فراشات الخيانة - رواية رومانسية
فراشات الخيانة
2025, كاترينا يوسف
رومانسية
مجانا
فاليري، الشابة التي تجد حياتها تنقلب رأسًا على عقب عندما تعلم بخطبتها المرتبة لملياردير، بينما تحاول التمسك بعلاقتها المتزعزعة مع حبيبها الخائن، فريد. تتصارع فاليري بين الحب والخيانة، والولاء للعائلة، والرغبة في الاستقلال. تكشف الأحداث عن صراعات داخلية وخارجية، وتكشف عن خفايا العلاقات الإنسانية.
فاليري
شابة في الثالثة والعشرين من عمرها، تحاول التوفيق بين حياتها العاطفية والعائلية.فريد
حبيب فاليري، شخصية خائنة، يسبب لها الألم والحيرةبريندا
صديقة فاليري، شخصية خائنة، تتورط في علاقة مع حبيبها.
فاليري: بحس بفراشات في بطني كتير أوي. في الحقيقة، في حاجات كتير بتديني الإحساس ده. مش لازم يكون حب أو جنس هو اللي يعمل كده. الخروج في النوادي بيعمل كده. وجودي مع صاحبتي المقربة بيعمل كده. لما أكون مبسوطة بيعمل كده. بس الخبر ده اللي قدامي دلوقتي، أكيد مش من الحاجات اللي بتديني الفراشات دي في بطني، اللي بتخليني متحمسة لحاجة معملتهاش قبل كده، أو حاجة هتحصل لي. ماتوقعتش ده خالص. عمري ما تخيلت حياتي هتمشي في السكة دي، ولسه مستصعبة أصدق، عشان فكي لسه واقع من الصدمة. "فال، عارفين إن ده صدمة ليكي، بس ده الأحسن"، ماما بدأت كلامها، وإيديها لمست فخادي، رجعتني للواقع. بابا قاعد قصادي، وشه مكشر أوي. شكله تعبان أكتر من أي وقت فات. "لازم ننقذ شغل أبوكي اللي بيضيع. اتكلمنا في الموضوع ده كتير، وقولنا إن جه الوقت تعرفي. شايفين إن ده الوقت المناسب إنكم تتعرفوا على بعض أكتر." دلوقتي مبقتش قادرة أستحمل. مش عشان عندي صاحب، بس عشان مش عايزة حد يتدخل في حياتي أو ياخد قرارات مكاني. "لأ، يا ماما"، قلت بحدة، فخضيتها. لفيت عشان أبصلها مباشرة. "مش هقابل حد، وده كلام نهائي." "فاليري"، بابا نده عليا بنبرة قاسية. الموضوع مش موضوعهم، ده موضوعي أنا. أنا عندي 23 سنة يا ناس. إزاي أكون مخطوبة لواحد طول عمري من غير ما أعرف؟ عندي صاحب، وعندي حياة بحبها. حياة بتديني الفراشات الصح. مش هعمل كده. "يا بابا، مش هعمل كده"، قلت بصدق. "دي حياتي، وأنا أختار أقابل خطيبي المزعوم ده ولا لأ. عندي صاحب يا ناس!" ماتوقعتش صوتي يعلى على بابا، بس أهو حصل. "مش هسمحلك تتكلمي عن جوزي كده، يا بنت قليلة الأدب"، ماما زجرتني بحدة، وإيديها بعدت عن فخادي. هي لسه مدافعة عن جوزها؟ إمبارح بالليل كانوا بيتخانقوا مع بعض، ومكلفتش نفسي أسأل إيه المشكلة. دي خناقتهم، مش بتاعتي، ومش من حقي أتدخل في شؤونهم. من ساعة ما شركة بابا فلست، وهو عنده مشاكل مع ماما. ماما مستصعبة تتأقلم مع الحياة الجديدة اللي بيقدمها لنا. كان صعب عليا في الأول، بس أنا بتعود على الحاجات الجديدة أو الأماكن الجديدة بسهولة. التأقلم مع الطبقة المتوسطة كان من أسهل الحاجات عليا. "بجد؟" بصيتلها باستخفاف. "بجد. دي الحياة اللي عايزاها لنفسك؟ آخر مرة روحنا نتسوق امتى، ها؟ آخر مرة عملنا حفلة كبيرة زي زمان امتى؟ عارفة إن ده مش اللي عايزاه..." "لأ"، ضحكت. ده أكيد مش اللي عايزاه. ده اللي ماما عايزاه، وعايزة تستخدمني عشان تكمل حياتها دي. اللي عايزاه هو الفراشات. أكون حاضرة على طول. اللي عايزاه إن فريد يبطل يخوني. الجواز في السن ده، ومن ناس غرب، مش من الحاجات اللي عايزها. "لازم تساعدي أبوكي، يا أميرة"، بدأت تستخدم النبرة دي معايا. النبرة الناعمة والمغرية اللي بتستخدمها لما عايزاني أوافق. "أبوكي محتاج المساعدة دي. عيلة لورينزو مش هيساعدونا غير لما ننفذ وعدنا، ونزوجك لابنهم. هتحبيه، بس جربي..." "عندي صاحب، يا ماما!" صرخت، وقمت من على الكنبة بغضب، وصدري بيطلع وينزل. "عندي صاحب، يا ناس." "نفس اللي بيخونك مع بنات تانية على طول؟" ردت بحدة، ووقفت قصادي. إيه؟ عرفت منين إن فريد بيخوني؟ وعدني يتغير، واديتله فرصة تانية، بس مسكته تاني، من يومين بالليل، بس المرة دي مع واحدة أعرفها. هي من الناس اللي بتديني الفراشات دي، واللي بتخليني مبسوطة. كانت بتعمل مع صاحبي علاقة. مسكتهم متلبسين في حفلة كنت معزومة فيها من نفس البنت اللي مسكتها مع صاحبي. قلت لهم إني هتأخر، وأظن إنهم فهموا التلميح، وعملوا اللي عملوه قبل ما أوصل. أكيد كانوا بيعملوا كده من زمان أوي. اتكسرت. عطيت. بس أنا بنت قوية. فريد بيرجع يعتذر على طول، وكنت مستنية مكالماته طول الليل. مجتش غير إمبارح الصبح، لما وصلت رسالته. اعتذر عن غلطته. بريندا كانت مغرية على طول، وأنا متأكدة إنها أغرته. مش عايزة يكون لي علاقة ببريندا تاني، بس هخليها تندم إنها عملت علاقة مع صاحبي. فريد لسه صاحبي. اللي حصل من يومين بالليل مغيرش ده. عشان كان مع صاحبتي، مش معناه هسيبه. مش هخليها تاخده. فريد وأنا لسه مع بعض، ومستنياه بصبر يجمع شجاعته ويجي يترجاني. "الواد الأهبل اللي بيوجع قلبك ده؟" صوت أمي علي. "إنتي عارفة إنتي بتعملي إيه؟ بيخونك كل شوية وبرضو بترجعيله؟" مين قالها الكلام ده؟ سألت نفسي، ودموعي كانت هتنزل. بريندا؟ بريندا صاحبتي المقربة، بس هي قريبة من أمي كمان، وبيتكلموا في كل حاجة. هي اللي قالت لأمي إن فريد بيخوني؟ كانت بتشتمه على طول، وعايزاني أسيبه، بس دلوقتي فهمت ليه هي متحمسة أوي إني أسيب فريد. عايزاه لنفسها، وده مش هيحصل. "دي حياة كويسة بنقدمهالك"، لسه بتتكلم. "الواد ده حلو وغني. أصغر ملياردير في نيويورك. عايزة إيه تاني؟" "عايزة إيه؟" رديت عليها، وبعدين شورت عليها بصباعي. "اللي عايزاه إنكم انتوا الاتنين تبطلوا تتدخلوا في حياتي." اتصدمت إني بكلمها بالطريقة دي. بابا بيتفرج علينا في صمت. بصيت عليه بسرعة، وعديت من جنب أمي عشان أمشي، بس صوتها وقفني. "هتتجوزي ريان غصب عنك يا فاليري. انتوا الاتنين مخطوبين لبعض من وإنتي صغيرة، ومش هخليكي تاخدي قرار غلط، وهو أحسن من صاحبك الخاين ده." كنت عايزة أرجع أقولها إزاي فريد بيحسسني. الموضوع مش موضوع فراشات بس. فيه أكتر من كده. عايزة أزعق وأقولها إني بحب فريد أوي، وإنه راجل بجد. ممكن ميكونش غني زي الملياردير المزعوم ده، بس هو راجل بجد. بدل ما أعمل اللي في دماغي، مشيت من أوضة المعيشة ناحية الباب الأمامي، وبنية واحدة في دماغي. هرجعه ليا. بريندا مش هتاخده. فاليري: عندي مشاعر متضاربة تجاه اللي حصل الليلة. ده مش بيمنعني إني أبتسم لما أفكر إني هشوف فريد. ضامة جاكتي عليا، نزلت من العربية وبدأت أمشي ناحية شقته. لما فكرت فيها، مش عارفة بجد إذا كانت ماما مش عايزة تدعم علاقتي بفريد عشان مش غني زي الراجل اللي عايزين أتجوزه، ولا عشان بيخوني. فريد خانني مرتين بس. لو بريندا مكنتش عينها عليه، يمكن مكنش خانني تاني. بريندا كلبة، وهثبتلها إنها مجرد كلبة. فريد وأنا بنحب بعض. هو بيحبني أوي، وأنا كمان بحبه. هو حبيب شغوف وطيب. بيهتم بيا وبيحبني. الحب اللي بطلت أستلمه من البيت من سنين، من ساعة ما بقينا بنكافح نحافظ على مكانتنا، فريد قدر يرجعه. وراني حب كبير، ومقدرتش غير إني أقع في حبه أوي. فريد مستسلمش مني لما كنت فاكرة إنه هيستسلم. كنت فاكرة إنه هيزهق مني، بس معملش كده. فضل يرجع. فضل يحبني. إزاي بقى أستسلم فجأة، وده اللي بريندا عايزاه؟ هي عايزانا نبعد عن بعض عشان تاخده لنفسها. مش هسمح بده يحصل. فريد بتاعي. الجو هادي بشكل غريب، وأدركت إني قضيت وقت طويل في النادي وأنا بفكر في كل حاجة قبل ما أقرر أجي هنا. كنت فاكرة إن فريد هيكون هناك كمان، بس مكنش موجود. مشربتش كحول عشان كنت عارفة إني هسوق وأروحله لو مجاش. محتاجاه. محتاجة حد أتكلم معاه. لو مكنش خانني مع بريندا، كانت هي اللي هروح أتكلم معاها، بس بريندا مبقتش صاحبة. هي مجرد خاينة. وحشني صداقتنا، بس ده مش معناه إني هرجعها صاحبة. أنا برا البيت من الظهر، لما ماما قالتلي خبر خطوبتي، وكانت مستنياني أنط من الفرحة إني مخطوبة لملياردير خرافي، وأجري على أوضتي عشان أجهز أقابله. أنا مش عيلة يا ناس. أنا بالغة. إزاي أصلا تفتكر إني هفرح بالخبر ده؟ طلعت على البلكونة، وطلعت إيدي من جيب الجاكت عشان أخبط على باب فريد. بعد ما خبطت، رجعت إيدي في الجاكت، ومستنية. مفيش رد، وبستغرب إذا كان لسه مرجعش البيت. هو عادة بيخلص شغله الساعة 9 بليل، ودي الساعة 11 بليل. كنت في النادي من الساعة 8 بليل مستنياه ييجي. مشيت من النادي بعد الساعة 10 بليل بشوية. طلعت إيدي وخبطت تاني. مفيش غير الصمت. اتنهدت بعمق، وطلعت موبايلي عشان أكلمه. بيرن شوية بس مش بيرد. حسيت بغضب مفاجئ، وخبطت بصوت أعلى وبقوة على الباب، واتفتح على طول. "كنت فين يا زفت؟ كنت..." "يا حبيبتي"، كان عريان من فوق، وهو بيحضني حضن سريع. لما بعد عني، رفعت حاجبي باستغراب. كنت بخبط بقالي أكتر من خمس دقايق ومفيش رد. بس بعد ما كلمت موبايله وخبطت تاني، جه فتح الباب. عريان من فوق! إيه اللي بيحصل؟ "فريد؟" ندهت عليه لما لاحظت إنه بيتجنب يبصلي. متسند على إطار الباب، كأنه بيمنعني أدخل شقته، عرفت إن فيه حاجة غلط. ده مش فريد. بيحب لما أروح أزوره. بيحب يحضني. مخططة أبات برا، وده المكان الوحيد اللي عايزة أبات فيه. معاه. في حضنه. عشان يواسيني ويأكدلي إن كل حاجة هتبقى كويسة. "يا حبيبتي، بتعملي إيه هنا؟ كنت لسه هكلمك"، بصلي بابتسامة كبيرة على وشه. طلعت إيدي وضميتهم على صدري. قلبي بيوجعني. فريد بيعملها تاني. بيتصرف غريب، أكيد عمل حاجة وحشة تاني. من غير ما أرد عليه، زقيته ودخلت الشقة. مش لازم أفكر في خيانته دلوقتي. اللي المفروض يكون همي الرئيسي هو إني أبات هنا. مش هقدر أروح البيت الليلة. عايزة أمي تدرك غلطتها وتغير رأيها في موضوع الخطوبة الخرافي ده. ده مش ليا. "يا حبيبتي"، فريد نده عليا من ورايا، ومسك دراعي، ولفني عشان أبصله. "فريد؟" مش مصدقة إنه بيعمل كده. بيمنعني أبات هنا؟ مقالش حاجة، فنزعت إيدي من إيده ولفيت تاني. وهنا شفت سبب تصرفه. فيه هدوم مرمية على الأرض في أوضة المعيشة. فيه حوالي خمس قطع هدوم على الأرض، وجزمة كعب عالي. طلعت شهقة خفيفة من بقي، وبصيت غصب عني ناحية السلم اللي بيودي للأوضة اللي فوق، اللي فريد وأنا بنحضن فيها لحد الفجر عادة. "فال، مش زي ما إنتي فاكرة"، ظهر قدامي، وبيحاول يدافع عن نفسه. "فريد." مفيش كلام بيطلع من بقي. مش عارفة أفكر في إيه. مش عارفة أتصرف إزاي. مش مصدقة إن فريد بيخوني تاني. بعد ليلتين مسكته مع صاحبتي المقربة. مش مكلف نفسه ييجي يشوفني عاملة إيه. كان في البيت بيعمل علاقة مع واحدة تانية. ده عشان قلتله مش مستعدة للعلاقة؟ صعب عليه يتحكم في رغباته؟ ليه متكلمش معايا؟ قبل ما دمعة تنزل من عيني، حضني. "بحبك يا فال. صدقيني. ده مجرد سوء تفاهم..." في اللحظة دي، مبقتش قادرة أكتم غضبي أكتر من كده. لما مسكته مع بريندا، لا صرخت ولا ضربت حد فيهم بالقلم. مشيت بهدوء. محدش فيهم جري ورايا، وده كسرني، حسيت إنهم ممكن يرجعوا يكملوا اللي كانوا بيعملوه قبل ما أقاطعهم. "سوء تفاهم؟" دراعي المتخدر زقه بعيد. الزقة كانت قوية لدرجة إنه وقع على الكنبة. "بتسمي ده سوء تفاهم؟ إنت مجنون؟ فاكرني إيه بالظبط، ها؟!" لقيت نفسي بصرخ وبعيط، وبلم كل قطعة قماش أرميها في وشه. مفروض ده ميكنش بيحصل. مفيش حاجة ماشية زي ما أنا عايزة أو مخططة. مفروض الليلة دي متبقاش كده. مفروض فريد يرحب بيا بحرارة. مفروض أكون في المطبخ معاه دلوقتي، وأنا بتفرج عليه وهو بيعملي العشا، عشان أنا جعانة أوي. بعد ما ناكل، المفروض نكون بنتباس أو بنلعب لعبة. المفروض ننام في حضن بعض كمان، بس مفيش حاجة من دي بتحصل. فريد كذاب وخاين حقير. لميت الكعب العالي من على الأرض ورميته عليه بغضب، بس تفاداه وهو بينط فوق الكنبة. في اللحظة دي، شفت حد ظهر من طرف عيني من السلم. لما أدركت إنها أكيد الكلبة اللي بيخوني معاها، أجبرت نفسي إني مبصش، وكتمت فضولي إني أشوف وشها. لميت موبايلي من على الترابيزة اللي رميته عليها، ومشيت ناحية الباب، ضامة جاكتي عليا، ومش مهتمة أمسح دموعي من على وشي. قبل ما ألف مقبض الباب وأطلع، صوت وقفني. "أهلا يا فاليري"، صوت مألوف نده عليا، ولفيت ببطء عشان أشوف ابتسامة النصر على وشها. بريندا؟ كدت أصرخ اسمها. بريندا تاني؟ ده بقاله قد إيه بيحصل؟ نقلت نظري لفريد، بس مكنش بيبصلي. كان بيبص على الأرض، ومكنش راجل كفاية يبص في وشي. عملت اختيار غلط لما واعدته. كنت فاكرة إني هقدر أكسبه ومش هدي بريندا متعة إنها تاخده مني، بس دلوقتي عرفت إني خسرت المعركة دي. عمري ما هكسبها، عشان فريد أصلا ميستاهلش. عنده فرصة يختارني عليها دلوقتي، بس مش بيعمل أي حاجة من دي. عشان أكسب، لازم أطبق طريقة تانية. عشان أضحك في الآخر، يمكن لازم أقابل الملياردير المزعوم ده، وأنتقم من الاتنين دول اللي كانوا غاليين عليا أوي. من غير ولا كلمة، فتحت الباب وطلعت أجري ودموعي بتنزل على وشي. هل لسه هتفكر تاخده لنفسها؟ لو لأ، تفتكروا هتعمل إيه؟ هل فريد هيسيبها تروح برضه؟ جاهزين لرحلة مجنونة بين الجنون والأنا؟ استنوا!
تعليقات
إرسال تعليق