لما لقينا بعض - روايه رومانسية
لما لقينا بعض
2025, هاني ماري
رومانسية
مجانا
اكتشفت إن أحلامها في الحياة مختلفة تمامًا عن اللي أهلها المتدينين رسموها لها. في نفس الوقت، بنشوف لايل كوبلاند اللي بيواجه ماضيه الصعب بعد ما والدته بتطلع من السجن. هي قصة عن اكتشاف الذات والتعافي، وإزاي ممكن نلاقي طريقنا الخاص حتى لو الظروف كانت صعبة. كل ده بيدور في إطار عيلة مزرعة بورت اللي بنشوف ولادها بقوا كبار ووراهم حكايات كتير.
لايل
شاب عدّى بظروف صعبة جدًا وهو صغير. كان فاكر إنه خلاص قدر يتجاوز الماضي، لكن خروج أمه البيولوجية من السجن بيرجّع له كل المشاكل تاني. بيحاول يلاقي طريقه بعد كل اللي شافه.هارلو
نت اتربت في بيت متدين جدًا، وكانت فاكرة إن حياتها ماشية في طريق محدد: جواز وأسرة. لكن بعد ما فسخت خطوبتها، بدأت تكتشف إن عندها أحلام وطموحات مختلفة عن اللي أهلها كانوا عايزينه ليها.جيس
ابن عم لايل وصاحبه المقرب. هو الوحيد اللي عارف بخطوات لايل ومشاكله، ودايمًا بيكون سند ليه.
شخصيات القصة لايل كوبلاند هارلو روز جيس ألكسندر آبي ديكون ألكسندر مايلز لي -------------------- هارلو روز كانت عارفة بالظبط المفروض تطلع إيه لما تكبر، لحد ما ده ما بقاش حقيقي. هارلو اتربت في بيت متدين جداً، وحياتها كانت بتتلخص في كام هدف أساسي: تخلص ثانوي، تلاقي جوز، وتعمل أسرة. بعد ما سابت "الراجل المسيحي المثالي"، هارلو اكتشفت إن فكرة أهلها عن حياتها المثالية ممكن ماتكونش هي دي حياتها. لايل كوبلاند عدى عليه في سنين مراهقته اللي قبل الـ 13 سنة أكتر بكتير مما ممكن أي حد يستحمله في حياته كلها. هو كان فاكر إن كل ده وراه وإن خلاص مستعد يكمل حياته. أيامه كانت مليانة شغل مزرعة صعب ومساعدة في السيطرة على إخواته التوأم اللي عندهم عشر سنين. لما عرف إن أمه البيولوجية اللي مفيش علاقة بينهم هتخرج بدري من السجن، حس إن الدنيا بتتهد فوق دماغه. "بنجد نفسنا" هي أول قصة في سلسلة "الجيل التاني" لعائلة مزرعة بورت. الولاد الصغيرين اللي شوفناهم بيكبروا بقوا دلوقتي رجالة، ويا سلام على المشاكل اللي بتلاحقهم. القصة دي للكبار فقط وفيها مواضيع كتير للكبار. لو المواضيع دي بتضايقك، من فضلك حافظ على صحتك النفسية قبل أي حاجة تانية. القصة دي عمل خيالي. الأسماء والشخصيات والأماكن والأحداث هي نتاج خيال الكاتب أو مستخدمة بشكل خيالي بس. أي تشابه مع أشخاص حقيقيين أو أماكن أو أحداث شغل أو مواقع هو صدفة بحتة. استمتع بالقصة! ----- لايل كوبلاند الأمهات المفروض يكونوا أكتر حد بيشجعك، مشجعك رقم واحد، سندك وضهرك وكل حاجة. المفروض الحب من غير شروط ده يجي منهم طبيعي. المفروض يكونوا كل الحاجات دي وأكتر، بس لو مكنوش كده؟ لسنين كنت شاكك إن أهلي مكنوش عايزين يجيبوني أصلاً. مش لدرجة إني ألوم أبويا لما عرفت أكتر عن علاقته بأمي. أنا متأكد إن أمي جابتني بس عشان تستخدمني ككارت ضغط ضد أبويا. لما بفتكر طفولتي، كل حاجة بتبان منطقية. الذكريات الحلوة اللي عندي كانت اللي قضيتها مع أبويا، مش معاها هي. ولما طلقوا أخيراً، كنت مبسوط بفكرة إني هعيش مع أبويا، بس الأمور ما مشيتش كده. الدنيا اتقلبت لما الاتنين طلقوا. راجل جديد، راجل كنت فاكر إنه أعز صاحب لأبويا، عزّل عندنا وهما الاتنين كانوا متوقعين مني إني أتعامل معاه كأنه أبويا. ده ما كانش هيحصل، أنا كنت بحب أبويا. حتى الويك إندات اللي كنا بنقضيها في شقته اللي أوضة وصالة كانت أحسن من إني أقضي وقت مع أمي. من بره، بيتنا كان شكله طبيعي خالص، بس الأمور كانت أي حاجة غير كده. تروي وأمي كانوا بدأوا ياخدوا مخدرات. كنت عارف إن ده غلط وكنت فكرت إني أقول لأبويا لأني كنت فاكر إن ده معناه إني ممكن أعيش معاه، بس أمي قالت لي إني عمري ما هروح مع أبويا، وإنهم هيبعتوني لخدمات رعاية الأطفال بدل كده. كنت أفضّل إني أشوف أبويا مرة في الشهر على إني مشوفوش خالص. الموضوع فضل كده لحد ما صاحبة أبويا، بروك، شافت أمي بتشتري مخدرات، وقتها الدنيا اتقلبت. بعد ما كل حاجة انكشفت، الحقيقة كلها بدأت تظهر وأمي وتروي كانوا في السجن وأنا كنت عايش مع أبويا وكنت فاكر إن كل حاجة بيرفكت... لحد ما مبقتش كده وخلصت بخطف، وإنقاذ، وأمي اللي بيتقال إنها أمي اتحبست على حاجات كتير. كل ده وصلنا للنهاردة. محدش يعرف إني هنا غير ابن عمي جيس. هو قال إنه هيجي معايا، بس ده كان حاجة محتاج أعملها لوحدي. صوت الشاكوش وهو بيخبط على الترابيزة لفت انتباهي تاني. بصيت لفوق وشفت أمي البيولوجية واقفة مع محاميها. كانت لابسة هدوم عادية وشعرها كان رمادي. كانت شكلها أكبر بكتير مما فاكرها، بس أظن ده اللي بيحصل بعد 13 سنة في السجن. "يا مدام كوبلاند، من فضلك قومي." القاضي وجه كلامه ليها... لمورجان وقامت وقفت مع محاميها. "محاميكِ قدم بيان مقنع لجلسة الإفراج الشرطي بتاعتك. تحبي تقولي أي حاجة للمحكمة دي قبل ما أخد قراري النهائي." "آه نعم، شكراً يا سيادة القاضي." لفت للمحامي بتاعها وهو أداها ورقة عليها شوية ملاحظات. "على مدار العشر سنين اللي فاتوا، أنا كرّست نفسي لله ويسوع المسيح. الوقت ده في السجن أداني فرصة إني أدرك إني كنت عايشة حياة مش نقية وده في الآخر سبب أذى لناس أنا عمري ما كنت أقصد أأذيهم. صليت في العشر سنين اللي فاتوا عشان الغفران منه ودلوقتي بطلب نفس الغفران من المحكمة دي." استمرت تتكلم لدقايق تانية ولقيت نفسي بقلب عيني على حاجات كتير قالتها. واضح إنها مش فاكرة الحاجات اللي خلتني أمر بيها. الإيذاء العاطفي، الأوقات اللي خلوني أقعد في أوضتي ومطلعش منها غير للمدرسة، إزاي هي عملياً بعدتني عن أبويا بالرغم من إني كنت محتاجه في حياتي بشدة. "عندنا التقارير الطبية عشان نبص عليها؟" القاضي رجع تاني كلم محامي مورجان. "أيوة يا سيادة القاضي. حضرتك هتشوف إنها في العشر سنين اللي فاتوا عمر ما كان عندها أي مواد غير قانونية في جسمها. أنا كمان دخلت كدليل أقوال الحراس، المعالج بتاعها، والقسيس الموجود في السجن. بكل المقاييس، مورجان كوبلاند هي ست مختلفة عن اللي دخلت السجن بعد كل السنين دي." بصيت بتركيز والقاضي وهو بيبص على كل الأوراق اللي قدامه وبيفضل يبص على أمي. أخيراً قلع نظارته وحطها فوق الورق وشبك إيديه في بعض. "يا مدام كوبلاند، المحكمة دي مقتنعة إنك استوفيتِ الشروط للإفراج الشرطي والإفراج المبكر. خليكي عارفة إنك هتقضي بقية مدة عقوبتك تحت المراقبة ومن ضمن شروط المراقبة دي هو استمرار أمر عدم الاتصال بشريكك السابق." "بالإضافة،" كمل كلامه، "هيتطلب منك القيام بـ 50 ساعة خدمة مجتمعية في الشهر وهيتطلب منك تحضري جلسات استشارية مع معالج هيحدده لكي مسئول المراقبة بتاعك. هل تفهمين شروط إطلاق سراحك؟" "أيوة يا فندم... قصدي... يا سيادة القاضي." "قراري اليوم نهائي، يا مدام كوبلاند أنتِ مفرج عنكِ من حكمك الأصلي اليوم. هيتم اصطحابك تاني للسجن عشان تستلمي متعلقاتك وتتعرفي على مسئول المراقبة بتاعك وبعد كده ممكن يتم الإفراج عنكِ تحت المراقبة." الشاكوش خبط على الترابيزة تاني وأمي نطت في حضن محاميها. وهي بتلف، عينيها جت في عيني في آخر صف في قاعة المحكمة. بدأت أقوم، عايز أمشي من هنا، بس بالرغم من مرور 13 سنة، هي لسه عرفتني. "لايل، حبيبي، هو ده أنت؟" مكنتش عايز أكلمها، فمشيت بسرعة ناحية المخرج، بس لسه سمعتها بتعيط عليا. مبصيتش ورايا والأبواب بتاعة قاعة المحكمة قفلت وجريت على أقرب حمام. فتحت المايه في الحوض ورشيت مايه على وشي لحد ما حسيت إن نوبة القلق دي بتسيب جسمي. مفيش أي سبب تاني يخليني أكون في المدينة الغبية دي، فمشيت ناحية عربيتي بقصد إني أسوق الأربع ساعات راجع البيت النهاردة، بس لما وصلت لموقف العربيات لقيت الجزء الخلفي من عربيتي القديمة نايم على الأرض. كل ما بقرب، بشوف إن عندي مش بس كاوتش نايم، لأ دول كاوتشين. "هو أنت بتهزر ولا إيه؟ إزاي القرف ده حصل؟" وانا بلف حوالين العربية، شفت بوضوح المسامير المتناثرة في المكان اللي ركنت فيه وشوية على شمالي ويميني كمان. بكاوتشين نايمين، اختياراتي محدودة جداً. مش هقدر أرجع البيت على كاوتش استبن واحد ومفيش عندي اتنين. مكالمة سريعة لميكانيكي محلي وعربية ونش في الطريق عشان تيجي تاخد عربيتي القديمة وتوديها أقرب ورشة. للأسف، الراجل اللي كان على الخط قال إنهم هيقفلوا قريب، بس هيحطوا فيها كاوتشات جديدة. بعد عشرين دقيقة عربية الونش وقفت وراجل كبير في السن، أقول عنده ستينات كده، بدأ يوصل عربيتي. "عربية حلوة اللي معاك دي يا شاب." "شكراً، كانت واحدة جدي كان راكنها ومش بيستخدمها في واحدة من الحظاير بتاعته، أنا وأبويا ساعدناه نصلحها لحد ما خليناها تمشي تاني." افتكرت ذكريات تصليح الشيفروليه موديل 1970 مع أبويا وجدي رسمت ابتسامة على وشي. محدش فينا كان يعرف كتير عن العربيات، بس بين اليوتيوب والراجل في محل قطع الغيار، عرفنا نظبطها. "شكلها حلو، ده أكيد. ولا يهمكش بقع الصدا دي، بتفكرني بالأيام الحلوة زمان لما كان عندي واحدة شبهها." انحنى عشان يتأكد من شغله وبعدين رجع تاني قدام عربية الونش مكاني. "يبقى أنا هاخدها لسنايدر." "أيوة يا فندم، لو معندكش مانع." "في طريقي للبيت. محتاج توصل لأي مكان؟" "تعرف أي موتيلات قريبة، يمكن حاجة فيها مكان أكل على بعد مسافة مشي؟" "طب ما تركب وأنا هوصلك للإكسبريس إن. فيه بار صغير شكله مش تمام جنبه، بس موجود من أيام ما كنت في الجامعة والأكل فيه سخن والبيرة ساقعة." "الاثنين دول حاجات عظيمة. شكراً." قبل ما ينزلني عند الإكسبريس إن، اديت السواق، ستيف، رقم كارتي عشان يحاسب على السحب. سجلت دخول في أوضة لليلة ورميت نفسي على السرير في حالة إرهاق. مش عارف كنت فاكر اليوم ده هيمشي إزاي، بس إني أكون هنا دلوقتي، ما كانش ده خالص. تليفوني رن على ترابيزة السرير وشفت اسم ابن عمي جيس بيظهر على الشاشة. هو الوحيد اللي كان يعرف أنا رايح فين النهاردة وغالباً كان عايز يطمن. يا لهوي على القصة اللي عندي أقولها له. "إيه الأخبار يا صاحبي؟" "اليوم مشي إزاي؟" "مش هكدب عليك، كان متلخبط شوية. هي عرفتني، وده كان غريب جداً. وبعدين كدت تجيلي نوبة هلع في حمام المحكمة. وبعدين عربيتي الزفت كاوتشينها ناموا." "يا لهوي، محتاجني أجيلك؟" "لأ، أنا كويس. فيه مكان هنا عنده الكاوتشات دي وهيزبطها بكرة. لقيت فندق رخيص وهقضي الليلة هنا." "بلغت مامتك قبل ما تتصل تتجنن عليك؟" "لأ، هبعتلها رسالة. ممكن تغطي مكاني بكرة؟" "مفيش مشكلة، بحب أعمل إطعام الصبح لوحدي." "كنت عارف إنك هتقول كده يا قذر. هروح أكل حاجة ويمكن أكل برجر. أنا مديون لك كتير." "هفتكر ده. بلغني لو لسبب ما مقدرتش ترجع البيت بكرة." "تمام. سلام." "اشوفك." قفلت التليفون وبصيت على نفسي بسرعة في المراية. كنت شكلي وحش وأنا متأكد إني ريحتي وحشة شوية، بس ده كان تمثيل بصري إلى حد ما لإحساسي دلوقتي. اليوم كان زبالة وكنت عايز أرجع البيت، بس حالياً بيرة ساقعة وبرجر سخن جنب الفندق هينفعوا.
تعليقات
إرسال تعليق