روايه لست ساقطة - الجزء الرابع

لست ساقطة 4

2025, كاترينا يوسف

اجتماعية نفسيه

مجانا

عادوا لما كانوا عليه، كانوا يحاولون مقاومة مشاعرهم، يكابرون ويدّعون القوة، لكن في النهاية، لم يستطيعوا الصمود… فانهارت كل المسافات وضعفوا

تريزا

بنت فقيره تعمل خادمه

آدم

يواجه اضطراب عاطفي
تم نسخ الرابط
رواية لست ساقطة - الفصل الرابع

 
آدم قفل الموبايل بعد آخر محاولة فاشلة… عنيا كانت مشغولة بالناس اللي رايحة جاية، وهو كان مشغول بيا، بغيابي. أول مرة ما يلاقينيش في البيت، أول مرة يحس إني مش قدامه، مش متاحة، مش ملكه في اللحظة اللي يحتاجني فيها.

نزل بسرعة، قلب الشارع اللي ساكنين فيه، لف في كل الأماكن اللي ممكن أكون فيها، سأل علىّ من بعيد لبعيد، مش عايز يبان كأنه بيدور على حد مهم، بس ملامحه كانت بتفضحه.

ركب عربيته، ولف نص القاهرة… الكافيهات، الشوارع، النيل، الأماكن اللي عارف إنها ممكن تريحني، بس كل مرة يوقف فيها، يلاقي نفسه بيبص حواليه… ومفيش تريزا.

كل شوية يتصل، كل شوية يسمع نفس النغمة الباردة اللي بتقول إن الرقم المطلوب مش بيرد. زاد توتره، وعقله بدأ يوديه لأماكن مش طبيعية، كانت أول مرة يحس بإحساس الخوف الحقيقي… مش خوف إنه يخسرني، لا، خوف إنه مايعرفش مكاني.

أما أنا…

رجعت البيت بعد ما هو نزل، كنت خلاص اكتفيت من خروجي، حسيت إني محتاجة أرجع، كأني كنت بغيّر جو وبس، مش ناوية على حاجة تانية.

فتحت باب الشقة، حطيت المفاتيح على الترابيزة، وبدأت أنضف المكان كعادتي… كل حاجة ترجع زي ما كانت، وكأن اللي حصل النهاردة مجرد لحظة وهتعدّي.

لكن وأنا شغالة، التعب بدأ يدخل جسمي، مشيت لحد أوضتي، رميت نفسي على السرير، وكنت مستنزفة… مش بس من الشغل، من التفكير، من اليوم الطويل، من كل حاجة.

لبسي كان خفيف، إسدال قصير، وصدر مكشوف، ومكنتش لابسة حاجة تحته. ماكنتش عاملة حسابي أنام، بس النوم سرقني، سرقني وأنا في أوضتي، سرقني وهو لسه تحت، بيدور عليّا في مدينة بحالها… من غير ما يعرف إني طول الوقت كنت هنا.


بعد فترة، سمعت صوت باب الشقة يُفتح بقوة، صحيت بسرعة من النوم، وأنا لسه مش مستوعبة إيه اللي بيحصل. قمت بسرعة، وخرجت من الأوضة أشوف مين، لكن قبل ما ألحق أتكلم، لقيت آدم واقف قدامي، ملامحه مشدودة، عنيه مليانة غضب…

في ثانية، حسيت لسعة قوية على وشي… إيده نزلت على خدي بقلم ما توقعتوش، وقفلت عيني للحظة من الصدمة.

"كنتي فين؟! إزاي تنزلي من غير ما تقوليلي؟!" صوته كان مليان انفعال، كأنه مش قادر يصدق إنّي عملت كده

دموعي نزلت لوحدها، مش بس من الوجع، لكن من إحساسي إنّه مكنش مستني مني ده… إنّه حس إني اختفيت، وحس بالخوف، حتى لو مش هيقولها بصريح العبارة.

أخدت بالي… مكنتش لحقت ألبس حاجة تحت الإسدال اللي كنت نايمة بيه، وده خلى نظرته تتغير. كان لسه غضبان، بس في اللحظة دي، شفت حاجة تانية في عنيه… حاجة فيها حنية

قرب مني، وصوته بقى هادي، وكأنه حس إنه اندفع: "مش قصدي…"

مد إيده بلطف، لمس خدي اللي لسه بيوجعني، وبهدوء، قرب أكتر… كأنّه بينسى كل حاجة، وكأنّي أنا كمان كنت محتاجة اللحظة دي. كانت لحظة ارتباك، لحظة مشاعر متلخبطة بين غضب وخوف واشتياق مدفون جوانا من فترة.
رجعنا لنفس اللي كنا بنهرب منه، أو يمكن الحقيقة، اللي كنا بنتمناها من غير ما نعترف

خلاص استسلم. مد إيده، مسك إيدي بحنية، سحبني ناحيته بهدوء، وصوته خرج بنبرة دافئة، متلخبطة بين الاشتياق والضعف:

"وحشتيني أوي… جسمك واحشني… ريحتك، لمستك… كل حاجة فيكي."

نظراته كانت بتحكي ألف حاجة قبل حتى ما يكمل، وإيده كانت بتتحرك بخفة، تمسك طرف الإسدال، ترفعه ببطء

لقيت نفسي بدوب بين إيديه من غير مقاومة، كأن حضنه كان المكان الوحيد اللي بيدّيني الأمان. كان واحشني… مش بس هو، إحساسه، دفء لمسته، صوته القريب وهمسه اللي بيرجّني

لما إيده لمست جسمي، حسيت بقشعريرة اشتياق كانت متخبية جوايا،

كان وحشني بجد… وحشني يحضني، يلمسني، يحسسني إنّي ملكه، كأنّي مش مجرد حد عابر في حياته، كأنّي مراته بجد.

بهدوء، سحبني بين إيديه، خدني معاه للسرير
بقى متملكني حرفيًا، حضنه كان بيحاوطني، صوته الواطي وهمسه القريب بيخليني أدوب أكتر. مفيش مسافة بينّا، مفيش حواجز، مفيش حاجة غير إحساسنا اللي بيرجع من غير ما نسأل نفسنا ليه.

لما فتحت عيني بهدوء، حسيت بنفسه الدافئ قريب مني، ولمسة خفيفة على شفايفي، كأنّه كان مستني أصحى من غير ما يبعد.

شفايفه نازلة على شفايفي، بتلمسني بسهولة، بحنية، وكأنّه بيطمن إني لسه معاه، إني لسه ملكه.

بصيت في عنيه، لقيته بيراقبني بابتسامة هادية، همس بصوت واطي، دافي، كأنه سر بينّا محدش غيرنا يسمعه:

"بحبك."

تعليقات

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء