روايه حب بالصدفة

حب بالصدفة

2025, أدهم محمد

رومانسية

مجانا

في كومباوند فخم، تتصادم حياة كاتبة منعزلة تعشق الهدوء مع نجم هوكي صاخب محب للحفلات بسبب جارتهما الجديدة. تبدأ العلاقة بكراهية بعد حفلة صاخبة تنتهي بفوضى في حديقتها. ورغم اختلافهما التام، يجد الاثنان نفسيهما أسرى جاذبية ورغبة متبادلة تتصاعد مع كل احتكاك. تتوالى الأحداث بين محاولات تجاهل هذا الشعور والانجراف وراء اللهيب المتصاعد بينهما.

سيرينا

كاتبة مشهورة ومنعزلة في أوائل العشرينات من عمرها، تعيش في عالمها الخاص بين الكتب والكتابة، تقدر الهدوء والخصوصية بشدة، وتخفي جاذبية قوية خلف مظهرها البسيط

كونور

لاعب هوكي محترف وسيم ومشهور في أواخر العشرينات من عمره، اجتماعي ومحب للحفلات واللهو، ينتقل للعيش بجوار سيرينا ويقلب حياتها الهادئة رأسًا على عقب بجاذبيته وشخصيته الصاخبة.
تم نسخ الرابط
روايه حب بالصدفة

 كونور:
 
سيرينا:
_________________________ كونور ديلوكا، الواد بتاع الهوكي الجامد اللي عنده 26 سنة، لسه ناقل على كومباوند "بستان الحمضيات" الغالي ده. أما بقى سيرينا جايد، البنت الـ 23 سنة الكاتبة المشهورة اللي الناس يعرفوها باسمها المستعار "سكايلين فوس"، يا عينى عليها، طلعت جارة كونور. الواد كونور سكن في الفيلا الضخمة الفظيعة اللي لازقة في بيت سيرينا الكبير والجميل برضه. الاتنين دول من أول وهلة كده مسكوا في خناق بعض لما كونور عمل "حفلة تعارف على البيت الجديد" بتاعته وقعد يشغل أغاني بأعلى صوت الساعة اتنين بالليل، وكمان الضيوف بتوعه رجعوا في الزرع بتاعها! ده واد بتاع بنات وسهرات، والتانية بتحب الهدوء وعايزة تقعد جوه تقرا طول النهار. مفيش أي حاجة مشتركة بينهم خالص، دول حتى عكس بعض تمامًا. ومع ذلك، كونور مش عارف ينسى شكل جسم سيرينا المتناسق اللي عمال يروح ويجي في دماغه، وسيرينا نفسها بتلاقي نفسها بتتخيل جسم كونور القوي فوق جسمها. التوتر الجنسي والرغبة اللي بتزيد بينهم ولعوا الدنيا، وبقوا عايزين حاجة هما نفسهم مش عايزينها. يا ترى إيه اللي هيحصل بينهم؟ أنا متحمسة جدًا للقصل الأول لما قصة "الحب والشهوة والقاتلة" تخلص، وده هيكون قريب أوي! قوليلي بقى رأيك وإيه توقعاتك، وحب كبير ليكي يا "Virgos"! سيرينا جايد في بيتها! كانت عايشة في أمان وسعادة كده بين حيطان مملكتها. على الصفحات اللي كانت بتغرقها بكلماتها، كانت سيرينا بتعيش بشخصية تانية خالص، اسمها المستعار "سكايلين فوس". سكايلين دي كانت زي القرصانة الجامدة اللي مبتخافش من أي حاجة، بالعكس، كانت بتستقبل المجهول بابتسامة ساحرة وجاذبية تخلي الواحد يتجنن. سيرينا كانت كاتبة مشهورة... أو بمعنى أصح، سيرينا هي الكاتبة، وسكايلين هي اللي مشهورة. وده بقى جمال إنك تكون كاتب مستخبي ورا اسم تاني. كانت بتكسب كويس أوي (كويس دي كلمة قليلة!) ومكانتش بتضطر تخرج من بيتها أبدًا. طبعًا كانت بتخرج من وقت للتاني، عشان الدكتور قالها إنها "محتاجة شوية شمس"، بس أغلب أيامها كانت بتقضيها لوحدها في بيتها الكبير والتحفة ده، جوه الكومباوند اللي اسمه "بستان الحمضيات". بستان الحمضيات ده كان أغلى كومباوند في المحافظة كلها. بيوتهم، ومن ضمنها بيتها، كانت بملايين الدولارات، ومتروحش تسأل حتى على المصاريف الشهرية بتاعة اتحاد مُلاك الكومباوند اللي كانت بتغيظ سيرينا. لحسن حظها، كانت قادرة تعيش الحياة دي وتعمل اللي بتحبه؛ الكتابة. الكومباوند كان مثالي، شوارع هادية، مناظر طبيعية خلابة، وسكان ودودين. طبعًا سيرينا، بحكم إنها كاتبة منعزلة، مكنتش بتتعامل معاهم أوي. بس كانت بتحس إنهم ناس كويسة من التحيات الودية من بعيد، والهزات الصامتة بالراس عبر الحديقة، وإن مفيش حد بييجي يزعج خصوصيتها الهادية. سيرينا كانت حاسة إنها فعلًا مبسوطة بحياتها دي. الحياة اللي تعبت عشان توصلها. أيوة كانت حياة بسيطة. كانت عايشة لوحدها مع قطتها وكلماتها. بيتها الكبير والجميل اللي بملايين الدولارات ده كان تقريبًا الحاجة الوحيدة الغالية أوي اللي اشترتها لنفسها. دي كانت بتسوق عربية فولفو موديل 2008، وإيد باب الراكب بايظة كمان! هي أصلاً مكنتش محتاجة حاجات غالية عشان تفرح، كانت بتفرح وهي بتكتب. لما كانت سيرينا بتغرق في العوالم البعيدة اللي عقلها بيخلقها، عوالم مختلفة تمامًا عن العالم اللي هي عايشة فيه؛ ساعتها بس كانت بتكون أسعد واحدة في الدنيا. حياتها كانت ماشية بوتيرة ثابتة ومتوقعة. وده اللي كانت عايزة تحافظ عليه. النهار ده بدأ زي أي يوم تاني، الربيع كان داخل بقوة ومذوب آثار البرد بتاع الشتا. سيرينا كانت بتعمل اللي بتعمله عادة في أي يوم مشمس وجميل. بتقول لنفسها "يا لهوي! الجو تحفة، لازم أخرج شوية"، بس عمرها ما كانت بتخرج فعلًا. مع ذلك، كان عندها نية تستمتع بالجو الجميل، بس لما دخلت أوضتها المفضلة في البيت؛ المكتبة. نسيت تخرج. سيرينا دخلت الأوضة المنورة وهي بتدور على نوته اليوميات بتاعتها اللي كانت رمتها في أي حتة، فجأة عينها وقعت على الكتاب اللي كانت بتقراه بالليل. وفجأة كده، الإثارة بتاعة آخر فصل وقفت عنده، رجعتلها تاني بحماس جديد. "فصل واحد بس، عشان أعرف إذا كانوا خرجوا من المعبد ولا لأ. وبعدين هبقى بني آدم كبير وأعمل شغلي ومهامي وأي حاجة تانية الكبار المنتجين بيعملوها." كانت بتبرر لنفسها بصمت وهي بتاخد الكتاب. قعدت في الركن الصغير المريح بتاع القراية اللي كان عند شباك كبير أوي يكاد يوصل للسقف. فصل واحد اتحول لتلاتين فصل. سيرينا كانت غرقانة أوي في الكلمات المغرية والمغامرة؛ حتى محستش بالدنيا لما الشمس غربت خالص. مفقتش من الكتاب غير لما سمعت صريخ ناس ومزيكا عالية طالعة من البيت اللي جنبها. شوفي بقى، سيرينا كانت بتحب بيتها لأسباب كتير. من ضمنها إن مكنش ليها غير جار واحد بس حواليها. بيتها كان في آخر شارع مسدود في آخر الكومباوند خالص. كان فيه خمس بيوت بس على ناحية واحدة من الشارع، تلاتة منهم كانوا فاضيين عشان مفيش حد كان عايز بيته بعيد أوي كده عن الخدمات. بس كان فيه زوجين كبار عايشين في البيت اللي في أول الشارع، بعيد عنها بتلات بيوت. التلات بيوت اللي بينهم كانوا فاضيين. أو ده اللي كانت فاكرة إنه حاصل. إيه اللي بيخلي المزيكا تدوي من البيت اللي جنبها ده؟ البيت اللي المفروض كان فاضي. بسرعة حطت فاصل في الكتاب بتاعها وجريت من المكتبة على الصالة. سيرينا زاحت الستاير ولزقت وشها في الشباك، بتحاول تشوف إيه اللي بيحصل بالعافية. يا ترى حد كسر البيت عشان يعمل حفلة؟... مستحيل ده كومباوند متأمن كويس أوي. مفيش حد بيدخل من غير تصريح أو تصريح زوار. كانت بتفكر كده وهي بتشوف ناس أكتر لابسين لبس فيه ترتر، أو مفيش لبس تقريبًا، بدأوا يدخلوا. حواجب سيرينا اتقطبوا وهي بتاكل في ضوافرها بتوتر وهي بتبص من الشباك، بتتمنى لو كانت تعرف ترف عينها وتخلي كل الناس دي تختفي. فجأة، تركيزها كله اتشتت لما شافت راجل بيتلوى وهو ماشي ناحية بيتها. لاحظت إنه ماسك إيده على بقه ووشه متكشر بشكل مش مريح. ده هيستفرغ. ده هيستفرغ وجاي ناحية شجيرات البيتونيا بتاعتها بالظبط. الرعب سرى في دم سيرينا وجريت ناحية الباب بتاعها بخوف. طلعت على البلكونة وهي بتلوح بإيديها، "لأ لأ لأ! أرجوك، مش على-" الراجل انحنى لقدام وهو ماسك بطنه ورجع بكل قوته في الزرع بتاعها. "...البيتونيا بتاعتي..." وش سيرينا اتقلب من القرف والزعل وهي بتسمع صوت ورودها الغالية وهي بتتدمر. "أنا آسفة أوي يا حبايبي يا زهور." همست ومسحت دمعة كدابة. مين ما كان اللي عامل الحفلة دي بوظ ولادها النباتيين. كده كتير أوي. بزعل دخلت جري جوه وجابت الكارديجان القديم بتاعها. لفته حوالين جسمها وهي بتحاول تخبي إنها مش لابسة سوتيان، وزحلقت رجليها في الكونفرس الأبيض المتوسخ بتاعها. سيرينا نفخت بضيق لما المزيكا العالية الرخيصة ملت ودانها وهي بتقرب من البيت. وهي طالعة ناحية الباب، هدت نفسها وخبطت. بس الخبط مكنش ليه أي فايدة، مفيش حد فتح الباب. هي أصلاً مبتروحش حفلات كتير فمكنتش عارفة إزاي الواحد بيدخل حفلة. فتح باب ناس غريبة كده كان بيبان ليها قلة ذوق أوي، بس عملتها برضه. فتحت الباب وندمت في ساعتها على اللي عملته. حوالي مية واحد كانوا حواليها لابسين لبس فاقع ووشوشهم سكرانة. يا إلهي، ليه ناس كتير أوي كده... فكرت بخوف والقلق بيحاول يتسلل لراسها. كانت باينة وسط الزحمة دي زي القلم اللي مش ماشي مع الكتاب، بس لحسن حظها، الكل كان سكران لدرجة إنهم مخدوش بالهم من صوت المزيكا العالي وشرب الخمرة الكتير. خدت نفس عميق وركنت قلقها على جنب، هتبقى تشوفه بعدين. دلوقتي، وردها يستاهل تاخد حقه وهي تستاهل الهدوء. كانت ماسكة في أمل إنها ممكن تتكلم مع صاحب الحفلة وتوصل لحل وسط. سيرينا راحت ناحية واحدة ست كانت بتملى الكوباية بتاعتها من طبق البونش، "أهلًا أنا... أهلًا. استني لأ، أنا سيرينا." ابتسمت بتوتر وهي بتتلعثم في الكلام، كل خبرتها في التعامل مع البني آدمين طارت من دماغها. البنت الشقرا رفعت حواجبها وبصت عليها من فوق لتحت. نظرتها رجعتلها تاني وهي شايلة تعبير فيه حكم، وسيرينا اتكسفت أوي. "أقدر أساعدك؟" سألت بحدة وهي ماسكة الكوباية بتاعتها. ليه ملبستش حاجة تانية. ندمت في ساعتها بس كملت برضه. بلعت ريقها وبدأت تحاول تتكلم بصوت عالي عشان صوت المزيكا، "امم- أيوه. أنا ساكنة في البيت اللي جنبكم وكنت بستفسر إذا كنتوا-" "مين جاهز ينزل البسين!" راجل زعق وراها على طول وخلى كل الناس تهتف معاه. البنت الشقرا اللي كانت بتكلمها بصت على سيرينا وبعدين بصت على الراجل الطويل وابتسمت بخبث. "يا بروس!" نادت قبل ما تشاور بصوابعها المتنورة على سيرينا. "أظن البنت دي أكتر من جاهزة!" زعقت والكل صرخ موافق. الراجل اللي اسمه بروس بص على سيرينا وابتسم. حست إنها هتقع من طولها لما بروس واتنين تانيين قربوا منها. هزت راسها بسرعة وهي بترجع لورا والرجالة بيقربوا منها. الكل بيتفرج على المنظر وبيضحك، "امم لأ، أوعدك أنا مش جاهزة!" البنت الشقرا اللي ورا سيرينا زقتها لقدام على الرجالة وهما مسكوها وشالوها ناحية الباب الازاز اللي بيتزحلق. قلبها كان بيدق بسرعة وهي بتترفس وبتشوط بتحاول تهرب من موتها غرقًا اللي لا مفر منه. "أرجوكم! لأ! نزلوني." حاولت سيرينا تقولهم بس الرجالة مسمعوش من صوت المزيكا والتشجيع بتاع الناس. ترفيسها وصريخها اتجاهل تمامًا. حفلة الكبار السكرانين مشيت ورا سيرينا والرجالة اللي شايلينها. فتحوا باب البلكونة وسيرينا بصت على المية اللي بتنور وهي مستنياها. الرجالة وصلوها لحد طرف البسين وهي بترفس حواليها، بتخلص آخر محاولة ليها عشان تهرب. بس كانوا أقوى منها، وقريب أوي بقت في الهوا. يا خراشي... فكرت قبل ما تنزل في المية السقعة اللي بتجلط. الناس صرخت والـ تلات متخلفين ضحكوا بفخر على فعلتهم العظيمة. طلعت من البسين زي الفار المبلول. ربطة شعرها ضاعت في البسين وشعرها البني المتلخبط كان دلوقتي بينقط مية ومغطي وشها. نفخت بضيق وقلعت الكارديجان وعصرته على طرف البسين. اتغاظت والغضب دلوقتي ملاها بالكامل. مكنتش متخيلة إن ليلتها هتمشي كده خالص. التيشيرت الكت والبنطلون البيجامة القطن الفضفاض بتوعها كانوا غرقانين مية ودلوقتي لازقين على جسمها. كرهت الإحساس ده بالضيق والعري. بروس صفر وهو بيبص على سيرينا من فوق لتحت، "يا بنت الإيه، ده إنتي طلعتي-" سيرينا بصت عليه وادتله نظرة تخوف. هو اتجمد وسكت بسرعة أوي، ورفع إيده الاتنين لفوق وهو بيقول، "يا عم الحاج، أنا آسف كنت بهزر والله." تنفسِت بصعوبة وحاولت تتحكم في أعصابها، "ممكن بس تقوليلي حفلة مين دي؟" "دي حفلة كونور، كونور ديلوكا. دي حفلة تعارف على البيت الجديد بتاعه. لسه ناقل، اهدي كده يا ست..." بروس ضيق عينيه عليها. "فين كونور ده؟" سيرينا لفت عينيها متجاهلة كلامه السخيف. راجل طويل شعره أسود زعق كلام مش مفهوم وهو بيتكلم بصعوبة من على سطح الجراج قبل ما ينط في البسين. "ده كونور."

تعليقات

إرسال تعليق

authorX