الأمير باستيان - رواية فانتازيا
الأمير باستيان
2025, سهى كريم
فانتازيا مظلمة
مجانا
عالم مظلم تتحكم فيه مصاصو الدماء والسحر، تناضل "كلير" من أجل إثبات نفسها كشريك جدير بالأمير "باستيان" من عائلة ألارد. مهمتها ليست فقط أن تصبح شريكًا له في سعيه للبقاء على قيد الحياة، بل أيضًا للتسلل إلى عالمه المظلم والتخفي بداخل قصره لمعرفة أسراره. لكن مع تزايد التوتر بينهما، تبدأ كلير في مواجهة خوفها من مصاصي الدماء بينما تقرر ما إذا كانت ستخون قلبها لتحقيق انتقامها أم تظل وفية لعائلتها وكهنتها.
كلير
البطلة الرئيسية، وهي ساحرة بلا سحر ولدت في عائلة من ساحرات الضوء. تكتشف أنها مضطرة للعمل مع مصاصي الدماءأمير باستيان
أمير مصاص دماء من عائلة ألارد، وهو شخصية غامضة وقوية، معروف بجماله البشع وقدرته على التأثير في الآخرينسيرافينا
أخت كلير الصغيرة، وهي ساحرة تمتلك سحر الضوء وتستعد لتحمل مسؤوليات القيادة في طائفة الساحرات.
شفتَه عبر قاعة الحفلة وما قدرت أشيل عيوني عنه. شعره الذهبي كان مرفوع بكسل على جنب، كأنه توه مخلّص من تمرير أصابعه فيه. وعلى وجهه ابتسامة خفيفة، كأنه توه صاحي من حلم حلو. بس مستحيل يكون الأمير باستيان من بيت ألارد يسوي أي شيء بكسل، وهو أكيد ما يحلم. كان مصاص دماء. مثل كل الأمراء اللي يحكمون الأراضي المغلوبة. واليوم، كان المفروض أني أبهره عشان أفوز بالوظيفة كـ "شريكته الدموية"—الشخص اللي بيشرب منه حصريًا لمدة سنة كاملة. كنت مستاءة حتى من فكرة إني أكون قريبة منه، بس ما عندي خيار ثاني. هذا قدري. وإذا فشلت... حاولت أقمع الرجفة اللي صعدت فيني، ولمست جنب رقبتي فوق طوق الدانتيل اللي أمي أصرت إني ألبسه. الوريد في رقبتي نبض بسرعة. كنت واعية لكل الأسباب اللي تخليني أخاف من مصاص دماء. بدأ الظلام يتسلل لأطراف نظري، وحاولت أوقف الشعور بالغثيان اللي قلب معدتي. حدّقت في الأرضية وحاولت أهدي أنفاسي. بس مجرد التفكير في كلمة "دم" كان يكفيني عشان أحس بدوار، شيء حاولت أتغلب عليه لسنوات بدون فائدة. والآن، ما عندي أدنى فكرة كيف أقنع أمير مصاصي الدماء إني الشخص اللي يدور عليه. وش بيصير لو قرر يجرّب عينة قبل ما يختار، وأنا فقدت وعيي عند قدميه؟ هذا بيخلّص على مهمتي بسرعة البرق. أختي فتحت المروحة الورقية بفرقعة ولوّحتها ناحيتي. الهواء البارد لمَس بشرتي، لكنه ما هدّأ توتري. "لا تطالعين," تمتمت سيرافينا، "بس اللي في بالك قاعد يطالعك." رفعت عيوني، ولقيت نظرة الأمير باستيان الباردة تخترق مجموعة الطامحين اللي متجمّعين حوله، وعيناه الزرقاء الناعمة مركزة عليّ. عيون قاتل. كل شي فيني تجمّد—نفَسي، أفكاري، وأقسم إن حتى قلبي فوّت نبضة. كان وسيم لدرجة مؤلمة، جماله يطارد الروح، وكأي مفترس، كان ينوي يخدعني بشعور زائف بالأمان. لكن الجمال الخارجي ما يخفي الوحش اللي بداخله. بلّلت شفايفي، وذقت طعم الروج اللي ما تعوّدت ألبسه، وأنا أدعي لـ ديانا إن ما يكون تلَطّخ. كل ما طالت نظرته، كل ما حسيت إن الوقت صار أبطأ. الناس حولي بدوا يتلاشون. ألوانهم بهتت. ملامحهم ضاعت في الخلفية. حتى موسيقى القاعة وأصوات الحديث صارت مجرد طنين خفيف. هزّيت راسي عشان أصحى من هالحالة، بس ما نفع. كأنّي غرقانة في الموية، والشيء الوحيد اللي أحتاج أسبح له... كان هو. فكرة مقززة. "Enchanté، عزيزتي." صوت ناعم، سلس، كأنه انهمس في أذني مباشرة. استدرت بسرعة أبحث عن صاحبه... لكن ما كان فيه أحد قريب. لما سمعت ضحكة ناعمة تتردد في أذني، رجعت انتباهي بسرعة لمصاص الدماء. مستحيل... بس، بنور ديانا... كان هو. "أود التحدث معكِ على انفراد في الشرفة. بعيدًا عن هذه العيون المتطفلة. هناك." أشار الأمير لليسار، وتبعت نظري إصبعه حتى وصلت لمجموعة أبواب مزخرفة. "هل ستنضمين إليّ؟" رغم كل الظروف، لا بد أني سويت شيء صح. قدرت أجذب انتباهه. حاولت ألقَى كلمات مناسبة وطلعت مني جملة مترددة: "هذي... المقابلة الرسمية؟" ما حرّك شفايفه، بس مع كذا سمعت رده بوضوح. "نعم ولا." انفجرت فقاعة الأمل اللي كانت تكبر في صدري. وش يعني هذا؟ كنت مضطرة أفوز بهذه الوظيفة كمصدره الدموي. أعطيت عهدي للمجموعة، وبالرغم من أني ما كنت أعرف وش كنت داخلَة عليه بالضبط، الشيء الوحيد اللي كنت متأكدة منه هو أني ما أقدر أفشل. قد أكون ساحرة بلا سحر، ما لي نفع غير الاعتناء بالحدائق وإطعام الغربان، لكن كان لازم أصير جاسوسة. كان لازم أكون أفضل—وأختلف—عن البنت اللي كنتها، لو كان عندي أي أمل في الانتقام لجدتي وللعدد الهائل من الأرواح اللي راحت بسبب السحر المظلم، لأن مصاصي الدماء فشلوا في حفظ توازن الخير والشر. قطع الأمير نظراته عني، وفجأة، حواسي رجعت للحياة من جديد. الموسيقى. الهمسات. صوت أختي جنبي. كل شيء رجع دفعة وحدة، وبسرعة لدرجة إن الدوخة رجعت لي مرة ثانية. "قلت لك لا تطالعين," تمتمت أختي الصغيرة بين أسنانها، وهي ترفرف بالمروحة بسرعة، لين صار الهواء يحرك الخصلات الناعمة حول وجهي ويلصقها برموشي المزيفة. "لما تقولين لواحد لا يطالع، هذا حرفيًا كأنه تحدٍّ له عشان يطالع," رديت بحدة وأنا أخطف المروحة من يدها. "وبعد، وقفي عنف هالمروحة في وجهي." حاولت أفك خصلة من شعري الفضي الليلكي علقت برموشي، لكن قبل حتى ما أرتب شكلي، لمحت الأمير باستيان يضحك، كأنه سمع كل همساتنا من الجهة الثانية للقاعة. بلعت ريقي بصعوبة. إذا كان يقدر يكلمني من بعيد ويقدر يعبث بأصوات الحفل، فهو أكيد قادر يسمع كل شيء. معلومة مهمة لشخص ينوي خداع مصاص دماء. كان رابطًا يديه خلف ظهره وهو يمشي باتجاه الأبواب السوداء اللي أشار إليها، متجاهلًا ببساطة أسئلة الحضور اللي تحلقوا حوله. قبل ما يوصل للأبواب، التفت ناحيتي ولوّح لي بيده، كأنه يطلب مني أتبعه. وجهه الطفولي كان يحمل لمحة من المزاح، لكنني كنت حذرة. ما كنت أبي أتبعه. كنت خايفة من اللي ممكن يصير. لكن بنفس الوقت... كان هذا الشيء الوحيد اللي أبيه. ما فيه مجال للخوف. "لازم أروح," قلت لأختي. خطوت خطوة للأمام، لكن سيرافينا اعترضت طريقي، ووقفت تحط يديها على خصرها. كانت تبدو مختلفة بدون شعرها الأبيض، اللي سحرته عشان يكون بنفس لون شعري الليلكي كتخفي قبل ما نوصل. "ليش تتصرفين بغرابة؟ لا تبدين في الانهيار الحين. تذكري إنك عاهدتي—" "ششش!" قلت بسرعة، قاطعة كلامها قبل ما تقول شيء ممكن يفضحنا. فتحت المروحة ورفعتها بيننا، حاجبة وجوهنا عن مصاص الدماء. "ما أقدر أوضح لك اللي صار، بس... تكلم داخل عقلي ودعاني للشرفة." "تكلم داخل عقلك؟" ردّت وهي مصدومة. تنهدت بانزعاج. "إيه! أعتقد إنها مقابلة من نوع ما." شفتاها المنحنية بشكل طبيعي تفرّقت عن بعض، كانت واضحة عليها نفس الدهشة اللي حسّيت فيها. "بس ابقي هنا وانتظريني، أوك؟" أومأت أختي برأسها. "تقدرين تسوينها، كلير. أنا متأكدة. بس كوني واثقة من نفسك." رسمت ابتسامة متوترة، لكنها ما بادلتني إياها. "شكرًا، سيرا." أختي الصغيرة كانت كل شيء أنا ما كنته. ساحرة مولودة بسحر النور في عروقها، متدرّبة على ملاحقة مصادر السحر المظلم على الأرض وتدميرها. كانت راح تستلم قيادة جماعتنا لما تتنحى ماما. أنا، كنت أبي أحميها من السحرة المظلمين. نفس السحرة اللي حكّامنا مصاصي الدماء ما حاسبوهم أبدًا على قتلهم لساحرات النور البريئات. كنت أكره الأمير باستيان ألارد وإخوانه، مو بس عشان وش كانوا، بل عشان وش ما سوّوه. لكن إذا كنت أبي أكتشف أسراره، كان لازم أمثّل أني مفتونة فيه، مثل كل هالبشر الضعفاء اللي يتملقونه عشان يحظوا بشرف كونه يغرز أنيابه فيهم. رفّعت ظهري وسحبت كتوفي للخلف، ثم مشيت عبر قاعة الحفلة بخطوات بطيئة ومدروسة، وأنا أحاول ما أتعثر بذيل فستاني الأسود المصنوع من الدانتيل. لما اقتربت، فتح مصاص الدماء أحد الأبواب وأمسكه مفتوحًا لي. توقفت للحظة عند العتبة، بما يكفي لألتقي بنظرته الفضولية، قبل ما أنحني قليلًا بخفة وأخطو إلى الهواء الليلي البارد. لامس النسيم البارد بشرتي المكشوفة عند وجنتيّ وذراعيّ، وقاومت الرغبة في لف يدي حول نفسي، وأنا أمشي باتجاه الدرابزين الحجري المطل على الحدائق المعلقة الشهيرة لقصر كوربان. أكيد كانت تبدو رائعة في ضوء النهار، لكن الآن، في الظلام، كانت الأشجار والشجيرات تشبه الوحوش بقدر ما تشبهها التماثيل الحجرية الجاثمة على الدعامات العتيقة. ما سمعت أي خطوات تقترب، لكنني شعرت بوجوده واقفًا خلفي. كان إحساسًا مزعجًا، يشبه المشي في مقبرة في منتصف الليل... لو أن شواهد القبور كانت أيضًا مصاصي دماء عطشى للدماء. طوال الرحلة اللي استمرت أسبوع للعاصمة، التهمت كل المخطوطات اللي جهّزتها لي ماما عن مصاصي الدماء، لكن ما تعلمت الكثير. مجرد إشاعات أكثر من كونها حقائق. ما قد شفت واحد عن قرب من قبل، فما بالك بمقابلة رسمية مع واحد منهم، لكني كنت متأكدة أن أمير مصاصي الدماء راح يفضل شخصًا ناعمًا ولطيفًا كمصدر تغذيته. وللأسف، عمري ما كنت لا ناعمة ولا لطيفة، كنت أفضل النباتات والكتب على الناس. لكن، لكل شيء بداية. جمعت شجاعتي، وقاومت كل غريزة في جسدي كانت تصرخ عليّ أني أهرب، ثم استدرت، وواجهت باستيان مباشرة. كان القمر يسلط ضوءه عليه، يغمره بتوهج غريب. ما كنت أحب أي شيء أعرفه عنه، لكن الأشياء اللي ما كنت أعرفها... أثارت فضولي "سيدي" قلت وأنا أنحني بانحناءة رسمية خفيفة. لما رفعت ذقني، لقيته يتأملني بنظرة غريبة. "أنا أسبب لك التوتر." قال مصاص الدماء. ما كانت سؤال، وكان محق. هو فعلًا كان يخليني أشعر بعدم الارتياح. كل شيء فيه، من جماله المدمر، إلى سكونه المريب، إلى قدرته على الحديث معي من الطرف الآخر للقاعة بدون ما يحرك شفتيه، كان كافيًا ليجعلني متوترة. بدل ما أحاول أكذب، بقيت صامتة. بعد لحظة طويلة، سألني: "لماذا أنتِ هنا؟" ما كان في نبرة صوته أي اتهام، لكني رغم ذلك شعرت باحساس مزعج... كأنه يعرف تمامًا ليش أنا هنا. وهذا زاد من توتري أكثر. ومرة ثانية، ما كذبت. قلت له الحقيقة الوحيدة اللي عندي. "جئتُ"، قلت وأنا أجد صوتي، "لأجلك." ...ولأجل العثور على موقع آخر الآثار الشيطانية المتبقية حتى تتمكن عائلتي من تدميرها. نزلت نظراته إلى عنقي، وتساءلت إذا كان قادرًا على سماع تدفق الدم في عروقي أو صوت دقات قلبي اللي بدأت تتسارع. "أرى ذلك." قال، ومرت لمحة من الارتباك على وجهه قبل ما تستقر يداه على رأس عصاه. هل قلتُ شيئًا خاطئًا؟ بصمت، دعوت إلهة القمر أن تساعدني، لأنني ما أقدر أخطئ في هذه اللحظة. لازم يختارني... بس المشكلة؟ ما كنت أعرف كيف أجعل ذلك يحدث. ------------------------ أنا حتى ما قد تكلمت مع رجل من خارج جماعتنا من قبل. "إذا كنتِ تشعرين بعدم الارتياح تجاهي لهذه الدرجة، يا فتاة، فكيف ستتحملين قضاء سنة كاملة معي؟" قالها بصوت هادئ، لكنه كان يحمل تهديدًا خفيًا. "تقضين كل لحظة يقظة في وجودي، تحت مراقبتي؟ كيف ستتبعينني في المعركة؟" فتحت فمي، لكن ما قدرت أطلع أي كلمة. تصاعدت رغبتي اليائسة في النجاح، فرفعت يدي ألمس الدانتيل الخشن اللي يحيط بعنقي. طوق ماما كان يذكرني دائمًا بالمخاطر اللي على المحك. ابتسم باستيان بابتسامة متعجرفة، تمامًا مثل مصاص الدماء المتكبر اللي كنت أتوقعه، فأنزلت نظري بعيدًا عنه. "أي شخص يلتقي بك يشعر بعدم الارتياح، سيدي." همست. "لو لم أشعر بالتوتر، لكان لديك سبب لتكون مرتابًا." تأمل كلماتي للحظة. وأثناء ذلك، تحرك قليلًا، مما سمح لشعاع قوي من ضوء القمر أن يكشف صدره. عندها، لمحت ضوءًا أحمر نابضًا قادمًا من حجر كان يرتديه في سلسلة ذهبية حول عنقه. كان بالكاد مرئيًا تحت قميصه، لكن بمجرد أن رأيته، ما قدرت أشيل عيني عنه. جمعت شجاعتي وتقدمت خطوة للأمام. لم يتحرك مصاص الدماء وأنا أرفع يدي باتجاه الضوء النابض. لكن قبل ما أقدر ألمسه، أمسك بمعصمي بقوة، يلفه حتى صرخت من الألم. "ماذا تفعلين؟" قال بصوت منخفض لكنه مليء بالتحذير. "قلادتك…" تمتمت بتوتر. "إنها… إنها تنبض." "ماذا؟" أطلق يدي وجرّ الحجر من تحت قميصه ليرى بالضبط ما رأيت. كان توهج الحجر ينبض مثل قلب. ماذا يعني ذلك؟ أعاد مصاص الدماء الجوهرة إلى داخل قميصه وركّب السكين التي كانت مربوطة على صدره فوقها، مخفيًا التوهج. عندما نظر إليّ مجددًا، كانت عيونه زرقاء باردة كالجليد. "هذا، أنتِ وأنا، لن ينجح." ضرب عصاه بالأرض وكأنه يريد التأكيد على كلامه. كان حلقُ فمي مليئًا باليأس، فهززت رأسي. "من فضلك، سيدي. الأمير باستيان. سَيَنْجَح. سَيَنْجَح." ماذا كنت سأفعل؟ ما كان لي خيار آخر. ما قدرت أخسر هذه الوظيفة. لازم أقنعه إني الشريك المناسب له. حاولت أن أتقدم نحوه، مثل الفتاة الطيبة واللطيفة اللي كنت أتظاهر بها، لكنه تراجع خطوة إلى الوراء. "لا تسعي للحصول على لقاء معي مجددًا." قالها بنبرة خشنة. "لا!" صرخت، لكن صراخي لم يُسمع. غمضت عيناي، وعندما فتحتهما، كان قد اختفى. وقفت أمام الباب المفتوح، أُحدّق في الفراغ، محاوِلة ترتيب أفكاري. لقد فشلت. هو ما اختارني. شعرت بوخز السحر يحترق على شفاهي، وارتجف قلبي خوفًا من نوع جديد من الرعب. (هذه الروايه كتبتها صديقتي (تاليا السعوديه
طلبت رأيكم فيها
ردحذفلو في تعديلات او حاجه
طويييله بس تمام💃🏻😂
ردحذف