سحر الأمواج

 المُضيف: مساء الخير. أهلا بيكم في موسم جديد من "ملفات الحقيقة"، البرنامج اللي بيقدم تحقيقات معمقة عن ألغاز حقيقية لسه متحلتش. الموسم ده هنقدم سلسلة من 8 لقاءات مع شهود وخبراء أساسيين، عشان نحاول نفسر حاجة مش مفهومة خالص. هنغوص في قصة تبدو مستحيلة - لغز سميناه "فرضية عروسة البحر".

قصتنا بتبدأ في مجتمع ساحلي هادي اسمه "سي بريز بوينت". المكان ده موجود على شاطئ "جيرسي" وسكانه ما بيعدوش 500 شخص طول السنة. البلدة الهادية دي ممكن تحس إنها مألوفة لأي حد بيحب يقضي يوم مريح على البحر. بس الصيف اللي فات، أهالي "سي بريز بوينت" اتصدموا من سلسلة أحداث غريبة جدًا، كأنها سيناريو لفيلم إثارة تقني من هوليوود.

الحقائق اللي هنكشفها المرة دي فيها موسيقى وسحر، عواصف بحرية، جشع شركات، تخريب، انتحار... وجريمة قتل!

إيه اللي حصل بجد في الليلة المشؤومة دي في "سي بريز بوينت"؟ تغطيتنا بتبدأ النهاردة مع "لوسي كالهان"، بنت مطور العقارات في نيو جيرسي، "توماس كالهان"، اللي بيملك معظم المحلات اللي على الممشى في "سي بريز بوينت".

لوسي اتولدت وتربت في "سي بريز بوينت"، واتخرجت من مدرسة البلدة السنادي. لوسي، نورتينا في الاستوديو النهاردة.

لوسي: شكرًا لدعوتك.

المُضيف: ممكن تحكيلنا إزاي كانت الحياة في بلدكم بعد الأحداث الغريبة اللي حصلت الصيف اللي فات؟


المُضيف: إيه اللي حصل للبلدة بعد الأحداث الغريبة اللي حصلت الصيف اللي فات؟

لوسي: أعتقد إن الناس لسه متأثرين ومش قادرين ينسوا. مكنش حد يتوقع إن حاجة زي دي تحصل في "سي بريز بوينت".

المُضيف: إنتي كنتي جزء من الأحداث دي، وعايز أسألك أكتر عن الموضوع ده بعدين. لكن دلوقتي، لو مش عندك مانع، احكيلنا أكتر عن أختك.

لوسي: آري؟

المُضيف: إنتوا في نفس السن، صح؟

لوسي: آه، بس إحنا مش توأم. الناس دايمًا فاكرين كده، بس لا. آري متبناة.

المُضيف: كنتي عندك كام سنة لما آرييل جات تعيش معاكم؟

لوسي: كنا الاتنين عندنا أربع سنين. أهلي في الأول استضافوها كطفلة محتاجة للرعاية، وبعد كده تبنوها لما محدش من أهلها ظهر.

المُضيف: إحنا لقينا قصاصة من جريدة "أتلانتك سيتي" بتاريخ 19 أغسطس 2005. شفتيها قبل كده؟

لوسي: عن آري؟

المُضيف: بتتكلم عن طفلة صغيرة اتلاقت لوحدها في الفجر، لابسة بس قميص نوم.


لوسي: آه، دي كانت هي. لقوها في المية الليلة دي. كانت طفلة صغيرة لوحدها تمامًا. الناس كلها اعتبروا إنه معجزة إنها ما غرقتش. بس كانت في حالة صدمة. مش قادرة تقول اسمها... ولا جاية منين... ولا إزاي وصلت هناك. مكنتش فاكرة أي حاجة قبل ما ينقذوها الليلة دي.

المُضيف: وبعدها راحت تعيش معاكم؟

لوسي: أمي كانت رئيسة الشرطة في البلدة وقتها. أعتقد إنهم كانوا مش لاقيين أسرة تاخد آري. كانت دايمًا عندها... تصرفات غريبة شوية.

المُضيف: قصدك إيه بتصرفات غريبة؟

لوسي: ما تفهمنيش غلط، أنا كنت بحب آري زي أختي من أول ما عاشت معانا، بس كانت دايمًا... كأنها مسكونة بحاجة، لو تقدر تقول كده. قضت حياتها كلها تقريبًا في جلسات علاج نفسي. الأطباء النفسيين كانوا دايمًا بيغيروا التشخيص. مرة قالوا رد فعل صدمة، بعدين اضطراب تعلق، بعدين صمت انتقائي، واضطراب قلق عام... أهلي حاولوا بكل الطرق يساعدوها، لكن ولا علاج كان بيجيب نتيجة واضحة معاها.

المُضيف: إيه الأعراض اللي كانت عندها بالظبط؟

لوسي: أهم حاجة إنها مكنتش بتتكلم. مش قدام أي حد، حتى عيلتها.

المُضيف: عمرك ما سمعتي صوتها؟

لوسي: أبدًا. كلنا اتعلمنا لغة الإشارة وهي صغيرة. ولما كبرت واتعلمت تستخدم الموبايل، بقينا نتواصل بالرسائل. لكن عمرها ما اتكلمت بصوت عالي. لغاية لما قابلت زاك.

المُضيف: آه، هنتكلم عنه بعدين. بس احكيلنا أكتر عن آري وهي بتكبر. حالتها ما اتحسنتش خالص لما كبرت؟


لوسي: لو حاجة، حالتها كانت بتسوء أكتر. فاكرة الصيف اللي فات سمعت أهلي بيتكلموا بصوت واطي. كانوا بيقولوا حاجة عن احتمال تكون عندها ذهان... انفصام... أو أفكار وهامية.

المُضيف: أفكار وهامية؟ قصدك إيه؟

لوسي: حاجة واحدة بس كانت مهووسة بيها.

المُضيف: مهووسة بإيه يا لوسي؟

لوسي: الليلة اللي لقوا فيها آري على الشاطئ، كانت لابسة قميص نوم عليه شخصية من ديزني: آرييل. عارفة، الأميرة من فيلم "عروسة البحر"؟ وده فعليًا كان سبب اسمها.

المُضيف: سموها على اسم الشخصية اللي على قميص نومها؟

لوسي: هي مكنتش عارفة تقول اسمها الحقيقي للأخصائيين الاجتماعيين، فكان لازم يخترعوا لها اسم. أعتقد إنهم شافوا إن ده هيبقى لطيف. سموها آرييل، واختصروا الاسم لـ آري.

المُضيف: فاهم.

لوسي: من وقتها وهي مهووسة بالقصة دي. كان عندها تقريبًا كل نسخة من القصة اتنشرت. ما أفتكرش ولا هالوين راحت فيه بزي غير عروسة البحر.

المُضيف: والأفكار الوهمية اللي كنتي بتتكلمي عنها—



لوسي: بصراحة، كان فيه جزء منطقي في الموضوع. مش كان مجرد هوس عبيط. عروسة البحر في القصة الخيالية مش بتعرف تتكلم برضه. مش وهي على اليابسة. الساحرة البحرية أخدت صوتها مقابل إنها تديها رجلين. ده الجزء اللي آري كانت دايمًا مركزة فيه. زي لو عروسة البحر كانت شخصية حقيقية، الأطباء النفسيين كانوا هيشخصوها إزاي؟ بنت اتلقت على الشاطئ ومش بتتكلم من غير أي سبب جسدي واضح؟ ومفيش أي تحسن مهما عملوا جلسات علاج أو وصفوا أدوية؟ أكيد كانوا هيقولوا قلق... أو اضطراب ما بعد الصدمة... أو صمت انتقائي.

المُضيف: أو يمكن ذهان وهامي؟

لوسي: بالظبط. هي كانت عارفة إن الكلام ده شكله غريب، لكن مكنتش قادرة تطلع الفكرة من دماغها.

المُضيف: الفكرة إنها ممكن تكون—

لوسي: عروسة بحر محبوسة على اليابسة تحت تأثير تعويذة سحرية. وفي يوم من الأيام التعويذة دي هتنكسر. وفي يوم من الأيام هترجع للبحر.
--- يتبع ---