موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    روايه أم وبناتها

    أمّ وبناتها

    2025, تاليا جوزيف

    فانتازيا

    مجانا

    تهرب أم شابة مع بناتها التوأم من حياة مليئة بالعنف لتجد نفسها في عالم الوحوش السحري والخطير. تمنحها قوى سحرية ونظامًا لمساعدتها على البقاء والازدهار. بينما تتكيف مع حياتها الجديدة، تواجه تحديات غير متوقعة وتسعى لحماية بناتها وبناء مستقبل آمن وسعيد. رحلة أمومة وشجاعة في عالم خيالي مليء بالإثارة والمخاطر.

    أمارا

    الأم الشابة والقوية، بطلة الرواية. عانت من العنف المنزلي وتسعى لبداية جديدة آمنة لبناتها. تتمنى أن تصبح امرأة سوداء قوية وجميلة وقادرة على التحول إلى ثعلبة لحماية بناتها

    ناعومي

    إحدى ابنتي أمارا التوأم. طفلة شجاعة وفضولية، تتمنى أن تكون مثل والدتها قوية وقادرة على التحول إلى ثعلبة. تظهر لديها روح المبادرة والرغبة في حماية والدتها وأختها.

    نيا

    ابنة أمارا التوأم الأخرى. طفلة هادئة ولطيفة، تتمنى نفس أمنيات أختها وتعتمد عليها. تظهر لديها حساسية وعاطفة قوية تجاه والدتها وأختها.
    تم نسخ الرابط
    روايه أم وبناتها

    هيدا مهداة لروح بيّي الغالي. مع إنك كنت كبير بالعمر وكنت جدّي، بس كنت دايماً بمثابة الأب. علّمتني كون قوية وشرسة وما استسلم أبداً، حتى بأصعب أوقاتي وأحلك الظروف. رح ضلّ عمري ممنونة إلك يا حجّ. الله يرحمك يا حبيبي وتكون روحك مرتاحة. - بنتك الصغيرة.
     _______________
     
    أهلين بالكل، بتمنى تستمتعوا بهالقصة، وبتمنى تجيبلكن دموع فرح + حزن. وكمان بتمنى تجيبلكن سلام وكل المشاعر الفقاعية المضحكة. بتمنى تقدروا تتواصلوا مع الشخصيات اللي خلقتها. تحبوهم وتخلوا خيالكن يحييهم. بعض الأحداث مبنية على قصص حقيقية صارت بحياتي. شكراً لوقتكن.
    
    وكمان هيدي فانفيكشن، أنا ما جبت فكرة عالم الوحوش.
    
    أمارا شخصية مبنية عليّ وأنا شخصيتي الرسمية. (وكمان أنا مش هون لأجمع تعاطف، فبليز بلا حفلات شفقة)
    
    التوأم مبنيين على ولادي، فبالتأكيد ما تجوا بتعليقات كراهية عليهم. وإلا بلاقي وقت اليوم!!!!!
    
    قصتي مستوحاة من كتير فانفيكشنز لـ "الجميلة والوحش" ومن "الجميلة والوحش" نفسها، أنا ما بملك هالقصة، هي للمؤلف الأصلي.
    
    وأخيراً، أخد مني كتير شجاعة لأبدأ أعمل هيك. بتمنى هالقصة تساعدني علاجياً، فإذا ما عندك شي حلو تقولو، ما تقولو. وإذا عندك، رح يتم حظرك. رح أقبل النقد البناء. إذا ما عجبتك، ما تقراها.
    
    تذكير: صحتكن النفسية مهمة، رح يكون في مواضيع قاتمة للغاية، فبليز اقرأوا التحذيرات أولاً.
    
    إذا عندكن أي أسئلة، فيكن تبعتولي رسالة. خاصةً إذا محتاجين حدا تحكوا معو. خلصنا باي يا مشاغبين xoxo
    
    
    
    
    
    كان الليل معتم وثقيل، والمطر عم ينزل متل إبر باردة على جلد أمارا وهي عم تركض. دراعاتها عم يوجعوها من كتر ما كانت حاضنة بناتها التوأم لصدرها، وبكاهن الخفيف مكتوم بين تيابها المبلولة.
    
    "ماما، وين رايحين؟" ناعومي تنهدت، وأصابعها الصغيرة عم تتشبث بكنزة أمارا المهترية.
    
    "بعيد يا حبيبتي. لمكان آمن،" همست أمارا، وصوتها عم يرجف تحت وطأة التعب والخوف.
    
    وراهم، كانت لساتها عم تسمع صوته - جوزها، الزلمة اللي مرة حلف يحبها بس هلأ ما بيجيب غير الكدمات والوجع. حاولت تهرب قبل هالمرة، بس كان دايماً يلاقيها. هالمرة، مع هيك، كانت بتعرف إذا بقيت... ما رح يعيشوا.
    
    الرعد دَوّى، وأمارا ضغطت أكتر لجوا عتمة الزقاق، ونزلت على ركبها وجسمها عم يرتجف.
    
    "دخيلكن،" همست بالليل، وهي عم تهز بناتها. "إذا في حدا - أي إله، أي روح - عم يسمعني... دخيلكن. ما بدي موت هيك. ما بدي بناتي يكبروا بالخوف."
    
    المطر خفّ، وسكون غريب عمّ الجو.
    
    "لقد عانيتِ بما فيه الكفاية."
    
    الصوت كأنه جاي من كل مكان ولا مكان بنفس الوقت. أمارا رفعت راسها بسرعة، عيونها واسعة، وضمت بناتها أقوى. قدامها وقفوا تلات أشكال عم تضوي، مغطاية بالنور والعتمة. عيونهم عم تلمع متل المجرات، قديمة ومليانة معرفة.
    
    "لقد صرختِ طلباً للمساعدة، ونحن أجبناكِ،" قال أطول واحد فيهم. "تبحثين عن عالم جديد، بعيداً عن هالعذاب، ونحن سنمنحكِ إياه. ولكن لنعطيكِ فرصة عادلة، سنقدم لكِ ثلاث أمنيات لكل منكن."
    
    أمارا رمشت، ودموعها اختلطت بالمطر. "تلات أمنيات؟"
    
    "لتحضيركن لعالم الوحوش،" شرح إله تاني، "أرض القوة والسحر والخطر. يجب أن تختاري بحكمة."
    
    أمارا بلعت ريقها بصعوبة، وهي حاضنة بناتها بقوة وهمست أمنياتها:
    
    "أمنيتي الأولى... بدي غيّر شكلي. بدي كون ست سودا قوية وجميلة - مليانة، قوية - وقادرة اتحول لثعلبة لأحمي بناتي."
    
    الآلهة هزوا روسهم بالموافقة.
    
    "أمنيتي التانية... بدي نظام، شي يعطيني مهام ومكافآت ليساعدني أعيش وأقوى."
    
    "وأمنيتكِ التالتة؟"
    
    الدموع نزلت على وجهها. "بدي رفقاتي وولادي ما يموتوا أبداً، إلا إذا هنن اختاروا هيك. بدي نكون بأمان... للأبد."
    
    همهمة سحرية خفيفة عمّت الجو والآلهة سجلوا أمنياتها بالقدر.
    
    بعدين التفتوا لبناتها. "وأنتن يا صغار؟ فيكن كمان تتمنوا تلات أمنيات لكل وحدة."
    
    ناعومي، الأشجع بين التوأم، وقفت على رجليها اللي عم يرجفوا، وقبضت إيديها الصغيرين. "بدي كون متل ماما! بدي شكلي يكون متلها وأتحول لثعلبة كمان!"
    
    "حسناً جداً،" قالوا الآلهة.
    
    "أمنيتي التانية..." ناعومي نظرت لأمها. "بدي كون قوية كفاية لأحمي ماما وأختي."
    
    "وأمنيتكِ التالتة؟"
    
    ترددت، بعدين همست، "رح أترك الأخيرة إلك تقرريها. شي يساعدنا."
    
    عيون الآلهة لمعت بفخر.
    
    بعدين إجا دور نيا. نظرت لناعومي، بعدين لأمها، وهزت راسها. "بتمنى نفس اللي تمنته أختي."
    
    الآلهة ابتسموا لها، وأشكالهم ضوت أكتر. "حسناً جداً. وبسبب شجاعتكن، رح نعطي لكل وحدة منكن هدية."
    
    أمارا رمشت باستغراب. "هدية؟"
    
    "أيوة،" قال الإله الأول بدفء. "إلك يا أمارا، رح نعطيكي بيت - بيت عايش وبينبض، رح يكبر كل ما تكبر عيلتك. رح ينتقل وين ما تروحي، ورح يحميكي دايماً. رح يكون عنده نظام خاص فيه، يوجهك ويتطور معك."
    
    أمارا حطت إيدها على تمها بسرعة، والدموع عم تنزل.
    
    "وللتوأم، رح نعطيهن أنظمة فردية رح تكبر معهن - رح تعطيهن قوى وهدايا ومكافآت كل ما يكملوا مهام وتحديات. ما رح يكونوا ضعاف أبداً بهالعالم الجديد."
    
    النور اللي حواليهم لفّ، دافي ودهبي، ورفعهم بلطف بالهوا.
    
    "انتبهوا،" قال الإله الأخير بهدوء، "عالم الوحوش بري وخطير، بس هلأ عندكن فرصة مش بس تعيشوا - بل تزدهروا."
    
    وبينما السحر غمرهم، أمارا سمعت بناتها عم يضحكوا باستغراب، وإيديهم الصغيرين عم يوصلوا للنور اللي عم يلف.
    
    "ما حدا رح يأذيكن بعد اليوم،" همست أمارا لهن، وهي حاضنتهم بقوة والعالم اللي حواليهم عم يبلش يختفي.
    
    ولما النور خفّ أخيراً، أمارا فتحت عيونها وشهقت.
    
    كانوا واقفين على طرف مرج واسع وجميل، حواليهم أشجار قديمة عم تلمع بألوان فضية وذهبية. عصافير غريبة عم تغرد من بعيد، ومخلوقات ضخمة عم تتجول بعيد قرب نهر عم يلمع.
    
    وراهم كان في بيت كبير وجميل - مبني من حجر وخشب كأنه عايش، عم يتحرك بلطف كأنه عم يتنفس.
    
    أمارا نزلت نظرها وكادت تشهق مرة تانية. جسمها اللي كان نحيل ومكدم هلأ صار طويل ومليان، بشرتها السمرا عم تضوي، وشعرها الكيرلي الكثيف نازل على ضهرها. كانت عم تحس بقوة الثعلبة جواها، ناطرة لتنطلق.
    
    ناعومي ونيا وقفوا جنبها، ما عادوا بتيابهم الممزقة، بس بتياب ناعمة عم تلمع متل ضو القمر، وشعرهن الكيرلي متل شعرها.
    
    "ماما! شوفي عليي!" صرخت ناعومي بفرح، وعيونها واسعة وهي عم تمرر إيدها - وأصابعها تحولوا لمخالب ثعلب للحظة قبل ما يرجعوا متل ما كانوا.
    
    "صرت قوية هلأ!" ضحكت نيا، وهي عم تدور وتضحك بحرية لأول مرة من زمان كتير.
    
    رنة ناعمة دوت ببال أمارا:
    
    أهلاً بكِ في عالم الوحوش، أمارا. النظام قيد التشغيل... المهام والمكافآت متاحة.
    ابتسمت، ودموع الراحة نزلت على خدودها، وهي عم تضم بناتها لحضنها.
    
    "هيدي فرصتنا التانية،" همست. "بيتنا الحقيقي."
    
    ولأول مرة من زمان طويل - أمارا صدقت هالشي.
    
    
    
    
    الشمس كانت أدفى من أي شي حسيت فيه قبل - ناعمة ومخملية، متل لمسة حنونة على جلدي. قعدت على درجات بيتنا الجديد، وتركت الدفا ينزل لعمق عظامي. ناعومي ونيا كانوا عم يركضوا ورا بعض بالمروج، وضحكاتهم عم ترتفع متل غناء العصافير بالسما المفتوحة.
    
    لأول مرة من وقت حسيتو دهر، كانوا عم يبتسموا. ابتسامة حقيقية.
    
    اتكيت لورا على إيدي، وعم بستمتع بالمنظر. تلال متموجة ممتدة لمدى بصري، متوجة بالزهور البرية والأشجار العالية اللي عم تتأرجح بلطف بالهوا. الجو كان حلو، ممزوج بشي بري وحر، بعيد عن شوارع المدينة الخانقة اللي تركناها ورا.
    
    دينغ!
    
    النظام متصل. أهلاً بكِ يا أمارا. تم تعديل إحصائياتك الحالية لتتوافق مع شكلك وأمنياتك. هل ترغبين في عرضها؟
    
    رمشت وأنا عم شوف شاشة زرقا عم تضوي وتظهر قدامي. ترددت، وقلبي عم يدق، بس بعدين همست، "أيوة."
    
    الاسم: أمارا
    العرق: من سلالة الوحوش (نوع الثعلب)
    الفئة: الأم الحارسة
    القدرات:
    •    تحول الثعلب (مقفول، يحتاج تفعيل)
    •    حواس محسنة (مفتوح)
    •    هالة واقية (سلبية)
    •    رابطة شفاء (مع الأطفال)
    المهارات:
    •    قتال أساسي (المستوى 1)
    •    تتبع (المستوى 1)
    •    طبخ (المستوى 5)
    المهام المتاحة. هل ترغبين في رؤيتها؟
    
    عبست بفكر. "طيب... ورجيني." القائمة انفتحت بسلاسة:
    
    المهام اليومية (المستوى المبتدئ):
    1.    اصطياد أو جمع طعام لليوم. (المكافأة: 5 نقاط خبرة، عنصر عشوائي)
    2.    تعليم أطفالك مهارة جديدة. (المكافأة: 5 نقاط خبرة، نقاط ترابط إضافية)
    3.    استكشاف 500 متر حول منزلك. (المكافأة: 10 نقاط خبرة، توسيع الخريطة)
    
    مؤقت صغير نبض بأسفل الشاشة:
    
    الوقت المتبقي للمهمة اليومية: 23 ساعة، 34 دقيقة.
    
    شهقت بسرعة - لازم اتحرك بسرعة.
    
    قبل ما أقدر خطط، صرخة ناعومي اخترقت المرج.
    
    "ماما! شوفي!"
    
    التفتت بالوقت المناسب لأشوفها عم تبتسم، وأذنيها الصغيرين تبع الثعلب عم يرتجفوا على راسها وذيل منفوش عم يتحرك وراها.
    
    نيا وقفت جنبها، ولسانها طالع من زاوية فمها وهي مركزة - وبصوت فرقعة خفيف، ظهروا أذنيها وذيلها.
    
    "يا صغار الثعالب تبعي،" همست، وقلبي عم ينتفخ، ودموع عم تحرق عيوني وأنا عم حضنهم بقوة.
    
    النظام رن مرة تانية:
    
    إشعار: تم تفعيل أنظمة الأطفال. تم منح مكافآت الترابط.
    
    وأنا لساتني حاضنتهم، التفتت للبيت - بيتنا.
    
    طابقين من الحجر الأسود الناعم والخشب الدافي، مغطى بكرمة عم تضوي. كان متل شي من حلم.
    
    أخدت نفس، وقادتهم للباب، اللي فتح كأنه كان ناطرنا.
    
    جوا، الهوا لفّ حولي متل حضن دافي. أضواء ناعمة عم تطفو بالهوا، ومدفأة اشتعلت.
    
    دينغ!
    
    أهلاً بكِ يا أمارا. نظام البيت متصل. هذا المنزل سينمو ويتطور مع عائلتك. هل ترغبين بجولة؟
    
    "أيوة... ورجيني،" تنفست.
    
    مستوى البيت الحالي: 1
    •    غرفة معيشة (نشطة)
    •    مطبخ (نشط)
    •    ثلاث غرف نوم (نشطة)
    •    حمام (نشط)
    تم فتح التوسيع مع نمو العائلة أو رفع المستوى. تفعيل حماية: لا يمكن لأي مخلوقات معادية الدخول بدون إذن.
    
    ارتخيت بارتياح. كنا بأمان.
    
    "يا بنات،" همست، وعم ابتسم والدموع بعيوني، "صار عنا بيت حقيقي هلأ."
    
    ناعومي ونيا صرخوا وركضوا ليستكشفوا، وذيولهم الصغيرة عم ترتد وراهم.
    
    لما دخلت المطبخ، وقفت، وعم أتأمل كونترات الحجر الجميلة وموقد الخشب. إيدي حكتني لأطبخ - بس المؤقت اللي عم يضوي بزاوية رؤيتي ذكرني:
    
    تعليم أطفالك مهارة جديدة - الوقت المتبقي: 4 ساعات، 50 دقيقة.
    
    ابتسامة بطيئة انتشرت على وجهي. "طيب يا بنات! تعالوا لهون وساعدوا ماما تطبخ!"
    
    التنين انزلقوا للمطبخ، وعيونهم واسعة.
    
    "عنجد؟ رح نساعد؟" سألت ناعومي، وأذنيها تبع الثعلب انتصبوا.
    
    "أيوة يا ست،" قلت بحزم، ومسحت إيدي بمنشفة. "رح نتعلم نطبخ العشا سوا."
    
    
    
    
    خزانة المؤن كانت عم تضوي بضو خفيف، ولما فتحتها، ظهرت لافتات صغيرة عم تطفو فوق كل غرض. نقيت شي شكله متل خضراوات جذرية سميكة، وأعشاب، وشي نوع من الحبوب النشوية.
    
    ملاحظة النظام: "يخنة الغابة" - تم التعرف على وصفة للمبتدئين. تعلم وعلم لتحصل على مكافآت إضافية.
    
    تمام التمام.
    
    "أوكي،" قلت، وأنا عم حط كل شي على الكونتر. "أول شي، رح نغسل هدول."
    
    البنات تجمعوا حولي، وعم يضحكوا وهنن عم يرشوا المي على الجذور، وذيولهم عم تتحرك بحماس.
    
    وأنا عم قطع الخضراوات، عطيت سكين أبرد لناعومي. "هيدي، جربي قطعي شوي. شوي شوي وبانتباه، هيك."
    
    ركزت كتير، ولسانها الصغير طالع متل لسان نيا قبل شوي.
    
    "هيك يا ماما؟" سألت، وهي عم تقطع قطعة خضرة نصين بدقة.
    
    "بالزبط هيك!" ابتسمت.
    
    إشعار النظام: "تعليم مهارة - الطبخ. التقدم: 25%. الوقت المتبقي: 4 ساعات، 15 دقيقة."
    
    نيا، ما بدها تنترك، ساعدت بتحريك الطنجرة.
    
    وبينما البخار عم يطلع وريحة الأعشاب عم تعبي الجو، النظام رن بصوت خفيف ببالي:
    
    تعليم مهارة - الطبخ. التقدم: 75%.
    
    "يا بنات، انتوا موهوبات،" مدحت، وعم كركش شعر نيا.
    
    وبالوقت اللي اليخنة كانت عم تغلي وريحتها قوية، النظام رن مرة تانية:
    
    المهمة اليومية مكتملة: تعليم أطفالك مهارة. تم منح المكافآت. +5 نقاط خبرة، +5 نقاط ترابط.
    
    ضحكت ضحكة خفيفة، وهزيت راسي. شوفوا علينا...
    
    لما سكبت اليخنة السخنة، التنين ابتسموا لي كأني عطيتهم كنز.
    
    "ماما، ريحتها بتشهي!" قالت ناعومي، وكأنها عم تنط بمكانها.
    
    أكلنا سوا، ولأول مرة، قلبي ما كان مثقل بالخوف.
    
    بعدين، بعد حمام كانوا عم يرشوا ويصرخوا فيه، حطيتهم بتختهم الكبار - وذيولهم تبع الثعلب ملفوفة حواليهم متل حرامات.
    
    وأنا قاعدة على طرف تخت نيا، وعم مشط شعرها عن وجها، رفعت نظرها إليي وهي نعسانة.
    
    "عنجد صرنا بأمان هلأ يا ماما؟" همست.
    
    اتكيت لتحت، وبست جبينها. "أيوة يا حبيبتي. صرنا بأمان هلأ."
    
    ولما ناموا، مشيت بهدوء لورا عالمطبخ، وحضرت لي صحن يخنة وقعدت حد النار.
    
    البيت كان دافي وهادي. كل شوي، كنت شوف لمحة من رونات عم تضوي بضو خفيف على الحيطان - عم تحمينا من الخطر.
    
    أخدت قضمة، وتركت دفا الأكلة واللحظة يستقروا بقلبي.
    
    وصلنا. صرنا ببيتنا.
    
    

    هبه والمنتقم: البارت الخامس

    هبه والمنتقم

    2025, خضراء سعيد

    اجتماعية

    مجانا

    في ظلمة حجرتها، جلست سما على سريرها تحتضن ركبتيها، وعيناها مثبتتان على هاتفها، كأنها تنتظر قدرًا مجهولًا. خارج النافذة، تتساقط الأمطار بغزارة، لكنها لا تسمع شيئًا، صوت مجدي يتردد في رأسها كصدى تهديد، رسالة جديدة تصلها، تزيد من رعشة يديها، والخوف يتملك قلبها، الصور المسروقة سلاح يهددها، وكل رنة هاتف تزيد من رعبها، تتمنى لو تختفي، لكن صوتًا خافتًا في داخلها يرفض الاستسلام.

    سما

    فتاة شابة تعاني من ابتزاز عاطفي. وتجسد الصراع الداخلي بين الضعف والرغبة في المقاومة.

    مجدي

    استغلال الثقة لتحقيق أهداف خبيثة، وهو المحرك الرئيسي للصراع في القصة.

    والدة سما ووالدها

    يمثلون خلفية سما العائلية المضطربة، ويزيدون من شعورها بالوحدة والعزلة
    تم نسخ الرابط
    رواية هبه والمنتقم

    في نفس البناء الذي تقطن به هبه في شقة أخرى الأوضة كانت ضلمة، ما فيهاش غير نور خفيف جاي من الشباك المقفول بستارة قديمة باهتة.
    على طرف السرير، كانت سما قاعدة، حاضنة رُكَبها، وبِتبص في موبايلها كإنها مستنيّة حاجة…
    معجزة تنقذها، أو رسالة تهدّها.
    برا، المطر بينزل، بس هي مش سامعة حاجة.
    الصوت اللي جوا دماغها أعلى من أي مطر.
    صوت أبوها وهُو بيزعّق لأمها، صوت أمها وهي بتقول "خلاص بقى" وهي بتكتم في دموعها،
    صوت المُدرسة اللي قالت لها:
    "يا سما، هو إنتي دايمًا سرحانة ليه؟"
    وفوق كل ده، صوت الرسالة اللي لسه وصلت حالًا.
    "إنتي نسيتي الصور ولا إيه؟
    ما تلومييش غير نفسك."
    "مجدي"... الشخص اللي كانت بتحلف إنه بيحبها.
    الشخص اللي خلّاها تحس إنها مش لوحدها، وإنها حلوة ومحبوبة ومهمة.
    كان بيصحّيها برسالة كل يوم:
    "صباح الخير يا أجمل بنوتة في الدنيا."
    وكان بيسألها:
    "أكلتي؟ نمتِ كويس؟ حلمتي بإيه؟"
    دلوقتي بقى بيبعت لها تهديدات، صوت رسالته يخوّف أكتر من أي حاجة.
    فتحت الدرج بتاع المكتب، طلّعت كشكول الرسم بتاعها، اللي بقاله شهور مرمي.
    أول صفحة كان فيها وش بنت بتضحك.
    بصّت عليه، ومسحت الضحكة، ورسمت دمعة.
    جمبها، كتبت بقلم رصاص خفيف:
    "في الأول قال لي: إنتي شبه القمر...
    ما كنتش أعرف إن القمر دايمًا لوحده، والنور بتاعه بيتاكل بالوجع."
    بصّت على الشباك، ومدّت إيديها وفتحت الستارة.
    كانت عايزة تصرخ…
    كان جواها صوت بيقول: "هو أنا لو اختفيت، حد هياخد باله؟"
    بس محدّش سأل.
    ولا حد شاف.ولا حد سمع.
    كانت سما قاعدة في أوضتها، الضلمة لسه ماليه المكان، بس في قلبها فيه نور صغير بدأ يولّع…
    مش نور أمل، لأ…
    نور غضب، خوف، توتر… كله متلخبط.
    كانت ماسكة موبايلها، وبتراجع الرسايل اللي بعتها لمجدي، كل كلمة، كل صورة، كل لحظة صدّقته فيها.
    وفجأة…
    كانت ماسكة موبايلها، وبتراجع الرسايل اللي بعتها لمجدي، كل كلمة، كل صورة، كل لحظة صدّقته فيها، كأنها بتحاول تفهم بأي لحظة خانت فيها عقلها قبل قلبها.
    الليل كان ساكن، بس قلبها ما كانش، بين كل رسالة والتانية كانت بتاخد نفس عميق كأنها بتغوص في بحر ذكرياتها اللي غرقاها.
    وفجأة...
    رنّ الموبايل.
    رقم غريب.
    اتجمدت صوابعهــا على الشاشة، قلبها بيدق بسرعة، وشيء في داخلها بيقولها "ما ترديش".
    رفضت المكالمة، لكن بعد ثواني...
    وصلتها رسالة.
    فتحتها، وعيونها اتسعت.
    "لو ما نفذتيش اللي هقولك عليه، كل الصور اللي عندي هتبقى على الإنترنت قبل ما الفجر يطلع."
    الدم انسحب من وشها، إيديها بدأت ترتعش، والموبايل قرب يقع من بين صوابعهــا.
    كانت لوحدها في أوضتها، بس فجأة حسّت كأن في ألف عين بتراقبها، كأن الحيطان نفسها بتتآمر عليها.
    رسالة ورا التانية، تهديد ورا تهديد، وكلهم بصوت مجدي اللي كان دايمًا بيطمنها إنها "أمانه في عيونه".
    بس دلوقتي، العيون دي بقت سكاكين.
    وهي... محاصرة.
    تمام، خليني أكمل لك المشهد بأسلوب روائي فيه تصاعد بالرعب والقلق:
    دخلت صورتها على المراية، بس ما عرفِتش نفسها.
    بشرتها شاحبة، وعيونها مبلولة بالخوف.
    قربت من السرير، قعدت على طرفه وهي ماسكة الموبايل كأنه قنبلة موقوتة.
    كل رسالة جديدة كانت بترن، قلبها بينط معاها.
    تحاول تمسح الصور؟ بس إزاي وهو معاها؟
    تحاول تكلم حد؟ طب تقولهم إيه؟
    "كنت واثقة فيه... واداني أمان، وسرقني."
    صوتها حتى ما كانش يطلع وهي بتحاول تتمرن تقول الجملة دي.
    تلفتت حواليها، كأنها مستنية يخرج من ورا الباب، من الدولاب، من الحيط.
    رسالة جديدة.
    فتحتها غصب عنها.
    "هبدأ بالصورة اللي كنتي لابسة فيها الفستان الأحمر، فاكرة؟ الناس هتحب يشوفوها."
    ضربات قلبها وصلت لأذنيها.
    دموعها وقعت، بس ما كانتش دموع ندم، كانت دموع فزع.
    مش بس على نفسها، على أهلها، على شكلهم في عيون الناس لو اتفضحت.
    قامت بسرعة، فتحت الشباك، النفس ما كانش كفاية.
    كانت بتنهار، وأصعب شيء... إنها لحالها.
    قربت تكتبله: "إنت عايز إيه؟"
    بس وقفت.
    لو رديت، هيدوس أكتر.
    لو سكتت، يمكن يسكت.
    بس هو مش بيسكت... ولا بينسى.
    قعدت على الأرض، ضامة ركبها لصدرها، والموبايل بين إيديها،
    وفي كل دقة جديدة... كانت بتحس إنها بتخسر حتة منها. 
    

    رواية هبه والمنتقم - البارت 3

    هبه والمنتقم

    2025, خضراء سعيد

    اجتماعية

    مجانا

    تحوّل مفاجئ في حياة هبة من لحظة ضحك وهزار بريء مع صاحبتها مي، إلى كابوس مرعب بيد أخوها زاهر اللي بيجبرها على خداع شاب بريء لأجل الفلوس. بتتعرض هبة للعنف والتهديد، وبتبدأ تحس إنها محاصرة ومفيش مهرب. وسط اليأس، بتيجي مي كنقطة نور في الظلام، وبتبدأ خطة الهروب من جحيم زاهر. لحظة مصيرية بتفتح باب للمواجهة القادمة.

    هبة

    بطلة الفصل، بنت طيبة وعندها روح مرحة، لكنها عايشة تحت ضغط نفسي وعنف من أخوها زاهر اللي بيستغلها. بنشوف صراعها الداخلي بين الخوف ومحاولتها تتمرد وتدافع عن نفسها.

    زاهر

    أخو هبة، شخص عنيف ومسيطر، ما بيهتمش غير بالفلوس ومستعد يضحي بأخته علشان مصالحه. بيمثل الخطر الأكبر في حياة هبة.

    مي

    صاحبة هبة المقربة، شخصية وفية وقوية، بتحاول بكل طريقة تساعد هبة وتوقف جنبها وقت الشدة، وبتظهر كأمل حقيقي في نص الأزمة.
    تم نسخ الرابط
    رواية هبه والمنتقم

    هبة وهي بتضحك وبتكلم صاحبتها في التليفون:
    يا بنتي ما تقوليش كده، أنا أصلاً مش عارفة أتعامل مع الناس اللي بالشكل ده!
    مي:
    بس والله يا هبة الطريقة اللي اتكلمتي بيها معاه كانت جامدة… إنتي شوية وهتبقي دبلوماسية معتمدة!
    هبة (فجأة تسكت وتبص في المراية):
    استني… استني كده ثانية…
    مي:
    في إيه؟ مالك سكتتي كده ليه؟
    هبة (بتكتم ضحكتها):
    أنا شايفة صورة أخويا في المراية… واقف ورايا… وعامل نفسه شبح!
    مي (تضحك):
    إيه؟! إنتي بتتكلمي بجد؟!
    هبة بصوت عالي:مالك يا معتز؟ ناقصك دور في فيلم رعب؟ يابني مش قولنا بلاش الهزار ده؟!
    معتز من وراها وهو بيضحك:أصل كنت سامعك بتقولي كلام تقيل… قولت أخوفك يمكن تبطلي غلاسة!
    هبة وهي ترمي عليه المخدة:يا ابن اللذينة! هتجبلي جلطة في يوم من الأيام… والله ما سايبة لك حاجة في التلاجة!
    مي على السماعة:يا نهار أبيض… ده معتز طالع موهوب فـ التمثيل!
    هبة:موهوب في الهزار التقيل بس… تعالى شوفي لما أقفله الباب بالمفتاح!
    زاهر يدخل البيت وهو منفعل، عينيه مولعة غضب، ويمسك هبة من شعرها ويشدها ناحية الصالةزاهر بصوت عالي: والله عال! هو أنا سايبك هنا قاعدة مرتاحة عشان تعملي اللي على مزاجك؟!
    هبة بتحاول تبعد إيده: إنت بتوجعني يا زاهر! سبني!
    زاهر: أوجعك؟ ده أنا لسه ما بدأتش! انتي فاكرة إني بهزر؟ الشاب اللي قلتلك عليه هتقابليه!
    هبة بصوت مهزوز: لأ.. لأ مش هقدر أعمل كده، دي سرقة يا زاهر!
    زاهر يضربها على وشها: اسكتي! تعملي اللي أقولك عليه بالحرف، فاهمة؟ مش طالبة رأيك!
    هبة دموعها نازلة: حرام عليك.. أنا أختك.
    زاهر بغل: أختي؟! أختي تسمع الكلام، مش تعندني! الشاب ده غبي وهيصدقك، هتقابليه وتخدعيه وتجيبي اللي وراك وقدامك.. فاهمة؟
    هبة بصوت خافت: وأنا لو اتفضحت؟ لو حصللي حاجة؟
    زاهر: مش فارقلي! اللي يهمني الفلوس، ولازم نجيبها بأي تمن. وابتدي جهزي نفسك، المقابلة بكرة.
    تمام، نكمّل المشهد ونصعّد التوتر شوية، وندخل على اللحظة اللي هبة بتبدأ تفكر فيها إزاي تهرب من اللي بيحصل، لكن في نفس الوقت خايفة:
    هبة قاعدة في أوضتها بعد ما زاهر خرج سابها، ودموعها لسه على خدها، بتبص في المراية وبتلمس أثر الضربة.
    
    
    
    هبة لنفسها: لحد إمتى هفضل كده؟ هو أنا لعبة في إيده؟
    تنهيدة طويلة وهي بتقوم وتفتح درج الكومودينو تدور على تليفونها هبة بصوت واطي: لازم ألاقي حد يساعدني... بس مين؟ ماحدش عايز يزعل زاهر، كله بيخاف منه.
    فجأة باب الأوضة بيتفتح بعنف، زاهر داخل تاني
    زاهر: نسيتي أقولك، الشاب اسمه كريم، وهيقابلك في الكافيه اللي في أول الشارع الساعة 5 بكرة.
    هبة: ولو ما رحتش؟
    زاهر بيضحك بس ببرود: تبقي بتكتبي نهايتك بإيدك.
    (زاهر يخرج، وهبة تنهار على السرير، تحضن نفسها وهي بترتعش، وقاعدة على طرف السرير، عينيها شاردة، ولسه صوت زاهر بيرن في ودنها. فجأة، تسمع صوت ناعم ومتردد جاي من التليفون اللي نسيته جنبها على المرتبة
    مي من السماعة بصوت خافت ومذعور: هبة... إنتي كويسة؟
    هبة بتنتفض: مي؟! إنتي سمعتي؟!
    مي: كل حاجة... كنت بتكلمك ولسه الخط مفتوح، و... سمعت صوته وهو بيزعق فيكي. كنت هتجنن!
    هبة بتحاول تكتم شهقتها: مي... أنا مش قادرة، مش قادرة أعيش كده.
    مي: إهدي، إهدي بس. أنا معاكي، وهطلعلك حالًا.
    هبة بتهمس: لأ، مي، متجيش دلوقتي، لو شافك ممكن يحصل لك حاجة.
    مي بإصرار: خلاص، مش هسكت. هنتصرف. إنتي لازم تطلعي من تحت إيده.
    لحظة صمت هبة بصوت ضعيف: هو عايزني أروح أقابل كريم بكرة، وأسرقه...
    مي: سمعته. ودي فرصتنا. هنقلبها عليه.
    هبة بهمس: إزاي؟
    مي: هقولك، بس لازم نخطط كويس... ومحتاجين نفكر بهدوء أكلمك بعدين باي فاغلقت الهاتف.
    

    هبه والمنتقم - الفصل الثاني

    هبه والمنتقم

    2025, خضراء سعيد

    رواية عائلية

    مجانا

    جلس أفراد العائلة حول الدفاية، متبادلين الحديث والضحك. خالد، ابن العم، الذي كان يشعر دائمًا بالغربة رغم قربه، عبر عن مشاعره في لحظة صراحة مؤثرة. لكن سعيد وأمه أكدا له أنه جزء من العائلة، وأنه ليس ضيفًا بل أخ حقيقي. وسط الضحك والدموع، تعمقت الروابط بينهم، مما جعل اللحظة تلك لا تُنسى.

    حازم

    يُظهر الشخصية القلقة والمجموعة التي يشعر بالضغط في حياته سواء في العمل أو في المنزل. يتفاعل بشكل متوتر مع المواقف، لكنه يتحسن بفضل تدخل الأصدقاء.

    خالد

    الشخصية الأكثر صمتًا في العائلة ولكنه يظهر في لحظة صراحة في نهاية الفصل. يتحدث عن شعوره بالغربة رغم تواجده مع العائلة، ويُظهر دورًا عاطفيًا مهمًا في التواصل مع العائلة.

    الأم

    تُجسد دور الأم الحانية والمحبّة، التي تحرص على دعم أفراد عائلتها وإشعارهم بالانتماء والأمان.
    تم نسخ الرابط
    رواية هبه والمنتقم

    حازم مركز أوي: يا نهار أبيض... الدنيا ماشية لتحت!
    فجأة حد يشد الجرنال من إيده
    حازم مكشر وبيجزّ على سنانه: إنت مش ناوي تعقل بقى؟!
    سليم بضحكة خفيفة: إهدى بس يا عم حازم، إنت طول النهار وشّك مقلوب! قوللي مالك؟
    حازم بيتنهّد: الشغل ضغط، والبيت نكد، وحاسس إنّي مخنوق من كل اتجاه.
    سليم بهدوء: ما أنا كمان مش أحسن منك... بس بجد الفضفضة بتريح، وإحنا لبعض.
    يدخل "رامي" بابتسامة واسعة وكوباية عصير في إيده، وبيقعد معاهم
    رامي: إيه يا جدعان؟ الجو هنا كئيب ليه كده؟ شكلكم بتعزوا حد!
    حازم بضحكة باهتة: لا بنقارن مين فينا تعبان أكتر.
    رامي ضاحك: بسيطة! اسمعوا بقى... امبارح العصير وقع على اللابتوب بتاعي، وكل شغلي راح... فعملت إيه؟ جبت شاورما وقعدت أكل وأنسى الدنيا!
    سليم يضحك: والله إنت دواء يا رامي.
    رامي: يا جماعة، الحياة مش مستاهلة الزعل ده كله... تعالوا نتمشى شوية، نغير جو، نضحك... يمكن تحسوا إن الدنيا مش سودة أوي.
    حازم: يمكن عندك حق... ماشي، نجرب نضحك شوية بدل النكد.
    رامي وهو بيشاور عالباب: يلا بينا قبل ما أنا نفسي أكتئب منكم!
    أكيد، يا فندم! إليك النص بعد تحويله للعامية المصرية، مع الحفاظ على روح الألفة وتباين الشخصيات:
    في ليلة هادية من ليالي الشتا، كانت العيلة قاعدة حوالين الدفاية. الجو برّة برد، بس جوا القلوب دفا. الضحك والدردشة ما بين الكبير والصغير، والكل بيحس إن اللحظة دي أغلى من أي حاجة في الدنيا.
    الأب قاعد ساكت شوية، بيبص لهم وهو مبتسم كده من قلبه.
    الأم رايحة جاية، توزع صينية الكنافة وأكواب الشاي، وبكل حركة بتحسسهم بحنيتها.
    سعيد، الكبير، بيتكلم عن شغله، باين عليه القلق بس بيحاول يبقى خفيف.
    لمياء، أختهم اللي دايمًا دمّها خفيف، بترد على سعيد وتضحك الكل.
    نور الصغيرة قاعدة بتلعب، بس ودنها معاهم ووشها كله فرحة.
    خالد ابن العم، شكله مش في المود، ساكت بس مش غايب.
    سعيد: "يا جماعة، مديرى النهارده بيقولي: إنت بتضحك كتير ليه؟ قولتله: عشان لما بقعد مع العيلة، بنضحك للصبح!"
    لمياء: "مديرك ده محتاج يقعد معانا يومين، هنفكّه!"
    الأم تضحك: "يا سلام! ده لو داق شاي النعناع بتاعي هينسى اسمه!"
    خالد بصوت واطي: "مش كل الناس محظوظة بقعدة زي دي... حتى وسط أهلهم."
    سعيد يبصله بحنية: "وأنت معانا، يا خالد... إنت مننا وفينا."
    الأب يرفع عينه ويقول: "العيلة مش بس دم... العيلة حبّ وسند، تلاقيها في نظرة أو كلمة."
    نور بحماس: "يعني خالد أخونا بجد؟"
    لمياء تضحك: "يا بنتي ده من زمان، بس إنتي لسه واخدة بالك؟"
    بعد الضحك والهزار، ساد لحظة صمت خفيف...
    
    خالد فجأة قال:
    "أنا يمكن ما اتكلمتش قبل كده... بس كنت فاكر إني طول عمري ضيف وسطكم... يمكن عشان أبوي وأمي اتوفوا وأنا صغير، وأنا اتربيت عندكم، بس دايمًا كنت حاسس إني زيادة."
    سعيد بسرعة رد عليه:
    "قول كده تاني وهزعل منك بجد! إحنا اتربينا سوا، ولعبنا سوا، وعيطنا سوا... إنت أخويا يا خالد، بالقلب مش بالظروف."
    الأم قامت وراحت له، حطت إيدها على راسه وقالت:
    "أنا عمرى ما فرّقت بينكم، كنت دايمًا بدعيلكم سوا، وبخاف عليكم زي بعض... إنت ابني زيهُم."
    لمياء بعينها دمعة بس بتحاول تضحك:
    "وإنت فاكر أنا كنت بسكّتك ليه لما نتحايل على ماما علشان نخرج؟ مش لأنك أخويا؟"
    نور قامت من مكانها، وجريت عليه:
    "خالد، تعالى نلعب أنا وانت، زي زمااان!"
    الأب قال بهدوء:
    "البيت ده بيتك يا ابني... وأنت فيه مش ضيف، ده أنت أساس."
    لحظة صمت... وبعدين ضحكة خفيفة من خالد
    خالد: "هو أنا كنت محتاج اللحظة دي من زمان... بس الحمد لله إنها حصلت."
    سعيد: "وطول ما إحنا مع بعض... مفيش حد لوحده أبداً."
    الدفاية كانت شغالة، بس الدفا الحقيقي كان من الكلام اللي طلع من القلب... العيلة دي يمكن مش كاملة الا باللمه والجمعه الحلوة. 
    
    
    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX