موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        حب بين الجنود - الفصل الثاني (ابنة عائلة عسكرية)

        حب بين الجنود

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        حياتها اتقلبت لما أبوها جابها تعيش معاه، وبعد ما اتعلقت بـ"ويل" العسكري، سابها وسافر. "آريا" بتحاول تلاقي نفسها في دنيا جديدة، وبتكتشف الصداقة الحقيقية مع "كريستينا". في نفس الوقت، "ويل" بيكتبلها من ساحة المعركة، وده بيخليها تفكر تاني في مشاعرها ناحيته، وتشوف إذا كانت هتسمع كلام عقلها وتتجنبه، ولا قلبها وهتدي للحب فرصة تانية.

        آريا

        بنت في آخر سنة ثانوي بتلاقي نفسها فجأة منقولة لبلد تانية عشان تعيش مع باباها اللي مكلمتوش من سنين. هي بنت حساسة وبتتأثر باللي بيحصل حواليها، وبتحاول تتأقلم مع الظروف الجديدة بس في نفس الوقت عندها فضول تعرف أسباب اللي حصل زمان بين والديها.

        ويل فيشر

        شاب قابلته آريا في مطعم. هو جندي في الجيش ودايماً مستعد للمساعدة. بيظهر كشخصية محترمة ومهذبة، وبيرجع الأمل لآريا في إنها ممكن تلاقي حد يفهمها ويقف جنبها.

        كريستينا

        أول واحده بتقدرها وتهتم بيها بجد. بتشجع "آريا" إنها تعبر عن مشاعرها تجاه "ويل" ومبتتكسفش تدفعها للي شايفاه صح عشان سعادة صاحبتها.
        تم نسخ الرابط
        ابنة عائلة عسكرية

        مر أسبوع كامل من ساعة ما اتكلمت مع "ويل". يمكن كان مشغول، أو يمكن أبويا كان صح. أنا اتعلقت بيه، ودلوقتي بتوجع عشان هو مكلمنيش ولا حتى بعت رسالة. الليالي اللي من غير نوم بدأت، والاكتئاب تقل عليا زي طوبة بتشدني لقاع المحيط. مفيش حاجة كانت صح، والدنيا كلها كأنها ماشية من غيري. كان فاضلي أسبوعين بس قبل ما الدراسة تبدأ، و"ويل" كان هيتسافر في مهمة في أوروبا. بالنسبة له، أنا كنت مجرد تسلية تقضي بيها الوقت.
        
        أمي أكيد يئست من محاولاتها تكلمني، لأني مسمعتش صوتها بقالي أسبوع. مش بلومها لأني رفضت أرد على رسالتها. أنا فاشلة لما بييجي الموضوع إني أبقى البنت المثالية اللي أمي عايزاها.
        
        أبويا خبط على الحيطة وهو واقف في باب أوضتي. "أنا رايح البلد. قولت يمكن تحبي تيجي معايا بدل ما أنتي قاعدة في أوضتك طول اليوم. هشتريلك الغدا كمان." ابتسم وهو بيحاول يهزر.
        
        فضلت نايمة في السرير كام دقيقة كمان بفكر في كلامه. ما أعتقدش إن الخروج من البيت هيكون حاجة وحشة. "ماشي يا بابا. هنزل في خمس دقايق."
        
        "هعد." قالها وهو مبتسم تاني قبل ما يمشي.
        
        كنت مبسوطة نوعًا ما إن أبويا بيحاول يكون الأب اللي عمره ما عرف يكونه. بعد خناقتنا ليلة ما "ويل" رجعني البيت، كأننا قربنا أكتر لبعض. احترمنا بعض أكتر أنا كده فاهمة.
        
        لبست سويتشيرت من بتوعي الأحمر اللي كان عندي من مدرستي القديمة، وغيرت من تريننج لبنطلون جينز فيه قطع عند الركب. الحاجة الوحيدة اللي كانت دايماً بتخليني مختلفة عن صحابي كانت ذوقي في اللبس. عمري ما اهتميت بلبس إيه زي ما كانوا هما بيعملوا، بس لما أفكر فيها، عمري ما اهتميت بأي حاجة أصلاً. لبست جزمة الكاوبوي بتاعتي ونزلت على السلم، لقيت أبويا واقف جنب الباب.
        
        "معاكي دقيقة زيادة." قالها وهو فاتحلي الباب. "طب كنت بفكر نروح 'فال' نتغدى، إيه رأيك؟ ما أخدتكيش هناك من ساعة ما كنتي عندك تلاتاشر سنة."
        
        'فال' أحسن مكان في البلد للبيتزا. كان مكاني المفضل لما كنا عايشين هنا. ماما وبابا كانوا دايماً بياخدوني هناك في عيد ميلادي أو لما بابا يرجع من مهمته. "ماشي يا بابا. أنا عايزة كده." قلتها وأنا ببتسم وببص من شباك العربية بتاعته.
        
        كانت رحلة هادية في الأغلب لحد البلد. أبويا وقف عند محل الأدوات عشان يشتري شوية حاجات وبعدين كملنا طريقنا لـ 'فال'. أنا مبسوطة نوعًا ما إني قررت أقضي اليوم مع أبويا.
        
        "إيه يا بابا؟" قلتها بهدوء وبصيت عليه وأنا باكل.
        
        "آه؟" قالها وهو مركز معايا.
        
        "ليه دخلت الجيش أصلاً؟" سألت ببطء ومش عارفة رد فعله هيكون إيه، بس ارتحت لما شفت ابتسامة ظهرت على وشه.
        
        سند البيتزا بتاعته وشرب مياه قبل ما يرد. "بصي بقى." قالها. "أنا دايماً كان عندي فخر بالبلد دي. دايماً كنت عايز أعمل حاجة في المقابل. اليوم اللي تميت فيه ١٨ سنة دخلت الجيش وعمري ما بصيت ورايا لحد ما قابلت بنت لما رجعت من التدريب. كانت جميلة. عينيها زرقا بتلمع وشعرها بني مموج. من أول نظرة عرفت إني هتجوزها في يوم من الأيام." ابتسم وبص على طبق بتاعه وبعدين رجعلي تاني.
        
        هو كان بيتكلم عن أمي؟ فضلت قاعدة وبسمعه وهو بيكمل. "قابلتها هنا في المطعم ده بالظبط. بعد ما اتقابلنا، فضلت أتحايل عليها عشان تخليني أخرج معاها. في الأول رفضت. قالتلي إنها عمرها ما هتكون مع راجل جيش، بس في الآخر تعبتها ووافقت عشان أبطل أزهقها."
        
        ضحكت وشربت لما باب المطعم اتفتح والجرس رن. "كنت عارف إنها هي. طريقة تصرفها بس. وقعت في حبها في اللحظة اللي بدأت أعرفها. ضحكتها كانت جميلة. بعد أول خروجة لينا، هي اللي طلبت خروجة تانية. صيفي كان عبارة عن شغل في مزرعة أبويا وكوني معاها كل ما أقدر. لما جالي قرار السفر في مهمة، مقدرتش استحمل إني أسيبها. كنت مرعوب إنها متكونش هنا لما أرجع من المهمة." كان فيه حزن في صوته كأنه بيقول إن أمي عملت الحاجة الوحيدة اللي كان دايماً خايف منها تحصل.
        
        "قعدت غايب أربع شهور قبل ما أرجع. عمري ما توقعت إنها هتكون هنا مستنياني. ده كان أحلى حاجة. بعد أسبوع من رجوعي طلبت إيدها، وبعد سنة اتجوزنا. عرفت إن لما كنت مسافر في مهمة، أنا مكنتش بدافع عن البلد دي بس، كنت بحميها هي." ابتسم. "أمك كانت حاجة مميزة، وهي كانت السبب اللي خلاني أفضل في الجيش. كان صعب إني أسيبكم انتوا الاتنين بعد ما اتولدتي، بس كنت عارف إن شغلي ده بيخليكم في أمان وبيوفرلكم أكل وسقف فوق راسكم."
        
        "بابا؟" وقفت للحظة، مش عايزة أسأل السؤال ده. "أنت عارف ليه ماما سابتنا؟"
        
        "لأ معرفش. ليلة ما رجعت البيت، مكنتش لاقيكم انتوا الاتنين في أي مكان. كنت عرفت إنها سابتنا في اللحظة اللي شفت فيها شنطكم مش موجودة."
        
        "آه." قلتها وأنا باخد لقمة بيتزا. "كنت أتمنى تكون عارف."
        
        "اتكلمتي مع أمك من ساعة ما جيتي هنا؟" سأل بقلق.
        
        "لأ متكلمتش. أنا كده فاهمة، بعد ما خلتني أجي هنا، كنت غضبانة. تجاهلت كل رسايلها، وهي بطلت تكلمني وتبعثلي رسائل خالص." قلتها بسرعة.
        
        احنا الاتنين فضلنا ساكتين واحنا بناكل. ندمت إني سألت أبويا السؤال ده، وبالتأكيد ندمت إني قلتله إني رفضت أتكلم مع أمي.
        
        جرس الباب رن تاني، ولفيت. عيني جت في عينيه للحظة قبل ما ينزل راسه ويمشي ناحية الكاونتر. قلبي نَط وبعدين غطس. هو حتى مش عايز يبصلي.
        
        بصيت في طبقي وفضلت ألعب في البيتزا بتاعتي لحد ما حسيت إن فيه حد بيبصلي. لما بصيت تاني لقيت أبويا بيبصلي وكان فاهم قد إيه أنا متوترة من رؤية "ويل". "الساعة تقريباً اتنين، المفروض نروح البيت. عندي شغل بالليل النهارده."
        
        ابتسمت ابتسامة خفيفة وأنا عارفة إنه هيقوم يمشي بسببي. "ماشي يا بابا." مسكت علبة البيتزا وقومت وأبويا راح للكاونتر عشان يحاسب. وقفت هناك ثانية وبصيت على أبويا وهو بيسلم على "ويل" وبعدين جه ناحيتي. أنا كده فاهمة، هو كان بيتجاهلني بعد كل ده.
        
        
        
        
        
        
        فاضل أسبوع على المدرسة والأيام بدأت تدخل في بعضها. مخرجتش من البيت كتير، ومفيش حد أعرفه في البلد دي. أمي بعتتلي رسالة اليومين اللي فاتوا. سألتني عاملة إيه، وقولتلها كويسة. بس أنا مش حاسة إني كويسة.
        
        أبويا بيحاول يفرحني. أنا قاعدة باصة في تليفوني وكل خمس دقايق أراقبه على أمل إن "ويل" يبعتلي رسالة، بس ده محصلش.
        
        فيه خبط على باب أوضتي، والإيد بتلف والباب بيتفتح، وبابا بان. "أنا رايح الشغل. فيه أكل بايت في التلاجة للعشا، أو ممكن تطلبي بيتزا. المفروض أروح حوالي الساعة حداشر أو يمكن اتناشر بالليل، على حسب لما أخلص." قالها وهو بيبتسم ابتسامة حزينة.
        
        "ممكن أطلب بيتزا؟" قلتها بابتسامة على وشي.
        
        طلع عشرين جنيه من جيبه واداهالي. "المبلغ ده يكفي البيتزا والبقشيش. هاتي بيتزا كبيرة بس. عشان يبقى عندي حاجة آكلها لما أروح البيت."
        
        "ماشي." قلتها وأنا باخد الفلوس. "تفتكر ممكن نخرج نعمل حاجة يوم السبت؟ بس عشان نخرج من البيت؟"
        
        "هنشوف. لازم أمشي. هشوفك الصبح لو لسه صاحية لما أروح البيت. بحبك."
        
        "ماشي يا بابا. أنا كمان بحبك." قلتها بهدوء وهو بيخرج من أوضتي.
        
        بصيت في الساعة اللي كانت بتقول ٣:١٥ وقعدت هناك بحاول أفهم أعمل إيه. بصيت على رف الكتب بتاعي اللي عليه كومة كتب مقراتش مستنية تتفتح. وبعدين بصيت على مكتبي اللي عليه كشكول الرسم بتاعي مفتوح على صفحة بيضا. بصيت في المراية اللي متعلقة فوق وبصيت لنفسي. بس أنا مش شايفاني، أنا شفت بنت تايهة في الدنيا. بنت وقعت، وبينما هي بتحاول تقوم، كل حاجة بتفضل ماشية حواليها وسايباها وراها. البنت دي كان شعرها منكوش وعينيها فيها آثار دموع. ابتسامتها اختفت وهي بتتزق وتتزق وهي واقعة. البنت دي كانت تعيسة.
        
        قومت حسيت بالبرودة على الأرض تحتي واتحركت ناحية مكتبي. قعدت ومسكت قلم رصاص وبدأت أرسم. مفيش حاجة كانت باينة حقيقية. كله كان كأنه حلم وأنا مستنية أصحى، بس لسه مصحتش.
        
        لما بصيت في الساعة تاني، كانت بتقول ٥:٥٦، فمسكت تليفوني وطلبت بيتزا. الراجل اللي في التليفون قال إن البيتزا هتوصل في حوالي خمسة وأربعين دقيقة ورجعت أرسم. الوقت عدى بسرعة وأنا برسم وبرسم، بس كان فيه حاجة غريبة. مكنتش فاهمة إيه الغلط، لأن اليوم ده كان زي أي يوم تاني.
        
        لما سمعت جرس الباب، لبست السويتشيرت القديم بتاع الجيش اللي أبويا كان مديهولي ونزلت السلالم. كان فيه خبطة وبعدين جرس الباب تاني. لما وصلت للباب، كنت زهقت من الشخص اللي مستعجل على الناحية التانية. بس قبل ما أبتدي أتذمر، شفته. شفته واقف هناك بزي الجيش بتاعه.
        
        قفلت الباب جامد ووقفت هناك مش عارفة أعمل إيه. جاي على باب بيتي من غير أي تفسير أو مقدمات. لما هديت شوية فتحت الباب ببطء تاني لقيته وشه باين عليه الحيرة والألم.
        
        "ويل..." همست.
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        
        وقفت أبصله. "بتعمل إيه هنا يا ويل..؟" سألته بهدوء.
        
        باين عليه التعب وهو بيتكلم. "أنا مسافر النهارده. يعني همشي بعد ما أخرج من هنا. هغيب كام شهر ويمكن أكتر، وكنت لازم أشوفك." مد إيده في جيبه وطلع ورقة. "كنت بتمنى لو ممكن تكتبيلي وأنا غايب. أنا عارف إني بطلت أتكلم معاكي وتجاهلت رسايلك ومكالماتك، بس مكنتش عايز أتعلق بحاجة عارف إني هسيبها."
        
        مسكت الورقة وبصيت على عنوان البريد اللي عليها. "مش عارفة." قلتها وأنا بحاول أرجعله الورقة. "يمكن الكتابة مش فكرة كويسة."
        
        هز راسه ومشي ناحية العربية ولف يبصلي. "طب أتمنى ليكي سنة دراسية كويسة وكده. أنا مش عارف بالظبط إمتى هرجع."
        
        ابتسمت ودخلت جوه وجريت على أوضتي فوق. من الشباك شفته وهو قاعد في عربيته قبل ما يمشي. كان باين عليه مختلف. مش عارفة إزاي ولا إيه اللي خلاه مختلف، بس كان فيه حاجة.
        
        رحت على مكتبي ومسكت كشكولي وبدأت أكتب. مكنتش عارفة ده ليا ولا ليه.
        
        عزيزي ويل،
        
        أنا مش عارفة أقول إيه ولا حتى لو ده صح. أبويا حذرني أول ليلة اتقابلنا فيها. لما مشيت، قالي إن علاقتي بيك فكرة وحشة. هو جندي بنفسه وعارف الوجع اللي بيجيبه مش بس ليه، لكن كمان للناس اللي بيتعامل معاهم. أبويا مكنش عايز يشوفني بتوجع. خصوصًا بعد ما شافه بيتسافر أكتر من مرة، وآخر مرة كان فيها، أنا وأمي مكنناش موجودين لما رجع البيت. الكتابة ممكن تعمل حاجات في قلب الواحد. زي الكلام أو الرسايل. على ما ترجع من مهمتك هتكون نسيت إني كنت موجودة أصلاً. إحنا حياتنا منفصلة ومش باين عليها تتلخبط مع بعض كويس. أرجوك افهم ده.
        
        ~ر
        
        حطيت القلم وبصيت للصفحة. وبعدين مسكت ظرف وكتبت العنوان. بالظبط بعد أسبوع هبدأ المدرسة، واليوم اللي هرجع فيه هو اليوم اللي هبعت فيه الجواب. أنا بس أتمنى إن كل ده ميكونش غلطة.
        
        
        
        
        ويل:
        
        أنا بقالي شهرين في بلد غريبة، ومحاط بس بصوت إطلاق النار والقنابل. الإرهاق وصل لآخره معايا، ولو نمت دلوقتي ممكن أنام في وسط الحرب اللعينة دي.
        
        بقالى شهرين متكلمتش معاها. شهرين من ساعة ما قالتلي إن الكلام مش فكرة كويسة. شهرين من ساعة ما ودعت وشها الجميل ده لآخر مرة، بس أنا دلوقتي بكتب. بكتبلها.
        
        عزيزتي آريا،
        
        بقالى شهرين، وعارف إنك قولتيلي مكلمكيش، بس لما الأمور هنا بتبقى مرعبة، بقدر أفكر فيكي وأعرف إن كل حاجة هتبقى كويسة. أنتي السبب إني عمري ما بستسلم. اليوم اللي أبوكي سلم عليا فيه في المطعم، هو نفس اليوم اللي سألني فيه إذا كنت بحبك بجد. بكل صراحة جاوبته. فيه حاجات مش مقدرلها تحصل، وحاجات تانية بتحصل لأسباب معينة، واليوم اللي اتقابلنا فيه كنتي محتاجة مساعدة حد، واختارتي الحد ده أكون أنا. ده السبب اللي مخليني أخدم، لأني عارف إني لما بكون في الخط الأمامي، أنا بحمي بلدي، وبحمي كمان الناس اللي بهتم بيهم أكتر حاجة، وده بيشملك أنتي. أتمنى إنك تفهمي ده.
        
        -ويل.
        
        حطيت القلم وسنت الخطاب وحطيته في ظرف. كتبت عنوان البريد وحطيته في كومة البريد اللي هتتبعت. حاجة بتقولي إني المفروض مابعتهوش، بس بتجاهل الإحساس ده وبخرج من الخيمة.
        
        بفكر فيها مرة كمان وأنا في طريقي للعربيات اللي بيتحمل عليها المعدات عشان تطلع دورية ليلية. تلات شهور كمان في الجحيم ده قبل ما أقدر أرجع البيت.
        
        
        
        
        
        بقالى تلات شهور والدنيا في المدرسة ماشية كويس. فيه شوية عيال كنت أعرفهم من صغري لسه فاكريني. كريستينا هي الوحيدة اللي كانت مستعدة تتعرف عليا بجد. بقت بتقضي معايا وقت كتير. أنا مش متعودة على كل الاهتمام ده.
        
        في شلة صحابي القدام، كنت أنا اللي مش باينة. البنت اللي محدش بياخد باله منها إلا لو كانوا محتاجين حاجة. كانوا بيقطعوني وأنا بتكلم، وبيتجاهلوني لما أقول حاجة. في معظم الأوقات، مكنتش بتعزم على الأماكن لما كانوا كلهم بيقرروا يخرجوا. بس هنا الوضع مختلف. رأيي فعلاً بيفرق، وبتعزم على أماكن.
        
        "ها، سمعتي حاجة عن الواد العسكري بتاعك من ساعة ما سافر؟" كريستينا هزرت وهي ماشية معايا في الممر الزحمة.
        
        "هو مش 'الوادي العسكري بتاعي'، وأنا نوعًا ما قولتله مييكلمنيش ولا يبعتلي رسايل خالص. أنا مكنتش أعرف الراجل ده أصلاً، وأبويا مكنش بيحبه، وأنا دلوقتي بقيت فاهمة ليه."
        
        "وإيه السبب؟ غير إنه عسكري شرير كبير." كريستينا قالتها وهي بتغيظني بصوت كأنها بتكلم طفل صغير. "يا ر، هو مش باين عليه إنه وحش أوي، وهو واضح إنه عنده مشاعر ليكي من اللي حكيتيهولي. ومقدرناش ننكر إنك بتتغيري تمامًا لما بتتكلمي عنه. بتبقي أسعد لما بتتكلمي عنه. حتى لو مش هتعترفي بده، أنا عارفة إنك بتحبيه أنتي كمان."
        
        "كريس، أنا قولت للراجل إني مش عايزاه يكلمني. هو عنده ٢١ سنة، قرب يبقى ٢٢، وحطي في اعتبارك إنه تجاهلني بجد قبل ما يسافر في مهمة. أنا معرفش عنك، بس لو بتحبي حد بجد، هتتجاهليه؟"
        
        فكرت في الموضوع دقيقة قبل ما تقرر إني صح. في الوقت ده، كنا قاعدين في الفصل مستنيين شرح الدرس يبدأ على الفصل ٤.٨ من دوال المثلثات.
        
        أنا كده فاهمة، كريستينا عندها وجهة نظر صح، أنا كنت أسعد لما كنت بتكلم معاه ومقدرش أمسك نفسي من الابتسامة لما بفكر فيه. فتحت كشكول مذكراتي وبدأت أكتب.
        
        أنا عارفة الحاجات اللي قولتها وإزاي اتصرفت. ولسه حاسة بنفس الإحساس ده، ومش عارفة ليه بكتب ده بصراحة. أنا كده فاهمة، أنا محتاجة صديق زي ما أنت محتاج. معرفش إيه المفروض أسأله ولا حتى إيه أحطه في الخطاب ده، لأني عمري ما كتبت خطاب قبل كده. على الأقل مش لعسكري برا البلد. دلوقتي أنا في نص الفصل بكتب ده، والمفروض أكون بكتب ملاحظات عن درس المثلثات اللي بناخده، بس بدل ده، مقدرتش أمسك نفسي من التفكير فيك وأتساءل بتعمل إيه وعامل إيه.
        
        رفعت راسي وبصيت على السبورة، وشفت أستاذي بيكتب وأنا بفكر في حاجة تانية أقولها، وبعدين بصيت تاني. كان عندي بداية خطاب لعسكري احتمال يكون نسيني أصلاً، وأنا مش عارفة أقول إيه. في عقلي، عارفة إني المفروض مكلمهوش خالص، بس في قلبي، عارفة إني ممكن أخسر حاجة عمري ما أخدت فرصة إني أحصل عليها بجد.
        
        لما خلصت الحصة، أنا وكريس مشينا لعربيتها في الجراج. "ها، بيت مين؟ بيتي ولا بيتك؟" سألتها وهي بتلعب بمفاتيحها.
        
        "ممكن نروح بيتي. أبويا في الشغل، فهنكون لوحدنا."
        
        "ماشي، بيتك يبقى بيتك. مش عايزة أتعامل مع الشياطين الصغيرين دول الليلة. تفتكري أبوكي هيفرق معاه لو باتت عندك؟"
        
        "مش أفتكر إنه هيهتم." قلتها وأنا ببتسم.
        
        كريس عندها تلات إخوات أصغر منها، اللي هما ولاد شيطان، على الأقل ده اللي بنسميهم بيه. هي بتروح بيت أي حد لما بتلاقي فرصة عشان تهرب من عيلتها. معظم الوقت بتكون في بيتي، وأنا مفيش عندي أي مشكلة مع ده.
        
        بعد ما وصلنا بيتي، رحت لعلبة البريد وطلعت كومة الرسايل منها. معظمها فواتير لبابا. فيه جواب من أمي متوجه لبابا وجواب متوجه ليا من العراق. قلبي نط وقفت أبصله ثانية. لفيت وبصيت لكريس، اللي كانت مستنياني على السلم، بتعبير وشي جامد.
        
        "إيه ده؟" نادت.
        
        جريت ناحية السلم واديتها الظرف.
        
        بصت فيه وبعدين بصتلي بنفس التعبير الجامد. "ده منه؟" سألت وهي بترجعهولي. "أنا افتكرت إنك قولتيله ميكلمكيش."
        
        "أي راجل بيسمع الكلام." قدرت أقولها بهدوء وأنا لسه ببص على الظرف.
        
        "صح. طب هتفتحيه ولا هتفضلي تبصيلو؟" قالتها وهي بتبتسم.
        
        رفعت راسي وابتسمت. "يلا بينا ندخل البيت الأول."
        
        مشينا من الباب وطلعنا جري على السلم. بصيت على كريس وهي بتبصلي والخطاب في إيدي. فتحته وبدأت أقرا. "عزيزتي آريا، بقالي شهرين وعارف إنك قولتلي مكلمكيش، بس لما الأمور هنا بتبدأ تبقى مرعبة، بفكر فيكي وأعرف إن كل حاجة هتبقى كويسة.... ده السبب اللي مخليني أخدم، لأني عارف إني لما بكون في الخط الأمامي، أنا بحمي بلدي، وبحمي كمان الناس اللي بهتم بيهم أكتر حاجة، وده بيشملك أنتي. أتمنى إنك تفهمي ده. -ويل."
        
        قعدنا احنا الاتنين وبصينا لبعض كام دقيقة قبل ما حد فينا يعرف يقول إيه.
        
        "هو بيحبك يا ر." كريس استنتجت. "يبقى كده لازم تبعتي الخطاب اللي كتبتيه النهارده في حصة المثلثات."
        
        "مش عارفة إذا كان المفروض."
        
        "لو مبعدتيش، أنا هبعته." كريس ابتسمت. "عمري ما شفت حد بيهتم بحد قد ما هو بيهتم بيكي. يبقى ابعتيه. طلعي الخطاب من شنطتك دلوقتي وحطيه في ظرف وفي صندوق البريد عشان يتبعت."
        
        طلعت لساني ليها. "ماشي." عملت اللي قالته ورحت لصندوق البريد. وقفت هناك ثانية وبحاول أقرر إذا كنت المفروض أعمل كده ولا لأ، وفي الآخر حطيته في صندوق البريد ورفعت العلامة. عملت الحاجة الوحيدة اللي قولت إني مش هعملها.
        
        ---- نهايه الفصل الثاني ----
        
        

        قلبان في مدينة مظلمة

        قلبان في مدينة مظلمة

        2025,

        رومانسية

        مجانا

        بنية اسمها إيل، علاقتها بحبيبها جود، اللي هو ممثل مشهور. تدور الأحداث حول تحديات البعد بسبب شغله وسفراته، وشلون يتعاملون ويا كلام الناس والصحافة. رغم المصاعب، إيل وجود يحاولون يحافظون على حبهم وثقتهم ببعض، ودايماً يذكرون بعض بقد شنو هم مهمين لبعض، حتى لو المسافة تفصلهم. القصة كلها تتمحور حول قوة علاقتهم رغم كل الظروف.

        إيل

        بنية تحب الرقص وشغلها بالبداية كانت تشك بنفسها وعلاقتها بجود بسبب شهرته وكلام الناس، بس بعدين صارت تثق بنفسها وبحبه إلها أكثر. دايماً تحاول تدير بالها على مشاعر جود وما تخليه يحس بالذنب.

        جود

        ممثل مشهور وكلش يحبها. رغم ضغوط الشهرة والسفر، هو يحاول يكون قريب من إيل ويسعدها. يظهر قلقه من المسافة اللي راح تفصلهم بسبب شغله، بس بنفس الوقت هو سند لإيل ويطمنها. شخصيته متقلبة مرات بين المرح والقلق.

        جيس

        صديقة جود وخبيرة المكياج مالته. موجودة لمساعدة جود وإيل بالتحضيرات.

        جاسبر

        صديق إيل بالاستوديو وشريكها بالرقص. شخص قلق ومهتم بيها، وكان سند لإيل بفترات صعبة بعلاقتها. يمكن عنده تحفظات على جود بسبب تجاربه السابقة، بس هو صديق وفي لإيل.
        تم نسخ الرابط
        قلبان في مدينة مظلمة

        إيل
        
        ما كدرت أمنع عيني تروح على رف الجرائد الصفراء (التابلويد) واني واكفة بالدور بمحل البقالة. مو غريب ليش الناس تحشرهن بعربانتهن بآخر لحظة؛ ألوانهن الفاتحة وحروفهن الكبيرة تكدر تجذب حتى أذكى واحد لخيالاتهن. عيني ظلت تفتر على العناوين لحد ما وكعت على واحد بي اسم كلش مألوف. بس عدم الأمان اللي حسيت بي جان بس للحظة. سحبت عيني من المجلة المشبوهة وحطيت مسواكي على الحزام.
        
        رجعت للبيت بالقطار (التيوب) جانت سهلة كلش واني شايلة بس كيس المسواك. جانت شوية هوسة لان الكل جان مستعجل يرجع للبيت حتى يبدي عطلة نهاية الأسبوع، بس ما ضجت. كوني مرتبطة بشخص دائماً تحت الأضواء، خلاني أقل حذر يم الغرباء؛ ما أكدر أشرح هالشي، بس جنت ممتنة أله على الأقل.
        
        من وصلت أخيراً للباب الأمامي، حطيت مفتاحي بالقفل واستقبلتني موجة دافية حلوة. هو مشغل المدفأة، وريحة الخشب المحروك ملت حواسي. حسيت بي بيت. هو جان بيتي.
        
        راح أشتاقله كلش هواي.
        
        بس راح أشتاقله هو أكثر.
        
        تمشيت للمطبخ ولكيته كاعد على واحد من الكراسي اللي بصف الكاونتر، ومدنك على تلفونه. جان غركان باللي ديباوع عليه، لدرجة ما متأكدة إذا حس بوجودي ورا ظهره. دنيت راسي على كتفه وبست خده.
        
        "شنو اللي دتسوي—" بس بنفس اللحظة اللي عيني وكعت بيها على الشاشة، سؤالي انحل. "أنت سجلت هذا؟" لكيت روحي دأباوع على روحي واني أقفز على المسرح.
        
        "أي. هلا حبيبتي." حط تلفونه ونلف بالكعده، وكدر يلفني بين إيديه بحركة وحدة سريعة.
        
        "ليش يا ربي سجلت رقصتي مال العرض بآخر الأسبوع؟" حمرة خجل صعدت على خدودي.
        
        "أعتقد السؤال الأفضل هو ليش ما أسجله؟" رفع حواجبه عليه. "جنت أفكر راح يكون حلو أشوفه لمن كلش أشتاقلج." صوته ناصى. "يمكن قبل النوم كل ليلة."
        
        عضيت خدي من جوه حتى أسيطر على مشاعري. "نكدر نسوي مكالمة فيديو بالليل."
        
        "الفرق بالوقت كلش هواي، حبي." دفع نفسه شوية عن الكاونتر وضرب على رجله. واني بسرعة صعدت بحضنه.
        
        "زين، أعتقد رقصتي راح تكفي." دنيت وبسته. "اشتريت مكونات طازجة للعشا الليلة. جنت أفكر يمكن تسوي هاللحم وي صوص الفلفل الأسود. ما أكلنا منه من رحنا لباريس. وأنت كلش شاطر بالطبخ." رفعت رموشي بأكثر طريقة مغرية ممكنة.
        
        "أحب أسويه إلنا. شكد صرفتي؟" رفع عيونه حتى تتلاقى بعيني.
        
        "أوه، أبد مو هواي." هزيت السؤال بإيدي.
        
        "إيل، صدك، خليني على الأقل أنطيج نصه. جان المفروض اني أروح بنفسي. جان عندج شغل اليوم." رفع وحدة من أيديه من يمي ومد أيده لجيبه الخلفي.
        
        "ما راح آخذ منك فلوس للمسواك. صرفت أقل من ثلاثين باوند. مو اتفقنا ما نحكي بهذا الشي؟"
        
        هاي جانت مشكلة متعودين عليها بينا. صار عدنا مشكلة قبل على الفلوس، والمشكلة الكبيرة اللي كادت تنهي كلشي بينا جانت جزئياً بسبب تعليق جود عليها. ومن هذاك الوكت، احنه الأثنين كأنه تجاهلنا اختلافنا الكبير بالمستوى الاجتماعي. أبد ما جانت نيتي أكون وياه بس لأنه يكدر يصرف عليه ألف مرة، بغض النظر عن اللي الإعلام يكوله.
        
        إضافة لذلك، وفرت هواي فلوس الشهر اللي راح لآن ما دفعت إيجار. لحسن حظي، روب دفع حصتي لأن هو جان كاعد بالشقة وي ليلي.
        
        "آسف، حبيبتي. بس اني أدري... مع الأسف." رجع مد إيده عليه ولزمني حيل. "تمام. خلنا نبدي العشا."
        
        نزلت من حضن جود وحطيت المسواك على الكاونتر. جود قضى النص ساعة الجاية وهو يدربني شلون أسوي الأكلة من البداية للنهاية. تابعت واستمعتله بانتباه؛ جان يعلمني شلون أسوي كل أكلاتنا المفضلة حتى أكدر استمتع بيها حتى وهو بعيد بالشغل.
        
        من كعدنا على طاولة العشا، وصحنين البخار كدامنا، جان اكو جو كئيب بالغرفة. جان باقي عدنا أسبوع وشوية قبل لا يسافر لمواقع التصوير المختلفة. بنص أكلتنا تقريباً، تذكرت اللي شفته بخط الكاشير.
        
        "جود؟"
        
        رفع راسه من صحنه.
        
        "تتذكر قراءة النص اللي رحتلها للموسم الجديد؟"
        
        مسح زوايا حلكه بالكلينكس. "شلون أكدر أنساها؟ واحد من المخرجين جان يكتب ملاحظات بسرعة كلش كأنه ما عاجبه شي. أتمنى ما يغيرون هواي. جانت قصة قوية."
        
        "جنت بس حابة أكلك إن الشائعات رجعت. شفت مجلة صفراء بمحل البقالة. الغلاف الأمامي بي انتو الأثنين طالعين سويه. بصراحة، أتمنى يبطلون هذا الشي. يعني، احنه دنتواعد صارلنا تقريباً ثمان أشهر. جان المفروض الناس تبطل تصدق إنكم راح ترجعون سويه وياها." جود باوع بعيني بحذر، واني دورت عيني حتى أنطي إشارة. "اسمع، اني فهمت. هي كلش حلوة، بس اني مو هالكد مو حلوة، مو صح؟" خليت الابتسامة تكبر على وجهي لدرجة خدودي بدت تحترك.
        
        "كلش مضحك، حبيبتي. سعيد إننا نكدر نضحك عليها هسه." ابتسامة صغيرة صعدت على وجهه وهو يهز راسه عليه.
        
        من هذاك الوكت اللي جود خلاني أستوعب إن الأمر يحتاج أكثر من مجرد شائعة سخيفة حتى تدمر اللي بينا، كمت أكدر أضحك على أي كلام عن حبيبته السابقة بكل سهولة. هي بعد ما جانت تهديد النا؛ مع ذلك، لازم أكول إني هم وصلت لاستنتاج إنها ما جانت تهديد من الأساس. تأخرت هواي.
        
        جود رجع يكمل أكله، واني هم، والمزاج بينا صار أخف بهواية، والثقل بالجو انرفع. قضينا باقي الليل تقريباً مثل ما نقضي كل ليلة. شوية حضن على القنفة بعد العشا صار أكثر لمس اللي أدى إلى هواي تواصل جسدي بغرفة النوم. هيّ - هو راح يغيب لمدة شهرين؛ لازم نجمع اللي نكدر عليه.
        
        هذاك الأسبوع الأخير مر بسرعة كلش. كأنه قبل ما أكدر أتوقف حتى آخذ نفس، احنا صرنا بيوم الجمعة اللي بعده. ثلاث ليالي بعد سويه. من جنت راكبة القطار لبيت جود (بيتنا؟)، فكرت بالشهر الأخير اللي قضيناه ساكنين بنفس السقف. أبد ما فكرت إن أكدر ألكى شريك سكن أفضل من ليلي، بس جود جان ديسوي شغل كلش زين. هو ما جان يشتغل بشكل فعلي، وهذا يعني إنه بينما اني جنت أسبح قبل الشغل، هو جان يسويلنا ريوك. إذا جان عنده أي مواعيد خلال اليوم، يتأكد يرجع للبيت بوكت وصولي حتى ما نضيع ولا ثانية من وقتنا سويه. اكو هم سالفة إنه جان يعلمني الطبخ.
        
        الأمور جانت طبيعية كلش بينا، وجنت أتساءل شكد راح أحس بالفراغ لمن يروح. بس إحنا نكدر نتخطى أي شي؛ ما جان اكو شك ببالي.
        
        بهذيج الليلة، وأخيراً طلعنا موعدنا لباليه لندن. ليلي جانت منطتني التذاكر (ويا فستان يجنن) بشهر ١٢ لمن احتفلنا بالكريسماس. هسه، بنهاية شهر ١، صار دوري اني اللي أشوف واحد يطير على المسرح.
        
        من طلعت من محطة القطار (التيوب)، الهوا البارد مال الشتا ضرب بوجهي. سحبت شالي حتى أغطي أكبر قدر ممكن من جلدي، وسرّعت مشيتي حتى أوصل للبيت. من وصلت أخيراً للباب، دفعته، وصوت أكثر من صوت من غرفة نوم جود وصل لأذني. حاولت أميز الصوت الثاني لاني جنت متأكدة اني أعرفه، بس عقلي ما دا أتذكر.
        
        "إيل؟ راح أفترض إنها أنتي مو فان مجنونة إجت تتجسس عليه. صح لو لا؟" جان صوته كأنه جود شارب شوية نبيذ قبل طلعتنا. صوته جان خفيف ومرح، وتمنيت لو أكدر أرجع للبيت لهذا الصوت كل ليلة لباقي حياتي.
        
        "أي، بس اني. ماكو داعي تخابر الشرطة. دتباوع على—"
        
        بس هو حتى ما انطاني فرصة أكمل سؤالي. طلع من غرفة نومه، و بـ إيديه كاسين شمبانيا.
        
        "تردين شوية شمبانيا؟"
        
        "شنو اللي دتسوي فوك، سيد أندرسون؟" استمتعت بالنظرة اللي دزها عليه.
        
        "تعالي صعدي وشوفي." غمزلي، ومن صعدت آخر درجة، حط كاس شمبانيا بـ إيدي وقرب شفافه لأذني. "جيفري راح ينبسط كلش لأنه راح يكدر يصيحج آنسة روبنسون مرة ثانية."
        
        ضيقت عيوني لدرجة صارت مجرد خطوط رفيعة واني اخلي فقاعات الشمبانيا تفركع على لساني. جود لزم ايدي وسحبني لغرفته، وهناك انلفت بحضن من جيس، خبيرة الشعر والمكياج مالته.
        
        
        
        
        
        
        
        إيل! صارلي دهر ما شايفتج. جود طلب مني أجي حتى أساعدكم انتو الاثنين تجهزون لليلة. راني الفستان اللي عندج. يخبّل صدك حبيبتي. جان صوت جيس كأنه هي هم شاربة شوية شمبانيا. بغض النظر، جنت كلش سعيدة بوجودها. ماكو شك راح يتصورونا، وجنت خايفة من إنه لازم أحاول أعدل روحي بوقت كلش قصير بعد الشغل.
        
        "ما أكدر أكون أسعد من هيج بشوفتج، جيس. كلش محتاجة خبرتج الليلة."
        
        كعدت على الكرسي اللي هي حاطته وجود راح لغرفة الخطار حتى يغير ملابسه. جيس سوت سحرها وخلتني أحس روحي أجمل مما جنت أتوقع. لبست فستاني وهي وجود نزلوا جوه ينتظروني بالمدخل.
        
        من نزلت الدرج، لحكت على آخر كلامهم.
        
        "شكراً لأن أجيتي." جود دنك حتى يحضنها.
        
        "ماكو أي مشكلة. سعيدة إني كدرت ألتقي بـ إيل. أشوفك بالمطار يوم الاثنين."
        
        باللحظة اللي طلعت بيها هاي الكلمة الأخيرة من شفايفها، إحساس حزن عميق طعنني. طبعاً جيس راح تسافر ويا جود خلال الأشهر الجاية؛ هي وحدة من خبراء المكياج مال المسلسل. ما جنت أفكر بهذا الشي أصلاً. بگد ما جنت أتمنى أكون بمكانها، على الأقل جنت سعيدة إنه راح يكون محاط بأصدقائه. اني عندي ليلي، وجنت أتمنى تكون كافية حتى تشغلني. يعني، هي هم راح تحتاجني أشغلها لأن روب هم راح يروح.
        
        وصلت للمدخل واجبرت نفسي أبتسم حتى أضم الحزن اللي ب داخلي.
        
        جيس باوعت عليه. "زين، شغلي خلص هنا. استمتعوا الليلة!" دنت وباسستني على خدي قبل لا تطلع من الباب.
        
        بس طلعت، شفايف جود صارت على شفايفي.
        
        "يا إلهي، هالفساتين تخبل." صوته جان ناصي يم حلكي.
        
        نسيت كلشي عن وقتنا القادم اللي راح نكون بي بعيدين عن بعض واني أحس خدودي دتحمر. "تكدر تشكر ليلي عليه." غمزتله شوية وبعدين مديتله السوار اللي جان بـ إيدي. "تكدر تربطه الي؟ جنت دأواجه صعوبة حتى أربطه وحدي."
        
        لمعت الأحجار الكريمة بالسوار بالضوء وجود لفه بلطف حول معصمي. لمسته جانت كلش لطيفة، وتمسكت بكل لمسة خفيفة من جلده على جلدي كأنها آخر مرة راح أحس بيها.
        
        "خلصت." هو أعجب بالسوار على معصمي. "هذا هو اللي من العرض الأول بالصيف؟"
        
        هزيت راسي.
        
        "سعيد إنه عجبج. صارلي فترة طويلة ما شفتج تلبسينه."
        
        "طبعاً يعجبني، جود. أحبه. بس ما عندي هواي أماكن أروح إلها بشكل منتظم يناسب ألبس بيها شي مثل هذا." هو أبد ما كلي شكد سعره، وما جنت أريد أعرف. "جاهز؟" ابتسمتله.
        
        شابكت ذراعي بـ ذراعه وخليته ياخذني لسيارة جيفري. بسرعة استوعبت إن تهديده إن جيفري راح يصيحني آنسة روبنسون جان فارغ؛ يا إما هذا، يا إما هو جان كلش مشغول بالفستان اللي لابسته ونسى. قضينا الطريق كله نضحك ونتحضن وكأنه مراهقين رايحين لأول موعد غرامي. هذا جان واحد من الأشياء اللي أحبها بجود أكثر شي؛ هو بسهولة يخليني أحس بالمرح والراحة، بغض النظر عن مدى رسمية المكان اللي راح نروحله.
        
        من اللحظة اللي دخلنا بيها باب المسرح لحد نهاية العرض، حسيت كأنه دأطفو بالغيوم. الوقت اللي قضيناه بالباليه جان يجنن؛ جان كلشي جنت أتمناه، والاستمتاع بي ويا جود جان ذكرى مستحيل أنساها. الليلة جانت مثالية.
        
        هذا جان على الأقل، لحد ما طلعنا بره حتى نرجع للبيت.
        
        الصحافة هجمت علينا. ما جانوا مسموح لهم يدخلون المسرح، بس ماكو شي يمنعهم ينتظرون بره. الناس جانت تصيح اسم جود من كل مكان. هو لفني بصفه ولزمني قريب. حتى هيج، ما جان كافي حتى يحمي أذني من كلامهم. كلشي صاحوه علينا جان اله علاقة بوقتنا القادم اللي راح نكون بي بعيدين عن بعض. جانوا واضحين يحاولون يستفزون واحد بينا. اسم حبيبته السابقة انذكر، وحتى سمعت واحد ذكر لوك. راح أكون دأجذب إذا كلت إن معرفتهم لشي كلش شخصي بيه ما حركتني شوية. بس جود جان وياي، وطول ما هو وياي، حسيت بالأمان والحب والثقة بنفسي.
        
        من صعدنا بالسيارة، التفتت لجود وندفنت بصفه. "أحبك."
        
        رفع أيده لراسي ومسح على شعري. "واني هم أحبج، إيل."
        
        بطريقة ما كدرت أغفى أثناء طريق السيارة للرجعة، ولأن جود إنسان رائع، هو شالني ودخلني للبيت. من وصلنا لغرفة نومه، كدرت أجبر روحي أصحى كفاية حتى أمسح وجهي بمناديل مزيل المكياج. نزعت الفستان اللي جنت لابسته ولبست هذا التيشيرت الأسود القطني اللي جود انطانيا قبل أشهر؛ بسرعة صار هو لبس نومي العادي. من أخيراً تمددت يم جود، هو لفني بأيديه، وغفينا.
        
        بفد وقت بالليل، تحركت بالفراش ومديت أيدي حتى ألصق بجود أكثر بمحاولة لسحب شوية من دفئه. من دنيت أكثر لصفه، صار واضح إنه هو بعد ما موجود. فركت عيني وضيقت عيني على ضوء الـ LED الأحمر اللي يطلع من ساعة المنبه على الكوميدي مالته. ٣:٥٧. أخذت لحظة حتى أتمطى بسرعة قبل لا أنزل من السرير. لاحظت البطانية اللي نضمها على حافة السرير وكعت على الأرض، فـ لزمتها. جان عندي فكرة وين ممكن يكون، ولأن الجو جان شهر ١، عرفت إني راح أحتاج الدفئ الزائد.
        
        من لفيت البطانية حول أكتافي، دحست نزلت الدرج. جانت تزيز، ومن العادة سرّعت خطواتي، خايفة لا أكعد أحد. بس الشخص اللي وياي جان أصلاً كاعد. من أسفل الدرج، كدرت أشوف بالضبط وين جان واكف بالحديقة الخلفية.
        
        فتحت الباب الزجاجي وسحبت إيديا والبطانية حوله من ورى. حسيت بي يتنهد قبل لا يلتفت عليه، وجكارة ما مشتعلة بين أصابعه.
        
        رفعت حاجب واحد عليه. "أوه، روب أجه فجأة؟"
        
        هو انطاني أصغر غمضة عين قبل لا يحجي. "عندي باكيت بجرار الزبالة مالتي صار سنين."
        
        "أفتهمت. خلصت الشخاط؟"
        
        ابتسم عليه. "زين حبيبتي، رحت حتى أشعلها، بس جان اكو صوت صغير براسي ظل يكول شي مثل 'تعرف، هذا الشي حرفياً ديموتك كل مرة تحطه على شفايفك.'" لهجته الأمريكية جانت كلش مقنعة.
        
        
        
        
        
        
        "أحبك."
        "واني هم أحبج، إيل." لزم إيدي وأخذني للبنجرة بحديقته.
        "شنو اللي مخليك ضايج هالكد؟" التفتت أباوع بعيونه، بس عيونه جانت على إيدي. جان لازمها بـ إيديه الأثنين، يمرر أصابعه على جلدي، وبعده يكدر يدز صدمة كهربائية من الحرارة بجسمي.
        "أنتِ أبد ما جنتي بعلاقة عن بعد قبل هالمرة." الكآبة بصوته خلتني ما مرتاحة. ردت أصلح أي شي جان مضايقه، بس ما أكدر أسوي هالشي إلا إذا هو خلاني أدخل، وهو نادراً ما يخليني أحس بوجعه.
        "شنو يعني؟"
        "يعني راح تكون صعبة، حبيبتي. اني راح أغادر بعد يومين، وراح أبقى شهرين. نكون محظوظين إذا كدرنا نشوف بعض مرة وحدة بهاي الفترة. و..." صوته انقطع.
        "وشنو؟"
        باوعت عليه يغمض عيونه، كأنه جان ديهيئ نفسه لشي. "أحبج كلش هواي، إيل. بس ما راح أكدر أركب طيارة وارجع لهنا بأي لحظة. راح أكون كلش بعيد، ناهيك عن إني راح أكون أشتغل. أتمنى لو تكدرين تجين وياي."
        إحنا حاجين هذا الكلام قبل، وجنت أدري وين راح يوصل. "اني هم أحبك، جود، بس ما أكدر أعوف شغلي لشهرين. أنت تعرف هالشي."
        "أني أكدر أدير بالي عليج." صوته طلع بالكاد مسموع.
        "ما راح أعوف شغلي، جود. اني مو من هذا النوع من البنات."
        "أدري. آسف، إيل. بس السالفة هي... زين، البعد راح يكون صعب. خايف لا المسافة اللي بينا تخلق ضغط على علاقتنا. ما أريدج تحسين إني ما موجود، أو إني ما راح أرجع للبيت يمج. أنتِ تعرفين هالشي، صح؟ تعرفين إني دائماً راح أرجع للبيت يمج؟"
        "طبعاً أعرف، جود. هذا الكلام منين ديجي؟ هل هذا بسبب اللي صار بره المسرح؟"
        ما حجة شي.
        دنيت يمه أكثر وحطيت راسي على كتفه. "جانوا بس يحاولون ياخذون تصريح من واحد بينا."
        "أدري، بس مرات،" سكت والتفت عليه وعيونه مجعدة، "توعديني ما تضوجين من أكول هالشي؟"
        حركت راسي للجانب وباوعت عليه.
        "شفتهم قبل هيج يأثرون على تفكيرج." رجع لوره شوية كأنه خايف يكون كعد الوحش، بس اني بس كعدت هناك وخليته يكمل. "أعرف إنه بالماضي، جان عندج ميل للخوف من الأسوأ، بس لازم تثقين إني أبد ما راح أسوي شي متعمد حتى أأذيج. إذا شفتي صورة إلي تزعجج، أو إذا قريتي شي على الإنترنت أو سمعتي شي يخليج تشكين بعلاقتنا، أريدج توعديني تتصلين بيه وتسأليني عنه قبل لا توصلين لأي استنتاج."
        "هذا ليش جنت محتاج جكارة؟"
        "ما أريد أخسرك."
        زحفت على حضنه وقربت شفاهي من شفاهه. "يمكن اني باقية بلندن، بس أنت دتاخذ گلبي وياك للشهرين الجايات. تتذكر هدية الكريسماس مالتي؟ قصيدة إي.إي. كامنغ؟ 'أحمل قلبك معي.' بعدين تكول، 'أحمله في قلبي. أنا لا أكون بدونه أبداً. أينما أذهب، أنت تذهب، يا عزيزي.' يمكن ما أكون وياك جسدياً، بس اني وياك بكل طريقة ثانية."
        نزل شفاهه على قمة راسي، بس اني بعد ما خلصت.
        "بالأشهر الأولى من علاقتنا، جنت كلش خايفة إنك راح تلكى شي غلط بيه. جنت قلقة إني مجرد بنية عادية وبسيطة ما تكدر أبد تكون وي شخص مثل جود أندرسون. وبسبب هالشي، كل ما جنت أفكر إن اكو شي غلط ديصير بينا، جنت أتصور إنها النهاية. اني هم أقرأ قصص للعيش، فـ خيالي مرات يكدر ينطلق بعيد عني." باوعت عليه وشفت ابتسامة خفيفة على وجهه. "بس أستوعبت إن هذا كله جان براسي. إضافة لذلك، ما تتذكر شنو اللي شفته الأسبوع اللي فات بمحل البقالة؟ اني أفتهم، جود. أنت تحت الأضواء. الناس راح تألف عليك أشياء. حتى هم بدوا يألفون أشياء عليه، واني تقريباً ما الي أي قيمة. أدري إن ٩٩% من اللي يكولوه مو صحيح. الشي الوحيد اللي يكدرون يضبطوه بكل مرة هو اسمك."
        "أتمنى لو أكدر أبقى وياج." صوته جان ناصي، وصدره جان يهتز على جسمي.
        "الرجاء صدكني لمن أكول أريد نفس الشي. بس هي بس شهرين. هذا مثل جزء من الثانية مقارنة بعدد الأيام والأسابيع والأشهر اللي راح نقضيها سويه بالمخطط العام للأمور. راح نكون بخير. أوعدك."
        حسيت بي باس شعري. "للعلم، حبيبتي، أنتِ أبعد ما تكونين عن شخص ماله قيمة."
        
        ______
        
        
        إيل
        
        ثاني يوم الصبح، رجعت للاستوديو لدروس الرقص الاعتيادية. بس مهما حاولت، ما كدرت أركز على الحركات اللي المفروض أسويها. جزء مني راد ألغي دروسي؛ جود صدك جان لازم يجبرني أطلع من الفراش. واني المفروض دأسوي تمارين الإحماء، خليت حوار الصبح وياه يلعب براسي.
        
        "أنتِ تحبين الرقص. يالله، راح يخليج تحسين أحسن،" كال.
        
        "أفضل أقضي الصبح وياك." صوتي طلع مكتوم لأن جنت مدخلة راسي تحت المخدة. "لا تجبرني أروح."
        
        بهذيج اللحظة، المخدة انشالت من إيدي، وخلتني كبال ابتسامة جود الحلوة.
        "لا تبتسملي هيج."
        "ليش لا، حبيبتي؟ خليتج تشتاقيلي من هسه؟"
        "شكم كوب قهوة شربت؟ قضينا تقريباً ساعة بره بنص الليل، وهسه أنت كلك حيوية ومبتسم. مو جنت كئيب، قبل أربع ساعات؟" تغير مزاجه جان كافي يخلي راسي يفتر.
        "جنت، بس بعدين جنتي أنتي لتذكريني شكد اني محظوظ عندي بنية مثلج. فهسه، اني دأركز على هالشي. أما بالنسبة الج، راح تطلعين من هذا الفراش، تلبسين ملابس الرقص مالج، وخليني أوصلج للاستوديو. هي بس ثلاث ساعات راح نكون بعيدين عن بعض. ثقي بيه، نيتي أقضي كل ثانية ثانية من هالويكند وياج."
        حاولت أرجع تركيزي للاستوديو اللي جنت كاعدة بي، بس بعدني ما كدرت أطلع جود من بالي. عادة، هو يعرفني كلش زين. أحياناً أحس كأنه يعرفني أحسن مما أعرف روحي. بس هالمرة، جان غلطان. أي، الرقص عادة جان يصرف انتباهي بشكل رائع، بس اني ببساطة ما كدرت أركز على أي شي دأسوي.
        جان عدنا مصمم رقصات زائر لشهر كانون الثاني (يناير)، وجان ديعلمنا كل أنواع الحركات المعاصرة. و بينما جنت عادةً أكدر أعتمد على ذاكرة العضلات بما يكفي حتى أكدر أسوي الرقصات واني نايمة، بهذا الصبح ما كدرت أتذكر ولا حركة وحدة.
        مصمم الرقصات شغل الموسيقى، بس مهما حاولت، ما كدرت أحافظ على العد مضبوط براسي. حتى قبل لا أوصل لنص الرقصة، قفزت بالهوا، متوقعة جاسبر يكون موجود حتى يلزمني، بس اني جنت متقدمة على البقية بخطوتين. بدل ما أنزل بين إيديه، ضربت الأرض بوقعة مؤلمة.
        غمضت عيني بقوة، بس سمعت الموسيقى وكفت وحسيت كل العيون عليه. جاسبر جان يمي بسرعة تقريباً.
        "تباً. آسف، إيل."
        فتحت عيني ومديت إيدي لكتفي. جان ينبض ويخدر بنفس الوقت؛ ماكو شك إن الكدمة بدت تتكون.
        "مو غلطك، جاسبر." مد إيده حتى يساعدني أوكف. "جنت متقدمة." دلكت كتفي بلطف وحركته حتى لا تيبس العضلة.
        "ناخذ استراحة خمس دقايق، تمام؟" مصمم الرقصات باوع عليه، واني هزيت راسي بابتسامة خجولة كعلامة امتنان.
        مشيت لركن الغرفة ويا جاسبر وكعدت على الأرض. راقص ثاني انطاه كيس ثلج، وهو حطه بلطف على كتفي.
        "أنتِ أبد ما تخطئين بالعد. شنو دايصير وياج؟" جان اكو قلق حقيقي بعيونه. جاسبر واني جنتنا نرقص سويه صارلنا أكثر من نص سنة، وما جان اكو أي طريقة أخادعه وأكوله ما جنت مشتتة.
        اني أبد ما جنت حاكية عن سفر جود القادم لأي أحد؛ ليلي جانت الوحيدة اللي تعرف إنه راح يسافر. براسي، جنت أدري إنه شهرين بس وما راح يكون كلش سيء، بس اني صدك ما أعرف غير حياة لندن ويا جود، وجزء مني جان خايف إن سحر المدينة بالنسبة إلي راح يروح من هو ما موجود. بس اجبرت نفسي أكون سعيدة يم جود. ما ردت أخليه يحس بالذنب لأنه لازم يسوي شغله.
        
        "اني بس مشتتة. جود... جود راح يسافر بالأشهر الجاية. راح يكون غريب بدونه هنا."
        "أراهن إن انتو الاثنين راح تكونون بخير. دائماً تبينون ترجعون أقوى، مهما كانت المشكلة." تنهد وانطاني ابتسامة.
        جاسبر جان وياي بأصعب نقطة بعلاقتي، وما أعتقد هو صدك فهم ليش رجعت ويا جود بعد كل السالفة اللي صارت ويا حبيبته السابقة.
        حاولت أشرح إنها كلها جانت سوء فهم كبير، بس هو ما أفتهم. أعتقد هو شاف شكد كسرتني السالفة، وأعتقد جزء منه جان يحاول يدير باله عليه؛ هو ذكر بفد وقت إنه جان يتواعد ويا وحدة مشهورة شوية التقاها بتصوير فيديو موسيقي، وأعتقد السالفة انتهت بشكل مو حلو. هو ما جان يحب يحجي بيها، بس يمكن حس إن مواعدة شخص مشهور ما ممكن تنتهي غير بكسرة گلب.
        مع ذلك، ببعض الأوقات جان يضوجني إنه هو أبد ما انطى جود فرصة. جاسبر جان يعرف شكد علاقتي بجود تعنيلي؛ احنا رجعنا شركاء بالعرض قبل كم ويكند، وهو ساعدني أسوي رقصة صدك بينت الحب اللي أحسه تجاه جود.
        بغض النظر، بعدني أعتبر جاسبر واحد من أقرب أصدقائي بلندن. مع إنه ماكو هواي أصدقاء. غير ليلي ولارا، جاسبر جان الصديق الوحيد الثاني اللي أحجي وياه بشكل منتظم. أني أحافظ على دائرتي صغيرة، تتذكر؟
        "اني سعيدة بوجودك هنا بالاستوديو، جاسبر. ما عندي هواي وقت فراغ، بس اني سعيدة إننا نكدر نلتقي على الأقل كل سبت الصبح."
        "نفس الشي إلي، إيل،" مد إيده ورى ظهري حتى ياخذ كيس الثلج، "راح نبدي من جديد قريباً. راح أرجع هذا، وأنتِ لازم تدورين كتفج."
        "حاضر بابا."
        انطاني ابتسامة خبيثة صغيرة قبل لا يختفي حتى يرجع كيس الثلج. أي، جنت كلش سعيدة بوجوده حتى أعتمد عليه.
        مصمم الرقصات دخل، ورجعنا لتشكيلتنا حتى نبدي من جديد. النبض بكتفي وكف، بس جنت بعدني لطيفة ويا كتفي طول باقي التمرين. من صار وقت المغادرة أخيراً، لميت غراضي ومشيت باتجاه مخرج الاستوديو. كدرت أشوف سيارة جود بالساحة من خلال الباب الزجاجي، وما ردت شي أكثر من إني أرجع أقضي وقت وياه.
        باللحظة اللي لزمت بيها المقبض، واحد ركض من وراي.
        "إيل؟"
        "ها؟" التفتت وصرت وجه لوجه ويا جاسبر.
        "جنت أفكر، احنا صدك نحتاجج أكثر بالاستوديو. نحتاج معلم ثاني لبعض دروس الليل، وإذا سفرات جود راح تنطيج وقت فراغ أكثر، هذا شي يمكن تردين تفكرين بي."
        تدريس صف ممكن يعني واحد من شيئين: تخفيض على رسومي الدراسية أو راتب إضافي. دفعت الفكرة لورا راسي. جان باقيلي ثمانية وأربعين ساعة بس ويا جود، وما جنت راح أقضيها أفكر بفلوسي.
        رجعت نفسي للواقع وباوعت بعيون جاسبر اللي بيها أمل. "أوه، امم، أكيد. خليني أفكر بيها، وراح أخبرك."
        حلكه تحول لابتسامة دافية وهو يضرب بيده على كتفي. اني ابتعدت عن لمسته؛ بدون ما يدري، هو أشعل الكدمة اللي تحت سترتي.
        سحب إيده عني بسرعة. "آه. آسف، حبيبتي. أشوفج الأسبوع الجاي." دنك لمستواي وباس خدي قبل لا يرجع لواحد من الغرف.
        من التفتت حتى أطلع لسيارة جود، هو جان واكف يم باب السايق، وعلى عيونه نظرة حيرة.
        "كلشي تمام، إيل؟" صوته جان بي شد غريب.
        
        "أي. كلشي تمام وياك؟"
        "هو أذاج؟" الحيرة بعيونه تحولت لغضب.
        "شنو؟ منو؟"
        "جاسبر."
        آه. "لا، لا. راسي ما جان وياي اليوم. ما جنت دأعد صح وكعت أثناء وحدة من الرقصات. كتفي تكرّم كلش. هو بالغلط لزمه من جان دا يودعني. جان بس حادث." وبهيج لحظة، النار انطفت من عيون جود.
        "آسف، حبيبتي. تفضلي،" هو دار لجهة الراكب وفتح الباب، "بس شوية متوتر."
        من جود بدأ يسوق، التفتت عليه. "شنو صار لجود المرح اللي جان وياي قبل ثلاث ساعات؟"
        "جاي يرجع. لا تشغلين بالج." جود التفت عليه وابتسم. "تعرفين شلون أصير من أعتقد أحد أذاج."
        "أقدر مشاعرك. هسه، شنو اللي مرتبه النا لباقي اليوم؟ انوعدت إن كل ثانية من يومي بعد الرقص راح أقضيها وياك."
        "مفاجأة." جانت اكو ابتسامة ماكرة دتشق طريقها على وجهه.
        
        
        
        
        
        "جود، عفية، أنت تدري أني شنو رأيي بالمفاجآت."
        هو ظل يفكر بالكلمة لحظة وهو ديسوق. "شنو الشي الوحيد اللي جنتي تردين تسوينه بلندن وما سويتي لحد هسه؟"
        "آخذ شاي العصر."
        جان حظ حلو إن احنا وكفنا بإشارة مرور، لآن رجل جود انزلقت بقوة على البريك.
        "عفواً؟ أنتِ تكرهين الشاي، إيل. ليش تردين تكعدين وتشربين شاي العصر؟"
        "عدهم هاي السندويتشات الصغيرة، والكيك، أحب الكيك الطيب. كلشي شكله كلش كيوت. حرفياً هذا اللي دائماً يجي ببالي كل ما أسمع كلمة 'لندن' أو 'بريطاني' أو أي كلمة ثانية الها علاقة بهذا البلد." باوعت عليه من تغيرت الإشارة.
        "زين، آسف حبيبتي، بس مو شاي العصر. ثقي بيه، ما يفوتج شي هواي. حزري مرة ثانية." شال إيده اليسرى من الستيرن وحطها على فخذي.
        بحث براسي عن شي جنت ممكن ذكرته لجود بالمرور بخصوص جانب من لندن جنت مفتقدته. احنا كدرنا نشوف تقريباً كل المعالم الرئيسية من جانت عائلتي تزورني، وصدك ما كدرت أتذكر أي شي ثاني جنت أموت وأجربه.
        "ممكن بس تكوليلي؟"
        جود وكف السيارة يم رصيف بيته والتفت عليه بابتسامة. "فكري بدرسج المفضل من جنتي بالجامعة."
        شنو؟ درسي المفضل... هل سبق لي حتى إن كلتله هذا الشي؟ فكرت بكل المرات اللي جود واني حجينا بيها عن سنواتنا بالكلية، وطلعت ببالي ذكرى جنت أحجي بيها عن أستاذي مال دراسات شكسبير وقدرته على إلقاء مونولوج ماكبيث الشهير 'باچر' بأي لحظة. بهذاك الوقت، استوعبت. "أنت ما سويت هيج."
        هو جان يهز راسه فوك وجوه. "سويت."
        جنت لازم أمنع نفسي من القفز من مكاني. "يا مسرحية؟"
        "روميو وجولييت."
        شكد مناسب! ضغطت على قفل حزام الأمان وصعدت عليه. "آسف اني مقرفة وكلش عرقانة هسه، بس لازم أبوسك."
        راح أشتاق لكوني أكدر أبوس جود شوكت ما أريد. راح أشتاق لكوني أكدر أحس أذرعه تلتف حوالي كل ما رجفت من البرد. ومهما ذكرت نفسي إننا راح نكون بعيدين عن بعض لمدة شهرين بس، ما كدرت أتخلص من إحساس الفراغ اللي يملاني من أفكر بيوم واحد بدونه يمي.
        
        جود فصل شفايفه عن شفايفي وحطها يم أذني. "خلنا ندخل جوه، إيل. ما تدري منو ديباوع."
        معدتي انقلبت. ما جان عندي مشكلة أتصور ويا جود لمن نكون طالعين واني شكلي نص ونص، بس أبد ما جنت أريد صورة إلي واني كاعدة بحضنه بسيارته، وغركانة بالعرق من درس الرقص، تنعرض على عيون أي أحد. جود فتح الباب واني نزلت من حضنه ونزلت على الرصيف. ماكو أحد جان مبين، وغمضت عيني لحظة براحة.
        بالثانية اللي دخلنا بيها جوه، شفايف جود رجعت على شفايفي. بس عقلي جان أصلاً رجع للمغامرة اللي تنتظرنا.
        حطيت إيدي على صدر جود ودفعته بهدوء عني. "لحظة. أخذت لحظة حتى أستوعب كلشي وأحتاج تفاصيل."
        نظرة نفاد صبر عبرت على وجه جود للحظة بس قبل لا تتحول لابتسامة. "عادة، مسرح الـ Globe يسوي هاي عروض منتصف الليل بالصيف، بس جاي يسوون سلسلة شتوية هاي السنة."
        شي لفت انتباهي. "كلت عروض منتصف الليل؟"
        "امممم. فكرت راح تكون طريقة حلوة حتى نزيد كم ساعة كاعدة وياج." جان اكو بريق بعيونه ما كدرت أقاومه. خلى الابتسامة المرسومة على وجهي تصير أعمق. "الجو راح يكون كلش بارد، فلازم نلبس هواي، بس أعتقد راح تكون تجربة نذكرها لفترة طويلة."
        هو كمل حجي، بس كلماته جانت بعد دتطير براسي. "وشنو راح نسوي بين هسه ومنتصف الليل؟"
        ابتسامة شيطانية انتشرت على وجهه. "أعتقد أنتِ محتاجة دوش."
        "وبعد؟"
        "وبعد، يمكن، أكدر أجي وياج؟"
        أوه. حمرة صعدت على خدودي كلش حارة بحيث حلفت إني راح أرجع أعرق من جديد.
        "يعني، زين، اني، امم... أبد ما سويت هيج." صوتي جان كلش ناصي، بس جان صدك. حتى مو ويا لوك.
        "سويتي شنو؟"
        "دخلت دوش ويا أحد." شلون ممكن هو يخليني متوترة هالكد؟
        "حبيبتي،" لف إيديه حوالي وسحبني حيل لصدره، "تعرفين أبد ما جانت نيتي أسوي أي شي أنتِ ما مرتاحة بي. عقلي بس صار شوية وكح للحظة."
        شنو السالفة؛ شي بيه حسيت بي جريء. "خلنا نسويها." باوعت عليه.
        "صدك؟"
        راسي هز بنفسه بدون وعي قبل لا عقلي يكدر يلحك على أفعالي.
        لحظات بعدين احنا الاثنين چنا بحمامه، دنذب الملابس بسرعة على الأرض ونسرق نظرات على بعض. ومثل كل مرة جود واني نتقرب، جانت لطيفة ومليانة حب. أكدر أنطيكم التفاصيل، بس هاي مو هذا النوع من القصص.
        بعد ما سديت المي الحار، حسيت بمنشفة ناعمة انضغطت على ظهري. رفعت إيدي حتى جود يلفها حوالي، ومن لزمتها، حسيت أصابع جود تتحرك باتجاه كتفي. مررت بلطف على الكدمة من وكعة الصبح.
        "أنتِ تحلفين إن هذا الحقير ما وكعج؟"
        ما كدرت أمنع عيني تتدحرج من كلامه. "أي، جود."
        "مو هو وكعج قبل؟"
        "أي، مرة وحدة، بالغلط. إذا اكو أحد لازم نلومه على هذا، فهو أنت. كلتلك ما أريد أروح. أنت أجبرتني، وما كدرت أركز على ولا شي هناك لأني جنت مشغول بالتفكير بيك."
        "أعتقد هذا يبدو جميل."
        "طبعاً أنت هيج تشوف. ما تكدر بس تلوم جاسبر على كلشي. هذا يمكن ليش هو ما يحبك." الكلمات كأنه طلعت قبل لا أكدر أوقفها.
        جان اكو نظرة ألم حقيقية على وجه جود. "شنو؟ احنا بالكاد نعرف بعض."
        "ومع ذلك أنت هسه سميته حقير. اسمع، جاسبر واحد من أصدقائي المقربين بالاستوديو. هو مو حاقد، فلا تشغل بالك بوجهك الحلو هذا، تمام؟ هو مثل الأخ إلي."
        "تمام، تمام، حبيبتي. آسف." بهذا الوقت، جود جان لابس شورت بوكسر. ما كدرت أمنع نفسي من التحديق بي. هو لاحظ. "تريدين آخذ صورة؟"
        لزمت أقرب شي كدرت ألكاه، واللي بالصدفة جان أنبوبة معجون أسنان، وشمرتها على صدره. "صدك، جود، ما أكدر ألاحق راسك اليوم. أنت كلش مخربط. اني راح أروح أغير ملابسي." طلعت من الحمام على صوت ضحكات ناعمة جاية من صدر جود.
        جان هذا أحسن شي سمعته طول اليوم.
         
        

        روايات Harmony Harm

        الأعمال

        الاَراء

        روايات ساسو ساسو

        الأعمال

        الاَراء

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء