حبيبي الكوري (الفصل الرابع)

ماضي مفقود

2025, سهى كريم

رومانسية كوريه

مجانا

تفقد ذاكرتها بعد حادثة اختطاف، فتجد نفسها أمام مواقف محيرة مع شخص يدعى كويبيتو. تكتشف سوزي ببطء أن كويبيتو هو حبيبها، وتبدأ رحلة البحث عن الحقيقة واستعادة ذكرياتها المفقودة، بينما تحاول فهم سر اختفائه ولماذا أخفى الجميع عنها علاقتهما. القصة تدور حول الحب، الفقدان، وكفاح سوزي لاستعادة حياتها وهويتها.

سوزي

تبدأ رحلة البحث عن ماضيها وحقيقة علاقتها بـ "كويبيتو"، وتواجه صعوبة في الثقة بالآخرين بعد ما حدث لها. تتميز بأنها في البراجماتية والرغبة في فهم الحقيقة.

كويبيتو

حبيب سوزي، الذي يبدو غامضاً في بداية الرواية بسبب عدم تذكره من قبل سوزي. يظهر اهتمامه بها وقلقه عليها، وهو محور البحث عن الذكريات المفقودة لسوزي. يتضح لاحقاً أنه يحبها بشدة وكان جزءًا أساسيًا من حياتها.

تاي هيون

صديق سوزي المقرب الذي يقف بجانبها ويدعمها. يبدو حامياً لها ومهتماً بسلامتها، وكان حاضراً في اللحظات الصعبة التي مرت بها سوزي
تم نسخ الرابط
روايه حبيبي الكوري

"لازم ناخد قرار، يا إما دلوقتي يا إما عمرنا ما هناخده يا كويبيتو."

"إنت يا بني! شيل إيدك من عليها." تاي هيون أوبا مسك ياقته وزقه بعيد. ده قوي أوي. كويبيتو حاول يمسك نفسه عشان ما يقعش.

"لأ يا أوبا، أنا أعرفه. هو لسه جديد واحد من صحابي في الفصل."

إمتى بقيت أنا وهو أصحاب؟ أنا وصاحب جديد؟ يا ساتر، مين يصدق ده؟ أنا فاشلة في الكذب. ياعيني...

"كويبيتو، بتعمل إيه هنا؟ وليه أنا مش كويس؟ وفي نفس الوقت، ليه بتراقبنا؟"

أنا بجد عايزة أعرف نيته إيه من مراقبتنا المرة دي. مش هيقدر يهرب.

"بتراقبنا؟ من إمتى بالظبط؟" تاي هيون أوبا كان فضولي.

"من المدرسة، مش كده يا كويبيتو؟" أنا شايفه وش تاي هيون أوبا المصدوم.

"دي مش نيتي..." أنا قاطعته على طول، لأني ما كنتش طايقة أعذاره السخيفة.

"ريحني بقى يا كويبيتو. أنا بجد أستاهل الوقت ده. يا ريت تمشي."

زعلت أوي لما شفت كويبيتو بيتهان من صحابي. وما قدرتش أدافع عنه. وما كانش عندي حل غير كلامي القاسي ده عشان أمشيه.

"سوزي، استني، اديني كام دقيقة. أنا هنا عشان أتأكد من حاجة واحدة. لسه شايف بوست يونا. إنتِ شكلِك تايهة ومتوترة. فاكرة الأغنية بتاعتي ليكي؟ سوزي ردي عليا لو سمحتي."

"بتقول إيه؟ أغنيتك ليا؟ إنت مين ليا؟ وليه مش فاكراك؟ قول لي يا كويبيتو."

ما قدرتش أتحكم في دموعي اللي نازلة من عيني. ما قدرتش أقف ثابتة. رجلي بتترعش. مش شايفة كويس.

"أوه، أوه سوزي، خلي بالك!" أوبا مسك راسي وساعدني أقف كويس. أنا حاسة إني هفقد الوعي.

"أنا حبيبك..."

"سوزي، يا إلهي. سوزي، سامعاني؟" أوبا شايلني بين دراعاته. سامعاه بينادي على اسمي.

"يا إلهي، سوزي سوزي أنا آسف. لو سمحتي افتحي عينيكي." كويبيتو بيعتذر من غير أي داعي.

"إنت يا بني روح بلغ يونا، وأنا هاخدها المستشفى. بسرعة." كويبيتو نفذ التعليمات بتاعته باين عليه.

فقدت الذاكرة تمامًا. فتحت عيني في المستشفى. يونا ماسكة إيدي وبتعيط. أوبا وبو واقفين جنبها. بصيت الناحية التانية لو كويبيتو موجود، بس هو مش هناك.

"سوزي آااه. يا إلهي سوزي أنا آسفة. إنتِ كويسة؟ فاكراني؟" هي بتعيط زي الأم اللي فقدت ابنها.

"أيوة، أنا كويسة دلوقتي، بس إحنا نعرف بعض؟" أنا بجد عايزة أغيظها. هي ووشها الطفولي وهي بتعيط ده نادر لما بنشوفه، ومش عايزة أفوت البراءة دي اللي فيها.

يونا مصدومة وبوقها مفتوح على آخره. بو بيهز راسه مش مصدق إن يونا صدقت تمثيلي. أوبا واقف معانا في الدراما دي كجمهور هادي ووسيم.

"سوزي آه، بلاش تهزري معاها وإلا هتبقى في السرير بتاع المرضى قريب." كويبيتو شاور على السرير اللي جنبنا.

"حد يضربني لو سمحتوا. عشان أبقى في السرير ده وما أسيبكوش. هي بتاخد الأمور بجدية أوي لما الموضوع يكون يخصني.

"أنا آسف بجد إني سبتِك يا سوزي." بو شاركها الاعتذار.

"يونا، ده مش ذنبك وبو فاكر؟ أنا اللي كنت عايزة أمشي." أنا طمنته.

"أوبا كان موجود في الوقت المناسب عشان ياخدني المستشفى كمان. فأنا كويسة تمامًا دلوقتي." أنا شفته بيبصلي مبتسم.

"جومابو، أوبا. أنا مَدِيونة لك." أنا كنت أقصدها بجد.

"طب غنيلي أغنية المرة الجاية يا سوزي." هو بيهزر ولا دي دعوة لمقابلة سرية؟

يونا حضنتني وأنا همست في ودنها، "يا بنتي، متعيطيش. اللي بتحبيه هنا؛ ادينا ابتسامتك الحلوة." هزت راسها وحضنتني أقوى.

"فين كويبيتو؟ كان بيقولي حاجة عن أغنيته ومش فاكرة بعد كده." أنا سألتهم في الآخر.

"لأ، هو مش هنا. هنبقى نشوفه بعدين. سوزي متفكريش كتير وريحي نفسك كويس أوي. هنرجع قريب بعد ما نقابل الدكتور. يلا يا بو."

هي لسه ماشية وسابتني في حيرة. يونا بتتعامل مع الموضوع ببساطة عشان أنا تعبانة ولا هي مش عايزة تقلقني أكتر؟

هو كويس بجد؟ هو فين دلوقتي؟ كان باين عليه قلقان وتعبان هو كمان. حصل له حاجة؟ أسأل مين؟ ألاقيه فين؟

"استني لحظة يا سوزي. هو ده اسمه الحقيقي فعلًا؟ أنا حاسة إنه مش عادي أوي إن الناس تتنادى كده؟"

"اسمه هيروشي، وهو كان عايزني أناديه كويبيتو. إيه المشكلة في اسمه؟" أتمنى ميكونش الموضوع غريب.

"كويبيتو يعني حبيب بالياباني."

إيه الأغبى مني في الدنيا دي؟ هيفتكرني إيه؟ يا إلهي، يا ريت الأرض تتشق وتبلعني.

"أيوة، أنا عارفة ده كمان. هو قالي إنه يفضل أناديه بلقبه، وأنا موافقة على ده."

أنا عملت ضحكة مزيفة عشان أخبي أكبر إحراج في القرن الـ 21.

"همم، ماشي يا سوزي. أصحابك هنا عشان يراعوكي. أنا بجد لازم أمشي دلوقتي، آسف. أتمنى تبقي كويسة قريب وأشوفك في المدرسة." قرب مني وطبطب على كتفي بود.

"شكرًا مرة تانية يا أوبا." لمست إيده واداني ابتسامته الجميلة ومشي.

لو كويبيتو معناها حبيب، يبقى ليه عايزني أناديه كده؟ عايزة أعرف ليه، وهل أقدر أسمع كلامه وأثق فيه؟






أهلي روحوني البيت، وطلبوا مني أقعد في البيت كام يوم. أنا حاسة إني طبيعية بس مرهقة شوية. يونا وبو بيزوروني كل يوم بعد المدرسة. أنا وحشتني أيام المدرسة مع صحابي، بس كويبيتو وحشني أكتر بكتير، وما قدرتش أسألهم هو عامل إيه؟

يونا ساعدتني أراجع المنهج. أنا خلصت خمس روايات وواحدة منهم رواية مستلفاها من أوبا. كنت عايزة أعرف هو مين ليا بالظبط. أغانيه كلها بتدور في دماغي الأيام دي.

فجأة افتكرت إنه قال في اليوم ده إنه شافني في بوست يونا. إنستجرام. أيوة، هو ده الطريق الوحيد عشان أوصل له. مسكت موبايلي اللي كان على السرير. فتحت خاصية البحث وكتبت كويبيتو. لقيت حسابات مالهاش عدد بنفس اسم المستخدم. غبائي إني ما عرفتش المعنى الحقيقي لاسمه ووقعت في أكتر موقف محرج في حياتي.

دورت ودورت بس ما لقتش حسابه. فحاولت أستخدم اسمه الحقيقي بدلًا من كده. ظهر لي حساب عليه علامة زرقا على طول. ده حساب مفتوح وبدأت أتفرج على كام بوست وريل عشان أتأكد إنه هو فعلاً.

أيوة! هو ده بمليون متابع. كان شكله تحفة في كل بوست وما ذكرش لا مكان ميلاده، ولا سنة ميلاده، ولا اهتماماته، ولا حالته الاجتماعية. معظم بوستاته مع أصحابه. ده حساب عام بمليونات المتابعين. ليه مش مبين وشه في أي حتة؟ وعنده مليونات المتابعين ووشه متغطي؟ شكله كول وفي نفس الوقت بارد. أكيد ده هيروشي ومش كويبيتو بتاعي.

قررت أقابله في مكان قريب، فبعتله رسالة على طول.
"أهلًا. دي سوزي من فصلك. خلينا نتقابل في كات كافيه الساعة 7 مساءً." ما خدتش دقيقة عشان أدوس زر الإرسال.

"تمام" ظهر رد سريع.

مع إن رسالتي كانت بصيغة أمر، أنا بجد عايزة أقابله ومش قادرة أستنى عشان أكتشف أسراري. أنا زبونة دايمة وصاحب المحل واحد من صحاب بابايا. اخترت الكافيه ده قريب من بيتي، عشان أقدر أجري بسرعة بعد ما صحابي يمشوا. مش عايزة ألبس حاجات شيك عشان أقابله لأني هبقى أكتر إثارة للشك بالنسبة لصحابي الأعزاء. عشان كده أنا لابسة بيجامتي العادية وشعري ملموم كحكة مبهدلة.

ما فيش حد في البيت، بس الأكل جاهز ليا ولصحابي. أنا كنت قاعدة على الكنبة بتفرج على برنامج طبخ لما جم ومعاهم عصاير ثلج وسناكس في إيديهم. يونا رمت نفسها على الكنبة وحطت لي عصاير ثلج في بوقي.

"ممل" بو مسك الريموت من الترابيزة وغير على ملخصات مباريات كرة القدم.

"إنت زهقان أوي كده؟ عايز تخرج معانا؟ ماما مش هتقول لأ لو طلبت منها." أنا عارفة إن ماما عمرها ما بتختلف مع الاتنين دول، بس إزاي أقولهم إني رايحة أقابل كويبيتو بعد ما يمشوا؟

"لأ، ممكن نقعد في البيت لو سمحتوا. مش عايزة أخرج دلوقتي." كذبت.

"إنت بتاخدي دواكي في ميعاده مع وجبات كويسة يا سوزي؟"
هل الولاد كده على طول؟ ما بياخدوش بالهم كتير، بس هم بياخدوا بالهم. كل تفصيلة صغيرة بتتخزن كويس وهتستخدم لينا أو ضدنا.

"أيوة، أنا كويسة." أنا قومت بسرعة ثانية، ماسكة عصير ثلج في إيد وبعمل علامة النصر بالإيد التانية.

يونا اديتني ملاحظاتها وبدأت تشرح مسائل الرياضيات. أنا فضلت أراقب ساعة الحيطة. مع إنها مسألة بسيطة، مش قادرة أفهمها عشان تركيزي في حتة تانية. مش عايزة أضيع مجهود يونا، بس مش قادرة أتحكم في ده.

يونا لاحظت إن فيه حاجة غلط، باين عليها. بطلت تشرح وقفلت ملاحظاتها. أنا كمان مش عارفة أقول إيه. فببساطة غمضت وفتحت عيني. بدأت تضحك. يا إلهي، هل اكتشفت؟ مستحيل...

يونا قربت مني وهمست في ودني. "قولي لي الحقيقة، إنت مش زهقانة في البيت؟ ممكن نروح أي مكان." لو ما كنتش تعبانة، كانوا أكيد خطفوني بالطريقة دي.

"أنا عارفة، ومش عايزة أخرج. القعدة في البيت مريحة أوي. حاسة إني كويسة أوي يا يونا." أنا عملت ضحكة مزيفة وضربتها.

"مريحة ولا كسلانة؟ عايزينك معانا في المدرسة يا سوزي. ده غير إن يوم الرياضة الشهر الجاي وإنتوا الاتنين محتاجين تتدربوا على الكرة الطائرة والتتابع. فخفي بسرعة وادينا رجوعك القوي يا بنات."

حسيت بمسؤولية أكبر فجأة بسبب خطاب بو الحماسي.

يونا كانت بالفعل على الأرض بتعمل تمارين ضغط وبتعد 25، 26، 27... خطاب بو مؤثر أوي ليونا. ما قدرتش أتحكم في ضحكي، بس خبيته كويس. بو كان بيعاني هو كمان. كان ماسك بطنه وعينينا اتقابلت فجأة. ما قدرناش نخبي أكتر من كده. يونا وقفت بعد كام تمرين ضغط. كنا بنضحك لحد ما الدموع نزلت من عينينا.

"طب قول لي نبدأ إمتى يا بو؟" سألته، مدركة إنه ما فاضلش أيام كتير.

"بكرة الصبح؟" بو صارم أوي لما الموضوع يتعلق بالفوز.

"الصبح؟" يونا كشرت. هي مش من الناس اللي بتصحى بدري.

"اللي بيصحى بدري بيكسب اليوم." احنا الاتنين قولناها بصوت عالي.

"تمام، تمام، هكون في الملعب الساعة 5 الفجر." يونا جاهزة!

"عندي خطة تفصيلية لنظامكم الغذائي وتمارينكم يا بنات." إنتوا جاهزين؟ وقف بسرعة عشان يدينا حضن جماعي.

قومت مبسوطة عشان أحضنه. يونا انضمت لينا بوش زعلان.

ماما انضمت لحضننا الجماعي. هي في البيت، يبقى كده تقريبًا الساعة 7. يا إلهي، يا إلهي، يا إلهي أعمل إيه؟ إزاي هقابله؟

"أعمل إيه ليوم الرياضة الجاي بتاعكم؟"

هي متحمسة أكتر مننا. أنا بتوتر. أكيد هتأخر على الكافيه.

"ماما، ممكن نجيب مشروبات منعشة وسلطات؟ هتساعدنا نبقى في لياقتنا وتحافظ على جسمنا رطب. هبعتلك جدول الأكل على الواتساب. ماما، ممكن أخد مشروب مجاني؟ أنا هبني عضلاتي." بو هو المفضل عند ماما. ليه الولاد بيبقوا مفضلين عند الأمهات طول الوقت؟

"قول لي يا ابني عايز إيه؟" وش بو في كف إيد ماما. هم في عالمهم الخاص. عالمي أنا بيتدمر.

"هبعتلك خطة أكلي النهارده يا ماما." باسها على خدها. إزاي أقولهم إن ده مش وقت دلع؟

"أنا جعانة يا ماما." بطن يونا أنقذتني.

"تعالوا، تعالوا. هسخن الأطباق الجانبية وأقدم لكم رز سخن." ماما مسكتهم وطلبت مني أساعدها. لما الموضوع يتعلق بالبنات، كل الأمهات زي بعض. بنتهم لازم تساعد في المطبخ.

"ماما، عايزة عصير." أنا عارفة كويس إنه مفيش عصير في البيت. أنا بس محتاجة حجة عشان أخرج.

"مفيش عصير، تعالي كلي." شارتلي عشان أنضم لصحابي.

"طب أنا هروح أجيب للكل." حاولت أكون لطيفة ومراعية. عشان أهرب منهم.

"أنا هروح أجيب سوزي. إنت تعالي اتعشي الأول." بو قام من كرسيه.

"لأ، أنا اللي هروح. بلاش تقوم من الكرسي." نظرته بتقول إنه مش مقتنع.

"طبخ ماما مابقاش وحش أبدًا. جربوا كلوا." جريت وأنا بمسك موبايلي قبل ما يبدأوا يقولوا أي حاجة.

أنا متأخرة. متأخرة أوي. بدأت أجري. أنا خوفتُه لما أغمى عليا ودلوقتي عايزة أقابله عشان أعرف حاجة واحدة. هو عامل إيه؟ وحشني أوي. وهو مين بالظبط؟

كنت متأخرة حوالي 20 دقيقة. لما فتحت باب الكافيه، شفته بيلعب مع قطة. لمست كتفه وأنا بنهج بصوت عالي.

"كويبي....." استنى، مين ده؟





"كويبي......" استنى، مين ده؟
"آه آسف، أنا افتكرتك حد تاني."

هو كان في نفس سني تقريباً. شبه كويبيتو شوية. طويل، وسيم وجسمه رياضي. لفيت عشان أمشي بس ما قدرتش. عقلي الباطن قالي إن فيه علاقة قوية بيني وبينه. أنا أعرفه، بس مش قادرة أحدد علاقتنا إيه. عايزة أعرفه. فقررت أجرب. هو كان مشغول بيلعب مع القطة ومبتسم طول الوقت.

"إحنا اتقابلنا قبل كده؟" مش عايزة أبتسم عشان ما يبانش إني معجبة بيه.

"عندك وقت تعرفي تاريخنا؟" هو ما اهتمش إنه يجاوب، بس سؤاله قالي أنا مرتبطة بيه قد إيه.

قبل ما يسيب القطة، وداني لترابيزة قريبة.

قعدت على الكرسي وحطيت إيدي على ركبي، وهو بصلي بفضول.

"إيه، خدي دي. ده الدليل الوحيد اللي عندي. سمعت إنك فقدتي الذاكرة في حادثة. فخدي وقتك عشان تستوعبي." هو ناولني فلاشة.

"مش حادثة. اتخطفت واتأذيت." عايزة أنسى ده، بس ليه بقول ده لغريب؟

"تمام، أنا ماشي بقى. ناس كتير بيبصوا علينا." قام عشان يمشي. مسكت إيده.

"لو سمحت، دقيقة واحدة بس. مش فارقلي مين بيبص عليا. كويبيتو فين دلوقتي؟ أنا عايزة أشوفه. ممكن أخد عنوانه لو سمحت؟" أنا ماسكة إيده جامد.

فات الأوان يا سوزي.

"مش هقدر أقولك، آسف." صوته كان حازم.

"لو سمحت. مفيش حد يقدر يساعدني دلوقتي غيرك. وأنا مش بثق في حد." أنا بجد كنت بترجاه.

"أعتقد إن ده مش المكان المناسب للكلام." أعتقد إنه يعرف عن المكان ده.

"نروح مكان تاني طيب؟" اقترحت، من غير ما أفكر إن أهلي وأصحابي مستنيني.

"سوزي، الوقت بيجري." هو كان قلقان أوي.

"موافقة. طب قول لي المكان والميعاد. عايزة أعرف كل حاجة عن كويبيتو وعني عشان إنت كنت قريب مننا أوي." عايزة كل حاجة ترجع طبيعية تاني.

"أنا بس عايزك تفهمي الموضوع بنفسك. متتوتريش لو سمحتي. خدي وقتك، وأنا متأكد من حاجة واحدة، إنه هيستناكي."

"تمام كده. أنا هفهم الموضوع بنفسي قريب." أنا حاسة بخيبة أمل كاملة، بس دي حياتي، وأنا مسؤولة عن مصيري.

تبادلنا أرقام تليفوناتنا وحساباتنا على الإنستجرام. أنا ما كنتش متوقعة ده بس الحياة حاجة مليانة مفاجآت ومعجزات.

أعتقد إنه يعرف حاجة بس مخبيها. أتمنى كويبيتو يكون بألف خير. خليك مبسوط يا كويبيتو وأنا عايزة أشوفك مبسوط حتى لو مش معايا.

فتحت الباب وشفت أمي بتغسل الأطباق مع صحابي.

"جبتي عصير؟" يونا باين عليها إنها متلخبطة من إيدي الفاضية.

"تعالي كلي قبل ما الأكل يبرد." ماما بتغسل الأطباق وأخويا الصغير بيتعشى.

"سوزي-آه، تعالي اتعشي." بو قاعد جنب أخويا.

"أنا محتاجة أرتاح شوية. هاكله بعدين." أنا ما بصيتش في عينيهم.

دخلت أوضتي على طول وبصيت على الباب. مش مصدقة إن كويبيتو مشي. ليه حاسة إني فقدت حد؟ وحشني أوي الأيام دي. فجأة افتكرت الفلاشة. دورت على اللابتوب ودخلت الفلاشة.

فيه ملفات كتير متسمية زي: أول معاد غرامي لينا، إجازتنا، خروجتنا مع الأصحاب، حفلات، ألعاب وملاهي، أعياد ميلاد وذكرى سنوية. والموضوع بيكمل مع الأيام، الأسابيع، الشهور، السنين المذكورة. فتحت ملف عشوائي وشفت نفسي بابتسم من الودن للودن، ماسكة إيد كويبيتو. اتحركت للصور اللي بعدها، واللي بعدها عشان أشوف أصحابي وأصحابه معانا كمان. كنت قاعدة على رجله، ببوس خدوده، بنحضن بعض والعكس.

مش شايفة كويس. خدودي مبلولة وإيدي بتترعش. إحنا ما كناش مجرد أصحاب. إحنا كنا أحباء.

أحباء. هل ده حقيقي؟ ليه ما قاليش عن أول مقابلة لينا؟ دلوقتي هو مشي ومش قادرة أروح له. مش فاكرة أي حاجة. ليه خبى ده عني؟ ليه الكل بيعامل كويبيتو كأنه غريب؟ إيه اللي بيحصل في حياتي؟

"آااه يا رب." أنا صرخت وبدأت أعيط بصوت عالي.

"سوزي، سوزي. افتحي الباب لو سمحتي. خليني أشرح لك." أمي بتعيط هي كمان.

"ماما، سيبيني لوحدي لو سمحتي. أنا مش بثق في حد." أنا ما كنتش عايزة أضرها بس عملت كده.

"أنا آسفة يا دكتور. لو سمحت اديني فرصة." هي على عتبة بابي وبتحاول تاخد ثقتي.

"ماما، أنا مش بثق في حد تاني خلاص."
الثقة في حد محتاجة شجاعة. أنا فقدتها من زمان. مش هقدر أعمل غلطات تاني. دلوقتي وفي المستقبل.

"ليه لازم أعدي بكل ده يا ماما؟ أنا ما أستاهلش ده. ده ظلم." غطيت وشي اللي بيعيط بالمخدة.

"يبقى كده خلاص. إنتِ مش بتسمعي كلامي. أنا ولا حاجة بالنسبة ليكي، صح؟" ماما بتستخدم ورقتها العاطفية.

مسحت دموعي وفتحت الباب من غير ما أقول كلمة عشان أسمع كلامها.

"أيوة يا ماما. عايزة تقولي إيه؟" أنا خلاص زهقت من كل الناس.

"يا حبيبتي، أنا آسفة، آسفة. معرفش هتصدقيني ولا لأ." حضنتني جامد وطبطبت على شعري.

"ماما، لو سمحتي. عايزة أسمع منك. بس قوليلي كل اللي تعرفيه عني." حضنتها أقوى. هي بعدتني عن حضنها وبصت في عيني.

"سوزي. إمسكي أعصابك. هيروشي هو حبيبك. هو كل حاجة بالنسبة ليكي. كنتي بتحبيه أوي. بقى واحد من عيلتنا. هو بيحبك أكتر من أي حد في الدنيا دي. هو حبيبك." ماما بتتكلم بسرعة كبيرة وأنا مش قادرة ألحق كلامها. أنا فهمت آخر كلماتها بس بوضوح شديد.

يبقى هو حبيبي الكوري.

  

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء