روايه سنيوريتا
سنيوريتا
2025, كاترينا يوسف
روايه تاريخيه
مجانا
يحكي الفصل الأول عن كاترينا، فتاة قوية تعيش في زمن الرومان وسط عائلة بسيطة تحمل وصمة خيانة والدها للفرس. رغم الحياة القاسية وهمجية المجتمع، استطاعت كاترينا أن تفرض احترامها بسبب علمها وقوة شخصيتها، واضعة لنفسها هدفًا بأن تصبح من الأميرات المحاربين أو تقدم علمها لخدمة الرومان.
والد كاترينا
متهم بالخيانة للفرس وتبادل المعلومات مع الرومان.كاترينا
فتاة قوية وذكية، معروفة بعلمها وشخصيتها الصلبةأخت كاترينا
خائفة ومنطوية، تتأثر بسهولة بأحداث الحياة.
0:00
0:00
كنت ماشية في الزقاق الضيق. ريحة الخبز اللي طالعة من فرن صغير على آخر الشارع كانت مخلوطة بريحة التراب والعرق اللي ماليه الجو. المدينة دايمًا صاحية، حتى لما الناس بتنام، الحراس ما بيناموش. أنا كاترينا. بنت محدش بياخد باله منها، بعدي وسط الناس وكأني مش موجودة. يمكن ده كان سبب بقائي عايشة لحد دلوقتي. في مدينة زي دي، إنك تكون مش ملحوظ أحسن بكتير من إنك تكون معروف. عديت من قدام الجنود الرومان، دروعهم بتلمع وعيونهم بترصد كل حاجة. مفيش أمان، حتى جنب اللي المفروض بيحمونا. لما عين واحد منهم وقعت عليا، قلبي اتشد في صدري، بس اتعلمت من زمان إنك متظهرش خوفك. سحبت الطرحة على وشي وكملت طريقي. كان لازم أوصل للبيت قبل ما حد يشك فيا. السر اللي شايلاه تقيل، تقيل جدًا... بس مش كل حد يعرف إن أسرار زي دي ممكن تكلفني حياتي. كان عندي أب وأم وأخت وأخ، عيلة بسيطة، ساكنين في بيت قديم في طرف المدينة، بابه دايمًا يصدر صرير مع كل نسمة هوا. محدش كان يعرف عننا كتير، كنا بنعيش في هدوء. لكن اسم أبويا كان دايمًا بيتردد، مش بالخير. الناس كانت بتقول إنه خائن، مع الفرس، وإنه باعهم، وراح للرومان ينقل أخبارهم. مكنتش أعرف الحقيقة، لكن كنت شايفة في عيون الناس نظرات مريبة. كل اللي كنت أعرفه إن أبويا لما كان يرجع متأخر، كانت ملامحه متغيرة، وكأنه شايل هم العالم كله. مكنتش بجرؤ أسأله، وماما كانت دايمًا ساكتة، نظراتها مليانة قلق، وأحيانًا حزن. أما أخويا، فكان صغير ومش فاهم حاجة، وأختي كانت بتخاف من أي صوت عالي. كنا عيلة منغلقة على نفسها، وكل يوم كان بيعدي وإحنا مستنيين حاجة... مش عارفين هي إيه، بس متأكدين إنها جاية. مع مرور الوقت، بدأت نظرات الرجالة تتغير. معظمهم كانوا بيتقدموا للزواج مني، لكن كنت دايمًا برفض. مش عشان شايفة نفسي، لكن لأني مكنتش هرضى أكون تحت رحمة حد، أو أعيش حياة مفروضة عليا. حتى أهلي، رغم سكوتهم، كانوا بيحاولوا يجبروني. ماما بالكلمة الحنينة، وأبويا بالنظرات. لكنهم كانوا عارفين إني مش من النوع اللي بيرضخ. كنت معروفة بقوة شخصيتي. وأنا مش بس قوية في رأيي، لكن كمان كنت قوية في علمي. كل كلمة كان أبويا بيعلمها لي كنت بفكر فيها. كنت بسمع منه عن الحروب والسياسة، عن خطط الملوك وأسرار الجيوش. ده خلاني أكون مختلفة. وعشان كده، قررت إن العلم هو سلاحي. لو مقدرتش أكون فارسة بالسيف، هكون فارسة بالعقل. هتعلم أكتر، وهفهم أكتر، وهبني نفسي لحد ما أبقى قوة. قوة مش بس تحمي نفسها، لكن تحمي اللي حواليها. الناس هنا همجيين، حياة قاسية وما فيهاش رحمة. النساء كانت أكتر ضحايا الزمن ده، بيتعرضوا لأبشع أنواع الظلم. كانت مشاهد بتقطع القلب، ومفيش قانون يردع. لكن رغم ده كله، مفيش راجل عرف يقرب مني. مش بس عشان كنت حذرة، لكن كمان عشان مظهري. كنت دايمًا لابسة وقورة، نظراتي فيها تحدي، وخطوتي فيها قوة. وعلمي كان ليه وزنه. بعض القادة الكبار كانوا دايمًا بيوصوا عليّا. كنت ماشية في الطريق ده وقلبي مليان خوف، لكن عقلي مليان خطط. عارفة إن اللي زيي ما ينفعش يكون ضعيف، ولا يتهاون في خطوة. حياتي كانت حرب من غير سيوف، لكن فيها دم ووجع أكتر من أي ساحة قتال. وصلت مع أختي لورينا للسوق. وقفنا قدام الخباز وطلبت الخبز. كالعادة، أداني الخباز الخبز ورفض ياخد فلوس. حطيت الفلوس قدامه ومشيت. ده الحال معايا دايمًا، والواضح إن في حد موصي عليّ جامد. اديت لأختي لورينا الخبز ومشيت قدامها، لكن وقفت فجأة وقالت: – "روحي إنتي، أنا هعمل حاجة ورايا." بصيت لها باستغراب، سألتها: – "إيه الحاجة دي؟" ردت بسرعة وهي بتتفادى عيني: – "مشوار صغير، مش هتأخر." كنت حاسة إن في حاجة مش مريحة، بس سكت. قلتلها: – "خلي بالك من نفسك." ومشيت، لكن فضلت كل شوية أبص ورايا. أختي دايمًا كانت مجهولة بالنسبالي، متوحدة وعكس باقي اللي في سنها. قليل لما كانت تتكلم، وأكتر وقتها كانت بتقضيه لوحدها. عمرها ما حكيتلي عن حاجة تخصها، ولا كنت بفهم هي بتفكر في إيه. الموضوع كان غريب بالنسبالي، فمشيت وراها من غير ما تحس. لقيتها دخلت بيت قديم في طرف السوق، بابه شبه مكسور وحوله تراب كتير. وقفت بعيد، راقبتها، ومستنية أفهم هي بتعمل إيه جوا. بعد عشر دقايق، شفتها نازلة من البيت. مخلتهاش تاخد بالها مني، وبصيت بعيد. عدت من جنبي ومشافتنيش، ومشيت في طريقها عادي كأن مفيش حاجة حصلت. سبتها وكملت طريقي مع نفسي. كنت رايحة أتجمع مع شوية شباب وبنات من اللي شاركوا في الديوانه العليا، بنشتغل على شوية اختراعات بسيطة ممكن تساعد الرومان في حياتهم اليومية. مش اختراعات علمية زي الفرس، حاجات بسيطة بس تفيد في تسهيل الحياة. كنت دايمًا فاكرة إن أبويا عنده علم كبير، لكنه كان دايمًا بيرفض يشارك في أي مساهمة تانية بين الفرس والرومان، وكأنه شايل سر كبير مش عايز يطلعه. النقطة المهمة إن أي حد كان بيخترع حاجة مهمة أو ليه مساهمة كبيرة، كانوا بياخدوه وبيترقى لمستوى أعلى، يعيش في مكان أنضف وأرقى، بعيد عن الحياة الصعبة اللي عايشينها. ده كان دافع لناس كتير تحاول تبتكر وتثبت نفسها.
بتكتبي تاريخي كمان ؟!
ردحذفعرفت انهم بينزلوا مسابقات لكن معرفش لسه يبقى قدمي فيها
جامده ى قلبى♥️
ردحذفلو متصله بأحداث تاريخه هتبقى تمام
ردحذففعلا
حذف