رحلتي مع القدر 3

تزال صغيرة ففزع حين سمع صراخه فاسرع ودخل بها فامره بأن يضعها بغرفة حارس البوابة فاصابته الصدمة لماذا يفعل بها ذلك فلم يجادله فهو يعرف رب عمله عندما يغضب لا يفكر أبدآ .

كانت تلك السيدة جالسه بجانب الكشك تنتظر من يشتري منها وهي تحمل صغيرتها وبجانبها أبنها ذو الثلاث سنوات وظلت جالسه لعل وعسى أن يأتي أحد ظلت عده ساعات أتت إليها بنت صغيرة واشترت منها وذهبت 

وكانت أم محمد تقول الحمدلله على كل حال اللهم ارزقنا بحلالك وأبعد الحرام عنا فأتى إليها شاب وجلس أمامها .
محمد:ها يا أمي معاكي فلوس محتاج مبلغ علشان الجامعة .

أم محمد:لا مش معاي الا اللي يكفي الإيجار بس دور على شغل وساعدني بدل ما أنت قاعد.

محمد بغضب:لا أنا ماليش في جو الشغل والبهدله عاوز فلوس أعطيني بدلا ما أسرق وأنتوا تتورطو فاعطته مبلغ لا بأس به فانصرف وهي دموعها تنساب على وجنتيها.
أم محمد:ربنا يهديك يا ولدي ويبعد عنك ولاد الحرام .

فبكى ولدها الصغير خلاص يا قلبي خذ حلاوه فمسحت دموعه فابتسم لها ربنا يرحم أبوك ويحفظكم لي .

أم محمد ارمله منذ سنتين وتعاني في تربية أولادها أبنها الكبير محمد يدرس في الجامعة ولا يساعد أمه كل همه الحصول على المال مهما كان ووالدته تعاني من المرض والاعتناء بهم فلا سند لهم يلجؤن له .
كان بدر يصيح على زوجته هاجر فمزاجه متعكر بسبب تراكم الديون ولا يجد ما يشغله فهو عاطل عن العمل .
فاتت هاجر:نعم يا بدر عايز حاجة أنا مشغوله مع العيال في الواجبات.

فصرخ بها بغضب:عاوز اطفح أكل وأنام غوري جيب الأكل فاعدت له الطعام وجلست تراقبه بصمت فهو لا يكلف نفسه أن يدعوها للأكل فهو لا يحب أن يأكل معه أحد وكان إبنه ينظر له بحزن والدموع تترقرق بعينيه فربتت والدته على ضهره بحنان.
هاجر:كمل مذاكره يا حبيبي وبعدين نأكل هو يمكن تعبان ونسي يخليكوا تاكلوا معاه فنظر لوالدته بحزن .
هادي:هو بابا مش بيحبنا زي الناس بيحبوا أولادهم وبيجيبوا لهم كل حاجة فسمع صوت سخرية شقيقه جواد:هو مش بيحب غير الفلوس هو مستعد يبيعنا ويكون معاه فلوس أنا بكرهه قوي .
هاجر بحزن على أبنائها:خلاص يا حبايب مامه قوموا علشان تاكلوا وتناموا بدري فوافقا وبعد ساعة كانا نائمان .
بدر:تعالي عاوزك في موضوع مهم فجلست بضيق.

هاجر:نعم عاوز إيه يا سي بدر؟
بدر بغضب:عايز الذهب بتاعك ابيعه واسدد الديون اللي وراي .
هاجر بغضب وانفعال:لا دا بعدك مستحيل افرط بذهبي دور لك على شغل واهتم بعيالك.

افاقت يارا وهي تحس بصداع فضيع وصرخت حين رأت ذلك الرجل المرعب أمامها ففزع وابتعد عنها .
نادر:خضيتيني يا بنتي أنتِ كويسه فدخل عمر فوقف الرجل بأحترام فأمسك رسغة وجرها بالهداوه يا بيه البنت صغيره فلاحظ غضبه فسكت ويشعر بالخوف فلا أحد يتجرأ ويخاطبه فيما يفعل .
كانت بالمطبخ وهي ترتجف وتبكي ولا تعرف ماذا تفعل وتتذكر الشتائم والضرب الذي تعرضت له تحس بألم مبرح وكانت تغسل الأواني 
فدخل عليها شاب ورمى بملابسه له فقال بقرف:نظفي هدومي عاوزها تلمع من النظافة فخرج وهي منهارة ولكن لا احد يشعر بها ويراودها نفس السؤال الذي حيرها لماذا ولدت هل أنا متبناه أم لقيطه فتفاجأت بمن يصفعها.
عمر:أنتِ مبتسمعيش فين الأكل وما خلصتيش شغلك جتك الآرف فكانت مصدومة مما حصل فصرخت فيه.
سيبوني في حالي انا تعبت بجد معنديش طاقه فجذبها بشعرها وانهال عليها بالضرب فأتى شقيقه وابعده عنها .

شهاب:سيب البنت مش معقول تعمل معاها كدا أنت مريض يا عمر روح اتعالج أنتِ بخير يا بنت ؟
يارا وهي تتألم:رجعني لبيتنا الله يخليك يا عمو .
شهاب وهو مذهول :عمو مين يا صغنون أنا لسى شباب مش عجوز تقولي لي عمو .
عمر:شباب ايه أنت عجوز يالله تقدر تقوم وتتحرك خليني مع المخبوله وروح لمراتك .
شهاب:مراتي مين يا عمي الشيخ تعالي يا نونو علشان تستحمي وتغيري هدومك وتريحي ولو الفرافير دول ضايقوكِ قولي لي.

فسمع صوت ساخر من خلفه:أنت سايبني مخمودة فوق ونازل تربي في عيال غيرك تعال يا بيبي.
عمر:خدي جوزك وسيبوني مع اللعبه دي فعندما أراد شهاب الكلام سحبته زوجته هاه يا بنت على بالك ان أخوي ح يحوشك عني لا ينن عين أمك فوقي لي لأنك خدامة .

كانت تتحدث برعب:أنا بدي اروح عند بابي رجعني