موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    هبه والمنتقم - الفصل 13

    هبه والمنتقم 13

    2025, خضراء سعيد

    اجتماعية

    مجانا

    في لحظة من الخوف. تخاطر هبة وتُخفي زاهر، أخيها، في بيت كريم رغم التوتر القائم. يكتشف كريم الأمر، وتتحول المواجهة إلى انفجار عنفٍ وهمجي، يكشف عن وجهه الحقيقي القاسي. تُقيَّد هبة وتُعذَّب، والخذلان يمزقها أكثر من الألم الجسدي. وفي ذروة انكسارها، تنهار أمام ضحكته الباردة وإعلانه بزواجه من أخرى، لتدخل عالمًا من الصمت والوجع لا مفر منه.

    هبه

    عايشة في علاقة خانقة مع كريم، بتحاول تحافظ على إنسانيتها وسط الذل اللي بتتعرض له. رغم الخوف، ما قدرتش ترفض مساعدة أخوها، وده بيكشف أد إيه قلبها متعلق بالدم، حتى لو كان التمن غالي.

    زاهر

    أخو هبة، وعلاقته بيها ضعفت مع الزمن، لكن ما زال جواه الإحساس بالمسؤولية والارتباط بأخته. شايل سر كبير ورا الملف اللي بيدوّر عليه، وبيهرب من خطر مجهول. وجوده في البيت كان لحظة مفصلية في حياة هبة، لحظة خلتها تختار بين الخوف والدم.
    تم نسخ الرابط
    هبه والمنتقم

    هبة كانت مترددة. علاقتها بزاهر كانت شبه مقطوعة، لكن كانت عارفة إنه مش كذاب، وإن في حاجة كبيرة ورا الموضوع ده. وفي غفلة من كريم، فتحت له باب الشرفة الخلفية وخبّته في أوضة صغيرة بالطابق الأرضي.
    زاهر دخل بهدوء، عيونه بتدور على الملف، على الصور، على الأوراق اللي خبّاها أبوهم زمان في درج الخزانة القديمة.
    هبة كانت بتترقّب، قلبها بيدق بسرعة، خوفها من كريم أكبر من أي شيء.
    زاهر لقى الملف، وقال لها بصوت واطي:أنا لازم أهرب دلوقتي، الموضوع كبير... وفي ناس وراي."
    سابت له الباب الخلفي مفتوح، وفضلت واقفة في الصالة، تحاول تتظاهر بالهدوء.
    لكن...
    كريم لمح خيال بيجري من الحديقة.
    صرخ:
    "مين ده؟!"
    هبة وقفت مكانها، دمها جمد. حاولت تخبي، لكن نظراته كانت نار.
    جري على الباب الخلفي، لقى القفل مفتوح والهواء بيدخل. رجع ناحيتها، عيونه مش بس غاضبة… كانت مجنونة.
    قال بصوت عالي:كنتي بتخبي حد؟! مين اللي دخل البيت؟!"
    هبة حاولت تدافع:زاهر... أخويا... بس بس... كان محتاج أوراق... ما عملش حاجة غلط."
    كريم بص ليها كأنه بيشوف خيانة، مش أخوها.
    صفعها الصفعة وقعتها على الأرض.
    صرخ بصوت عالي:فاتحينلي بيتي؟ بتستخبي ورا أخوكي؟ أوراق إيه؟!"
    دخل أوضة المكتب، ولقى الأدراج فاضية.
    صرخ بصوت أشبه بالوحش:سرقتيني يا هبة؟!"
    مسكها من دراعها، جرّها زي لعبة، وبدأ يضربها وهو بيقول:هتدفعيني التمن، كله... دلوقتي، حالاً!"
    ربط إيديها بحبل كان في المخزن، قيدها في طرف السرير، وهي بتبكي وتترجاه:كريم، حرام عليك... أنا ما خنتكش، ده أخويا... الدم اللي من لحمي..."
    لكن ما كانش بيسمع، كان بيكسر كل حاجة حواليه، وكانت هي مكسورة داخليًا أكتر من أي وقت فات.
    دموعها كانت ساكنة، بتنزل في صمت.
    ما كانتش دموع ضعف... كانت دموع وجع، وندم، وإحساس بالخذلان من الدنيا كلها.
    وهي مربوطة، بصت للسقف، وتمتمت بصوت مخنوق:
    "يا رب... يا رب أخرّج من هنا قبل ما أموت وأنا لسه حية..
    الأنفاس بقت تقيلة، والجسد مرمي على الأرض...
    كانت هبة ترتجف، جسمها كله بيصرخ من الألم، القيود بتجرح إيديها، وعيونها مليانة دموع، مش بس من الضرب، لكن من الإهانة… من الذل.
    كل عظمة فيها بتأن، وكل نفس كانت صعب، كأن الضرب ما كانش كفاية، فربنا بعث لها الصمت كمان... عشان يوجع أكتر.
    فجأة، سمعت خطواته داخل الأوضة.
    ما رفعتش راسها، لكن كانت حاسة به...
    واقف وراها، فيه حاجة في إيده، حطها على الكومود، بس ما انتبهتش إيه هي.
    جلس على الكرسي، حط رجل فوق رجل، وبص ليها نظرة كلها سخرية… وضحك.
    ضحكة ما فيهاش رحمة، ولا شفقة.
    وقال بصوت بارد كأنه بيقرأ نشرة أخبار:
    "يا حرام... هو انتي ما تعرفيش إني ناوي أتجوز عليكي؟"
    هبة ما ردتش، ما كانتش حتى قادرة تعي الكلام... كانت في عالم تاني، عالم فاضي، بارد، مليان وجع ومفيهوش باب للهروب.
    لكن الكلمة دخلت قلبها زي سكينة.
    
    

    هبه والمنتقم: الفصل 12

    هبه والمنتقم

    2025, خضراء سعيد

    اجتماعية

    مجانا

    في حارة الزهور البسيطة، يعيش أهلها بقلوب مليانة طيبة وشقاء. سعيد يواجه قرار مصيري بالانتقال لمحافظة تانية، وسط مشاعر مختلطة من أسرته بين الدعم والحزن. رغم الفراق اللي بيهددهم، حبهم بيربطهم وبيخلق لحظات فرح وسط الوداع. وبين صوت مكنة النجارة، وريحة العيش البلدي، وأحلام الشباب البسيطة، بتفضل الحارة شاهد حي على جدعنة ناسها.

    سعيد

    شاب مجتهد ومسؤول، يشتغل في وظيفة كويسة وبيتعرّض لفرصة ترقية هتنقله لمحافظة تانية. بيحب عيلته جدًا ومشاعره دايمًا مخلصة ليهم، وعنده إحساس قوي بالواجب تجاه شغله وأسرته.

    لمياء

    أخته، طيبة ومرحة، بتحب اللمة العائلية وبتخاف من فكرة البُعد. شخصيتها بتتميز بالعفوية والحب الحقيقي لأهلها، بتحاول تحافظ على الجو الدافي في البيت.
    تم نسخ الرابط
    هبه والمنتقم

    سعيد يتنهد: بصراحة... الشغل عاوز ينقلني لمحافظة تانية. لو وافقت، هبعد عنكم فترة طويلة. بس لو رفضت، ممكن أخسر الترقية.
    صمت يسود المكان، ووشوشهم بتتبدل...
    لمياء: "يعني هنرجع نقعد من غيرك تاني؟ ده حتى لو مزعج... بس بتلمّنا حواليك!"
    الأب بهدوء: "إحنا ما بنحبش نوقف طريق حد... بس يا ابني، افتكر إن اللي بيحبك هيستناك."
    الأم بحزن بسيط: "أنا عايزاك تحقق كل اللي نفسك فيه، بس قلبي هيوحشني صوتك في البيت."
    نور بحزن طفولي: "بس أنا كنت عايزاك تحضر حفلة مدرستي الأسبوع الجاي..."
    سعيد يحاول يضحك: "مستحيل أفوّت حفلتك يا نور... حتى لو هاخد أجازة مخصوص."
    خالد بنبرة جادة: "إنت ساند كبير، ولو مشيت... أنا اللي هشيل مكانك، عارف؟"
    سعيد يبتسم وهو بيبص لهم كلهم:
    "أنا كنت فاكر القرار صعب... بس دلوقتي حاسس إني مش لوحدي."
    الجو بيتقلب فجأة على ضحك لما نور تقع وهي بتجري، ويجروا كلهم يطمنوا عليها...
    لمياء: "دي فرصة، نخلّي سعيد يعوّضنا عن الرحيل برحلة للعجمى قبل ما يسافر!"
    خالد: "بس أنا اللى هاختار السندوتشات... المرة دي مش عايز تسمم!"
    ضحكهم يملأ البيت، وبرغم القرار الصعب، الحب كان حاضر، رابطهم ببعض حتى لو الأيام فرّقتهم شوية.
    في حارة صغيرة اسمها "الزهور"، رغم إن مفيهاش ورد، بس كلها ناس جدعة، ووشوشهم فيها الطيبة والتعب. أول ما تدخُل الحارة، تلاقي صوت المكنة شغّال من أول اليوم، ده "عم زكريا" بتاع النجارة. راجل كبير في السن، ضهره محني من كتر ما اشتغل سنين، لكن إيده لسه بتعرف تصنع من الخشب تحف فنية. يقعد ينادي على ابنه "محمود"، اللي بيساعده بعد المدرسة:
    ـ "هاتلي الشاكوش يا واد.. بسرعة قبل ما الزبون ييجي".
    ومحمود يضحك ويقوله:
    ـ "هوا أنا هبقى نجّار زيك يا حاج؟"
    فيبتسم زكريا ويقوله:
    ـ "أهم حاجة تبقى راجل، واللي تتعلمه بإيدك عمره ما يضيع".
    وعند نص الحارة، فيه "أم منى"، الست اللي بتشتغل في فرن عيش بلدي. وشّها دايمًا مفحّم من دخان الفرن، بس قلبها أبيض. كل يوم بعد ما تخلص شغلها، تلم شوية عيش بايت وتوزعه على الجيران الغلابة. تقول دايمًا:الرزق لو اتقسم، يزيد، ولو اتخزن، ينشف".
    وفي آخر الحارة، تلاقي "أشرف"، شاب في العشرينات، شغّال عامل توصيل، راكب عجلته القديمة وبيقول عليها: "رفيقتي في الدنيا دي". بيشتغل من الصبح لحد نص الليل، يوصل طلبات، وياخد الغُلب، بس عمره ما اتأفف. عنده حلم يفتح محل صغير يصلّح فيه موبايلات، بيقول:كل مشوار بجنيه، بيقرّبني لحلمي خطوة".
    وفي نفس الحارة، فيه "ندى"، بنت في تانية كلية، بتشتغل في محل خياطة علشان تساعد أمها وأخوها الصغير. لما بترجع من الجامعة، تلبس الطرحة وتبدأ تركب الباترونات وتخيط، وإيديها بتتحرك كأنها بترقص. بتقول:أنا يمكن مش أغنى واحدة، بس فخورة إني بساعد في مصاريف البيت".
    وفي يوم، الحارة اتجمعت كلها على صوت زفة كبيرة، طلع محمود ابن عم زكريا نجح في دبلوم الصنايع وطلع الأول. الناس كلها اتجمعت، والفرح كان بسيط بس فيه حب كتير. أشرف جاب جاتوه على حسابه، وندى خيطتله بدلة بسيطة، وعم زكريا وقف وقال:الشغل مش عيب.. واللي يتعب يشوف خير".
    من كام يوم، أخوها "زاهر" بعت لها رسالة خفية:
    "لازم أدخل البيت... في أوراق تخص أبويا، وأنا محتاجها ضروري.
    سعيد؟ شكلك مخنوق.
    
    

    رواية هبه والمنتقم: الفصل 11

    هبه والمنتقم

    2025, خضراء سعيد

    اجتماعية

    مجانا

    "خلود" الأم الهادية، و"هبه" البنت اللي لسه خارجة من ضغط امتحانات الثانوية، وسط شقاوة إخواتها وجنان اللحظات اليومية. بس ورا الضحك والركض، فيه همسة غريبة من العلية… كأن في حاجة مش طبيعية بتحصل. ضحك عائلي، ومواقف مجنونة، ونغزة غموض خفيفة بتخلي القارئ مستني اللي جاي.

    لمياء

    شخصية دافئة ومحبة للعائلة، تتذكر لحظات سعيدة وتتوق لتكرارها. تبدو ملاحظة ولديها حساسية تجاه تغير مزاج الآخرين.

    نور

    طفلة متحمسة وبسيطة، تعبر عن رغبتها الصادقة في لم شمل العائلة.
    تم نسخ الرابط
    هبه والمنتقم

    بكت... مش بس من الذكريات، لكن من الإحساس إنها بقت مجرد ظل لبنت كانت بتحب الحياة.
    حاولت تبعت رسالة لصاحبتها، لكن كريم كان ماخد منها الأرقام القديمة. مفيش تواصل، مفيش مخرج.
    وفي ليلة شديدة البرد، بعد ما ضربها بالكلام والشتيمة، قعدت على الأرض تبكي. قلبها بيصرخ، بس صوتها ما بيطلعش. حست إنها بتختنق... مش من القسوة، لكن من الإهمال، من الوحدة، من كونها حبيسة بيت، وزوج، وصمت قاتل.
    وفي عز ده، تذكرت جملة قالتها لصاحبتها زمان:
    "أنا مش هسمح لحد يكسّرني مهما حصل."
    نهضت، مسحت دموعها، وبصت في المراية...
    وجهها كان شاحب، بس عينيها فيها لمعة صغيرة، كأنها بتقول:
    "لسه ما انتهتش الحكاية."
    كريم، في قسوته، ما كانش يعرف إنه بيوقظ في قلبها نار...
    "أنا مش غلطانة، بس كل الناس شايفاني كده."
    كانت سارة واقفة قدام المراية، مش بتبص على وشّها، لأ، كانت بتبص على اللي جواها… على وجع سنين اتحملت فيهم فوق طاقتها، وسكوتها اللي كان دايمًا بيتفسر ضعف، مع إنّه كان قوة.
    اتطلّقت، وده كان قرار صعب، بس كان لازم. تعبت من الإهانات، من الإهمال، من إنها تبقى لوحدها وهي متجوزة. قالت كفاية، واختارت تنقذ نفسها قبل ما تضيع أكتر.
    بس المجتمع؟ آه يا سيدي… بدل ما يشيلها فوق راسه إنها اختارت كرامتها، لاموها. قالوا:
    "أكيد فيها حاجة خلت جوزها يسيبها."
     "يمكن مش عارفة تحافظ على بيتها."
    "مطلقة؟ لأ، ماينفعش تتجوز تاني، دي جربت وبازت!"
    بقت كل خطوة في حياتها محسوبة، كل نظرة حواليها بتحكم، وكل كلمة بتتقال ورا ضهرها زي السكاكين. حتى لما راحت تشتغل وتبدأ من أول وجديد، كانوا بيبصولها كأنها خطر، مش إنسانة عايزة تعيش بكرامة.
    كانت بتحاول تبني نفسها، تربي ولادها، وتضحك من قلبها، بس دايمًا في صوت جواها بيقول:
     "هو أنا لسه لازم أبرر للناس إني اختارت أعيش بدل ما أموت بالبطيء؟"
    بس رغم كل ده، سارة ما استسلمتش. لبست تعبها زي وشاح، وخرجت للدنيا بعينين فيها حزن بس كمان فيها نار. نار الست اللي اختارت نفسها، اللي اتعلمت تحب نفسها حتى لو الكل وقف ضدها.
    لمياء وهي بتقلب في ألبوم صور قديم كان على الرف:
    "فاكرين اليوم ده؟ لما رحنا العجمى وكلنا سندوتشات سمك على البحر؟"
    سعيد يضحك: "يومها خالد اتسمم وقعد أسبوع نايم!"
    خالد: "يا عم قول إني اتدلعّت، مش كده؟"
    نور بحماس: "أنا عايزة نروح تاني! نروح كلنا، بجد."
    الأم تبتسم: "مافيش مانع... بس بشرط: سعيد يسوق، مش خالد!"
    سعيد ساكت لحظة: "أنا أصلًا مش فاضي الفترة الجاية..."
    لمياء بتكشّ: "يعني إيه؟ ده أنت اللي دايمًا بتقول 'العيلة أولًا'!"
    خالد ينظر لسعيد: "هو في حاجة يا سعيد؟ شكلك مخنوق.
    
    

    لمحة في الظلام

    لمحة في الظلام

    2025, صالحي عمرو

    اجتماعيه نفسيه

    مجانا

    في فناء المدرسة، يهرب إيثان المثقل بالقلق والخوف إلى منزله الكئيب. لقاؤه القصير مع والدته المريضة يزيد من ثقله، وبينما يحاول الاسترخاء، تغرقه رؤيا غريبة برجل غامض يحمل رمزًا مشؤومًا. يستيقظ إيثان ليجد نفسه خفيفًا بشكل غير متوقع، لكن صوتًا مرعبًا قادمًا من خزانته يكسر هذا الهدوء الهش.

    إيثان

    تعرض لموقف صعب مع جيسون في المدرسة. يعتني بوالدته المريضة ويعاني من ضغوط مالية. يبدو أيضًا أنه حساس ويتأثر بسهولة، كما يتضح من ردة فعله بعد مغادرة جيسون والرؤيا الغريبة التي رآها

    جيسون

    شخصية عدوانية ومتغطرسة. يبدو أنه خصم أو على الأقل لديه عداء تجاه إيثان، كما يتضح من تهديده له. يتمتع بنفوذ في المدرسة لدرجة أن تعليقه قد يكون له تأثير على القراء.

    زاك وإيفان

    صديقان لإيثان على الأرجح. يبدو أنهما أكثر تعقلاً وهدوءًا من إيثان، حيث يحاول إيفان تهدئة زاك ومنعه من اللحاق بإيثان.
    تم نسخ الرابط
    لمحة في الظلام

    بعد أن نطق إيثان بكلماته، شعر أنه استعاد السيطرة على جسده مرة أخرى. نظر إلى عيني جيسون بتوتر شديد، وكان جسده كله يرتجف. نهض جيسون ودفع يد إيثان التي كانت لا تزال ممسكة به بعيداً.
    
    أوافقك الرأي، ومن الأفضل أن تهيئ وجهك لأنه سيحتاج إلى الكثير من عمليات التجميل ليعود إلى شكله الطبيعي.
    
    قالها جيسون في حالة من الغضب،
    
     ثم نهض وغادر فناء المدرسة الذي كان مليئاً بالتوتر والدهشة.
    
     ظل إيثان يراقب مغادرة جيسون وهو يشعر بمزيج من القلق والخوف.
    
     وفجأة أصبح جسده غارقًا في العرق، وأصبح الهواء من حوله ثقيلًا. نظر حوله، والتقت عيناه بعيني الطلاب الذين كانوا يتهامسون فيما بينهم. تفاقم ذعره، فأجبر نفسه على الوقوف بالقوة القليلة المتبقية لديه وركض نحو مخرج الساحة.
    
    إيثان، انتظر!
    
    ناداه زاك محاولًا اللحاق به، لكن إيفان أمسكه من سترته وقال بصوت هادئ:
    
    اتركه، إنه يحتاج إلى بعض الوقت بمفرده.
    
    استمر إيثان في الركض حتى لم يعد يشعر بقدميه، ووصل أخيرًا إلى الشارع الكئيب الذي كان يعيش فيه. لم يكن هناك أي بهجة، ولا حتى ضوء شمس يضيء ظلام تلك الأزقة المظلمة.
    
     توقف أمام باب منزلهم محدقًا في المقبض الصدئ والخشب المهترئ ورائحة السجائر التي ملأت الهواء. تحولت نظراته القلقة والخائفة ببطء إلى حزن. أخرج مفتاح المنزل من جيب حقيبة ظهره وفتح الباب بهدوء.
    
    دخل وأغلق الباب ببطء، ثم ألقى نظرة طويلة على المنزل الصامت. كانت الجدران باهتة اللون، والأضواء مطفأة، ولم يتسلل من النافذة القريبة من الباب سوى وهج خافت. كان صوت الماء المتساقط من الصنبور القديم يتردد في المكان وكأنه أيقظ فيه شيئاً كان غافلاً عنه لفترة طويلة.
    
    دخل إلى غرفة والدته وسمع صوتها الدافئ يقول
    
     صغيري؟ هل عدت؟ تعال واجلس بجانبي.
    
    اقترب إيثان من سريرها وجلس بجانبها مبتسمًا.
    
    كان يومًا رائعًا يا أمي.
    
    رفعت والدته يدها ولمست خده بلطف، ولاحظت على الفور ارتفاع درجة حرارته وتعرقه الشديد وعينيه المنهكتين.
    
    عزيزي، لا تبدو على ما يرام. اذهب واسترح في غرفتك لبعض الوقت.
    
    تحدثت بقلق، متجنبة عمدًا سؤاله عن حالته.
    
    ولكن ماذا عن العشاء؟
    
    سأل إيثان بنظرة متفاجئة.
    
    هيا يا بني، لا تقلق، لا أحتاج إلى الكثير من الطعام هذه الأيام.
    
    أجابت وهي تمسح جبينه. نهض إيثان قائلا
    
    حسناً، سأرتاح قليلاً، ثم سأعد العشاء.
    
    غادر غرفة والدته، بينما بقيت هي تحدق في الباب من الجانب الآخر. ألقى بنفسه على سريره وهمس:
    
    أنا غير قادر تمامًا على الذهاب إلى وظيفتي بدوام جزئي... لا مشكلة، سأقترض المال مرة أخرى من صاحب المحل.
    
    ثم استغرق في نوم عميق.
    
    ما هذا؟
    
    كانت رؤية إيثان مشوشة لكن رغم ذالك كان يرى ذالك الشخص الواقف أمامه:
    
     من أنت؟
    
    قال إيثان وهو يحدق في ذالك الرجل الذي لم يتمكن من رؤية وجهه تمامًا. ضحك الرجل ضحكةً مشؤومة واقترب منه وعيناه الصفراوان تلمعان. كانت ملامحه غير واضحة، ولكن عندما رفع يده ووضعها على رأس إيثان، توهج رمز أصفر على ذراع الرجل. ابتسم وقال
    
    أنا مثلك. لا تقلق... 
    
    سنلتقي قريبًا.
    
    استيقظ إيثان من نومه وهو يلهث من أجل الهواء. أمضى دقائق وهو يحاول تثبيت أنفاسه، لكن شيئًا ما بدا مختلفًا. وبدا جسده، الذي كان يبدو ثقيلاً جدًا في ذلك الصباح، خفيفًا الآن، كما لو أنه تخلص من عبء كبير.
    
    وفجأة...
    
    سمع صوت شيء ما ينكسر داخل خزانته.
    
    من هناك؟
    
    ...نادى إيثان بصوت عالٍ، والخوف واضح في صوته. استجمع شجاعته وتقدم نحو باب الخزانة وفتحه ببطء...
    
    إذا استمتعتم بالفصل، لا تنسوا أن تتركوا تعليقًا... وإلا سأخبر جيسون
    
     ✨
    
    
    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX