روايه Mafia Blood

Mafia Blood

2025,

مافيا عائلية

مجانا

"توري ميلر" حياتها اتقلبت لما قريت يوميات أمها بعد وفاتها. اكتشفت إن أمها هربت من مافيا إيطالية بعد ما حملت فيها من "الدون" بتاعهم، فالينتي فيراري. أمها ضحت بكل حاجة عشان تحميها من العالم ده، وربتها لوحدها في نيويورك، بس فضول توري خلاها تعرف الحقيقة. دلوقتي، بعد ما عرفت كل ده وحرقت كل حاجة زي ما أمها طلبت، توري محتارة مش عارفة تعمل إيه، بس فضولها أقوى وهيكسب في الآخر.

توري ميلر

شابة عندها 24 سنة. وفيها كتير من صفات أبوها اللي عمرها ما شافته. بعد ما بتقرا يوميات أمها بتكتشف حقايق صادمة عن عيلتها وحياتها.

إليز ميلر

أهملها أهلها بعد ما رفضت الإجهاض، وهربت من المافيا عشان تحمي بنتها. بنت ملجأ عشان تساعد الستات المحتاجات، وماتت بالسرطان.

فالينتي

الدون المتقاعد للمافيا الإيطالية. راجل غامض وجذاب، وكان بيحب إليز بس قدره كان مختلف. بعد ما إليز اختفت، اتغير وبقى قاسي.
تم نسخ الرابط
روايه Mafia Blood

توري:
اسمي توري ميلر، عندي أربعة وعشرين سنة وطولي حوالي 173 سم. شعري بني غامق وعيني زرقا ومخضرة حسب الإضاءة.

أمي اسمها إليز ميلر، وهي كل عيلتي. أهلها طردوها لما كانت حامل فيا عشان ما مشيتش على طريقتهم الصارمة في الحياة. ما كانش ليها إخوات، وبالنسبة لأبويا، أنا عمري ما شفته.

أمي كانت بتحكي عنه ساعات لو سألتها، بس كنت بشوف الوجع في عينيها، عشان كده بعد فترة بطلت أسأل واستسلمت للأمر الواقع. لإنه لو كان عايز يكون جزء من حياتي كان هيبقى موجود، صح؟

عشت في نيويورك مع أمي من ساعة ما وعيت على الدنيا. طول عمرها أنا وهي لوحدنا في وش الدنيا... بس في يوم عرفنا إنها جالها سرطان وحاولت تقاومه. عملت عمليتين وحتى استحملت جولة علاج كيماوي، بس مفيش حاجة نفعت، بالعكس تعبت أكتر. فسابت كل حاجة وعاشت آخر كام شهر من غير علاج، وقضت معايا أكبر وقت ممكن. ماتت بالسرطان من أسبوعين.

الموضوع كان صعب، بس أنا رميت نفسي في الشغل. أنا مساعدة لمصمم أزياء. مش دي وظيفة أحلامي، بس أنا مش بحب الأضواء فالموضوع عاجبني وكفاية إنه بيسد الاحتياجات. مديرة الشغل ست كبيرة علمتني كتير عن إزاي أكون ست أعمال، وكانت متفهمة وطيبة جداً معايا السنين اللي فاتت دي، في فترة مرض أمي ووفاتها. معظم الناس بيكرهوا مديرينهم، فأنا محظوظة في النقطة دي.

المهم، النهاردة هو اليوم اللي هلم فيه حاجات أمي وهودي هدومها لملجأ ستات محلي، هي كانت ساعدت في فتحه وتشغيله لحد ما تعبت أوي، وحتى بعد كده كانت بتخليني أخدها تزور المكان.

أمي كان عندها قلب بيحب مساعدة المحتاجين خصوصاً لو ستات. أنا عارفة إنها أكيد عدت بأوقات صعبة كتير في حياتها من طريقة تعاملها مع الأمور... بس أمي دايماً كان عندها روح طيبة وهادية وبريئة وسلمية. دي كانت حاجة دايماً كنت معجبة بيها فيها، بس أنا عارفة إن ده أكيد سبب ليها وجع كبير في سنين شبابها، لأن الدنيا بتميل إنها تطفي النور اللي جوه الناس كتير.

وأنا بقلب في حاجاتها، مش بقدر أمنع نفسي من إني أفتكر ذكريات كانت لابسة فيها قطعة الهدوم أو المجوهرات دي. أعتقد هي دي طبيعة الحال لما حد بيموت؛ بيفضل لك ذكريات بس تبص عليها، وساعات حاجات بترجع لك الذكريات مهما كانت مؤلمة أو سعيدة.

خلصت تلميع معظم هدومها ومجوهراتها، ما عدا القطع اللي هاحتفظ بيها. هي كمان طلبت قبل ما تموت إني أتبرع بسريرها وكل حاجة فيه للملجأ برضه.

لقيت كمان مفتاح مستخبي تحت المرتبة، بتاع دولاب الملفات اللي في أوضتها اللي كانت دايماً قافلاه. في دولاب الملفات لقيت رسومات كتير ليا وأنا طفلة وحاجات كده، بس في الآخر خالص لقيت اللي باين عليه إنه يومياتها القديمة، وظرف ملفات كبير مكتوب عليه "فيراري".

في اللحظة دي، الفضول سيطر عليا. أمي دايماً كانت بتقول إن فضولي ده هيوقعني في مشاكل في يوم من الأيام.

وكانت عندها حق...


 
 
 
 قرأت يومياتها القديمة الأول. أنا بقرا بسرعة خصوصاً لما أكون مهتمة، فعشان كده أخدت مني حوالي ساعتين لتلات ساعات بس عشان أقرا كل حياتها لحد ما ولدتني. الموضوع كله أخد كام ساعة بس عشان حياتي تتقلب رأسًا على عقب، وميفضلش غير سؤال واحد: إيه اللي هيحصل دلوقتي؟!

نسخة سريعة من قصة حياتها هي إنها كبرت في عيلة غنية. أمها كانت كاتبة اسمها آن سميث، وأبوها كان رجل أعمال اسمه جيرالد سميث. أمي كتبت إنها دايماً كانت حاسة إنها مش مثالية كفاية لأهلها، بس كانت عارفة إنهم بيحبوها على قد ما يقدروا. هي إلى حد ما كان عندها طفولة سعيدة.. ولما كبرت، أمي كانت بتتطوع في الملاجئ من وهي عندها ستاشر سنة لحد ما وصلت تمنتاشر سنة، وهناك قابلت بنت اسمها أنجلينا، واللي طلعت عمتي. الظاهر أن أنجلينا كانت بتزور كاليفورنيا في رحلة عمل مع عيلتها، لما قررت تزور الملجأ اللي أمي كانت بتتطوع فيه.

طلع إن عيلة أنجلينا، اللي هما عيلة فيراري، كانوا بيملكوا الملجأ ده عشان يساعدوا الستات والأطفال اللي اتعرضوا لإساءة أو اللي بقوا أرامل. أمي كتبت إن أنجلينا كانت شبه اسمها بالظبط، حتى كانت بتناديها أنجل اختصارًا. الاتنين بقوا زي الأخوات بسرعة في خلال شهر. أنجلينا مقدرتش تستحمل فكرة إنها تسيب أمي وراها، فقنعتها إنها ترجع معاها البيت عشان تشوف أنجلينا منين. أمي وافقت بتردد بسبب إلحاح أنجلينا، وقلبها الواثق.

أمي مَعرِفِتش هما رايحين فين بالظبط إلا لما ركبت طيارة شكلها خاصة وقعدت تسأل... طلع إن أنجلينا كانت واخداها إيطاليا. فجأة أدركت قد إيه الموضوع مجنون إنها تركب طيارة خاصة مع بنت متعرفهاش غير بقالها شهر عشان تروح إيطاليا. وبمجرد ما كانت هتقول لأنجلينا إنها غيرت رأيها، وتلف عشان تنزل من الطيارة....... راجل جذاب دخل مجال رؤيتها.

بس أمي مكنتش مجرد معجبة بيه. كل حاجة فيه كانت بتخليها عايزة تعرف عنه أكتر. كان بيمشي بثقة كبيرة، وكان باين إنه بيلفت انتباه كل الناس، وفي نفس الوقت بيحظى باحترام الجميع. أمي حست إنها لازم تعرفه، أو على الأقل تحاول تعرفه. حاجة كده جاتلها في اللحظة دي فخدت خطوة إيمان لأول مرة في حياتها، وقعدت وفضلت في الطيارة.

أمي عرفت اسم الراجل الغامض ده في الطيارة، فالينتي فيراري.. واللي طلع أخو أنجلينا الكبير. أمي بعدين فضلت تتكلم عن قد إيه إيطاليا كانت جميلة، وقد إيه كانت صدمة ثقافية ليها... بس هي كمان بعدين ذكرت قد إيه عيلة فيراري طلعت غريبة ومختلفة.

عيلة فيراري الحقيقية شكلهم كلهم ماتوا بطريقة ما.. باستثناء أنجلينا وأخوها الكبير فالينتي. الباقيين اللي أنجلينا عرفتهم على إنهم عيلتها مكنش ليهم أي صلة قرابة بالدم أصلاً، معظمهم كانوا رجالة بيمشوا كأنهم حراس شخصيين. معظمهم مكنوش بيتكلموا ولا كلمة إلا لو كانت تحية سريعة لأنجلينا، أو لو كانوا بيتكلموا مع فالينتي. كل ده خلى أمي فضولها يزيد أكتر عن العيلة دي، وكل ما اكتشفت أكتر.. كل ما أدركت إنها مكانتش عايزة تعرف أصلاً.

مكنتش مستعدة.

بس أمي وقعت في حب فالينتي، وشخصيته الغامضة. لقت إن فيه سحر بطريقة ما، وحتى كان باين عليه إنه بيحبها.

كل حاجة كانت ممكن تبدو كأنها حكاية خرافية، بس أمي زاد فضولها زيادة عن اللزوم. اكتشفت إن الحياة أخطر وأقسى بكتير من اللي كانت متخيلاه.. اكتشفت إن فالينتي ده كان "الدون" بتاع المافيا الإيطالية، وأحسن صديق ليه فرانشيسكو كان مساعده. إزاي أمي عرفت، هي مش شرحت بالظبط.. بس عشان تكون خايفة بالشكل ده، أنا عارفة إنها كانت متأكدة مية في المية.

بعد حوالي أسبوع واحد بس من معرفة كل ده.. اكتشفت إنها حامل. كانت متأخرة عن ميعاد دورتها بشهر، وكانت دايماً تعبانة حتى طول اليوم، وكانت بتفضل مرهقة لو حاولت تعمل أي مجهود زيادة. أمي كانت بريئة وسازجة شوية، مكنتش متوقعة إنها تحمل من أول مرة يحصل فيها علاقة.. مكنتش حتى متأكدة إن ده ممكن يحصل. يعني إيه احتمالات ده؟.. بس كل ده مغيرش حقيقة إنها كانت حامل فعلاً. هي عرفت متأكدة بس لما ست اسمها إلينا واجهتها بالموضوع.

إلينا دي كانت مرات مساعد فرانشيسكو، وهما الاتنين دول بس غير أنجلينا وفالينتي اللي كانت أمي بتتكلم معاهم. إلينا كانت خلفت ولد قبلها بكام سنة، فعشان كده لاحظت العلامات والأعراض، ولما واجهت أمي أدركت إن أمي مكنتش عندها أي فكرة عن الحمل. إلينا جابت لها كام اختبار حمل جديد من حمامها الخاص، ونصحتها إنها تعملهم. أمي عملت الاختبار، وبعدين المفاجأة إن إلينا فضلت واقفة جنبها لحد ما الاختبار خلص. وواضح إنه كان إيجابي.

أمي كانت خايفة على حياتها أصلاً، بس دلوقتي خايفة أكتر على حياة طفلها اللي لسه متولدش. أمي ترجت إلينا إنها تخلي الموضوع سر، وإلينا وافقت غالباً عشان شافت أمي كانت مرعوبة قد إيه. حتى وهي بتكتب الصفحة دي في يومياتها، كان واضح إنها كانت بتعيط، كان فيه بقع في كل مكان على الورقة.

بعد حوالي أسبوع، إلينا لقت أمي في الحمام بتعيط، أنجلينا كانت بتتسوق، وفالينتي ورجالته بما فيهم فرانشيسكو كانوا مش موجودين. أمي كتبت إن إلينا كانت عارفة مخاوف الأم، بس هي كانت متدربة إنها تكون مرات مافيا فعشان كده كانت عارفة إزاي تتعامل مع الموضوع.. بس هي شافت قد إيه المافيا كانت بتأثر سلبًا على أمي، وأنا متأكدة إنها أدركت إن لازم يتعمل حاجة، وإلا الطفل اللي أمي كانت حامل فيه مكنش هيعيش. في نفس اليوم ده، إلينا ساعدت أمي إنها تركب طيارة درجة اقتصادية متنكرة، وادتها فلوس كانت بتاعتها، وقالتلها تخلي بالها من نفسها. إلينا كمان اديت أمي رقم تليفونها الخاص والآمن عشان تتصل بيه لو احتاجت أي مساعدة أو قررت ترجع.






أمي رجعت كاليفورنيا بسرعة لبيتها القديم عشان تحاول تاخد مساعدة ودعم أهلها، مش مادياً بس، حتى عاطفياً. لما قالتلهم على الحمل، رفضوا أي مساعدة.. لإنه مكنتش عايزة تعمل إجهاض. حتى إنها كتبت في يومياتها إنها مسبتش إيطاليا وخاطرت بكل حاجة عشان تيجي كاليفورنيا وتجهضني. فمشيت في طريقها لوحدها، وده خلاها تتنقل من مكان لمكان كل شهر؛ هاربة من المافيا.

في يوم، إلينا قدرت تتواصل مع أمي، بعد ما أمي اتصلت مرة عشان تطمنها وتشكرها. إلينا اتصلت تاني عشان تقولها ترمي التليفون، لأن فالينتي كان مخلي المافيا الإيطالية كلها بتدور عليها. الأوامر كانت جاية مباشرة من فالينتي إنهم يلاقوها. أمي سألت فالينتي وأنجلينا عاملين إيه، وسألت إذا كان فيه حد شاكك فيها. إلينا قالت لأمي إن فالينتي بقى سكران شوية، وطلع إن مشاعره تجاه أمي كانت أكتر بكتير مما اعترف بيه. ناهيك عن إنه مكنش يعرف حتى إذا كانت أمي لسه عايشة، كان عارف إنها يا إما اتخطفت من أعدائه، يا إما هربت بعد ما عرفت الحقيقة القاسية للعالم اللي هو عايش فيه. وده كان بيقطعه من جواه. إلينا قالت لأمي إن أنجلينا فضلت تعيط أول كام أسبوع، وإن القصر بقى شكله أضلم من غيرها هناك. قالت إن الشخص الوحيد اللي شك إن حد في القصر متورط كان فرانشيسكو، بس بسرعة قرر يسيب الفكرة دي لوحدها لإنها كانت بتغضب فالينتي أكتر. فالينتي بدأ يبقى راجل قاسي، ومحدش بما فيهم أخته قدر يغير ده. حتى بعد كل المعلومات دي، أمي كانت لسه خايفة ترجع.. بل يمكن خافت أكتر. أمي كتبت إنها كانت خايفة من اللي هيحصلها لو فالينتي عرف إنها حامل في ابنه وهربت. هما عمرهم ما اتكلموا عن الأطفال، فأمي مكنتش عارفة هو ممكن يحس بإيه، ناهيك عن إنه ممكن يتصرف إزاي بكل غضبه الجديد ده.

فأمي غيرت اسم عيلتها من سميث لـ ميلر، ونقلت على فلوريدا.. وهناك ولدتني. عرفت إن أول كام شهر من حياتي قضيتها في فلوريدا، في فندق باسم مستعار ريا جيمس. باين إن الاسم ده كان بيفكر أمي بأسماء الجواسيس عشان كده اختارته. بعد ما بقيت عندي سنة، نقلتنا على نيويورك وهناك بدأت تشتغل في محلات كبيرة، وبتسيبني في رعاية جارة عجوزة موثوق فيها اسمها فران. لما بقيت عندي خمس سنين تقريباً، قررت تساعد في فتح ملجأ وبقى زي شغلها الحقيقي من غير فلوس، كانت بتصرف كل الفلوس على الملجأ واللي فيه.. لإنه هي نفسها في يوم من الأيام كانت ست حامل اضطرت تنام في ملاجئ مش آمنة. كانت في يوم من الأيام بلا مأوى وخايفة. كانت عايزة تكون السبب إن غيرها يقدر يحس بالأمان والرعاية. سمّت الملجأ "ملاذ أنجل الآمن للتايهين" على اسم البنت اللي في يوم من الأيام كانت بتناديها صديقة وأخت.

مع إني كبرت، أمي فضلت تكتب في يومياتها قد إيه أنا بتصرف زي أبويا بالظبط. قالت إني شبهها بس بشعره الغامق، على عكس شعرها الأشقر الداكن. قالت إني عندي فضولها وقلبها الطيب لمساعدة الآخرين، بس مع طباعه وروح الدعابة بتاعته.. كنت تركيبة خطيرة. كتبت إنها اندهشت إزاي أنا عمري ما قابلته بس عندي كتير من صفاته، زي إزاي أنا بفكر زيادة وبراقب كل حاجة، حتى أصغر التفاصيل. كتبت كمان إنها متأكدة إني خدت جرأتي منه، مع لساني السليط.. لإنها هي مكنش عندها ولا ده ولا ده. هي بس كان عندها لحظة جرأة واحدة وهي إنها تفضل في الطيارة وتروح إيطاليا، عشان كده عمرها ما دفعت نفسها تبقى جريئة تاني.

أمي كمان كتبت في يومياتها إنها كانت خايفة إني أطلع زي أبويا وعيلته. كانت قلقانة لإني كان عندي ميل للعنف، وكنت بتدخل في خناقات في المرحلة الإعدادية. كنت دايماً بحاول أساعد الأطفال التانيين إنهم ميتبهدلوش زي ما هي كانت هتعمل، فعشان كده مكنتش تقدر تعاقبني على محاولتي إني أعمل الصح. لكن أنا كنت بتعامل مع الموضوع بطريقة زي ما أبويا كان هيتصرف بيها، عن طريق إني أضرب المتنمر جسدياً وأوقعه.








أنا فاكرة إنها كانت دايماً بتقول "العنف عمره ما كان حل"، اللي أنا، وأنا عندي ستاشر سنة، رديت عليها: "هو حل لو حد بيحاول يقتلني. عايزاني أعمل إيه، أقف أتفرج وأموت؟". واللي أنا شخصياً شايفة إنها نقطة مهمة جداً.

مع الوقت، أمي كانت بتكتب بطريقة تخليها تبان ممتنة إنها قابلت أنجلينا وفالينتي. أدركت إنها ممتنة إنها راحت إيطاليا، مع إنها اعترفت إنها متمنتش تروح هناك تاني أبداً.. لإنه لو مكنتش خدت الخطوة دي، مكنتش هتحب، ولا هتحس يعني إيه يكون عندك أخت، ولا كان زماني أنا موجودة.

في آخر يوميات حياتها، لقيت جواب مكتوب عليه اسمي من ورا، ففتحته بتردد وحرص شديد.

"عزيزتي توري، لو بتقري الجواب ده، فده معناه إن وقتي في الدنيا انتهى. وده كمان معناه إنك بنت أمك، لإنك سمحتي لفضولك يسيطر عليكي. صح؟ دلوقتي ممكن تكوني زعلانة مني إني سيبتك لوحدك، بس أنا دايماً هكون جزء منك.. ودلوقتي أنا مبقتش بتعاني. أنا عارفة إنك هتكوني بخير. أنتِ شجاعة، وذكية، وجميلة، وواحدة من أقوى الناس اللي تشرفت بمقابلتها. مفيش ذرة شك واحدة في بالي بتقولي إنك مش هتقدري تعتمدي على نفسك.

أنا عارفة إنك لو بتقري الجواب ده، فأنتي على الأرجح قريتي يوميات حياتي، أو مذكراتي زي ما بحب أسميها. أنا متخيلة إنك غضبانة ومحتارة ليه عمري ما قولتلك أي حاجة من دي. كل اللي أقدر أقولهولك إني كان عندي أسبابي، بس كان لازم أقولك. أنا آسفة، وأتمنى تسامحيني. اعتقدت إني بعمل الصح عشان أحميكي وأنتِ صغيرة، ولما كبرتي وبقيتي تقدري تعتمدي على نفسك؛ اكتشفت إني عندي سرطان. بقيت أنانية بوقتي اللي فاضل معاكي، كنت عايزاه يبقى احنا بس أي وقت فاضل ليا، أنتِ عمرك ما كنتي بنتي بس، أنتِ كنتي كمان أحسن صديقة ليا.

أتمنى تقدري تلاقي في قلبك الكبير ده وتسامحيني إني خبيت عليكي.. وأتمنى في يوم من الأيام تفهمي ليه عملت اللي عملته.

بصراحة، أنا بس كنت عايزة أحافظ على أماننا احنا الاتنين.

عشان كده لما وريتي اهتمام بالقتال، وكان عندك كتير من صفات أبوكي.. وديتك دروس لإني كنت عارفة إن أول ما أقولك مين أبوكي الحقيقي، هتحبي تلاقيه.. وهتحتاجي تعرفي إزاي تحمي نفسك.

أنا حبيت أبوكي مع إني كنت معاه لوقت قصير بس. حبيت إني عرفت أنجلينا زي أخت ليا. حبيت أتكلم مع إلينا وفرانشيسكو زي العيلة، وإيطاليا كانت زي الحلم، وأنا عارفة إنك كنتي دايماً عايزة تروحيها.

بس كنت خايفة أرجع ومصابة بصدمة عميقة، ومكنتش دي الحياة المثالية ليا. مكنتش حياة ليا أصلاً. مكنتش أنتمي هناك.. بس لو اخترتي تتواصلي معاهم، أنا هتفهم.

دلوقتي أنتِ كبرتي، وعارفة إزاي تحمي نفسك. هما عيلتك، وأنتِ تستاهلي فرصة إنك تقابليهم. أنا مكنتش بتواصل مع أي حد فيهم، بس كنت بتابع أخبارهم لما كنت بقدر. الملف اللي اسمه "فيراري" فيه كل المعلومات اللي هتحتاجيها.

من فضلك احرقي اليوميات دي، والجواب، والملف ده لما تخلصي منهم كلهم. لو أي حاجة منهم وقعت في الإيد الغلط، ده هيعرضك للخطر بس. بحبك يا حبيبتي. خلي بالك من نفسك.. ودايماً افتكري أنتِ مين. إياكي تخلي أي حد ياخد ده منك.

مع كل حبي، ماما"
بعد ما قريت جوابها، بدأت أقرا ملف "فيراري". مكنش فيه كتير غير كام اسم وألقاب بس. كان مكتوب إنهم كلهم عايشين في إيطاليا، بس هي كانت عارفة إن أنجلينا عندها ملجأ في كاليفورنيا، وإن أمي كانت فاكرة إن عندهم شغل في نيويورك بس مكنتش متأكدة.

~ المافيا الإيطالية ~
فالينتي فيراري {الدون المتقاعد}
أنجلينا فيراري كوستا {أخت الدون المتقاعد}
ريكاردو كوستا {صهر الدون المتقاعد}
فرانشيسكو موريتي {المساعد المتقاعد}
إلينا موريتي {مرات المساعد المتقاعد}
لوكا موريتي {ابن المساعد المتقاعد / الدون الحالي}
وأخيراً فيكتوريا نيكول ميلر فيراري {البنت السرية للدون المتقاعد}

بعد ما قريت ده، بدأت أحرق كل حاجة زي ما أمي طلبت.. ودلوقتي دماغي بتلف شوية. مش عارفة بالظبط إيه اللي المفروض أعمله..

لكن، أنا عارفة إن فضولي هيكسب وهيسيطر عليا في الآخر.. أنا هعملها وأخلص منها بسرعة زي البلاستر.

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء