روايه لقاء محرم - مراهقه

لقاء محرم

2025, Jumana

رواية رومانسية

مجانا

تدور الرواية حول "إيموجين"، الراقصة التي تقابل "جيسون" في إجازة باليونان، وتنشأ بينهما علاقة عاطفية قوية. بعد عودتهما إلى لندن، تكتشف "إيموجين" أن "جيسون" هو مديرها الجديد في العمل، وأن اسمه الحقيقي هو "جيسون ستافورد". تتناول الرواية صراع "إيموجين" بين مشاعرها تجاه "جيسون" وبين محاولتها الحفاظ على حياتها المهنية.

إيموجين

بطلة الرواية، راقصة شابة وقوية، تحاول التوفيق بين حياتها العاطفية والمهنية.

جيسون ستافورد

مدير الشركة، رجل أعمال ناجح وجذاب، يخفي هويته الحقيقية عن "إيموجين".

إيان

صديق "جيسون" وزميله في العمل، يلعب دور الوسيط بين "جيسون" و"إيموجين".
تم نسخ الرابط
روايه لقاء محرم

 
- (الفصل الأول)
"عرفتي إن إيموجين رقاصة؟"

غصب عني، تابيتا شدتني تاني للحديث مع التلات شباب اللي كانوا قاعدين معانا على نفس الترابيزة. الخروج للنادي ده مع إليانور وتابيتا كان باين إنه فكرة جامدة في أول السهرة. مزيكا عالية عشان تغرق أفكاري اللي بتزن، رقص مع شباب حلوين عشان أنسى راجل دلوقتي مبقاش موجود غير في ذكرياتي، وصحابي الاتنين اللي بيفكروني بأيام زمان لما المزيكا والرقص والكحول الرخيص كانوا بيحلوا أي مشكلة.

"رقاصة، ها؟" الشاب اللي جنبي قالها وعينيه بتمسح جسمي. "بتاخدي كام؟"

صحابه الاتنين قعدوا يضحكوا، كأن صاحبهم لسه قايل نكتة جديدة، مع إنها كانت جملة بايخة ومستهلكة سمعتها مية مرة قبل كده.

"مش هتعرف تدفعلي"، قلتها، وقلدت حركته وبصيت من عينيه لتحت.

رد متوقع برضه، بس بصراحة الشاب مكنش مهتم بالأصالة. تابيتا بقى مكنش عاجبها الكلام.

"رقاصة باليه"، ضافت بسرعة وبصتلي بضيق.

الواد، ولا كأنه اتأثر بمحاولتي أوقفه عند حده، كمل كلامه.

"رقاصة باليه؟ مش متخيل. إنتي سكسي أوي عشان تقعدي تتنططي مع واحد متكبر يا دوب مسموحله يلمسك".

يا خسارة معنديش صبر على الجهل، وإلا كنت روحت معاه شقته بدل ما أسمعه كلامه الفاضي.

"بتعمل لاتيني كمان"، إليانور قالت.

ضيقت عيني وبصتلها، بس مخدتش بالها من التلميح. واضح أوي إن إليانور وتابيتا كانوا عايزينني أظبط علاقتي بالواد ده. كانوا خلاص حطوا عينيهم على صحابه الاتنين، ومع إنهم كانوا مجموعة شكلهم حلو، أنا مكنش ليا مزاج.

"أنا رايحة الحمام"، قلتها، وقمت من ورا الترابيزة وبصيت على الكوميدي اللي جنبي. "ماتطلبلكوا مشروب تاني؟"

شايف، أنا بحاول أكون لطيفة معاه.

تابيتا وإليانور جريوا ورايا، ومضيعوش وقت وبدأوا هجومهم أول ما وقفنا في طابور حمام الستات.

"يا بنتي، إيه اللي فيكي الليلة؟ لازم إحنا اللي نعمل كل حاجة؟" تابيتا سألت.

"يا ريت متعملوش أي حاجة عشاني. أنا مش مهتمة بالواد ده خالص".

بعيد عن المزيكا العالية والأنوار اللي بتبرق في الصالة، كنا بنعرف نتكلم براحتنا أكتر، بس ده مش هيبقى كويس لو كل اللي عايزين يعملوه هو إنهم يضايقوني.

"بس برايس ده مز أوي. إنتي عمرك ما بترفضي وش حلو وعضلات زي دي".

"أول مرة لكل حاجة"، قلتها ببرود.

إليانور لفت عينيها. "لازم تنسي الواد الفاشل اللي قابلتيه في الإجازة. هو مابيهتمش بيكي يا إيمي. ولا اتصل ولا بعت رسالة. ولا أي حاجة. ليه رافضة الرجالة الحلوة زي برايس؟ من شهرين كنتي قعدتي على رجله".

مع إن كلامها كان قاسي، بس هي كانت بتقول الحقيقة. جيسون متصلش بيا بعد ما رجعنا من شهر مليان جنس خرافي في اليونان. حتى رسالة مبعتش. بعد تلات أسابيع، بدأت أحس إنه مكنش غير خيال.

بس لأ. مستحيل أتخيل جنس حلو زي ده. مهارات جيسون في السرير كانت أحسن من أي راجل تاني عرفته قبل كده، وأنا شايفة إن مفيش حد هيعرف يوصل لمستواه بعد كده. أكيد مش برايس، مع إن وشه حلو وعضلاته كبيرة. ليه حتى أنام معاه لما كل اللي هعمله هو إني أفتكر الجنس الجامد اللي كان في اليونان؟

"بصي، إحنا عاجبنا صحابه الاتنين أوي"، تابيتا قالت. "بس برايس هو اللي كلمته ماشية، وإنتي عارفة بقى..."

"خلاص يا بنات. يمكن لسه بفكر في جيسون، بس ده مش هيمنعكوا تروحوا مع الولاد دول. مش لازم أمسك إيديكوا أو أقولكوا تعملوا إيه. لو عايزين تناموا معاهم، ناموا".

الطابور اتحرك لقدام لحد ما بقينا قربنا من الحمام، وشوية ستات عند الأحواض بصوا علينا لما سمعوا صوتي العالي. تابيتا وإليانور وشوشهم احمر ونزلوا راسهم، واضح إنهم مكسوفين إن باقي الستات في الحمام سمعوا إنهم معندهمش الثقة إنهم يجيبوا واحد لليلة واحدة من غير تشجيع صاحبتهم.

حمام فضي، وتابيتا وإليانور راحوا نحيته، وبصوا عليا في آخر لحظة. إليانور خبطت بصوابعها على شنطتها وهزت راسها ناحية الحمام.

رفضت.

حتى جيسون والترز مش هيقدر يرجعني تاني للحمام ده.

يوم الاتنين اللي بعده، وأنا بستعد لأول يوم شغل، الرسالة وصلت.

جيسون والترز:
بالتوفيق في أول يوم شغل. إكس.

بصيت على الرسالة، واتشتتت لحظة عن وضع الماسكارا. لما الشاشة طفت، قلبت الموبايل على وشه عشان أخفي أي إشعارات تانية.

كانت عندي فرصة أرجع للماضي في النادي في الويك إند، آخر خروجة قبل ما أعمل حاجة جدية في حياتي. بدل ما كانت ليلة هتبقى مصدر ترفيه مثالي من شهرين، انتهت إني مشيت قبل نص الليل، وصحابي اللي عادة بيكونوا حذرين أكتر مني قرروا يباتوا. الليلة كلها كانت بتفكرني بصيفي أكتر ما كانت بتشتتني.

مع الأخذ في الاعتبار ده، حطيت طبقة فاونديشن تانية عشان أخفي النمش اللي ظهر من شهر سباحة وتشمس ومشاهدة معالم. يا ريت المكياج كان يقدر يمسح الذكريات كمان.

اليونان كانت ممتعة، بس كنت متهورة. دي كانت قمة سنة كاملة من التصرفات الطائشة والقرارات الغبية، بصراحة.

الشغل الجديد ده فيه مستقبل واعد، وقت القرارات الغبية خلص.

تجاهلت الرسالة. كانت متأخرة تلات أسابيع على أي حال.

"إنتي متوترة؟"

السؤال فاجأني. شلت عيني من نظرة على المكتب الحديث المفتوح، وبصيت على إيان، نائب رئيس الشركة، اللي كان بيبصلي بود.





"هو أنا المفروض أكون متوترة؟" سألته.

ابتسم وأخدني أوضة اجتماعات صغيرة، وساب الباب مفتوح. "لأ. أول يوم بيكون سهل، مش كده؟"

اتكلمنا عن اللي المفروض أتوقعه في أول كام أسبوع، وبعدين إيان شرحلي شوية مستندات لازم أخلصها لشئون الموظفين.

"دايمًا الحاجات المملة هي الأهم"، قال وهو بيزق الورق ناحيتي. "المدير هنا مثلًا. مهم جدًا. مش ممتع أوي".

اللمعة اللي في عينه كانت بتقول إنه بيهزر، والغمزة اللي بعدها أكدت ده.

بعد ما خلصنا كلام عن الورق، إيان عرفني على زمايلي في الشغل، وقعد يقول أسماء ورا بعض. قبل ما يوصل لفريق التحرير - اللي هشتغل فيه - كنت نسيت اللي كانوا في المبيعات وخدمة العملاء والتسويق.

"ودي مايا تشوبرا. هتبقى المرشدة بتاعتك في أول كام شهر هنا".

مايا حطت شعرها اللي واصل لكتفها ورا ودانها، ومدت إيديها بابتسامة. "تشرفت بمعرفتك، وأهلًا بيكي في الفريق".

سلمت عليها، ورديت عليها بنفس القوة. "شكرًا. كويس إني بدأت أخيرًا".

"أكيد. التقديمات دي بتاخد وقت طويل أوي". بصت على إيان بضحكة، وهو ضم إيديه.

"هنسيبلكوا تتحكموا في العملية المرة الجاية يا مايا".

"يا ريت".

قعدت تاني وحطت رجل على رجل، وشبكت صوابعها على المكتب قدامها.

"فاضل شخص واحد أعرفك عليه، وبعد كده تبدأي شغل مع مايا"، إيان قال. "هتاخد بالها منك".

مشيت وراه في المكتب ناحية بابين معدن مزدوجين في آخر الحيطة. مكنتش فاهمة إن ده أسانسير متخفي غير لما داس على زرار جنبه، ونور أخضر نور بعدها بشوية.

"نعم؟" صوت ناعم بس فيه سلطة اتكلم في الإنتركم.

"أنا يا إيان"، قال. "عندك وقت لتعريف سريع بالموظفة الجديدة؟"

البابين اتفتحوا، وإيان أشارلي أدخل. كان عندي كذا سؤال، بس يا دوب فتحت بقي والأسانسير خلص مشواره القصير والبابين اتفتحوا تاني، وكشفوا عن مكتب خاص.

في آخر الأوضة، قدام الأسانسير بالظبط، راجل قاعد على مكتب زجاج، وراسه واطية وهو بيبص على اللاب توب بتاعه. المدير، أكيد. حاولت أدور عليه على النت، بس ملقتش حاجة مفيدة غير مقالات عن قراراته الناجحة في الشغل. مفيش صور، مفيش معلومات عن اهتماماته، مفيش أي خلفية - مفيش حاجة تخليني أشوفه إنسان قبل ما نتقابل.

"إيموجين، عايزك تقابلي مدير شركتنا"، إيان قال وهو بيمشي بثقة ناحية المكتب، وده خلاني أقف مستقيمة. "جيسون ستافورد".

مشيت ورا إيان ناحية المكتب، ومبسوطة إن المدير مهتم باللاب توب بتاعه عشان محسش إني ماشية على منصة عرض تحت عيون بتقيم.

لما وصلت المكتب، قفل اللاب توب وقام، وعينيه بصت في عيني. عيون مألوفة جدًا.

معدتي اتعصرت لما عرفته، والرعب جرى في عروقي، وبعده إحساس تاني مش مناسب خالص للموقف الحالي. بصيت عليه من فوق لتحت، متأكدة إني بيهيألي.

بشرة سمرا من ساعات تشمس وسباحة ومشاهدة معالم. شوية شعر في وشه متقلم دلوقتي. بدلة كحلي متفصلة بتلزق على جسمه، بتخفي عضلاته اللي لمستها مرة واتنين وتلاتة...

"تشرفت بمعرفتك. أنا جيسون ستافورد".

مدلي إيده، وعينيه بيبصوا في عيني بس مش باين عليهم أي حاجة. مفيش أي إشارة إننا نعرف بعض، مفيش أي تلميح إننا قضينا الشهر اللي فات في السرير مع بعض. فاكرة إن إيان لسه موجود، مديت إيدي وسلمت عليه، وصوابعه لفت حوالين إيدي بقوة.

آخر مرة مسك إيدي بالقوة دي، كان مثبتها على حيطة الحمام وهو بيدخل فيا بقوة من ورا. كنت سامعة صوت الجلد بيخبط في الجلد مع كل حركة من وسطه، تحت صوت المية اللي بتتدفق.

قشعريرة مشيت في جسمي، واستقرت بين رجليا، والإحساس زاد.

وأخيرًا استوعبت. مين جيسون ستافورد ده؟

"متقلقيش"، إيان قال وإحنا خارجين من الأسانسير سوا بعد كام دقيقة. "هو بيعمل كده في أي حد".

"نعم؟"

الوقت اللي قضيته في الأوضة دي كان مشوش، دماغي مش قادرة تركز على أي حاجة غير إن الراجل اللي ورا المكتب ده قضى الصيف كله بيبعت جسمي للنشوة. الراجل اللي متعبش نفسه يتصل بعد الصيف ما خلص. الراجل اللي دلوقتي هو مديري.

"بيصدمهم لدرجة السكوت. هو شكله مرعب، فاهم. بس أوعدك هتتعودي عليه".

صدمتي مكنتش متدارية، بس على الأقل إيان فاكر إنها بسبب إني خايفة من جيسون - مش بسبب الحقيقة القذرة والمحرجة.

"هو جيسون بيقضي كل وقته فوق؟" سألت، وشورت براسي ناحية الأسانسير.

إيان سكت قبل ما يرد. "لأ، خالص. هو عنده مكتب هنا في الأوضة الرئيسية، بس بيستخدم مكتبه للاجتماعات الخاصة والمكالمات".

هزيت راسي. "تمام. شكرًا على التعريف. أكيد هتعلم إني مبقاش خايفة منه أوي".

هنكمل بالكذبة دي. إيان لطفًا جهزلي كذبة، وتمسكت بيها عشان الحقيقة متطلعش.

إيان ابتسم. "هتعرفيه بسرعة جدًا".

أعرفه. أنا أعرفه فعلًا، مع إن واضح إني معرفتوش كويس زي ما كنت فاكرة، بما إنه دلوقتي اسمه مختلف.

"خلاص كده؟ عندك أي أسئلة قبل ما أسيبك مع مايا؟" إيان سأل.

هزيت راسي. "لأ. بس يا ريت تقوللي الحمام فين، هيبقى كويس".

محتاجة خمس دقايق لوحدي عشان أجمع أفكاري وأتعامل مع الصدفة المرعبة دي، وبعدين أركز مع مايا وأعدي أول يوم شغل.

"أكيد، كملي بعد الأسانسير، وأول باب على الشمال، بعد الزاوية على طول".

الحمامات كانت تحفة، أرضية رخام، مرايات كبيرة وإضاءة حلوة، بس ده شتتني ثواني بس. حطيت إيدي على حافة الحوض وعديت لحد عشرة في دماغي. محادثات الصيف بتلف في دماغي، بس مش قادرة أحدد واحدة كانت هتحذرني إن ده هيحصل.

إزاي هشتغل مع الراجل اللي قضى الصيف بيديني نشوة ورا نشوة؟ إزاي هشوف أي حاجة غير جسمه العريان كل ما أبص عليه؟ إزاي هشوفه مديري وهو عارف كل تفصيلة عن ميولي الجنسية؟

جيسون ستافورد.

الحيوان كذب في اسمه. كذب في إيه تاني؟

وبعدين استوعبت حاجة مرعبة.

أنا كذبت في إيه؟







الفصل الثاني: ستافورد، الوقت الحالي

أبواب الأسانسير عملت صوت "بينج"، بتدي إنذار ثانية واحدة إن حد داخل المكتب. مش إن ده كان مهم. شخص واحد بس عنده الجرأة إنه يتجاهل نظام الإنتركم ويدخل براحته.

"مكنش المفروض أديك كود التجاوز ده أبدًا"، قلت لإيان، من غير ما أرفع عيني من اللاب توب بتاعي.

"بتقول كده بس عشان المرة الوحيدة اللي بستخدم فيها الكود ده بتكون لما عارف إنك مش هتخليني أدخل".

"بالظبط"، قلتها وأنا بكز على سناني، وبصيت عليه.

مكنش ليا مزاج للزوار. كان عندي تقرير مالي أراجعه، وغلطة في التوظيف لازم ألاقي حل ليها. الاتنين كانوا محتاجين تركيز شديد. والاتنين كانوا محتاجين إني ألاقي حل عشان نمشي لقدام.

"صعب أعرف إنت متضايق ولا بس بتكون جامد زي عادتك، عشان كده هدخل في الموضوع على طول"، إيان قال، وقعد على الكرسي اللي قدامي.

المجاملة في الكلام كانت عادة أحسن طريقة عشان أخلص من إيان، عشان كده قفلت اللاب توب وريحت ضهري في الكرسي، وحطيت إيدي على صدري. لما شاف ده كإشارة إنه يكمل، إيان دخل في الموضوع على طول.

"إيموجين دي بتاعة أعمل ولا معملش، مش كده؟"

ضيقت عيني وبصيت عليه. "متأكد إني حليت المشكلة دي دلوقتي".

"يا نهار أسود". إيان طلع نفس طويل، واتحنى لقدام وحط إيده على المكتب. بص في عيني، كأنه مستني إني أزود كلام.

"مش عايز أتكلم في الموضوع ده يا إيان".

مكنش تلميح؛ كان كلام واضح مفيش فيه مجال لسوء الفهم. بس إيان كمل برضه.

"لسه متكلمتش معاها من ساعة ما رجعت من اليونان؟"

"بعتلها رسالة الصبح. مردتش".

"عشان كده متضايق أوي؟ عشان مردتش؟"

حاولت أكتم غضبي. مش ذنب إيان إني لقيت نفسي في الموقف ده. هو بيعمل شغل جامد في إنه ياخد الجزء الأكبر من مشاعري في الشغل، بس ده كان خارج نطاق الشغل.

"طبعًا لأ. قالتلي إنها بدأت شغل جديد في شركة نشر. آخر مرة بصيت، إحنا بنتعامل في الأثاث، مش الكتب".

"وأنا متأكد إنك كنت صريح معاها تمامًا".

"إنت جاي تديلي محاضرة يا إيان؟ عشان أنا عندي شغل زبالة لازم أخلصه".

إيان طلع تنهيدة، ونظرته بقت ألطف. "لأ. مش جاي. ومش جاي كزميل كمان يا جيسون. أنا جاي كصاحب. لازم تتكلم معاها. مش من العدل لأي واحد فيكوا إنكوا تعملوا نفسكم إن مفيش حاجة حصلت، وإنت مدين للشركة إنك متخليش ده يأثر على الشغل".

هزيت راسي لنفسي، وقعدت ألعب بحافة اللاب توب بتاعي. دماغي كانت في حالة فوضى، مش قادرة تستوعب إن البنت اللي قضيت الصيف معاها اتقدمت دلوقتي كموظفة جديدة عندنا. حاسس إنه حلم غريب. كأن حد قرر يلعب معايا مقلب قاسي كعقاب إني سحبت عليها.

"غير الرسالة بتاعت الصبح، متكلمتش معاها من ساعة ما رجعت من اليونان"، قلت. "هي يمكن بتكرهني عشان كده. مش هلومها".

"هتعديها. الناس بيظبطوا علاقات في الإجازة طول الوقت، وبعدين بيقطعوا علاقتهم لما بيرجعوا للواقع. مش كأنك مديونلها بحاجة".

"هي دي المشكلة. وعدتها بميعاد. ميعاد حقيقي، في لندن".

عيون إيان اتوسعت. رجع ضهره في الكرسي، وحواجبه اتعقدت. الزميل اللي جواه هيقولي إن ده مش مهم - الشغل شغل، وأي حاجة شخصية لازم تخلص برا المكتب. الصاحب اللي جواه هيقولي إني ابن وسخة، وإني أستاهل إني أعيش غضبها كله.

"ليه توعدها بحاجة زي دي لو مكنش عندك أي نية تنفذها؟"

بطريقة ما عرف إنه ميبانش إنه بيتهم، بالعكس كان باين عليه الفضول بجد. كنت بتخانق مع نفس الفكرة دي آخر تلات أسابيع. إيه الفقاعة اللي كنت عايش فيها في الصيف؟ تجربة إيموجين سوندرز. نوع الفقاعة ده.

جسمها كان مسحرني، وذوقها في السرير خلاني مكمل. اضطريت أتجاهل أي حاجة تانية أثرت على قراري إني أقترح نكمل نشوف بعض في لندن. محادثات بالليل. وفطار الصبح بدري. والأيام اللي قضيناها مع بعض. والسهرات اللي قضيناها بنغازل بعض.

كانت فعلًا فقاعة إيموجين سوندرز.

"مكنش قصدي أديها أمل كاذب"، قلت، وببعد الأفكار اللي بتشتتني عن دماغي. "الظروف بتتغير، مش كده؟"

إيان هز كتفه وساب الموضوع. "بغض النظر عن ده كله، لازم تتكلموا عشان تقفلوا الموضوع، عشان تتأكدوا إن مفيش مشاعر سلبية. مش لازم يكون ميعاد. يمكن أحسن لو مكنش ميعاد، صح؟





"محتاج وقت عشان أستوعب الموضوع الأول".

"وأنا متأكد إنها محتاجة وقت كمان".

"وممكن أحتاج أرجع بعض حاجات شئون الموظفين".

إيان رفع حاجبه بضحك. "قلقان إن بنات تانيين نمت معاهم هيتوظفوا هنا كمان؟"

فكي اتعقد. "تسليم التحكم في مسئوليات شئون الموظفين كان المفروض يقلل شغلي ويديني وقت أركز على الاستراتيجية. وجود إيموجين هنا هيشتتني عن ده، وأكيد هيسبب مشاكل كتير هحتاج أضيع وقتي في حلها".

"وكنت هتعمل إيه لو كنت عارف إنها هتبدأ شغل هنا؟"

"مكنتش قربت منها في اليونان".

انجذابي ليها كان قوي جدًا، بس معرفتي إنها موظفة مستقبلية كانت هتغلب ده. مش بعمل نفس الغلطة مرتين.

"يا جيسون، إحنا الاتنين عارفين إنك بتحب تتحكم في كل حاجة، بس سيب حاجات شئون الموظفين لقسم شئون الموظفين المتخصص. النظرة بأثر رجعي حاجة عظيمة، بس عندك مشاغل كتير أوي. خلينا نتعامل مع الموضوع ده يوم بيوم".

طلعت تنهيدة بس مجادلتش. إيان كان أحسن موظف جبته من غير شك، ومفيش حاجة مش بثق فيه فيها. محتاج أطبق نفس مستوى الثقة ده على الموضوع ده.

"عندك حق. شكرًا يا صاحبي".

إيان ابتسم ابتسامة صغيرة وبعدين قام من الكرسي، وعدل بدلته. ولما بدأ يمشي ناحية الأسانسير، ناديت عليه.

"عرفت إزاي إنها هي؟"

إيان لف. "بين رد فعلها المصدوم لما قابلتك، وحقيقة إنها بعد كده نادتك جيسون رغم إنها قضت كام دقيقة بس فوق... مش محتاج شغل مخابرات كتير. آه، واسمها إيموجين. ده كان دليل كبير".

لما إيان خرج من الأوضة، فتحت اللاب توب تاني. ده كان رد فعل تلقائي لما أكون لوحدي. مكنتش ببص عليه فعلًا. دماغي كانت مركزة على إيموجين، وبتسأل إزاي أخرج نفسي من الورطة دي.

يمكن مش بديها حقها الكافي، وممكن تكون عادي جدًا إنها تشتغل في نفس المكتب. بعد كل ده، مايا هتبقى مديرتها المباشرة؛ ممكن علاقتنا ببعض تكون قليلة زي ما عايزين.

غير إن ثقة إيموجين ملهاش حدود. شفت إزاي بتعرف تتحكم في الأوضة، وتخلي الواحد يسمع كلامها، ومسحور بكل حركة منها. هتتأقلم بسرعة، وهبقى أنا مجرد واحد خسرها وقتها في الإجازة.

بس لسه مغرية - إغراء معرفتش أبعد عنه في اليونان، مهما كانت مرات إدماني ليها. دلوقتي هشوفها كل يوم، عارف إني مش هقدر ألمسها، وشايف إن حتى الكلام معاها هيزود بس جاذبيتي الشديدة ليها.

بعد أربع أسابيع بشوفها بمايوه، وفساتين صيف، ومكياج بسيط، رؤيتها بملابس شغل كانت غريبة. نسخة مختلفة من إيموجين اللي قضيت وقت معاها في اليونان. بس مغرية بنفس القدر. كأن حد جابها من اليونان، وغير شكلها، وحطها في مكتبي كاختبار.

وسط كل عدم اليقين ده، في حاجة واحدة أكيدة: لو ده اختبار، مش متوقع إني أنجح فيه.

شكرًا على القراءة :) xx

أتمنى تكونوا استمتعتوا بأول فصل من لقاء محرم. الفصل الجاي هيرجع بينا لآخر يوم ليهم في اليونان سوا. شكرًا على دعمكم لحد دلوقتي - أنا ممتن جدًا لكل تصويتاتكم وتعليقاتكم!

تعليقات

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء