حياتي وقطتي - روايه كوريه
حياتي وقططي
2025, تاليا جوزيف
كوميدية كوريه
مجانا
بنت انطوائية، حياتها فوضى بسبب قططها المزعجة، وبتكره العالم بشكل عام. فجأة، بيظهر شب اسمو نامجون بيبلّش يعجب فيها، وهالشي بيزعجها. بعدين، بيجي نامجون وبيحاول يعترفلا بمشاعرو من خلال قطة صغيرة لطيفة، وهون بتكتشف بطلتنا إنّو القطة الجديدة شيطانية. هاي الروايه كوريه إجتماعيه نوعا ما
كيم نامجون
بيبلّش يعجب فيها فجأة. هوّي من عيلة "مستذئبين" وعم يدور على "شريكته". رغم إنّو بالبداية بيبين خجول ومتردد، بس هوّي مصمّم على الاقتراب من البطلة وبيستخدم القطة كطعم. بيتمتّع بصفات لطيفة ومحبّة، بس البطلة بتعتبره مزعج بالبداية.إيون-جي
أفضل صديقة وبترافقها بمعظم الأحداث. شخصيتها درامية شوي، خاصةً بعلاقتها المتذبذبة مع حبيبها إن-غوك. بتتقبّل شخصية البطلة الانطوائية ومشاكلها مع القطط، وبتكون داعمة إلها.بووبو
قطة بيضا وصغيرة بيجيبها نامجون كجزء من محاولته للتقرّب منها. بالبداية بتبين لطيفة ومحبوبة جداً، لدرجة إنّها بتسيطر على تفكير البطلة، لكن بالنهاية بتبين شخصية غريبة ومرعبة بتفاجئ الجميع.
"ليش حياتي هيك؟" بس إفتح عيوني، وطَفّي المنبّه يلّي صوتو بيزعج عالآخر حدّ تختي، بِـ ٦٠ ثانية ببلّش سَأَل وجودي. معقول الكون بيكرهني؟ أو أنا بس منحوس لهالدرجة؟ شي عملتو خلّى هالكون يلّي فيه قوى يمكن، يعصب منّي؟ أو كل هالقطط الملعونة هيّي السبب؟ أكيد فورًا بَميل لُوم القطط. قبل ما أوعى حتّى، كان واحد منّن عامل عجقة بشعري، ومبلّش شغل بتدمير شعري المنكوش أصلاً. بلحظة ما دقّ المنبّه تبعي، يلّي اسمو ستيف، يلّي كان نايم فوقي، فجأة خاف واستعمل صدري كـ "ترامبولين" ليقوّص حالو لفوق كتير ويقطّع الأوضة، وينزلق ويخبط بلمبة الأرض، يوقعها عالأرض. حرّكت راسي عالمخدّة لأتطلّع بـ "فولدمورت"، آخر واحد من هالقطط الشياطين التلاتة يلّي بأوضتي، يلّي كان عم يعجن مخدّتي مبسوط، وبطيء وعم يقطّعها بطريقة منهجية لتختفي. تنهّدت بقوّة، وفكّيت القطة التايغر (مدام سباركل بوس) من شعري، ومشيْت بِتعَب بأوضة نومي، دعست فوق اللمبة يلّي صارت بلا طعمة، ودخلت عالقاعة لأوصل عالحمّام وحضّر حالي لنهاري. بعد عشرين دقيقة، عم بوس القطط تبعي (مسامحتن فوراً على تصرّفاتن يلّي مش كتير حلوي، لأنّي ما بقدر عصب على شي هالقد حلو) وطالع من الباب الأمامي عالمدرسة. بس أوصل لهونيك، بتلحقني رفيقتي المقرّبة، إيون جي، يلّي بلا أي مقدمات، بتبلّش تحكي عن دراما عطلة الأسبوع يلّي صارت مع حبيبها الـ on/off، إن-غوك، من تلات سنين لهلق. "فـ، متل، شفتو حاطّ لايك على صور بنت كلبة عالانستغرام تبعها-" "يا إلهي." جاوبت بطريقة درامية لأبيّن إنّي عم إسمع عنجد، وأنا عم طالِع الكتب يلّي بدّي ياها من خزانتي. عنجد بحبّن هالتنين وصرنا رفقات من لما كنّا بالمدرسة الإعدادية. هنّن رفقاتي الحقيقيين الوحيدين، بما إنّو شخصيتي الانطوائية والمزعجة عادةً ما بتتحمّل كون حول ناس كتير. ونصّ الوقت يا دوب بقدر اتحمّل كون مع رفقاتي الخاصين. هنّن بيعرفوا كيف أنا ولسبب غريب بيضلّوا رفقاتي. ما عندي أي فكرة ليش. "بعرف، صح! فـ بعدين-" قصّتها وقفت فجأة بس شهقت بحماس وسمعتها عم تضحك وهيّي عم تبلّش تنغّش على كتفي بقوّة. قشعت وحوّلت راسي لجهتها، سبّ على طرف لساني، بس بس لحقت نظرتها وشفت على شو عم تضحك. "هيدا معجبك!" غنّت فوق تنهيدتي. كيم نامجون. ولا مرة حكيت معو. لحدّ من شي شهر وشوي، أنا متأكّدة إنّو ولا مرة طلعنا ببعض. وهيدا كان تمام بالنسبة إلي. متل ما قلت فوق، أنا انطوائية وبفضّل كون لحالي. بناء صداقات مع ناس تانية ما كان على لائحة أولوياتي العالية، والمواعدة والجنس الآخر ما كانوا حتّى على هاللائحة. مش بعد هلا. تجربة وحدة كانت كافية لتخلّيني أبطلها للأبد. مش إنّي بكره نامجون بالذات. الفكرة إنّي بكره كل الناس بالعموم. يا دوب طلعنا ببعض طول فترة الثانوية تبعنا، هوّي صف كامل فوقي. بس فجأة خلال ساعات دوامي بالمدرسة، صار موجود بكل محل بتطلّع فيه. تسع مرّات من أصل عشرة عيونو كانوا عليّي، وبعدني ما قدرت حدّد إذا هوّي خجول أو جريء. التعبير يلّي كان عم يتطلّع فيّي كان تعبير محبّة، لمحة من الشدّة وشي بيشبه اليأس؟ بس كل ما تلتقي عيونا، كان بسرعة يتطلّع بعيد، وبكون كذّابة إذا قلت ما انتبهت لحمار وجهو. مع إنّي ما بشوف أي نوع من الخطر منّو، ولا شي متل حدس المرأة يلّي بيقولي اتجنّبو، بس النظرات بتخلّيني مش مرتاحة. ما عندي أدنى فكرة ليش اهتمّ هلّق. بعرف إنّو شخصيّتي مش الأفضل. يا دوب بقدر إفهم ليش رفقاتي بدهن يضلوّن معي، فـ أنا أكتر ضايعة ليش هوّي مهتمّ يطلّع فيّي. عنجد، قد ما أنا مش مهتمّة، بتمنّى يقرب منّي هلّق كرمال إرفضو وتوقف هالنظرات. عيونا التقوا بس طلعت آخر فكرة من راسي وما قدرت ما انتبه إنّو زاوية تمّو ارتفعت شوي قبل ما يتطلّع بعيد، وحمار خفيف بلّش يلوّن خدودو. حولت نظري عن منظر رفقاتو يلّي عم يتشاقوا معو، وحسّيت حرارة بوجهي وأنا عم إسعف لإسكّر خزانتي وروح عالصف. 🐈🐈🐈 "نامجون-يي." رفيقي الأكبر، جين، حطّ إيدو حوالين كتفي وسحبنا باتجاه صفّنا الأساسي بس دقّ الجرس. "ما تقلق كتير واعترف هلّق. حتّى لو قاومت بالبداية، بالنهاية رح تتجاوب. هيّي شريكتك، بعد كل شي." هزّيت راسي مع إنّي مش مقتنع بالكامل. مش إنّها إنسان ونحن مستذئبين. القطيع تبعنا كان عندو قدرة خاصة على إيجاد شريكات بشرية حتّى كبار السن ما قدروا يفسّروها بالكامل، وما كنت رح أجادل الطبيعة. ما في حواس ذئب ناضجة كفاية لإيجاد شريكها قبل ما يوصلوا لسن التمنطعش، بس هيدا ما بيعني إنّهم رح يلاقوا نصفهم الآخر باللحظة يلّي بتصير. عادةً بتاخد وقت. أشهر، سنين حتّى. بالنسبة إلي، مع ذلك، صارت الإثنين يلّي بعد عيد ميلادي الـ ١٨ بس رجعت المدرسة. شدّة ريحتها يا دوب خبطتني ووقّعتني. كانت كل شي طبيعي وأرضي ونظيف وفوق هيك شي بيشبه القطط بشكل قاطع. ما احتجت أتطلّع لأعرف إنّها هيّي، عرفتها من هالشمّة الواحدة. بعدين باللحظة يلّي عيوني وقعوا عليها، كل خيط تاني بقلبي بيمثّل شي مهم وقريب منّو ذبل، وظهر خيط جديد، هيّي، عم يلتفّ بقوّة. مرّة، تنين، مية مرّة، وعم يشدّ متل أفعى الأناكوندا. مش إنّي كنت عم إشكي. بس...متل ما قلت. مش حقيقة إنّو كنّا مستذئبين هيّي يلّي كانت عم تمنعني من الاقتراب منها. مش إنّي كنت خجول حول البنات. مش قبلها، على الأقل. الفكرة إنّو كان عندا... سمعة. سمعة إنّها ما بينقرب منها. أول مرة شفتها—شفتها عنجد—كانت بهيداك النهار. بعرف بآخر راسي إنّي شفت وجهها من قبل بس ما كان سجّل ببالي. الفكرة كانت محيّرة بالنسبة إلي هلّق. جانبي الذئبي ما كان ناضج كفاية ليتعرّف عليها بعد، بس كيف ما كنت انتبهت لشي حدا ريحتو هالقد حلوة وشكلو هالقد كيوت؟ ي/ن. بس التفكير باسمها كان كافي ليخلّيني دوّب رضى. كل جزء منها كان مثالي بس كان لازم إمسك حالي. شغلة ولا مرة بعملها هيّي إنّي فوت بشي بدون تفكير. بمرّ على كل خطة وسيناريو ممكن. كان صعب، إنّي شوفها وما قرب منها. شمّ ريحتها وما دفن أنفي برقبتها. جزء منّي تمنّى إنّها تكون ذئبة كمان لأنّو بهالحالة هيك تصرّف بكون مقبول ومتبادل، بينما النص التاني منّي (النص يلّي صوتو أعلى) رفض يصدّق إنّها أي شي أقل من مثالي. فـ قد ما كنت بدي ياها، مسكت حالي، وقرّرت هلّق إنّي راقب وحدّد ببطء شو هيّي أفضل وأسلم طريقة لأقرب منها. عندها رفيقتين، بقدر إعرف بوضوح إنّها بتهتمّ فيهن، بالرغم من كمية التحديق والتنهّد يلّي كانت بتخصّصها لصحبتن. حكمًا من الريحة وشعر الحيوانات يلّي كان مبين ملزّق بكل خيط من الزي المدرسي يلّي بتلبسو، (يلّي دايماً كانت بتلبسو مع حذاء كونفرس) القطط كانت حيوانها المفضل. نادراً ما كانت تاكل خلال وقت الغدا إلا إذا كانت نوع من الحلوى، وعادةً ما بتختار تقضي هالوقت مع أنفها مدفون بمانغا شوجو بساحة المدرسة. كل هيدا، والإشاعة طلعت صحيحة. هيّي ما بينقرب منها. هيدا الشي كان واضح من الوقت يلّي جيمين قرّر إنّو "أخوي عم ياخد وقت كتير" وإنّو هوّي رح يخليها تجي تحكي معي أول شي. فكرة ذئب تاني يقرب منها بهاللحظة خلتّني إتلخبط جوّاتي من الغضب بس ما قدرت وقّف هالغبي بوقتو قبل ما يكون عم يقفز وعم ينحني تحية. "مرحباً! أنا-" بلا ما تكلّف حالها تطلّع بجهتو، نطقت بـ "لا." قبل ما تكفّي طريقها مع رفيقتها جنبها عم ترمي لجيمين نظرة اعتذار. كيف حتى هيدا الشي بيعجبني؟ كل شي فيها، حتّى عيوبها، كانت مثالية. وهلّق إجا النهار. راقبتها وقت كافي وهلّق عرفت الاستراتيجية يلّي رح إحتاجها. عندها نقطة ضعف واكتشفتها. فكرة إنّي رح إحكي معها أخيراً بعثت إحساس بالوخز بضهري، بنفس الوقت ما قدرت إمنع قبضاتي من إنّها تنقبض بعصبية. وقت الغدا. رح إعمل حركتي بوقت الغدا. 🐈🐈🐈 تنهّدت بسعادة بس وصلت أخيراً لساحة المدرسة بوقت الغدا، وقعدت تحت شجرتي المفضّلة مع المانغا يلّي اخترتها هلّق. إن-غوك قنع إيون-جي تجي معو لـ "يحكوا" عن علاقتن. ما قدرت إلا إنّي إقلّب عيوني على هالفكرة. كانوا على الأرجح عم يتشاقوا بخزانة عامل النظافة. فـ للمرّة الأولى قدرت إقرأ بهدوء بهالوقت بدل ما إحتاج أعمل مجهود لأتجاهل حديثن. هدوئي الهادي ما طوّل كتير، بس شي حدا نقّح صوتو وحوّلت عيوني من كتابي لأحدّق بكيم نامجون. تصوّرت إنّو على الأرجح رح يقرب منّي بالنهاية، وبظنّ إنّي كنت لحالي للمرّة الأولى كان وقت مناسب إلو متل أي وقت تاني. بس عنجد كان لازم يزعجني هلّق بس توميو كان على وشك يعترف إنّو بيحبّ نانامي؟ لأ. ما كان لازم. هالنذل. هالكراهية يلّي ما إلها أساس لوجود هالرجال أكيد بيّنت على وجهي بس ما راح ولا حتّى نزل نظرتو، بالعكس، التقى عيوني ومسكها بثبات. هيدا الشي نوعاً ما شدّني، خاصّة إنّو الوحيدين يلّي ما كانوا يكبّشوا قدّامي بس كون بمزاج سيء كانوا رفقاتي وبيّي. شي مشوّق. بس مش كافي ليخلّيني سامحو على تدمير لحظة توميو. ولا شي رح يصحّح هالخطيئة... هيدا يلّي كنت عم فكّر فيه لحدّ ما فجأة طالع كرة صغيرة بيضا من الفرو من جيبتو وقدّم قطة صغيرة منفوشة. ...شو هالخبرية؟ ضلّيت صافنة، مجمّدة مكاني بس رأسها دار لتطلّع فيّي، وآذانها الزهريّة عم ترجف وعيونها الصغيرة عم ترمش بضوّ الشمس. بعدين ميّات بحزَن باتجاهي وحسّيت قلبي انفتح على هالمنظر. شخصيّتي الباردة اختفت بلحظة بس شفت هالجمال كلو. فمّي انفتح واللي كنت ناوي إقولو "آه" تحوّل لصرخة عالية. بعرف إنّو نجوم أكيد كانت عم تطلع من عيوني وأنا على الأرجح كنت مبينة متل "ست القطط المجنونة" يلّي أنا عليها. بس أنا ما بهمني بالمرة. القطط هيّي الحياة. لا إرادياً وقعت كتابي ورحت لأمسك القطة قبل ما أتذكّر إنّي ما بقدر بس إمسك قطة حدا. مش إنّو هالشي منعني من قبل بس ما كنت بعرف نامجون. بس هلّق بس عم فكّر فيها... ليش معو قطة بالمدرسة؟ كيف دخلها لهون؟ هلّق كان معو طول النهار؟ بقدر إسرقها منّو بس ما يكون عم يتطلّع؟ هل سرقة هالقطة بتستاهل روح عالسجن كرمالها؟ إيه. الجواب دايماً إيه. انتبهت إنّو نامجون عم يحكي واضطرّيت إجبر حالي إطلّع بوجهو. "سمعت إنّك بتحبّ القطط ولقيت قطة ضالّة... بدّك ياها؟" شو هالسؤال الغبي. رح إقتل أي حدا بيجرؤ يمنعني من هالقطة. عم هزّ راسي بعصبية ومدّيت إيدي إلها مرة تانية، عم حاول ما إبيّن حماسية كتير بس ما في شكّ إنّي فشلت بالكامل. "إذن." نامجون نزل على ركبة وحدة، وعم يقدّم القطة إلي هلّق بإيدين مفتوحين. "لو سمحتي، اطلعي معي." "هلّق." نامجون ركع على ركبة وحدة، وقدّملي القطة بإيديه التنّين مفتوحين. "من فضلك، اطلعي معي." حدّقت فيه مصدومة للحظة بس فهمت كلامو وقصدو. كرمال هيك جبلي هالخلق اللطيف قدّامي، مش هيك؟ كنوع من الطعم المريض يعطيني ياه إذا قلت إيه وياخدو منّي إذا قلت لأ؟ فكرة إنّو هالقطة الصغيرة رح تِتْأخد منّي ملأتني بحزن عميق وثبّتت رأي براسي. كيم نامجون كان بنت حرام شريرة. أفكاري ومشاعري أكيد بيّنت على وجهي أكتر ما تخيّلت لأنّو بعد لحظة كان عم يطَمِّنّي بصوت ناعم، فيه شوي قلق. "يعني، القطة الك على كل الأحوال،" قال بسرعة، وعم يجبر الحيوان يلّي عم يتململ يحطّه بإيديي. "ما عندي محل إحطّها فيه." كيم نامجون كان إنسان رائع. "وغير هيك،" وقف وحطّ إيدو يفرك ورا عنقو بعصبية، "أنا عنجد بحبّك." عادةً هالشي أكيد كان رح يربكني شوي بس أنا كنت غرقانة بكرة الفرو الناعمة بإيديي لدرجة يا دوب قدرت ركّز على يلّي عم يقولو. بلهفة فركت خدّي بآذانها الناعمة، مبتسمة بمحبة، وبعدين شهقت بس هيّي علّقت بخصلة من شعري وصارت تهجم عليها بلطافة. بظنّ قلبي انفجر مرة تانية. ليش هالمخلوق الصغير هالقد حلو؟ "عم... عم تسمعي؟" ما كنت عم إسمع. "إيه." علّقت خصلة الشعر وفركتها على وجه القطة، وهالشي خلاّها ترمش من المفاجأة قبل ما ترجع تهجم عليها مرة تانية. بحلف إنّو هالقطة عم بتحاول تقتلني من كتر اللطافة. يا دوب انتبهت للصمت يلّي كان من جهة نامجون لحدّ ما حكى مرة تانية. "ممكن إمسكها لدقيقة؟" استدرت، ودفنت طفلتي الجديدة أقرب لصدري، وإيديي عم يحموها من النّظر. ضيّقت عيوني على الشب الأكبر منّي بشك. "ليش؟" تنهّد، ورفع إيديه التنّين استسلامًا. "ما رح إخدها منك." طمّنّي. "بس إنتِ-إنتِ-" تلعثم بس خدوده صار لونها زهري خفيف، "ما جاوبتي بعد. فكّرت يمكن هيّي عم تشتّتلك انتباهك." آه. شو كان السؤال مرة تانية؟ راسي وعالمي كلو صار مليان بهالقطة. بصراحة، ما بتذكّر شو كنت عم أعمل قبل ما يطالعها من جيبتو. بسرعة دقّقت بساحة المدرسة المحيطة وبعض الطلاب التانيين عم ياكلوا مع مجموعات رفقاتن، فتذكّرت. المانغا يلّي انقطعت، القطة الصغيرة، الاعتراف. مش للمرة الأولى، تساءلت إذا هوسي بالقطط كتير زيادة. بقلب عقلي سخرت. كأنّو هالشي ممكن. بس لنرجع لنامجون. قد ما أنا شاكرة إلو هلّق لأنّو عطاني هالهديّة، بعدني ما حسّيت بأي رغبة بعلاقة رومنسية معو. من لما بلّش نظراتو الغريبة يلّي بتشبه الملاحقة، حاولت حضّر عقلياً لائحة أعذار لأعطيه ياها إذا اعترف عنجد، بتتراوح بين "أنا مثلية" لـ "عيلتي متشددة وممنوع أواعد". هلّق بس تطلّعت بوجه نامجون يلّي كان عم ينطر بصبر، ضميري حطّ تقِل كبير من الذنب على قلبي بفكرة الكذب عليه. هوّي عطاني هديّة وبالمقابل رح أعطيه الحقيقة. هيدا مش تبادل رح يستفيد منّو، بس هيدا أقل شي بقدر قدّم إلو. حنيت شوي بسرعة عشان ما أزعج القطة بإيديي، وبالنهاية جاوبت. "آسفة،" حكيت وأنا عم حافظ على تواصل بالعيون ليقتنع إنّو اعتذاري صادق. "ما عندي نفس الشعور." من بين كل السيناريوهات المختلفة لردّة فعلو بس إرفضو، ولا مرة توقّعت الردّ يلّي شفتو. هزّ راسو بثبات قبل ما يبتسم ابتسامة خفيفة شفّت على غمازتين، وحدة على كل خدّ، خلّتني إرمش مصدومة. ما كنت متوقّعة هجومين لطيفين بيوم واحد. أنا متأكدة إنّو رح يصيبني قصور بالقلب إذا ضلّ هيك. قبل ما بقدر إفكر أكتر بهالفكرة، ابتسامته اختفت ونظرة تصميم ثابتة سيطرت على ملامحه، ذقنه برزت شوي. "تمام. رح جرّب بكرا، إذن." هزّ راسو مرة تانية قبل ما يستدير ويمشي بثقة راجع للمدرسة. إيه، شو؟ بما إنّي عم اتطلّع وراه وفمّي مفتوح من الصدمة، ما انتبهت لرجعة إيون-جي بالبداية لحدّ ما وصلت صرخاتها لآذاني. "شو، شو؟ شو في؟" سألت بقلق، حتّى بذهولي مدّيت إيدي تلقائياً وحضنتها. واجهت بكاء بصوت عالي ونظرات طلاب تانيين يلّي تجاهلتها كرمال حاول إفهم شو عم تقول. "جي-جي ما عم بقدر إفهم عليكي." طبطبت على راسها بحنان. إيديها يلّي كانت حاضنة خصري تراجعت بس رجعت لورا ومسحت عيونها الحمر والمنفخة. "إن-غوك-" كلامها انقطع بس حدّقت بالقطة الصغيرة بإيديي بذهول. "ليش عندك قطة؟" طلع صوتها مهزوز ومجهد. "ليش دايماً عندك قطة؟" صرخت بيأس قبل ما ترجع تبكي على كتفي. بما إنّو كان عندي حيوان، وإيون-جي ما كانت بحالة تسمح تكفّي يومها الدراسي، قرّرنا نغيّب عن الصفّ ورجعنا على بيتي سوا. قدرت تلملم حالها فترة كافية لتسأل كيف جبت القطة الصغيرة، وشرحتلها عن نامجون، بس امتنعت عن ذكر اعترافه، حسّيت إنّو هالشي بكون غير لائق بهاللحظة. بالنهاية شرحت إنّو إن-غوك قال بدّو ياخد "بريك" من علاقتن. هالاكتشاف كان مفاجئ بالنسبة إلي، خاصّة إنّو ما كانوا ينفصلوا لأكتر من نهار. هيك كنت تعوّدت على علاقتن. نهار كانوا يتخانقوا، ينفصلوا، بعدين تاني نهار كل شي بصير تمام، شوكولا بخدود وشوكولا بجناحات، والـ "انفصال" ولا مرة ينذكر مرة تانية. إيون-جي نقلت عنو إنّو قال إنّو بعدو بحبها، بس ما بيظنّ إنّو ناضج كفاية ليكون بعلاقة بعد هلّق. بصمت وافقت على تقييمه ومدحتو على هالارتفاع المفاجئ بالنضوج. بس متل اعتراف نامجون، احتفظت بهالكلام لنفسي. هيدا مش يلّي كانت بحاجة تسمعو هلّق. "هيدا ابن الـ....." غضبت، وهالشي خلّى إيون-جي تضحك. هيّي بتعرف إنّي ولا مرة رح ناديلو هيك بجدّية، بس لسبب ما، كانت بتلاقيه مضحك بس إهينو. "بتنامي الليلة ببيتي." كفّيت، "خلّينا نطلع عالنت وننشر إشاعة عن حجم الـ... تبع هالبغل." ضحكاتها ضلّت مرافقتنا طول الطريق لبيتي وأنا عم شحّط بكل شي عن رفيقتي الوحيدة التانية بالعالم. بس دخلنا من باب بيتي، نزلت على قرفصاء وحطّيت طفلتي الجديدة بلطف على الأرض الخشب، وصرت حكّ ورا ودانها. "أهلاً وسهلاً ببيتك الجديد يا بيبي،" همست، وما قدرت قاوم رغبتي إنّي إمسكها وأحضنها مرة تانية. مواء خفيف صدّ بالصالة بس دخل قطي الأكبر، وإجرو عم تركض لتقرب بس انتبهت إنّي وصلت عالبيت. مبتسمة بسعادة، تركت القطة الجديدة كرمال هيدا؛ هوّي قطي المفضل بالعالم كلو. "آسفة، بس إنتَ رح تعيش أكتر." قلت للقطة الصغيرة بجدّية قبل ما إركض باتجاه قطي البرتقالي العجوز، متجاهلة تقليب عيون إيون-جي و تمتماتها الخفيفة "عندك مشاكل." بس هيدا كان صحيح. بووبو كان عمرو عشرين سنة هالسنة. هوّي كان بداية هوسي بالقطط. كان عمري تلات سنين بس أهلي تطلقوا، وبظنّ كوسيلة للراحة أمّي قدّمتلي قطة عمرها تلات سنين من الملجأ لتشتّتلي انتباهي عن سؤالي الدائم عن بيّي. ونجح الأمر. أول ذكرياتي كانت عن هالقطة، حضنها بالنوم، لحقها بالبيت، أتفرّج بعجب وهيّي عم تنطّ من الأرض لسطح البرّاد بمرونة عظيمة. بقدر اتذكّر بشكل مبهم إنّو الاسم يلّي عطيتو ياها بالأساس وأنا طفلة كان "بابا" بس مع الوقت تحوّل لـ "بووبو". بالسنين يلّي بعدا، رفيقي الوحيد كان هالقطة. أمّي كانت تشتغل دوام ١٢ ساعة لتكفّينا، وبس إرجع من المدرسة الابتدائية، كان بووبو وأنا، كل النهار كل يوم. بعدين بس كان عمري ١١ سنة، أمّي ماتت وهوّي كان كل شي عندي. بهديك النقطة، بيّي الخاص ما كان شخص بعرفو أو حتّى بتذكّرو. بس على كل حال، بس شافني لأول مرة بعد سنين، انحضنت بإيديه وانحضنت بقوّة. "ي/ن، ولا مرة رح إتركك مرة تانية. بوعدك." بعدني بتذكّر شعوري بالذهول الشديد من هالردّ، بما إنّو هالرجال كان غريب بالنسبة إلي. وجوده نادراً ما كان موضوع حديث ببيتنا، فبس عرفت إنّي رح روح عيش معو، تملّيت بالرعب. فكّرت أكيد هالرجال رح يكرهني ووجودي لأنّي دخلت على حياتو، بما إنّي ما فكّرت إنّي مرغوبة. أمور الكبار بهيداك العمر كانت أبعد من نطاق فهمي. ببطء مع الوقت، بس كبرت وصرت أكتر فضول، بيّي على مضض حكاني قصة طلاق أهلي بكلمات لطيفة وطمأنة هادئة. هوّي أدرك، أو يمكن الأفضل نقول تقبّل، بعد فوات الأوان إنّو ما كان عندو انجذاب جنسي للنساء. وأمّي ما كانت متحمسة كتير لفكرة إنّي إكبر بوجوده بس اعترف. بس بيّي ولا مرة قال كلمة مسيئة عنها إلي، مع إنّي بعرف إنّو رفضها لميوله الجنسية وحقيقة إنّها منعته من طفلته الوحيدة أكيد جرحتو أعمق مما بقدر يقول. بدلاً من هيك، قالّي بلطف: "نحن بس ما اتّفقنا." بس أنا ما كنت غبية. بقدر إقرأ ما بين السطور. هالمرأة كانت أمّي، الأم الوحيدة يلّي رح إملكها، وحبّي إلها كان لا يمكن استبدالو. بس قلبي حسّ بالخزي الشديد. يمكن بهالعمر بلّشت كراهيتي للعالم ولمعظم الناس تزدهر. بيّي المثلي، يلّي بيبيّن كتير، كان يمكن أكتر شخص مزعج على قيد الحياة. بس إذا شي حدا بيأذيه، أنا بفرح بضربو بحلقو وبعدين بوقف فوق جسمو يلّي وقع وأنا عم بحكي كلام وسخ عن أمّو. متذكرة الإضافة الجديدة لبيتنا، بست بووبو مرة تانية (بعدين غيّرت رأيي وبستو خمس مرات زيادة) قبل ما إحطّو جنب القطة البيضا ليقدّم حالو. بحرص تقدّم لقدّام وهنن الإتنين خبطوا خشم بعض، عم يشمّوا بعض بحذر. تطلّعت وإيديي الثنين متشابكتين تحت دقني بانتظار، قلوب بعيوني وأنا عم حاول ما دوّب بالكامل من الجمال الـ... يا للهول! بووبو شمّ مرة تانية قبل ما يلطش القطة الصغيرة على راسها بلا مبالاة ويمشي، وهالشي خلاّها تدخل بحالة غضب غير متخيّلة. أنا وإيون-جي تطلّعنا برعب متزايد بس القطة الصغيرة تجمدت، عيونها وسعت وراسها بيّن كأنّو دار ٣٦٠ درجة مستحيلة. بعدين فتحت تمّها وبدل المواء الصغير الناعم من قبل، أطلقت هسيس مخنوق ومرعب، عم تطلّع بالفراغ بعيون مجنونة. بهاللحظة توقّعت سرب جراد أو شي تاني خارق للطبيعة يطّلع من تمّها. "ياااه! شو إلها هالشي؟" سألت إيون-جي، وصوتها مبين قلقان. قبل ما أقدر جاوب، الحيوان ركض بطريقة مجنونة، شعرو واقف ومُتَشنّج وهوي عم ينزلق على الأرض وعالطاولة القريبة، وهالشي خلاّ اللمبة يلّي كانت عليها توقع وتتحطّم عالأرض. شو... هالكابوس. هلّق صار الوقت متأخر لارجّع هالشيطان لنامجون؟
تعليقات
إرسال تعليق