رواية مملكة الجمال - فانتازيا

مملكة الجمال

2025, سهى كريم

فانتازيا

مجانا

في مدينة الساميين، الجمال هو المعيار الأوحد، تلقى أحمد وصديقاه دعوة لحضور الحفل السنوي في مملكة الجمال، وهو حدث استثنائي يُفتح فيه باب العالم المثالي أمام قلة مختارة. لكن ما بدا كفرصة ذهبية سرعان ما تحول إلى رحلة مجهولة مليئة بالغموض، القواعد صارمة والمظاهر لا تعكس الحقيقة دائمًا.

أحمد

طل الرواية، شاب تخرج حديثًا من الجامعة. شخصيته متأملة وعميقة، يرفض الانخراط في مفهوم الجمال السطحي

آية

صديقة أحمد المقربة، شابة مفعمة بالحيوية والطموح. تتمتع بشخصية مرحة وتحب الانغماس في التفاصيل الصغيرة التي تصنع الجمال

دكتور بيريز

أستاذ الجامعة الذي يحمل وجهة نظر غريبة عن مملكة الجمال. هو من يعطي أحمد وآية ومينا التحذيرات الأولية عن ما ينتظرهم هناك
تم نسخ الرابط
رواية مملكة الجمال

  
في مدينة الساميين، في مملكة الجمال. بالنسبة للناس هنا، الجمال هو كل شيء. يظنون أن الجمال هو ما يعكس قوتهم، قوتهم في المظهر، في الهيبة، في التصرفات. المدينة مليئة بأجمل الوجوه، أجمل الأجساد، وكل شيء فيها يعكس مثالية الملامح. لكن، بالنسبة لي، الجمال ليس مجرد شكل، ولا ملامح تُعرض في شوارع المدينة. الجمال بالنسبة لي شيء مختلف، شيء لا يمكن رؤيته بعيون الجميع.

دي مملكه الأحلام بالنسبه للكثير 
الملك بيختار كل سنه في نهايه العام الجامعي خمس شباب وبنات من خارج مدينه الساميين عشان يحضروا الحفل السنوي الخاص بالمملكه 
ولحسن الحظ تلقينا دعوة أنا وأيه صديقتي وصديقي مينا 

انبهرنا جدًا إننا اخترنا من بين مئات الشباب اللي اتخرجوا معانا. فكرة إننا نبقى ضمن القلة اللي اتوجه ليها الدعوة لحضور الحفل في مملكة الجمال كانت حاجة مش متوقعة. آية كانت ماسكة الورقة بيدها وبتقراها أكتر من مرة، ومينا كان مبتسم ابتسامة نصها فرحة ونصها قلق.

كنت بحاول أستوعب الموقف. الفكرة إن الحفل ده مش مجرد حفلة عادية، ده حدث بيحضره الناس اللي بيتقال عليهم "الأجمل" في المدينة. ليه إحنا؟ إزاي اتاخد القرار ده؟

آية رفعت عني عينها وقالت بانبهار:
— "إحنا رايحين مملكة الجمال يا أحمد! تتخيل؟ دي حاجة مش بتحصل لأي حد!"

مينا كان هادي، مسك الدعوة بإيده وقلبها، كأنه بيحاول يفهم أكتر من مجرد الكلمات المكتوبة عليها.

— "حاسس إن في حاجة مش مفهومة… ليه إحنا بالذات؟"

وقفنا مندهشين قدام دكتور بيريز، أستاذنا في الجامعة، اللي فجأة قرر يدخل في الموضوع بطريقة مش متوقعة. ابتسامته كانت فيها شيء من السخرية وهو بيضحك، وكأننا في موقف محرج.

قال بصوت هادي، لكن مليان استهزاء: — "جمال مين يا هبل؟ دي دعوة عشوائية متوجهة لكل المتخرجين عشان يحضروا الحفل. مش بتروحوا علشان تكونوا جزء من الجمال، لكن علشان تشوفوا العالم ده عن قرب. تقعدوا أسبوع كامل جوه مملكة الجمال، تتعلموا إزاي الناس دول عايشين، إزاي بيتعاملوا مع بعض، ويفكروا في جمالهم بشكل مختلف."

كان الكلام ده مفاجئ لينا. لو كانت الدعوة جايه علشان نعيش مع الجمال ده بشكل حقيقي، يبقى فيه حاجة أكتر من مجرد حفل. آية، اللي كانت مبهورة في البداية، بدأت تشكك في الموضوع. مينا كان ساكت، بيحاول يستوعب اللي سمعه.

— "إزاي يعني؟ ما إحنا جايين هنا عشان نشارك في الحفل بس، مش كده؟" قال مينا بصوت مرتفع.

لكن دكتور بيريز ضحك تاني وقال: — "الناس اللي هتشوفوهم هناك مش زي أي حد شفته قبل كده، وما هوش مجرد احتفال لعرض جمال، ده عالم مختلف خالص. شوفوا الجمال بس من غير ما تتورطوا."

كنا قدامنا ثلاث أيام بس علشان نحضر نفسنا بشكل يليق بالحدث ده. الأيام دي كانت مليانة حيرة، وكل واحد فينا كان بيحاول يختار الملابس اللي يقدر يظهر فيها بأفضل شكل ممكن. آية كانت متحمسة بشكل مبالغ فيه، كل يوم كانت بتجرب فساتين جديدة، وتدور على أكسسوارات تليق بالمكان اللي رايحين له. مينا كان أقل حماسة، لكن برضه حاول يلبس بشكل أنيق ويخلي مظهره مرتب. أما أنا، فكنت مش عارف أختار بين إني ألبس حاجة بسيطة تريحني ولا حاجة تبينني بشكل مناسب للحفل ده.

لكن رغم التوتر اللي كان ظاهر علينا كلنا، كان في شعور غير مريح جوه، وكأننا بنحاول نلبس عشان نكون جزء من عالم مش بتاعنا. كل ما أفكر في دعوة الملك والحفل ده، كل ما تزيد التساؤلات في دماغي. إزاي ممكن نعيش أسبوع كامل وسط الناس دي؟


آية كانت دايمًا تردد جملة واحدة:
— "هوا ده المكان اللي هتتغير فيه حياتنا، لازم نكون جاهزين."

مينا كان رده دايمًا:
— "مستحيل نبقى زيهم، لكن على الأقل نكون جاهزين عشان نشوف."

اتفقنا إننا نقضي التلات أيام دول مع بعض على قد ما نقدر، كأننا فريق واحد لازم يكون مستعد للحدث ده بأفضل شكل. كنا بنحاول نلاحظ أي حاجة ممكن تكون محتاجة تعديل في شكلنا، لو في حاجة مش متناسقة، لو في حاجة محتاجة تتحسن. آية كانت أكتر واحدة عندها حس التفاصيل، كانت تقف قدام المراية وتفحص نفسها بتركيز، ولو لاحظت حاجة فينا كانت بتتكلم بصراحة.

— "أحمد، اللحية دي محتاجة تتظبط شوية، لازم تبان بشكل أنيق."
— "مينا، شعرك محتاج شوية ترتيب، خليه مهندم أكتر."
— "وأنا؟ قولوا لي بجد، شكلي مناسب ولا في حاجة محتاجة تتغير؟"

مينا كان دايمًا بيضحك وبيقول:
— "آية، إنتي لو دخلتي مملكة الجمال دي، هتشتغلي ناقدة موضة مش زائرة!"

لكن بصراحة، كان عندها حق. إحنا رايحين نشوف ناس عايشين بفكرة الجمال وكأنه معيار أساسي في حياتهم، ولو شكلنا ما كانش متناسق أو مناسب، ممكن نبان كأننا دخلاء عليهم. كنت بحاول أتقبل فكرة إني لازم أهتم بكل تفصيلة، مع إني مش مقتنع إن الجمال في الشكل بس. لكن كان لازم نجهز نفسنا، مش عشان نبقى زيهم، لكن علشان على الأقل ما نحسش إننا غرباء وسطهم.


في اللحظة دي، كان كل شيء بدأ يبقى أكثر جدية. رئيس الجامعة وجه لنا أمر بالحضور للمكتب الخاص بيه بشكل عاجل. لما دخلنا، كان وجهه جاد جدًا، وشفنا القلق واضح في عينيه. سحب ورقة من درج مكتبه، وبدأ يقرأ لنا التعليمات اللي لازم نلتزم بيها قبل ما نروح مملكة الجمال.

قال لنا بصوت حاد:
— العادات والتقاليد هناك صعبة جدًا. مش هتقدروا تتصرفوا هناك زي ما أنتوا متعودين هنا. لازم تلتزموا بكل حاجة، وأي خطأ صغير ممكن يكون له عواقب وخيمة على حياتكم وحياة الجامعة كلها. أنتم مش بس رايحين كزوار، لكن كدبلوماسيين تمثلوا الجامعة والمجتمع في نفس الوقت."

حسينا في الكلام ده كله كأننا على وشك الدخول لمكان مش عادي. مش مجرد حفلة، لكن اختبار حقيقي. كان في تحذيرات واضحة بخصوص التعامل مع الناس هناك، خاصةً لما يكون الموضوع يتعلق بالقيم والتقاليد اللي بتختلف تمامًا عن الحياة اللي عايشينها. رئيس الجامعة كمل وقال:
— "أنتوا رايحين تمثلوا الجامعة أمام الملك وأمام الجميع في مدينه الساميين، وأي زلة صغيرة ممكن تؤدي إلى نتائج كارثية مش بس عليكم، لكن على سمعة الجامعة ككل."

كل واحد فينا كان شايل على قلبه، لكن ما كانش قدامنا غير إننا نوافق. المواقف دي كانت مش سهلة، وكل خطوة كانت لازم تكون محسوبة. بعد ما انتهى من توجيه التحذيرات، نظر فينا وقال:
— "خليكم واعيين لكل شيء، ولا تغامروا أو تتصرفوا بلا تفكير. أهم حاجة دلوقتي هي إنكم تكونوا خير ممثلين للجامعة."

— "الأسبوع ده مش مجرد زيارة أو حفلة، ده أشبه بتجربة تعليمية. أنتم رايحين علشان تتعلموا الرقي من الناس اللي في مدينة الساميين، مش بس اللي جوه المملكة. الناس هناك عندهم نظام دقيق في كل حاجة، في طريقة كلامهم، في تصرفاتهم، في حتى أبسط التفاصيل زي طريقة الأكل والمشي. مش هتلاقوا أي شيء بيحصل بشكل عشوائي أو غير محسوب."

كان كلامه مليان تحذيرات ضمنية، كأننا داخلين على اختبار مش سهل. مينا سأل بصوت فيه بعض التردد:
— "يعني المفروض نتصرف زيهم بالضبط؟"

رئيس الجامعة رد بسرعة:
— "لازم تتأقلموا وتحاولوا تفهموا عالمهم، لكن من غير ما تبالغوا. هما مش بيقبلوا أي شخص بسهولة، ولو حسوا إن حد أقل منهم في المستوى أو ما عندوش الرقي اللي هما عايشين عليه، هيبان كأنه غريب تمامًا."

آية كانت مستمعة باهتمام، وبعدها قالت وهي بتعدل وضع جلوسها:
— "بس ده مجرد أسبوع، مش كده؟ يعني مش مطلوب مننا إننا نكون زيهم طول الوقت، مجرد احترام لعاداتهم لحد ما نرجع."

رئيس الجامعة هز رأسه وقال:
— "بالضبط، هو أسبوع فقط، لكن أسبوع ممكن يحدد حاجات كتير، ممكن يكون تجربة بتغير فكركم عن حاجات كتير، وممكن يكون مجرد زيارة وتعدي. المهم إنكم تعرفوا إنكم تحت المراقبة هناك، وكل خطوة محسوبة."

كلامه خلانا نفكر بعمق. هل إحنا رايحين نعيش تجربة فريدة؟ ولا داخلين على اختبار مش سهل فيه كل حاجة لازم تكون محسوبة بدقة؟

تعليقات

  1. نصيحه كملي الروايه واعملى كتاب كامل ونزليه مدفوع كنسخه الكترونيه هياخد مبيعات عاليه

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء