موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهريًا

    الأعلى تقييمًا

      روايه بيت أحمد

      بيت أحمد

      2025, سلمى إمام

      اجتماعية

      مجانا

      سارة وأحمد، أصحاب من زمان. سارة، اللي أهلها طردوها وهي صغيرة، عاشت مع أحمد وعيلته وبقت قوية ومستقلة، وده بيخليه فخور بيها بس قلقان عليها. أحمد، اللي بقى تاجر أحذية كبير، دايماً بيحاول يساعدها ويشتريلها حاجات عشان يسندها ويدلعها، خصوصاً إنه حاسس إنه سبب المشاكل بينها وبين أهلها. هي بترفض مساعدته كتير عشان تثبت نفسها، لكن علاقتهما قوية مبنية على الحب والثقة المتبادلة، وبتورّي إن الدعم الحقيقي مش بيطلب مقابل.

      سارة

      مرت بظروف صعبة في حياتها من وهي صغيرة بعد ما أهلها طردوها. اشتغلت بجد عشان تثبت نفسها ونجحت في شغلها كمتاجرة أسهم. بتحاول دايماً تعتمد على نفسها وترفض المساعدة، بس في نفس الوقت بتحب أحمد أوي وبتعتبره سندها.

      أحمد

      بقى واحد من أكبر تجار الأحذية في المدينة. هو أكتر واحد ساند سارة في حياتها ومستعد يعمل أي حاجة عشانها، لأنه بيعتبرها أقرب صديقة ليه. بيحاول دايماً يدلعها ويعوضها عن أي حاجة اتحرمت منها.
      تم نسخ الرابط
      روايه بيت أحمد

      من ٨ سنين فاتوا
      
      قعدت على الكنبة، ضامة ركبي لصدري، وبحاول أصغر نفسي على قد ما أقدر في ركن أوضة الضيوف. ريحة البيت مختلفة، أنضف، أهدى، مترتب أكتر من أي حاجة أنا متعودة عليها. ده بيت أهل أحمد، مش بيتي، وهو أكبر من أي بيت شفته في حياتي، سقوفه عالية وحيطانه حاسة إنها فاضية أوي.
      
      مامة أحمد كانت طيبة، بس الطيبة دي كانت غريبة. كأنها بتحاول تكون لطيفة، بس كنت شايفة التردد في عينيها. هي متعرفنيش، متعرفش حجم كل اللي مريت بيه، وأنا مش متوقعة منها تعرف. بس إحساسي إن كل حاجة غلط.
      
      شديت البطانية عليا أكتر، بس ده مسعدش. المفروض إنها تخليني أحس بالأمان، بس هي مجرد بتفكرني إن ده مؤقت. وإن في أي لحظة، ممكن حد يدخل ويقولي امشي. أنا مش المفروض أكون هنا.
      
      بفكر في الخناقة اللي حصلت الصبح، كلام بابا اللي قطع في قلبي: "أنتي برة يا سارة. مش هينفع تفضلي تتصرفي كإن ده بيتك." وماما... ساكتة، بتتفرج عليا وأنا بتطرد من المكان اللي المفروض يكون بيتي. سكوتها كان أقوى من أي حاجة ممكن تكون قالتها.
      
      الباب اتفتح ببطء، وسمعت صوت أحمد: "إنتي كويسة؟"
      
      حاولت أطنشه، وشديت البطانية فوق راسي، بس منفعش. الدموع كانت بتنزل خلاص قبل ما أقدر أوقفها. مش عايزاه يشوفني كده، بس مقدرتش أمنع نفسي. حاسة إني صغيرة أوي، وعاجزة أوي.
      
      أحمد مسكتش في الأول. سمعته بيتحرك في الأوضة، وبعدين قعد جنبي. إيده كانت دافية لما حطها على كتفي، وسحبني ناحيته بالراحة.
      
      "هتبقى كويسة يا سارة." صوته كان واطي، كإنه بيحاول يكون حريص عليا. كإنه خايف يكسرني أكتر ما أنا مكسورة.
      
      "مكنتش عايزة ده يحصل،" همست، صوتي خانق بالدموع. "مطلبتش ده."
      
      "عارف يا سارة." صوته كان هادي بس ثابت، كإنه مر بحاجة زي دي قبل كده. "بس إنتي هنا دلوقتي. مش لازم تروحي أي مكان."
      
      لويت وشي في كتفه، ومش قادرة أوقف سيل المشاعر. كل حاجة كنت كتماها جوايا من زمان طلعت فجأة، أسرع مما أقدر أتحكم فيها. بكره إني ضعيفة، بكره إني مش قادرة ألم نفسي. بس دلوقتي، كل اللي أقدر أعمله إني أعيط.
      
      "معنديش مكان تاني أروحه،" قلت بين أنفاسي المتقطعة.
      
      إيد أحمد اتحركت على شعري، بتسرح فيه بالراحة كإنه بيحاول يهديني. "إنتي مش لوحدك،" همس. "أنا معاكي. مش هروح أي حتة."
      
      كلامه اخترق عاصفة المشاعر اللي بتلف في صدري، وثبتني، ولو للحظة. دي أول مرة من زمان حد يقولي كده. وده بيوجع، لأني عارفة إنه قصده بجد. بس في نفس الوقت، ده مبصلحش أي حاجة.
      
      بعدت عنه شوية، ومسحت وشي، مكسوفة. "أنا آسفة. مكنتش أقصد—"
      
      "متقوليش آسفة،" قاطعني أحمد، صوته ناعم بس حازم. "معندكيش حاجة تعتذري عليها. إنتي ممكن تفضلي هنا زي ما تحبي. مش لازم تشرحي لي أي حاجة."
      
      معنديش كلام أوصف بيه اللي حاسة بيه، ومش محتاجة. هو عارف، حتى من غير ما أقول أي حاجة. هو بس عارف. ودي الحاجة الوحيدة اللي مخليني متماسكة دلوقتي.
      
      أحمد قام ومد لي إيده. ترددت بس مسكتها، وسبته يسحبني من على الكنبة. "يلا، هعملك حاجة تاكليها،" قال وهو بيوديني برة الأوضة. "لازم تاكلي حاجة."
      
      معترضتش. مشيت وراه للمطبخ، ورجلي حاسة إنها من الرصاص. كل خطوة حاسة إنها تقيلة، بس مبقاش لازم أعملها لوحدي تاني.
      
      البيت ممكن ميكونش حاسس إنه بيت لسه، بس كل ما أفضل فيه أكتر، كل ما ببدأ أدرك - يمكن، بس يمكن، ده يكون المكان اللي أقدر ألم نفسي فيه من تاني
      
      
      
      
      أحمد
      
      "إيه يا معلم، مين ده؟" رديت وأنا بخطف تليفوني اللي بدأ يرن بسرعة. "أه تمام، هدخّلك. خبط بس لما تطلع." قفلت السكة ورميت التليفون على الترابيزة قدامي. كملت تعبئة صندوق الجزم، بجهزه للزبون اللي جاي في السكة. "مين ده؟" سألت سارة وهي بتعلق الكام سويت شيرت والجاكيت اللي كانوا مش في مكانهم. "ده الواد دري. فاكراه؟ ده كان ساكن في العمارات القديمة اللي عند شيروود." "أه ياااااه" سارة مطت صوتها. "أنا فكراه. كان حلو أوي." سارة خلصت تعليق السويت شيرت ومشت لحد المراية الطويلة اللي كانت في ركن الأوضة. فضلت تتفرج على نفسها في المراية. "شعري شكله كويس؟" رفعت عيني من الهدوم الجديدة اللي كنت بطبقها واتفرجت على سارة وهي بتتبختر قدام المراية. كانت شكلها حلو في طقم اللولو ليمن الزيتوني اللي كنت جبتهالها من كام أسبوع. ضحكت على وقفتها. أحسن صاحبة ليا جميلة، طبيعي كده؛ وأنا بهتم بيها أوي، عشان كده عمري ما هسمحلها تتكلم مع واد زي دري. ضحكاتي رجعت تاني لوجهي الجاد زي الأول. بوزت شفايفي ورفعت عيني للسقف. "متعصبينيش يا سارة. بصراحة، ادخلي الأوضة لما يجي هنا." "دايماً عايزة تتشافي" هزيت راسي. "واااااو، يا أحسن صديق إنت غيران أوي." قالت سارة وهي مربعة إيديها. "أنا بهزر أصلاً. أنا قولتلك إني بفكر أبقى مثلية، فاكر؟" استنكرت. "أه صحيح؟ إنتي مستعدة تأكلي كس؟" سارة ضمت شفايفها بتوتر. "ممممم... لأ... بس هخلي البنت هي اللي تعملي كده، أنا مش بتاعة الحاجات دي." "أنا كنت فاكر كده." قلت وأنا بضحك. "إنت دايماً بتبوظلي المود يا أحمد." قالت سارة وهي بتيجي ناحيتي وزقت كتفي بهزار. "بس أنا بحب المكان الجديد ده يا أحمد. يعني، بص على المنظر." أضافت سارة وهي بتمشي لحد الشبابيك الكبيرة اللي من الأرض للسقف واللي كانت بتوري منظر حلو للمدينة. "بجد؟ أنا كمان عاجبني، وفيه مساحة أكبر للمخزون والحاجات دي كمان." قلت. "حقيقة، كنا بنتزنق أوي في المكان القديم." قالت سارة وهي بدأت تتأمل الشقة أكتر.
      سارة رجعت تاني للترابيزة اللي كنت واقف عندها وقعدت على الكرسي اللي جنبي. "أنا فخورة بيك يا أحمد، بجد." قالت وهي مبتسمة وساندة راسها على كف إيدها.
      "تسلمي." شكرتها وأنا ببتسم وبفتح اللابتوب بتاعي عشان أراجع المعاملات بتاعة الأسبوع.
      "لأ بجد، أول يوم قابلتك فيه في الثانوي سألتك عايز تعمل إيه لما تتخرج، وانت قولتلي إنك عايز تبقى بياع ناجح، وإنت عملت ده فعلاً."
      "دلوقتي إنت في مكانك التاني، وبص عندنا مخزون قد إيه هنا، ده جنان بجد. أحسن صاحبة ليا بجد أكبر بياع في البلد." أضافت سارة وهي لفت راسها تبص حوالين الشقة.
      كانت عاملة زي فوت لوكر هنا، بس ١٠ مرات أكتر.
      رفعت عيني لسارة من اللابتوب بتاعي وابتسمت. ده واحد من الأسباب الكتير اللي مخليني أقدرها. كانت دايماً بتهنيني وتدعمني. كانت دايماً بتؤمن بطموحاتي حتى لما كل الناس قالتلي إني مجنون. كان من حقي إني أخليها تشتغل معايا، ده غير إني بتكفل بيها.
      لو كانت عايزة أي حاجة، كانت ممكن تجيبها. من غير أي أسئلة.
      "بحبك يا جدع، بجد." قلت.
      سارة احمر وشها، وبانت غمازاتها العميقة. "أنا كمان بحبك، يا وشك الفاتح."
      رفعت عيني للسقف بهزار وهزيت راسي.
      بعدين سمعنا خبط على الباب.
      "أنا هفتح." قالت سارة وهي بدأت تقوم من مكانها.
      "لأ، أنا اللي هفتح." قلت وأنا بقوم وبمشي لحد الترابيزة. شلت المسدس بتاعي من على الترابيزة ودخلته في حزام بنطلوني الجينز.
      بعدين مشيت لحد الباب الأمامي، بصيت من العين السحرية الأول قبل ما أفتح الترباس.
      "إيه يا معلم." قال دري.
      "أهلاً." رحبت بيه.
       
       
       
       
       دسنا لبعض قبل ما يدخل الشقة. وراه كانت بنت وولد أول مرة أشوفهم.
      "إيه الأخبار" سلمت عليهم وقفلت الباب وراهم.
      "أهلاً! إزيكوا؟ الجزم بتاعتكوا جاهزة بس شوفوا براحتكوا. احنا لسه جايبين تيشيرتات كروم هارتس الجديدة، على فكرة." سارة اتكلمت بابتسامة.
      "تسلمي يا جميلة." رد دري وهو بيبص في رفوف السويت شيرتات.
      بوزت شفايفي ورفعت عيني للسقف قبل ما أمشي للمطبخ عشان أحدث حسابي على انستجرام بتاع الشغل بالقطع الجديدة اللي لسه جايبينها.
      بعد حوالي 10 دقايق من دري والضيوف بتوعه بيتسوقوا، كانوا أخيراً جاهزين يدفعوا.
      "تمام كده، الحساب كله النهاردة... 2345 دولار. هتدفع كاش ولا زين كاش؟" سألت دري.
      "معايا كاش ليك." قال دري وهو بيبدأ يدور في جيبه، طلع رزمة فلوس.
      عد الفلوس وناولها لي.
      
      وأنا بخلص البيعة، سارة جت تساعدني أكيّس كل الحاجات.
      "إنتوا شكلكم حلو أوي مع بعض. يعني بجد بتكملوا بعض، كيوت أوي." قالت البنت اللي دري كان جايبها معاه بابتسامة كبيرة.
      سارة وأنا بصينا لها.
      سارة ضحكت بخفة. "إحنا مش—"
      "تسلمي." قلت قاطعاً سارة وأنا بناولهم الشنط بتاعتهم.
      سارة تنهدت. "إنتي قمر أوي على فكرة." قالت سارة وهي بتبتسم للبنت.
      "شكراً، إنتي كمان!" البنت احمر وشها وهي بتاخد واحدة من الشنط.
      "إنت كده تمام يا معلم، متشكرين إنك اتسوقت عندنا." قلت لدري وبدأت أوصلهم للباب.
      التلاتة مشيوا وأنا لفيت لقيت سارة بتبصلي وذراعاتها متقاطعة.
      "إيه اللي بتبصيلي كده عشانه يا بنت؟" سألت.
      "دلوقتي ليه يا أحمد خليت البنت دي تفتكر إن إحنا كابل؟" قالت وهي بتضحك.
      هزيت كتفي. "عشان الواد دري ده ميفكرش إن ليه فرصة معاكي. بديهي."
      "واو، إنت مجنون. أكبر عدو ليا." قالت سارة وهي بتهز راسها.
      "صح. جاهزة؟" سألت وأنا ببدأ ألم حاجتي.
      "أه أنا كنت فاكرة إن فيه واحد تاني المفروض يجي؟" سارة سألت.
      "لأ، هو لغى، هيجي بكرة وخلاص."
      سارة هزت راسها وبدأت تلم شنطتها وحاجتها التانية.
      •••
      بعد ما قفلوا الشقة كويس، أحمد وسارة اتجهوا لموقف العربيات.
      "أووووه شوفت دي؟ دي العربية اللي أنا عايزاها." صرخت سارة وهي بتشاور على مرسيدس بنز CLA 250 موديل 2024 كانت واقفة في الموقف.
      أحمد ضيق عينيه وهو بيبص على العربية البيضاء، نظره أخيراً ركز. "حلوة. دي اللي إنتي عايزاها؟"
      "أه. اشتغلت بجد أوي السنة دي وحاسة إني أستاهلها." قالت سارة وهي بتبتسم.
      "أه إنتي عملتي كده." قال أحمد وهما مكملين مشي ناحية عربيته.
      بعيداً عن شغلها مع أحمد، سارة كانت متداولة أسهم بدوام كامل. كانت لسه بدأت تتداول من سنة واحدة، وكانت بالفعل بتعمل أرباح من خمس أرقام شهرياً بشكل ثابت.
      "متصرفيش فلوسك على عربية بقى. كملي تجميع." قال أحمد وهو مكشر وشه.
      "أم أحمد، إنت نسيت إني عملت حادثة السنة اللي فاتت ومبقاش عندي عربية من ساعتها؟ أنا محتاجة عربية يا حبيبي." قالت وهي بتضحك على كلامه الغريب.
      أحمد هز كتفه. "لو عايزاها، هجيبها ليكي يا سارة. بس أنا مش عايزك تصرفي فلوسك على عربية. وفري فلوسك وكملي تجميع."
      سارة بصت على أحمد اللي كان بيطلع مفاتيح عربيته من جيبه. "أحمد لأ. إنت دايماً بتحاول تشتريلي حاجة. أنا كبيرة. أقدر أشتري حاجتي بنفسي."
      أحمد وقف للحظة، وبص على سارة بمزيج من الفخر والقلق. كان عارف إنها مستقلة، بس كان عندها ميل إن طموحها يطغى على الصورة الأكبر. هي مش أي بنت بالنسبة له، هي أقرب صاحبة ليه، وهو دايماً بيسندها، مهما حاولت ترفض مساعدته.
      كان عارف ده جاي منين. من ساعة ما أهلها طردوها وهي عندها 16 سنة، سارة عملت مهمتها إنها تثبت إنها تقدر تعتمد على نفسها. أحمد فهم ده، هي عاشت معاه ومع أهله بعد كده على طول وفضلت معاهم لحد ما هما الاتنين اتخرجوا من الثانوي. مشاهدتها وهي بتنمو وتدفع نفسها خلاه يحترمها أكتر، بس كان بيتمنى كمان إنها تدرك إنها مش لازم تشيل كل حاجة لوحدها. مش وهو موجود.
      أحمد بالذات كان عايز يدلعها ويعملها حاجات حلوة لأنه كان حاسس إنه السبب في العلاقة المتوترة بينها وبين أهلها.
      أحمد كان حاسس إنها مش عايزة تتشاف على إنها "حالة إنسانية" بما إنها اعتمدت عليه وعلى عيلته سنين. بس هو مش بيشوفها كده خالص.
      هو كل اللي عايزه إنه يتأكد إنها تمام. هي بتشتغل بجد، بس هو كان عايزها تعيش شوية كمان، من غير ضغط الشغل المستمر على كتفها.
      "أنا فاهمك، بس شوفي... أنا مش بقولك إنك مش ممكن تشتري حاجتك بنفسك. أنا بس بقول إنك كنت بتشتغلي أوي، وإنتي تستاهلي حاجة حلوة. خلي فلوسك معاكي يا بنت. مفيش أي عيب إنك تخليني أساعدك أحياناً يا سارة."
      هي رفعت عينها للسقف، بس طرف بقها ابتسم بابتسامة مترددة. "إنت بتتصرف كإني معرفش أظبط أموري. إنت عارف كم سهم بعته الشهر ده لوحده؟ أنا مش محتاجة إنك تشتريلي عربية يا أحمد. صدقني."
      أحمد ضحك بخفة، وفتح باب عربيته الشارجر السوداء. "أنا مش بقول إنك محتاجاني أشتريلك، بس أنا عايز أعملك حاجة حلوة. إنتي دايماً بتسنديني من أول يوم."
      سارة سكتت ثانية وهما الاتنين دخلوا العربية. مكنتش عارفة ترد على ده إزاي. هي عارفة إنه مبيطلبش أي حاجة في المقابل، عمره ما عمل كده. بس لسه كانت حاسة بتقل عليها، التجاذب المستمر ده بين قبول كرمه والحفاظ على استقلالها.
      "إنت أوفر أحياناً." ابتسمت بخفة، وسندت ضهرها على الكرسي وأحمد شغل العربية.
      "إنتي أحسن صاحبة ليا يا صغيرة. إنتي تستاهلي الدنيا."
      
      

      رواية ربانزل

      ربانزل

      2025, سلمى إمام

      فانتازيا

      مجانا

      ساحرة وحيدة عايشة في برجها، حياتها هادية لحد ما بيقع في جنينتها حرامي اسمه كارلوس. كارلوس بيطلب منها تخبيه من الحراس، وبتوافق على مضض. بعدها، بيطلب منها طلب أغرب: إنها ترعى بنتهم رابونزل لليلة واحدة بس. جوثيل بتكتشف إن الليلة دي مش هتعدي بالساهل، وفي الآخر، بتلاقي نفسها لوحدها مع رابونزل، بعد ما أهلها بيختفوا ومابيرجعوش تاني.

      جوثيل

      ساحرة بتعيش لوحدها في برجها، بتحب الهدوء والعزلة وبتعتني بجنينتها. قلبها طيب بس ساعات بتكون ساذجة شوية، وبتلاقي نفسها بتساعد ناس ما تتوقعش إنها تساعدهم.

      كارلوس

      حرامي خفيف الدم وبيتكلم كتير، بيحاول يلاقي أي طريقة يعيش بيها هو ومراته وبنتهم. بيظهر بمظهر اللطيف والمحتاج، لكن أفعاله بتدل على إنه ما عندوش مشكلة يستغل اللي حواليه.

      رابونزل

      طفلة رضيعة، بتغير حياة جوثيل. بتدخل حياة جوثيل بشكل مفاجئ وبتبقى سبب في إن جوثيل تخرج من وحدتها.
      تم نسخ الرابط

      لصين وعيل صغير
      زي أي يوم عادي، جوثيل كانت بتعتني بجنينتها، بتسقي نبات الرامبيون بتاعها وبتشيل أي حشيش ملوش لازمة. جوثيل ما كانتش متضايقة من الروتين ده، بس ساعات كتير الوحدة كانت بتتملكها. الناس في مملكة تيار القريبة كانوا دايمًا بيخافوا منها، عشان هي ساحرة، بس جوثيل عمرها ما حاولت تأذي أو تهدد أي حد بريء. كانت بتتمنى أختها الصغيرة كمان تتصرف بنفس الطريقة.
      
      جوثيل مسحت حبات العرق من على جبينها وشالت شعرها الأحمر المنور من على وشها، وبصت على برجها العالي الرمادي، اللي حواليه جنينة الرامبيون بتاعتها. ما كانتش متأكدة ليه هي بس بتزرع الخضار ده بالذات. يمكن عشان هو الخضار الوحيد اللي بتعرف تزرعه كويس. دلوقتي، باين إن الرامبيون بتاعها بقى هو ونيسها الوحيد. كانت بتشوف أختها، رينجوندا، أكتر من كده، بس مؤخرًا شكلها لقت طرق أحسن تقضي بيها وقتها بدل ما تيجي تزورها. جوثيل ما كانش عندها فكرة أختها الصغيرة بتعمل إيه الأيام دي. جزء منها ما كانش عايز يعرف حتى. في آخر زيارة ليها لقصر رينجوندا، لقت أختها بتعذب واحد غلبان عشان معلومات عن طرق تفضل بيها شابة، وده كان هوسها الأخير. جوثيل كانت بتأمل بشدة إنها تكون عدت المرحلة دي دلوقتي.
      
      وبينما جوثيل بتفكر في شغلها، حست إن مفيش حاجة تانية تتعمل النهاردة. لو سقت الزرع أكتر من كده هيغرق. طلعت آهة لما شافت الشمس لسه ساطعة فوق الأفق، لأنها عرفت إنها لازم تلاقي طريقة تانية تقضي بيها وقتها لحد ما يجي ميعاد النوم. افتكرت إنها هتقضي ليلة هادية ومملة لوحدها في برجها.
      
      لحد ما جوثيل بدأت تتمشى حوالين جنينتها عشان تروح للباب الخلفي، سمعت صوت خبطة عالية. لفت راسها، وشافت راجل رفيع بشعر أشقر قصير وعينين زرقا لابس هدوم مقطعة، وقع في جنينتها، وبهدل شوية من خضارها.
      
      ولما قام على رجليه ونفض التراب من عليه، جوثيل جريت عليه وهي بتسأله: "إنت كويس؟"
      
      "آه.. مجرد وقعة." الراجل ابتسم ولف راسه. "يا سلام. أنا فقدتهم."
      
      "فقدت مين؟" جوثيل سألت، وهي بتحاول تخبي ضيقها منه عشان بوظ جنينتها. "حد بيطاردك؟"
      
      "آه، ولا حاجة كبيرة." لوح بإيده باستخفاف، وبعدين حطها على وسطه وهو بيحاول ياخد نفسه. "مجرد سوء تفاهم صغير. الرجالة دي شكلهم فاكريني سرقت حاجة."
      
      جوثيل رفعت حاجبها وهي بتسأل: "فاكرينك سرقت إيه؟"
      
      الراجل الغريب هز كتفه ودور في جيبه. "آه، مجرد رغيف العيش والمفتاح ده."
      
      "تمام." جوثيل رجعت خطوتين لورا. "يبقى أنت حرامي."
      
      الراجل رجع الحاجات في جيبه، ورفع إيديه الاتنين، دفاعًا عن نفسه، وهو بيهز راسه بعنف. "لا لا! لازم تفهمي، أنا ومراتي بالعافية بنلاقي أكلة كويسة لينا احنا الاتنين بس، ودلوقتي عندنا عيل صغير لازم ناكله كمان. لازم نسرق عشان نعيش."
      
      جوثيل شبكت دراعتها. "وإيه حكاية المفتاح؟ ليه خدته؟"
      
      مرة تانية، الراجل هز كتفه. "مش عارف. كان محطوط جنب العيش. أنا مش متأكد حتى بيفتح إيه."
      
      "إيه اللي خلاك تاخده طيب؟" سألته تاني، وهي محتارة.
      
      الراجل الغريب تجاهل سؤالها الأخير، وبدأ يبص حواليه في الجنينة وسألها: "إنتي عايشة هنا لوحدك؟"
      
      جوثيل تنهدت وهي بترد: "آه."
      
      الراجل حط إيديه على وسطه وعلق: "دي خضروات كتير أوي لشخص واحد. بتبيعيها؟"
      
      هزت راسها. "لأ. الناس نادرًا ما بييجوا هنا."
      
      "بجد؟" الراجل بص لفوق كأنه جاتله فكرة فجأة.
      
      جوثيل بصت من وراه كأن حاجة لفتت نظرها. "آه، عادة لأ بس دلوقتي..."
      
      صوتها قطع والراجل لف راسه عشان يشوف هي شافت إيه. تلات رجالة شكلهم حراس مسلحين كانوا جايين ناحية برجها.
      
      الراجل رفع دراعاته في حالة ذعر. "يا لهوي، لقوني!" لف راسه بيأس ناحية جوثيل. "لازم تخبيني!"
      
      "إيه؟" جوثيل رجعت خطوة لورا، اتفاجئت بطلبه المفاجئ وبعدين بصت لتحت وهي بتتجنب عينيه. "أنا آسفة، بس أنا ما اقدرش أساعد حرامي."
      
      "أرجوكي،" استمر بإصرار. "إنتي عارفة بيعملوا إيه في الحرامية في المملكة دي؟ شوفي، لو خبيتيني دلوقتي، هاعوضك. إيه رأيك؟"
      
      جوثيل طلعت تنهيدة مترددة وأشارت بإيدها بسرعة. "روح استخبى في الشجر ده قدام البرج."
      
      لحد ما هو دخل في الشجر، التلات حراس وصلوا ونزلوا من أحصنتهم. قربوا من جوثيل بحذر كأنهم لو قربوا أوي ممكن يولعوا نار. الحراس كانوا لسه باينين مصممين، خصوصًا القائد، اللي كان وشه خشن وليه دقن صغيرة مش متسرحة.
      
      "يا ست جوثيل،" بدأ الحارس اللي في الأول. "احنا آسفين إننا بنزعجك، بس احنا بندور على حرامي حاليًا. شفتي أي حد غريب في المنطقة دي؟"
       
       
       
       
       
       "امم..." جوثيل حست بقلبها بيدق جامد وهي بتلف راسها بسرعة ناحية الشجيرات وشافت الحرامي رافع إيديه بيدعي. وبعدين هزت راسها بسرعة وقالت: "لأ. ما شفتش أي حد هنا."
      
      الحارس تنهد وهو بيطلع ورقة من جيبه. مدها لجوثيل وفي اللحظة اللي خدتها، سحب إيده بسرعة وحافظ على مسافته.
      ورغم خوفه، الحارس فضل محافظ على نبرة واثقة. "طيب، لو شفت الراجل ده، يا ريت تبعتي خبر للمحكمة الملكية في تياري. احنا عايزين نمسك الراجل ده أوي. أه..." وطلع ورقة تانية، ومدها لجوثيل. "دي مراته. عايزين نمسكها هي كمان."
      
      جوثيل هزت راسها بسرعة، وهي بتبص على الصورة. "آه، طبعًا هبعت خبر للمملكة."
      الحارس هز راسه، وشكرها، وبعدين من غير تردد نادى رجاله عشان يركبوا أحصنتهم وبعدين مشوا بسرعة. جوثيل خدت لحظة تبص على الحرامية الست. كانت مرسومة بشعر غامق كثيف وناعم. الست دي كانت وشها جامد وبارد، بس جوثيل افتكرت إنهم مش هيرسموا مجرم مطلوب وهو مبتسم.
      
      "واو، الرجالة دول شكلهم كانوا متوترين أوي حواليكي،" علق الراجل وهو بيطلع من الشجر.
      جوثيل طلعت نفس حزين. "آه، معظم الناس كده."
      
      الراجل هز راسه، بس ما كانش باين عليه بيسمع، وبعدين أعلن: "طيب، أنا لازم أمشي بقى. شكرًا على مساعدتك." رجع ورا ومد إيده. "اسمي كارلوس."
      "جوثيل،" ردت وهي بتسلم عليه بسرعة وبعدين افتكرت حاجة، "استنى، إنت قلت إنك هتبقى مديون لي لو ساعدتك."
      
      كارلوس رجع ورا، ورفع إيده. "فعلا قلت كده." إيده راحت لدقنه وهو بيبص حواليه في الجنينة. "خليني أشوف. دي كمية خضروات كبيرة أوي لشخص واحد. أنا هاعملك خدمة كبيرة إني أخد شوية من دول عشان أخفف عليكي."
      جوثيل رفعت إيدها وغمغمت: "استنى..."
      
      وهو بيلم الخضار بص لها بابتسامة جريئة. "أنا مصمم. ده أقل حاجة أقدر أعملها."
      
      جوثيل طلعت نفخة وهي مش لاقية كلام تقوله وكارلوس لسه بيقطع الرامبيون بتاعها، وفكرت في نفسها: أنا بجد محتاجة أتعلم أدافع عن نفسي. إنت كنت هتفتكر إن كساحرة ده هيكون سهل.
      وبعدين قررت إنها تسيب الموضوع يعدي وهي فاكرة إن الراجل ده عنده طفل رضيع، أو على الأقل هو ادعى كده. جوثيل افتكرت كمان إنها ممكن تكون ساذجة أحيانًا.
      
      "تمام كده." أعلن كارلوس وهو واقف وذراعيه مليانة. "كده كفاية. أنا لازم أمشي دلوقتي."
      "مع السلامة،" ردت جوثيل وبعدين لفت عشان تدخل جوه بقية اليوم.
      
      "استني." كارلوس رجع ورا. "في الحقيقة، في خدمة تانية محتاجها منك. هتساعدني أنا ومراتي كتير أوي. ممكن تساعدينا؟"
      "أفترض طالما هتاخد شوية كمان من الرامبيون بتاعي،" تمتمت جوثيل بسخرية.
      
      كارلوس ما فهمش نبرة صوتها، وابتسم. "تمام! شكرًا جزيلا! احنا هنيجي هنا الليلة."
      وهو ماشي، جوثيل طلعت تنهيدة تانية، وهي أدركت إنها كان المفروض تسأل إيه هي الخدمة دي بالظبط قبل ما توافق عليها. كانت بتأمل إنها بمجرد ما تخلص مساعدة الحرامي ده، هتكون دي آخر مرة تشوفه فيها.
      
      
      
      
      
      الشمس كانت غابت من ساعتين. جوثيل بصت من شباكها اللي فوق، بس لسه مفيش أي أثر للحرامي ولا مراته. يمكن نسي، على الأقل كانت بتأمل كده.
      
      بعد لحظات كتير عدت، بصت بره تاني، المرة دي لمحت زوجين من بعيد، جايين ناحية بيتها. مع ضوء القمر، كانت بالعافية تقدر تشوف الشعر الأشقر بتاع الحرامي اللي قابلته قبل كده. شعر مراته كان باين أثخن حتى من الصورة اللي كانت بتصوره، بنفس الكيرلي الضيق. في دراعاتها، كانت شايلة لفة. جوثيل شافت إن كارلوس كان بيقول الحقيقة فعلا بخصوص الطفل.
      جوثيل نزلت تحت وطلعت من الباب الخلفي. وهي ماشية ناحية قدام البرج بتاعها، كانت سامعة صوتهم.
      
      "إنت متأكد من ده يا كارلوس؟" طلبت الزوجة.
      "اثقي فيا يا ليليان. المكان ده مثالي،" أكد كارلوس، وهو حاطط دراعه حواليها. "الساحرة نفسها قالت كده؛ مفيش حد بيجي هنا أبدًا."
      
      وبمجرد ما جوثيل ظهرت، الحرامي حياها كأنها أقرب صديقة ليه. "أهلا! جينا، زي ما قلتلك بالظبط."
      "عظيم،" تمتمت جوثيل بيأس، وهي بالفعل بتخاف من الخدمة دي. "طيب إيه اللي عايزاني أعمله؟"
      
      "طيب، أنا ومراتي لسه الحراس ورانا،" شرح كارلوس. "احنا هنحاول نصرفهم في اتجاه مختلف عشان نقدر نهرب." لف راسه لمراته وطفله وأضاف، "في الوقت ده، هنبقى شاكرين أوي لو اهتميتي ببنتنا."
      "ده أسوأ مما توقعت،" فكرت جوثيل في نفسها وبعدين بدأت تهز راسها. "آه، مش عارفة. أنا عمري ما اهتميت بطفل قبل كده. مش متأكدة إن دي هتكون فكرة كويسة."
      
      "ما تقلقيش. هي ليلة واحدة بس،" طمنها كارلوس. "هنيجي تاني عشان ناخدها أول ما نصحى الصبح. ده غير إنها أكلت واستحمت خلاص يبقى كل اللي محتاجه تعمله إنها تنام."
      "مش متأكدة،" تمتمت جوثيل وهي مشتتة، بتحاول تلاقي طريقة تطلع بيها من الموضوع ده.
      
      "يا لهوي، تعالي. بصي لها." كارلوس مد إيده لطفلته، وبعدين رجع بص لجوثيل. "احنا... سميناها رابونزل. عارفة، زي خضارِك."
      ليليان بصت لجوزها بعيون مرعوبة وبدأت تهز راسها بعنف. كارلوس بس ابتسم لها ابتسامة مزيفة كاشفًا كل أسنانه وهز راسه بيأس عشان يقنعها.
      
      جوثيل رفعت حاجبها وهي مندهشة. "سميتوا بنتكم على اسم الرامبيون بتاعي؟"
      "آه." كارلوس هز راسه وهو حاطط دراعاته على كتف مراته وبيشجعها لقدام. "أوعدك إنك هتحبيها. هي قمر. بصي على رابونزل الصغيرة."
      
      "تمام،" وافقت جوثيل، على مضض. "أفترض إنها ليلة واحدة بس."
      "يا ألف شكر!" هتف كارلوس بامتنان. "ده معناه كتير لينا." لف راسه لليليان وهز لها ناحية جوثيل. "تمام، احنا لازم نمشي دلوقتي."
      
      ورغم نظرة الست دي القاسية، جوثيل لاحظت عيون ليليان البنية الغامقة لانت وهي بتزرع بوسة على خد بنتها وسلمت الطفل لجوثيل رغمًا عنها.
      "ماما بتحبك... رابونزل،" ليليان عضت على اسمها من بين أسنانها وهي بترمي لجوزها نظرة غيظ.
      
      "هنرجع على طول،" أكد كارلوس وهو حاطط دراعه حوالين مراته اللي كانت متأثرة. "أول حاجة بكرة الصبح."
      جوثيل تنهدت وهي بتفكر إن على الأقل مش هتبقى لوحدها الليلة دي. بصت لتحت على البنت الصغيرة في دراعاتها. في لحظات، الرضيعة بدأت تعيط.
      
      "أنا بجد محتاجة أكون حريصة على اللي بتمناه،" فكرت جوثيل في نفسها.
      
      
      
      
      الصبح اللي بعده، جوثيل تمايلت وهي بتشيل الطفل من السلة الكبيرة المبطنة بالبطاطين. الزوجين الحرامية ما اهتموش يذكروا إن طفلهم قضى ساعات قليلة بس من الليل نايم والباقي بيعيط. افتكرت إنها لازم تكون مبسوطة إن الليل خلص وبعد الصبح ده كل حاجة هترجع لطبيعتها.
      جوثيل بعدين سحبت كرسي بره وقعدت مع رابونزل، مستنية أهلها يرجعوا. الطفل نام أخيراً. جوثيل حست إنها عايزة تغمض عينيها وتنام شوية بس عرفت إنها لازم تفضل صاحية عشان تتأكد إن الطفل ده يرجع لكارلوس وليليان، مهما كان وقت رجوعهم. جوثيل بصت لفوق وشافت الشمس دلوقتي في نص السما تقريبًا.
      
      عيونها بعدين لمحوا حد بيتحرك ناحيتها. وبمجرد ما بدأت تقف ومعاها الطفل، جوثيل شافت إنها مجرد غزالة. تنهدت وهي بتتساءل إيه اللي أخرهم كده.
      الساعات مرت بسرعة ودلوقتي لما جوثيل بصت لفوق شافت الشمس فوق راسها بالظبط وده معناه إن الصبح ما بقاش موجود. في الآخر وصلت لنتيجة، أهل رابونزل مش هيرجعوا.
      
      

      هدفي الجامعي - بنت بتحلم تكون محلله كورة قدم

      هدفي الجامعي

      2025, سلمى إمام

      رومانسية

      مجانا

      لورانس دخلت جامعة كليمسون عشان حلمها تبقى محللة كورة قدم رغم إنها بنت. حياتها بتتغير لما بتتقابل مع ريد دوناهو، نجم الكورة المغرور اللي إصابته بتنهي مسيرته. بعد فترة، ريد بيرجع وبيتم اختيار جو عشان تغطي قصة عودته في الإعلام. بالرغم من خلافاتهم الأولية، بيكتشفوا إن حبهم المشترك للعبة بيخليهم أقرب لبعض. الرواية دي رسالة حب لكرة القدم وللبنات القوية اللي بتكسر الحواجز.

      لورانس

      طالبة في جامعة كليمسون، بتحلم تبقى محللة كرة قدم في "إي إس بي إن". شغوفة جدًا بالرياضة دي، خاصة كرة القدم الجامعية. قوية ومحددة أهدافها، ومابتسمحش لحد يقولها "لأ" عشان هي بنت. هي اللي بتحكي القصة من وجهة نظرها.

      ريد

      نجم فريق كليمسون لكرة القدم، و"كوارترباك" موهوب جدًا كان مرشح لجائزة "هايزمان" ومتوقع يكون الاختيار الأول في الـ"درافت" بتاعة الـ"إن إف إل". مغرور شوية في البداية، لكن بعد إصابته الشديدة، بيواجه تحديات كبيرة في رحلة رجوعه.
      تم نسخ الرابط
      هدفي الجامعي - بنت بتحلم تكون محلله كورة قدم

      كورتني إيتون: بدور
      ━ جوزفين "جو" لورانس
      
      جوش ألين: بدور ━ ريد دوناهو
      صوفيا وايلي: بدور ━ مارا فاوست
      جيرالدين فيسواناثان: بدور ━ بري سالازار
      تيموثي شالاميه: بدور ━ ديريك تشيس
      تيموثي شالاميه: بدور ━ ديريك تشيس
      إيميلي رود: بدور ━ كايلا مورون
      ______ دي شوية تفاصيل عن الرواية كلام شديد، حفلات جامعية، ومحتوى مثير شويه. كلام كتير عن كورة القدم الأمريكية في الكلية (يعني ممكن تلاقي مصطلحات كروية مش بسيطة أو مش بالبلدي، بس لو فيه أي حاجة مش واضحة، اسأل براحتك). بطلات قوية وهدفهم واضح، ستات بتدعم ستات تانية، وبنات أصيلة. قواعد لغوية سليمة. بصراحة، كورة قدم كتير أوي. علاقات حب مش سامة، وأبطال عندهم عيوب واقعية. من أعداء لأصدقاء لعشاق لأصدقاء لـ... وهكذا. وجهة نظر واحدة بس، وهي بتاعة "جو" فقط. (ومعلش متتذمروش وتشتكوا من النقطة دي - ده مش لطيف، ومش كل قصص الحب الرياضية لازم تكون من وجهتي نظر. أنا قررت إن وجهة نظره مش هتضيف أي حاجة قيمة للقصة، ودي كلمتي الأولى والأخيرة في الموضوع ده، فياريت تحترموا قراري.) لورانس راحت جامعة كليمسون لسبب واحد بس: برنامج كرة القدم. عندها أحلام تدخل عالم الإعلام الرياضي اللي مسيطر عليه الرجالة في الرياضة اللي بتحبها أكتر حاجة، ومستعدة لأي حاجة... إلا ريد دوناهو. أيوة، ريد دوناهو، الكوارترباك النجم، ومرشح الهيزمان المفضل، واللي متوقع يبقى الاختيار الأول في درافت الـ "إن إف إل" الجاي. وبالنسبة لجو، هو الصورة الكاملة للرياضيين المغرورين اللي مصدقين نفسهم - لحد ما إصابة وحشة في رجله في موسمه الثاني المميز أنهت كل حاجة. أو ده اللي الكل كان فاكره. بعد تمنتاشر شهر، ريد رجع. مش عشان هو عايز، لكن عشان لازم يرجع. ولما قناة "إي إس بي إن" بتعمل عمل إعلامي طول الموسم عن رجوعه، جو - اللي بقت في سنة رابعة - بيتم اختيارها عشان تقوده. ولا واحد فيهم مبسوط إنه محبوس مع التاني في آخر موسم كورة قدم ليهم في كليمسون، لكن بالنسبة لجو، دي فرصة العمر. أما بالنسبة لريد، فده تسليط ضوء مش مرغوب فيه على وجع كان يفضل يخبيه. مع بداية الموسم، بيتخانقوا على كل حاجة... إلا اللعبة اللي الاتنين بيحبوها. وفي مكان ما بين الخناقات، والتصوير، والإجازات الطويلة تحت الأضواء، بيكتشفوا إن يمكن كونهم في نفس الفريق مش أسوأ حاجة في النهاية. ------- لما كنت في الجامعة، كان عندي مدونة اسمها "دليل البنت العادية لكورة الفانتازي". أيوة، ده كان أيام ما المدونات كانت حاجة منتشرة. أنا درست إنتاج تلفزيوني وصحافة رياضية في الكلية، وعملت كل حاجة ممكنة عشان أحط نفسي في مكان يخليني أنجح، لأني كل اللي كنت عايزاه هو إني أكون محللة كورة قدم جامعية في "إي إس بي إن". لو تعرفوني، هتعرفوا إني بحب رياضات كتير، بس كورة القدم الجامعية هي حبي الأول، وحبي الأكثر إخلاصًا. بس اتقالي لأ، متقدريش تبقي كده، عشان انتي بنت، وإيه اللي هتعرفيه عن تفاصيل وتعقيدات حاجة زي كورة القدم الجامعية؟ خدوا في بالكم إن ده كان من أكتر من 10 سنين، ومع إن كتير من كره الستات ده قل، بس لسه مخلصش. القصة دي رسالة حب مني لـ: كل الفرحة والتجارب اللي الكورة إدتهالي، وجوش ألين اللي ساعدني أفوز في الفانتازي كل سنة، وماما اللي علمتني إن البنات ممكن يعرفوا عن الكورة قد الأولاد (لو مش أكتر)، وجوزي اللي خلاني من مشجعي كليمسون. القصة دي لبناتي اللي اتقالهم لأ لمجرد إنهم بنات، ودي لأحلامي الوردية. أحلامي مخلصتش، هي بس عايشة دلوقتي في قصصي. أنا متحمسة جدًا إني أحط حبي للكورة (والستات في الكورة) في قصة عشان كده، القصة دي مساحة إيجابية ومبهجة جدًا بالنسبة لي، ومع إن الأفكار والتعليقات على القصة مش بس محل تقدير، لكن كمان متشجع عليها بشدة، أي سلبية أو وقاحة أو تصرفات "أنا الأفضل" مش مقبولة. هامسح أي تعليقات أحس إنها بتخالف الطاقة الإيجابية دي، ومعنديش أي مشكلة إني أنبه الناس أو أعملهم بلوك لو مش محترمين الكلام ده. بالإضافة لكده، دي مسودة أولى، فأنا مش بدور على "نقد بناء" في الوقت الحالي (وأيًا كان تفسيرك للنقد البناء). وأخيرًا، من فضلك بلاش أي إشارات لأي فرق مشهورة أو إشارات لنجوم أو ثقافة شعبية ملهاش علاقة بالقصة. شغلي هو شغلي، ومقارنة قصتي كلها وشخصياتي بناس تانية أو قصص أو أفلام أو مسلسلات بشكل مبالغ فيه بيقلل من قيمتها وبيوجعني، شكرًا جدًا

      Pages

      authorX

      مؤلفون تلقائي

      نظام شراء