مدرسه المراهقين - الفصل الرابع

مدرسة المراهقين 4

2025, كاترينا يوسف

كورية

مجانا

في هذا الفصل، انضمت البطلة إلى فريق الكورال بعد اجتيازها الاختبار بنجاح، لتصبح واحدة من بين عشرين فتاة سيشاركن في الحفلة القادمة. تم الإعلان عن أول تدريب مشترك مع فريق الآلات الموسيقية، حيث سيعملون على مزج أصواتهم مع عزف الجيتار والمندولين.

كاترينا

تحاول التأقلم مع المدرسة الجديدة رغم صعوبة اللغة، وتتمتع بشخصية خجولة لكنها فضولية.

أعضاء الكورال

مجموعة من الفتيات المشاركات في الغناء ضمن الفريق.

أنيا

صديقتها المقربة، دائمًا تدعمها وتشجعها.
تم نسخ الرابط
مدرسه المراهقين

 
الفصل الرابع:
خرجت من القاعة وأنا حاسة بوحدة غريبة، يمكن عشان أنيا مش دايمًا موجودة، أو يمكن عشان أنا مش عارفة أكون قريبة من حد هنا.

لكن مع ذلك، حاولت أطرد الإحساس ده. مش لازم أبان ضعيفة. مش لازم أبين إن الوحدة مكسرة فيّ. كملت طريقي لوحدي، مش عارفة أنا رايحة فين، بس كان لازم أتحرك، لازم أشغل نفسي بأي حاجة.

قلت لنفسي مش فارقة، المهم دلوقتي أركز على صوتي وأتدرب كويس. يمكن لو صوتي بقى أحسن، أبقى واثقة أكتر قدام الفريق.

بس الغريب، إني مش قادرة أطلع الولد المصري ده من دماغي. حتى وأنا بفكر في التدريب، لاقيت نفسي سرحانة فيه. مع إني لسه معرفش اسمه، ولا حتى اتكلمنا كلمة عدلة، بس حضوره كان طاغي. دايمًا باصص عليا من بعيد، أو يمكن أنا اللي متخيلة كده؟

يمكن المرة الجاية لازم أعرف اسمه، يمكن لما نتقابل في تدريب الكورال مع فرقة الجيتار. يمكن وقتها أقدر أكسر حاجز الصمت اللي بينا...

قررت خلاص، مش هستنى أنيا ولا حد. هرّوح لوحدي، يمكن لما أبقى لوحدي أعرف أركز أكتر وأسمع صوتي كويس. مش لازم دايمًا أكون مستنية حد، خاصة وإني حاسة إني مش لاقية حد فعلاً فاهمني.

ويمكن كمان لما أبقى لوحدي، أبقى أقدر أفكر أكتر في الولد ده... يمكن أعرف إزاي أكلمه، أو حتى ألاحظ لو هو فعلاً مهتم ولا ده كله في دماغي.

على الأقل، الوحدة أرحم من قعدة الحيرة.


أول مرة أركب تاكسي لوحدي في كوريا، كنت حاسة إن ده قرار غريب، بس مش قادرة أستنى الباص. كل اللي كنت عايزاه إني أوصل وأرتاح. الطريق كان هادي، بس دماغي مليانة أفكار مش بتقف.

وصلت البيت على الساعة 2، كنت مرهقة جدًا. قلعت هدومي بسرعة، ودخلت الحمام. المية السخنة كانت بتغسل عني تعب اليوم كله، وكأنها بتهدّي أفكاري اللي مش عايزة تسكت.

بعد الشاور، مافكرتش في حاجة غير النوم. لازم أصحى فايقة، عندي واجبات، وعندي صوت لازم أدربه. يمكن التدريب ينفع، ويمكن يبقى ده الطريق الوحيد اللي هعرف أعدي بيه في اليوم اللي جاي.



صحيت على صوت أمي بتناديني: "كاترينا، تعالي كلي."

حسيت إني مش قادرة أفتح عيني، جسمي لسه تقيل من التعب، بس مجبره أقوم. لبست بسرعة ونزلت على السفرة. أمي كانت محضرة الأكل، وبتبصلي بنظرة قلق كأنها حاسة إني مش مرتاحة.

حاولت أبتسم وأخفي كل اللي جوايا، وقعدت آكل بهدوء، بس الحقيقة إن الأكل كان مالوش طعم. عقلي مشغول بفكرة واحدة... التدريب، المدرسة، والولد اللي مش قادره أطلعه من دماغي.


أمي فضلت تبصلي شوية، وبصوت هادي سألت: "في حاجة؟"

كنت سارحة ومش مركزة، بس أول ما صوتها دخل وداني، اتخضيت شوية وانتبهت ورديت بسرعة وبنبرة متوترة: "لا لا، مفيش."

حاولت أبتسم وأكمل أكلي كأن مفيش حاجة، لكن قلبي كان بيدق بسرعة، مش عارفة ليه توترت كده، يمكن عشان خايفة أمي تحس باللي جوايا، أو يمكن عشان نفسي أفهم أنا حاسة بإيه أصلًا.



طلعت أوضتي بسرعة، قفلت الباب ورايا، وحسيت كأن العالم كله بقى بره الأوضة دي. شغلت موسيقى هادية، حاجة تساعدني أروق وأركز. قعدت على سريري، وأخدت نفس عميق، بدأت أدندن بهدوء، أجرب نغمات بسيطة وأسمع صوتي.

كنت بحاول أختبر نفسي، أشوف مدى قوة صوتي ونعومته، وازاي ممكن أسيطر عليه وأحس بكل كلمة بقولها. كل نغمة كنت بقولها كنت بحس إنها بتحكي حاجة عني، وكأنها بتحكي عن كل حاجة جوايا مش قادرة أقولها بكلام.



وأنا بغني، فجأة جه في بالي الولد المصري، اللي مش قادره أشيله من دماغي. حسيت إني عايزة أعرف عنه أي حاجة، حتى اسمه! سبت كل حاجة، ومسكت موبايلي
قلبي كان بيدق بسرعة، وأنا بقلب في البوستات والصور، وبدور على أي تعليق أو مشاركة ممكن تكون ليه. معرفش ليه حاسة إني ماشية ورا خيط ضعيف، بس مش قادرة أوقف.

فضلت أقلب وأدور بحماس غريب، عدت ساعة ورا ساعة، وأنا مش قادرة أبطل. كل ما ألاقي بوست جديد، أقول يمكن هو، يمكن ألاقي اسمه، صورته... أي حاجة. بس ولا كأن الأرض انشقت وبلعته.

ساعتين وأنا غرقانة في البحث، وبالنهاية ملقتش حاجة. حسيت بإحباط غريب، وإرهاق كأنه سحب مني طاقتي كلها.

رميت الموبايل جنب السرير، وأنا حاسة إني مجهدة، مش بس جسديًا، لكن كمان فكريًا. عيني غلبتني، ونمت على نفسي من غير حتى ما أحس.

----
رأيكم في الفصل ده ؟

تعليقات

  1. ده رابط صفحتي
    https://www.rwayaa.com/2025/01/author-katrina-yousef.html

    ردحذف
  2. اجمل روايه قرأتها في حياتي كمليها ولو تعرفي تنزليها كتاب كامل هجيبها

    ردحذف
  3. كفايه عظمه بقى 💔❤

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي