة هادية، بس قرارها كان واضح.
فولكوف ابتسم ابتسامة بالكاد تبان، وطفي سجارته في المنفضة قدامه.
"دلوقتي."
داس على جرس صغير جنب مكتبه، وبعد ثواني، الباب اتفتح ودخلت واحدة ست طويلة، لابسة معطف أسود شيك، عنيها حادة كأنها سكينة، وشعرها مربوط ورا بدقة. مش جميلة بمعنى الجمال التقليدي، بس كان عندها حضور قوي يخلي أي حد يركز معاها.
"إيلينا سوركوفا، هي اللي هتشرف على تدريبك."
إيلينا بصت لناديجدا بنظرة تقييم، وبعدها أومت برأسها من غير ما تتكلم.
"تعالي ورايا."
ناديجدا قامت، بصت لفولكوف نظرة أخيرة، لكنه كان بالفعل ماسك ملف جديد وكأنها مش موجودة. مشت ورا إيلينا في ممرات طويلة مضاءة بإضاءة باهتة، لحد ما وصلوا لمصعد قديم.
إيلينا دست على الزر، وبعد لحظات، المصعد بدأ ينزل.
"عارفة احنا رايحين فين؟" سألتها من غير ما تبص لها.
"لأ."
"ممتاز. الجهل أول خطوة في التعلم."
لما باب المصعد اتفتح، المشهد كان مختلف تمامًا عن أي حاجة توقعتها ناديجدا. مكنش طابق إداري تاني، لا، كان ممر طويل مظلم شوية، كأنه قبو سري. سمعت أصوات خطوات، أصوات تدريب، وحتى ضحكات هادية، بس الضحكات دي مكنتش بريئة، كان وراها حاجة تانية.
مشيت جنب إيلينا لحد ما وصلوا لغرفة واسعة مليانة بنات، بعضهم صغيرين في سنها، وبعضهم أكبر شوية، كلهم لابسين لبس شيك، كأنهم رايحين حفلة، بس العيون اللي التفتت عليها كانت مختلفة… كل عين فيها قصة، كل عين فيها سر.
"أهلاً بيكم في الجحيم." قالتها إيلينا بصوت منخفض، وبعدها التفتت لناديجدا: "ده هيكون عالمك الجديد."
ناديجدا واقفة في وسط القاعة، عينيها بتلف في المكان، حاسة إن اللي داخلين عليه مش مجرد تدريب عادي. الجو كان فيه رهبة، الستات اللي حواليها مختلفات عن أي حد شافته قبل كده، وكأنهم مش مجرد متدربات… كأنهم نساء من عالم تاني، عالم أخطر بكتير.
إيلينا وقفت قدامها، بصت لها النظرة اللي بدأِت تفهمها… نظرة اختبار، كأنها بتقيس رد فعلها.
"كل حاجة هنا ليها سبب. كل تفصيلة، كل حركة، كل نفس تاخديه… كل ده بيتحسب."
سحبت نفس هادي وقالت: "هنا هنتعلم إزاي نسيطر، مش بس بجمالنا، لكن بعقلنا، بحركاتنا، وبحاجات تانية… حاجات صعبة."
ناديجدا مكنتش غبية، كانت حاسة إن الموضوع مش بسيط، بس أول ما إيلينا أخدتها لقسم تاني تحت الأرض، بدأت تفهم إن اللي مستنيها أكبر بكتير من مجرد تدريب على التلاعب النفسي.
القسم كان شبه غرفة مظلمة، فيها مرايات على الجدران، وكراسي جلدية، والإنارة خافتة. في ناس واقفة على الجوانب، رجالة وستات، بعضهم لابسين بدلات أنيقة، وبعضهم مجرد متفرجين.
إيلينا قربت منها وقالت بصوت واطي: "الخوف هو أول عدو ليكِ، ولازم تتغلبي عليه."
قرب منها واحد من المدربين، راجل في الأربعينات، ملامحه جامدة كأنه تمثال، قرب منها وقال ببرود: "جمالك سلاح، بس لو استخدمتيه بغباء، هيكون نقطة ضعفك."
وبدأ التدريب…
كسر النفس
الأيام الأولى كانت اختبار للأعصاب. مفيش خصوصية، مفيش راحة، مفيش وقت للتفكير. كانوا بيخلوها تتعامل مع مواقف غريبة، لازم تتعلم تتحكم في مشاعرها حتى وهي تحت ضغط. في لحظة، كانت مضطرة تبقى مغرية، وبعدها بثانية، تكون باردة كالجليد.
التدريب على الإغواء: مش مجرد لبس أو جمال، لكن ازاي تتحرك، ازاي تتكلم، ازاي تلمس بإيدها لمسة خفيفة تسيب تأثير من غير ما تبان مقصودة.
كسر الحواجز النفسية: كانوا بيحطوها في مواقف محرجة، لازم تتصرف وكأنها مش متأثرة. لو اتكسفت، لو ظهر عليها الارتباك، كانت إيلينا بتعاقبها فورًا.
التدريب مع رجال مجهولين: كانوا يجيبوا شخصيات مختلفة، وكل واحد ليه شخصية ونمط معين، لازم تتكيف معاه بسرعة وتعرف نقطة ضعفه في دقائق.
في ليلة من الليالي، بعد تدريب طويل، كانت قاعدة في غرفتها الصغيرة، حاسة إنها مش هي. إيدها بترتعش، وعقلها بيدور، هل هي فعلًا قادرة تكمل؟ هل تقدر تكون زي الستات التانية اللي شافتهم في القاعة؟
إيلينا دخلت عليها، شافتها بالوضع ده، وقربت منها وقالت:
"انسي اللي كنتي عليه. اللي بيموت جواكي دلوقتي، لازم يموت علشان اللي جواكِ يولد من جديد."
ناديجدا رفعت عينيها، وكانت أول مرة تشوف في نظرة إيلينا حاجة شبه التعاطف، أو يمكن مجرد انعكاس لحاجة هي كمان مرت بيها.
"إما تبقي قوية، أو هتكوني مجرد لعبة لحد تاني."
وكان ده أول درس حقيقي في عالم "عصافير العسل".
---------
الواقع التاريخي خلف التدريب
التدريب اللي كانت بتخضع له المجندات في برامج الـKGB كان بيكسر الحواجز النفسية تمامًا، لأن العميلة لازم تكون قادرة تتعامل مع أي موقف مهما كان صعب. جزء كبير من التدريب كان بيعتمد على التحكم في المشاعر، وإتقان الإغواء مش بس بالجمال، لكن بلغة الجسد والصوت والسيطرة النفسية.
كانت بعض التدريبات تشمل مواقف مُحرجة أو غير مريحة، الهدف منها اختبار قدرة العميلة على التصرف بدون ارتباك.
العميلات كان لازم يتعلموا إزاي يخدعوا أي شخص مهما كان ذكي أو محصن نفسيًا.
التدريب النفسي كان قاسي جدًا، لأن أي انهيار نفسي كان معناه الفشل والطرد من البرنامج، أو ما هو أسوأ…
ده الفصل الأولhttps://www.rwayaa.com/2025/03/novel-women-in-the-army.html
ردحذفنتعاون مع بعض في كتابه الروايات وننشر سوا ؟ لو موافقه هبعتلك أكونت الفيس بوك او نتكلم هنا
حذفاكيد, ابعتيه
حذفانتي اللى كتباها؟؟؟
ردحذفصحابي
حذف